الازمة المالية العالمية وانعكاساتها على الاقتصاد العراقي

الازمة المالية العالمية وانعكاساتها على الاقتصاد العراقي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعتمد النظم الاقتصادية المختلفة على مجموعة من القواعد والاسس الحاكمة لها والنظام الرأسمالي تحكمة مجوعه من هذه القواعد اهما :آلية السوق اي ان الانشطة الاقتصادية تخضع لقانون (العرض والطلب) والذي يحدد سعر السلعة في السوق. الملكية الخاصة تعني ان الافراد احرار في مايملكون وماينتجون وان الدافع الرئيس لاي نشاط اقتصادي هو الحصول على الربح وتعظيمه؛ محدودية دور الدولة في النشاط الاقتصادي فدور الدولة في النظام الرأسمالي لايتعدى حفظ الامن والدفاع،وتقديم الخدمات الاساسية للمجتمع والتدخل عند الضرورة .
كما ان النظام الرأسمالي قائم على الازمات الاقتصادية ومن اهم الازمات التي عصفت بالنظام الرأسمالي هي ازمة الكساد الكبير الذي امتد مابين 1929-1932 والتي كادت ان تقوض النظام الرأسمالي لولا المعاجات التي قدمها الاقتصادي (كينز) واليوم نجد النظام الراسمالي يعاني من ازمة مالية خانقة لم تنحصر اثارها على الدول الرأسمالية بل امتدت لتطال العديد من دول العالم والعراق لم يكن بمنأى من اثارها وفي هذه المقالة سوف نسلط الاضواء على اسباب الازمة المالية العالمية وتأثيرها على الاقتصاد العراقي ومن ثم تقديم مجموعة من المقترحات للحد من اثارها.
ترجع اسباب الازمة المالية الحالية الى سوء الادارة المالية نجم عنها ازمة الرهن العقاري العالي المخاطر في الولايات المتحدة الامريكية لقد بدأت ازمة القرض العقاري عندما اقدمت البنوك الامريكية المتخصصة بالعقار بأقراض المواطنين لشراء عقار او بناءه وبسعر فائدة منخفض مما شجع مئات الالاف من المواطنين من ذوي الدخل المحدود للاقراض، ان زيادة الطلب على العقارات ادى الى ارتفاع اسعارها مما دفع مالكي العقارات للحصول على قروض اضافية تتناسب مع ارتفاع اسعار عقاراتهم كما ان الطلب على الاقراض دفع البنوك العقارية الى رفع سعر الفائدة مماجعل المواطنين غير قادرين على تسديد القرض لذلك لجأت البنوك العقارية الى حجز العقار وبيعه وامام هذا الوضع سادت حالة من الذعر والخوف في اسواق المال وفي اوساط المستثمرين في العقار مطالبين بسحب استثماراتهم مما ادى الى تراجع في اسعار العقارات ولمواجهة اثار هذه الازمه اضطر العديد من المواطنين تخفيض طلبهم على السلع، ان انخفاض الطلب على السلع ووجود فائض من عرض السلع دفع المنتجين الى تسريح اعداد كبيرة من العاملين والعمل على تخفيض الانتاج وان هذه العملية ادت الى تقليص الطلب على موارد الطاقة والتي يشكل النفط احد مصادرها المهمة فانخفض سعر النفط من140$للبرميل الى 120$والان يتراوح مابين 45-60$.
منذ ظهور بوادر الازمة المالية الحالية في الاقتصاد الامريكي حتى اخذت بوادر الازمة تتسع لتشمل العديد من دول العالم بسبب تشابك العلاقات الاقتصادية الدولية والعراق هو الاخر قد تأثر بالازمة الحالية على الرغم من تصريحات بعض السادة المسؤولين بان الاقتصاد العراقي يبقى بمنأى من اثارها مبررين ذلك بأن حجم التعاملات العالمية في السوق العراقية لاتكاد تذكر ولكننا نعتقد ان الاقتصاد العراقي ليس بمعزل عن اقتصاديات العالم التي تأثرت جميعها بهذه الازمة خصوصا ان الاقتصاد العراقي هو اقتصاد ريعي يعتمد بصوره كلية على عوائد النفط اذ تشكل ايرادات النفط 0 9./. من مجموع ايرادات العراق وان اي تأثير باسعار النفط ارتفاعا او انخفاضا ستنعكس على ايرادات النفط ونتيجة الازمة المالية تراجع حجم الانتاج العالمي وانخفض الطلب على النفط مما ادى الى انخفاض اسعار النفط من 140$ للبرميل الى ان وصل الى 50$ للبرميل وامام هذا التراجع السريع في اسعار النفط انخفضت ميزانية عام 2009 لتبلغ 79 مليار دولار وبغية معالجة العجز المالي في الميزانية قدمت الحكومة العراقية طلبا للبنك المركزي للاقتراض من رصيده وحسنا فعل البنك عندما رفض الطلب لان الاستجابة لطلب الحكومة يعني انهيار القوة الشرائية للدينار العراقي ومن ثم تعرض الاقتصاد العراقي الى ضغوظ تضخمية تنعكس اثارها بصورة مباشرة على ارتفاع الاسعار ومن ثم الحاق الضررباصحاب الدخل المحدود.
