كتاب / وبدأ العد التنازلي للدكتور مصطفى محمود

تخيلت نفسى أخاطب كل جالس في سدة الحكم، وكل قابض على مقدرات بلده، ماذا أقول له وبماذا أنصحه ..

وفى هذا العصر الذى انقلبت فيه المقاييس وتغيرت المفاهيم، وأصبحت الكلمات شراكا خداعية وأصبحت المثل والقيم الشريفة والأديان فخاخا تستدرج بها الأمم إلى مصارعها، وتحول العلم إلى قوة ضد الإنسان بدلا من أن يكون قوة معه، وأصبحت الحرية حبالا أنيقة من حرير يشنق بها أصحابها،

وأصبحت الإبادة الجماعية للشعوب اسمها اشتراكية، وطاغوت الدولة اسمه تقدمية، والعفة والطهارة اسمها رجعية، وأصبحت الغازات السامة اسمها تمشيط الجبل وتطهيره من المخربين، والمخربون اليوم في أفغانستان هم كل وطنى شريف يكافح ليحرر بلده.

في هذه السوق الحافلة بالتزييف والتضليل، وفي زحام حملة المباخر الذين يطلقون دخان التعمية، وبين رايات مرفوعة أكثرها كاذب، لا أرى وصاياى العشر إلا مختلفة قليلا عن وصايا موسى. سوف تختلف في الأبجدية لأن أبجدية العصر اختلفت، ومعظم المعانى الباطلة لبست ثيابا غير ثيابها وتنكرت فى حروف غير حروفها، سوف أقول لكل حاكم:

- الاستقلال في عالم اليوم هو أن تصنع سلاحك ورغيفك بيدك، ألا ترى اليابان تفرض إرادتها برغم أراضيها المحتلة، وذلك بالإنتاج المتدفق الذى يخرج من المصنع وبامتلاك الأسواق والهيمنة على الأرزاق.

- اجعل قاعدتك الذهبية أن تتجنب الحرب، وذلك بالاستعداد الأقصى للحرب حتى يهابك الكل ولا يطمع فيك أحد. ذلك للأسف هو الأسلوب الوحيد للسلام.

- الاقتصاد الحر الموجه هو النظام الأمثل للإنتاج الأمثل. أما الاشتراكية فهى الرحمة التى باطنها العذاب، وهى الباب الذى يؤدى إلى الكسل والتواكل والبيروقراطية والظلم المنظم. انظر إلى ما فعله التأميم في مزارع أنشاص، وما فعله بشركات الأوتوبيس، وفى روسيا كيف هبط بإنتاج أوكرانيا من القمح، فأصبحت روسيا تمد اليد لأمريكا لتشترى رغيفها. انظر إلى آلة الإنتاج فى اليابان وانظر إلى آلة الإنتاج الكسيحة فى بولندة. حتى العمال أصحاب المصلحة الذين قامت الاشتراكية من أجلهم رفضوها، ووضعت نقابة التضامن فى بولندة صور البابا مكان صور ماركس ولينين. وماذا تتوقع من نظام يحول الدولة إلى ديوان موظفين. هل سمعت عن واحد يهرب من أوروبا الغربية إلى أوروبا الشرقية؟ هل سمعت عن عامل هرب من إنجلترا إلى روسيا؟ هل قرأت عن زخاروف؟ وإذا كانت النظم الاشتراكية مازالت موجودة فلأنها كانت الوسيلة المفضلة لكل جبار يريد أن يضع لقمة الكل ورقاب الكل تحت يده. فلا تكن ذلك الحاكم أبداً.

- إذا كنت حاكما لبلد صغير ضعيف فتجمع مع غيرك من الضعفاء تصنع بتجمعك قوة تجلس بها على مائدة الأقوياء.

- ادخل عصرك من باب الكمبيوتر والتكنولوجيا وميكنة الزراعة، وإذا لم تعرف مفاتيح هذه الأبواب فأنت وراء التاريخ وخلف العصر الحجرى.

- المسجد. الجامعة. القضاء. البرلمان. أكاديمية البحث العلمى. الكونسرفتوار. المسرح. الصحافة الحرة. هذه هى أعمدة الحضارة وبقدر إسهامك فيها بقدر ما تصنع لبلدك من حضارة.

- ضمان حرية المواطن وكفالة تطبيق القانون ومجتمع الشورى والديمقراطية بمفهومها الإسلامى. هى أعمدة الحكم السليم.

- الحاكم الذى يبقى ذكره على مدى الدهر. هو الحاكم البناء الحاكم ذو اليد الخضراء الذى يخضر الصحارى وينشر العمار ويحفر الأرض لتتدفق بالماء والبترول والثروة المعدنية، وينشر الأمان والسلم بين الربوع. وليس هو الحاكم صاحب الفتوحات والانقلابات ولا صاحب الصوت المدوى في أجهزة الإعلام ولا صانع الفتن. فهؤلاء قنابل صوتية من الضوضاء الفارغ تصنع ضجيجا لبرهة قصيرة ثم ما تلبث أن يطويها النسيان وتخلف وراءها ذكرى سيئة وكابوساً يتنفس الناس الصعداء لأنه انزاح عنهم.

