حـــــيـــــــاة بـــــــلا ألـــــــــوان

حـــــيـــــــاة بـــــــلا ألـــــــــوان

سألته : وماذا تعني باللون الاحمر ..؟!

كان سؤالها رداً علي جملته لها " كم هو جميل فستانك الاحمر هذا ..!!"

ولكن شعر بحزن بعدها .. فهو لم يكن يقصد هذا .. هو يعلم انها حرمت من نعمة البصر منذ صغرها .. بل منذ مولدها ..

مع أن عيناها جميلتان جداً .. خضراوان كخضر الربيع .. يتماشيان مع بشرتها لون الثلج هذه ...

كانت بداية حبه لها لا تتعدي مجرد التعاطف معها .. ومع جمالها الآخاذ هذا .. ودوماً كان يردد .. " الكمال لله وحده .."

ولكن هذا الاعجاب تطور إلي أكبر حب عرفه هذا الدنجوان السابق في حياته ...نعم .. كان دونجواناً سابقاً .. ومتعدد الغراميات ..فبسحر موسيقاه الاخاذ والتي كان يهواها منذ صغره وأثقلها بدراسته لها ،ووسامته الشديدة كان يجذب كل الفاتنات اليه .. ولكن مع ذلك لم يخفق قلبه بالحب الحقيقي الا علي يديها .. وهو يؤمن ويتيقن بذلك ..وهي كانت تعرف بهذا الحب .. ولكنها ترفضه .. حتي لا تظلمه- من وجهة نظرها-..

وسرعان ماأستسلمت لحبه الكبير .. ولحبها الذي ولد وترعرع في قلبها منذ أول لحظة سمعت فيها صوته .. وسمعت فيها موسيقاه التي أسرتها كما أسرت غيرها من الفاتنات .. منذ أول لحظة تحدثت فيها معه .. وتلامست يداهما بالسلام ..

ولم يتمن في حياته أكثر من الأرتباط بها .. وهي لم تتمن الأبصار سوي لرؤياه ..

رسمت له صورة في خيالها كأوسم الرجال .. رغم أنها لم تري بشري من قبل .. أو لنقل لم تري أي شئ في حياتها .. ولكنها كانت تسمعهم يتحدثون عن وسامته ... ويتحدثون عن الجمال .. وعن نفسها .. فلطالما سمعتهم يتعزلون في جمالها الآخاذ هذا...وهي نفسها حرمت من رؤيته طوال حياته ..

ولم تعرف يوماً معني ان تكون جميلاً - شكلاً - أو قبيحاً .. بل كان حكمها أعمق من هذا بكثير .. حقاً كانت تفتقد بصرها .. ولكن يوماً لم تفقد بصيرتها .

لم يعرف بما يجيبها ... صمت قليلاً ..ثم اراد التحدث .. ولكنه نسي ماكان سيقول ..هذا ان كان قد فكر في ما سيرد به عليها اساساً ..

ومع صمته هذا .. سألته هي مرة أخري :

- حقاً .. أريد أن أعرف .. ماهو الاحمر .. الأخضر .. الأزرق ..

حاول الاجابة .. قال:

- هي كلها ألوان .. الأحمر هو فستانك .. الأخضر هو عيناك الجميلتان هذه .. الأزرق هو السماء فوقك ..

فقاطعته ..

- أعلم كل لون وماأمثلته ، ولكني أريدك أن تصف لي الألوان نفسها ..لماذا نقول أن الأشجار الخضراء لونها جميل .. مع أن ملمسها خشن للغاية .. اذاً اللون ليس بالملمس .. ونقول البحر لونه أزرق وجميل .. مع أنني لا أحب رائحة مياهه من بعيد ..اذاً اللون ليس له رائحة.. وتحبون اللون الاصفر .. وهو لون الصحراء المقحلة .. واللون الأحمر هو لون الدم كما تصفون ..

ظلت تتحدث بنفس هذه الطريقة لتزداد حيرته هو أمام اسئلتها ..

لم يمر به في حياته مايعرف بوصف الألوان .. وكان يجهل هذا تماماً ..

ظلت تكرر في اسئلتها الحائرة هذه .. والدموع تترقق في عينيه .. لكونه عاجزاً امام اسئلتها ..

وظل محدثاً نفسه .. عن عجزه امام اسعادها .. عن عجزه عن أجاباتها ..

ولكن مهلاً ...!!!

فهو عازف موسيقي قدير .. بشهادة كل من حوله وكل من سمعوه ...

عازف علي أوتار المشاعر .. نعم تلك هي الاجابة ...

فلكل موسيقي تأثيرها المزاجي والنفسي .. فهذه تشد الاعصاب .. وهذه ترخيها ... وهذه تثيرك .. وهذه تذكرك بماض حزين .. وهذه تسعدك ..

نعم .. هذا مايعرفه جيداً .. والألوان ايضاً لها نفس هذا التأثير ... وكل لون ومدلوله الشعوري علي الناظر .. وكل موسيقي ومدلولها الشعوري علي السامع ..

