منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 التقديم والتأخير في القرآن الكريم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين أغسطس 10, 2015 3:08 pm


التقديم والتأخير في القرآن الكريم
المفهوم الفعلي من حيث الدلالة اللغوية للتقديم والتأخير أنه إذا بدأنا بكلمة سابقة على غيرها فقد قدمناها في الكلام. والتقديم نوعان أو ثلاثة:
1. تقديم اللفظ على عامله نحو قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) وقوله تعالى (وربك فكبّر) وقولنا : زيداً أكل أو زيداً أكرمت.و بمحمد اقتديت.
2. تقديم الألفاظ بعضها على بعض في غير العامل وذلك نحو قوله تعالى (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ) البقرة وقوله (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) المائدة
أولاً: تقديم اللفظ على عامله:
ومن هذا الباب تقديم المفعول به على فعله وتقديم الحال على فعله وتقديم الظرف والجار والمجرور على فعلهما وتقديم الخبر على المبتدأ ونحو ذلك. وهذا التقديم في الغالب يفيد الإختصاص فقولك (أنجدت خالداً) يفيد أنك أنجدت خالداً ولا يفيد أنك خصصت خالداً بالنجاة بل يجوز أنك أنجدت غيره أو لم تنجد أحداً معه. فإذا قلت: خالداً أنجدت أفاد ذلك أنك خصصت خالداً بالنجدة وأنك لم تنجد أحداً آخر.
ومثل هذا التقديم في القرآن كثير: فمن ذلك قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) في سورة الفاتحة، فقد قدّم المفعول به " إياك " على فعل العبادة وعلى فعل الإستعانة دون فعل الهداية قلم يقل إيانا اهد كما قال في الأوليين ، وسبب ذلك أن العبادة والإستعانة مختصتان بالله تعالى فلا يعبد أحد غيره ولا يستعان به. وهذا نظير قوله تعالى (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) الزمر ) وقوله (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) البقرة) فقدم المفعول به على فعل العبادة في الموضعين وذلك لأن العبادة مختصة بالله تعالى.
** ومثل التقديم على فعل الإستعانة قوله تعالى (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) ابراهيم) وقوله ( على الله توكلنا ربنا ، الأعراف) وقوله (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) هود) فقدم الجار والمجرور للدلالة على الإختصاص وذلك لأن التوكّل لا يكون إلا على الله وحده والإنابة ليست إلا إليه وحده.
ولم يقدم مفعول الهداية على فعله قلم يقل : إيانا اهد كما قال (إياك نعبد) وذلك لأن طلب الهداية لا يصح فيه الإختصاص إذ لا يصح أن تقول اللهم اهدني وحدي ولا تهد أحداً غيري أو خُصني بالهداية من دون الناس وهو كما تقول اللهم ارزقني واشفني وعافني. فأنت تسأل لنفسك ذلك ولم تسأله أن يخصك وحدك بالرزق والشفاء والعافية فلا يرزق أحداً غيرك ولا يشفيه ولا يعافيه.
** ومن هذا النوع من التقديم قوله تعالى (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) الملك) فقدم الفعل آمنا على الجار والمجرور (به) وأخّر توكلنا عن الجار والمجرور (عليه) وذلك لأن الإيمان لما لم يكن منحصراً في الإيمان بالله بل لا بد معه من رسله وملائكته وكتبه واليوم الأخر وغيره مما يتوقف صحة الإيمان عليه، بخلاف التوكل فإنه لا يجوز إلا على الله وحده لتفرده بالقدرة والعلم القديمين الباقيين قدّم الجار والمجرور فيه ليؤذن باختصاص التوكل من العبد على الله دون غيره لأن غيره لا يملك ضراً ولا نفعاً فيتوكل عليه.
** ومن ذلك أيضاً قوله تعالى (أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) الشورى) لأن المعنى هو أن الله مختص بصيرورة الأمور إليه دون غيره. ونحو قوله تعالى (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية) . فإن الإياب لا يكون إلا إلى الله وهو نظير قوله تعالى (إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ (36) الرعد) وقوله (وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) القيامة) فالمساق إلى الله وحده لا إلى ذات أخرى وهذا ليس من التقديم من أجل مراعاة المشاكلة لرؤوس الآي كما ذهب بعضهم بل هو لقصد الإختصاص نظير قوله تعالى (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا (4) يونس) وقوله (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ (123) هود) وقوله (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) الأنبياء) وغير ذلك من الآيات.
** ومن هذا الباب قوله تعالى (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ (47) فصلت) فعلم الساعة مختص بالله وحده لا يعلمه أحد غيره ونحوه قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (34) لقمان) فقدم الظرف الذي هو الخبر على المبتدأ وهو نظير الآية السابقة.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين أغسطس 10, 2015 11:23 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين أغسطس 10, 2015 11:43 pm

