منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد راضي
ملك الشعر العامي
احمد راضي

ذكر
تاريخ التسجيل : 14/11/2013
عدد المشاركات : 151
نقاط التقييم : 171
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالجمعة يوليو 11, 2014 6:07 am

قراءه نقديه لديوان :رباعيات اللاوندى              الشاعر الناقد / صلاح بدران
                                                                                                ( الوتر السادس)  


ملاحظة أولى ..
حين دفع اتحاد الكتاب إلى بهذا الديوان وجدتنى أمام مصنف أدبي أبرز مافيه حالة التنوع الفنى من خلال خمسه أقسام متنوعه بين ماهو معنون وماهو غير معنون واشتملت فى اقسامها على مربعات من فن الواو الشفهى أصلا فى تاريخه الابداعى فكان لزاما على من باب الوعي بطبيعه مصنف متنوع كهذا المرور التاريخي السريع على أصول فن التربيع فى الأدب العربي ليكون مدخلا نقديا تركتز عليه هذه الدراسه .
وعلى سبيل التقديم  ..
فن الواو :
نمط تعبيرى قولى يعتمد اللغة الشعبية كأداه للتشكيل الفنى مع أداه أخرى هى الإيقاع الموسيقى المحدد وذلك بعدما تجاوزت اللغة الشعبية حدود القواعد النحوية والصرفية ويضاف الى ذلك كله خاصية مجهولية المؤلف .

وهو شفوى سماعى وليس كتابيا إذ أن الكتابة تكشف كل الحيل الصوتيه الناتجة عن الجناس الكامل فى قوافيه وعندئذ تنحل كل مغاليقه فيفقد كثيرا من روعته وبهائه كفن شعبي أصيل .

والواو يشابه الموال البغدادى الرباعي فى اعتماده على نظام الأغصان الأربعه ذات القافية الواحده ، إلا أنه يختلف عن الموال البغدادى ( المواليا ) فى اتحاد الشطرتين الأولى والثالثة فى نفس القافية وكذلك الثانية والرابعه
يضاف الى ذلك الاعتماد على التجنيس الذي قد يصل احيانا الى حد الإغراق الذي يكسبه التعمية التى قد تستغلق على غير أهل المنطقة التى ينشأ فيها النص .
- هذا وقد شاع وقد يكون انحصر فن الواو فى بحر المجتث والذى لم يعرف فى شعر العرب قبل عصر بنى العباس كما اعتمد على التورية كفن قولى قد يجنب الشاعر المحرض الاصطدام بالسلطة .
- والمرباعت فى التقسيم المعنوى تنقسم الى مغلق ومفتوح والمغلق هذا عسير الفهم الا على اهل اللهجة التى ينشأ فيها المربع

مثال :
أقول
له يقول لا
والقلب مرعوب وخايف
ابقى قولى له ياقله
حين توردى
ع الشفايف

مثال :
أول كلامى
ح اصلى
ع اللى الغزاله مشت له
واحكيله ع اللى حصل لي
وارمى همومى فى مشاتله

ومن أشهر الأقوال فى تسميته بالواو ..
ان ابن عروس عندما كان يلقى المربع على الاسماع ينتظر قليلا حتى يفك المستمعون مغاليق المربع ثم يستأنف بقوله : ( وقال الشاعر )
فكثرت الواوات العاطفة هذه فأصبحت لازمة وصارت سمه مميزة لهذا الشكل من القول ثم اسما سمي به : (فن الواو) .

مثال :
طول عمرى اقدم فى سبتى
ولا حد جاى لي
يواسيني
فوقى يا دنيا وثبتى
ونشبتى ظفرك فى عينى

- اما عن ابن عروس .. فإن البحث فى هذه الشخصية قد تفرع تفرعا كبيرا وليس هناك واحد بعينه اتفق عليه البحث التاريخي
ففى تاريخ الشعر العامى والصوفى أكثرمن شخصية نسب اليها التربيع كما اختلف فى أصل التسمية ذاتها ..
- فهناك ابن عروس المغربي المتصوف صاحب المدائح النبوية التى جمعها الشيخ النبهانى يوسف ابن إسماعيل النبهانى فى كتابه المجموعه النبهانية فى المدائح النبوية _ ط_ دار الفكر بيروت ..
وهذا الشيخ المغربي تسمى بابن عروس نسبة الى جده الذى انتحل شخصية عروس ليغتال حاكم مدينة ( حائل ) المسمى بالضيغم وهى مدينة جنوب المغرب وكان هذا الحاكم يتزوج من كل امراة جميلة يراها ثم يطلقها وقد أراد ذلك باخت / السيد محمد ابن السيد على جد ابن عروس فتنكر واغتال هذا الحاكم الظالم فلقب بمحمد العروس
ثم انتقل الى العراق وكان له بمصر نسل كان منه الشيخ أحمد بن عمر بن العروس ومولده تونس ثم وفد الى مصر وله فى المدائح النبوية ما أشرت إليه ولا يؤثر عنه فى فن التربيع ما يؤثر عن ابن عروس المصري .
- وابن عروس المصري هذا هو : الشاعر المصري الكبير شهاب الدين احمد ابن عبد الله ابن عروس – أوائل القرن الثانى عشر الهجري وهو صاحب مخطوط ديوان قمع النفوس من كلام ابن عروس المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم ( 13513 ز ) مجموعة أحمد باشا تيمور
- وقد أطلق عليه هذا اللقب نسبة للعروس التى يقال إنها تسببت فى توبته عن قطع الطريق عندما اختطفها وسيظل اسمه مرتبطا بفن الواو وإن لم يكن مخترعه كارتباط ابن قزمان القرطبي بفن الزجل  .
من هذا التقديم الموجز ألج الى حفيد من أحفاد هذه الكوكبة الإبداعية

أحمد راضي اللاوندى : صوت البحر والنهر : يعزف على أوتار المربع ويعزل على نسيج الواو فى ديوانه : رباعيات اللاوندى الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة / إقليم شرق الدلتا الثقافي / فرع ثقافة دمياط / نشر 2014     (1)

- وفى هذه الورقة البحثية تناولت ديوان رباعيات اللاوندى تناولا نقديا لا قرائيا وصفيا فحسب وإنما أردت المزج بين الأمرين ليجتمع في نهاية البحث المتعة والفائدة معا
وبناء عليه جرى البحث فى المحاور التالية :
1- اللغة المتباينة التى جمعت بين عامية القاهريين وأهل السواحل والريف
2- الصورة الشعرية والتركيب اللغوى مرتكزات إبداعية ومثيرات للافتتان بهذه النصوص
3- المسحراتى : رباعيات تجلت فيها الروح الثورية والوطنية واتخذت من المسحراتى قناعا للنقد السياسي والاجتماعى .
4- رباعيات اللاوندى تلعب على محاور الأدب الثورى الثلاثة : التحريض – الرصد – الانتكاس  ( 2)

***

فى البدء : أشكر الشاعر الكبير / احمد راضي والأديب الصديق / فرج مجاهد أن اتاحا لى هذه الفرصه لمناقشة هذا الديوان البديع للشاعر أحمد راضي :
ومما يجدر الإشارة إليه أولا أن هذه الديوان يبدو وكان الشاعر لم يخطط له فنيا قبل نشره.
إنها مادة ادبية متميزة متنوعه لا يبدو أنها كانت مشروعا شعريا واحدا متكاملا فى الأصل الخطى للشعر : يبدو ذلك من تقسيم الديوان من الداخل إلى خمسه أقسام هكذا :
1- مجموعه من الرباعيات بغير عنوان مسبق . إلى ص 14
2- مجموعه أخرى تحت عنوان : مسحراتى الميدان . الى ص 25
3- رباعيات رمضانية هكذا عنونت فى القسم الثالث إلى ص 44
4- مربعات الواو : إلى ص 63
5- مجموعه خامسة تحت عنوان : مسحراتى .. من ص 66 إلى نهاية الديوان ص 85

وهكذا ترى القسم الثاني والخامس يتبعان جنسا واحدا ولم ينضما معا , وقد تجد فى القسم الأول رباعيات كثيرة تتخذ من الحكمة أو النقد الاجتماعي والاخلاقى مرتكزا فكريا ثم فى القسم الثالث المربعات الرمضانية بها نفس الخط الفكرى وان غلب على  هذه الأخيرة الوعظ والحكمية والنقد الاخلاقى بصورة أوضح كما اشتملت على الكثير من التضرع والمناجاه .
هنالك شبه كبير ولقاء فكرى واضح بين القسمين الأول والثالث لا يفصل بينهما سوى الحضور الرمضاني فى الأداء الشعري بمفرداته المميزة مما قد يكون مبررا للفصل والتقسيم إلا أنني أشعر فى المجمل انه جمع لمادة أدبية أبدعت تباعا ثم جمعها كتاب ولم تكن مشروعا شعريا جهز له الشاعر وأعد  هذا فى تقديرى ...
وطرح هذه الجدلية لا يرجى منه سوى الرصد لظاهرة قائمة بالفعل فى الكتاب .. والإشارة الى فكرة المشروع الأدبي لأهميتها وأهمية التنويه إليها فى الأوراق البحثية من وجهة نظري .

***


أولا : اللغة .........
تمثل اللغة لدى احمد راضي تنوعا مدهشا بحق .. ذلك أن قراءة الشعر العامى فى صوره المختلفه تنتهى بك دائما الى غلبة لهجية ما لكل شاعر .. منذ تراث العامية .. فشعراء العامية فى الصعيد يكادون يستغرقون أنفسهم فى لهجتهم وبصورة متقعرة ملحه ..
ثم تجد مثلا جيل الشباب يستغرق نفسه فى لغة جيله بكل حداثتها الا قليلا جدا .. وكذلك الشعراء المنتمون للريف وهكذا  ...
الا انك تجد أحمد راضي وقد مزج اللهجة القاهرية بالصعيدية بلهجة اهل السواحل ومفرداتهم واهل الريف ومفرداتهم ومفردات الحرفيين شديدة الاصاله حتى لا يكاد كثيرا من جيل الشباب يجيد التواصل معها لا سيما اذا كان غير متماس مع هذه الطوائف .
- هذا التنوع الرائع كان كفيلا أن يعطى لهذه النصوص ذائقة ذات نكهات تعبيرية اقل ماتوصف به الثراء اللغوى فى مفردات مبدعها ....

( 8 / ص 5 )
     طول عمرى اجولك بحبك وماكنتى عشجاني
     كرهتى فيا الأحبه ولا حد عاش جانى
     اشكى لمين لوعتى منك وم اللايمين
     ياجلبي فتها وفتهم وانسى اللى عاش جانى

( 10 / ص 6 )
                  ومن الصعيد الى البحر .. وحياة الملاحين ومصطلحاتهم
                  البحر نو وبحركم اعلى من الصارى
                  حتى فى ليالى العدل بتعرقصوا شباكى

(12 / ص 6 )  
                 من يوم ماجيت الحياة وانا طافح الكوته

( 17 / ص 8 )
                  يامين يوشوشلى  الودع او يقرا كفى

( 24/ ص 10 )
                   قالت يا واد برطله بنص قرش حشيش

( 26 / ص 10 )
               بمتصمصي فى شفتك .. وبترخى عينك ليه

( 29 / ص 12 )
                اكمنه راجل غنى مسنود على فلوسه
                واجعص جعيص فى البلد بيعدى ويدوسه

( عشجانى – جلبي – البحر نو – الصارى – بتعرقصوا شبكي – طافح الكوته – برطله )

هكذا من الصعيد الى البحر الى الريف  .. كل ذلك تراه مصنفا فى قدره تعبيريه جميله جدا فى كثير من التراكيب اللغويه التى تتجاوز التركيب المباشر للجمله الى تركيب مبدع خلاق بحق .. لا سيما  انه فى سياق شعر العاميه الذى لا يعنى كثيرا بذلك . يقول :

(19/ص9)
              لو كان بيشفى الالم دمعك يا عين جودى

لقد غير الشاعر النسق البنائي للتركيب الشرطى تغييرا بديعا كما قدم المفعول به على الفاعل ثم قدم ضمير الخطاب على المنادى واختتم التوكيد بجواب الشرط الطلبي مما خلق للجملة تركيبا مغايرا شديد التشويق رائع التأثير وهى حالة أسلوبية تعتنى بالتغيير فى البنية السطحية الذي يتبعه التغيير فى البنية العميقة التحتية للجملة العربية .
ليس هذا فحسب وانما يستوقفنى كذلك موافقه مفردات اللغه مع مقتضيات التوظيف حيث يستخدم الشاعر مفرداته
فى صورتها المعجميه الرمضانيه موظفه توظيفا سياسيا وثوريا جميلا

(13/ص20)
              يا مسحرين اطلقوا صوتكم فى كل ميدان

تأمل كيف يصبح إبتهال المسحراتى اطلاقا للصوت اطلاقا ميدانيا .. انه نداء التثوير وكأن الصوت صار قذيفة صائبة او تغيرا يؤذن بالفعل الثورى .