فأمسك آلته .. وبدء يجيب علي أسئلتها .. من دون كلمات ... فقط .. ترك شعوره ينساب تجاه كل لون .. فكل لون يثير بداخله أي شعور .. أية مشاعر تثور بداخله ..

يخرجها بموسيقاه .. فيصف لها شعوره باللون .. كل لون له مدلول نفسي معين عنده .. أو حتي سمع عن مدلوله النفسي عند الأخرين .. كان يخرج موسيقي لها نفس المدلول ..

لها نفس الشعور ... علي الأقل من وجهة نظره هو ..

وهي .. سعيدة جداً .. تسمع ... فتشعر بأجابة علي أسئلتها .. نعم .. فقد وصل لها شعور الالوان .. وهذا ماكانت تريده .. فقد ألحت في أسئلتها عليه لثقتها انه الوحيد القادر علي أجابتها ...

وهي الأن تشعر أنها تجد الأجابات .. كما وثقت فيه تماماً .. حقاً .. هو عينيها ..

ثم يعيد قطعة معينة .. فتصف لها شعورها .. بأنها تشير للون كذا .. كما وصف لها هو ..

وأستمرا في هذا ...

وزادت دموع عينيه بكثير هذه المرة ... ولكن تحت هذه الدموع الفرحة كانت مرسومة أسعد ابتسامة مرت به في حياته ... في أروع لحظة سعادة في حياته ..

وهي أيضاً .. لحظة الحصول علي أجوبه لأسئلتها .. ممن وثقت انه لن يجيبها في هذه الدنيا احد ..

سواه ...

فكانت تلك هي أروع وأسعد لحظة في حياتها أيضاً ..

حياتها التي كانت.... (حياة بلا ألوان)
وعرفت شعور الألوان .. علي يديه ..

هو حقاً عينها ..

مما تصفحت ونقلت

تسلمي اختي الغالية الهام رمزي
تقبلي مني كل التقدير

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا أستطيع أن اتخيل العيش من غير الألوان...

فالألوان تعتبر زينة العيون وتدخل البهجة في النفوس... ولها أهمية كبيرة في حياتنا...وتتأثر نفسيتنا بالألوان

فالحمدلله على هذه النعمة .. فهي صنع الله .

موضوع جميل الله يعطيك العافيه الهام

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رووووووووووعة
بارك الله فيك

الهام //

مبدعة انت في كل اشتياق

اختيار رائع لهذه القصة

استمتعت هنا كثيرا

مودتي

الأديبة الفاضلة إلهام رمزي
قديرتنا نشكركِ على روعة ما قدمتيه لنا
من قصة هادفة بالمضمون والمعنى
نأمل يا يبدتي الأديبة
أن تكون عودتكِ قريبة
تمنياتنا لكِ بالتوفيق
وإشتياقنا الكبير لتواجدك الحبيب

موضوع في قمة الجمال
وأضاء بجماله أرجاء المكان
فجزاكي الله خيرا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الهام رمزي كتب:: حـــــيـــــــاة بـــــــلا ألـــــــــوان

سألته : وماذا تعني باللون الاحمر ..؟!

كان سؤالها رداً علي جملته لها " كم هو جميل فستانك الاحمر هذا ..!!"

ولكن شعر بحزن بعدها .. فهو لم يكن يقصد هذا .. هو يعلم انها حرمت من نعمة البصر منذ صغرها .. بل منذ مولدها ..

مع أن عيناها جميلتان جداً .. خضراوان كخضر الربيع .. يتماشيان مع بشرتها لون الثلج هذه ...

كانت بداية حبه لها لا تتعدي مجرد التعاطف معها .. ومع جمالها الآخاذ هذا .. ودوماً كان يردد .. " الكمال لله وحده .."

ولكن هذا الاعجاب تطور إلي أكبر حب عرفه هذا الدنجوان السابق في حياته ...نعم .. كان دونجواناً سابقاً .. ومتعدد الغراميات ..فبسحر موسيقاه الاخاذ والتي كان يهواها منذ صغره وأثقلها بدراسته لها ،ووسامته الشديدة كان يجذب كل الفاتنات اليه .. ولكن مع ذلك لم يخفق قلبه بالحب الحقيقي الا علي يديها .. وهو يؤمن ويتيقن بذلك ..وهي كانت تعرف بهذا الحب .. ولكنها ترفضه .. حتي لا تظلمه- من وجهة نظرها-..

وسرعان ماأستسلمت لحبه الكبير .. ولحبها الذي ولد وترعرع في قلبها منذ أول لحظة سمعت فيها صوته .. وسمعت فيها موسيقاه التي أسرتها كما أسرت غيرها من الفاتنات .. منذ أول لحظة تحدثت فيها معه .. وتلامست يداهما بالسلام ..

ولم يتمن في حياته أكثر من الأرتباط بها .. وهي لم تتمن الأبصار سوي لرؤياه ..