محمد فرج كتب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Surprised

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالثلاثاء أغسطس 18, 2015 12:04 pm

بلاغة القرآن لا تضاهيها بلاغة

تسلمي حبيبتي

باسند

موضوع و لا أروع

تحياتي و مودتي

Mad

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوره الدوسري
نائبة المدير العام سابقا
اديبة وقاصة سعودية - مهرة اشتياق

نوره الدوسري

انثى
تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد المشاركات : 8809
نقاط التقييم : 15343
علم بلدك : Saudi السعودية

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالأربعاء أغسطس 26, 2015 12:27 am

القديرة // باسند

اسلوب بلاغي يقدم الاهم
موضوع قيم

جزيت الجنة ووالديك

تقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين أغسطس 31, 2015 11:55 am



قراءة : 12898 | طباعة : 851 | إرسال لصديق :: 3 | عدد المقيمين : 31
للقرآن الكريم معاني أولية، وهي معاني كلماته وجمله، وهناك معان ثانية، وهذه المعاني تؤخذ من نظمه البديع؛ فتقديم كلمة في آية، وتأخيرها في أخرى، يعطي معنى ثانياً غير المعني الذي تعطيه الألفاظ. ولا يتقدم اللفظ في القرآن ذكراً، أو يتأخر إلا لموجب وغرض، علمه من علم، وجهله من جهل.

وموضوع التقديم والتأخير في القرآن شغل المفسرين منذ ظهور الظاهرة القرآنية، وهو لا يزال يشغلها، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وقد تعرض السلف لموضوع التقديم والتأخير في القرآن الكريم، ووردت عنهم أخبار في هذا الخصوص، تؤكد وجود هذا الأسلوب في القرآن، وتكشف شيئاً من أمره، نذكر من ذلك:

ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {فقالوا أرنا الله جهرة} (النساء:153)، قال: هو مقدم ومؤخر؛ إنهم إذ رأوا الله فقد رأوه، وإنما قالوا جهرة: أرنا الله. قال الطبري: يعني أن سؤالهم كان جهرة.

وروي عن قتادة في قوله تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} (التوبة:55)، قال: هذا من تقاديم الكلام، أي: لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم في الآخرة.

وروي عنه أيضاً في قوله تعالى: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك} (آل عمران:55)، قال: هذا من المقدم والمؤخر، أي: رافعك إلي ومتوفيك.

وروي عن مجاهد في قوله تعالى: {أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما} (الكهف:1-2)، قال: هذا من التقديم والتأخير، أي: أنزل على عبده الكتاب قيماً، ولم يجعل له عوجاً.

وروي عن عكرمة في قوله تعالى: {لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} (ص:26)، قال: هذا من التقديم والتأخير. يقول: لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا.

وبحث العلماء أسلوب التقديم والتأخير في القرآن الكريم، وكشفوا النقاب عن حقيقته والغاية منه، وبينوا أغراضه وأنواعه، ونوهوا بقيمته البيانية والبلاغية، ونُقل عنهم في هذا الصدد عبارات من المفيد استحضارها. فالإمام الجرجاني يصف أسلوب التقديم والتأخير في القرآن بأنه "باب كثير الفوائد، جم المحاسن، واسع التصرف، بعيد الغاية، لا يزال يفترُّ لك عن بديعة، ويفضي بك إلى لطيفة، ولا تزال ترى شعراً يروقك مسمعه، ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد سبب أن راقك ولطف عندك، أن قُدِّم فيه شيء، وحُوِّل اللفظ عن مكان إلى مكان".

