منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 د . فرج فودة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

د . فرج فودة Empty
مُساهمةموضوع: د . فرج فودة   د . فرج فودة Emptyالأحد أكتوبر 19, 2014 1:13 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


فرج فوده كاتب ومفكر مصري. ولد في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر. وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، و لديه ولدان وابنتان، تم اغتياله على يد جماعة إرهابية في 8 يونيو 1992 في القاهرة. كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار المصريتين.
أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة، وليس عن الدولة أو المجتمع.

حاول فرج فودة تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري ووقتها كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً "بكفر" الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله.[1]

استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984.[2]
أسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهي التي اغتيل أمامها.

النشأة الريفية
ولد فرج فودة فى قرية الزرقا بالقرب من مدينة دمياط فى 20 أغسطس 1945. وهي بلدة ارتبطت بتاريخ مواجهة إرهاب الجماعات الإسلامية في مصر. فهي نفس بلدة إبراهيم عبد الهادي (1896-1981)، رئيس وزراء مصر (1948-1949)، الذى قاد حملة أمنية عنيفة ضد جماعة الإخوان المسلمين واغتيل فى عهده الشيخ حسن البنا (1906-1949). والزرقا أيضا هي بلدة الدكتور رفعت المحجوب (1926-1990)، رئيس مجلس الشعب المصرى (1984-1990)، والذي اغتيل على يد إسلاميين مسلحين .
رغم اعتزاز فرج فودة بنشأته الريفية، فلقد كان يزعجه الفهم السطحي للدين لدى سكان الريف، وخاصة استعداد العقلية الريفية للتسليم بالقصص الخرافية بلا تمحيص.[3] وهو يروي حادثة شهدها وعمره نحو 10 سنوات، وهي "جنازة الرجل العبيط (أبو إسماعين)، وقد حضرت جنازته فلم أشهد نعشا يطير ولا يحزنون، وكل ما شاهدته أن بعضا من السذج أخذوا يهتفون دون سبب حول النعش: الله أكبر، الله أكبر! والنبي بلاش، والنبي خلاص، طاوعنا وروح المدفن، سنبني لك مقاما. ومن وقتها وحتى الآن اتسعت وأصبح طيران النعش حقيقة لا يختلف عليها اثنان، والبعض أقسم أن النعش بعد أن طار سار فى جميع طرقات البلدة وحده، ثم عاد وحده إلى مدفنه ... والآن، يقام سنويا أكبر مولد في البلدة للشيخ أبو إسماعين، الذي أصبح مقامه أكبر المقامات في مدافن البلدة، والذي لا يسأل أحد عن أصله وفصله، ويكتفي الجميع بترديد قصة طيرانه."[3]
ويروي فرج فودة حادثة أخرى عن مولد يقام في بلدته لشيخ يسمى (سيدي الأحباس)، وهو شخصية اختلقها فودة نفسه مع أصدقائه في مرحلة الصبا، وادعى أنها زارته في المنام وأمرته بإقامة مولد لها، فصدقهم رجل ممن يهوون خرافات الأولياء، وبالفعل أصبح لسيدي الأحباس مولد. ويزيد فودة فيقول: "والأكثر طرافة أن بعض من شاركوني في اختلاق القصة … شاركوا في سنوات تالية بحماس متدفق في الاحتفال بالليلة الكبيرة للقطب العظيم سيدي الأحباس."[3]
ولقد اعتبر فودة فيما بعد أن الهجرة العشوائية غير المخططة لملايين من سكان الريف إلى المدن الكبرى كالقاهرة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وحملهم معهم ثقافة التدين السطحي، مما أسماه "بترييف المدن،"[3] هي أحد أسباب انتشار الإرهاب، حيث أصبحت المناطق العشوائية المحيطة بالمدن الكبرى و"التي تنتمي للمدن جغرافيا وإداريا، وللريف اجتماعيا وحضاريا، هي مناطق توريد التطرف والإرهاب السياسي الديني."[3] وهو ما عده النتيجة العكسية للهدف الرئيسي من التنوير المتمثل في "تمدين الريف،"[3] أي نشر التفكير العلمي العقلاني المعمق لجوهر الدين بين ربوعه، بدلا من التفكير الخرافي المؤدي إلى التدين السطحي.[3]

