يا كُلَّ هذا الْحُبِّ
خالد شوملي
يا كُلَّ هذا الْحُبِّ كَيْفَ تَحَمُّلي
مِنْ غَيْرِ قَلْبٍ مُفْعَمٍ بِكَ مُثْمَلِ
حَتّى يَكونَ عَلى يَدَيْها مَقْتَلي
ظَلَّتْ تُغازِلُني وَلَمْ تَتَمَهَّلِ
نارٌ عَلى قَشِّ الْفُؤادِ تَأَجَّجَتْ
يا رُوحَ قَلْبي كَيْفَ أَنْ تَتَحَمَّلي
لا تَشْكُ حَدَّ السَّيْفِ في عُنُقِ النَّدى
فَالْحُبُّ لِلْعُشّاقِ أَكْثَرُ مَقْتَلِ
مالَتْ عَلَيَّ وَفي الْعُيونِ مَلامَةٌ
مِنْ دُونِ لَوْمٍ قُلْتُ لا تَتَمَلْمَلي
إَنَّ السَّعادَةَ لَحْظَةٌ مِنْ عُمْرِنا
مُدّي بِها أَمَدًا وَلا تَتَعَجَّلي
مَهْلًا نُخَلِّدْها بِكُلِّ بَهائِها
فَلْتُغْمِضي الْعَيْنَيْنِ أَوْ تَتَأَمَّلي
ما أبْهَجَ التّاريخَ إِنْ أَوْقَفْتِهِ
حَتَّى يَؤوبَ لَنا بِثَوْبٍ أَجْمَلِ
لا وَقْتَ لِلْأَحْلامِ نَحْنُ نَعيشُها
وَنَحوكُها بِالضَّوْءِ إِنْ تَتَخَيَّلي
هذي نُجومُكِ لا مَثيلَ لِسِحْرِها
فَتَمَتَّعي حَتَّى صَباحُكِ يَنْجَلي
وَتَمايَلي سُحُبًا وَلا تَتَعَلَّلي
فِي رَقْصَةِ الْأَمْواجِ بَعْضُ تَدَلُّلِ
يا مَنْ مَلَأْتِ الْكَوْنَ مِنْ نَبْعِ الشَّذا
جُودي عَلَيَّ مِنَ الرَّحيقِ السَّلْسَلِ
وَمَعَ النَّسِيمِ تَراقَصِي فَرَحًا إِذا
هَدّى عَلَى أَغْصانِ حُبِّكِ بُلْبُلي
بَيْضاءُ أَنْتِ وَفَوْقَ كُلِّ تَأَوُّلِ
فَالْحُبُّ أَسْمى مِنْ كَلامِ الْعُذَّلِ
يَنْسابُ عِطْرُكِ في ضُلوعي وَاثِقًا
فَشَذاكِ أَطْيَبُ مِنْ وُرودِ قَرَنْفُلِ
إِنْ ثارَ بُرْكانٌ فَلا تَتَوَقَّفي
وَإِذا بَكَيْتُ لِحُسْنِ حَظِّيَ أَكْمِلي
يا قَلْبُ حَلِّقْ ذا فَضاؤُكَ وَارْتَفِعْ
يا طَيْرُ إِنْ جُدْتِ الْغِناءَ فَرَتِّلي
إِنَّ الْحَبيبَ كَما النَّبيذِ أَخيرُهُ
يَسْمُو اللَّذيذُ عَلَى النَّبيذِ الْأَوَّلِ
كُلُّ النِّساءِ عَلى فُؤادي حُرِّمَتْ
إِلّا ابْتِسامَتُها فَخَيْرُ مُحَلّلِ
......
بحر الكامل
________________________________________________________________________
التوقيع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
