[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المشاكل الأسرية لا يخلو منها أي بيت بالعالم قد تختلف عن بعضها
و لكنها موجودة كشيء أساسي بين أفراد الأسرة
و هذا لا يسيء أبدا لأية أسرة
بالعكس فالإختلاف بين الطبائع و ظروف الحياة
سواء أكانت إقتصادية أو إجتماعية
و حتى طريقة فهم الأمور لا نتفق فيها
جميعا فلكل عقله و طريقة تفكيره
و درجة فهمه و تقبّله للأمور و حسب ما رزقه الله من إمكانيات
و درجة الصبر على المكاره و الأضرار
و كما أن الزوجة تصبر على أذى زوجها
فهناك رجال يصبرون على أذى زوجاتهم
و تحمّل طبائعهن و المحاولة المستمرة و المستميتة
لإصلاح أمورهن و تقويم أخلاقهن
ليس فقط من أجل الأسرة و الأولاد
و لكن لأن الرجولة تكمن في نفوسهم
و يرون أن هذه هي مهمتهم الأساسية
في الحياة و هي أن يصلحوا حال أسرتهم
و جعلها أسرة متميزة -قدر المستطاع-
فلا ملائكة على الأرض و لكن لتجنّب الأخطاء
أو لنقل لتجنّب تكرارها و التعلّم منها
و هذا لا ينقص أبدا من قدر الرجل الذي يفعل ذلك
فنعم الرجل هو الذي يفهم أن الرجولة
ليست فقط مجرد صوت عالي و صراخ و أوامر
و نواهي و عنف و أشياء تؤرّق الأسر
ليست الرجولة أن يسكت الجميع عندما يحضر الأب
و لا يتنفّسون و أن يظهروا أمامه بمظهر المثالية
و داخلهم العيوب و الأخطاء تنأى بها الأحمال
لمجرد إرضائه أو خوفا من عقابه الأليم
الرجولة أن يفتح الرجل قلبه و صدره لأسرته ليسمع
شكواهم و يحلّها قدر المستطاع
و يكون بلسما شافيا لجميع أوجاعهم و لا يتأتى ذلك
إلاّ بالمصارحة و الشفافية و الوضوح
بين كل أفراد الأسرة لأن الصراحة هي المدخل
لكل تسامح و تصالح و أسوأ ما يحدث هو الكتمان
و الإنطواء و الإنزواء فكلما كانت المسافة بعيدة بين الأب
و أسرته كان التجافي هو النتيجة الحتمية
و يحدث ما لا يحمد عقباه و هو أن المشاكل
تكبر و تنمو و تتّسع الهوّة
بين الجميع فيعيشون كالأغراب في بيت واحد
لا يعرفون عن بعضهم شيئا و قد يلجأ الأولاد
لأصدقاء السوء لمساعدتهم في حل مشكلاتهم فيزداد
الأمر تعقيدا و سوءا و ينفجر الموقف بأية لحظة
إنفجارا يسمع دويّه الجميع و يخرج الأمر
عن السيطرة و عن نطاق التحكّم
وقتها لا ينفع الندم و لن تجدي الإعتذارات
و لن نجد وقتها كلمات تقال سوى :
ليتنا تصارحنا منذ البداية و إقتربنا من أولادنا
و أظهرنا لهم محبتنا و ودّنا و إهتمامنا
و أفهمناهم قدرهم عندنا و أنهم شغلنا الشاغل و هدفنا بالحياة
و أن غاية أملنا أن نراهم أفضل منا بكثير
الرجولة هي أن يحتوي الرجل كل أفراد أسرته
و يعلم أنه قائد هذه الأسرة ليس فقط بالإنفاق
و لابد و أن يثق في مقدرته على إستيعاب الجميع
و أن يتّسم بالبساطة و سعة الصدر و السماحة
و يرسم على وجهه البسمة التي لا تقلّل أبدا
من شأنه فكثير من الرجال يعبس في وجه أهله
خوفا من أن يقال أنه رجل ضعيف لا يا سيدي الرجل الضعف هو أن تعبس
و أن تصرخ و أن تعنّف سواء بسبب أو من غير
سبب أنت حين تتسامح مع أهلك في
أخطائهم تعطيهم دروسا عملية و تطبيقية في كيفية
التعامل مع الجميع و بذلك يجنون أطيب الثمار
و يصيرون كما تحب أن تراهم و يجعلون كل من يتعامل معهم يدعو لك
بالبركة لأنك أنجبتهم و أحسنت تربيتهم و جعلتهم
أعضاء صالحين في المجتمع الذي ينتظر إضافاتهم
و ليكونوا فاعلين و مندمجين مع الآخرين
دون أية تعقيدات و دون أية ضغائن في قلوبهم
أنت سيدي الرجل إبدأ و لن تندم أبدا فالرجولة الكاملة
تؤهّلك أن تكون قائدا و ربّانا لسفينة بيتك
لتسعد و يسعد الجميع فلا تتردّد
بقلم أحلام شحاته
حصريا لإشتياق
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