وتحدث الزركشي عن أسلوب التقديم والتأخير في لسان العرب، واعتبر أن "القول في التقديم والتأخير هو أحد أساليب البلاغة، فإنهم أتوا به دلالة على تمكنهم في الفصاحة، وملكتهم في الكلام، وانقياده لهم، وله في القلوب أحسن موقع، وأعذب مذاق".

وذكر السيوطي أن القرآن قد يقدم لفظاً في موضع، ويؤخره في آخر، والقصد من ذلك؛ إما مراعاة السياق، كما في قوله تعالى: {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} (النساء:135) وقوله سبحانه: {كونوا قوامين لله شهداء بالقسط} (المائدة:Cool. وإما التفنن في الفصاحة، وإخراج الكلام على عدة أساليب، كما في قوله تعالى: {وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} (البقرة:58)، وقوله سبحانه: {وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا} (:161).

وقد أفرد في هذا الباب ابن الصائغ كتاباً، سماه: "المقدِّمة في سر الألفاظ المقدَّمة"، بيَّن فيه أن الغرض من هذا الأسلوب تقديم ما هو جدير بالتقديم، وتأخير ما هو حريٌّ بالتأخير، ونقل عن سيبويه في هذا الصدد، قوله: "كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم، وهم ببيانه أعنى".

وأكد جلُّ المفسرين وجود هذا الأسلوب في القرآن الكريم، وعبارتهم في هذا الصدد كثيرة، كقولهم: "هو على التقديم والتأخير"، وقولهم: "في الآية تقديم وتأخير"، وقولهم: "هو من المقدَّم الذي معناه التأخير".

وقد ذكر أهل العلم أسباباً عديدة، ومقاصد متنوعة، تكمن وراء هذا الأسلوب القرآني، نلخصها على النحو الآتي:

التقديم بقصد (التبرك)، مثاله قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} (الأنفال:41). ذهب أكثر المفسرين إلى أن قوله: {لله} افتتاح كلام على سبيل التبرك، وإضافة هذا المال إلى الله لشرفه، وليس المراد منه أن سهماً من الغنيمة لله منفرداً، فإن الدنيا والآخرة كلها لله سبحانه.

التقديم بقصد (التعظيم)، كقوله سبحانه: {ومن يطع الله ورسوله} (النساء:13)، فتقديم لفظ الجلالة في هذه الآية ونحوها على لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ تعظيماً له سبحانه، مع أن طاعته صلى الله عليه وسلم من طاعته سبحانه وتعالى.

التقديم بقصد (التشريف)، كتقديم الحر على العبد في قوله تعالى: {الحر بالحر والعبد بالعبد} (البقرة:178)، فإن الحر أشرف من العبد، فاقتضى تقديمه. وتقديم الحي على الميت، كقوله سبحانه: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} (فاطر:22)، فإن الحي أشرف من الميت، فاقتضى الأمر تقديمه.

التقديم مراعاة لـ (المناسبة)، كقوله تعالى: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} (النحل:6)، فإن الجَمَال بالجِمال وإن كان ثابتاً لها حالتي الذهاب إلى المرعى والرجوع منه، إلا أنها حالة مجيئها من الرعي يكون الجمال بها أفخر وأظهر، إذ بعد تناولها للطعام تدب فيها الحيوية والنشاط، فيكون مظهرها أبهى، بينما في حالة الذهاب إلى المرعى تكون جائعة هزيلة، فكان تقديم أجمل الحالين من أمرها أنسب للسياق. ومن هذا القبيل مراعاة مناسبة ما حقه التقديم على ما حقه التأخير، كقوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} (الحجر:24)، فالمتقدمين أولى بالتقديم في الذكر من المتأخرين.

التقديم بقصد (الحث على أمر، والحض على القيام به؛ حذراً من التهاون به)، كتقديم الوصية على الدَّين في قوله تعالى: {من بعد وصية يوصي بها أو دين} (النساء:11)، فإن وفاء الدين سابق على الوصية، لكن قَدَّم الوصية؛ حثاً عليها، وحضاً على القيام بها. وعلى هذا النحو، قوله سبحانه: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور} (الشورى:49)، قدم الإناث؛ حثاً على الإحسان إليهن، وحضاً على رعايتهن.