رسمت له صورة في خيالها كأوسم الرجال .. رغم أنها لم تري بشري من قبل .. أو لنقل لم تري أي شئ في حياتها .. ولكنها كانت تسمعهم يتحدثون عن وسامته ... ويتحدثون عن الجمال .. وعن نفسها .. فلطالما سمعتهم يتعزلون في جمالها الآخاذ هذا...وهي نفسها حرمت من رؤيته طوال حياته ..

ولم تعرف يوماً معني ان تكون جميلاً - شكلاً - أو قبيحاً .. بل كان حكمها أعمق من هذا بكثير .. حقاً كانت تفتقد بصرها .. ولكن يوماً لم تفقد بصيرتها .

لم يعرف بما يجيبها ... صمت قليلاً ..ثم اراد التحدث .. ولكنه نسي ماكان سيقول ..هذا ان كان قد فكر في ما سيرد به عليها اساساً ..

ومع صمته هذا .. سألته هي مرة أخري :

- حقاً .. أريد أن أعرف .. ماهو الاحمر .. الأخضر .. الأزرق ..

حاول الاجابة .. قال:

- هي كلها ألوان .. الأحمر هو فستانك .. الأخضر هو عيناك الجميلتان هذه .. الأزرق هو السماء فوقك ..

فقاطعته ..

- أعلم كل لون وماأمثلته ، ولكني أريدك أن تصف لي الألوان نفسها ..لماذا نقول أن الأشجار الخضراء لونها جميل .. مع أن ملمسها خشن للغاية .. اذاً اللون ليس بالملمس .. ونقول البحر لونه أزرق وجميل .. مع أنني لا أحب رائحة مياهه من بعيد ..اذاً اللون ليس له رائحة.. وتحبون اللون الاصفر .. وهو لون الصحراء المقحلة .. واللون الأحمر هو لون الدم كما تصفون ..

ظلت تتحدث بنفس هذه الطريقة لتزداد حيرته هو أمام اسئلتها ..

لم يمر به في حياته مايعرف بوصف الألوان .. وكان يجهل هذا تماماً ..

ظلت تكرر في اسئلتها الحائرة هذه .. والدموع تترقق في عينيه .. لكونه عاجزاً امام اسئلتها ..

وظل محدثاً نفسه .. عن عجزه امام اسعادها .. عن عجزه عن أجاباتها ..

ولكن مهلاً ...!!!

فهو عازف موسيقي قدير .. بشهادة كل من حوله وكل من سمعوه ...

عازف علي أوتار المشاعر .. نعم تلك هي الاجابة ...

فلكل موسيقي تأثيرها المزاجي والنفسي .. فهذه تشد الاعصاب .. وهذه ترخيها ... وهذه تثيرك .. وهذه تذكرك بماض حزين .. وهذه تسعدك ..

نعم .. هذا مايعرفه جيداً .. والألوان ايضاً لها نفس هذا التأثير ... وكل لون ومدلوله الشعوري علي الناظر .. وكل موسيقي ومدلولها الشعوري علي السامع ..

فأمسك آلته .. وبدء يجيب علي أسئلتها .. من دون كلمات ... فقط .. ترك شعوره ينساب تجاه كل لون .. فكل لون يثير بداخله أي شعور .. أية مشاعر تثور بداخله ..

يخرجها بموسيقاه .. فيصف لها شعوره باللون .. كل لون له مدلول نفسي معين عنده .. أو حتي سمع عن مدلوله النفسي عند الأخرين .. كان يخرج موسيقي لها نفس المدلول ..

لها نفس الشعور ... علي الأقل من وجهة نظره هو ..

وهي .. سعيدة جداً .. تسمع ... فتشعر بأجابة علي أسئلتها .. نعم .. فقد وصل لها شعور الالوان .. وهذا ماكانت تريده .. فقد ألحت في أسئلتها عليه لثقتها انه الوحيد القادر علي أجابتها ...

وهي الأن تشعر أنها تجد الأجابات .. كما وثقت فيه تماماً .. حقاً .. هو عينيها ..

ثم يعيد قطعة معينة .. فتصف لها شعورها .. بأنها تشير للون كذا .. كما وصف لها هو ..

وأستمرا في هذا ...

وزادت دموع عينيه بكثير هذه المرة ... ولكن تحت هذه الدموع الفرحة كانت مرسومة أسعد ابتسامة مرت به في حياته ... في أروع لحظة سعادة في حياته ..

وهي أيضاً .. لحظة الحصول علي أجوبه لأسئلتها .. ممن وثقت انه لن يجيبها في هذه الدنيا احد ..

سواه ...

فكانت تلك هي أروع وأسعد لحظة في حياتها أيضاً ..

حياتها التي كانت.... (حياة بلا ألوان)
وعرفت شعور الألوان .. علي يديه ..

هو حقاً عينها ..

مما تصفحت ونقلت

عزيزتي أستاذة إلهام رمزي
بارك الله في إختيارك الرائع
تحياتي و مودتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة الرائعة المبدعة@"الهام رمزي"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]