الموت يغطي كامل التراب العربي مقالة بقلم وليد العرف

وليد العرف كتب:

الموت يغطي كامل التراب العربي
لا أحد ينكر هذا الواقع بعد أن أضحت البلدان العربية
مرتعاً مفتوحاً وفضاء مغرياً لعدد من الأطماع السياسية
والإقتصادية .. ومجالاً مستدفاً ديناً وعقيدة وأرض بالمزيد
من الحروب والعدوان والصراعات النابعة من الداخل
والموجهة من الخارج لأغراض باتت معروفة لدى
القاصي والداني .. فمع الحروب والصراعات والخيبات
التي تعيشها معظم البلدان العربية .. تتفجر في النفوس
الهموم وترتع الأحاسيس ومشاعر الخوف على مصير
هذه الأمة التي أصبحت تحيا واقع مطبوع بالصراع
والخلافات التي تتحول إلى هزائم مريرة ودامية وهذا
قد يكون أبسط تعريف للوضع السائد اليوم..
فكل الأجواء المشحونة بهذا الصراع الحربي الدموي
والذي حول الأقطار العربية إلى أكبر حقول للموت
والقتل والدمار بشكل لم يسبق وأن سجل التاريخ العربي
مثيلاً له .. سوف يخلخل الكثير من المفاهيم والأفكار لدى
الكثيرين .. ولا شك أنه سوف يزعزع الكثير أيضاً من
القناعات والقيم والمبادىء واليقينيات وحتما ًآثارها النفسية
والذهنية سوف تكون عظيمة ومهولة بحيث يخيم شبحها
على أجيال كثيرة قادمة .. ناهيك عن فقدان الطمأنينة
والأمان وقد تمتد لعقود طويلة لا يعلم بها إلا الله .. وربما
تكون هذه أشد قسوة من الحروب نفسها ..
والمسألة الخطيرة هنا أن هذه الشعوب قد أنتدبت من
من الغرب لتحارب بعضها البعض .. كي يفقد العربي
طموحه وتخبو أحلامه .. ويصاب بحيرة وقلق من أمره
وهو يحاول أن يفهم ما يجري حوله .. ولتبقى جميع
التساؤلات مبهمة بدون جواب مقنع .. تساؤلات كلها
حزن وألم وذهول  (لماذا) وملايين من علامات الإستفهام
هذا هو عجزنا الذي يؤكد لنا يوماً بعد يوم أننا لا زلنا
نعيش في عصور الظلمة التي لا زالت ممتدة فينا حتى
النخاع .. أمم مفككة غير متماسكة متناقضة فيما بينها
تراكم هائل من الهزائم والفجائع .. عجز غير معقول
عن أداء الواجب المفروض تجاه الوطن . والأمة لا تعمل
سوى كتابة الشعارات الزائفة والتي لا تتعدى أنها مجرد
كلام في الهواء لا يسمن ولا يغني عن جوع ..عبارات
متشابهة لا معنى حتى لقولها لأنها لا تخدم الوطن ولا
حتى تروي عطش أفراده الذين يعانون الكبت والإطضهاد
الذي تمارسه السلطات ويمارسه المجتمع الذي أصبح
مجتمع مركب فوضوي كل أفراده على إختلاف وتنازع
دائم .. يضعون القرارات ويتغنون بالشعارات ويحددون
أعداء الأمة من الأمة ذاتها .. والأدهى من هذا كله
أن جميع الزعماء العرب.. ويرسمون في مؤتمراتهم
معالم الوحدة العربية على الورق فقط أما على الصعيد
العملي فلا شيء لاشيء يرى على أرض الواقع والأغظم
دهاء انهم كل يوم يخرجون علينا بمواويل جديدة
مثل مقاومة الإرهاب والتكفيريين وأخيراً مسألة الطائفية
بأبعادها ومظاهرها المختلفة الأوجه ونتائجا وإنعكاساتها
السلبية وتأثيرها على الجسم العربي ككل ..
كل هذه السيناريوهات لنفس المخرج ونفس المنتج ونفس
الجمهور .. المخرج الغربي والمنتج العربي .. لأن الدعم
من المال العربي والضحايا من العرب .. والجمور الذي
يشاهد هو الجمهور الصهيوني .. الذي يتلذذ على ما آلت
إليه الأوضاع المأساوية في أغلب ديار العرب والمسلمين
والتي لا زالت تصتدم بمعوقات شتى من أبرزها الإستبداد
السياسي ..... والذهن المحكوم بأفكار تقليدية بالية ..
تهيمن عليها الأقلية ضد الأغلبية .. ما أسفر عنه تراجع
القيم الأخلاقية أمام سلطات المصلحة والإستبداد .. وخلق
نظام فوضوي مقصود يراد به إرباك المجتمع العربي
وبالتحديد المجتمع المسلم .. بل والإنهيار الشامل لخريطة
وجودنا العربي .. بقلم وليد العرف في 28/5/2014

أديبنا الرائع الأستاذ/وليد العرف
سلم قلمك على هذه المقالة الرائعة و التي
جسدت الواقع بكل ما فيه من سلبيات
و هنّات و مخاوف تؤرق الجميع
فنحن في مركب في عرض البحر
و الليل شديد الظلمة و الرياح عاتية
أنجانا الله و الجميع من هذا النفق المظلم
بارك الله فيك و في قلمك الصادق