- تذكر أن الله يملكك ويملك الأرض ومَنْ عليها، ويملك الماضى والحاضر والمستقبل، فحاول أن تترضاه بالإيمان به وشكره وطاعته وتطبيق شريعته.

- الذين يرفعون راية الإيمان ويطلقون من خلفها الرصاص كذابون، فقد جعلوا من أنفسهم قضاة وجلادين، وهذا ليس إسلاماً ولا هم بمسلمين، بل هم عملاء تخريب يعملون لحساب الشرق والغرب، وهم مجرمون من اختصاص الشرطة والأمن ومحكمة الجنايات.
إن الرصاص لم يصنع سلاماً فى لبنان ولم يصنع وحدة ولم ينصر إسلاما ولا مسيحية ولم ينصف أحدا من أحد، وإنما أحال البلد الصامد إلى جدار ملىء بالثغرات، يتسلل منها الروس والأمريكان والإسرائيليون والدخلاء والمنتفعون بالخراب من جميع الملل.

- اقطع دابر هذه الفتن بالعقاب الباتر الجاسم واقتلع العنف بعنف أشد منه، حتى لا يتمكن في الأرض ولا تنمو له جذور.

تلك وصايا أقولها في استحياء وأنا أشكر ربى وأحمد ظروفى على أنى لست رئيسا ولا حاكما، فتلك مسئولية تزلزل العقل وهى في دوامات الرعب التى نعيشها أشبه بركوب طوفان أو قيادة عربة فى رمال متحركة.

واذا كان لى أن أختار وصية واحدة من العشر أحملها لرئيسنا فأنى اقول له باخلاص تجنب الحرب ولا تدع أحدا يجر رجلك اليها ويستدرجك بمختلف الذرائع

إن تجنب الحرب فن أحيانا يحتاج الامر إلى حرب صغيرة لنتجنب بها حربا كبيرة وأحيانا يحتاج الأمر الى أظهار المخالب والانياب وأحيانا الى مجرد سلاح رادع وأحيانا الى استراتيجية التفاهم والمصالحة والمهادنة وأحيانا الى إختيار الوسط العدل بين الشرق والغرب الذى لا تسلم فيه نفسك الى أى من المعسكرين ولا تكون أداة لا يهمها وأحيانا الى دبلوماسية المكر والدهاء وتوزيع الابتسامات على كافة اطراف المافيا الدولية
وفى جميع الأحوال لن يجنبك الحرب الا أن تكون قويا مهابا وأن يرى اعداوك أن مسدسك محشو وقميصك لن يخترقة الرصاص .. فذلك هو أسلوب السلام الوحيد فى عالم الغدر الذى نعيش فيه .. فكن دائما ذلك الرجل القوى

فاذا وقعت الواقعة وسعى اليك الشر الذى لا مهرب من دفعه الا بشر مثله فلتكن أنت الذى تختار الزمان والمكان للمعركة ولا تدع عدوك يختار لك اليوم والساعة كما حدث فى حرب 67 ولا تدخل الحرب وحدك وأنما ادخلها جماعة وادخلها على الحق فيد الله دائما مع الجماعة

وتذكر أن عدة الحرب ليست السلاح وحده وانما الاقتصاد المتين وآلة الانتاج النشيطة فى الخطوط الخلفية ومحاصيل زراعية وفيرة تؤمنك من الجوع وايمان وانتماء وقيم ونظام وانضباط يحكم السلوك العام وهى اولويات تحتاج الى وقت واعداد وخطة فى التربية وخطة للزراعة وخطة للصناعة وخطة للاعلام تنقل بها بلدك من حالة النوم والاسترخاء الى وضع انتباه

ان اصلاح الانتاج والاقتصاد كان دائما همك الاول ونشاطك فى هذا واضح وملحوظ فاذا كانت عجلة الاصلاح لا تسير بالسرعة التى تتمناها فالسبب ان وراء الانتاج يقف الانسان ولابد من اصلاح الانسان فى نفس الوقت.

واصلاح الانسان معناه تطوير البيت والمدرسة والجامعة والشارع والتلفزيون .. والتلفزيون الان قوة هائلة تشكل العقل والسلوك مثل الجامعة والكتاب وهى أقوى أثرا من الاثنين والشاشة الصغيرة لها أثر حاكم فهى تستطيع أن تقتل الوقت وتستطيع ان تحييه ولا أحب أن أترك الكلام يتفرع بنا وإنما أعود فاجمع الخيوط فى نقاط ثلاث .. هى اصلاح آلة الانتاج واصلاح الانسان الواقف خلف الالة وتوفير السلام والاستقرار والأمن الضرورى ليؤتى الاصلاح ثمرته .. هذا هو الثالوث الذى يصنع المستقبل فاجعله فى بؤرة اهتمامك على الدوام .