عصر الرئيس عبد الناصر

التحق فرج فودة في الستينيات بكلية الزراعة وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي في يونيو 1967.[4] وفي الشهر نفسه، استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة - والذي كان يصغره بعام واحد - في حرب 5 يونيو 1967، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من تخرجه من الكلية الحربية، ولم يتم العثور على جثمانه.[5] وشارك فرج فودة في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968 واعتقل لعدة أيام في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.[6]
أثرت هزيمة 5 يونيو 1967 في فرج فودة بشدة، حيث يروي: "حين حدثت هزيمة 1967 المروعة، توقف الزمن بالنسبة لي. أحسست بالتفاهة والبلاهة والعجز. تملكتني رغبة عارمة في الموت، أو الاختفاء. أصبح كل شيء أمامي صغيرا، وحقيرا. خيل لي أن مصر، قد ماتت وانتهت."[7] وهو يعتبرها أحد الأسباب الرئيسية لنمو التيارات الدينية في مصر والعالم العربي، إذ يقول عنها إنها "ليست منبتة الصلة بالموضوع، بل هي صلبه ولحمته وسداه، فهي لم تكن أبدا هزيمة لجيش، ولا لنظام، ولا لشعب، بل كانت هزيمة لأمل عظيم، في اقتحام معترك التقدم، وتحطيما لقيادة وثق بها الشعب كل الوثوق، وتنازل لها طائعا عن كثير من الحقوق، لقاء حلم بالحضارة، ووعد بلقاء مع القدر، وتحد للشرق والغرب معا، وعناق بالأحضان للمصانع والمزارع والأوبرا والذرّة والفضاء.”[4] وكان من نتيجتها "أن يبرز اتجاهان فكريان: أولهما يدعو إلى مواجهة العدو الإسرائيلي بمزيد من معرفة المعلومات عنه، وبمزيد من التأقلم مع حضارة العصر. ليس فقط من خلال مظاهر الحضارة، بل بالأخذ بجوهرها، ممثلا في احترام العقل وتقدير العمل وإعلاء قيمة الإنسان. أما الاتجاه الثاني فقد رأى أن الهزيمة لم تكن للإنسان المصري أو القيادة المصرية، بقدر ما كانت هزيمة لتبني المصريين للاختيار الغربي. وقد ساعد على تقوية حجة المساندين لهذا الاتجاه، أن إسرائيل نفسها كيان ديني في الأساس … وأنه من الواجب أن تواجه إسرائيل بنفس السلاح، وهو التوحد (الإسلامي) في مواجهة الغزو (اليهودي). خاصة وأن تاريخ الدولة الإسلامية في عهد الرسول، حافل بالمواجهة مع اليهود، وحافل أيضا بالانتصارات عليهم."[8] ولا شك أن مشروع فرج فودة الثقافي يمثل الاتجاه الأول الناجم عن الهزيمة، فهو يرجع الهزيمة إلى الجهل بلغة الحضارة الحديثة : "وجهل لغة الحضارة قادنا جميعا إلى صراع عسكري استمر نصف قرن، خرجنا منه إلى نقطة البدء، ونحن أسوأ حالا بكثير، وقبلنا بعده، وسنقبل ما لم يكن أحد يتصور أننا سنقبل به في يوم من الأيام.""[9]
وبالرغم من منهجه الفكري المناقض لسياسات الرئيس عبد الناصر، ورفضه لممارسات التعذيب التي اتسم بها عصره، إلا أنه رفض أن يعزى عنف الجماعات الإسلامية المسلحة إلى التعذيب والقمع اللذين نالاها خلال ذلك العصر. فهو يشدد على أن عنف هذه الجماعات الموجه إلى المدنيين المصريين قد نشأ على يد التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين في الأربعينيات قبل عصر عبد الناصر، ودون سابق تعذيب أو قمع، مما جعله يؤمن بأن استخدام العنف نابع من فكر هذه الجماعات في الأساس."[9]
ومن بين جميع السجالات التي حفلت بها الحياة الثقافية المصرية في فترة الثمانينيات حول ثورة 23 يوليو 1952 وعهد الرئيس عبد الناصر (1956-1970)، اتسمت كتابات فرج فودة عن هذه الفترة بالحيدة، والتذكير بإيجابياتها بجوار السلبيات، مؤمنا بأن تاريخ مصر كل متصل وأن توحد المثقفين في مجابهة الإرهاب أهم من إهدار الجهد في مشاحنات فرعية.[6][7] وهو يكتب عن الثورة فيقول: "هل ينكر أحد مكانة مصر السياسية عالميا وعربيا وأفريقيا، خلال هذا العهد، وهي مكانة ما نزال نتمتع بآثارها ؟ ... هل ينكر (صبية البقدونس) [= سطحيي التفكير] أن الثورة حققت عدلا اجتماعيا لولاه ما تمتع أغلبهم بالتعليم إلى أعلى مراحله، وبالمساواة المطلقة دون تأثير لألقاب أو انتماء لأسرة أو لفريق سياسي ؟”[6]