(14/ص20)
              كان نفسى اصحى الولاد ويشوفوا فجر جديد


(26/ص24)
               يا أمه نامت سنين فى الطل محرومه
               .....
               شافو المسحر نده اصحوا يا اهل الدار .

- وهكذا تتجلى ظاهره التنوع اللغوى والقبض على المفردات لدى
احمد راضى مظهرا من مظاهر تمكنه من ادواته الشعرية .

ثانيا :الصورة الشعرية .......
- فى التنظير الاكاديمى .. يرى كثير من المنظرين ان محور الابداع الخلاق فى الشعر والذى يميزه عن الأجناس الادبيه الأخرى هو ثراء هذا الجنس الادبى بالتصوير ..
وقد يتخذ ذلك مرتكزا للتميز بين الشعراء من حيث خلق صوره فنية بكر تكون دليلا
على نقاء القريحة الشعرية وتنطق بصفاء مرآه المبدع حيث يكون الكون كله نثر يستحيل على لسان الشاعر وصوره إلى شعر فاتن من خلال التصوير استعارة وكتابة ومجازا...
- وبحق تجد الصوره الفنيه لدى احمد راضى وهو غير مقل فيها تتسم - على حد رؤيتي وقراءاتى – ببكارة ورشاقه واضحه
- دارت هذة الصورة فى اكثرها حول الكناية والاستعارة
وكان للكناية النصيب الاكبر وهى ظاهرة ايجابية لديه ذلك
ان الكناية اكثر رحابة فى دلالتها وتاويلها.. لاسيما ان
احمد راضى يتجاوز كثيرا فى كناياته حدود الكناية البينية الى رحابة
الكناية المرتكزة على الفكرة والبعد الحكمى او الرمزى احيانا ..
(22/ص10)
              يا دايسة على مهجتى وملخبطه كيانى
              كلمة بحبك بتتعطر على لسانى
              بصتلى وابتسمت وقالتلى يا مجنون
             حلاوتها فى التهتهه قولهالى من تانى

إن فى الغصن الثانى من هذة الرباعية صورة بالغة الروعة والبكارة مزج فيها الشاعر بين الاستعارة والتورية مزجا رائعا..
إن الكلمة تتعطر.. وهنا تتجلى لعبة الشفاهية فى فن التربيع حيث يتخذ اللفظ
قدرتة على التورية غير مكتوب مابين معنيين : تتعثر – وتتعطر...

(31/ص13)
               زرعت زهر الامل وهمومى فوق ضهرى



(36/ص14)
               وانا لاطايل حصى ولا حتى عندى فلوس
               ميت الف آه اتغلو و اشرب عصارتها

ان المتأمل فى الغصن الثانى فى هذين السطرين يجد الصورة المركبة بين الاستعارة والكناية تؤكد ان التصوير لدى احمد راضى لا يجيء عفويا وإنما ياتى بحرفية بالغة لا تخرجه عن مقتضيات الجمال إلى افتعال الصنعة.

(26/ص24)
              والحق سرسب ضياه من حيطة مخرومة

(29/ص25)
               لموا اللى باقى من الطروف ووحدوا صفوفكم
               ساتها تبقى الطيور غلتها فى كفوفكم
               طول عمرى بنشد واقول فى هواكى احلى كلام.

(9/ص18)
               ولما عودى اتصلب عملته ميت شمعة.

(23/ص35)
               فيه اللى جاب لك فانوس واللى غزل شاكك

(6/ص71)
              بغنى ليكى وعشانك اشيل حمول وجبال
              وابيع عشانك ولادى ولا احس انى غريب

ينضم الى المحور السابق ملح فى غاية الاهميةوهو متصل بالتصوير
الفنى فى الدراسة النقدية دائما .. انه الرمز .. والذي يشترك مع التصوير
دائما كقيمة فنية تخيلية وان كان الرمز أرحب فى دلالته حيث يتجاوز
حدود التصوير الى العمق الدلالى

(3/ص16)
            دندن على طبلتك وغنى كام موال
            يا عم لاجل النبى سيبك من اللى اتقال
            اشاعات كتير معروضة والقصد منها خراب
            والبنت عاجبة الجدع وعشانها مات شغال

إن الأنثى هنا رمز للوطن يتجاوز حدود الاستعارة الى جعل الوطن وجه الحبيبة التى يشقى الحبيب فداء لها

(14/ص20)
             البازة لما اشتكت قولتلها سامحينى
             .....
              كان نفسى اصحى الولاد ويشوفوا فجر حديد

إن البازة هنا تتجاوز ايضا حدود التصوير إلى كونها رمزا لكل مقتضيات التحريض حيث يصبح السحور يقظة النهوض نحو وجة الوطن.

(17/ص21)
                  سحر على طبلتى وخد فانوسى معاك
                  لسه طريقنا طويل وانا يا بنى بستناك

- الله.. الله..الله..
تأمل كيف تخطى الرمز حدود التصوير فى حديث الاباء لمن يلونهم :
سحر على طبلتى.. إن الرمز هنا لمنظومة القيم الإنسانية والثورية والثقافية لدى جيل الآباء كطريق مرسوم على اللاحقين نهجه واتباعة..   ( وخد فانوسي معاك ).. انه الطريق الذى يجب ان يسلك حيث لا يعقل ان يتجاوز اللاحقون من سبقوهم والا فكيف للتاريخ أن يكتب .. وكيف للطريق أن يكتمل .. جدليه رائعة فرضها الرمز البكر فرضا قويا فى النص ...
(11/ص76)
               البازة غنت نغم وانا غنوتى أحزان
               نشاز مابينى وبينها فرجعت للألحان
               أظبط ايقاع طبلتى مع غنوتى وانشد
               يتلعبك اللحن واتحزن كمان وكمان

ثالثا : المسحراتى ..
رباعيات تجلت فيها الروح الثورية والوطنية واتخذت من المسحراتى قناعا للنقد السياسي والاجتماعى
- قسمان فى الديوان يتخذان من المسحراتى عنوانا احدهما : مسحراتى الميدان – والثاني : مسحراتى
وواضح ان العنوان الاول  يعلن عن نفسه ان المسحراتى هنا ليس هو بمعناه المباشر المعروف . ليس المسحراتى الذى يوقظ الناس لطعامهم فى شهر رمضان انما هو نذير الثورة والمبشر بها انه صوت الوطن أو قل صوت الثورة ..
إن المسحراتى هنا قناع سياسي وان جعله الشاعر قناعا شفافا جدا لا كما استخدمته المدرسة الواقعية مثلا حيث استخدموا القناع سميكا ساترا لا يدرك ما خلفه الا المتمرسون جدا فى قراءة الأدب الرمزى المتصلون بثقافة وفيرة تمكنهم من كشف القناع ..
ربما يكون احمد راضى ببراعه أراد لقناعه هذه الشفافية حرصا منه على الولوج الى وعي المتلقى من أقصر الطرق او قل هى طبيعة شعر العامية فى فن التربيع .

( 6 / ص 17 )
                  ماتدندنوش كلكم السكة مقطوعه
                  عريسها داير ببازة له كلمة مسموعه
                  مغرم صبابه ف هواها وهيه بتموت فيه
                  راجل مثقف وواعى فى العلم موسوعه

تأمل كيف يرصد هنا الأمل الغائب عن الوطن متمنيا أن يتنحى عن ناصيته الفاسدون والجهلة وأنصاف المبدعين إلى :  ( راجل مثقف وواعى فى العلم موسوعه )

( 9 / ص 18 )
                 مسحراتى فى هواكى وعامله مش سامعه
                 وف ايدي بازة السحور م الروضه للجامعه
                 طول عمرى بنشد واقول ف هواكى احلى كلام
                 ولما عودى اتصلب عملتو ميت شمعة

(28 / ص 25 )
                  كل السكك للى راح عارفينها مش تقويل
                  ومسحراتى البلد واف فى ايده دليل
انظر كيف يحاور الشاعر الرمز ويصدر دلالاته بخفة وبراعه مابين المسحراتى صوت الثورة والبازة صوت النفير الدافع إلى نهوض الوطن
يتصل بهذا المحور السابق المحور الأخير فى دراستى لهذا الديوان
رابعا : محاور الأدب الثورى الثلاث  التحريض – الرصد – الانتكاس
ان المتأمل للنص الأدبي فى العقود الثلاثة الأخيرة قبل الثورة مرورا بهذه السنوات الأربع من 25 يناير وحتى الآن يلمس هذه الأطر الإبداعية الثلاث بشكل واضح .
لقد دار الأدب فى هذه الدوائر الثلاث  التحريض ثم الرصد فى فترة الثورة وما تلاها مباشرة من اضطراب سياسي واضح واختلاط بين  على كل الاصعده سياسية واجتماعية وأخلاقية وأيدلوجيه ثم الشعور بالنكبة جراء هذا الاضطراب ومن ثم النصوص المعبرة عن الانتكاس الثورى  وبالتالى الانتكاس لدى المبدع ذاته الذى حرض آملا ثم رصد متفائلا ثم لم يجد شيئا ووجد نفسه ينغمس فى دائرة السراب

( 16 / ص 8 )
                  طب هما باعوا عرضها برخص التراب
                  والقوادين ضافوا أجورهم ع الحساب
                  وانا وانتوا واقفين ف الصفوف نهتف لمين ؟
                  للى باع ولا اشترى ولا اللى ناوي ع الخراب ؟

انها روح التحريض للذات وللجمعي فى آن واحد وهنا يجب الوقوف على براعه أحمد راضي فى جعل الرباعية على اكتناز مساحاتها نصا سياسيا متكاملا يقوم مقام قصيدة كاملة بدخولها وخروجها ومتنها

( 27/ ص 24 )
                  قوموا افطروا كلكم وصوموا عن مالناش
                  .......
                 الوقت وقت العمل والنوم ماعاد له لزوم
                 
( 14 / ص 79 )
                  احنا الرعيه صحيح لنا ايد ونص لسان
                  والطاعة من طبعنا وبنعشق الاوطان
                  وان هب  ريح الغضب  هنزلزل الدنيا
                  صبرك عليه وافتكر لكل وقت أدان

أما من حيث الرصد تجد الشاعر وهو يسجل بهجته بالوطن معلنا أن الوطن كله قد صحا وان نهضة تجلت بين ربوعه ولا حاجه بعد للمسحراتى ...

