* حتى الأسماك في البحر ..ماتت*
بقلم /أحلام شحاته
قال الله تعالى في سورة الروم آية 41 ( ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم * كنت أعتقد أن بعد كل هذه التكنولوجيا و هذا التقدم العلمي المذهل أن كلمة أمراض سوف تمحى و إلى الأبد لكنني إرتطمت بصخرة الحقيقة و هي أن ظهرت أمراضا لم نسمع بها من قبل ، حتى صار الإنسان السليم من الأمراض شبه منقرض من هذا العالم و كلنا يعلم علم اليقين الفساد الذي حدث و يحدث في البر لكننا لم نتخيل أبدا فساد البحر أنه سيأتي بهذه القسوة من جرّاء أفعالنا و ذنوبنا عكّرنا مياه النيل التي نشرب منها و نأكل من أسماكها و نسقي منها طيورنا و حيواناتنا تعاملنا معها بكل غباء و جهل و إستهتار فأعطتنا أسماكا مريضة .. نعم مرضت الأسماك من تلوث المياه و المخلفات التي ألقيناها و نلقيها دون إكتراث و ماتت الأسماك في الأنهار .. الأسماك التي تعتبر ثروة كبيرة لكل من يعمل بمجالها سواء في الصيد أو تصنيع الأسماك و تعليبها أو إستخدامها كعلف للحيوانات و ذلك كله تأثر بفعل فاعل .. هو نحن و من مسببات المرض للأسماك ( الميكروبات ، الفيروسات ، الطفيليات ) و هذه تأتي عن طريق التلوث سواء بالصرف الصحي أو بإلقاء المعادن الثقيلة أو الحيوانات النافقة في نهر النيل العظيم و ذلك يجهد الأسماك و يضعف حيويتها و يجعلها ضعيفة المناعة ، و هناك أمراضا معدية و هي التي تنتج عن الميكروبات المعدية و التي ذكرتها من قبل و أمراضا غير معدية مثل إضطراب التمثيل الغذائي و التسمم و التلوث البيئي و مرض التسمم الدموي( الأيرومونوسي) و يصيب (سمكة المبروك و البلطي و البوري و القراميط) و أعراضه : سكون و عدم الحركة و لا تأكل أي تفقد الشهية ، و علامات المرض : تساقط القشور و إسمرار لون الجلد ، ظهور بقع نزيفية على أماكن متفرقة من الجسم و الزعانف ، حدوث تقرحات جلدية خاصة عند قاعدة الزعنفة الذيلية و تقرح في عضلات الجسم، إستسقاء البطن (إمتلائها بسائل أوديمي) ، جحوظ العينين و بروز و إحمرار فتحة الإخراج * ثانيا : التسمم الدموي السيدومونوسي و يصيب أسماك المياه العذبة و أسماك الزينة و هي نفس الأعراض السابقة تقريبا * ثالثا : مرض إحمرار الفم يسببه ميكروب اليرزينياروكري و يصيب أسماك المياه العذبة و أسماك الزينة ، أعراضه : إحمرار و إلتهاب حول الفم و قواعد الزعلنف و غطاء الخياشيم و حول الشرج ، وجود أنزفة في عدة أماكن من الجسم ، جحوظ العينين و تآكل و تقرح الفك السفلي و تضخم الكبد و الكلى * رابعا: مرض الفيبريوزيس يسببه ميكروب الفيبروإنجليوليرم و يمثل أحد مكونات البيئة المائية البحرية و العذبة و تنتشر أوبئة خلال الصيف ، أعراضه تقرحات على الجلد و العضلات البطنية ، إحمرار داخل الفم و حول الشرج ، فقاعات على الجلد تتجمع ثم تخرج سائل مدمم ثم تتقرح مكونة قرحة ذات حافة بيضاء و تضخم الكبد و الكلى و الطحال ، الأمراض الفطرية " مرض القراع الجلدي " " السابرولجينا" و فيه يحدث التعفن الفطري للجلد و الخياشيم و يحدث في الشتاء و برودة المياه و لا تستطيع الخياشيم التنفسفي المياه فتتجمع الأسماك عند سطح الماء للتنفس ، و أعراضه : وجود نموات فطرية تشبه وبر القطن على الجلد و الزعانف و الخياشيم و التي يميل لونها إلى الرمادي المصفر ، وجود قرح جلدية شاحبة اللون مغطاة بالفطر ، و الأمراض الطفيلية في الأسماك : تصاب الأسماك بأنواع الطفيليات المختلفة من ديدان و مفصليات و أوليات و أعراضها : ظهور بقع ذات ألوان مختلفة في مناطق مختلفة من الجسم ، زيادة في نسبة المواد المخاطية على الجلد و الخياشيم ، إنتفاخ في بطن الأسماك