عصر الرئيس السادات

عمل فرج فودة معيدا بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، ثم على درجة دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في ديسمبر 1981، وكان عنوان رسالته : "اقتصاديات ترشيد استخدام مياه الري في مصر.”[4] عمل مدرسا بجامعة بغداد في العراق، ثم خبيرا اقتصاديا في بعض بيوت الخبرة العالمية، ثم أسس "مجموعة فودا الاستشارية” المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات.[4]
ويكتب فرج فودة عن دراسته فيقول : "وهيئ لي وأنا أحصل على الدكتوراه، أنني مقبل على البحث في شئون التنمية الزراعية، وأن قصارى ما أتمناه أن أكتب مؤلفا أو مؤلفين في مجال تخصصي العام أو الدقيق، وأنني سأقضي عمري أسيرا لمنحنيات الإنتاج والتكلفة والإيراد، ومنصرفا إلى المهنة التي عشقتها بكل جوارحي وهي التدريس."[9] غير أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها تلك الفترة، متمثلة في نمو إرهاب الجماعات الإسلامية خلال السبعينيات، والذي انتهى باغتياله لرأس الدولة نفسه الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 على المستوى الداخلي، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران في 1979 على المستوى الخارجي، بكل ما يستتبعه ذلك من خطر إسقاط الدولة المصرية، خرجت به من مهنة التدريس الجامعي إلى العمل السياسي العام. وإن تبق أثر الدراسة الأكاديمية على أسلوب كتابته ومنهجه الفكري، إذ يقول : "دراستي الأولية للحصول على الدكتوراه أضافت إليّ المنطق والحجة، لا أستطيع أن أخون عقلي. الناحية الثانية أن دراسة العلوم الزراعية هي دراسة لعلوم الحياة، وما أكتبه هو دفاع عن حق الحياة الكريمة والإنسانية والحضارية.""[10]
بصورة عامة، اتفقت سياسات السادات الاقتصادية مع منهج فرج فودة العلمي المدرك بتفوق الأنظمة الليبرالية، حيث أن "التخطيط الشامل الذي يتحكم في العرض والطلب ... كان محض عبث أو انعطافة تاريخ."[6] وقد أشاد في أكثر من موقع بالآثار الإيجابية لسياسة الانفتاح على الاقتصاد المصري.[6] كذلك فقد أيد إعادة السادات للحياة الحزبية، واستعادته لسيناء عن طريق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد فشل الحلول العسكرية، فيقول عنها: "إن السلام هو لغة الأقوياء، والحرب هي التعبير العنيف عن منتهى الضعف، إلا إذا مس الظلم تراب الوادي المقدس أو وحدته ... إن السلام من وجهة نظرنا يجب أن يكون مدخلا إلى الديمقراطية، وإلى حل المشاكل الداخلية، وإلى الانفتاح على العالم كله بلا عقد أو حساسيات ... إن جيلا حكمته ثلاثة دساتير، وحيّا ثلاثة أعلام، وسمع ثلاثة سلامات وطنية، وسميت بلاده بثلاثة أسماء، ووقعت قياداته ثلاثة مواثيق للوحدة، وحارب ثلاثة حروب، من حقه أن يرفض هذا الثالوث غير المقدس، ومن حقه أن يعيش سلاما حقيقيا ... بعد أن أدى أدوارا لصالح الآخرين في لعبة الأمم تحت شعار واه من حياد لم يتحقق."[7]
على الرغم من ذلك، فلقد آمن فرج فودة بمسؤولية السادات بصورة مباشرة في نمو التيارات الدينية، فيما أسماه "بالانتحار الساداتي"،[8] إذ يقول : "فليس سرا أن الجماعات الإسلامية في الجامعات، قد تكونت في أول الأمر على يد مباحث أمن الدولة، لمواجهة الناصريين واليساريين وبتوجيه من السادات. وليس سرا أيضا أن اكتساحها للانتخابات الطلابية في نهاية حياته، بعد أن فقد السيطرة عليها، كان كابوسا يؤرق منامه.”[8] كذلك فقد "أضاف دستور 1971 ضمن نصوصه، لأول مرة، أن مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع. وهو نص مقبول ومنطقي، لأن أغلب القوانين المدنية بالفعل، مستقاة من أحكام الشريعة الإسلامية. لكن السادات، في محاولة منه لاستقطاب المشاعر، طرح استفتاء عاما قبل وفاته في عام 1981، ضمنه مجموعة من البنود التي لا علاقة لها ببعضها، والتي على الناخب أن يجيب عليها جملة واحدة بالإيجاب أو النفي. ومنها تعديل المادة السابقة بالنص على أن الشريعة الإسلامية هي "المصدر" الرئيسي للتشريع، بإضافة حرفي الألف واللام."[8] وقد اعتبر فرج فودة إضافة هذه المادة هي التمهيد لقيام الدولة الدينية، المقوضة بالضرورة للدولة المصرية المدنية.
انتبه فرج فودة إلى أن حرب 6 أكتوبر 1973 لم يتم معالجتها بصورة عقلانية تسمح بإدراك أهم دروسها، بل على العكس صبت المعالجة في صالح التفكير غير العقلاني : "إن أحدا ما لم ينتبه حين اندفعت الأقلام بعد حرب 1973، مصورة ما حدث وكأنه انتصار أتى من السماء على مؤمنين صادقين. هتفوا بأن الله أكبر. فأمدهم الله بجنده، وأعزهم بنصره. بل وأقسم البعض بأنه رأى الملائكة محاربين معه في الصفوف. ونسى المروجون لهذه القصص، أن الإسلام الحقيقي يتمثل فيما فعله المصريون خلال سنوات ما قبل الحرب، من تعلم وتدريب واستعداد بأحدث العلوم، وأساليب العصر وأنه لو كان الأمر صيحة أو بركة تحل، لهان الأمر. لكنه تيار دعائي ساد، ولم يواجهه أحد. فأصبح مؤشرا حقيقيا وخطيرا لتراجع العقل أمام المزايدة، والعمل أمام الغيبيات."[8]
كذلك آمن فرج فودة بأن "الصراع العربي الإسرائيلي في طريقه للتآكل منذ معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر"[6]، وبأن صراع مصر في الشرق الأوسط "يتحول إلى اتجاه آخر لم يحسب له أحد حسابا من قبل، فالصراع القادم سوف يكون مع أقصى الشرق، وبالتحديد مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وهو صراع واضح الملامح تماما بين قوى الحضارة وقوى الردة الحضارية. أما الصراع المسلح فسوف يتجه إلى الجنوب حيث مصادر المياه … وإذا لم ندرك هذا من الآن، وإذا لم نسع بكل السبل لتأمين منابع مياه النيل ومساره، فسوف نخطئ خطأ جسيما."[6] ولعل تخصص فرج فودة العلمي في اقتصاديات مياه الري هو ما جعله من أوائل من يتلفتون إلى ضرورة الاهتمام بمصادر المياه، ومن أكثر من انتبهوا إلى أن قيام النظام الإسلامي في السودان في عام 1983 يمثل خطرا استراتيجيا على أمن مصر القومي.
عند عودة التعددية الحزبية في عهد الرئيس السادات عام 1978، اعتبر فرج فودة أن "الحزب السياسي المنظم، والقوي الوحيد في الساحة المصرية الآن هو الحزب الديني الإسلامي بكافة اتجاهاته، وهي اتجاهات قد تتنافر في الأساليب، لكنها يمكن -بسهولة شديدة- أن تتجمع في إطار واحد يشمل الإخوان المسلمين (باتجاهاتهم) والجهاديين."[7] مثل هذا الحزب "لا بد أن يواجهه تجمع سياسي له جذور في الشارع المصري، يؤمن بالديمقراطية، ويكون قادرا على اجتذاب جميع الاتجاهات الليبرالية في مصر، ويرفع شعار الوحدة الوطنية ليس فقط كفكر مجرد، بل كتراث سياسي عظيم، ويمثل تجمعا شعبيا أكثر منه أيديولوجية سياسية، حيث تلتقي تحت لافتة العدل الاجتماعي كافة التيارات السياسية في ظله، أو على الأقل تناصره."[7] ومن ثم فقد شارك فرج فودة في تأسيس حزب الوفد الجديد، لالتقاء الخصائص السابقة فيه وفي تراثه التاريخي، واعتبر أنه "سوف يكون الصراع حتى نهاية هذا القرن [= العشرين] في مصر، بين الوفد والاتجاه السياسي الديني المتطرف. وسوف تكون لكل منهما قواعده الشعبية. وسوف يلتف حول الوفد جميع المؤمنين بالديمقراطية والوحدة الوطنية، أفرادا وأحزابا. وعلى ضوء هذا الصراع سوف يتحدد المستقبل: الانتماء للمستقبل أم للماضي، الديمقراطية أم الإرهاب، الليبرالية أم القهر، الانتماء للعصر أم للتاريخ، مصر أولا أو للعقيدة أولا."[7]

