القمر يغيب مرتين

غداً خطوبتي ....
قالتها امامه
بحزن كبير بدا واضحاً على عينيها اكثر من اي شيء آخر
وجهها الناصع لم يكن كعادته مشرقاً
مرتبكة كانت توشك ان تنهار عواطفها المقيدة
لكنها اكملت....
اعترف انني كنت اتوق لرجل يحتويني بهوسي وجنوني
يفجر طاقاتي لاخر قطرة
لكنني في النهاية اكتشفت ان الايام لاتكف عن
ملاحقتي ... محاربتي ... هزيمتي
غير ان الواقع امر مفروض علينا يتعايش معنا يدخل غرف نومنا يتسلل  لأحلامنا
اغمضت عينيها وتنفست بعمق كأنها تريد ان تلملم كل وجعها لتلفظه مرة ًواحدة قائلة
اي محرقة نصب لي القدر...؟؟
من اللحظة الاولى شعرت ان حبي سيحكم عليه بالسجن بين جدران الروح
لكنك اقتحمت عالمي ومزقت تلك الترهات التي كانت تخيفني
ومع دفءكلماتك..فوضويتك..احتلالك اجزائي
نسيت ذلك الفخ الذي ينتظرعشقنا
وصدقنا معاً كذبةً اخترعناها سوياً
وها انا اليوم ادفع ثمن نسياني لتلك المخاوف
واعلن امامك انها لحظاتنا الاخيرة
سأرحل عن عالمك الدافيء لعالم آخر افتقد فيه عطرك وتفقد انت فيه جنوني
سأرحل مرغمة مجروحة وسادفن حبك في مكان  لايعلمه احد
ران بينهما صمت طويل..
لم يكن طويلاً لكنه بدا كذلك
امتلأت بالحزن وهي تتفرس بوجهه الذي يكسوه ذهول كبير
ودت لوأنها تلقي بنفسها بين ذراعيه وليكسر بغضبه عظامها 
ماذا كان سيحدث لو لفحت وجهها انفاسه
اي خطيئة كانت ستقترف في لحظة وداع سوف تختبيء في ذاكرة الزمن
وهي تقف فوق رماد عام كامل من حب ملأ كل ثانية منه
لكنها كانت تريد ان تسمع منه شيئا
قد يحول دون عذابها القادم
تطلع صوبها
وهو يحاول ان يستجمع ماتبقى من دواخله المتهشمة 
وقد تهاوت كل احلامه
وفقد سلطته على حواسه وخارة قواه لكنه اخيراً تكلم
اذاً فقد انتهى كل شيء
وعلىّ بعد الان ان انتزع كل تلك الذكريات
لاياسيدتي ...لايمكنني ذلك
فقد تسربتِ داخل كل مساماتي
وحتي في هذه اللحظة التي تضعيني فيها على مقصلة الحب
فانا لازلت احبك
من سمح لك ان تسفكي عواطفي بهذه القسوة
كيف استطعت ان تطرديني من وطن كتب على جميع اوراقي

