الأستاذة العزيزة إيمان الساكت
العدل غير المساواة .. كما أن العدل شئ نسبى يختلف بإختلاف ميزان الحكم أو مرجعيته فقد يكون الميزان فى أصله غير عادل كمن يحكم بين الناس طبقا لقانون غير عادل يعطى الحق لغير صاحب الحق فهنا لا يكون العدل هو تطبيق هذا القانون أو الحكم طبقا لهذا الميزان بالتساوى بين الناس وإنما يكون ذلك ظلما لكل من يطبق عليه هذا القانون ولو بالتساوى (التساوى فى الظلم ليس عدلا ) فالدول الغربية تطبق القانون بالتساوى بين مواطنيها ولكن ذلك لا يعتبر عدلا إذا كان القانون المطبق غير صالح أو لا يراعى حقوق أصحاب الحقوق أو يعطى حقا لغير أهله .... وبالتمعن فى الأشياء التى تقع عليها العقوبة (الأشياء محل العقوبة) نجد أنها لا يملكها بشر وإنما يملكها خالق البشر (فإزهاق نفس أو العقوبة البدنية لا يملكها إلا من وهبها للناس أصلا) وبذلك لا يكون العدل إلا أن تزول كل سلطة عن هذه الأشياء إلا سلطة خالقها فهو وحده من يملك تحديد شكل الأذى الواقع عليها كعقوبة ... والنقطة الثانية هى أن العدل كى يكون بين الناس لابد أن يبتعد عن كل سلطة للناس (يتساوى الناس فى عدم سلطتهم علي أحكام العدالة) أو فى إطار ثابت يتناسب مع المتغير منها .... والأمل فى حدوث العدل بين الناس لا ينفصل عن الأمل فى تطبيق تشريع رب الناس
________________________________________________________________________
التوقيع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
