[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في ذلك اليوم المشؤوم ................
كان يوما خريفيا .......... اه من ذلك اليوم
غيوم رصاصية تخفي عين الشمس عني و عن الكل
و هواء بارد يلسع وجوهنا و قلبي يخفق بقوة و يشعر ببرودة الجو .......
نعم في ذلك اليوم المشؤوم ..........
ركبنا الحافله و جلسنا في اماكننا و الكل في سكوت كأنه سكون المقابر .......
بدات الحافله بالسير في هدوء اول الامر ... ثم بدات تسرع كانها تريد ان تبعدنا في اسرع وقت
كانت نظراتي التائهه تراقب ما يدور ببطء و برود كانها نظرة من يودع الحياة
ولم لا فانا اودع الحياة بهذه السفرة ...و في هذا اليوم المشؤوم .......
كنت انظر الى الاشجار وهي تمر مسرعه من امامي و الشوارع و البيوت ......
و الحافلة ..........تسرع ........و تسرع .......و تسرع
مرت الساعات بسرعه ثم وصلنا الى مكان غريب عني لم اكن اعرف احدا ولا شيئا .......كل شيء غريب عني
جلسنا على قارعة الطريق في انتظار ........... ذلك المجهول الذي يأتي في العصر ....... ونحن ننتظر مرت بخاطري
شريط سريع لايامنا الاخيره .....
ايامنا الاخيره في بيتنا
في شارعنا
بين جيراننا
وسط احبتنا
في مدينتنا
اه و الف اه
حتى الدموع تحجرت
نعم كل شيء كان ميتا ........ احساسي ..... معنوياتي .....كنت جسدا بلا روح
انظر بلا احساس ارى ولا ارى الوجوه كلها تشابهت عندي و الاشياء
الوانها .... اشكالها ....
اللقمه في فمي ........لا طعم ولا رائحه لها
و فجاءة جاء الذي كننا ننتظره بعد السلام اخذنا معه الى بيته
جلسنا هناك وحدنا لساعات طويله ........... وبعد انتظار طويل رجع و معه جوازات سفرنا
جوازات سفر مزوره او لاشخاص باعوها لهم
نظرت الى اسمي ........ يا للسخريه حتى اسمي لم يعد له وجود
تغير اسمي وصار اسما اخر............ فقط صورتي كانت لي
و من هناك ... بدأت النهايه او البدايه
نهايه عمر ....... وبدايه عمر اخر
نهايه حياة
و بداية حياة
نعم هكذا كان
وفي الصباح ركبنا حافلة ثانيه هذه المره كانت امر من الاولى
لاننا خرجنا من بلدنا ككل و ذهبنا الى مكان اخر
و عند الخروج من الحدود اخذ المطر ينهمر
و دموعي انهمرت مثل ذلك المطر
الهي ........... مالمصير
كنت ادعوا و اتمتم كل الادعيه اللي كنت اعرفها دون وعي و شعور
رأيت الوطن يبتعد ......
ظللت انظر الى الوراء .... بين اهاتي المكتومه و دموعي التي لم تكن تتوقف
رأيت الجبال ........ و التلال ........ و السهول ..... تبعد و تبعد و تبعد
وفي اليوم الثاني وصلنا الى الميناء
و هناك بعد الاجراءات
ركبنا الباخره ..تلك الباخره التي خنقت اخر امالي
و تحركت .......
سارت بنا في البحر تاركة البر بكل حلوه و مره و بعدنا .....
و من خلال النافذه الصغيره لم اكن ارى غير المياه الزرقاء
و دموعي لازالت تسيل و انا اتذكرك ايها الوطن الغالي
لم اكن بعدت عنك كثيرا و لكني .... اشتقت لك
اشتقت
لهواءك
لماءك
لجبالك
لصحراءك
لشارعنا
لاهلنا و الجيران
حتى لابي في قبره و لامي
ما اصعبك يا فراق ......
اياترى اراك مرة اخرى و انتفسك ...............ايها الغالي .... ايها الوطن ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صفحة من مذكرات لاجيء
الرمز:
تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