لقد ادمنتك ومن لحظتها الغيت حدود كل الاشياء واكتفيت بوجهك
لكن ذلك الوجه الذي ولدني منذ عام هو نفسه من يهزمني الان
قمري الذي اغفو بين حناياه كيف يمكن ان يغيب
اطرقت للارض وقد بدأت تمطر عيناها
وهي تردد ارجوك سامحني فأنا لست  امراءة مستبدة 
بل  عاشقة ضعيفة اذعنت للقدر فحسب
استدار ماشياً يتوكأ  انكساره تاركاً ركامه يتكلم
نادته  تفهمني  ارجوك
لن انساك وستكون اعز صديق لي
تلك الكلمات كانت هي الطعنة الاخيرة التي مزقت بقاياه
......
في ظلام تلك الليلة
استلقى في سريره ينظر لسقف غرفته دون ان ينظر شيئاً
هو خارج كل الامكنة لايعرف اين هو وماذا حدث
فقط في مكان واحد كانت تتجول روحه
في تلك الايام الخوالي يستنشق جمال اللحظات التي كانت سعيدة حين التقاها اول مرة
لم يكن يدري من اين خرجت من عبق التاريخ من المستحيل الذي يطارده
كل ما فيها مبهر عيناها التي ازهقت روحه
ما ان نظر اليهما
تلك الرقه التي اجتاحت احاسيسه خلسة
اغمض عينيه يحاول ان يمحو ما ترسمه احزانه يريد ان يهرب من تلك الكلمات القاسية ..
غداً خطوبتي ..ستكون اعز صديق عندي..
لكن صداها لازال يتردد في اعماقه ليذكره انه رجل مهزوم بحب لم يرى النور
كل شيء مظلم ما عدا وجهها المتورد وتلك القسمات البريئة لم تغادر عيناه
رن هاتفه بتلك الكلمات التي احباها سوياً
احبك جداً واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء وليس لدي بديل
تردد وهو يتناوله لكنها كانت هي
اجابها وقد تسارعت نبظاته 
نعم... لماذا تتصلين هل تريدين ان تجهزي على بقايا نفسي
كلا حبيبي... لكنك تسكنني بقوة
تنام تحت جلدي في دهاليز الروح اكاد اجزم بأنني خلقت فقط من اجل ان احتظن حبك
حبك الذي صار جرح لايندمل
لابد ان اعترف بأنني امراءة حمقاء
توهمت انها قد تستطيع العيش خارج اسوارك
عرفتك من ملامحك المزروعة بذاكرتي منذ الازل... فترنح قلبي
وحين تركتك اليوم رجعت وانا قد فقدت اكبر جزء مني
وكأنني خلقت لاحترق لاذوب 
فلا يتبقى مني سوى دخان يحمل عطرك الذي تسرب الى جلدي
نعم حبيبي انا مثلك لايمكنني ان افعلها لايمكن لي ان استغني عنك
ها انا عدت اليك طائعة وليكن مايكون لانني اعشقك
وليكن فما فائدة ان نحيا دون ان نعشق
وما فائدة ان نعشق دون ان نحترق
واذا كان ثمة احتراق مقدر لي فليكن من اجلك انت وحدك

لما انذر نفسي للوجع والحرمان
تملكني الخجل وانا انظر لصفحات عمري المعطوبة
فوجدت نورك وحده الذي اضاء عتمتي
لكنني اليوم امعنت في ايذاءك ساعتها كنت اظن انه قد توقف نبض ذلك الحب
لكنني اكتشفت انه لازال ينبض في داخلي
احبك ياسيد روحي وما عدت ضعيفة بعد الان
كان يستمع وهو يشعر انه قد استرد اشيائه التي فقدها
تسرب السرور لقلبه من جديد
حبيبتي لقد غادرتني اليوم كل الكلمات
لكنني لااتذكر الان سوى انني ولدت من جديد 
احبك ايها المستبدة
احس بحاجته ان يقفز من فرط السعادةً
فتح عينيه المغمضة
ما هذا...
كان الصباح قد اشرق على جدران تلك الغرفة
ظل مذهولاً!!!!
لم يكن هاتفه قريب منه
الغرفة كانت خاليا الا من بقايا
حلم ذابل

عازف الليل


تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اااااااااااالله

ما أروعها من قصة تحكي أحداثا تكاد تكون يومية و دائمة و مستمرة

ضياع الحب الكبير من القلوب و تهدّم صرح الأحلام

و يصير الحب مجرد ذكريات نتذكرها وقت إنعزالنا عن العالم

و نبكي وحدنا و نحن ننظر لسقف الغرفة

حين تضيع الآمال و تتبعثر الأمنيات .. تنتهي الحياة لكلا الحبيبين

يعيشان كالأموات .. تنطفئ في وجهيهما فرحة الحياة


سرد واقعي رائع بقلم صادق و رومانسية جدا عالية

الأديب المبدع دوما أستاذ

علي موسى الحسين

أبدعت كعادتك .. جعلتنا نرى معك المشهد بكل تفاصيله الدقيقة

وصفت بإتقان مشاعر الحبيبين و كيف أن الحلم يكون

عوضا لبعض الوقت عن الحقيقة المرّة و عن الواقع الأليم

تحياتي لقلمك الراقي كأنت

شمس اشتياق
الاستاذة احلام شحاته
رائع حقا ً ان تكون الشمس تمطر هنا
تناقض محض ولكن لاتناقض حين يكون الامر متعلق باحلام شحاته
ان تقصي شريط الافتتاح لهذا النص...فذاك يعني ان الجمال قد هطل...وأي جمال
كم اصبح النص اجمل بحظورك سيدتي وبحرفك الذي احب
شكراً لهذه القراءة الواعية
وهذا الانغماس في روح النص...نعم لاغرابة ابدا
فالغيمة التي امطرت كانت احلام شحاته
ياسمينة رقيقة اضعها قرب نافذتك ...علها تفي... ودي

قصه رائعه من قلمك الذهبى

دمت ودام انا هذا القلم

اسعدت بوجودى هنا

استاذ على موسى 

الله عليك سيدي 

قصه رائعه ........... 