التقديم بقصد (السبق)، و(السبق) إما يكون في الزمان باعتبار الإيجاد، كتقديم الليل على النهار في قوله سبحانه: {واختلاف الليل والنهار} (البقرة:164)، وكتقديم الظلمات على النور في قوله تعالى: {وجعل الظلمات والنور} (الأنعام:1). وإما يكون (السبق) باعتبار الإنزال، كقوله تعالى: {صحف إبراهيم وموسى} (الأعلى:19)، وإما يكون (السبق) باعتبار التكليف، كقوله سبحانه: {اركعوا واسجدوا} (الحج:77).

التقديم بقصد (السبب)، كتقديم العزيز على الحكيم، في قوله سبحانه: {إنك أنت العزيز الحكيم} (البقرة:129)؛ لأنه عز فحكم. ونحو هذا تقديم العليم على الحكيم، كما في قوله سبحانه: {إنك أنت العليم الحكيم} (البقرة:32)؛ لأن الإحكام والإتقان ناشئ عن العلم. ونحوه قوله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (البقرة:222)؛ لأن التوبة سبب الطهارة.

التقديم بقصد بيان (الكثرة)، مثاله قوله تعالى: {فمنكم كافر ومنكم مؤمن} (التغابن:2)؛ لأن الكفار أكثر. ونحوه قوله سبحانه: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} (فاطر:32)؛ قدم الظالم لكثرة الظالمين، ثم المقتصد ثم السابق.

التقديم بقصد بيان (القدرة) الإلهية، كقوله تعالى: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير} (الأنبياء:79)، قال الزمخشري: قدم الجبال على الطير؛ لأن تسخيرها له وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز؛ لأنها جماد، والطير حيوان ناطق.

التقديم بقصد رعاية (الفاصلة) القرآنية، كقوله تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى} (طه:67)، فلو أخر {نفسه}، وقدم {موسى} لفات تناسب فواصل الآيات السابقة واللاحقة؛ إذ إن قبله قوله تعالى: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} (طه:66)، وبعده قوله سبحانه: {إنك أنت الأعلى} (طه:68).

التقديم بقصد (الاهتمام) بالمقدَّم، وهذا كثير في القرآن، منه قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} (البقرة:43)، فبدأ بالأمر بالصلاة؛ لأنها أهم العبادات. ومنه قوله سبحانه: {وبالوالدين إحسانا} (البقرة:83)، قدم الجار والمجرور {وبالوالدين} على المصدر {إحسانا}؛ للاهتمام به.

التقديم بقصد (الاختصاص)، كقوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} (الفاتحة:5)، أي: نخصك بالعبادة، فلا نعبد غيرك، ونخصك بالاستعانة، فلا نستعين بأحد سواك. ونحو هذا قوله سبحانه: {إن كنتم إياه تعبدون} (البقرة:172)، أي: إن كنتم تخصونه بالعبادة، دون سواه.


التقديم بقصد (التحذير والتنفير)، كقوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة} (النور:3)، فقد قدم الزانية على المشركة، مع أن جريمة الشرك أشنع؛ وذلك تحذيراً من الزنى، وتنفيراً عنه. ونحو هذا قوله سبحانه: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين} (آل عمران:14)، قدم ذكر النساء على البنين؛ لأن المحنة بهن أعظم من المحنة بالأولاد.


وقد فصل الزركشي في "البرهان" في أسباب التقديم والتأخير، وذكر أسباباً أُخر للتقديم والتأخير، لا يسعف المقام بذكرها، فمن أراد التوسع في هذا الجانب فليرجع إليه.

شكرا لك أستاذة باسند

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالأحد سبتمبر 13, 2015 10:42 pm

ا/ باسند



سلمتي على موضوعك الجميل

وسردك الرائع المفيد

فيض ودي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين سبتمبر 21, 2015 1:25 pm

