منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
رباعيات في حبك
عبق ذكراك بقلمي مونتاجي والقائي الصوتي
عبارات عن القرآن في رمضان
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:20 am
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:01 am
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 إبن النفيس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

إبن النفيس Empty
مُساهمةموضوع: إبن النفيس   إبن النفيس Emptyالثلاثاء نوفمبر 11, 2014 7:19 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


من مشاهير علماء الطب
ابن النفيس (ت687هـ / 1288م)


‏علي بن أبي الحزم القرشي، ‏علاء الدين الملقَّب بابن النفيس: اختُلف في أصله؛ فبعضهم يَنسبه إلى قَرْش، ‏وهي قرية مِن قرى الشام، ‏وبعضهم إلى قَرش ‏وهي بلدة فيما وراء النهر، وُلد ابن النفيس ونشأ في دِمَشق، ‏وتعلَّم في مدارسها، وتتلمَذ على مُهذَّب الدِّين عبدالرحيم علي، المعروف بالدخوار (ت628هـ / 1230م)، وكان الدَّخوار هذا ‏رئيس أطباء الشام ومصر في عهد السلطان سيف الدِّين أخي صلاح الدين الأيوبي، أما ابن النفيس فكان مِن أبرز تلاميذ الدخوار.



لم يُذكر اسم ابن النفيس في النسخة المتداوَلة مِن كتاب عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة، ‏غير أنه عُثر على مخطوطة في دار الكتب الظاهرية، وُجد فيها ترجمة مقتَضبة لابن النفيس، جاء فيها: "علاء الدِّين بن أبي الحزم القرشي، كان شيخًا فاضلاً كالبحر الخِضمِّ والطود الأشمِّ للعلوم، ولم يكن مُنفرِدًا بفنٍّ مِن الفنون، ولو لم يكن له غير شرح غوامض القانون لكفى به دليلاً على غَزارة فضله ونَزارة مثله....".



‏ومما يقول عنه السُّبكي ‏في كتابه: "طبقات الشافعية الكبرى":

"...وأما الطبُّ فلم يكن على وجه الأرض مثلُه، قيل: ولا جاء بعد ابن سينا مثله، قالوا: وكان في العِلاج أعظم مِن ابن سينا، وورَد في "مسالك الأبصار لأخبار ملوك الأمصار"[1] أن ابن النفيس "كان شيخًا طويلاً، أسيل الخدَّين، ‏نحيفًا، ذا مروءة"، ووصف اليافعيُّ[2] ابن ‏النفيس في كتابه: "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان" على أنه أحد مَن انتهَت إليه معرفة الطب، مع الذكاء المُفرِط والذِّهن الخارِق والمشارَكة في الفقه والأصول والحديث والعربية والمَنطِق".



وبالعبارة نفسها تقريبًا وصفه جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ / ‏ 1505‏م) في كتابه: "حسن المحاضَرة في أخبار مصر والقاهرة".



‏لقد نشأ ابن النفيس - كما يُستنتَج مِن المَصادر جميعها - في جوٍّ عِلمي صحيح مبنيٍّ على الخِبرة والأصالة في التفكير والمناقَشة، وحرية الكلمة، ولا غرابة إذًا أن يَبني ابن النفيس آراءه كلها على المشاهَدة والتجربة والخِبرة العملية؛ الأمر الذي هداه إلى اكتِشاف الدورة الدموية الرئوية.



‏رحَل ابن النفيس مِن الشام إلى مصر؛ حيث استقرَّ في القاهرة، وعمل في أكبر مُستشفياتها (البيمارستان الناصري)، وبلَغ ابن النَّفيس مِن العمر ثمانين عامًا، عاصَر خلالها أحداثًا كبرى في التاريخ الاسلامي، مثل نزول الفرنجة في دمياط، وصدهم في فارسكور، واعتِقال لويس التاسع في المنصورة، وهجوم هولاكو على بغداد، وهدمها سنة 656هـ / 1258م، ‏وهزيمة التتار في حلب، وفتح تلك المدينة سنة 676 هـ / 1277م، وردِّ هجوم ملك النوبة على أسوان سنة671هـ / 1272م، والوباء الذي فتَك بأهل مصر سنة 671هـ / 1272م، نحو ستة أشهر انفض في خلالها ما لا يُحصى مِن الخلائق، مِن نساء ورجال وأطفال وعبيد وجوارٍ.