رسمتها بقلمك المبدع اجمل رسم و تصوير 


عاشت الايادي 

وتقبل تحياتي

ماشاء الله قصة ولا اروع فى معانيها
نص سردي جميل ملئ باالحب والذكريات الجميلة
وهل يملك العشاق موثقا غير الوفاء
ووسيلة غير الصبرو الانتظار
انه العشق يفرض علينا أدواته
وعلينا أن نقبلها ونعشق
أو نموت ونحن أحياء
الاديب الرائع " علي موسى الحسين
عودا حميدا مكللا باطياف الابداع
متوجه باكاليل الجوري قلائد حرفك
الذي تلالا بريقا ساحرا في سماء الاحساس
سلمت يداك
وفانتظار جديد ابداعك

الاستاذ مصطفى الشبوط
من جديد تشرفني بحضورك الزاكي
لتضفي الجمال والسعادة بموضعين في آن واحد اولهما قلبي الذي يسعد بك دوماً
وثانيهما متصفحي الذي يكلل بالفخر لوجودك
راقني انك كنت على الموعد تدلو بدلوك
لتثبت لي انك تزداد روعة مع تقادم الزمن
وكانك حجر كريم واضيل باصالة عراقيتك
دمت ايها المهندس المبدع
اخاً وصديقاً غالياً
محبتي لك وخالص التقدير

الاستاذة العزيزة
ايمان الساكت
هكذا هو الواقع يغيب القمر ليحطم قلباً
ذلك الصراع مابين مانريده وما نخشاه
الفراق يأتي ليصطحب معه من نحب
ولانجد الا قلبا محطماً ينتظر لقاء عله ان يكون حتى ولو كان حلماً
سيدتي الغالية لامس عطرك متصفحي
فاحدث ما احدث من جمال
اسراب البنفسح لهذا المرور...وتحايا لقلبك

الاستاذة العزيزة كاميليا
شكراً لهطولك العبق هنا
وترك هذه الاحرف الصافية
اتمنى ان انثر في اشتياق ما يسعدكم
وبليق بفخامة حروفكم
ودي وارق التحايا

قيثارة اشتياق الرقيقة
حنين الماضي
لحرفك نغمة تعشقها الروح
فماذا عساي افعل
هل اطرب ام ارد
وان نويت الرد
فمن اين لي بحرف يغامر بنفسه ليكون بحضرتك
سلمت ياكبيرة الذوق
ودمت راقية...تأتين بالسعادة معك
ثم تغادرين فلا يبقى سوى عطر
انتشي به حتى لقاءك القادم
كونِ بخير كي اكون

باسند
الام الروحية لاشتياق
او راقية اشتياق كما احب ان اسميك
تحية احترام وتقدير لهطولك هنا وتشريفي بأطرائك
ولدي اعتذار لشخصك الكريم حيث اخطأت الترتيب بالردود
فضلا عن تأخر ردي على مداخلتك
وبعيداً عن كل ذلك فأنتِ تحتلين مساحة شاسعة من تقديري واحترامي
شرفني فعلا تواجدك الساحر واسعدني اعجابك بالنص
فما اكبر حظي وانا اجد عبيرك هنا
نسائم الزيزفون لك تحمل معها ودي
دمت رائعة

الاستاذ الدكتور خليل بدوي
الله الله هذه هي الردود التي تستفز القريحة
وتكافيء القاص وتكرم النص
هذا ما احبه والذي لايمكن ان يأتي صدفة
الا اذا كان الحرف يصدر من عقلية فذة
من صميم قلبي اشكرك وانا اشعر انك قرأت متذوقاً تارة وتارة اخرى
متفحصاً بعين ترقب انتقالات النص وتفكك اسراره
وهو ما يشي لي بأنني امام صرح كبير قد كساه الزمن حكمة
ووشحته الايام بالحزن والجمال والتوق والوصال
الدكتور البدوي لله درك من أي مساحة حب اتيت
لتغرق يومي هذا سعادة
شكراً كبيرة لشروقك هنا
وشكراً لانك بهذه الروعة
محبتي