ابناؤنا يبتعدون عن النشاط البدنى قسراً

ابناؤنا يبتعدون عن النشاط البدنى قسراً

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

..تلاحظ الاسرة بشكل عام , الغياب المؤلم لاشكال من الرياضة او الالعاب البدنية او حتى الشعبية منها, ما يدفع الاطفال في مختلف مراحل اعمارهم الى الركون أمام الطوفان التكنولوجي الهائل, والجلوس ساعات امام الانترنت والالعاب الالكترونية وشاشات التلفاز.
بات النشاط البدني لدى الاطفال في انحسار،يساندهم رغبة الاهالي في أن يبقى ابناؤهم في مرمى من اعينهم خاصة مع انعدام الحدائق او الساحات القريبة او النوادي مناسبة الاسعار، و التي ترغب كل اسرة ان تكون بجانب العمارة السكنية (...).
تشير دراسة امريكية نشرت قبل اسابيع الى أن ثلث أطفال العالم؛ يمضون ثلاث ساعات يوميا أو أكثر على هذا المنوال.
واكتشفت ريجينا غوتهولد من منظمة الصحة العالمية في جنيف وزملاؤها من خلال الدراسة التي شملت أكثر من 70 ألف فتى وفتاة في 34 دولة أن معظم أطفال العالم لا يحصلون على ما يكفي من التمرينات الرياضية وأن الأمر لا يختلف سواء كانوا يعيشون في دولة غنية أو فقيرة.
ويعرف الباحثون النشاط البدني الكافي بما لا يقل عن ساعة من التمارين خارج حصة التربية الرياضية لخمسة أيام على الأقل في الأسبوع.
يصنف الأطفال الذين يقضون ثلاث ساعات أو أكثر يوميا في مشاهدة التلفزيون أو اللعب على الكمبيوتر أو الدردشة مع الأصدقاء بالإضافة إلى الجلوس خلال وقت المدرسة أو عمل الواجبات المدرسية على أنهم يجلسون أكثر من اللازم.
الدراسة لم تبحث أسباب قلة النشاط البدني في الدول المختلفة لكن غوتهولد تكهنت بأن يكون التمدن أحد العوامل إضافة إلى وفرة السيارات وأجهزة التلفزيون.
وتقول» إن المدارس يمكن أن تساعد الأطفال على أن يصبحوا أكثر نشاطا من خلال فصول التربية الرياضية وتعريف الطلاب بأهمية ممارسة الرياضة».
و تتفق أم لثلاثة اطفال مع ما توصلت اليه الدراسة في ان التمدن بات يمسك الكبارو الصغار عن الحركة.
و تقول عريب»لا اشك في صحة الدراسة وذلك من تجربتي على ارض الواقع،فحصة الرياضة في اغلب المدارس لم تعد كما في الماضي تقتصر على اهتمام المعلم او المعلمة بان يلعب الذكور كرة القدم فيما البنات يلعبن كرة المضرب،وهذا ان توفرت الادوات الرياضي».
وتضيف»ان نسق الحياة اليومية القائم على الذهاب الى المدرسة بالباص بالنسبة للاطفال والرجوع الى البيت واكمال واجباتهم اليومية والتمتع بعدها بساعات من الجلوس امام»البلاي ستيشن او الكمبيوتر او حتى اللعب على الالعاب الموجودة في الهاتف النقال،الغى اي تفكير في الخروج الى ملعب قد يبعد عدة دقائق عن المنزل و المشاركة في لعبة لكرة القدم».
وتشير»ابني الاكبر 16 عاما يفضل ان يجلس داخل المنزل ومتابعة لعبته المفضلة على الانترنت مقابل الخروج مع اصحابه،اما ابني ذو 10 سنوات فاخاف عليه إن خرج و لعب امام المنزل في الساحة القريبة من سيارة من هنا او هناك خاصة و ان لا سبيل للعب الا كرة القدم».
و ترى»ان الوضع اكثر صعوبة امام الفتيات،خاصة وان الاهالي يتساهلون في خروج الذكور للعب في ساحة مجاورة او حتى بعيدة في حين انه لا يسمح للفتيات بشكل كبير ركوب الدراجات الهوائية،الا في نطاق مساحة البيت».
وبحسب اخصائي امراض الاطفال الدكتور فائق حمدان ينعكس قلة النشاط البداني على الاطفال بامراض عديدة،ويقول»قد يسبب قلة النشاط البدني توحدا لدى الاطفال،ومن المؤكد أنه عامل رئيسي في البدانة،الكسل،والخمول».
ويشير»يساعد ممارسة النشاط البدني في تحسين الحالة النفسية للاطفال، بما في ذلك رفع الروح المعنوية وزيادة الثقة بالنفس والاعتداد بالذات. وأثبتت الدراسات أن الرياضة تساعد في افراز مواد كيميائية تعطي شعورا بالسعادة وتقلل الشعور بالألم.،كما ان الاطفال النشطون بدنيا هم اكثر حماسة للتفوق الاكاديمي و اكثر ذكاءا».
وعن الانشطة الممكن ان يمارسها الاطفال يقول»ان الرياضة البدنية لا تعني ان نستمرعلى رياضة معينة،فقد يصطحب الاب ابنائه الى ملعب لكرة القدم، او ان يصطحب الوالدين ابناءهم لممارسة رياضة المشي معهم، او السباحه،وهو ما قد يكسبهم لياقة تزيد من خفاقان قلبه و يزيد من تنفسه بعمق».
و يدعو د.حمدان الوالدين «لترغيب ابنائهم في ممارسة اي نوع من الرياضات من خلال تقليل الوقت الذي يستغرقه الطفل في مشاهدة التلفزيون أواستخدام اجهزة الكومبيوتر،وتضمين البرنامج اليومي للعائلة الخروج على الاقدام الى السوق او الذهاب الى مكان قريب بدلا من استخدام السيارة».
ويحث»على ضرورة ان يساعد الاطفال في المهام الروتينية اليومية،حتى لو كان احضار الاطباق و ترتيبها على مائدة السفرة و تشجيعه على المشاركة في الانشطه التي تناسب عمره.»