(إستسقاء) ، تساقط القشور ، ظهور بقع سطحية أو عميقة في الجلد و العضلات ، إرتشاحات دموية ، وجود خيوط في منطقة المجمع خارجة في فتحة الشرج، تآكل في الزعانف ، ظهور أورام تشوه شكل السمكةأو عمودها الفقري ، هزال بالجسم و كبرحجم الرأس ، وجود طفيليات على الجلد أو الخياشيم . أنواع الديدان التي تصيب الأسماك : ديدان مفلطحة ، ديدان شريطية ، ديدان أسطوانية ، ديدان شوكة الرأس . و تتسبب الديدان في نفوق نسبة كبيرة من الأسماك إلى الإنسان عندما يأكلها قتذوب حويصلات الديدان داخل جهازه الهضمي و تخرج اليرقات لتخترق جدار الأمعاء سابحة في الجهاز الدوري حيث تتمركز في الأعضاء المختلفة من جسم الإنسان أو قد تخترق الأمعاء و تبقى في جدارها مكونة درنات . و أيضا مرض النقط السوداء و هو يصيب المبروك و تسببه ميتاسركاريا ديدان الإستريجيدي و يبدأ ظهوره في صورة نقط سوداء نظرا لوجود خلايا صبغية ثم تتحول إلى بثور و تموت الأسماك الصغيرة منها و تضعف الأسماك الكبيرة . و مرض الكلينوستومم و تسببه يرقات ديدان ااكلينوستومم و هو يصيب خياشيم أسماك البلطي و يوجد على شكل حويصلات صفراء على الخياشيم و الرأس و البلعوم و عند الضغط عليها تخرج اليرقات و تصيب هذه اليرقات الإنسان و قد وجدت في بحيرة ناصر . مرض عتامة العين أو كتراكت العين و تسببه (ميتاسيركاريا)
ديدان الديبلوستومم إذ تهاجر هذه الديلن إلى عدسة العين مباشرة و لو وجدت بنسبة كبيرة تؤدي إلى فقد الإبصار و لا يوجد علاج لها و لكن القضاء على القواقع يعتبر وسيلة هامة للقضاء على الديدان . و تعيش الديدان كاملة النمو في الجهاز الهضمي أو الحويصلة الصفراوية أو المثانة الهوائية في الأسماك ، "أكانسوستومم" في أسماك البياض ، " هابلوركويدس" في أسماك البياض ، "أوريانتوكريديم" في سمك القرموط ( بازيد بوديسكس) في أسماك الشال ، " السانجو ينيكولا " في الجهاز الدوري لسمكة المروكة * و يحذر الدكتور ( أمير نجيب الغريب ) الطبيب البيطري من عدم الطهي الجيد للسمك لأن الحويصلات تصل إلى معدة و أمعاء الإنسان حيث تصل الديدان البالغة في الأمعاء و خاصة الأسماك الطازجة و بعض هذه الديدان تهاجم الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء مسببا تهتكا و إحداث نزيف و بالنالي يكون البراز مخاطي مدمم و في كثير من الحالات تعرف هذه بحالات دوسنتاريا الأسماك كذلك هناك بعض الطفيليات التي تهاجر إلى مناطق مختلفة من جسم الإنسان محدثة أعراض مرضية بها و بعض هذه الطفيليات يعيش في القناة المرارية للإنسان مسببة حصوات المرارة و أضرار شديدة منها تعنية و إسهال مدمم مع آلام في البطن لأن الديدان المفلطحة توجد بكثرة في الأمعاء و تسبب تهتك في الأغشية المخاطية لها . و هذا الطفيل يمكنه أن يخترق الأمعاء و يصل إلى الأعضاء المختلفة للإنسان مثل الكبد و القلب و الرئة و الجهاز العصبي و خاصة المخ . طفيل اإبيثتورشيس ( أوبيثوركسيس) يتحوصل الطفيل في عضلات الأسماك المصابة و عندما يأكل الإنسان الأسماك الغير مطهية جيدا أو أثناء التعامل مع الأسماك النيئة فإن الحويصلات تفقس و يخرج الطفيل ليهاجم جدار الأمعاء في الإنسان و الحيوان ليصل إلى القناة المرارية حيث يعيش فيها فترة طويلة تصل إلى 3 شهور يظل هذا الطفيل حي و مؤثر في عضلات الأسماك المجمدة عند درجة -10 لمدة 3 أسابيع و بذلك يمكن إستخدام الأسماك بعد التجميد لمدة 3 أسابيع . طفيل " البروهيمستومم فيفكس" يصيب الأسماك و يوجد تحت الجلد و بين العضلات بأعداد كبيرة و يسبب ضعف عام للأسماك و ينتقل للإنسان ، طفيل الهابلوركيس بامليلو يسبب للإنسان نزلات معوية " يرقات الكينوستومم" تصيب البلطي حيث يصيب منطقة الرأس و البلعوم أسفل فقرات العنق و لا يصيب العضلات و عندما ينتقل للإنسان فهو يصيبه بإلتهاب بالحنجرة و البلعوم ، الديدان الشريطية تصبل للإنسان عن طريق أسماك السالمون ، الديدان الأسطوانية تنتقل
للأنسان و تؤدي إلى إلتهابات في العين قد تصل إلى حد فقد البصر تماما كما تحدث تغير في مكونات الدمع زيادة في عدد كرات الدم الحامضية قد يحدث تضخم في الكلى و الكبد و الطحال و أيضا تظهر بعض حالات السعال المزمن ، طفيل الأنيساكس تنتقل للإنسان عن طريق أسماك الرنجة و تحدث إلتهاب مزمن في جدار المعدة ، طفيل جناسوستوما سبينجارم يصيب الإنسان و ذلك بإختراق جدار الأمعاء إلى العضلات و الجلد ، طفيل أنجيوسترونجليس كانتونسيس تسبب إلتهاب الغشاء السحائي في الإنسان ، طفيل كابيلاريافليبنينيس تحدث للإنسان تهتك شدسدفي الأمعاء و قد تؤدي إلى حدوث وفاة و بدلا من أن تكون الأسماك مصدرا هاما للحياة و الغذاء أفقدناها تلك الخصوصية لتصير مصدرا هاما للأمراض الخطيرة و ربما للوفاة .. فهل نتراجع عن تلويث المياه ؟؟؟ أم أننا سنتمادى في غيّنا لنرى أثر أفعالنا؟؟؟؟!!!
بقلم أحلام شحاته
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
