أستاذي العزيز وأخي الكريم الأديب الاعلامي علي موسى الحسين
أن البنيان السردي الذي يتخذ من المفارقات حتمية الظهور في الوجود الإنساني يعطي الابعاد الكبيرة في فهم تجربة الإنسان ضمن حركة الوجود والتأمل فيها وما يجعل النص السردي ذات تركيب جوهري في البحث عن المعنى في الإنسان الذي يحمل الزمن التعقلي لكل مفردات التظاهر الاجتماعي , لأن الأنساق الاجتماعية تحدد طرق السلوك البشري ضمن القيم والأعراف فهذه الأنساق للمجموعة القيمية تحدد سلوكية الفرد ضمن هذا المجتمع.
ونجد هناأنك سيدي قد وضعت قيم العقل والقيم التي هي خارج العقل أي العقل الغير مدرك لهذه القيم المستقرة في الإنسان وهذا يحدث نتيجة الضغط الحاصل باتجاهه من قبل القيم الإدراكية في سلوك الفرد.
إنك سيدي ااستطعت أن تبني هرم السرد من خلال مفهوم العقل الذي هو الغائب الحاضر في وجودية الحضور ضمن تراكيب سردية موحية بفهم النموذج لعملية فقد العقل (بالشرود) وفي نفس الوقت أعطيت لزمن العقل القوة التي تعطي للفهم مشروعة الحياة في بعدها النفسي والتركيبي لعدم وجود العقل ...
ومهما حاولت /الولوج الى هذا العالم المغلف بالتأملات والافتراضات لتحدد ماهية الحدث المرتبط بالعقل ومن أجل أن تبني تراكم الأحداث على صورية هذه الأحداث و تعطي للمعنى المخفي داخل النص عمق الحدث الداخلي ضمن الوعي في مكاشفة لكل ما يأتي من نسق الفكرة التي تعطي فكرية الإظهار لأن التناظر الداخلي ما بين العقل وخارجه من أحداث لا تخضع للمنطق في المسار التأويلي الذي يحدد ثيمة الترابط الدلالي الذي يوحد بين المصائر.
هنا سيدي أنك اعتمدت من خلال الكشف عن إجراءات السردية لخطين متوازين الخط الأول هو الباطن من خلال الإدراك المظهري لشخصنة التحرك ومن خلال انعكاسها على التصرف الظاهري وأرتبط هذه الحركة بحركة اللاوعي حين تفقد مجموعة الإدراك الوعي الجمعي ضمن المساحة الاجتماعية.
هنا حددت سيدي مهيمنات السرد في رسم سمات الشخصية المحورية في القصة وحددت ما تمثل هذه الشخصية من القدرة على الإتيان بمنطق العقل وهو الفلسفة فالفلسفة هنا تمثل حالة الإدراك الكامل لحركة المنطق في الوعي الحضوري الوجودي ضمن مسيرات الحياة , كما أنها اعطيت القدرة على استنطاق الحياة بشكل الذي يعطي للعقل قدرته في اكتشاف أسرار الحياة عن طريق فهم ما هو جوهري وما هو ظاهري أي القدرة العالية على الوعي بكل إشكالات الحياة.
والاتصال هنا الخيط الذي يربط الخط الدرامي في تصاعد الأحداث ضمن نسق المعنى الموصل الى الحقيقة السردية ضمن القصة، أي أنك هنا استطعت الربط بين الأحداث و لكي تحدد الانتقال بشكل ترابطي بحيث لا تفقد القصة الخط الدرامي للحدث الموصل الى المعنى النهائي في القصة و تحدد الانتقال بشكل اعتيادي وليس مقطوع في سلسلة هذا الحدث أي أنها لا تقف على الأحداث بل تربطها بالوحدة العضوية داخل تصاعد الخط السردي .
أجد هنا أنك انتقلت الى الحد الفاصل ما بين الوعي واللا وعي أي ومن العقل ولا عقل ولكي تثبت على قدرة العقل لهذه الشخصية على الإدراك ضمن الحدوده النفسية، هنا الصورة تحدد قيمة الصراع داخل هذه الشخصية وأزمتها الفكرية وما تنتج من فوضى فكرية داخل نفسه بسبب تناقضه مع خط الشروع لدية مع مسيرة الحياة التي تقدمت عليه بمنهجية الحياة.
كانت قصتك رائعة من ناحية البنية السردية الداخلية و الخارجية للشخصية الرئيسة أي أن الحدث السردي كلما تقدمت به اعطيت المعنى الصوري لذهنية الشخصية دخل القصة وتبقى في مركزية الحدث المعنوي.
أن قدرتك الأدبية زميلي هي الكفة الراجحة في نهاية الامر، ولا أجد نفسي إلا أن أمد يدي لك مصافحا..وذراعي معانقا.. ولساني يردد: لله ما اروعك!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]________________________________________________________________________
التوقيع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
