[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قلبي يتمزق ألما و حسرة على الشباب المصري المهاجر الذي لقي حتفه
غرقا في البحر بدلا من أن يغرق في الثراء و الغنى كما كان يحلم و يتمنى
أو يتوهم ، زرع الحزن و علامات الإستفهام و الحسرة و الندم
على وجوه الأمهات و الآباء بدلا من أن يرسم الفرحة
على وجوههم أو فوق شفاههم ، عاد إليهم محمولا في صناديق بدلا من أن يرسل إليهم
بحقائب الهدايا و الرسائل المفرحة
فالشباب الضائع الذي ليس له هدف أو حلم يسعى لتحقيقه في بلده
يكون تائها كالريشة في مهب الريح لا يعلم له قرار و ليس له ميناء ترسو عليه سفينته
لا يجد أرضا صلبة يقف عليها أو متكأ يتكئ عليه أو حتى قدوة يقتدي بها
فقد الإنتماء و حب الوطن مما أتاح الفرصة لبعض النماذج التي تضع السم في العسل
و تصطاد في الماء العكر أن تعد الشباب بفرص عمل خارج البلاد لينعموا بالثراء
الفاحش و يتخلصون من الفقر المدقع الذي لازمهم ردحا من الزمن
و هذا نظير مبلغا من المال لا يملكون منه شيئا فيهرعون إلى أهليهم ليدبرون لهم
تكاليف السفر أو الهجرة و بأي حال من الأحوال و أمام إصرارهم لا يجد الأهل بد
من أن يوفروا لهم مطلبهم و ينتظرون النتيجة و لكن هيهات هيهات
تذهب آمالهم أدراج الرياح كمن ينتظر من الحدأة أن تلقي لهم بصغار الدجاج
فأين التفكير السليم؟ و دراسة الجدوى؟ هل وضع أحدهم إحتمال و لو 1%
للمصير الذي آل إليه؟ هل توقع أن يفشل أو أن يخسر كل شيء؟
بالطبع لا فلقد غامر و قامر و رأى في سفره و هجرته من بلده
المنجاة الوحيدة و الملاذ الأكيد مما هو فيه من سوء حال
ظن أن خارج بلاده سيجد الكنوز و سيغترف منها بكلتا يديه
فما زالت حواديت علي بابا و خاتم سليمان
تراود البعض من الذين لا يريدون كفاحا حقيقيا
و إنما ينتظرون السماء أن تمطر عليهم ذهبا و فضة
أنا لا أسفّه أحلامهم - لا سمح الله -
و لكن الغربة كربة كما يقولون
حتى و إن كانت عن طريق شرعي
و مؤمّن و تنتظره فرصة عمل حقيقية
و فراش وثير و راتب مغري
فما بالك بمن يظن أنه أذكى من الجميع و يتخفّى؟
و يتحايل و يسلك طريقا وعرا ؟
قد لا يساعده حتى على الوصول للمكان الذي يقصده؟
أليس هذا إنتحارا في حد ذاته ؟
بل هو دمار حقيقي و ضياع بكل المقاييس
و إهدار للكرامة و للعمر و كل شيء
و يعود خائبا و ليته يعود حيا
بل يعود غارقا في البحر
يعود لأهله جثة هامدة
لأهله الذين ينتظرون زفافه إلى عروسه
فإذا به يزف إلى القبر
تاركا دمعات و أحزان لا تنتهي
ليت الأوطان تحتوي شبابها
و تمنحهم حق العيش الكريم
و تعلمهم معنى الإنتماء و الإحتواء
تحميهم من أنفسهم و من أفكارهم الهدّامة
التي تؤدي إلى حتفهم و تعلمهم أن أوطانهم أولى بهم
فمتى يتحقق هذا الرجاء؟
بقلم أحلام شحاته
حصريا لإشتياق
تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