‏كان ابن النفيس كثير الاجتِماع بأهل العِلم والطب في داره التي ابتناها بالقاهرة وفرَشها بالرخام، وكان يتردَّد عليه في داره الأمراء والأعيان، مِن أمثال: المهذَّب بن أبي حليقة رئيس الأطباء، ‏ويَجلس الناس فيها حسب طبقاتهم، بل إنه لم يكن يَحجب نفسه عن الإفادة ليلاً أو نهارًا، وقد ذكَر أحد تلاميذه أن ابن النفيس اجتمع ليلةً هو وقاضي القضاة محمد بن سالم بن واصل (ت: 697هـ / 1298م)، فلما فرَغا مِن صلاة العشاء الآخِرة شرَعا في البحث، وانتقَلا مِن عِلم إلى عِلم، والشيخ علاء الدين يَبحث برياضة وبلا انزعاج، وأما القاضي فإنه يَنزعِج ويَعلو صوته وتحمرُّ عينه، وتنتفخ عروق رقبته، ‏ولم يزالا كذلك إلى أن أسفر الصبح، فلما انفصل الحال، قال القاضي جمال الدين: "يا شيخ علاء الدِّين، أما نحن فعِندنا مسائل ونكت وقواعد، وأما أنت فعِندك خزائن علوم".



‏وكان ابن النفيس ذا قريحة عالية جدًّا؛ إذ كانت كثيرًا ما تُباغته، فيَعصر فكره ويَنكبُّ على القلم ويدوِّن ما تجود به هذه القريحة الفذَّة؛ لذلك كان يُحضر - إذا ما أراد التصنيف - أقلامًا مبرية، ويُدير وجهه إلى الحائط، ويأخذ في التصنيف إملاءً مِن خاطرته، ويَكتب مثل السيل إذا انحدَر، فإذا كَلَّ القلم وحفي، رمى به وتناول غيره؛ لئلا يَضيع عليه الزمان في برْي القلم، ويُروى عنه أنه "دخَل مرةً إلى الحمام الذي في باب الزهومة، فلما كان في بعض تغسيله، خرَج إلى مسلخ الحمام واستدعى دواةً وقلمًا وورقًا، وأخذ بتصنيف مقالة في النبض إلى أن أنهاها، ثم عاد ودخَل الحمام وكمَّل تغسيله".



‏كان ابن النفيس أمينًا في عِلمه ومعاملاته للمرضى، وكان إذا وصف دواءً، لا يَصفه إلا إذا كان به خبيرًا، ويَعرفه معرفةً حقَّة، صادقًا في قوله، يَذكُر أحدهم أنه شكا إلى ابن النفيس عقالاً (عقدة أو ورمًا حميدًا) في يده، فقال له: وأنا - والله - بي عقال، ‏فسأله بأي شيء يُداويه؟ فأجابه ابن النفيس: والله ما أَعرِف بأي شيء أُداويه، ثمَّ لم يَزده على ذلك.



‏لقد كان لابن النفيس صفحات مَجيدة في تاريخ الطب، ولو لم يكن له مِن هذه الصفحات المُشرِقة سوى اكتشافه للدورة الدموية الرئوية (الدورة الدموية الصُّغرى) لكفاه ذلك كشفًا عظيمًا في تاريخ الفكر العالَمي، بَلْه تصحيحه أخطاء جالينوس وابن سينا في التشريح، وفي عِلم وظائف (منافع) الأعضاء، كما يتبيَّن من النقاط التالية:

‏1) ابن النفيس هو أول مَن أعلن أن الدم يَجري مِن التجويف (البطين) الأيمن إلى الرئة لتحدث التهوية وتَحصُل المخالَطة الهوائية، مُنكِرًا بذلك وجود مسام الجدار الكائن ‏بين التجويفَين، فهو يقول: "... وإذا لطف الدم في هذا التجويف (يعني التجويف الأيمَن) فلا بدَّ مِن نفوذه إلى التجويف الأيسَر؛ حيث يتولَّد الروح، ولكن ليس بينهما منفذ؛ فإن جرْم القلب هناك مصمت ليس فيه منفَذ ظاهِر، كما ظنَّه جماعة، ولا منفذ ‏غير ظاهر يَصلُح لنفوذ هذا الدم، كما ظنَّه جالينوس، فإنَّ مسام القلب هناك مُستحصَفة (مُحكَمة) وجرمه غليظ، فلا بدَّ وأن يكون هذا الدم، إذا لطف نفذ في الوريد الشِّريان إلى الرئة ليَنبث في جرْمها ويُخالط الهواء ويتصفَّى ألطَف ما فيه، ويَنفذ إلى الشِّريان الوريدي ليُوصل إلى التجويف الأيسَر مِن تجويفي القلب، وقد خالط الهَواء وصلح لأن يتولَّد منه الروح، وما بقي منه أقل لطافةً، ‏تَستعمِله الرئة في غذائها".