رئاسة مبارك الأولى

عرف فرج فودة خلال المعارك الحزبية التي اتسمت بها الفترة الرئاسية الأولى للرئيس محمد حسني مبارك (1981-1987). ولقد كانت أولى معاركه داخل حزب الوفد الجديد نفسه، خاضها ضد من "تسللوا إلى الوفد في غفلة من مبادئه، ووعي من قيادته"[9] لمنع تحالف الحزب مع الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في عام 1984. أورد فرج فودة أفكاره السياسية خلال هذا الصراع في كتابه الأول "الوفد والمستقبل" (1983)، والذي قدمه بقوله: "هذه صفحات إن شئت عن الوفد، أملاها عليّ عشقي لمصر. وهي صفحات إن شئت عن مصر، أملاها عليّ حبي للوفد. هي كلمات كتبتها لنفسي، تعزية وتسرية، حين قصرت أمامي وسائل التعبير. وهي كلمات كتبتها عن نفسي، تعبيرا ذاتيا، لا يلزم الآخرين، وإن كان صادقا في الالتزام بهم. إنها شهادة واحد من جيل لم يقل كلمته بعد. إنها مجموعة من الأفكار، يطرحها مصري صادق، اعتاد أن يكون صامتا، وما أكثر الصامتين الصادقين في مصرنا الحبيبة"[7]. وفشل فرج فودة في منع ذلك التحالف، والذي قاده داخل الحزب الشيخ صلاح أبو إسماعيل (1927-1990)، ونجح بفضله الوفد في الحصول على 58 مقعدا (15% من مجلس الشعب)،[11] واستقال فرج فودة من الحزب في 26 يناير 1984.[4]
ألّف فرج فودة عددا من كتبه الهامة خلال تلك الفترة، هي "قبل السقوط" (1984)، و"الحقيقة الغائبة" (1984)، و"الملعوب" (1985)، و"الطائفية إلى أين؟" (1985) بالاشتراك مع يونان لبيب رزق (1933-2008) وخليل عبد الكريم (1930-2007)، و"حوار حول العلمانية" (1987). ولقت الكتب اهتماما، فطبع بعضها أكثر من مرة ودرس بعضها في الجامعات والمعاهد الأجنبية.[9] كما كتب عددا من المقالات في جرائد المعارضة، مثل "الأهالي" التابعة لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي و"الأحرار" التابعة لحزب الأحرار الاشتراكيين، وعددا أقل في الجرائد القومية، خاض فيها العديد من المعارك الفكرية دفاعا عن مبادئ الدولة المدنية من علمانية ووحدة وطنية وحقوق إنسان. وحاول تأسيس حزب سياسي أسماه "المستقبل" غير أن لجنة شئون الأحزاب في مجلس الشورى رفضته مرتين، فخاض انتخابات برلمان 1987 مستقلا عن دائرة شبرا ولكنه خسر، حيث حصل على 2396 صوتا، بينما وصل مرشحا الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وحزب الوفد الجديد إلى جولة الإعادة بعد حصول مرشح الوفد على نحو 3000 صوت. وعلّق فرج فودة على النتيجة قائلا: "موقف المستقل عن الأحزاب أضعف كثيرا من موقف من تسانده أحزاب قائمة لها صحفها ومؤيدوها ومرشحوها."[12] واعتقد فرج فودة بوقوع تزوير في الانتخابات أبخسه "ما لا يقل عن خمسة آلاف صوت."[12] كما تعرض إبان المعارك الانتخابية إلى حملة شرسة استهدفت شخصه وعقيدته، من مثل ادعاء الشيخ صلاح أبو إسماعيل أن فرج فودة قد دعا في كتابه "قبل السقوط" إلى إباحة الزنا طالبا منه أن يأتي له بزوجته وأهله، فإذا فعل فلا كرامة له، وإذا لم يفعل فهو أناني، وهو ما ترفع فرج فودة عن الرد عليه.[4] كذلك أشاع بعض أنصار التيار الإسلامي أن ابنته متزوجة من السفير الإسرائيلي، وأنه يقيم حفلات جنس جماعي أثناء ندواته في جمعية تضامن المرأة العربية، وهاجمته إحدى الصحف القومية بأن برنامجه السياسي يتلخص في "حماية الزناة والسكارى"، وادعت صحف الوفد والأحرار والشعب بأنه غير حاصل على شهادة الدكتوراه مما دفعه لنشر تكذيب في مجلة آخر ساعة موثقا بصورة شهادة الدكتوراه.[4] ولقد شبه فودة خسارته في الانتخابات لدفاعه عن العلمانية، بخسارة أحمد لطفي السيد (1872-1963)، أبي الليبرالية المصرية، في العشرينيات بسبب دفاعه عن الديمقراطية مما عد مخالفا للإسلام آنذاك، موقنا بأن العلمانية ستصبح مقبولة في العالم الإسلامي في المستقبل كما أصبحت الديمقراطية مقبولة في العالم الإسلامي المعاصر.[4]
انتهت الانتخابات البرلمانية لعام 1987 بحصول أحزاب "التحالف الإسلامي" المكون من حزب العمل الاشتراكي وحزب الأحرار الاشتراكيين وجماعة الإخوان المسلمين على نسبة 17% من مقاعد مجلس الشعب، بينما لم يحصل حزب الوفد الجديد إلا على 10% فقط من المقاعد بعد تخلي الإخوان عنه،[13] ولن يحقق الوفد الجديد أي نتيجة أفضل بعد ذلك.
غلاف كتاب "النذير" (1989).

