دخلت المقابر ليلاً بمفردي وكانت مظلمة للغاية ولا يوجد نور بها إلا كشاف هاتفي الخاص
ونور الطريق من بعيد قابلني في بدايته اثنين من الشباب كلاهما يتأرجح كالسكران "
متخشش جوه يا أستاذ في عيال ممكن تثبتك ولا تعورك وبيبقوا شربين " قلتله " شكراً أباشا ماشي متخفش " .
المهم دخلت تجولت بينها وذهبت لعدد من الشوارع التي دُفن فيها بعض جيراني وأصدقائي
وأطلت النظر إلى قبورهم في ذلك الظلام الحالك على ضوء مصباح هاتفي الخافت
ولا استطيع أن أصف لك حجم الخوف الذي كان يسيطر على كل مضغة في جسدي .
وأنا والله على هذا الحال وإذا بي اتأمل في أحد القبور المفتوحة التي لم يُدفن فيها أحد
وأضع الكشاف داخلها لانظر إلى ضيق المكان لعل هذا القلب يتحرك وإذا بكلب أسود يقفز خارج القبر وهو مذعور ويهرول .
ولن تستطيع الكلمات أن تصف لك حجم الخوف الذي تملكني والفزع الذي أصابني .
فزع من كلب خائف مني ضعيف يهرول أمامي وأنا خارج القبر وبكامل قوتي
والأنوار وإن خفتت فإنها بادية من بعيد وكذا أصوات السيارات .
فما بالك بقبر ضيق أنت فيه لا حراك لك وملائكة عظام وحساب وسؤال
وضمة قبر وصرخات من الملائكة في وجهك ،
يا الله كيف سيكون هذا الموقف ،
اللهم ثبتنا عند السؤال واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