( 16 / ص 21 )
                   يامسحرين كلكم متسحروش تانى
               كل الولاد صاحيين وانتقموا م الجانى
               والفجر ادن خلاص وبشايره اهى هلت
                مش عايز اسمع نحيب ولا حتى آه يانى

نفس ماغناه مصباح المهدى ومحمد رءوف وعبد الناصر حجازى وابو الخير بدر واحمد صلاح بدران ومن نعرف ومن لا نعرف من الشعراء  ..
انها بهجة الحدث الثورى وما انعقد عليه من آمال خيبتها لعبة السياسة حتى دخل النص الأدبي فى نفق الانتكاس معبرا على استحياء عما جنته السياسة فى حق الوطن اتصالا بمحور التحريض فى العقود التى سبقت الثورة

( 23/ ص 13 )
                الجلد زهد الأنين وانتى انينك زاد
                ياموزعين السحور ونسيتوا دم الولاد
                حدش سأل عنهم وقال منيش واكل
                وازاى نعلق زينات ونحس بالاعياد



( 25/ ص 24 )
                 مسحراتى وداير بلضم كلام وبقول
                 يا أمه فقدت ولادها ولا فيش واحد مسئول
                 واما الميدان اتصلب للثورة شوفت الناس
                 واقفين يطالبوا بحقوقهم دى الوقتى مين هيقول ؟؟

هكذا مثل هذا الديوان ذلك الزخم الابداعى فى شعر العامية بتنوع مميز من خلال الرباعيات ومقطوعات الواو ...
وفى اطلالة سريعة على القسم الخاص بالواو لدى احمد راضي :
أرى أن الشاعر أجاد فى هذا القسم كما لم يجد فى غيره من أقسام الكتاب الاخرى .. ذلك لان طبيعة هذا الفن تحفز لدى الشاعر كل طاقاته للعب على ثلاثية : المعنى والجناس والتورية .. وهذة الثلاثية هى آية الإبداع فى فن الواو الذي هو شفاهي أصلا ويعتمد على نسق تعبيرى صارم محدد لا يمكن تجاوزه.. حيث بحر المجتث والذى يتكون من تفعيلتين : مستفع لن – فاعلاتن - وقد يداخلهما الخبن  فتصيران متفع لن فاعلاتن .. اذ هو لا يستخدم الا مجزوا وجوابا .
كذلك فانه يتكون من أربعة أغصان يتفق الأول والثالث فى قافية والثانى والرابع فى قافيه مغايرة ...
فإذا أوردنا أمثله من الكتاب تجد الشاعر وقد أحكم هذا الادء إحكاما .. يضعه فى مصاف أجداده الكبار فى هذا الفن وان لم يخل من بعض الانتقادات فى الكتاب مجملا ارصد بعضها فى نهايه البحث راجيا ان يتسع لها صدر القارئ والمبدع ...
وهذه الملاحظات ألانتقاديه مطروحة للنقاش والتساؤل والرد انما هى وجهه نظر نقدية كفيله بان تجعل هذا البحث حياديا موضوعيا ومن ذلك ما جاء فى رباعيته

(12/ص19)
              سحرت قبل الادان كل الولاد ف البيت
              وخرجت وسط الميدان قريت لى مليون بيت
               وكل حرف ف قصيده فيه م الغضب ديناميت
               يا ريته ينسف كلابهم قولوا معايا يا ريت

إن القافية هنا موحده فى الأغصان الأربعة وهو مخالف للأصول الفنية لفن التربيع والتي التزمها الشاعر فى جميع رباعياته ..
وفى  (20/ص22) يقول :
                                 من يوعى على طبلتى وانا بسحر واقول
                                 وبغنى اجمل غنى فشر اللى ع الارغول
                                 والكل يسمع غنايا ويستنى لما بهل
                                 مع انى بفطر شبار ويسحرونى بفول

حيث تلاحظ عدم إحكام المفارقه فى الغصن الرابع إذ ماذا يرى الشاعر من مفارقه بين الاهتمام والعنايه بغناء المسحراتى وانتظاره مع كونه يفطر هذا او ذاك .. لست أرى فى تقديرى انها مفارقه مستقيمه فكريا .. ربما اضطر الشاعر اليها لتقفيه او غير ذلك ..

فى  (44/ص42)  
                   مليون قناه للى عايز يفهم اصول الدين
                   سبحانه جل علاه باسط ايديه لتنين
                   قصر علينا طريق العلم والتوحيد
                   ولسه فيه ملحدين معرفش جايه منين ؟

من اكثر ما ادهشنى هذه الرباعيه التى تشيد بتلك القنوات الدينيه التى كانت من أهم أسباب تشويه الوعى الدينى لدى المجتمع ولا أظن الشاعر احمد راضى بخبرته وتاريخه الابداعى الثقافى ينكر الدور السلبى لهذه القنوات ولكنى اسجل هذه الملاحظه كتساؤل هل حقا هو يعنى ذلك ..؟
هل كتبت هذه الرباعيه فى ظرف ما ؟
هل قصد شيئا آخر ..؟
حقيقة لا أستطيع الخلوص الى رأى لا سيما أنها مسالة تتصل بالفكر .

فى (12/ص49) وهى رباعيه من رباعيات الواو فى الديوان يقول

                    حبك فى قلبى دواير
                    حلقات بتزحف لروحى
                    لو كان حديد او دا واير ؟
                    كان سهل اقولك تروحى

على طرافة الغصنين الاولين وما فيهما من إبداع وتصوير خلاق جاء الغصن الثالث مختوما بكلمه انجليزيه محرفه ( wire)
والتى ينطقها العامه (واير) مما أراه مجافيا للذوق  الاصولى لمربعات الواو التى تعتمد فى الأصل على العمق الشعبى والألفاظ التراثيه ذات الدلالة المراوغة ارتكازا على الجناس والتوريه ...

فى (15/ص50) وهو مربع واوى  ايضا ..

                   غنيت باسمك لامونى
                   قالوا عليك نرجسيه
                   لبسالى فستان لمونى
                   النفخ فى النار جسية.
وفى هذا المربع ارى ملاحظتين.. أهمهما.. تحول الشاعر الى اللهجة الجنوبية فى آخر كلمات المربع حيث عبر عن (القسية) التى هى من القسوة فى الفصحى فسجلها بقلب القاف جيما على لهجة اهل الصعيد فى حين ان المربع كله ليس بلهجة الجنوب فجاء هذا التحول اضطرارا غير رشيق لا يبرره سوى الحرص على التجنيس الذى هو اية الجمال فى هذا الفن .

الملاحظة الثانية وهى فى صورة تساؤل .. ما الدلالة التى وراء اللون الليمونى فى الوجدان الجمعي الشعبي  ؟ .. لا أدرك ذلك او ربما هى لعبة التجنيس ايضا ..
الشاعر الاستاذ/ أحمد راضى.. القاص الاديب /  فرج مجاهد ..أسرة اتحاد الكتاب بفرع ثقافة دمياط..
ليس هناك ما اعبر به عن امتناني لإتاحة هذه الفرصة البحثية لقلمى المتواضع فى مناقسة عمل ابداعى كهذا الشاعر له تاريخه الفنى المعروف .

صلاح بدران
دمياط – كفر سعد – يونيو 2014
























هوامش
1- احمد راضى اللاوندى .. الشاعر.. من أبناء مدينة عزبة البرج وهى فى الاصل قرية ساحلية تاريخية تقع حيث يلتقى  نهر النيل بالبحر المتوسط فى نهاية فرع دمياط وقد شهدت المدينة احداثا تاريخية جساما مرت بها مصر من دخول الحملة الفرنسية بقيادة لويس التاسع وبها (طابية) قلعة بحرية تسمى قلعة عرابي أو طابية عرابي .. يعمل اكثر اهل هذه المدينة بمهن ترتبط بالبحر اما سفرا او صناعة او صيدا ..
من هذه المكونات الثقافية المتنوعة الثرة الثرية ورث احمد راضى مكوناته الابداعية و ادواتة و سبقت موهبتة الفطرية وقريحته المصرية الاصلية هذه المكونات : فالتقى الكل مشكلا هذه الروح الشاعرة انه احمد راضى شاعر العامية الزجال.. حفيد ابن عروس وبيرم وسابقيه من هذا اللفيف المصرى خفيف الظل صادق الابداع .

2- هذا المحور من المحاور البحثية التى سبق لي إبداعها وتطبيقها فى المحور النظري  البحثى بمؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافى فى دورته الثانية عشرة ابريل 2014 ضمن ورقتى البحثية: الأدب المصرى قبل الثورة وبعدها.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالجمعة يوليو 11, 2014 1:44 pm

الشاعر القدير/ احمد راضى


مشكور على عرض هذه القراءة النقدية الممتعة

والتى عرضت تفاصيل ديوان رباعيات اللاوندى

راق لى تواجدى هنا

فيض ودى

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالجمعة يوليو 11, 2014 1:59 pm

احمد راضي كتب:
قراءه نقديه لديوان :رباعيات اللاوندى              الشاعر الناقد / صلاح بدران
                                                                                                ( الوتر السادس)  


ملاحظة أولى ..
حين دفع اتحاد الكتاب إلى بهذا الديوان وجدتنى أمام مصنف أدبي أبرز مافيه حالة التنوع الفنى من خلال خمسه أقسام متنوعه بين ماهو معنون وماهو غير معنون واشتملت فى اقسامها على مربعات من فن الواو الشفهى أصلا فى تاريخه الابداعى فكان لزاما على من باب الوعي بطبيعه مصنف متنوع كهذا المرور التاريخي السريع على أصول فن التربيع فى الأدب العربي ليكون مدخلا نقديا تركتز عليه هذه الدراسه .
وعلى سبيل التقديم  ..
فن الواو :
نمط تعبيرى قولى يعتمد اللغة الشعبية كأداه للتشكيل الفنى مع أداه أخرى هى الإيقاع الموسيقى المحدد وذلك بعدما تجاوزت اللغة الشعبية حدود القواعد النحوية والصرفية ويضاف الى ذلك كله خاصية مجهولية المؤلف .

وهو شفوى سماعى وليس كتابيا إذ أن الكتابة تكشف كل الحيل الصوتيه الناتجة عن الجناس الكامل فى قوافيه وعندئذ تنحل كل مغاليقه فيفقد كثيرا من روعته وبهائه كفن شعبي أصيل .

والواو يشابه الموال البغدادى الرباعي فى اعتماده على نظام الأغصان الأربعه ذات القافية الواحده ، إلا أنه يختلف عن الموال البغدادى ( المواليا ) فى اتحاد الشطرتين الأولى والثالثة فى نفس القافية وكذلك الثانية والرابعه
يضاف الى ذلك الاعتماد على التجنيس الذي قد يصل احيانا الى حد الإغراق الذي يكسبه التعمية التى قد تستغلق على غير أهل المنطقة التى ينشأ فيها النص .
- هذا وقد شاع وقد يكون انحصر فن الواو فى بحر المجتث والذى لم يعرف فى شعر العرب قبل عصر بنى العباس كما اعتمد على التورية كفن قولى قد يجنب الشاعر المحرض الاصطدام بالسلطة .
- والمرباعت فى التقسيم المعنوى تنقسم الى مغلق ومفتوح والمغلق هذا عسير الفهم الا على اهل اللهجة التى ينشأ فيها المربع

مثال :
أقول
له يقول لا
والقلب مرعوب وخايف
ابقى قولى له ياقله
حين توردى
ع الشفايف

مثال :
أول كلامى
ح اصلى
ع اللى الغزاله مشت له
واحكيله ع اللى حصل لي
وارمى همومى فى مشاتله

ومن أشهر الأقوال فى تسميته بالواو ..
ان ابن عروس عندما كان يلقى المربع على الاسماع ينتظر قليلا حتى يفك المستمعون مغاليق المربع ثم يستأنف بقوله : ( وقال الشاعر )
فكثرت الواوات العاطفة هذه فأصبحت لازمة وصارت سمه مميزة لهذا الشكل من القول ثم اسما سمي به : (فن الواو) .

مثال :
طول عمرى اقدم فى سبتى
ولا حد جاى لي
يواسيني
فوقى يا دنيا وثبتى
ونشبتى ظفرك فى عينى

- اما عن ابن عروس .. فإن البحث فى هذه الشخصية قد تفرع تفرعا كبيرا وليس هناك واحد بعينه اتفق عليه البحث التاريخي
ففى تاريخ الشعر العامى والصوفى أكثرمن شخصية نسب اليها التربيع كما اختلف فى أصل التسمية ذاتها ..
- فهناك ابن عروس المغربي المتصوف صاحب المدائح النبوية التى جمعها الشيخ النبهانى يوسف ابن إسماعيل النبهانى فى كتابه المجموعه النبهانية فى المدائح النبوية _ ط_ دار الفكر بيروت ..
وهذا الشيخ المغربي تسمى بابن عروس نسبة الى جده الذى انتحل شخصية عروس ليغتال حاكم مدينة ( حائل ) المسمى بالضيغم وهى مدينة جنوب المغرب وكان هذا الحاكم يتزوج من كل امراة جميلة يراها ثم يطلقها وقد أراد ذلك باخت / السيد محمد ابن السيد على جد ابن عروس فتنكر واغتال هذا الحاكم الظالم فلقب بمحمد العروس
ثم انتقل الى العراق وكان له بمصر نسل كان منه الشيخ أحمد بن عمر بن العروس ومولده تونس ثم وفد الى مصر وله فى المدائح النبوية ما أشرت إليه ولا يؤثر عنه فى فن التربيع ما يؤثر عن ابن عروس المصري .
- وابن عروس المصري هذا هو : الشاعر المصري الكبير شهاب الدين احمد ابن عبد الله ابن عروس – أوائل القرن الثانى عشر الهجري وهو صاحب مخطوط ديوان قمع النفوس من كلام ابن عروس المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم ( 13513 ز ) مجموعة أحمد باشا تيمور
- وقد أطلق عليه هذا اللقب نسبة للعروس التى يقال إنها تسببت فى توبته عن قطع الطريق عندما اختطفها وسيظل اسمه مرتبطا بفن الواو وإن لم يكن مخترعه كارتباط ابن قزمان القرطبي بفن الزجل  .
من هذا التقديم الموجز ألج الى حفيد من أحفاد هذه الكوكبة الإبداعية