ويُكرِّر ابن النفيس القول في مَوضِع آخَر: "فإن نُفوذ الدم إلى التجويف الأيسَر، إنما هو مِن الرئة بعد تَسخُّنه وتصعُّده من التجويف الأيمن، كما قرَّرناه أولاً".



2) ويُستنبَط مِن كلامه الآنِف الذِّكْر أن ابن النفيس يقول: إن الدم يَجري باتِّجاه واحد، وإنه لا يَخضع لظاهِرة المدِّ والجَزر، كما كان يعتقد، وأنه لا يَرجع مِن التجويف الأيسَر إلى الرئة ليُغذيها، "... قوله - يقصد ابن سينا -: وإيصال الدم الذي يُغذي الرئة إلى الرئة مِن القلب - يقصد القلب الأيسر - هذا هو الرأي المشهور، وهو عِندنا باطل؛ فإن غذاء الرئة لا يصل إليها مِن هذا الشريان - يقصد الشريان الرئوي - لأنه لا يرتفع إليها مِن التجويف الأيسر مِن تجويفَي القلب؛ إذ إن الدم الذي في هذا التجويف إنما يأتي إليه مِن الرئة آخِذةً منه، وأما نفوذ الدم من القلب إلى الرئة فهو في الوريد الشِّرياني".



3‏) وابن النفيس كان أول مَن قال بأن تغذية العضلة القلبية تتمُّ بوساطة عروقها المنبثَّة في جرمها (بوساطة الأوعية الإكليلية أو التاجية)، "قوله - أي ابن سينا -: ليكون له مستودَع غذاء يتغذى به، وجعله الدم الذي في البُطَين الأيمن منه يتغذَّى القلب لا يصح ألبتَّة، فإن غذاء القلب إنما هو مِن الدم المنبثِّ فيه مِن العروق المنبثَّة في جرمه".



‏وهذه العِبارة تُضيف - كما يقول غليونجي - دليلاً آخَر على أن ابن النفيس مارَس التشريح، كما أنها تجعل منه أول مَن وصف الشِّريان الإكليلي وفروعه.



4) ويُعدُّ ابن النفيس أول مَن وصَف الأوعية الشِّعرية والمنافذ المحسوسة بين الأوردة والشرايين؛ فهو يقول: "ولذلك جعل الوريد الشِّرياني شديد الاستِحصاف ذا طبقتَين؛ ليكون ما ينفذ مِن مسامه شديد الرقَّة، وجعل الشِّريان الوريدي نحيفًا ذا طبقة واحدة؛ ليَسهل قبوله لما يَخرج مِن ذلك الوريد، ولذلك جعَل بين هَذين العِرقين منافذ محسوسة"، وما هذه المنافِذ المحسوسة إلا الأوعية الشِّعرية الدقيقة التي لم تُكتشَف إلا بعد ظهور العدَسة المكبِّرة، أي بعد ابن النفيس بقُرون.



5) علاوةً على النقاط الآنِفة الذِّكر وذات الأهمية التاريخيَّة، فقد أنكر ابن النفيس قول ابن سينا بوجود ثلاثة تجاويف في القلب؛ "... قوله: وفيه ثلاثة بُطون، وهذا كلام لا يصحُّ، فإن القلب له بَطنان فقط، أحدهما مملوء مِن الدم وهو الأيمَن، وآخَر مملوء مِن الروح وهو الأيسَر، ولا منفَذ بين هذَين البطنَين ألبتَّة، وإلا كان الدم يَنفذ إلى مَوضِع الروح فيَفسد جوهَرها، والتشريح يُكذِّب ما قالوه".