وللتقليل من اثار الازمة المالية على الاقتصاد العراقي نقترح مايلي:
1 - ان تبادر وزارة النفط بزيادة الانتاج للتعويض عن انخفاض اسعار النفط فليس من المعقول ان يبقى حجم الانتاج اليومي (1.9مليون ب.ي) مع العلم ان هذا الرقم لايتناسب مع مقدار الاحتياطي العراقي ولامع حاجة الدولة للعملة الصعبة ومن حق العراق ان يزيد كمية انتاجة للتعويض عن حرمان العراق من تصدير نفطه زمن الحصار الاقتصادي .
2 - على الحكومة ان تعمل بجدية على تنويع مصادر الايرادات فلازال الاقتصاد العراقي اقتصاد احادي الجانب يعتمد على ايرادات النفط عليه فان الحكومة اليوم مدعوه الى التوسع في حجم الزراعة والصناعة والسياحة الدينية من خلال الدعم الحكومي لهذين القطاعين المهمين والعمل على حماية المنتج العراقي اذا يلاحظ ان حدود العراق قد فتحت امام المنتجات الاجنبية واصبح العراق مجرد سوق لاستقبال السلع؛ ان هذه الظاهرة انعكست سلبا على المنتجات العراقية فاصبح المنتوج العراقي لايقوى على منافسة المنتجات الاجنبية من حيث الرخص او الجودة وللحد من هذه الظاهرة نقترح حماية المنتجات العراقية من خلال الدعم الحكومي وفرض ضرائب على السلع الاجنبية.
3 - لازال العراق يتصدر قائمة الدول التي يستشري فيها الفساد المالي والاداري وهذا ناتج عن ضعف عمل هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية وبغية الحد من مظاهر الفساد نقترح ان تأخذ هاتين الدائرتين دورهما الرقابي في الكشف عن اسماء المفسدين بعيدا عن المحاباة والمحسوبية والمنسوبية وملاحقة المفسدين قضائيا في الداخل والخارج اذ يلاحظ ما ان يتهم احد المسؤولين بالفساد حتى يسارع للهروب الى الخارج تخلصا من الملاحقة القانونية.
4 - الوضع الامني لازال هشا على الرغم من التحسن النسبي الذي طرأ عليه خلال العام السابق وتدهور الوضع الامني خلال الايام السابقة دليل على مانقول عليه، ندعو الاجهزة الامنية واجهزة وزارة الدفاع باعادة النظر بالخطة الامنية ووضع استراتيجية جديدة تتناسب مع حجم التحديات الامنية لان استتاب الامن من شأنه خلق بيئة مشجعة للبناء والاعمار ويساعد على تدفق الاستثمارات الاجنبية.
تضخم الجهاز الحكومي وترهله وتفشي البطالة المقنعة بين الموظفين لان التعيين لايتم حسب الحاجة الفعلية للدائرة بقدر مايتم حسب الولاء الحزبي لهذه الجهة اوتلك ولغرض الحد من هذه الظاهرة ندعو الحكومة والبرلمان باعادة النظر في قانون الخدمة والتقاعد بحيث يستطيع الموظف المحال على التقاعد ان يحصل على راتب مجزي يحفظ له العيش الكريم ان هذا الاجراء يشجع العديد من الموظفين على احالة انفسهم على التقاعد.

حياوي طعمة الشيخ علي
الحوار المتمدن

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إن شاء الله أزمة و تعدّي

دكتور خليل البدوي

بارك الله فيك

موضوع هام جدا

تحياتي و دعواتي

Shocked

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة العزيزة احلام شحاته
ان شاء الله يسمع الدعاء منك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» عراك في البرلمان العراقي أثناء استجواب وزير المالية
» مجلس النواب العراقي يقيل وزير الدفاع العراقي الدكتور خالد العبيدي
» دللول للعراق الجريح للشاعر العراقي كريم العراقي
» الطرشي العراقي طريقة عمل المخلل العراقي
» كافي زعل للاديب العراقي صلاح العراقي