احلام شحاتة كتب:
بلاغة القرآن لا تضاهيها بلاغة

تسلمي حبيبتي

باسند

موضوع  و لا أروع

تحياتي و مودتي

Mad
سبحان الله 

شكرا حبيبة قلبي احلام لهذا المرور الجميل 

بارك الله فيك 

تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين سبتمبر 21, 2015 1:26 pm

نوره الدوسري كتب:
القديرة // باسند

اسلوب بلاغي  يقدم الاهم  
موضوع قيم

جزيت الجنة ووالديك

تقديري
شكرا غاليتي ينوره الدوسري ......مرورك ولا اروع 

تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين سبتمبر 21, 2015 1:27 pm

الدكتور خليل بدوي كتب:


قراءة : 12898 | طباعة : 851 |  إرسال لصديق :: 3 |  عدد المقيمين : 31
للقرآن الكريم معاني أولية، وهي معاني كلماته وجمله، وهناك معان ثانية، وهذه المعاني تؤخذ من نظمه البديع؛ فتقديم كلمة في آية، وتأخيرها في أخرى، يعطي معنى ثانياً غير المعني الذي تعطيه الألفاظ. ولا يتقدم اللفظ في القرآن ذكراً، أو يتأخر إلا لموجب وغرض، علمه من علم، وجهله من جهل.

وموضوع التقديم والتأخير في القرآن شغل المفسرين منذ ظهور الظاهرة القرآنية، وهو لا يزال يشغلها، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وقد تعرض السلف لموضوع التقديم والتأخير في القرآن الكريم، ووردت عنهم أخبار في هذا الخصوص، تؤكد وجود هذا الأسلوب في القرآن، وتكشف شيئاً من أمره، نذكر من ذلك:

ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {فقالوا أرنا الله جهرة} (النساء:153)، قال: هو مقدم ومؤخر؛ إنهم إذ رأوا الله فقد رأوه، وإنما قالوا جهرة: أرنا الله. قال الطبري: يعني أن سؤالهم كان جهرة.

وروي عن قتادة في قوله تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} (التوبة:55)، قال: هذا من تقاديم الكلام، أي: لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم في الآخرة.

وروي عنه أيضاً في قوله تعالى: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك} (آل عمران:55)، قال: هذا من المقدم والمؤخر، أي: رافعك إلي ومتوفيك.

وروي عن مجاهد في قوله تعالى: {أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما} (الكهف:1-2)، قال: هذا من التقديم والتأخير، أي: أنزل على عبده الكتاب قيماً، ولم يجعل له عوجاً.

وروي عن عكرمة في قوله تعالى: {لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} (ص:26)، قال: هذا من التقديم والتأخير. يقول: لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا.

وبحث العلماء أسلوب التقديم والتأخير في القرآن الكريم، وكشفوا النقاب عن حقيقته والغاية منه، وبينوا أغراضه وأنواعه، ونوهوا بقيمته البيانية والبلاغية، ونُقل عنهم في هذا الصدد عبارات من المفيد استحضارها. فالإمام الجرجاني يصف أسلوب التقديم والتأخير في القرآن بأنه "باب كثير الفوائد، جم المحاسن، واسع التصرف، بعيد الغاية، لا يزال يفترُّ لك عن بديعة، ويفضي بك إلى لطيفة، ولا تزال ترى شعراً يروقك مسمعه، ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد سبب أن راقك ولطف عندك، أن قُدِّم فيه شيء، وحُوِّل اللفظ عن مكان إلى مكان".

وتحدث الزركشي عن أسلوب التقديم والتأخير في لسان العرب، واعتبر أن "القول في التقديم والتأخير هو أحد أساليب البلاغة، فإنهم أتوا به دلالة على تمكنهم في الفصاحة، وملكتهم في الكلام، وانقياده لهم، وله في القلوب أحسن موقع، وأعذب مذاق".

وذكر السيوطي أن القرآن قد يقدم لفظاً في موضع، ويؤخره في آخر، والقصد من ذلك؛ إما مراعاة السياق، كما في قوله تعالى: {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} (النساء:135) وقوله سبحانه: {كونوا قوامين لله شهداء بالقسط} (المائدة:Cool. وإما التفنن في الفصاحة، وإخراج الكلام على عدة أساليب، كما في قوله تعالى: {وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} (البقرة:58)، وقوله سبحانه: {وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا} (:161).