أحمد راضي اللاوندى : صوت البحر والنهر : يعزف على أوتار المربع ويعزل على نسيج الواو فى ديوانه : رباعيات اللاوندى الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة / إقليم شرق الدلتا الثقافي / فرع ثقافة دمياط / نشر 2014     (1)

- وفى هذه الورقة البحثية تناولت ديوان رباعيات اللاوندى تناولا نقديا لا قرائيا وصفيا فحسب وإنما أردت المزج بين الأمرين ليجتمع في نهاية البحث المتعة والفائدة معا
وبناء عليه جرى البحث فى المحاور التالية :
1- اللغة المتباينة التى جمعت بين عامية القاهريين وأهل السواحل والريف
2- الصورة الشعرية والتركيب اللغوى مرتكزات إبداعية ومثيرات للافتتان بهذه النصوص
3- المسحراتى : رباعيات تجلت فيها الروح الثورية والوطنية واتخذت من المسحراتى قناعا للنقد السياسي والاجتماعى .
4- رباعيات اللاوندى تلعب على محاور الأدب الثورى الثلاثة : التحريض – الرصد – الانتكاس  ( 2)

***

فى البدء : أشكر الشاعر الكبير / احمد راضي والأديب الصديق / فرج مجاهد أن اتاحا لى هذه الفرصه لمناقشة هذا الديوان البديع للشاعر أحمد راضي :
ومما يجدر الإشارة إليه أولا أن هذه الديوان يبدو وكان الشاعر لم يخطط له فنيا قبل نشره.
إنها مادة ادبية متميزة متنوعه لا يبدو أنها كانت مشروعا شعريا واحدا متكاملا فى الأصل الخطى للشعر : يبدو ذلك من تقسيم الديوان من الداخل إلى خمسه أقسام هكذا :
1- مجموعه من الرباعيات بغير عنوان مسبق . إلى ص 14
2- مجموعه أخرى تحت عنوان : مسحراتى الميدان . الى ص 25
3- رباعيات رمضانية هكذا عنونت فى القسم الثالث إلى ص 44
4- مربعات الواو : إلى ص 63
5- مجموعه خامسة تحت عنوان : مسحراتى .. من ص 66 إلى نهاية الديوان ص 85

وهكذا ترى القسم الثاني والخامس يتبعان جنسا واحدا ولم ينضما معا , وقد تجد فى القسم الأول رباعيات كثيرة تتخذ من الحكمة أو النقد الاجتماعي والاخلاقى مرتكزا فكريا ثم فى القسم الثالث المربعات الرمضانية بها نفس الخط الفكرى وان غلب على  هذه الأخيرة الوعظ والحكمية والنقد الاخلاقى بصورة أوضح كما اشتملت على الكثير من التضرع والمناجاه .
هنالك شبه كبير ولقاء فكرى واضح بين القسمين الأول والثالث لا يفصل بينهما سوى الحضور الرمضاني فى الأداء الشعري بمفرداته المميزة مما قد يكون مبررا للفصل والتقسيم إلا أنني أشعر فى المجمل انه جمع لمادة أدبية أبدعت تباعا ثم جمعها كتاب ولم تكن مشروعا شعريا جهز له الشاعر وأعد  هذا فى تقديرى ...
وطرح هذه الجدلية لا يرجى منه سوى الرصد لظاهرة قائمة بالفعل فى الكتاب .. والإشارة الى فكرة المشروع الأدبي لأهميتها وأهمية التنويه إليها فى الأوراق البحثية من وجهة نظري .

***


أولا : اللغة .........
تمثل اللغة لدى احمد راضي تنوعا مدهشا بحق .. ذلك أن قراءة الشعر العامى فى صوره المختلفه تنتهى بك دائما الى غلبة لهجية ما لكل شاعر .. منذ تراث العامية .. فشعراء العامية فى الصعيد يكادون يستغرقون أنفسهم فى لهجتهم وبصورة متقعرة ملحه ..
ثم تجد مثلا جيل الشباب يستغرق نفسه فى لغة جيله بكل حداثتها الا قليلا جدا .. وكذلك الشعراء المنتمون للريف وهكذا  ...
الا انك تجد أحمد راضي وقد مزج اللهجة القاهرية بالصعيدية بلهجة اهل السواحل ومفرداتهم واهل الريف ومفرداتهم ومفردات الحرفيين شديدة الاصاله حتى لا يكاد كثيرا من جيل الشباب يجيد التواصل معها لا سيما اذا كان غير متماس مع هذه الطوائف .
- هذا التنوع الرائع كان كفيلا أن يعطى لهذه النصوص ذائقة ذات نكهات تعبيرية اقل ماتوصف به الثراء اللغوى فى مفردات مبدعها ....

( 8 / ص 5 )
     طول عمرى اجولك بحبك وماكنتى عشجاني
     كرهتى فيا الأحبه ولا حد عاش جانى
     اشكى لمين لوعتى منك وم اللايمين
     ياجلبي فتها وفتهم وانسى اللى عاش جانى

( 10 / ص 6 )
                  ومن الصعيد الى البحر .. وحياة الملاحين ومصطلحاتهم
                  البحر نو وبحركم اعلى من الصارى
                  حتى فى ليالى العدل بتعرقصوا شباكى

(12 / ص 6 )  
                 من يوم ماجيت الحياة وانا طافح الكوته

( 17 / ص 8 )
                  يامين يوشوشلى  الودع او يقرا كفى

( 24/ ص 10 )
                   قالت يا واد برطله بنص قرش حشيش

( 26 / ص 10 )
               بمتصمصي فى شفتك .. وبترخى عينك ليه

( 29 / ص 12 )
                اكمنه راجل غنى مسنود على فلوسه
                واجعص جعيص فى البلد بيعدى ويدوسه

( عشجانى – جلبي – البحر نو – الصارى – بتعرقصوا شبكي – طافح الكوته – برطله )

هكذا من الصعيد الى البحر الى الريف  .. كل ذلك تراه مصنفا فى قدره تعبيريه جميله جدا فى كثير من التراكيب اللغويه التى تتجاوز التركيب المباشر للجمله الى تركيب مبدع خلاق بحق .. لا سيما  انه فى سياق شعر العاميه الذى لا يعنى كثيرا بذلك . يقول :

(19/ص9)
              لو كان بيشفى الالم دمعك يا عين جودى

لقد غير الشاعر النسق البنائي للتركيب الشرطى تغييرا بديعا كما قدم المفعول به على الفاعل ثم قدم ضمير الخطاب على المنادى واختتم التوكيد بجواب الشرط الطلبي مما خلق للجملة تركيبا مغايرا شديد التشويق رائع التأثير وهى حالة أسلوبية تعتنى بالتغيير فى البنية السطحية الذي يتبعه التغيير فى البنية العميقة التحتية للجملة العربية .
ليس هذا فحسب وانما يستوقفنى كذلك موافقه مفردات اللغه مع مقتضيات التوظيف حيث يستخدم الشاعر مفرداته
فى صورتها المعجميه الرمضانيه موظفه توظيفا سياسيا وثوريا جميلا

(13/ص20)
              يا مسحرين اطلقوا صوتكم فى كل ميدان

تأمل كيف يصبح إبتهال المسحراتى اطلاقا للصوت اطلاقا ميدانيا .. انه نداء التثوير وكأن الصوت صار قذيفة صائبة او تغيرا يؤذن بالفعل الثورى .

(14/ص20)
              كان نفسى اصحى الولاد ويشوفوا فجر جديد


(26/ص24)
               يا أمه نامت سنين فى الطل محرومه
               .....
               شافو المسحر نده اصحوا يا اهل الدار .

- وهكذا تتجلى ظاهره التنوع اللغوى والقبض على المفردات لدى
احمد راضى مظهرا من مظاهر تمكنه من ادواته الشعرية .

ثانيا :الصورة الشعرية .......
- فى التنظير الاكاديمى .. يرى كثير من المنظرين ان محور الابداع الخلاق فى الشعر والذى يميزه عن الأجناس الادبيه الأخرى هو ثراء هذا الجنس الادبى بالتصوير ..
وقد يتخذ ذلك مرتكزا للتميز بين الشعراء من حيث خلق صوره فنية بكر تكون دليلا
على نقاء القريحة الشعرية وتنطق بصفاء مرآه المبدع حيث يكون الكون كله نثر يستحيل على لسان الشاعر وصوره إلى شعر فاتن من خلال التصوير استعارة وكتابة ومجازا...
- وبحق تجد الصوره الفنيه لدى احمد راضى وهو غير مقل فيها تتسم - على حد رؤيتي وقراءاتى – ببكارة ورشاقه واضحه
- دارت هذة الصورة فى اكثرها حول الكناية والاستعارة
وكان للكناية النصيب الاكبر وهى ظاهرة ايجابية لديه ذلك
ان الكناية اكثر رحابة فى دلالتها وتاويلها.. لاسيما ان
احمد راضى يتجاوز كثيرا فى كناياته حدود الكناية البينية الى رحابة
الكناية المرتكزة على الفكرة والبعد الحكمى او الرمزى احيانا ..
(22/ص10)
              يا دايسة على مهجتى وملخبطه كيانى
              كلمة بحبك بتتعطر على لسانى
              بصتلى وابتسمت وقالتلى يا مجنون
             حلاوتها فى التهتهه قولهالى من تانى

إن فى الغصن الثانى من هذة الرباعية صورة بالغة الروعة والبكارة مزج فيها الشاعر بين الاستعارة والتورية مزجا رائعا..
إن الكلمة تتعطر.. وهنا تتجلى لعبة الشفاهية فى فن التربيع حيث يتخذ اللفظ
قدرتة على التورية غير مكتوب مابين معنيين : تتعثر – وتتعطر...

(31/ص13)
               زرعت زهر الامل وهمومى فوق ضهرى



(36/ص14)
               وانا لاطايل حصى ولا حتى عندى فلوس
               ميت الف آه اتغلو و اشرب عصارتها

ان المتأمل فى الغصن الثانى فى هذين السطرين يجد الصورة المركبة بين الاستعارة والكناية تؤكد ان التصوير لدى احمد راضى لا يجيء عفويا وإنما ياتى بحرفية بالغة لا تخرجه عن مقتضيات الجمال إلى افتعال الصنعة.

(26/ص24)
              والحق سرسب ضياه من حيطة مخرومة

(29/ص25)
               لموا اللى باقى من الطروف ووحدوا صفوفكم
               ساتها تبقى الطيور غلتها فى كفوفكم
               طول عمرى بنشد واقول فى هواكى احلى كلام.

(9/ص18)
               ولما عودى اتصلب عملته ميت شمعة.

(23/ص35)
               فيه اللى جاب لك فانوس واللى غزل شاكك

(6/ص71)
              بغنى ليكى وعشانك اشيل حمول وجبال
              وابيع عشانك ولادى ولا احس انى غريب

ينضم الى المحور السابق ملح فى غاية الاهميةوهو متصل بالتصوير
الفنى فى الدراسة النقدية دائما .. انه الرمز .. والذي يشترك مع التصوير
دائما كقيمة فنية تخيلية وان كان الرمز أرحب فى دلالته حيث يتجاوز
حدود التصوير الى العمق الدلالى

(3/ص16)
            دندن على طبلتك وغنى كام موال
            يا عم لاجل النبى سيبك من اللى اتقال
            اشاعات كتير معروضة والقصد منها خراب
            والبنت عاجبة الجدع وعشانها مات شغال

إن الأنثى هنا رمز للوطن يتجاوز حدود الاستعارة الى جعل الوطن وجه الحبيبة التى يشقى الحبيب فداء لها

(14/ص20)
             البازة لما اشتكت قولتلها سامحينى
             .....
              كان نفسى اصحى الولاد ويشوفوا فجر حديد

إن البازة هنا تتجاوز ايضا حدود التصوير إلى كونها رمزا لكل مقتضيات التحريض حيث يصبح السحور يقظة النهوض نحو وجة الوطن.

