دمٌ ما بين الحلال والحرام

• متي ينتهي سفك الدم العشوائي ؟

قال تعالي (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

قد قسم الله سبحانه وتعالي في هاتين الأيتيتن الناس إلي قسمين :

1. القسم الأول الذين لم يقاتلونا  في ديننا ولم يخرجونا من ديارنا فالله لا ينهانا عن معاملة هؤلاء من باب البر والقسط لأن الله يحب المقسطين.
2. القسم الثاني الذين قاتلونا في ديننا وأخرجونا من ديارنا وأوطاننا وأيضا لم يكتفو بذلك بل تفاخروا بذلك فقد نهانا الله عن موالاة هؤلاء ومعاملتهم لأن الله غضب عليهم ولعنهم في الدنيا والأخرة.

فالقسم الأول حُرمة قتاله كحُرمة قِتال المسلم للمسلم وهؤلاء ما بين أهل ذِمه وكل من دخل بلادنا مستأمنًا علي حياته كالسُياح وغيرهم ممن أعطتهم حكومات بلادنا تأشيرة للدخول إلي بلادنا أمنين فهؤلاء مُحرم قِتالهم إلا إذا بدأو في مقاتلتنا في ديننا كمزاولة الفحشاء في بلادنا فهذه مُقاتلة في الدين فوجب حينها مقاتلتهم.
أما القسم الثاني فهم اليهود والذين أشركواْ قال تعالي (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) اليهود ونحن نعلم مُعادتهم لله ولرُسُل الله فهم أعداء الله وأعداؤنا وسيُسلط الله عليهم عِبادًا له أشداء يسومونهم سواء العذاب وأما المقصود بالذين أشركواْ كما ذكرت سابقًا أنهم غير المسلمين ولكنهم قاتلونا في ديننا كالمستشرقين وأخرجونا من أوطاننا كأمريكا وغيرهم ممن يُساعدون ويُساندون اليهود بالسلاح لمقاتلتنا وإخراجنا من أوطاننا.

ويبقي قسم مختفي ممن يحاربوننا وهم النصاري الذين يوالون ويتحالفون مع اليهود فقال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) في هذه الأية الكريمة جمع الله سبحانه وتعالي اليهود والنصارى لحِكمة سماوية ألا وهي أنهم يتحالفون مع اليهود فهولاء وجب مقاتلتهم.

هؤلاء يختلفون تمامًا عن النصارى الذين يحاربون جنبًا إلي جنب معنا عن حقوق بلادهم ولقد بين الله تعالي هذا في الأية الكريمة (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ).

وأيضاً وجب علينا مقاتلة الجهلاء الضالين (مُقاتله فِكريه) الذين ينسبون لأنفسهم العلم ومع ذلك يقاتلون المسلمين في الدين بتكفيرهم للمسلمين في أم كتبهم عن قصد او غير قصد فبهذا ساعدو اليهود في مقاتلتنا  حيث برأ الله سبحانه وتعالى رسولهُ الكريم من هؤلاء وغيرهم من أنصاف المتعلمين فقال (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) فبجهلهم ولعدم تحريهم الدقة في تفسير الأيات القرآنية والأحاديث الشريفة كَفروا المسلمين وحللواْ ذلك لأتباعهم عن عمد.  
 
هذا وقد تعامل الإسلام مع غير المسلمين في حُرمة قِتاله فكيف لحُرمة قِتال المسلم للمسلم ؟! فقد قال الله تعالي (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) في هذه الأية الكريمة حدد الله سبحانه وتعالي عِقاب هؤلاء الذين يسعون في الأرض فسادًا ويَقتلون المؤمنين بدعَواتِهم الكاذبة فمصيرهم إلي جهنم ولا حول ولا قوة الا بالله ونري أن الحدود كفارات لأهلها إلا حد الحرابه لابد من إقامة الحد علي من حارب الله ورسوله وسعي في الأرض فسادا وفي الأخرة له عذاب عظيم. وقال أيضًا الرسول صلى الله عليه وسلم ( لَهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ) فعجبًا لأنصاف المتعلمين يتركون مقاتلة أعداء الله وأعداء المسلمين ويقتلون المسلمين بغير حق أليس هذا دليلاً واضحا علي أن أنصاف المتعلمين أداة لتنفيذ أغراض دولة المسيخ الدجال (دولة اليهود المزعومة).