رأى فرج فودة انتصار التحالف الإسلامي ونجاح الإخوان المسلمين في "الحصول على الشرعية بالتحايل"[12] خطرا حقيقيا على الدولة، لا يقل عن إرهاب الجماعات الإسلامية في السبعينيات الذي انتهى بإسقاط رأس الدولة: "لقد كانت المحاولات الثلاث الأولى فى إحداث التغيير عن طريق العنف. بينما تستهدف المحاولة الأخيرة إحداث العنف عن طريق التغيير. وبمعنى آخر، فقد استهدفت المحاولات الثلاث الأولى ضرب الشرعية بالإرهاب. بينما تستهدف المحاولة الأخيرة، تحقيق الإرهاب بالشرعية. وفى كل الأحوال فإن النتيجة واحدة."[8] وأشار فودة إلى أن التيار الإسلامي قد تعلم من خطأه في انتخابات 1984 التي خاضها تياره التقليدي (الإخوان) الساعي في رأيه إلى "تحقيق الإرهاب بالشرعية"[12] بدون تأييد تياره الثوري (جماعات الإرهاب المسلح) الساعي إلى "ضرب الشرعية بالإرهاب"،[12] ليتوحد التياران في انتخابات 1987 : "ويمكننا أن ندرك حجم ما حدث من تغيير في فكر أعضاء تنظيم الجهاد، إذا قارنا ما سبق، بحديث مفتيهم ومنظرهم وإمامهم عمر عبد الرحمن لجريدة الشعب قبيل الانتخابات عن أنه يؤيد التحالف … وأكثر من ذلك فإن أشهر أمراء الجماعات في المنيا قد رشح نفسه على قائمة التحالف ودافع عن شعاراته وراياته، وأصبح عضوا في المجلس بالفعل، وزامل في عضويته أعضاء آخرين، كانوا أمراء للجماعات الإسلامية وقت أن كانوا طلابا، وأصبحوا ممثلين لهذا التيار في نقاباتهم المهنية."[9] كذلك فإن الحملة الانتخابية للتحالف تم تمويلها عن طريق بيوت توظيف الأموال الإسلامية والتي تمثل ما أسماه فرج فودة باسم "التيار الثروي."[8]
كتب فرج فودة كتابه "النذير" (1989) كدراسة لمعالجة الدولة لنمو التيار الإسلامي ما بين عامي 1982 و1987، خلص منها إلى أن التيار الإسلامي "قد نجح بالفعل في تكوين دولة موازية"[12] لها اقتصادها المتمثل في بيوت توظيف الأموال، وجيشها المتمثل في الجماعات الإسلامية المسلحة، وكيانها السياسي المتمثل في مكتب إرشاد الإخوان المسلمين رغم حظر الجماعة قانونيا. كذلك اخترق التيار الإسلامي المؤسسة الدينية الرسمية مثل دعوة شيخ الأزهر الناخبين لإعطاء أصواتهم للمطالبين بتطبيق الشريعة (أي مرشحي التحالف الإسلامي)، ومطالبة جريدة اللواء الإسلامي التي يصدرها الحزب الحاكم (الحزب الوطني الديمقراطي) للمواطنين بعدم التعامل مع البنوك القومية وقصر تعاملاتهم على البنوك الإسلامية. كما اخترق أيضا الإعلام الحكومي حيث زادت الجرعة الدينية فيه من صحف ومسلسلات وخطب تلفزيونية مثل خطب الشيخ محمد متولي الشعراوي (1911-1998) التي عرّض في بعضها بعقيدة المواطنين المسيحيين. ولقد رأى فرج فودة أنه قد "تم هذا التنامي الهائل في ظل الإعلان الدائم عن تصدي الدولة لهذه التيارات، وتحت شعارات ورايات مواجهة التطرف السياسي الديني. وأن ينجح تيار ما في التنامي في ظل الغفلة، فإن ذلك يعتبر نجاحا مبررا. أما أن ينجح في ظل التنبيه وإعلان المواجهة، فإن النجاح هنا يعتبر نجاحا مضاعفا للتيار السياسي الديني، بقدر ما هو فشل مضاعف للدولة."[12] ووجد فرج فودة تشابها بين التيار السياسي الديني في مصر والنازية في ألمانيا من حيث "نظرات الاستعلاء والعنصرية واستخدام العنف والعودة إلى الجذور،" محذرا من أن "ما يحدث في مصر الآن، وما اعتمدته التجربة النازية للوصول إلى الحكم بعد فشل المواجهة، يتمثل في التسلل إلى المؤسسات القائمة، واستخدام الديمقراطية لإسقاطها في النهاية … واستغلال ضعف هيبة الدولة، واستثمار المعاناة من الأزمة الاقتصادية. والجدير بالذكر أن النازية قد وصلت إلى الحكم في ألمانيا دون أن تحصل على الأغلبية التي تؤهلها لذلك، لأن خطوات النظام لإسقاط نفسه، كانت أوسع بكثير من خطوات النازية لإسقاطه."[