(17/ص21)
                  سحر على طبلتى وخد فانوسى معاك
                  لسه طريقنا طويل وانا يا بنى بستناك

- الله.. الله..الله..
تأمل كيف تخطى الرمز حدود التصوير فى حديث الاباء لمن يلونهم :
سحر على طبلتى.. إن الرمز هنا لمنظومة القيم الإنسانية والثورية والثقافية لدى جيل الآباء كطريق مرسوم على اللاحقين نهجه واتباعة..   ( وخد فانوسي معاك ).. انه الطريق الذى يجب ان يسلك حيث لا يعقل ان يتجاوز اللاحقون من سبقوهم والا فكيف للتاريخ أن يكتب .. وكيف للطريق أن يكتمل .. جدليه رائعة فرضها الرمز البكر فرضا قويا فى النص ...
(11/ص76)
               البازة غنت نغم وانا غنوتى أحزان
               نشاز مابينى وبينها فرجعت للألحان
               أظبط ايقاع طبلتى مع غنوتى وانشد
               يتلعبك اللحن واتحزن كمان وكمان

ثالثا : المسحراتى ..
رباعيات تجلت فيها الروح الثورية والوطنية واتخذت من المسحراتى قناعا للنقد السياسي والاجتماعى
- قسمان فى الديوان يتخذان من المسحراتى عنوانا احدهما : مسحراتى الميدان – والثاني : مسحراتى
وواضح ان العنوان الاول  يعلن عن نفسه ان المسحراتى هنا ليس هو بمعناه المباشر المعروف . ليس المسحراتى الذى يوقظ الناس لطعامهم فى شهر رمضان انما هو نذير الثورة والمبشر بها انه صوت الوطن أو قل صوت الثورة ..
إن المسحراتى هنا قناع سياسي وان جعله الشاعر قناعا شفافا جدا لا كما استخدمته المدرسة الواقعية مثلا حيث استخدموا القناع سميكا ساترا لا يدرك ما خلفه الا المتمرسون جدا فى قراءة الأدب الرمزى المتصلون بثقافة وفيرة تمكنهم من كشف القناع ..
ربما يكون احمد راضى ببراعه أراد لقناعه هذه الشفافية حرصا منه على الولوج الى وعي المتلقى من أقصر الطرق او قل هى طبيعة شعر العامية فى فن التربيع .

( 6 / ص 17 )
                  ماتدندنوش كلكم السكة مقطوعه
                  عريسها داير ببازة له كلمة مسموعه
                  مغرم صبابه ف هواها وهيه بتموت فيه
                  راجل مثقف وواعى فى العلم موسوعه

تأمل كيف يرصد هنا الأمل الغائب عن الوطن متمنيا أن يتنحى عن ناصيته الفاسدون والجهلة وأنصاف المبدعين إلى :  ( راجل مثقف وواعى فى العلم موسوعه )

( 9 / ص 18 )
                 مسحراتى فى هواكى وعامله مش سامعه
                 وف ايدي بازة السحور م الروضه للجامعه
                 طول عمرى بنشد واقول ف هواكى احلى كلام
                 ولما عودى اتصلب عملتو ميت شمعة

(28 / ص 25 )
                  كل السكك للى راح عارفينها مش تقويل
                  ومسحراتى البلد واف فى ايده دليل
انظر كيف يحاور الشاعر الرمز ويصدر دلالاته بخفة وبراعه مابين المسحراتى صوت الثورة والبازة صوت النفير الدافع إلى نهوض الوطن
يتصل بهذا المحور السابق المحور الأخير فى دراستى لهذا الديوان
رابعا : محاور الأدب الثورى الثلاث  التحريض – الرصد – الانتكاس
ان المتأمل للنص الأدبي فى العقود الثلاثة الأخيرة قبل الثورة مرورا بهذه السنوات الأربع من 25 يناير وحتى الآن يلمس هذه الأطر الإبداعية الثلاث بشكل واضح .
لقد دار الأدب فى هذه الدوائر الثلاث  التحريض ثم الرصد فى فترة الثورة وما تلاها مباشرة من اضطراب سياسي واضح واختلاط بين  على كل الاصعده سياسية واجتماعية وأخلاقية وأيدلوجيه ثم الشعور بالنكبة جراء هذا الاضطراب ومن ثم النصوص المعبرة عن الانتكاس الثورى  وبالتالى الانتكاس لدى المبدع ذاته الذى حرض آملا ثم رصد متفائلا ثم لم يجد شيئا ووجد نفسه ينغمس فى دائرة السراب

( 16 / ص 8 )
                  طب هما باعوا عرضها برخص التراب
                  والقوادين ضافوا أجورهم ع الحساب
                  وانا وانتوا واقفين ف الصفوف نهتف لمين ؟
                  للى باع ولا اشترى ولا اللى ناوي ع الخراب ؟

انها روح التحريض للذات وللجمعي فى آن واحد وهنا يجب الوقوف على براعه أحمد راضي فى جعل الرباعية على اكتناز مساحاتها نصا سياسيا متكاملا يقوم مقام قصيدة كاملة بدخولها وخروجها ومتنها

( 27/ ص 24 )
                  قوموا افطروا كلكم وصوموا عن مالناش
                  .......
                 الوقت وقت العمل والنوم ماعاد له لزوم
                 
( 14 / ص 79 )
                  احنا الرعيه صحيح لنا ايد ونص لسان
                  والطاعة من طبعنا وبنعشق الاوطان
                  وان هب  ريح الغضب  هنزلزل الدنيا
                  صبرك عليه وافتكر لكل وقت أدان

أما من حيث الرصد تجد الشاعر وهو يسجل بهجته بالوطن معلنا أن الوطن كله قد صحا وان نهضة تجلت بين ربوعه ولا حاجه بعد للمسحراتى ...

( 16 / ص 21 )
                   يامسحرين كلكم متسحروش تانى
               كل الولاد صاحيين وانتقموا م الجانى
               والفجر ادن خلاص وبشايره اهى هلت
                مش عايز اسمع نحيب ولا حتى آه يانى

نفس ماغناه مصباح المهدى ومحمد رءوف وعبد الناصر حجازى وابو الخير بدر واحمد صلاح بدران ومن نعرف ومن لا نعرف من الشعراء  ..
انها بهجة الحدث الثورى وما انعقد عليه من آمال خيبتها لعبة السياسة حتى دخل النص الأدبي فى نفق الانتكاس معبرا على استحياء عما جنته السياسة فى حق الوطن اتصالا بمحور التحريض فى العقود التى سبقت الثورة

( 23/ ص 13 )
                الجلد زهد الأنين وانتى انينك زاد
                ياموزعين السحور ونسيتوا دم الولاد
                حدش سأل عنهم وقال منيش واكل
                وازاى نعلق زينات ونحس بالاعياد



( 25/ ص 24 )
                 مسحراتى وداير بلضم كلام وبقول
                 يا أمه فقدت ولادها ولا فيش واحد مسئول
                 واما الميدان اتصلب للثورة شوفت الناس
                 واقفين يطالبوا بحقوقهم دى الوقتى مين هيقول ؟؟

هكذا مثل هذا الديوان ذلك الزخم الابداعى فى شعر العامية بتنوع مميز من خلال الرباعيات ومقطوعات الواو ...
وفى اطلالة سريعة على القسم الخاص بالواو لدى احمد راضي :
أرى أن الشاعر أجاد فى هذا القسم كما لم يجد فى غيره من أقسام الكتاب الاخرى .. ذلك لان طبيعة هذا الفن تحفز لدى الشاعر كل طاقاته للعب على ثلاثية : المعنى والجناس والتورية .. وهذة الثلاثية هى آية الإبداع فى فن الواو الذي هو شفاهي أصلا ويعتمد على نسق تعبيرى صارم محدد لا يمكن تجاوزه.. حيث بحر المجتث والذى يتكون من تفعيلتين : مستفع لن – فاعلاتن - وقد يداخلهما الخبن  فتصيران متفع لن فاعلاتن .. اذ هو لا يستخدم الا مجزوا وجوابا .
كذلك فانه يتكون من أربعة أغصان يتفق الأول والثالث فى قافية والثانى والرابع فى قافيه مغايرة ...
فإذا أوردنا أمثله من الكتاب تجد الشاعر وقد أحكم هذا الادء إحكاما .. يضعه فى مصاف أجداده الكبار فى هذا الفن وان لم يخل من بعض الانتقادات فى الكتاب مجملا ارصد بعضها فى نهايه البحث راجيا ان يتسع لها صدر القارئ والمبدع ...
وهذه الملاحظات ألانتقاديه مطروحة للنقاش والتساؤل والرد انما هى وجهه نظر نقدية كفيله بان تجعل هذا البحث حياديا موضوعيا ومن ذلك ما جاء فى رباعيته

(12/ص19)
              سحرت قبل الادان كل الولاد ف البيت
              وخرجت وسط الميدان قريت لى مليون بيت
               وكل حرف ف قصيده فيه م الغضب ديناميت
               يا ريته ينسف كلابهم قولوا معايا يا ريت

إن القافية هنا موحده فى الأغصان الأربعة وهو مخالف للأصول الفنية لفن التربيع والتي التزمها الشاعر فى جميع رباعياته ..
وفى  (20/ص22) يقول :
                                 من يوعى على طبلتى وانا بسحر واقول
                                 وبغنى اجمل غنى فشر اللى ع الارغول
                                 والكل يسمع غنايا ويستنى لما بهل
                                 مع انى بفطر شبار ويسحرونى بفول

حيث تلاحظ عدم إحكام المفارقه فى الغصن الرابع إذ ماذا يرى الشاعر من مفارقه بين الاهتمام والعنايه بغناء المسحراتى وانتظاره مع كونه يفطر هذا او ذاك .. لست أرى فى تقديرى انها مفارقه مستقيمه فكريا .. ربما اضطر الشاعر اليها لتقفيه او غير ذلك ..

فى  (44/ص42)  
                   مليون قناه للى عايز يفهم اصول الدين
                   سبحانه جل علاه باسط ايديه لتنين
                   قصر علينا طريق العلم والتوحيد
                   ولسه فيه ملحدين معرفش جايه منين ؟

من اكثر ما ادهشنى هذه الرباعيه التى تشيد بتلك القنوات الدينيه التى كانت من أهم أسباب تشويه الوعى الدينى لدى المجتمع ولا أظن الشاعر احمد راضى بخبرته وتاريخه الابداعى الثقافى ينكر الدور السلبى لهذه القنوات ولكنى اسجل هذه الملاحظه كتساؤل هل حقا هو يعنى ذلك ..؟
هل كتبت هذه الرباعيه فى ظرف ما ؟
هل قصد شيئا آخر ..؟
حقيقة لا أستطيع الخلوص الى رأى لا سيما أنها مسالة تتصل بالفكر .

فى (12/ص49) وهى رباعيه من رباعيات الواو فى الديوان يقول

                    حبك فى قلبى دواير
                    حلقات بتزحف لروحى
                    لو كان حديد او دا واير ؟
                    كان سهل اقولك تروحى

على طرافة الغصنين الاولين وما فيهما من إبداع وتصوير خلاق جاء الغصن الثالث مختوما بكلمه انجليزيه محرفه ( wire)
والتى ينطقها العامه (واير) مما أراه مجافيا للذوق  الاصولى لمربعات الواو التى تعتمد فى الأصل على العمق الشعبى والألفاظ التراثيه ذات الدلالة المراوغة ارتكازا على الجناس والتوريه ...

فى (15/ص50) وهو مربع واوى  ايضا ..

                   غنيت باسمك لامونى
                   قالوا عليك نرجسيه
                   لبسالى فستان لمونى
                   النفخ فى النار جسية.
وفى هذا المربع ارى ملاحظتين.. أهمهما.. تحول الشاعر الى اللهجة الجنوبية فى آخر كلمات المربع حيث عبر عن (القسية) التى هى من القسوة فى الفصحى فسجلها بقلب القاف جيما على لهجة اهل الصعيد فى حين ان المربع كله ليس بلهجة الجنوب فجاء هذا التحول اضطرارا غير رشيق لا يبرره سوى الحرص على التجنيس الذى هو اية الجمال فى هذا الفن .

الملاحظة الثانية وهى فى صورة تساؤل .. ما الدلالة التى وراء اللون الليمونى فى الوجدان الجمعي الشعبي  ؟ .. لا أدرك ذلك او ربما هى لعبة التجنيس ايضا ..
الشاعر الاستاذ/ أحمد راضى.. القاص الاديب /  فرج مجاهد ..أسرة اتحاد الكتاب بفرع ثقافة دمياط..
ليس هناك ما اعبر به عن امتناني لإتاحة هذه الفرصة البحثية لقلمى المتواضع فى مناقسة عمل ابداعى كهذا الشاعر له تاريخه الفنى المعروف .

