منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 فضل الذكر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51612
نقاط التقييم : 73126
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالسبت أغسطس 25, 2018 9:06 pm

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وأترضَّى عن الصحابة والتابعين ومن والاه.

وبعد:
فإن الذِّكر عبادة فريدة، أمرنا الله بها من دون تقييد بزمان ولا مكان، ولا صفة ولا هيئة ولا عدد، قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41].

وقال: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

وحثَّ عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حثًّا شديدًا، وأخبرنا أن هذه الحياة الدنيا اختبارٌ وامتحان، وصراعٌ بين الخير والشر، بين الإنسان والشيطان، ولا نجاة منه إلا بذكر الله؛ فعن الحارث الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وآمركم بكثرة ذكر الله، وإن مَثَلَ ذلك كمَثَلِ رجل ظلمه العدو، فانطلقوا في طلبه سراعًا، وانطلق حتى أتى حصنًا حصينًا، فأحْرَز نفسه فيه، وكذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد أنفسهم منه إلا بذكر الله))[1].

وأفضل العبادات الصلاة إنما شُرعت له؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14].

وأمرنا بمواصلة الذكر بعد انقضائها، قال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

من أجل هذا طلب رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - من ربه أن يعينه على الاستمرار على هذه العبادة؛ فجاءت وصية المحب لحبيبه معاذ؛ فعن معاذ بن جبل، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي يومًا، ثم قال: ((يا معاذ، إني لأحبك))، فقال له معاذ: بأبي وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، فقال: ((أوصيك يا معاذ، لا تدَعنَّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))[2].

وأمرنا ربنا بالسعي إليه وترك ما تميل إليه النفس من البيع في صلاة الجمعة، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9].

وما خلت آيات الحج عن ذكر الله فيها؛ قال - تعالى -: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198] إلى قوله - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203].

وهذا سيدنا موسى - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - يتوجه بأمر الله إلى أطغى طغاة الدنيا في زمانه فرعون، فيطلب من الله أن يجعل له وزيرًا يرافقه في هذه المهمة الشاقة؛ ليشترك معه، ويشاركه في عبادة الذكر، فقال: ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴾ [طه: 29 - 34].

وسيدنا يونس - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - ضيَّق الله عليه اليابسة، فركب البحر، فضيق عليه في القارب، فأُلقِي في قاع البحر، فضيق عليه البحر، فالتقمه الحوت، ولم يخرجه من ضيقه إلا ذكرُ الله، ولولاه للَبِث في بطنه إلى قيام الساعة، قال - تعالى -: ﴿ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 140 - 144].

ومن المعلوم أن العشو يعني ضعف البصر ليلاً، وهو دون العمى بداهة؛ فأخبرنا ربنا أن من تغافل عن ذكره فعَشَى، قيَّض له شيطانًا فهو له قرين: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].

وأكد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطان واضعٌ خَطْمَه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله - تعالى - خنس، وإن نسي الله الْتقم قلبه))[3].

وهذا ما فهمه ابن عباس - رضي الله عنه - فقال: ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإن ذكر الله خنس، وإن غفل وسوس، وهو قوله - تعالى -: ﴿ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4].

من المعلوم أن الشرع لا يحاسب على النسيان حسابه على التعمد، إلا "عند جلال الناسي أو المنسي"، وعلى هذا جاء حساب مَن نسي ذكره - سبحانه - لجلال الذكر، فقال - تعالى -: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19].

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه: مثل الحي والميت))[4].

ومن معالم الرجولة في القرآن الإقامةُ على ذكر الله، دون الالتفات إلى غيره؛ قال - تعالى -: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37].

والمتتبع للأعمال الصالحة في القرآن، يعلم أن نهايتها وغايتها ذكر الله تعالى؛ قال - عز وجل -: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

ومن علامات النفاق البارزة ذِكرُ الله قليلاً؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

وغاية المحب أن يذكره محبوبُه، وغاية العبد أن يذكره سيدُه، وغاية العابد أن يذكره معبوده، وسبيل ذلك كله ذكرُ الله؛ قال - تعالى -: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

وإن الذي يرى دلائل الذكر في القرآن والسنة، يخلص إلى نتيجة، هي: التنوع في هذه العبادة، فقد جاءت بصيغة الإخبار، وبصيغة الإنشاء، قال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41].