وقد أفرد في هذا الباب ابن الصائغ كتاباً، سماه: "المقدِّمة في سر الألفاظ المقدَّمة"، بيَّن فيه أن الغرض من هذا الأسلوب تقديم ما هو جدير بالتقديم، وتأخير ما هو حريٌّ بالتأخير، ونقل عن سيبويه في هذا الصدد، قوله: "كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم، وهم ببيانه أعنى".

وأكد جلُّ المفسرين وجود هذا الأسلوب في القرآن الكريم، وعبارتهم في هذا الصدد كثيرة، كقولهم: "هو على التقديم والتأخير"، وقولهم: "في الآية تقديم وتأخير"، وقولهم: "هو من المقدَّم الذي معناه التأخير".

وقد ذكر أهل العلم أسباباً عديدة، ومقاصد متنوعة، تكمن وراء هذا الأسلوب القرآني، نلخصها على النحو الآتي:

التقديم بقصد (التبرك)، مثاله قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} (الأنفال:41). ذهب أكثر المفسرين إلى أن قوله: {لله} افتتاح كلام على سبيل التبرك، وإضافة هذا المال إلى الله لشرفه، وليس المراد منه أن سهماً من الغنيمة لله منفرداً، فإن الدنيا والآخرة كلها لله سبحانه.

التقديم بقصد (التعظيم)، كقوله سبحانه: {ومن يطع الله ورسوله} (النساء:13)، فتقديم لفظ الجلالة في هذه الآية ونحوها على لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ تعظيماً له سبحانه، مع أن طاعته صلى الله عليه وسلم من طاعته سبحانه وتعالى.

التقديم بقصد (التشريف)، كتقديم الحر على العبد في قوله تعالى: {الحر بالحر والعبد بالعبد} (البقرة:178)، فإن الحر أشرف من العبد، فاقتضى تقديمه. وتقديم الحي على الميت، كقوله سبحانه: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} (فاطر:22)، فإن الحي أشرف من الميت، فاقتضى الأمر تقديمه.

التقديم مراعاة لـ (المناسبة)، كقوله تعالى: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} (النحل:6)، فإن الجَمَال بالجِمال وإن كان ثابتاً لها حالتي الذهاب إلى المرعى والرجوع منه، إلا أنها حالة مجيئها من الرعي يكون الجمال بها أفخر وأظهر، إذ بعد تناولها للطعام تدب فيها الحيوية والنشاط، فيكون مظهرها أبهى، بينما في حالة الذهاب إلى المرعى تكون جائعة هزيلة، فكان تقديم أجمل الحالين من أمرها أنسب للسياق. ومن هذا القبيل مراعاة مناسبة ما حقه التقديم على ما حقه التأخير، كقوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} (الحجر:24)، فالمتقدمين أولى بالتقديم في الذكر من المتأخرين.

التقديم بقصد (الحث على أمر، والحض على القيام به؛ حذراً من التهاون به)، كتقديم الوصية على الدَّين في قوله تعالى: {من بعد وصية يوصي بها أو دين} (النساء:11)، فإن وفاء الدين سابق على الوصية، لكن قَدَّم الوصية؛ حثاً عليها، وحضاً على القيام بها. وعلى هذا النحو، قوله سبحانه: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور} (الشورى:49)، قدم الإناث؛ حثاً على الإحسان إليهن، وحضاً على رعايتهن.

التقديم بقصد (السبق)، و(السبق) إما يكون في الزمان باعتبار الإيجاد، كتقديم الليل على النهار في قوله سبحانه: {واختلاف الليل والنهار} (البقرة:164)، وكتقديم الظلمات على النور في قوله تعالى: {وجعل الظلمات والنور} (الأنعام:1). وإما يكون (السبق) باعتبار الإنزال، كقوله تعالى: {صحف إبراهيم وموسى} (الأعلى:19)، وإما يكون (السبق) باعتبار التكليف، كقوله سبحانه: {اركعوا واسجدوا} (الحج:77).

التقديم بقصد (السبب)، كتقديم العزيز على الحكيم، في قوله سبحانه: {إنك أنت العزيز الحكيم} (البقرة:129)؛ لأنه عز فحكم. ونحو هذا تقديم العليم على الحكيم، كما في قوله سبحانه: {إنك أنت العليم الحكيم} (البقرة:32)؛ لأن الإحكام والإتقان ناشئ عن العلم. ونحوه قوله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (البقرة:222)؛ لأن التوبة سبب الطهارة.