‏هذا، وقد كان ابن النفيس موسوعيًّا؛ فقد نبَغ في الطب حتى صار إمامًا فيه لا يُضاهى ولا يُدانى استِحضارًا واستنباطًا، ونبَغ في الفقه وأصوله، والنحو والبيان والسيرة النبوية والمنطِق وغيره، وله في أكثر هذه العلوم تصانيف قيِّمة، وكانت طريقته في التأليف أن يَكتب مِن حفظه وتجاربه ومُشاهداته ومُستبطاته، وقل أن يُراجِع أو يَنقل مِن تصانيفه.



‏وقد أخذ مُعاصِرو ابن النفيس عليه أنه لم يقرأ في علوم اللغة إلا نموذجًا للزمخشري على ابن النحاس، ومع ذلك أقدَم على الكتابة فيها، إلا أن ابن النحاس كان يَقول - كما ذكر بول غليونجي في كتابه ابن النفيس صفحة 104- 105: "لا أرضى بكلام أحد في القاهِرة في النحو غير كلام ابن النفيس".



مِن تصانيف ابن النفيس:

‏1- كتاب "الشامل في الطبِّ"، ‏وهو كتاب ضخْم جدًّا يدلُّ فهرسه على أنه إذا تم تبييضه يكون في ثلاثمائة مجلَّدة، بُيِّضَ منها ثمانون، وقد وقَفها بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة، منه مجلد مخطوط ضخم في الظاهرية بدمشق، ‏وثلاثة مجلَّدات مخطوطة في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا.



2‏- "موجز القانون في الطب"، وهو مِن أشهر كتُب ابن النفيس الطبية، رتَّبه على أربعة فنون دون أن يتعرَّض فيه لموضوعات التشريح، وهو - كما يقول حاجي خليفة - كتاب مُعتبَر مفيد، ‏وهو خير ما صُنِّف مِن المُختَصرات والمطوَّلات؛ إذ هو موجز في الصورة، لكنه كامل في الصناعة، ‏منهاج للدراية، حاوٍ للذخائر النفيسة، شامل للقوانين الكلية والفوائد الجزئية.



3- ‏"كتاب المهذَّب في الكحل المجرَّب"، وقد نال هذا الكتاب شهرةً واسِعة.



4- "شرح تَشريح القانون"، ‏وفيه أورَد ابن النفيس اكتشافه للدورة الدموية الصُّغرى، ‏التي كانت مِن الاكتِشافات العالَميَّة في علم الطب، ‏وقد حرص الغرب جدًّا أن ينسبها إلى سرفيتوس تارةً، وإلى كولومبو تارةً، وإلى هارفي تارةً أخرى، عِلمًا أن ما بَين أولهم وهو سرفينوس وبين ابن النفيس نحو ثلاثة قرون من الزمان، ‏كما سيتبيَّن.



‏ولقد هُضِم حق ابن النفيس في هذا الاكتِشاف العالَميِّ سبعة قرون، ‏إلى أن قيَّض الله طبيبًا مصريًّا فطنًا ذكيًّا، ‏هو الدكتور محيي الدِّين التطاوي، فعثر في برلين على مخطوطة من كتاب "شرح تشريح القانون" لابن النفيس، وقد عكف التطاوي على دراسة الجزء الخاص بالقلب في المخطوط، ‏وقدَّم نتيجة دراسته في رسالته للدكتوراه، وكانت بعنوان: الدورة الرئوية بحسب القرشي (Der Lungenkreislauf nach al-koraschi)، وذلك عام: 343‏1هـ / 1924م، وقد أدهشَت هذه النتيجة أساتذته في جامعة فرايبورغ Freiburg، وما كادوا يُصدِّقونه، ولجَهلِهم باللغة العربية، أرسلوا نسخةً من الرسالة إلى الدكتور مايوهوف الطبيب المُستشرِق الألماني الذي كان إذ ذاك يُقيم بالقاهرة، والتمَسوا رأيه فيها، فأقرَّ مايوهوف الدكتور التطاويَّ، وأبلغ الخبر إلى مؤرِّخ العلوم جورح سارطون الذي نشَره في آخِر جزء مِن مؤلَّفه الضخم في تاريخ العلوم، ومنذ ذلك عاد نجم ابن النفيس يَسطع بعد أن خبا سبعة قرون.