اليوم وقد أُقفل المسجد الأقصى بسابقةِ ليس لها مثيل ونحن في صمت دائم ومنذ أن أصدرت دولة اليهود المزعومة هذا البيان إلي الأن لم أري ردة فعل من المسلمين تجاه هذا ! أليس هذا المسجد أولي القبلتين وثالث الحرمين الشرفين والذي قال الله تعالي عنه في كتابه العزيز (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) أليس حُرمتُه كحُرمة المسجد الحرام والمسجد النبوي! اعتقد أننا إذا تهاونا في حق المسجد الأقصي حتمًا سنتهاون  في حق المسجد الحرام والمسجد النبوي إذ فكر عدو الله الاعتداء عليهما ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا أعلم لما نتهاون في حقنا الذي شرعه الله لنا هل هذا لأننا غارقون في أحلامنا الوهِنة وقتال بعضنا البعض في بلادي لا أرى إلا القتل والتشاجر أصبحنا كالوحوش في الغابة القوي يأكل الضعيف وأصبح مجتمعنا ملئ بالعنف نراه صباح مساء ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك وتناسينا ما أمرنا الله به من التسامح وصفاء النية وغيرها من الصفات الكريمة وتناسينا أيضًا إقامة العدل في ما بيننا قال الله تعالي في حديثهِ القدسي
(يا عبادي! إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالَموا) وقال الشيخ ابن تيمية (اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً) لما إذًا نتظالم ولا نقيم العدل بيننا ! فبتهاوننا في حقوقنا وبعدم إقامة العدل بيننا جعلنا عدو الله في مرتعًا من أمره يملأ الأرض ظُلمًا ويَقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويعيث في الأرض فسادًا ونحن مازلنا غارقون في نومنا العميق إلي متي سنظل صامتون ؟ يؤلمنا الجرح ولا نتكلم خوفًا ! فالخوف قد ملأ قلوبنا نظن أن أمريكا و دولة اليهود المزعومة يمتلكون أقوي الأسلحة وتناسينا أن الله معنا حيث قال الله تعالي (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) وقال أيضًا ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ( فلما إذا الخوف؟ ألا يكفينا أن الله معنا ؟؟!! فلو كان الخوف يملأ قلب محمد الفاتح لما فتح الله علي يديه القسطنطينية (تركيا) ولو كان يملأ  الخوف قلب الظاهر بيبرس لما كَسِر شوكة التتار  في مِصر ولو كان يملأ الخوف قلب صلاح الدين لما هَزَمَ الصليبين واسترد القدس.

أما في الوقت الحاضر كل هذه الأحداث لها دلالة واضحة علي أننا نعيش أخر الزمان والمتمعن في الأيات القرانية والأحاديث الشريفة يري ذلك حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم ( يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ ، كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ - ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ - فَقَالَ : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ) فسفك الدماء والحال المؤسف الذي نعيشه اليوم لن يتوقف إلا بخروج خليفة الله المهدي المنتظر حينها سيملأ الأرض عدلاً كما مُلِأت جورًا وظلمًا ولن يخرج المهدي حتي يسفك الكثير من دماء العرب كافة و بعد ذلك تتسلسل الأحداث كما ورد في الحديث الشريف من موت حاكم مسلم وإختلاف أبناه الثلاثة على من يحكم البلاد ؟ فيخربون هذه البلاد وكما ذُكر في تفسير هذا الحديث أن هذه الأحداث ستحدث في دولة آل سعود (الوهابية) ثم يخرج المهدي من المدينة المنورة إلي مكة متخفيًا وهو لا يعلم أنه المهدي فيبايعونه قلة من الناس علي أنه المهدي ما بين ركن الكعبة الشريف ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ويقينهم بأنه المهدي ناتج عن أنه شخص معروف بينهم يُنادي دائما بإقمة العدل بين الناس  فيظنون به خيراً فتتم المبايعه فيكون جيشًا صغيرًا فيعلم به دولة اليهود المزعومة فيأتون بجيشهم من سوريا حينها ستكون سوريا تحت حكم الدولة المزعومة وهم في طريقهم إلي مقاتلة المهدي سيخسف الله بهم الأرض حينها سيعلم الجميع أن المهدي المنتظر قد ظهر في مكة فتأتي أصحاب الرايات السود من قبل المشرق وفي روايه من قبل خُرسان هؤلاء المشار إليهم في (ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ) فنري الجهلاء الضالين يقاتلون تحت رايات سوداء ويعتقدون أنهم المقصودون من هذا الحديث ولكن هيهات فأصحاب الرايات السود لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالي ولكن ما نعلمه من الحديث أنهم يُقاتلون ويُقتلون في سبيل الله منذ ولادة دولة اليهود المزعومة إلي أن يُسلمون هذه الراية وهي راية رسول الله صلي الله عليه وسلم (العُقاب) إلي خليفة الله المهدي وسيلحق بهم وهم في طريقهم إلى المهدي جُند مِصر فيتم سحق دولة اليهود المزعومة في منطقه يقال عنها أرمجد في فلسطين.

حينها ستُملأ الأرض عدلاً و لن يوجد إثنين بينهم خلاف وينتهي سفك الدم العشوائي.

دمت لنا ودام قلمك

سلمت على روعه طرحك