جياع الحياة ؟؟؟؟

مقالة رائعه اخي وليد العرف 

و تعريف وافي لحالة البشر في هذا الزمان 

زمن  تهاوت كل القيم و المباديء الجميله و لم يبقى سوى حوار المال 

ذوات السلطه و المال هم الواقفون على القمة ولهم الحق في كل شيء 

لا ينظرون الى من هم دونهم لان المال قد اعمى بصائرهم و نسوا الانسانية و الرحمه 

و هذه من علامات الساعة سيدي 

كل القيم و المباديء و الاديان لم يعد لها مكان بينهم

نسوا او تناسوا بانهم خلقوا من التراب و مرجعهم الى التراب 

و لن يبقى الا وجهه ربك ذو الجلال و الاكرام 

ربي يبعدنا عنهم و يبعدهم عننا 

مع جل احترامي لك سيدي و لكلماتك الراقيات

الاستاذ الاديب الكبير القدير وليد العرف سلام الله عليك محمل بكبير الاحترام والشكر لشخصكم المكرم
الجُوع اسم للمَخْمَصةِ وهو نَقِيضُ الشِّبَع والفعل جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً فهو جائعٌ وجَوْعانُ والمرأَة جَوْعَى والجمع جَوْعَى وجِياعٌ وجُوَّعٌ وجُيَّعٌ قال بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُيَّع شَبَّهُوا باب جُيّع بباب عِصِيٍّ فقلبه بعضُهم وقد أَجاعه وجَوَّعَه قال كان الجُنَيْد وهو فينا الزُّمَّلِقْ مُجَوَّعَ
انه الجووووووووع مرض وكارثة نزلت على امة هذا العصر
والله يَنتابني العجب كل العجب وفي أحيانٍ كثيرة الشَّفقة على من تزداد شراهتهم وجوعهم للجري وراء اطماع المناصب وجمع الاموال وتجدهم من الاوائل المتشدقين بالشرف، وحمل الأمانة التي أَبَت السموات والأرض أن يَحمِلْنَها، وأَشفَقْنَ منها، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].
والسؤال المطروح عند كل عاقل ألا يَعْلَم هؤلاءِ أنها أمانة، ويوم القيامة خزي وندامة؟ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث، عن أبي ذَرٍّ، قال: قلتُ: يا رسول الله، ألا تَستَعْمِلني، قال: فضرب بيدِه على منكبي، ثم قال: ((يا أبا ذَرٍّ، إنك ضعيفٌ، وإنها أمانةٌ، وإنها يوم القيامة خِزيٌ ونَدَامة، إلا مَن أخذها بحقِّها، وأدَّى الذي عليه فيها)).
وعن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ألا كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّته: فالأميرُ الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ رواه مسلم.
وإذا كان القرآن يقول لنا: ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فمن الواضح أن تغيير ما بالنفس لن يتم إلا عن تغيير ما بالفكر
فجياع الفكر اقزام وكلهم يلهثون وراء الحياة ناكرين زوالها
فلا ننكر اننا نعيش وسط أمة كلما تحدث كبار وصغار سياسييها ورجال دينها عن الأخلاق فسدت، وكلما تحدثوا عن النزاهة برز الفساد، وكلما تحدثوا عن الشفافية تعكرت، وكلما تحدثوا عن الحرية زيد بالقمع وتكميم الأفواه، وكلما تحدثوا عن العدل زاد الظلم، وكلما تحدثوا عن حقوق الأنسان إنتهكوه
أكثر من يتحدث بالأخلاق الأسلامية يتناساها لدى إنهائه خطابه الأخلاقي الأرشادي، وأكثر مسلمينا الجالسين مستمعين لا يطبقونها ولا يطيقونها، ولكنهم يطيقون ويطبقون فعل الشهوات والنزوات والطائفية والأحقاد.