صلاح بدران
دمياط – كفر سعد – يونيو 2014
























هوامش
1- احمد راضى اللاوندى .. الشاعر.. من أبناء مدينة عزبة البرج وهى فى الاصل قرية ساحلية تاريخية تقع حيث يلتقى  نهر النيل بالبحر المتوسط فى نهاية فرع دمياط وقد شهدت المدينة احداثا تاريخية جساما مرت بها مصر من دخول الحملة الفرنسية بقيادة لويس التاسع وبها (طابية) قلعة بحرية تسمى قلعة عرابي أو طابية عرابي .. يعمل اكثر اهل هذه المدينة بمهن ترتبط بالبحر اما سفرا او صناعة او صيدا ..
من هذه المكونات الثقافية المتنوعة الثرة الثرية ورث احمد راضى مكوناته الابداعية و ادواتة و سبقت موهبتة الفطرية وقريحته المصرية الاصلية هذه المكونات : فالتقى الكل مشكلا هذه الروح الشاعرة انه احمد راضى شاعر العامية الزجال.. حفيد ابن عروس وبيرم وسابقيه من هذا اللفيف المصرى خفيف الظل صادق الابداع .

2- هذا المحور من المحاور البحثية التى سبق لي إبداعها وتطبيقها فى المحور النظري  البحثى بمؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافى فى دورته الثانية عشرة ابريل 2014 ضمن ورقتى البحثية: الأدب المصرى قبل الثورة وبعدها.
أستاذي الفاضل الشاعر/أحمد راضي اللاوندي
مبروك صدور ديوانك الجديد
و قد إستمعت للدراسة من أستاذي الفاضل/صلاح بدران
بارك الله فيك و فيه سيدي
و إلى الأمام دائما
تحياتي و دعواتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى الشبوط
صاحب ومؤسس الموقع (رحمة الله عليه )
صاحب ومؤسس الموقع  (رحمة الله عليه )
مصطفى الشبوط

ذكر
تاريخ التسجيل : 30/11/2007
عدد المشاركات : 17651
نقاط التقييم : 23812
بلد الاقامة : عراقي مقيم بهولندا
علم بلدك : علم العراق

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالجمعة يوليو 11, 2014 11:51 pm

دراسة جميلة وقيمة ورائعة من الناقد صلاح بدران

تستاهل اخي العزيز شاعرنا الكبير امد راضي هذه الدارسة

ومبارك عليك ديوانك الجديد

دمت عنوان للتميز والابداع

تقبل مني ارقى التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eshtyak.ahlamontada.com
احمد راضي
ملك الشعر العامي
احمد راضي

ذكر
تاريخ التسجيل : 14/11/2013
عدد المشاركات : 151
نقاط التقييم : 171
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالسبت يوليو 12, 2014 4:03 pm

ايمان الساكت كتب:
الشاعر القدير/ احمد راضى


مشكور على عرض هذه القراءة النقدية الممتعة

 والتى عرضت تفاصيل ديوان رباعيات اللاوندى

 راق لى تواجدى هنا

  فيض ودى

الاخت الكريمة
ايمان الساكت
كل عام وانتم بخير
اشكر لك مرورك الجميل ومتابعتك
دمتى بكل الخير
احمد راضى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد راضي
ملك الشعر العامي
احمد راضي

ذكر
تاريخ التسجيل : 14/11/2013
عدد المشاركات : 151
نقاط التقييم : 171
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالسبت يوليو 12, 2014 4:07 pm

احلام شحاتة كتب:
احمد راضي كتب:
قراءه نقديه لديوان :رباعيات اللاوندى              الشاعر الناقد / صلاح بدران
                                                                                                ( الوتر السادس)  


ملاحظة أولى ..
حين دفع اتحاد الكتاب إلى بهذا الديوان وجدتنى أمام مصنف أدبي أبرز مافيه حالة التنوع الفنى من خلال خمسه أقسام متنوعه بين ماهو معنون وماهو غير معنون واشتملت فى اقسامها على مربعات من فن الواو الشفهى أصلا فى تاريخه الابداعى فكان لزاما على من باب الوعي بطبيعه مصنف متنوع كهذا المرور التاريخي السريع على أصول فن التربيع فى الأدب العربي ليكون مدخلا نقديا تركتز عليه هذه الدراسه .
وعلى سبيل التقديم  ..
فن الواو :
نمط تعبيرى قولى يعتمد اللغة الشعبية كأداه للتشكيل الفنى مع أداه أخرى هى الإيقاع الموسيقى المحدد وذلك بعدما تجاوزت اللغة الشعبية حدود القواعد النحوية والصرفية ويضاف الى ذلك كله خاصية مجهولية المؤلف .

وهو شفوى سماعى وليس كتابيا إذ أن الكتابة تكشف كل الحيل الصوتيه الناتجة عن الجناس الكامل فى قوافيه وعندئذ تنحل كل مغاليقه فيفقد كثيرا من روعته وبهائه كفن شعبي أصيل .

والواو يشابه الموال البغدادى الرباعي فى اعتماده على نظام الأغصان الأربعه ذات القافية الواحده ، إلا أنه يختلف عن الموال البغدادى ( المواليا ) فى اتحاد الشطرتين الأولى والثالثة فى نفس القافية وكذلك الثانية والرابعه
يضاف الى ذلك الاعتماد على التجنيس الذي قد يصل احيانا الى حد الإغراق الذي يكسبه التعمية التى قد تستغلق على غير أهل المنطقة التى ينشأ فيها النص .
- هذا وقد شاع وقد يكون انحصر فن الواو فى بحر المجتث والذى لم يعرف فى شعر العرب قبل عصر بنى العباس كما اعتمد على التورية كفن قولى قد يجنب الشاعر المحرض الاصطدام بالسلطة .
- والمرباعت فى التقسيم المعنوى تنقسم الى مغلق ومفتوح والمغلق هذا عسير الفهم الا على اهل اللهجة التى ينشأ فيها المربع

مثال :
أقول
له يقول لا
والقلب مرعوب وخايف
ابقى قولى له ياقله
حين توردى
ع الشفايف

مثال :
أول كلامى
ح اصلى
ع اللى الغزاله مشت له
واحكيله ع اللى حصل لي
وارمى همومى فى مشاتله

ومن أشهر الأقوال فى تسميته بالواو ..
ان ابن عروس عندما كان يلقى المربع على الاسماع ينتظر قليلا حتى يفك المستمعون مغاليق المربع ثم يستأنف بقوله : ( وقال الشاعر )
فكثرت الواوات العاطفة هذه فأصبحت لازمة وصارت سمه مميزة لهذا الشكل من القول ثم اسما سمي به : (فن الواو) .

مثال :
طول عمرى اقدم فى سبتى
ولا حد جاى لي
يواسيني
فوقى يا دنيا وثبتى
ونشبتى ظفرك فى عينى

- اما عن ابن عروس .. فإن البحث فى هذه الشخصية قد تفرع تفرعا كبيرا وليس هناك واحد بعينه اتفق عليه البحث التاريخي
ففى تاريخ الشعر العامى والصوفى أكثرمن شخصية نسب اليها التربيع كما اختلف فى أصل التسمية ذاتها ..
- فهناك ابن عروس المغربي المتصوف صاحب المدائح النبوية التى جمعها الشيخ النبهانى يوسف ابن إسماعيل النبهانى فى كتابه المجموعه النبهانية فى المدائح النبوية _ ط_ دار الفكر بيروت ..
وهذا الشيخ المغربي تسمى بابن عروس نسبة الى جده الذى انتحل شخصية عروس ليغتال حاكم مدينة ( حائل ) المسمى بالضيغم وهى مدينة جنوب المغرب وكان هذا الحاكم يتزوج من كل امراة جميلة يراها ثم يطلقها وقد أراد ذلك باخت / السيد محمد ابن السيد على جد ابن عروس فتنكر واغتال هذا الحاكم الظالم فلقب بمحمد العروس
ثم انتقل الى العراق وكان له بمصر نسل كان منه الشيخ أحمد بن عمر بن العروس ومولده تونس ثم وفد الى مصر وله فى المدائح النبوية ما أشرت إليه ولا يؤثر عنه فى فن التربيع ما يؤثر عن ابن عروس المصري .
- وابن عروس المصري هذا هو : الشاعر المصري الكبير شهاب الدين احمد ابن عبد الله ابن عروس – أوائل القرن الثانى عشر الهجري وهو صاحب مخطوط ديوان قمع النفوس من كلام ابن عروس المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم ( 13513 ز ) مجموعة أحمد باشا تيمور
- وقد أطلق عليه هذا اللقب نسبة للعروس التى يقال إنها تسببت فى توبته عن قطع الطريق عندما اختطفها وسيظل اسمه مرتبطا بفن الواو وإن لم يكن مخترعه كارتباط ابن قزمان القرطبي بفن الزجل  .
من هذا التقديم الموجز ألج الى حفيد من أحفاد هذه الكوكبة الإبداعية

أحمد راضي اللاوندى : صوت البحر والنهر : يعزف على أوتار المربع ويعزل على نسيج الواو فى ديوانه : رباعيات اللاوندى الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة / إقليم شرق الدلتا الثقافي / فرع ثقافة دمياط / نشر 2014     (1)

- وفى هذه الورقة البحثية تناولت ديوان رباعيات اللاوندى تناولا نقديا لا قرائيا وصفيا فحسب وإنما أردت المزج بين الأمرين ليجتمع في نهاية البحث المتعة والفائدة معا
وبناء عليه جرى البحث فى المحاور التالية :
1- اللغة المتباينة التى جمعت بين عامية القاهريين وأهل السواحل والريف
2- الصورة الشعرية والتركيب اللغوى مرتكزات إبداعية ومثيرات للافتتان بهذه النصوص
3- المسحراتى : رباعيات تجلت فيها الروح الثورية والوطنية واتخذت من المسحراتى قناعا للنقد السياسي والاجتماعى .
4- رباعيات اللاوندى تلعب على محاور الأدب الثورى الثلاثة : التحريض – الرصد – الانتكاس  ( 2)

***

فى البدء : أشكر الشاعر الكبير / احمد راضي والأديب الصديق / فرج مجاهد أن اتاحا لى هذه الفرصه لمناقشة هذا الديوان البديع للشاعر أحمد راضي :
ومما يجدر الإشارة إليه أولا أن هذه الديوان يبدو وكان الشاعر لم يخطط له فنيا قبل نشره.
إنها مادة ادبية متميزة متنوعه لا يبدو أنها كانت مشروعا شعريا واحدا متكاملا فى الأصل الخطى للشعر : يبدو ذلك من تقسيم الديوان من الداخل إلى خمسه أقسام هكذا :
1- مجموعه من الرباعيات بغير عنوان مسبق . إلى ص 14
2- مجموعه أخرى تحت عنوان : مسحراتى الميدان . الى ص 25
3- رباعيات رمضانية هكذا عنونت فى القسم الثالث إلى ص 44
4- مربعات الواو : إلى ص 63
5- مجموعه خامسة تحت عنوان : مسحراتى .. من ص 66 إلى نهاية الديوان ص 85

وهكذا ترى القسم الثاني والخامس يتبعان جنسا واحدا ولم ينضما معا , وقد تجد فى القسم الأول رباعيات كثيرة تتخذ من الحكمة أو النقد الاجتماعي والاخلاقى مرتكزا فكريا ثم فى القسم الثالث المربعات الرمضانية بها نفس الخط الفكرى وان غلب على  هذه الأخيرة الوعظ والحكمية والنقد الاخلاقى بصورة أوضح كما اشتملت على الكثير من التضرع والمناجاه .
هنالك شبه كبير ولقاء فكرى واضح بين القسمين الأول والثالث لا يفصل بينهما سوى الحضور الرمضاني فى الأداء الشعري بمفرداته المميزة مما قد يكون مبررا للفصل والتقسيم إلا أنني أشعر فى المجمل انه جمع لمادة أدبية أبدعت تباعا ثم جمعها كتاب ولم تكن مشروعا شعريا جهز له الشاعر وأعد  هذا فى تقديرى ...
وطرح هذه الجدلية لا يرجى منه سوى الرصد لظاهرة قائمة بالفعل فى الكتاب .. والإشارة الى فكرة المشروع الأدبي لأهميتها وأهمية التنويه إليها فى الأوراق البحثية من وجهة نظري .

