[size=24]اليزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة ؛ وجميع أبناء الديانة اليزيدية هم من الأكراد، ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق بالاضافة الى مجموعات أخرى تعيش في سوريا وتركيا و إيران وجورجيا وأرمينيا ويقدر العدد الإجمالي لليزيديين بنحو 800 ألف إلى مليون شخص.
فيما ذكرت تقارير اعلامية اخرى ان اليزيدية فرقة منحرفة نشأت سنة 132 هـ عقب انهيار الدولة الأموية وقد كانت في بدايتها حركة سياسية تتبلور في حب "يزيد بن معاوية" ثم تحولت إلى طريقة عدوية نسبة إلى "عدي بن مسافر" الأموي وانحرفت حتى وصل الأمر إلى تقديس" يزيد بن معاوية" وإبليس الذي يطلقون عليه اسم طاووس ملك.
ويدعي الكثير من الباحثين بأن اسم اليزيديين جاء من اسم الخليفة يزيد الأول ابن معاوية وقد اعتُبر هذا الخليفة في نظر اليزيديّين تجسيدا للشخصية الإلهية، ويسمى "سلطان عازي".
أما الباحث الألماني "راينهارد شولتسه" فيذكر أن تلك الطائفة تأسست على أنقاض ثقافة محلية قديمة .. واوضح " شولتسه" أنه من الصعب تحديد الخلفية التاريخية الدينية للديانة اليزيدية بدقة ؛ الا انها دائما ماتوصف بأنها ديانة توفيقية تدمج عناصر إيرانية قديمة وزرادشتية مع تقاليد مسيحية ويهودية وإسلامية.
وتعتبر الثقافة اليزيدية ثقافة كردية ويتحدث معظمهم اللغة الكردية "الكورمانجي" ويتحدث القليل منهم أيضا العربية نظرا لقربهم وعيشهم في ظل دول عربية مثل العراق وسوريا.
الديانة فى اليزيدية :
يطلق على ديانتهم اسم "الدين الأيزيدي" أو "داسن" و يفترض أن كلا المصطلحين مشتقان من أسماء إيرانية قديمة تعني "الكائن الأعلى" أو "عبد الله" يفيد هذا التفسير أيضًا في فصل اليزيديين عن المسلمين من الناحية التاريخية الدينية لكن في الحقيقة يرتبط نشوء الطائفة اليزيدية الذي يمكن تتبعه تاريخيا منذ القرن الـخامس عشر على أبعد حد ارتباط وثيق مع التقليد الإسلامي.
فيما تمتزج الديانة اليزيدية عددا من المؤثرات: المصطلحات الدينية متأثرة بالصوفية خصوصا بمفاهيمها الصوفية ولكن معظم الميثولوجيا اليزيدية ليست إسلامية وتذكرنا نظرتهم للوجود بدرجة كبيرة بالديانات الفارسية القديمة ؛ فيما ذكر الباحث الألماني "شولتسه" ذكر ان الديانة اليزيدية تأسست على أنقاض ثقافة محلية قديمة ارتبطت مع الرمز إلى الله في شكل الطاووس.
وطبقا للتقليد اليزيدي فإن "الطاووس" الذي يقوم فوق شمعدان في قرية" باعذرا" في وادي لالش انشق عن"الرب" المجهول بعد تكليفه مع أعلى الملائكة السبعة (أو الأسرار - الكواكب السبعة) أي ملك طاووس - في نفس الوقت، بخلق العالم وتولي أموره.
ومن أهم معتقدات " اليزيدية" استنكار لعن يزيد خاصة استنكارهم "اللعن" عامة حتى أنهم وقفوا أمام لعن إبليس في القرآن واستنكروا ذلك فطمسوا كل كلمة فيها لعن أو شيطان أو استعاذة، وأخذوا يقدسون إبليس لأنه الموحد الأول عندهم حيث إنه لم يسجد لغير الله، ولأنه بطل العصيان والتمرد
صورة العالم عند اليزيديين :
خلق الله العالم وهو الآن تحت إشراف سبعة من الملائكة الذين يسمّون "السبعة الأخفياء" أكبرهم هو "الملَك طاووس"، وهو المقابل للشيطان في الديانات الأخرى، يؤمن اليزيديون أن الملَك طاووس ليس مصدر الشرّ، ولكنّ مصدر الشرّ يكمن في قلب الإنسان.
كتاب " اليزيديين" المقدس:
ولطائفة " اليزيديين" مصحف يسمى "الكتاب الأسود" ؛ ويقولون عند الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله ؛ ويصومون ثلاثة أيام من كل سنة وهي تصادف ميلاد يزيد بن معاوية، يصلون في ليلة منتصف شعبان ويزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة.
ويعتقدون أن "عدي بن مسافر" الأموي هو الذي سيحاسب الناس يوم الحشر وأنه سوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي.
ووفق الباحث " شولتسه " لا يتم تواتر التقليد الديني اليزيدي من خلال نصوص كتب سماوية كنسية بل من خلال أساطير يتم تناقلها في "صيغة" يتم تردديها كتراتيل وترانيم باللغة الكردية .
غياب الشيطان :
تم تفسير الطريقة الخاصة بالطائفة اليزيدية تفسير أسطوري خرافي يقول بأن الإله الصانع- يقصدون ملك طاووس - ساعد الله في خلق آدم الذي خرج اليزيديون من منيه أما كافة البشر الآخرين فأصلهم من اتصال آدم وحواء- وفق الاسطورة- كما تضم هذه الأسطورة المفهوم اليزيدي عن غياب الشر تقول الأسطورة إن ملك طاووس رفض السجود لآدم لهذا السبب نزل عليه غضب الله ثم بكى طيلة سبعة آلاف عام دموع أخمدت في آخر المطاف نار جهنم.