رئاسة مبارك الثانية
عادت عمليات عنف الجماعات الإسلامية المسلحة في النصف الثاني من الثمانينيات، مثل محاولات اغتيال وزير الداخلية اللواء حسن أبو باشا (1922-2005) والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد (1935- ) ووزير الداخلية الأسبق اللواء النبوي إسماعيل (1925-2009) في عام 1987، ومثل قتل الأقباط وتدمير محلات الفيديو وبيع الخمور وأدوار السينما وصيدليات الأقباط في سوهاج. وفي عام 1988 سيطرت الجماعات الإسلامية على منطقة إمبابة ومارست إرهابا ضد أقباطها، وتزايدت أعمال الفتنة الطائفية وإرهاب الأقباط خاصة في الصعيد. وكتب فرج فودة كتابه "الإرهاب" (1988) لدراسة تنامي هذا العنف، ورأى فيه أنه بالرغم من نجاح ردود الأفعال الأمنية العنيفة من قبل الدولة في عهدي إبراهيم عبد الهادي وجمال عبد الناصر في تحجيم عنف إرهاب الجماعات الإسلامية المتمثلة آنذاك في الإخوان المسلمين، إلا أن مثل هذه النجاحات كانت لفترات محدودة ولم تستطع اجتثاث المشكلة من أساسها : "فقد علمنا التاريخ … أن الاستبداد مثل (الاسبراي)، تطلقه في اتجاه فينتشر في كل اتجاه، وربما أسعدك أن يتوجه إلى عدوك، لكنه سوف يصل إليك في النهاية، وقد تأمن له فترة، لكن ذلك لن يستمر إلا إلى حين، يخرج لك بعده أصلب عودا، وأعز نشيدا، وأكثر وجودا، وأعنف تهديدا، وسوف يضاف إلى رصيده تعاطف البسطاء، وسوف تدرك بعد سنوات أنك حرثت البحر، وبنيت قصورا في الرمال، وحاربت طواحين الهواء."[9] ومن ثم فإن حل إرهاب الجماعات الإسلامية يكمن في رأي فرج فودة في ثلاثة سبل هي اتساع ساحة الديمقراطية حتى للتيارات الإسلامية "فواجبنا أن نستجيب لهم في السماح لهم بحرية التعبير السياسي والفكري لأن ذلك حق لهم، بينما مضمون هذه الآراء ومحتواها ليس حقا، بل هو في النهاية رأي، ومن حقهم علينا أن يحصلوا منا على الحق، لكنه ليس من حقهم أبدا أن يفرضوا علينا الرأي،"[9] وأن يسود القانون، وأن يكون للإعلام خط ثابت مدافع عن أسس الدولة المدنية.[9]
كتب فرج فودة عددا من المقالات في جريدة الأحرار في أواخر عام 1989، أظهر فيها استياءه من الضجة الإعلامية حول جرائم الاغتصاب والتي رأى أنها لا تتناسب فعليا مع البيانات الرسمية لشيوع هذه الجرائم، ومن ثم رأى أن الضجة الإعلامية تهدف في الأساس إلى تهيئة الرأي العام لقبول العقوبات البدنية مثل ما نادى به الكثيرون من تطبيق "الإعدام في مكان عام" كنوع من تطبيق الشريعة الإسلامية.[14] ولقد اعتبر فرج فودة أن شروط حد الزنا الموجودة في الشريعة الإسلامية، خاصة ما يتعلق منها بشهادة الشهود، يكاد يستحيل تحقيقها في المجتمعات الحديثة، كما تناول دراسات فقهية عن رخص لم تعد موجودة كالتسري بالإماء وزواج المتعة أثارت جدلا واسعا بين رجال الدين. وخاض في ذلك مجادلات عديدة أظهر خلالها تمكنا كبيرا من قواعد الفقه، إلى أن انتهى الأمر بطلب المجلس الدائم لحزب الأحرار الاشتراكيين، أحد أحزاب التحالف الإسلامي والذي تصدر عنه جريدة الأحرار، بوقف المقالات، بل وإلى نشوب صراع داخل الحزب بين محمد فريد زكريا الأمين العام المساعد للحزب ووحيد غازي رئيس تحرير الجريدة امتدت إلى المحاكم وانتهت بطلب الحزب إيقاف الجدال حول زواج المتعة.[14] وأورد فرج فودة هذه المقالات والدراسات الفقهية في كتابه "زواج المتعة" (1990).
غلاف كتاب "نكون أو لا نكون" (1990).