***


أولا : اللغة .........
تمثل اللغة لدى احمد راضي تنوعا مدهشا بحق .. ذلك أن قراءة الشعر العامى فى صوره المختلفه تنتهى بك دائما الى غلبة لهجية ما لكل شاعر .. منذ تراث العامية .. فشعراء العامية فى الصعيد يكادون يستغرقون أنفسهم فى لهجتهم وبصورة متقعرة ملحه ..
ثم تجد مثلا جيل الشباب يستغرق نفسه فى لغة جيله بكل حداثتها الا قليلا جدا .. وكذلك الشعراء المنتمون للريف وهكذا  ...
الا انك تجد أحمد راضي وقد مزج اللهجة القاهرية بالصعيدية بلهجة اهل السواحل ومفرداتهم واهل الريف ومفرداتهم ومفردات الحرفيين شديدة الاصاله حتى لا يكاد كثيرا من جيل الشباب يجيد التواصل معها لا سيما اذا كان غير متماس مع هذه الطوائف .
- هذا التنوع الرائع كان كفيلا أن يعطى لهذه النصوص ذائقة ذات نكهات تعبيرية اقل ماتوصف به الثراء اللغوى فى مفردات مبدعها ....

( 8 / ص 5 )
     طول عمرى اجولك بحبك وماكنتى عشجاني
     كرهتى فيا الأحبه ولا حد عاش جانى
     اشكى لمين لوعتى منك وم اللايمين
     ياجلبي فتها وفتهم وانسى اللى عاش جانى

( 10 / ص 6 )
                  ومن الصعيد الى البحر .. وحياة الملاحين ومصطلحاتهم
                  البحر نو وبحركم اعلى من الصارى
                  حتى فى ليالى العدل بتعرقصوا شباكى

(12 / ص 6 )  
                 من يوم ماجيت الحياة وانا طافح الكوته

( 17 / ص 8 )
                  يامين يوشوشلى  الودع او يقرا كفى

( 24/ ص 10 )
                   قالت يا واد برطله بنص قرش حشيش

( 26 / ص 10 )
               بمتصمصي فى شفتك .. وبترخى عينك ليه

( 29 / ص 12 )
                اكمنه راجل غنى مسنود على فلوسه
                واجعص جعيص فى البلد بيعدى ويدوسه

( عشجانى – جلبي – البحر نو – الصارى – بتعرقصوا شبكي – طافح الكوته – برطله )

هكذا من الصعيد الى البحر الى الريف  .. كل ذلك تراه مصنفا فى قدره تعبيريه جميله جدا فى كثير من التراكيب اللغويه التى تتجاوز التركيب المباشر للجمله الى تركيب مبدع خلاق بحق .. لا سيما  انه فى سياق شعر العاميه الذى لا يعنى كثيرا بذلك . يقول :

(19/ص9)
              لو كان بيشفى الالم دمعك يا عين جودى

لقد غير الشاعر النسق البنائي للتركيب الشرطى تغييرا بديعا كما قدم المفعول به على الفاعل ثم قدم ضمير الخطاب على المنادى واختتم التوكيد بجواب الشرط الطلبي مما خلق للجملة تركيبا مغايرا شديد التشويق رائع التأثير وهى حالة أسلوبية تعتنى بالتغيير فى البنية السطحية الذي يتبعه التغيير فى البنية العميقة التحتية للجملة العربية .
ليس هذا فحسب وانما يستوقفنى كذلك موافقه مفردات اللغه مع مقتضيات التوظيف حيث يستخدم الشاعر مفرداته
فى صورتها المعجميه الرمضانيه موظفه توظيفا سياسيا وثوريا جميلا

(13/ص20)
              يا مسحرين اطلقوا صوتكم فى كل ميدان

تأمل كيف يصبح إبتهال المسحراتى اطلاقا للصوت اطلاقا ميدانيا .. انه نداء التثوير وكأن الصوت صار قذيفة صائبة او تغيرا يؤذن بالفعل الثورى .

(14/ص20)
              كان نفسى اصحى الولاد ويشوفوا فجر جديد


(26/ص24)
               يا أمه نامت سنين فى الطل محرومه
               .....
               شافو المسحر نده اصحوا يا اهل الدار .

- وهكذا تتجلى ظاهره التنوع اللغوى والقبض على المفردات لدى
احمد راضى مظهرا من مظاهر تمكنه من ادواته الشعرية .

ثانيا :الصورة الشعرية .......
- فى التنظير الاكاديمى .. يرى كثير من المنظرين ان محور الابداع الخلاق فى الشعر والذى يميزه عن الأجناس الادبيه الأخرى هو ثراء هذا الجنس الادبى بالتصوير ..
وقد يتخذ ذلك مرتكزا للتميز بين الشعراء من حيث خلق صوره فنية بكر تكون دليلا
على نقاء القريحة الشعرية وتنطق بصفاء مرآه المبدع حيث يكون الكون كله نثر يستحيل على لسان الشاعر وصوره إلى شعر فاتن من خلال التصوير استعارة وكتابة ومجازا...
- وبحق تجد الصوره الفنيه لدى احمد راضى وهو غير مقل فيها تتسم - على حد رؤيتي وقراءاتى – ببكارة ورشاقه واضحه
- دارت هذة الصورة فى اكثرها حول الكناية والاستعارة
وكان للكناية النصيب الاكبر وهى ظاهرة ايجابية لديه ذلك
ان الكناية اكثر رحابة فى دلالتها وتاويلها.. لاسيما ان
احمد راضى يتجاوز كثيرا فى كناياته حدود الكناية البينية الى رحابة
الكناية المرتكزة على الفكرة والبعد الحكمى او الرمزى احيانا ..
(22/ص10)
              يا دايسة على مهجتى وملخبطه كيانى
              كلمة بحبك بتتعطر على لسانى
              بصتلى وابتسمت وقالتلى يا مجنون
             حلاوتها فى التهتهه قولهالى من تانى

إن فى الغصن الثانى من هذة الرباعية صورة بالغة الروعة والبكارة مزج فيها الشاعر بين الاستعارة والتورية مزجا رائعا..
إن الكلمة تتعطر.. وهنا تتجلى لعبة الشفاهية فى فن التربيع حيث يتخذ اللفظ
قدرتة على التورية غير مكتوب مابين معنيين : تتعثر – وتتعطر...

(31/ص13)
               زرعت زهر الامل وهمومى فوق ضهرى



(36/ص14)
               وانا لاطايل حصى ولا حتى عندى فلوس
               ميت الف آه اتغلو و اشرب عصارتها

ان المتأمل فى الغصن الثانى فى هذين السطرين يجد الصورة المركبة بين الاستعارة والكناية تؤكد ان التصوير لدى احمد راضى لا يجيء عفويا وإنما ياتى بحرفية بالغة لا تخرجه عن مقتضيات الجمال إلى افتعال الصنعة.

(26/ص24)
              والحق سرسب ضياه من حيطة مخرومة

(29/ص25)
               لموا اللى باقى من الطروف ووحدوا صفوفكم
               ساتها تبقى الطيور غلتها فى كفوفكم
               طول عمرى بنشد واقول فى هواكى احلى كلام.

(9/ص18)
               ولما عودى اتصلب عملته ميت شمعة.

(23/ص35)
               فيه اللى جاب لك فانوس واللى غزل شاكك

(6/ص71)
              بغنى ليكى وعشانك اشيل حمول وجبال
              وابيع عشانك ولادى ولا احس انى غريب

ينضم الى المحور السابق ملح فى غاية الاهميةوهو متصل بالتصوير
الفنى فى الدراسة النقدية دائما .. انه الرمز .. والذي يشترك مع التصوير
دائما كقيمة فنية تخيلية وان كان الرمز أرحب فى دلالته حيث يتجاوز
حدود التصوير الى العمق الدلالى

(3/ص16)
            دندن على طبلتك وغنى كام موال
            يا عم لاجل النبى سيبك من اللى اتقال
            اشاعات كتير معروضة والقصد منها خراب
            والبنت عاجبة الجدع وعشانها مات شغال

إن الأنثى هنا رمز للوطن يتجاوز حدود الاستعارة الى جعل الوطن وجه الحبيبة التى يشقى الحبيب فداء لها

(14/ص20)
             البازة لما اشتكت قولتلها سامحينى
             .....
              كان نفسى اصحى الولاد ويشوفوا فجر حديد

إن البازة هنا تتجاوز ايضا حدود التصوير إلى كونها رمزا لكل مقتضيات التحريض حيث يصبح السحور يقظة النهوض نحو وجة الوطن.

(17/ص21)
                  سحر على طبلتى وخد فانوسى معاك
                  لسه طريقنا طويل وانا يا بنى بستناك

- الله.. الله..الله..
تأمل كيف تخطى الرمز حدود التصوير فى حديث الاباء لمن يلونهم :
سحر على طبلتى.. إن الرمز هنا لمنظومة القيم الإنسانية والثورية والثقافية لدى جيل الآباء كطريق مرسوم على اللاحقين نهجه واتباعة..   ( وخد فانوسي معاك ).. انه الطريق الذى يجب ان يسلك حيث لا يعقل ان يتجاوز اللاحقون من سبقوهم والا فكيف للتاريخ أن يكتب .. وكيف للطريق أن يكتمل .. جدليه رائعة فرضها الرمز البكر فرضا قويا فى النص ...
(11/ص76)
               البازة غنت نغم وانا غنوتى أحزان
               نشاز مابينى وبينها فرجعت للألحان
               أظبط ايقاع طبلتى مع غنوتى وانشد
               يتلعبك اللحن واتحزن كمان وكمان

ثالثا : المسحراتى ..
رباعيات تجلت فيها الروح الثورية والوطنية واتخذت من المسحراتى قناعا للنقد السياسي والاجتماعى
- قسمان فى الديوان يتخذان من المسحراتى عنوانا احدهما : مسحراتى الميدان – والثاني : مسحراتى
وواضح ان العنوان الاول  يعلن عن نفسه ان المسحراتى هنا ليس هو بمعناه المباشر المعروف . ليس المسحراتى الذى يوقظ الناس لطعامهم فى شهر رمضان انما هو نذير الثورة والمبشر بها انه صوت الوطن أو قل صوت الثورة ..
إن المسحراتى هنا قناع سياسي وان جعله الشاعر قناعا شفافا جدا لا كما استخدمته المدرسة الواقعية مثلا حيث استخدموا القناع سميكا ساترا لا يدرك ما خلفه الا المتمرسون جدا فى قراءة الأدب الرمزى المتصلون بثقافة وفيرة تمكنهم من كشف القناع ..
ربما يكون احمد راضى ببراعه أراد لقناعه هذه الشفافية حرصا منه على الولوج الى وعي المتلقى من أقصر الطرق او قل هى طبيعة شعر العامية فى فن التربيع .

( 6 / ص 17 )
                  ماتدندنوش كلكم السكة مقطوعه
                  عريسها داير ببازة له كلمة مسموعه
                  مغرم صبابه ف هواها وهيه بتموت فيه
                  راجل مثقف وواعى فى العلم موسوعه

تأمل كيف يرصد هنا الأمل الغائب عن الوطن متمنيا أن يتنحى عن ناصيته الفاسدون والجهلة وأنصاف المبدعين إلى :  ( راجل مثقف وواعى فى العلم موسوعه )

( 9 / ص 18 )
                 مسحراتى فى هواكى وعامله مش سامعه
                 وف ايدي بازة السحور م الروضه للجامعه
                 طول عمرى بنشد واقول ف هواكى احلى كلام
                 ولما عودى اتصلب عملتو ميت شمعة

(28 / ص 25 )
                  كل السكك للى راح عارفينها مش تقويل
                  ومسحراتى البلد واف فى ايده دليل
انظر كيف يحاور الشاعر الرمز ويصدر دلالاته بخفة وبراعه مابين المسحراتى صوت الثورة والبازة صوت النفير الدافع إلى نهوض الوطن
يتصل بهذا المحور السابق المحور الأخير فى دراستى لهذا الديوان
رابعا : محاور الأدب الثورى الثلاث  التحريض – الرصد – الانتكاس
ان المتأمل للنص الأدبي فى العقود الثلاثة الأخيرة قبل الثورة مرورا بهذه السنوات الأربع من 25 يناير وحتى الآن يلمس هذه الأطر الإبداعية الثلاث بشكل واضح .
لقد دار الأدب فى هذه الدوائر الثلاث  التحريض ثم الرصد فى فترة الثورة وما تلاها مباشرة من اضطراب سياسي واضح واختلاط بين  على كل الاصعده سياسية واجتماعية وأخلاقية وأيدلوجيه ثم الشعور بالنكبة جراء هذا الاضطراب ومن ثم النصوص المعبرة عن الانتكاس الثورى  وبالتالى الانتكاس لدى المبدع ذاته الذى حرض آملا ثم رصد متفائلا ثم لم يجد شيئا ووجد نفسه ينغمس فى دائرة السراب

( 16 / ص 8 )
                  طب هما باعوا عرضها برخص التراب
                  والقوادين ضافوا أجورهم ع الحساب
                  وانا وانتوا واقفين ف الصفوف نهتف لمين ؟
                  للى باع ولا اشترى ولا اللى ناوي ع الخراب ؟

انها روح التحريض للذات وللجمعي فى آن واحد وهنا يجب الوقوف على براعه أحمد راضي فى جعل الرباعية على اكتناز مساحاتها نصا سياسيا متكاملا يقوم مقام قصيدة كاملة بدخولها وخروجها ومتنها

( 27/ ص 24 )
                  قوموا افطروا كلكم وصوموا عن مالناش
                  .......
                 الوقت وقت العمل والنوم ماعاد له لزوم
                 
( 14 / ص 79 )
                  احنا الرعيه صحيح لنا ايد ونص لسان
                  والطاعة من طبعنا وبنعشق الاوطان
                  وان هب  ريح الغضب  هنزلزل الدنيا
                  صبرك عليه وافتكر لكل وقت أدان

أما من حيث الرصد تجد الشاعر وهو يسجل بهجته بالوطن معلنا أن الوطن كله قد صحا وان نهضة تجلت بين ربوعه ولا حاجه بعد للمسحراتى ...