التقديم بقصد بيان (الكثرة)، مثاله قوله تعالى: {فمنكم كافر ومنكم مؤمن} (التغابن:2)؛ لأن الكفار أكثر. ونحوه قوله سبحانه: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} (فاطر:32)؛ قدم الظالم لكثرة الظالمين، ثم المقتصد ثم السابق.

التقديم بقصد بيان (القدرة) الإلهية، كقوله تعالى: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير} (الأنبياء:79)، قال الزمخشري: قدم الجبال على الطير؛ لأن تسخيرها له وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز؛ لأنها جماد، والطير حيوان ناطق.

التقديم بقصد رعاية (الفاصلة) القرآنية، كقوله تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى} (طه:67)، فلو أخر {نفسه}، وقدم {موسى} لفات تناسب فواصل الآيات السابقة واللاحقة؛ إذ إن قبله قوله تعالى: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} (طه:66)، وبعده قوله سبحانه: {إنك أنت الأعلى} (طه:68).

التقديم بقصد (الاهتمام) بالمقدَّم، وهذا كثير في القرآن، منه قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} (البقرة:43)، فبدأ بالأمر بالصلاة؛ لأنها أهم العبادات. ومنه قوله سبحانه: {وبالوالدين إحسانا} (البقرة:83)، قدم الجار والمجرور {وبالوالدين} على المصدر {إحسانا}؛ للاهتمام به.

التقديم بقصد (الاختصاص)، كقوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} (الفاتحة:5)، أي: نخصك بالعبادة، فلا نعبد غيرك، ونخصك بالاستعانة، فلا نستعين بأحد سواك. ونحو هذا قوله سبحانه: {إن كنتم إياه تعبدون} (البقرة:172)، أي: إن كنتم تخصونه بالعبادة، دون سواه.


التقديم بقصد (التحذير والتنفير)، كقوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة} (النور:3)، فقد قدم الزانية على المشركة، مع أن جريمة الشرك أشنع؛ وذلك تحذيراً من الزنى، وتنفيراً عنه. ونحو هذا قوله سبحانه: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين} (آل عمران:14)، قدم ذكر النساء على البنين؛ لأن المحنة بهن أعظم من المحنة بالأولاد.


وقد فصل الزركشي في "البرهان" في أسباب التقديم والتأخير، وذكر أسباباً أُخر للتقديم والتأخير، لا يسعف المقام بذكرها، فمن أراد التوسع في هذا الجانب فليرجع إليه.

شكرا لك أستاذة باسند
شكرا لك اخي الغالي 

اضافه رائعه

تقبل تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالإثنين سبتمبر 21, 2015 1:27 pm

ايمان الساكت كتب:
ا/ باسند



سلمتي على موضوعك الجميل

وسردك الرائع المفيد

فيض ودي
غاليتي ايمان الساكت 

شكرا لحضورك الجميل 

بارك الله فيك 

تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالجمعة سبتمبر 25, 2015 8:05 pm

الأستاذة الفاضلةياسند
موضوعك متـألق بروعته
وفقك الله ورعاك لما يحب ويرضى
وجزاك خيرا وجعله في ميزان حسناتك


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51625
نقاط التقييم : 73139
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

التقديم والتأخير في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقديم والتأخير في القرآن الكريم   التقديم والتأخير في القرآن الكريم Emptyالجمعة سبتمبر 25, 2015 8:58 pm

الدكتور خليل بدوي كتب:
الأستاذة الفاضلةياسند
موضوعك متـألق بروعته
وفقك الله ورعاك لما يحب ويرضى
وجزاك خيرا وجعله في ميزان حسناتك


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شكرا لك دكتورنا الرائع على مرورك العطر 

بارك الله فيك 

تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التقديم والتأخير في القرآن الكريم
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التقديم والتأخير في القرآن الكريم
» الكرامةالإنسانية في القرآن الكريم
» القرآن الكريم
» لفظ (وكل) في القرآن الكريم
» قصة من القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق القرآن الكريم-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
باسند - 51625
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_rcap1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Voting_bar1التقديم والتأخير في القرآن الكريم Vote_lcap1