[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جامل عدّوك ما استطعت فإنه .. بالرفق يُطمع في صلاح الفاسد
واحذر حسودك مااستطعت فإنه .. إن نمت عنه فليس عنك براقــــد
إنّ الحسود وإن أراك تودّداً .. منه أضّر من العـــــــــــــدو الحـــــــــــاقد
ولربما رضي العدوّ إذا رأى .. منك الجميل فصار غــــــــــير معاند
ورضا الحسود زوال نعمتك التي .. أُوتيتها مــــــن طارف أو تالد
فاصبر على غيظ الحسود فنارهُ .. ترمي حشاه بالعذاب الخالد
أو ما رأيت النار تأكل نفسها .. حتى تعود إلى الرماد الـــــــــهامد
تضفوا على المحسود نعمة ربه .. ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
قسّم الله سبحانه وتعالى أعمال العباِد إلى أعمال قلوب وأعمال أبدان ’ ورتّب على هذةِ وهذةِ أُجوراً وأوزارا ’ ولو تأملّنا قليلاً ودققّنا وتمحصّنا لوجدنا بأن أعمال القلوب أعظم من أعمال الأبدان .
وسوف أتطرّق إلى الخطيئة التي يعلمـــها الكثير وأكتوى بنارِها العديـــــد ’ فهي تأكل الحسنات كما تأكُل النار الحطب ’ وفرقّت بين الأبناء وآبائهم والإخوان من الرحم الواحد ’ وزرعت الشقاق والبغضاء بين الأصدقاء والزملاء والأخلاّء ’ ولم يسلم من ذلك كُلـــّة إلاّ القليل من اليسير .
الحســــد .. وما أدراكـــم مــا الـــحسد ’ فأظلم الناس هو الحاسد ’ فإنهُ يحكم عليك لا لـــك ويحكم قبل أن يسمع الدعوى وقبل أن يسمع من الشهود ’ فالبخيل تُداوية بالمال والغضبان تُداويه بأن ترضية إلاّ الحاسد ’ فلا يُرضية سواء زوال النعمة التي أسبغها(سبحانه وتعالى) عليك ’ فهو مُركّب على الحسد فهـــو كالذبـــاب الذي لايقـــع إلاّ علـى الجرح .!!
إن الإنسان إذا رأى نعمةً عند آخــر فلا يخلوا ذلك من أُمور وهــي (إما أن يتمنى مثلها مع بقائــها عند الأول ’ أو يتمنى زوالها من صاحبة وإنتقالها إلية ’ أو زوالها من صاحبة حتى ولو لم تنتقل إلية) , فالقضية ليست في وقوعها بالقلب ’ إنما في إظهارة والإنجراف معة ’ فما خلا جسد من حسد ’ ولكن الكريم يُخفية واللئيم يُبديــــة .
نراةُ أي (الحاسد) يُحب ويشتاق ويتحيّن الفرص ’ لأجل الإنقضاض على عيوب الآخرين ويتصــيّد الزلاّت والسقطات والأخطاء ’ فهو ينظر إلى الجوانب المُظلمة في حياة الناس ويتجنّب النواحي المُشرقه في حياتـــهم .
أخرج أبن ماجة من حديث عبدالله بن عمرو (رضي الله عنه) قال : قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلّم) : أي الناس أفضل ..؟
قال : (كل مخموم القلب ’ صدوق اللسان) قالوا : صدوق اللسان نعرفة ’ فما مخموم القلب ..؟
قال : (هو التقي النقي ’ لا إثم فية ولابغي ولا غل ولا حسد) .
كم من مريض بهذا الداء في قلبة ’ يتقّطع ألماً وحسرةً لأن فلان ربِح في تجارتة ’ وآخر نجح في دراستة , وزيداً بورك وتوفقّ في زواجة وأنجب ذُريةً صالحة ’ وفُلان من الناس أو أقرب المُقرّبين قد علا شأنة وزادت مناصبـــة .
كم نُشاهد من الناس يعيش همّاً وغمّاً وعناءً وحرقة مُستمّرة ’ يتقلّب على فراشة والغيظ يعتصرة والجفن مُنهمك في سهرة ’ لأن فقيراً أغتنى أو مريضاً شفى ’ أو عقيماً رزقه الله ,,,,
أيا حاسداً لي على نعمتي .. أتدري على من أسأت الأدبِ
أسأت على الله في حُكمِهِ .. لأنك لم ترض لي ما وهبِ
فأخزاك ربي بأن زادنـــــي .. وسّد عليك وجوه الطلــــــــــبِ .
إن المعبود سبحانه وتعالى ’ قد أنعم على الإنسان بِنعم كثيرة لا تُعّد ولا تُحصى ’ ومرّد ذلك في (حَكمــــة) لايعلمــها ســـواه ’ وهو المُدبّر لِكُلِ شئ , والعارف ببواطن الأُمور .. فلِم الإعتراض أيُــّها الإنسان الفقير والضعيف على حكُم الخالق الجباّر ..؟؟
مــــنّ مــنّا لـــم ينكــــوي بنار الحســـود ’ والقلب الحقـــود , مـــن أعمــــى البصر والبصـــيرة ’ والنفــوس الضغيــــنة ’ التي أستشــرت الأمراض والأوبـــئه في أبـــدانِــــها حــتى أضحــت كأعجــاز نـــخل خاويـــــة .
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
