[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الشيوعية العالمية ..إلى أين ..؟
نزل الستار على الفصل الختامى من عام 1978بأحداث كالفوازير.
فيتنام الشيوعية تحارب كمبوديا الشيوعية ,الصين الشيوعية وأمريكا تتبادلان السفارات والقبلات,العداء بين روسيا والصين يسارع إلى الذروة والمعركة بينهما تجرى فى ساحة بطول وعرض خريطة العالم.
المنشورات والشعارت الجديدة فى الصين تهتف ..العمل أفضل من السفسطة الأيدولو جية ..والربح أفضل من الديون..
الشيوعية السوفيتية خلعت جلدها وأنسلخت من أحشائها وناقضت نفسها فى محاولات أخيرة مستميتة لتكسب أرضاً جديدة ..فهى تهتف فى إيران يحيا الإسلام ..وتهتف فى أوربا ..تسقط الديكتاروية البروليتاريا!وتهتف فى سيبريا ..مرحبا برأس المال الأمريكى والاستثمارات الأمريكية والخبرة الأمريكية.
الرفاق المحترفون يقولون :الصين خانت المبدأ ..والتاريخ يقول روسيا خانت المبدأ..فمن يبقى يارفاق مع المبدأ..
الشيوعى العدنى أم الشيوعى الكوبى ..وكلاهما يعيش عالة على المعونات السوفيتيةويعملان جنوداً مرتزقة فى خدمة الاستعمار الجديد فى أثيوبيا والصومال.
ثم ماذا بقى من المبدأ..
وروسيا تأخذ الخامات من رومانيا بأسعار الكوميكون ,ثم تصنعها وتبيعها أسلحة وعتاداً حربياً وتطلب فية أعلى الأسعار الرأسمالية،وتشترط الدفع الفورى بالعملة الصعبة أو بالتقسيط بفوائد ربوية عالية تستنزف الشعوب إلى آخر قطرة من دمها الاقتصادى..وحكاية الدفع فى مصر وحكاية الدفع فى سوريا تلوكها الجرائد كل يوم.
هل انتهى الحياء من العالم..ولم يبقى من الماركسية إلا صداعها ؟؟
تلك والله تورتة عيد الميلاد الدسمة التى يقدمه بابا نويل للعالم,وذلك هو القربان الذى يقدمه إلى الله من دم الرفاق..إنهم لم يتركوا للشيوعى الغلبان شيئا يحارب من أجلة ولم يدعوا له شرفاًولا مثالا أخلاقيا يتحمس له والحرب إن قامت غداً بين أمريكا وروسيا فلن تكون حرب مبادئ وإنما ستكون حرباً بين خرتيت وخرتيت..مجرد صراع على القوة وحرب على السلطة لا فضيلة فيها لغالب على مغلوب.
معركة بين ديناصورات يأكل بعضها بعضاً فلا يبقى منها إلا الذبول.
لقد جاءت حركة التاريخ على عكس ما تصور كارل مار كس على طول الخط لتثبت خطأ المنهج الذى أستخدمه فى جميع تنبؤاته..فحروب اليوم هى بين الشيوعين أنفسهم
والصراعات والعداوات تمزقهم فرقاً وطوائف كل يسار يظهر على يساره يسار يحاربه,ولا نهاية للانقسامات التى أصبحت بعدد أهواء الناس ومطامعهم ..والذى يبقى فى كرسيه يبقى بالقمع والإرهاب وبسلطان أجهزة الزباينة التى يسمونها اليوم أجهزة الإعلام الشمولى التى تقوم بغسل مخ المواطن من كل شئ إلا مايريده الحكام ..والحق ضائع فى ضوضاء الإذاعات وجلبة الشعارات.
ثم فجأة تاتى هذة الأحداث كالفوازير لتفضح كل شئ وتهتك الستر عن كل شئ ,فإذا نحن أمام أشخاص لا مبادئ .ودول كبر لا إيديولو جيات.وأطماع لا أفكار .واحقاد دفينة لا نظريات.
إن الماركسية لم تكن إلا مجموعة الذرائع التى تذرع بها الأنقلابيون الجدد بدعوى التغيير ليصلوا إلى السلطة ..ثم بعد السلطة لم يتغير شئ..خرجت طبقة وجاءت طبقة وانتهى الظلم وبدأ ظلم أظلم..هذه المرة ظلم شمولى يجثم على الملايين بليله البهيم ولا أحد فيه يستطيع أن يصرخ .
والحاكم فى هذا الناس ديناصور ..وإله لا يخطئ ..كلماته دين وسيرته نموذج ..فإذا اجتمع الديناصورات على المائدة العالمية رأينا كل واحد ينحى مبدأة جانباً ورأينا المخالب تظهر من تحت المانكير المذهبى ،ورأينا الايدولوجية تتبخر فلا تبقى إلا لغة المصالح والمكاسب ..ومن تكون له السيادة ..ومن تكون له القيادة ..ومن يحكم ومن يركب ..ورأينا حركة التاريخ لا يدفعها صراع الطبقة والطبقة وإنما صراع الدولة والدولةوصراع القومية والقوميةوأحياناً صراع الأبيض والأسود.واحياناً صراع الشخص والشخص ,وأحياناً أحقاد دفينة جاءت مع ميراث القرون..تلك هى غابة الواقع ..لا تخضع لنظرية بل تكاد تكذب كل نظرية .. والإنسان هو مختصر هذه الغابة وهو مثلها لغز لا يمكن تبسيطه فى قانون أو معادلة.
ويكذب من يصور لنفسة أنه فهم النفس البشرية وأحاط بها ,بل يكاد الواحد لا يفهم نفسه وهو أقرب الناس إليها،وأن نفسه لترواغه وتدلس عليه وتمثل عليه وتتنكر أمامه وتغلف له شهواتها بالدواعى والمبررات والذرائع والنظريات..فلا يعرف الواحد منا ماذا يريد وماذا يبطن ولا يعرف من يكون ولا من هو على وجه التحقيق؟؟
وهو قد يعيش ويعمل ويكافح متصوراً أنه شهيد أو بطل ,ثم فى لحظة زمان وفى ساعة امتحان ينكشف على حقيقته دجالاً عظيماً ..وتكون المفاجأة مذهلة حتى له هو نفسه.
ومثل الإنسان الأمم والمجتمعات والتاريخ ..وهل التاريخ إلا الإنسان فى حركة ..
صدقونى إن دروس هذا العام وأحداثه تعلمنا الكثير.
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