‏مَرض ابن النفيس - قبل أن يَأتيه الأجل المحتوم - ستة أيام أولها يوم الأحد، وتوفِّي يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستمائة بالقاهرة، وقد ذكَر بعض الثِّقات ممن ترجَم له أن بعض أصحاب ابن النفيس - مِن الأطباء - أشاروا عليه في علته التي توفي فيها بتناول شيء مِن الخمر - وكان صالحًا - لشفائه من علته فيما زعموا، فأبَى أن يتناول شيئًا منه، وقال قولته التي لقي الله عليها: "لا ألقى الله - تعالى - وفي بطني شيء من الخمر".



‏ولقد كان لوفاته أثر بليغ في قلوب مُعاصِريه، وقد ذُكر مع مَن توفِّي مِن أعيان العلم في عهد قلاون، قال الصفدي في "الوافي بالوَفَيات": "أنشدني الصفي أبو الفتح يوحنا بن صليب بن مرجي بن موهوب النصراني لنفسه يرثي علاء الدِّين بن النفيس:
ومُسائلي، هل عالمٌ أو فاضلٌ
أو ذو محلٍّ في العُلا بعد العَلا
‏فأجبتُ والنيرانُ تَضرِمُ في الحشا:
أَقصر فَمُذ مات العَلا مات العُلا

[1] لمؤلفه شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، كان حجة في معرفة المماليك والمسالك وخطوط الأقاليم والبلدان، إمامًا في الترسل والإنشاء، عارفًا بأخبار رجال عصره وتراجمهم، مولده ومنشؤه ووفاته في دمشق، توفي عام 749 هـ‏/ 1349 ‏م ولم يكمل الخمسين عامًا.

[2] هو عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي، من شافعية اليمن، مؤرخ وباحث ومتصوف (ت 768 ‏هـ/ 1377 ‏م).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من أعماله: أول من اخترع أولى أدوات الجراحة (كالمشرط والمقص الجراحى). ووضع الأسس والقوانين للجراحة واخترع خيوط

الجراحة. وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت. وأول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم. وأول من ابتكر آلة خاصة

للفحص النسائى (لا تزال الى يومنا هذا). وأول من وصف طريقة تفتيت حصيات مجرى البول.


ومن مؤلفاته: كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف".. وهو موسوعة طبية كاملة، وقد وفاته المنية: يقال سنة (404هـ/

1013م)، وقيل سنة (427هـ/ 1036م).

أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القَرشي الدمشقي الملقب بابن النفيس ويعرف أحياناً بالقَرَشي بفتح القاف والراء نسبة إلى بلدة (القرَش) التي تقع بقرب دمشق . (607هـ/1213م، دمشق - 687هـ/1288 م) هو عالم موسوعي وطبيب عربي مسلم، له إسهامات كثيرة في الطب، ويعد مكتشف الدورة الدموية الصغرى،[1] وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن. عين رئيسًا لأطباء مصر.[2][3] ويعتبره كثيرون أعظم فيزيولوجييّ العصور الوسطى.[4] ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى.[5]


ولد بدمشق في سوريا عام 607هـ على وجه التقريب، ونشأ وتعلم بها في مجالس علمائها ومدارسها.[6] قيل إن لقبه القَرشي نسبة إلى القرش، حيث ذكر ابن أبي أصيبعة أنها قرية قرب دمشق،[7] وتذكر دائرة المعارف الإسلامية أنه ولد على مشارف غوطة دمشق، وأصله من بلدة قُريشية قرب دمشق.[8] والراجح انه من قبيلة قريش من بني مخزوم من الخوالد [9] ، وورد لقبه في أول طبعة لكتابه "الموجز": القرشي (بفتح القاف والراء: Karashite). تعلم في البيمارستان النوري بدمشق، كما كان ابن النفيس معاصرًا لمؤرخ الطب الشهير ابن أبي أصيبعة، صاحب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، ودرس معه الطب على ابن الدخوار.[10]

وقد درس ابن النفيس أيضًا الفقه الشافعي، كما كتب العديد من الأعمال في الفلسفة، وكان مهتما بالتفسير العقلاني للوحي. وخلافًا لبعض معاصريه والسلف، اعتمد ابن النفيس على العقل في تفسير نصوص القرآن و الحديث.[11] كما درس اللغة والمنطق والأدب.