وفي عام 1990 نشر فرج فودة كتاب "نكون أو لا نكون"، والذي ضم عدة مقالات بعضها رفض نشره. وقد أشار فرج فودة إلى أن أسلوبه في هذا الكتاب قد أصبح أكثر حدة في الرد على الهجوم الذي يتعرض له. وأمر الأزهر بمصادرة الكتاب بعد طبعه، إذ تضمن نقدا حادا لشيخ الأزهر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق (1917-1996) نتيجة لاتهامه المدافعين عن الدولة المدنية بالخارجين عن الإسلام، وهو ما عده فودة تجاوزا لدور الأزهر الرسمي وقذفا لفريق من خيار المسلمين المجتهدين. وكتب فودة رده في مقال نشر بجريدة الأهالي في مارس 1988 وتضمنه الكتاب جاء فيه : "لشيخ الأزهر أن يحمد الله أيضا لأن أحدا لم يتعرض له، ولم يسأله عن موقع منصبه من صحيح الدين، ذلك الدين القيم الذي لا يعرف كهنوتا، ولا يوسط أحدا بين الله وعباده، ولا يفسح مساحة لرجال الدين، وإنما الساحة فيه واسعة للموعظة بالحسنى، تلك التي لم نجد لها في خطابه تأصيلا، وللعلم قبل الفتوى، ذلك الذي لم نجد عليه في خطابه دليلا … وما ضرنا لو يعلو بك البروتوكول فوق رؤوسنا ورؤوس المسلمين، وما ضرنا أن تسكن في قصر منيف، وما ضرنا أن تحصل على مرتبك من أموال دولة المسلمين، تلك التي تنعتها بأنها ربوية، وتصف بعض مصادر دخلها بأنها آثمة لأنها تأتي من المشروبات الروحية … لكن الضر كل الضر أن تتصور أنك يمكنك أن تخيف وأن بمقدورك أن تمنع كتابا هنا أو تصادر رأيا هناك، وأن تتخيل أن بيدك خزائن الدين، وأن في جعبتك صكوك الغفران، توزعها كما تشاء، فتغفر لمن تشاء، وتكفر من تشاء … وحاشا لله أن يبلغ بك الظن هذا المبلغ من السوء، وحاشا للإسلام أن يصل فهم البعض له إلى هذا الدرك … الإسلام يا شيخ الأزهر بخير طالما دافع عنه من يدافع، لقاء إيمانه وليس مقابل مرتبه، ولوجه الله وليس لوجه السلطة أو المال أو المنصب، وأزهى عصور الإسلام لم تعرف شيخا للأزهر أو لغير الأزهر، وإنما عرفت من عاش بكد يده، وتعلم من أجل العلم."[15]
اعتبر فرج فودة أن "الإرهاب لا يعيش، ولا ينمو، إلا في ظل الديماجوجية، وإلا عندما تفقد العين القدرة على التمييز بين الإرهاب وبين الشرعية، وإلا عندما يتنادى البعض بأن هناك إرهابا مشروعا وإرهابا غير مشروع، وإرهابا مستحبا وإرهابا غير مستحب."[9] ومن ثم فقد أدان احتفاء اليسار المصري بسليمان خاطر (1961-1986) الذي قتل سبعة سياح إسرائيليين (من بينهم أربعة أطفال) وضابط شرطة مصري في عام 1985، واعتبر قتل الدبلوماسيين الإسرائيليين والأمريكان على يد تنظيم "ثورة مصر" إرهابا على الأراضي المصرية.[9] وعندما اندلعت حرب الخليج الأولى في أغسطس 1990، كان فرج فودة من كتاب المعارضة القليلين الذين أيدوا موقف مصر الرسمي لتحرير الكويت اتساقا مع إيمانه بالشرعية الدولية، وإدراكا أن المعارضة لا تعني المخالفة فقط. وقد خاض بسبب ذلك العديد من الصراعات السياسية مع كل من الإسلاميين والقوميين المؤيدين لصدام حسين وغزو الكويت.[6]
غلاف كتاب "حتى لا يكون كلاماً في الهواء" (1992) والذي نشر بعد اغتياله.