( 16 / ص 21 )
                   يامسحرين كلكم متسحروش تانى
               كل الولاد صاحيين وانتقموا م الجانى
               والفجر ادن خلاص وبشايره اهى هلت
                مش عايز اسمع نحيب ولا حتى آه يانى

نفس ماغناه مصباح المهدى ومحمد رءوف وعبد الناصر حجازى وابو الخير بدر واحمد صلاح بدران ومن نعرف ومن لا نعرف من الشعراء  ..
انها بهجة الحدث الثورى وما انعقد عليه من آمال خيبتها لعبة السياسة حتى دخل النص الأدبي فى نفق الانتكاس معبرا على استحياء عما جنته السياسة فى حق الوطن اتصالا بمحور التحريض فى العقود التى سبقت الثورة

( 23/ ص 13 )
                الجلد زهد الأنين وانتى انينك زاد
                ياموزعين السحور ونسيتوا دم الولاد
                حدش سأل عنهم وقال منيش واكل
                وازاى نعلق زينات ونحس بالاعياد



( 25/ ص 24 )
                 مسحراتى وداير بلضم كلام وبقول
                 يا أمه فقدت ولادها ولا فيش واحد مسئول
                 واما الميدان اتصلب للثورة شوفت الناس
                 واقفين يطالبوا بحقوقهم دى الوقتى مين هيقول ؟؟

هكذا مثل هذا الديوان ذلك الزخم الابداعى فى شعر العامية بتنوع مميز من خلال الرباعيات ومقطوعات الواو ...
وفى اطلالة سريعة على القسم الخاص بالواو لدى احمد راضي :
أرى أن الشاعر أجاد فى هذا القسم كما لم يجد فى غيره من أقسام الكتاب الاخرى .. ذلك لان طبيعة هذا الفن تحفز لدى الشاعر كل طاقاته للعب على ثلاثية : المعنى والجناس والتورية .. وهذة الثلاثية هى آية الإبداع فى فن الواو الذي هو شفاهي أصلا ويعتمد على نسق تعبيرى صارم محدد لا يمكن تجاوزه.. حيث بحر المجتث والذى يتكون من تفعيلتين : مستفع لن – فاعلاتن - وقد يداخلهما الخبن  فتصيران متفع لن فاعلاتن .. اذ هو لا يستخدم الا مجزوا وجوابا .
كذلك فانه يتكون من أربعة أغصان يتفق الأول والثالث فى قافية والثانى والرابع فى قافيه مغايرة ...
فإذا أوردنا أمثله من الكتاب تجد الشاعر وقد أحكم هذا الادء إحكاما .. يضعه فى مصاف أجداده الكبار فى هذا الفن وان لم يخل من بعض الانتقادات فى الكتاب مجملا ارصد بعضها فى نهايه البحث راجيا ان يتسع لها صدر القارئ والمبدع ...
وهذه الملاحظات ألانتقاديه مطروحة للنقاش والتساؤل والرد انما هى وجهه نظر نقدية كفيله بان تجعل هذا البحث حياديا موضوعيا ومن ذلك ما جاء فى رباعيته

(12/ص19)
              سحرت قبل الادان كل الولاد ف البيت
              وخرجت وسط الميدان قريت لى مليون بيت
               وكل حرف ف قصيده فيه م الغضب ديناميت
               يا ريته ينسف كلابهم قولوا معايا يا ريت

إن القافية هنا موحده فى الأغصان الأربعة وهو مخالف للأصول الفنية لفن التربيع والتي التزمها الشاعر فى جميع رباعياته ..
وفى  (20/ص22) يقول :
                                 من يوعى على طبلتى وانا بسحر واقول
                                 وبغنى اجمل غنى فشر اللى ع الارغول
                                 والكل يسمع غنايا ويستنى لما بهل
                                 مع انى بفطر شبار ويسحرونى بفول

حيث تلاحظ عدم إحكام المفارقه فى الغصن الرابع إذ ماذا يرى الشاعر من مفارقه بين الاهتمام والعنايه بغناء المسحراتى وانتظاره مع كونه يفطر هذا او ذاك .. لست أرى فى تقديرى انها مفارقه مستقيمه فكريا .. ربما اضطر الشاعر اليها لتقفيه او غير ذلك ..

فى  (44/ص42)  
                   مليون قناه للى عايز يفهم اصول الدين
                   سبحانه جل علاه باسط ايديه لتنين
                   قصر علينا طريق العلم والتوحيد
                   ولسه فيه ملحدين معرفش جايه منين ؟

من اكثر ما ادهشنى هذه الرباعيه التى تشيد بتلك القنوات الدينيه التى كانت من أهم أسباب تشويه الوعى الدينى لدى المجتمع ولا أظن الشاعر احمد راضى بخبرته وتاريخه الابداعى الثقافى ينكر الدور السلبى لهذه القنوات ولكنى اسجل هذه الملاحظه كتساؤل هل حقا هو يعنى ذلك ..؟
هل كتبت هذه الرباعيه فى ظرف ما ؟
هل قصد شيئا آخر ..؟
حقيقة لا أستطيع الخلوص الى رأى لا سيما أنها مسالة تتصل بالفكر .

فى (12/ص49) وهى رباعيه من رباعيات الواو فى الديوان يقول

                    حبك فى قلبى دواير
                    حلقات بتزحف لروحى
                    لو كان حديد او دا واير ؟
                    كان سهل اقولك تروحى

على طرافة الغصنين الاولين وما فيهما من إبداع وتصوير خلاق جاء الغصن الثالث مختوما بكلمه انجليزيه محرفه ( wire)
والتى ينطقها العامه (واير) مما أراه مجافيا للذوق  الاصولى لمربعات الواو التى تعتمد فى الأصل على العمق الشعبى والألفاظ التراثيه ذات الدلالة المراوغة ارتكازا على الجناس والتوريه ...

فى (15/ص50) وهو مربع واوى  ايضا ..

                   غنيت باسمك لامونى
                   قالوا عليك نرجسيه
                   لبسالى فستان لمونى
                   النفخ فى النار جسية.
وفى هذا المربع ارى ملاحظتين.. أهمهما.. تحول الشاعر الى اللهجة الجنوبية فى آخر كلمات المربع حيث عبر عن (القسية) التى هى من القسوة فى الفصحى فسجلها بقلب القاف جيما على لهجة اهل الصعيد فى حين ان المربع كله ليس بلهجة الجنوب فجاء هذا التحول اضطرارا غير رشيق لا يبرره سوى الحرص على التجنيس الذى هو اية الجمال فى هذا الفن .

الملاحظة الثانية وهى فى صورة تساؤل .. ما الدلالة التى وراء اللون الليمونى فى الوجدان الجمعي الشعبي  ؟ .. لا أدرك ذلك او ربما هى لعبة التجنيس ايضا ..
الشاعر الاستاذ/ أحمد راضى.. القاص الاديب /  فرج مجاهد ..أسرة اتحاد الكتاب بفرع ثقافة دمياط..
ليس هناك ما اعبر به عن امتناني لإتاحة هذه الفرصة البحثية لقلمى المتواضع فى مناقسة عمل ابداعى كهذا الشاعر له تاريخه الفنى المعروف .

صلاح بدران
دمياط – كفر سعد – يونيو 2014
























هوامش
1- احمد راضى اللاوندى .. الشاعر.. من أبناء مدينة عزبة البرج وهى فى الاصل قرية ساحلية تاريخية تقع حيث يلتقى  نهر النيل بالبحر المتوسط فى نهاية فرع دمياط وقد شهدت المدينة احداثا تاريخية جساما مرت بها مصر من دخول الحملة الفرنسية بقيادة لويس التاسع وبها (طابية) قلعة بحرية تسمى قلعة عرابي أو طابية عرابي .. يعمل اكثر اهل هذه المدينة بمهن ترتبط بالبحر اما سفرا او صناعة او صيدا ..
من هذه المكونات الثقافية المتنوعة الثرة الثرية ورث احمد راضى مكوناته الابداعية و ادواتة و سبقت موهبتة الفطرية وقريحته المصرية الاصلية هذه المكونات : فالتقى الكل مشكلا هذه الروح الشاعرة انه احمد راضى شاعر العامية الزجال.. حفيد ابن عروس وبيرم وسابقيه من هذا اللفيف المصرى خفيف الظل صادق الابداع .

2- هذا المحور من المحاور البحثية التى سبق لي إبداعها وتطبيقها فى المحور النظري  البحثى بمؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافى فى دورته الثانية عشرة ابريل 2014 ضمن ورقتى البحثية: الأدب المصرى قبل الثورة وبعدها.
أستاذي الفاضل الشاعر/أحمد راضي اللاوندي
مبروك صدور ديوانك الجديد
و قد إستمعت للدراسة من أستاذي الفاضل/صلاح بدران
بارك الله فيك و فيه سيدي
و إلى الأمام دائما
تحياتي و دعواتي


الاخت الاديبة الاريبة
احلام
كل عام وانتم بخير واسال الله العلى العظيم ان يعيد عليكم هذه الايام المباركة وانتم بالصحة والسعادة
كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم على هذه الزيارة الكريمة
لاحرمنا تواجدكم المشرق
كونو بخير دائما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد راضي
ملك الشعر العامي
احمد راضي

ذكر
تاريخ التسجيل : 14/11/2013
عدد المشاركات : 151
نقاط التقييم : 171
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالسبت يوليو 12, 2014 4:10 pm

مصطفى الشبوط كتب:
دراسة جميلة وقيمة ورائعة من الناقد صلاح بدران

تستاهل اخي العزيز شاعرنا الكبير امد راضي هذه الدارسة

ومبارك عليك ديوانك الجديد

دمت عنوان للتميز والابداع

تقبل مني ارقى التحايا

الاخت الاديب الاريب
والاخ العزيز
مصطفى الشبوط
كل عام وانتم بخير واسال الله العلى العظيم ان يعيد عليكم هذه الايام المباركة وانتم بالصحة والسعادة
كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم على هذه الزيارة الكريمة
كم اسعدنى تواجدك المشرف
لاحرمنا تواجدكم المشرق
كونو بخير دائما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالأربعاء يوليو 13, 2016 3:49 pm

الأستاذ العزيز الرائع المبدع@"أحمد راضي"
دمتَ لنا حفظا من كل تطواف نسيانٍ بك..
"وتعلمُ قدرك ومقدارك"
تشرُف كلماتي البائسة بمرور الكبار، و يزداد حبري ألقاً ...
لك من الودّ أنقاه ، و هو بمثلكم يليق ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران    قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Emptyالأربعاء يوليو 13, 2016 11:01 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءه انطباعية في خاطرة ( عراقي في الكويت لااستاذنا مصطفى الشبوط)
» على اسم مصر.... الشاعر صلاح جاهين
» هما فى النار مقتول وقاتل بقلم الشاعر الراحل عبد القوى الأعلامى
» ولد الهدى لاحمد شوقي
» قصيدة لاحمد ؤاد نجم عن حادث كنيسة القديسيين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الادبية :: اشتياق الدراسات النقدية والنصوص المترجمة للاعضاء -
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
باسند - 51603
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_rcap1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Voting_bar1قراءه نقديه لديوان رباعيات اللاوندى لاحمد راضي بقلم الشاعر الناقد / صلاح بدران  Vote_lcap1