فكلما حاولت ان تغير منكر وتخاطب العقول كما أمر الله بالحكمة والموعظة الحسنة بايات قرانية وأحاديث نبوية ليرد عليك أحدهم أن فلان وعلّان يقول قد اتخذوا مما يتم تلقينهم إياه ديناً ومن شهوات أنفسهم نهجاً ومن السياسة موجهاً فقد الفوا ابائهم على ذلك عاكفين
سُئل رسول الله (ص) عن العجل الذي عُبد زمان النبي موسى (ع) فقال (ص): (إن لكل أمة عجلٌ وعجل أمتي الدينار والدرهم).
يُظهِر المنافق خيراً ويكتم شراً ويضع مبرراً لنفاقه وشره فأول درب النفاق تبرير يقنع نفسه به ليعينه اول الأمر على مواجهة رد فعلٍ نفسيٍ لتأنيب الضمير وسرعان ما يضمحل التأنيب ليبقى النفاق متسيداً، وفي القران الكريم سورة كاملة إسمها (المنافقون) وايات كثيرة متفرقة للتنبيه من خطرهم الكبير وفداحته.
يخطابهم الله تعالى كاشفاً تلك الأزدواجية في التعاطي بأمور الدين بقوله: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)آية85/البقرة.
فما اكثرهم ايها الاديب القدير وليد العرف اليوم مزجوا فساد السياسة بفساد الدين ومن ثم بفساد الطائفية
كما نجد اليوم تُناصر الشعوب وأنظمة الحكم والدين ورجاله لا على أساس العلم والأخلاق والأنسانية والتعايش بل وفق التبعية
هنا تحضرني قصة عن اولياء الامر في قومهم زمان
ففي قصة عمر رضي الله عنه المشهورة لمّا خرج ذات ليلة يتفقد أحوال الرعية وبينما هو يسير في إحدى طرقات المدينة في آخر الليل وإذا به يسمع نلك المرأة التي تقول لابنتها (قومي فامزجي اللبن بالماء) قالت هذه الفتاة التي امتلأ قلبها بتعظيم الله تعالى والخوف منه ومراقبته قالت: ألم تسمعي منادي عمر يقول (لا تمزجوا اللبن بالماء) قالت الأم: إن عمر لا يرانا، فقالت هذه الفتاة الصالحة هذه المقولة التي تكتب بماء الذهب بل تكتب بدموع العيون قالت (إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا) لا إله إلا الله ما عظم هذه الفتاة وما أعظم ما تحمله من قيم ... لنا أن نتساءل: هل هذه الأسرة غنية.. طبعاً لا.. فهي أسرة فقيرة من أفقر أسر المدينة.. هل هي غير محتاجة.. طبعا لا.. فهي في أشد الحاجة... هل هذه الفتاة تتكلم والناس يسمعون فقالت هذا الكلام... طبعاً لا.. فهي تراقب الملك العلام سبحانه وتعالى.. لذلك عمر بكى في تلك اللحظات وأمر خادمة أن يعرف هذا البيت، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن زوجها ابنه عاصم فانجب ابنةً تزوجها عبد العزيز بن مروان فأنجب عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل المعروف..
اين نحن من الخوف اي خوف كخوف من الله الله اكبر عندما لا يخاف العبد الله احسبه والله خسارة فيه اسم انسان
اين نحن من زمن عمر اين نحن من القناعة والصدق في زمن جاع فيه الضمير وماتت القلوب
فحري بالعقول الحازمة أن تتبصَّر في الأمور، وتنظُر في العواقب، وألا يؤْثِرَ اللَّذَّة الحاضرة الفانية على ديننا وعقيدتنا، على اللَّذَّة الآجلة الدَّائمة الباقية
الاديب الاستاذ الكبير وليد العرف مقالك جد رائع وكبير زادك الله من كرم عطائه
جل تقديري لشخصكم مكرم
د/ الماسة نور اليقين

الاديب القدير/ وليد العرف


رايتك تتحدث عن شرائح متواجدة بمجتمعاتنا العربية
وهى نوعية من النفوس المريضة التى تستحل كل شىء
ودوما بطونهم فارغة مهما أكلوا لانهم لايشبعون

ويظلوا جياع الحياه
سلمت على روعه مقالتك وجمال تصويرك لهؤلاء الجياع
ارق التحايا واجملها