من كتاب / وبدأ العد التنازلي

الاستقلال في عالم اليوم هو أن تصنع سلاحك ورغيفك بيدك، ألا ترى اليابان تفرض إرادتها برغم أراضيها المحتلة، وذلك بالإنتاج المتدفق الذى يخرج من المصنع وبامتلاك الأسواق والهيمنة على الأرزاق.

الأستاذ الفاضل مروان

بارك الله فيك أخي و أسعدك

موضوع و لا أروع

و درس لكل ذي عقل

تحياتي و دعواتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

غاااااااالية اشتياااااق المتألقه .. الأديبه الرقيقه .. والصحفيه الجريئه / أ . أحلام شحاته
اللهم اجعلنا ممن يقال لهم ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود
القلب هو السيد ... يا ساده وما العقل الا مديرا لقرارت القلب ادعوه بتثبيت القلب كما فعل رسول الله صل الله عليه وسلم
أعظم أنواع الفرج الذي يخرج من رحم اليأس
اللهم انا نسألك برحمتك التي وسعت كل شىء..وبقوتك التي قهرت بها كل شىء.. وخضع لها كل شيء ..وذل لها كل شيء..وبعزتك وبعظمتك وبسلطانك الذي علا كل شيء.. وبوجهك الباقي بعد ان يفنى كل شيء..وبعلمك الذي احاط بكل شيء..وبنور وجهك الذي اضاء كل شيء ..يا نور, يا قدوس,يا أول, يا آخر.اللهم صل على سيدنا محمد ما ذكره الذاكرون الابرار..وصل على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والانصار.اللهم اغفر لنا الذنوب التي تغير النعم
أسأل الذي تجلى في "علاه" وأجاب بهذا اليوم من "دعاه" أن يعطيك من "عطــاياه" ويمنحك "عفوه" "ورضاه" ويبارك في يومك هذا "وما تلاه

حياك الله الاستاذة الرائع مروان على اختيارك الجميل للدكتور مصطفى محمود

دمت بالف خير

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مديرناااااااااا الغالي ..
الأديب الفاضل / م / مصطفي الشبوط الراعي لأخوانه واخواته الاشتياااااقيووووون
خالص الشكر علي تعديل العنوان ؟؟ وبدأ العد التنازلي للدكتور مصطفي محمود بدلاااااااا من مصطفي محمود 2
واتمني من حضرتك حزف ة الزائده ؟؟
قال ابن الجوزي:
"يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة،
ولا رق أملك من الشهوة،
ولا مصيبة كموت القلب،
ولا نذير أبلغ من الشيب".
اللهم أصلح كل جالس قي سدة الحكم ؟؟ وكل قابض على مقدرات بلده ؟؟
الوفااااااء : ردة فعل أنقى من الفعل ؟؟
اللهم آصلح القلوب و آغفر الذنوب
و آستر العيوب و آقبل توبة من يتوب
اللهم آجزل العطية و آغفر الخطية و آحينا الحياة الرضية

وتذكر أن عدة الحرب ليست السلاح وحده وانما الاقتصاد المتين وآلة الانتاج النشيطة فى الخطوط الخلفية ومحاصيل زراعية وفيرة تؤمنك من الجوع وايمان وانتماء وقيم ونظام وانضباط يحكم السلوك العام وهى اولويات تحتاج الى وقت واعداد وخطة فى التربية وخطة للزراعة وخطة للصناعة وخطة للاعلام تنقل بها بلدك من حالة النوم والاسترخاء الى وضع انتباه

راااائع وأكثر
ذائقة راقية
لاعدمنا جديدك ومواضيعك الهادفة
شكرا لك

________________________________________________________________________

التوقيع

____[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]_
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأشتيااااااقيه الغااااااااااليه .. والأديبه الجميله / أ . أحاسيس
كن حذرا.....
عندما تعطي ثقتك.......... لأحد ...
فليست كل الأيادي .........متوضئة
ولا كل القلوب تنبض........ طهرا

اللهم ارزقني فرجاااااا لااااااياتي بعده يأس امد الدهر

فـي حـيـاتي قابلـت الـكـثــير من الأعداء
ولـكـن أسوأهـم عـلى الأطـلاق
هو الـعـدو الــذي يـرتدي ثـوب الـصـديق !

عامل الـقدر بالرضا وعامل الناس بالحذر
عامل اهلك باللين وإخوانك بالتسامح
وعامل الدهر بانتظار تقلباته
هذه قاعدةٌ تجعلك تتقبل كل ظروف الحياة

إن هذه الحياة أقصر من شهقة و زفيرها !
فلا تغرس بها .. الا الخير و الحب
فان موعد الحصاد و انت تحت التراب

اللهم ما خشيته أن يكون صعباً فهوّنه
وما خشيته أن يكون عسيراً فيسّره لي يارب

الاستاذ/ مروان

سلمت على موضوعك الجميل

والمعلومات المفيدة

فيض ودى

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» من أنت؟ للدكتور مصطفى محمود
» الواقع الكذاب للدكتور مصطفى محمود
» مقال س للدكتور مصطفى محمود
» الصيام مقالة للدكتور مصطفى محمود
» قصة الخلق مقال للدكتور مصطفى محمود