الزمن الصعب .. بقلم وليد العرف

لا أدري لماذا تفقد الكلمات حرارتها في هذا الزمن ولم تعد قادرة
على التأثير وممارسة سحرها على القلب البشري .. ولا أدري لماذا نحن
قادرين على تغير مظهرنا وغير قادرين على تغير نفوسنا وتبديل ما يدور
في أعماقنا وأفكارنا التي تتناقض مع مظاهرنا إلى حد كبير .. ولماذا نحاول
دائماً أن نقلب الموازين ونجعل من الباطل حق ومن الخير شراً مع أن الباطل
بيّن والحق بيّن الخير بّين والشر بيّن .. مع الأسف أصبجنا مجتمع مفكك
تخرج المشاعر فيه في تلك الصورة المظلمة والأجواء الغامضة ..
أفراده يعبثون في القيم والمبادىء وقبل ذلك  بالدين .. فمفهوم الحياة
بهذا الزمن هو السفور والخروج عن الحق والإهتمام بالمظهر الخارجي
متناسين أن الإنسان مهما كان جميلاً ومقبولاً فستبقى طهارة الأخلاق
ونقاؤها وصفاءها أعمق وأجمل وأسمى من كل المظاهر .. فلماذا يخاف
الإنسان أن يراه الناس ولا يخاف أن يراه الله ..
أحياناً تباغتني التساؤلات أتكون الحرية سبباً في ذل الإنسان وتغيير مجرى
حياته من الصواب إلى الخطأ ..أم أن الأسرة لم تبدأ على أسس وقواعد متينة
مبنية على قوة الإيمان فجاء المجتمع متفكك ومنحل ..قد يلومني الناس على
هذه الكلمة ولكن لننظر بإمعان على سير حياتنا ونستنتج ما آلة إليه
الأمور في جميع مناحي الحياة ..فعندما ننظر إلى العالم وفي كل مكان فيه
نجد الناس كل في دنياه لاه .. كل يرى الحياة من منظاره الخاص ..
وكل يعيشها حسب معتقداته وحسب رؤيته وحسب ظروفه ومحيطه
وعندما نمشي على على الأرض نجدها مروية بدماء قوم قدموا أرواحهم
لتكون هذه الأرض صلبة وقوية .. عالمنا اليوم كل الأشياء فيه تدمي القلوب
وتزرع في النفس حسرة وآسى ..فهذا العالم بكل مغرياته وعطاءاته بكل
شيء جميل ورائع .. فإن فيه ما يملأ القلوب رعباً وخوفاً على مصير
الإنسان  ..وبرغم التقدم الذي حدث في مجالات كثيرة إلا أن التخلف
ما زال كامناً داخل الإنسان .. أصبح أكثر معاناة ومأساة من السابق
فإنسان اليوم يتنفس وهو لايدري إن كان الهواء الذي يتنفسة نقياً أم لا
حالة رهيبة ومرعبة وصل إليها الإنسان من التشتت والضياع ..
حالة تثير الرثاء على مصير الإنسانية في زمن قاتل لا يعرف الرحمة
ولا الهوادة زمن حصل الإنسان فيه على أشياء كثيرة جداا من التقدم والتطور
والتكنولوجيا .. ولكنه في المقابل دفع ثمناً باهظاً جدااا وفقد كل الخواص
من كينونته وإنسانيته وبات يستمتع فقط كونه حي يرزق ..
فالإنسان بكل قوته وجبروته بكل شروره وآثامه .. وبكل الأشياء
التي إخترعها وطورها لا يقوى على حماية نفسه  .. يبقى عاجزاً وضعيفاً
أمام الألم والمرض والإنهيار ..  بقلم وليد العرف