وفي يونيو 1991 سافر فرج فودة إلى ألمانيا لإلقاء محاضرتين، واحدة في قسم العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة في برلين، والأخرى في قسم علوم الاستشراق في جامعة إرلنجن نورنبيرغ في ارلنجن.[16] ومنها سافر في الشهر نفسه إلى كندا وإلى الولايات المتحدة الأمريكية لملاقاة أقباط المهجر والاستماع إلى مشاكلهم المرتبطة بالتمييز الطائفي في مصر. ونجح فرج فودة في إقناعهم بتأسيس "جمعية الوحدة الوطنية" لنزع سمة الطائفية عن مطالبهم، وهو ما رحبوا به وشرعوا في تأسيسه.[16] وعند عودته إلى مصر، تقدم بطلب إلى وزارة الشئون الاجتماعية لتأسيس "جمعية الوحدة الوطنية" في نفس موقع الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها من قبل، إلا أن الطلب رفض، فعلق فرج فودة بغضب: "ما أضيع مصر في ظل [قلة] الفهم وسوء التصرف … لقد كنت أفهم أن تدعم الدولة الجمعية … لكن يبدو أننا نعيش في زمن غريب، لا يفهم فيه صغار المسئولين أن هناك فرقا بين جمعية المطلقات وجمعية الوحدة الوطنية … فلتهنأ الشئون الاجتماعية بالرفض، فقيام الفتن الطائفية لا يهدد الأوضاع الاجتماعية لمصر. ولتهنأ وزارة الداخلية بالمشاكل حين تأتي، وهي حتما ستأتي."[17] وعندما وقعت أحداث إمبابة الطائفية في أكتوبر من نفس العام، كتب فرج فودة محنقا: "رعاع إمبابة هم صدى ضارب الدف وهو الإعلام المصري، وماسك الدف وهو النظام المصري، وصاحب الدف وهو التيار الديني السياسي في مصر. رعاع إمبابة هم التعبير الفج الواضح المعلن الدموي عن الممارسات الطائفية التي تضرب في العمود الفقري للحياة المصرية (العصرية)."[18]
وفي يوليو 1991، دعا الكاتب الصحفي صلاح منتصر فرج فودة للكتابة في مجلة أكتوبر، واختارا معا عنوانا ثابتا لمقالات فرج فودة أسمياه "كلام في الهواء،"[6] وهو ما قد يعكس الحالة النفسية التي وصل إليها فرج فودة بعد حوالي عشر سنوات من الدفاع عن الدولة المدنية. ولقد زار فرج فودة تونس حيث ناظر أنصار تيار الإسلام السياسي فيها،[6] كما تمت استضافته لثماني حلقات على التلفزيون التونسي،[10] وقد أذاه أن يستضيفه تلفزيون تونس لعرض أفكاره ولا يستضيفه تلفزيون مصر.[6] وفي يناير 1992 دعاه الرئيس مبارك لأول مرة في لقائه السنوي بالمثقفين أثناء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفي المعرض نفسه، شارك في مناظرة أولى حول الدولة المدنية والدولة الدينية، ثم شارك في مناظرة ثانية في الإسكندرية في مارس 1992. وفي 3 يونيو 1992 أصدرت ندوة علماء الأزهر فتوى بتكفيره، وبعد خمسة أيام في 8 يونيو 1992 وقبيل عيد الأضحى، قام مسلحان منتميان للجماعة الإسلامية باغتياله أمام الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها.



________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوره الدوسري
نائبة المدير العام سابقا
اديبة وقاصة سعودية - مهرة اشتياق

نوره الدوسري

انثى
تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد المشاركات : 8809
نقاط التقييم : 15343
علم بلدك : Saudi السعودية

د . فرج فودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: د . فرج فودة   د . فرج فودة Emptyالأحد أكتوبر 19, 2014 12:48 pm

القديرة // احلام شحاته

مفكر يستحق ان نقرا عنه كثيراً لما منح وأعطى

شكرًا لك غاليتي على هذا التعريف

تقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

د . فرج فودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: د . فرج فودة   د . فرج فودة Emptyالأحد أكتوبر 19, 2014 12:58 pm

نوره الدوسري كتب:
القديرة // احلام شحاته

مفكر يستحق ان نقرا عنه كثيراً لما منح وأعطى

شكرًا لك غاليتي على هذا التعريف

تقديري

بارك الله فيك أستاذة نوره الدوسري

مرورك و لا أروع حبيبتي

تحياتي و مودتي
Evil or Very Mad

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

د . فرج فودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: د . فرج فودة   د . فرج فودة Emptyالأحد أكتوبر 19, 2014 9:40 pm

الاستاذة الراقيه/ احلام شحاته


دوما تتحفينا بكل ما هو مفيد ورائع


سلمتى على موضوعك الجميل

عن نبذة عن السيرة العطره لشخصية عظيمه


الدكتور فرج فوده وهى تستحق الدراسة والقراءه عنها


سلمتى على روعه سردك


ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

د . فرج فودة Empty
مُساهمةموضوع: رد: د . فرج فودة   د . فرج فودة Emptyالأحد أكتوبر 19, 2014 11:14 pm

ايمان الساكت كتب:
الاستاذة الراقيه/ احلام شحاته


دوما تتحفينا بكل ما هو مفيد ورائع


سلمتى على موضوعك الجميل

 عن نبذة عن السيرة العطره لشخصية عظيمه


 الدكتور فرج فوده وهى تستحق الدراسة والقراءه عنها


 سلمتى على روعه سردك


 ارق التحايا


الأستاذة الرائعة إيمان الساكت

مرورك و لا أروع

أسعدتني كثيرا
Shocked

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د . فرج فودة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
باسند - 51620
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
د . فرج فودة Vote_rcap1د . فرج فودة Voting_bar1د . فرج فودة Vote_lcap1