هناك اختلاف حول تاريخ انتقاله إلى القاهرة، إلا أنه يمكن تقدير ذلك في الفترة بين عامي 633 هـ (1236م) و636 هـ (1239م)[12] وعند انتقال ابن النفيس للقاهرة عمل في المستشفى الناصري،[13] وبعد ذلك في مستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون، حيث أصبح "رئيسًا للأطباء".[14] كما أصبح طبيبًا خاصًا للسلطان الظاهر بيبرس بين عامي 1260 و 1277.[14]

كان لابن النفيس مجلس في داره يحضره أمراء القاهرة ووجهاؤها وأطباؤها، كما كان ابن النفيس أعزب فأغدق على بناء داره في القاهرة، وفرش أرضها بالرخام حتى إيوانها. أما عن وصفه، فقد كان نحيفًا طويل القامة أسيل الخدين، ولم تقتصر شهرته على الطب فقط، بل كان يعد من كبار علماء عصره في اللغة والفلسفة والفقه والحديث.
إسهاماته العلمية

في عام 1242، نشر ابن النفيس أكثر أعماله شهرة، وهو كتاب "شرح تشريح قانون ابن سينا"، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا.[15][16][17] بعد ذلك بوقت قصير، بدأ العمل على كتابه "الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلد في عام 1244، وعلى مدى العقود التالية، كتب 300 مجلد لكنه لم يستطيع نشر سوى 80 مجلدا فقط قبل وفاته،[18] وبعد وفاته حلّ كتابه هذا محل "قانون" ابن سينا موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى، مما جعل المؤرخين يصفونه بأنه "ابن سينا الثاني".[19]

كان ابن النفيس قبل ذلك قد كتب كتابه "شرح الأدوية المركبة"، تعقيبًا على الجزء الأخير من قانون ابن سينا الخاص بالأدوية، وقد ترجمه "أندريا ألباجو" إلى اللاتينية في عام 1520، ونشرت منه نسخة مطبوعة في البندقية في عام 1547،[20][21] والتي استفاد منها ويليام هارفي في شرحه للدورة الدموية الكبرى.[22]

اتصفت آراء ابن النفيس في الطب بالجرأة، فقد فنّد العديد من نظريات ابن سينا وجالينوس وصوّبها.[23]

فُقد العديد من مؤلفات ابن النفيس عقب سقوط بغداد عام 1258، الذي شهد خسارة وتدمير العديد من الكتب المهمة لكثير من علماء المسلمين.[24]
اكتشافه للدورة الدموية الصغرى

يعتبر اكتشافه للدورة الدموية الصغرى أحد أهم إنجازاته، حيث قال:
” إن الدم ينقى في الرئتين من أجل استمرار الحياة وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر.[25] “

كان الرأي السائد في ذلك الوقت، أن الدم يتولد في الكبد ومنه ينتقل إلى البطين الأيمن بالقلب، ثم يسري بعد ذلك في العروق إلى مختلف أعضاء الجسم.[26]

ظل اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية الصغرى (الرئوية) مجهولاً للمعاصرين حتى عثر محيي الدين التطاوي عام 1924، أثناء دراسته لتاريخ الطب العربي على مخطوط في مكتبة برلين رقمه 62243 بعنوان "شرح تشريح القانون"، فعني بدراسته وأعد حوله رسالة للدكتوراه من جامعة فرايبورج بألمانيا موضوعها "الدورة الدموية عند القرشي".[27] ولجهل أساتذته بالعربية، أرسلوا نسخة من الرسالة للمستشرق الألماني مايرهوف (المقيم بالقاهرة وقتها)، فأيد مايرهوف التطاوي.[28] وأبلغ الخبر إلى المؤرخ جورج سارتون الذي نشره في آخر جزء من كتابه "مقدمة إلى تاريخ العلوم".[29].
من أهم مؤلفاته
الصفحة الأولى من إحدى كتب ابن النفيس الطبية. وهذه نسخة صنعت في الهند في القرن السابع عشر أو الثامن عشر..
في الطب

لابن النفيس العديد من المؤلفات في الطب، أهمها:

الشامل في الصناعة الطبية أضخم موسوعة طبية كتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني، وقد وضع مسودتها بحيث تقع في ثلاثمائة مجلد بيّض منها ثمانين. وتمثل هذه الموسوعة الصياغة النهائية والمكتملة للطب والصيدلة في الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى.
شرح تشريح القانون: جمع فيه أجزاء التشريح المتفرقة في كتاب القانون لابن سينا وشرحها، وفيه وصف الدورة الدموية الصغرى وهو الذي بيّن أن ابن النفيس قد سبق علماء الطب إلى معرفة هذا الموضوع من الفيزيولوجيا.
شرح فصول أبقراط: موجود في مكتبات برلين وجوتا وإلسفورد وباريس ومكتبة الإسكوريال، وتوجد نسخة في آيا صوفيا بتاريخ 678هـ، وقد طبع في إيران سنة 1298هـ.[30]
المهذب في الكحل: مكتبة الفاتيكان،[30] وهو كتاب موسوعي في الطب يشبه كتاب (الحاوي) لأبي بكر الرازي.
كتاب موجز القانون أوالموجز في الطب: تناول كل أجزاء القانون فيما عدا التشريح ووظائف الأعضاء.[30]
المختار في الأغذية: لم يذكر في أي ترجمة من تراجمه، ولكنه موجود في مكتبة برلين.[30]
شرح تشريح جالنيوس: (آيا صوفيا) إلا أن نسبته لابن النفيس ليست أكيدة[30]

إضافة إلى العديد من المؤلفات الطبية الأخرى مثل:

"بغية الطالبين وحجة المتطببين" و"بغية الفطن من علم البدن"
"الرماد" و"شرح كتاب الأوبئة لأبقراط"a[30]
"شرح مسائل حنين بن اسحاق" و"شرح مفردات القانون"
"تفسير العلل وأسباب الأمراض"[31]
"شرح الهداية في الطب".

مؤلفات غير طبية

كما أن له مؤلفات في اللغة والدين والفلسفة والمنطق مثل:
في اللغة

"طريق الفصاحة" (نحو)

في الفقه

"شرح كتاب التنبيه" لأبي اسحق إبراهيم الشيرازي (فقه شافعي)

في المنطق

"شرح الإشارات" لابن سينا (المنطق)
"شرح الهداية لابن سينا" (المنطق)

في السيرة النبوية

"الرسالة الكاملية" (سيرة نبوية)

في علم الحديث الشريف

"مختصر في علم أصول الحديث" (حديث)

في المنطق والطبيعة والفلك والحساب والعلوم الإلهية

"شرح كتاب الشفاء لابن سينا" وهو كتاب شمل المنطق والطبيعة والفلك والحساب والعلوم الإلهية[32]

علم الكلام

"فاضل بن ناطق" وهو كتاب صغير عارض فيه رسالة حي بن يقظان (علم الكلام).[33]

وفاته

بقي ابن النفيس حتى وفاته في القاهرة،[34] وعندما بلغ الثمانين من العمر مرض ستة أيام مرضاً شديداً وحاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر وهو يقاسى عذاب المرض قائلاً:
” لا ألقى الله وفى جوفى شيء من الخمر. “

ولم يطل به المرض فقد توفى في فجر يوم الجمعة الموافق(21 ذى القعده 687 هـ/ 17 ديسمبر 1288م)،[35] وقد أوقف داره وكتبه وكل ما له على المستشفى المنصوري في القاهرة قائلاً: إن شموع العلم يجب أن تضيء بعد وفاتي.[14][36][37]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

إبن النفيس Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبن النفيس   إبن النفيس Emptyالثلاثاء نوفمبر 11, 2014 5:20 pm

الاخت الراقية/ احلام شحاته


سلمتى على حسن الاختيار


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

إبن النفيس Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبن النفيس   إبن النفيس Emptyالثلاثاء نوفمبر 11, 2014 5:22 pm

ايمان الساكت كتب:
الاخت الراقية/ احلام شحاته


سلمتى على حسن الاختيار


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الأستاذة الرائعة إيمان الساكت

مرورك أسعدني جدا

تحياتي و مودتي
Surprised
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إبن النفيس
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن النفيس .. الكاشف والمكشوف
» ابن النفيس والدورة الدموية الصغرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
باسند - 51660
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
إبن النفيس Vote_rcap1إبن النفيس Voting_bar1إبن النفيس Vote_lcap1