ووفق الاسطورة اليزيدية فلم يعود إلى مكانته إلا توبته وندمه يمثل تقليد اليزيديين من خلال تصوير ملك طاووس وتقديسه في شكل تمثال طاووس بالنسبة للعقيدة المتزمِّتة الإسلامية خطيئة الإشراك بالله - أي خطيئة مخالفة التصور التوحيدي لله، وعليه فهو يمثّل أكبر خطيئة في حقّ الله.
وتعتقد الطائفة اليزيدية بتناسخ الأرواح والتقمص ويتشابه هذا المعتقد مع مذاهب فكرية خاصة بالشيعة.
خلق الانسان فى اليزيدية :
ويختلف المعتقد اليزيدي بخصوص خلق الإنسان عن الإسلام والنصرانية واليهودية فهم يعتقدون أنّ الله خلق الملَك طاووس من نوره الذاتي، ثم بعد ذلك سائر الملائكة الذين أمروا بجلب التراب والأرض من البلاد لبناء جسم الإنسان.
ومن ثم نفخ الله في الإنسان روح الحياة وأمر جميع الملائكة بالسجود للإنسان أطاعه جميع الملائكة باستثناء الملَك طاووس الذي رفض الرضوخ أمام من خلق من تراب بينما هو مخلوق من نور الله.
بخلاف المعتقد الإسلامي الذي بحسبه فإن إبليس لعين، ففي المعتقد اليزيدي أثنى الله على طاووس، جعله نائبًا له ورئيس بقية الملائكة.
الزواج فى اليزيدية:
يتزوّج اليزيديون من امرأة واحدة في معظمهم على الرغم من أن الشخصيات البارزة قد تتزوج بأكثر من امرأة و يعمد الأطفال عند ولادتهم والختان شائع - غير إلزامي- ويدفن الموتى في قبور مخروطية بعد وفاتهم مع وضع الأيدي بشكل صليب على الصدر.
لا يتزوج اليزيديون من الأكراد من غير اليزيديين ولا يقبلون المتحولين إلى ديانتهم ؛ فيما ذكرت تقارير اعلامية اخرى أن تعدد الزوجات لدى اليزيديين يصل الى ست زوجات .
ولأن الديانة اليزيدية غير معروفة للأجانب وبسبب تعريف الملك طاووس بالشيطان؛ فإن الكثيرين في العالم العربي والغرب يعتقدون وينظرون إلى هذه الأقلية الدينية باعتبارها "عبدة الشيطان" ولذلك فان عناصر تنظيم " داعش" الارهابى يسفكون دماءهم.
هناك تقسيم طبقي صارم في المجتمع اليزيدي وبحسبه فإنّ أبناء الطبقة الأدنى هم المزارعون والرعاة الذين يحرُم عليهم معرفة القراءة والكتابة طبقة رجال الدين هي صاحبة هذه المعرفة وتنقسم إلى قيادة دينية "المشايخ" وقيادة مدنية "الأمراء" لايسمح بالانتقال من طبقة لأخرى.
وتتقسم الطائفة اليزيدية من الناحية الاجتماعية إلى ثلاث طبقات: طبقة الشيوخ التي تتفرّع إلى ثلاثة أصول تنتسب إلى الشيخ عدي وطبقة "البير" التي تتفرع إلى أربعين فرع تنتسب إلى تلاميذ الشيخ عدي، و"المريدون" الذين يشكّلون عامة الناس.
عاداتهم فى المأكل والمشرب والأعياد :
يحرمون الكثير من الأطعمة لهم أعياد خاصة كـــ"عيد المربعانية" و"القربان "و"الجماعة" ولهم ليلة يسمونها "الليلة السوداء" حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور.
وحول اعتقادهم فى الاديان ؛ يحترم اليزيديون الدين المسيحى وأخذوا عنه التعميد داخلتهم عقائد المجوس والوثنية فقد رفعوا "يزيد" إلى مرتبة الألوهية تنتشر هذه الطائفة في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق ولهم جاليات في بعض الدول الأوروبية لغتهم هي الكردية و قليل منهم يعرفون العربية.
يستثنى عامة اليزيديين عمليا من المعرفة والشعائر الدينية ويقيَّدون فقط بالقيام بواجب طاعة عشائر النخب الدينية والمحافظة على محرمات محظورة بشدة تتعلق بتناول بعض البقول والنباتات واللحوم مثل الفاصوليا والفول والملفوف والخس والقرع ولحم الخنزير والغزال والديك والسمك بالإضافة إلى اللون الأزرق .
ورغم السياسة الطائفية التي اتبعها العثمانيون والتي جعلت من التقليد السني مذهب للدولة فقد استطاعت الثقافة اليزيدية أن تستمر في الحياة من خلال الولاء العشائري اليزيدي الذي يصعب اختراقه.
وأدت محاولات الدولة العثمانية منذ العام 1850 من أجل فرض إدارة مركزية في شمال العراق وفرض سيطرتها على مناطق جبل سنجار ووادي لالش إلى اضطهاد شديد لليزيديين.
لكن هذه الطائفة- اليزيدية - استطاعت المحافظة على نسيجها الاجتماعي و حماية مؤسساتها الدينية؛كما أدت سياسة التهجير والتشريد التي تم اتباعها في العراق في الفترة ما بين العام 1969 والعام 1979 في القاعدة الاجتماعية للطائفة اليزيدية، وأدت إلى إحداث تحوّل اجتماعي عميق الأثر.
[/size]
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