وللتكليف وللتشريف، وللعاقل وغيره من جماد وحيوان ونبات، قال - تعالى -: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44]، وعقب عليها رب العزة، فقال: ﴿ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ ﴾، ولم يقل: (لا تسمعون تسبيحهم)، فلو قال: (لا تسمعون) لما كان لذكر التسبيح معنى للاتعاظ به، وإنما قال: ﴿ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾؛ أي: تسمعونه ولا تفقهونه، ولعل ذلك واضح بقوله - تعالى -: ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾ [الرعد: 13].

ومما لا شك فيه أننا نسمع صوت الرعد، ولكن لا نفقه معناه، حتى قال العلماء: ليس الإعجاز في تسيبح الحصى بيده - صلى الله عليه وسلم - وإنما بسماع صوتها وهي تسبِّح، فعن أبي ذر الغفاري قال: "إني لشاهد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في حلقة وفي يده حصى فسبَّحْنَ في يده، وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فسمع تسبيحهن مَن في الحلقة، ثم دفعهن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر فسبحن مع أبي بكر، سمع تسبيحهن مَن في الحلقة، ثم دفعهن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبحن في يده، ثم دفعهن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر فسبحن في يده، وسمع تسبيحهن مَن في الحلقة، ثم دفعهن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن عفان فسبحن في يده، ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا"[5].

وتنوعت مع أنواع الفعل الثلاثة: الماضي، والمضارع، والأمر، قال - تعالى -: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحديد: 1].

وقال - تعالى -: ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [الجمعة: 1].

وقال - تعالى -: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1].

بل حتى مع غير الزمن إذا خلا الأمر منه، كما في معجزة الإسراء، فقد جاء بصيغة اسم المصدر؛ لأنه لا يعتمد على الزمان، فقال - تعالى -: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

كما جاءت متنوِّعة باللفظ من تسبيح واستغفار وغيره، وعلى درجات مختلفة في الطلب ما بين وجوب وندب، وأتت موزعة على القلب واللسان والعين، وأمها القلب، فعن الأغر المزني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة))[6].

وعن عبدالله بن بسر - رضي الله عنه - أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فمُرْني بأمر أتشبث به، فقال: ((لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله - عز وجل))[7].

ثم إنها جاءت متنوعة في باب المفاضلة، فقد ورد أنه أفضل من باب القتال وضرب الرقاب، ومن ذلك قوله: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غدًا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ذكر الله - عز وجل))[8].

وإذا كان الله - عز وجل - قد أمرنا بالثبات في ساحة القتال عند التحام الصفوف، فقد ثنَّى بالإكثار من الذكر في هذه اللحظات؛ فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

كما نوَّع في المُلْهِيات؛ كالشيطان، والتجارة، والأموال، والأولاد، فنبَّهنا ربنا ألاَّ ننشغل بهم عن ذكره، ومن فعل ذلك كان - في ميزانه - من الخاسرين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].

وقال - تعالى -: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

ونوع أيضًا فيمن أعرض عن الذكر ما بين لاهٍ، ولاعب، ومعرِض، قال - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 42].

ونوَّع القلوب المتلقية له ما بين قلوب وَجِلة، وأخرى قاسية أو مشمئزَّة، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].

وقال - تعالى -: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر: 22].

وقال - تعالى -: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45].

حتى نوع في ذكر المتأثرات؛ من قلبٍ، وجلد، وعين؛ قال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 35].

وقال - تعالى -: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23].

وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله ... ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))[9].

ونوَّع في المطلوب منهم ما بين فرد وجماعة، بقوله: (اذكر) بلفظ المفرد، و(اذكروا) بلفظ الجمع.

كما نوَّع في الأداء ما بين سر وإعلان، قال - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ * إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [الأعراف: 205، 206].

وقال - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 63].

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((قال الله: يا بن آدم، إن ذكرتَني في نفسك، ذكرتُك في نفسي، وإن ذكرتَني في ملأ، ذكرتُك في ملأ من الملائكة، أو في ملأ خير منهم...))[10].

ومن هنا، فإن هذه القواعد الكلية، والعمومات القولية - لا تفتقر إلى مفسرات فعلية، وإنما الأفعال فيها مندرجات تحتها؛ كالفرد تحت النوع، أو كالنوع تحت الجنس، "وإفراد فرد بالذكر لا يخصصه".

وكل ما سبق ليس محل اختلاف كما هو معلوم، ويعد هذا أصلاً في جواز التنوع ومنه الجهر بالذكر، والله أعلم بالصواب.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مروى
عضو مشارك
عضو مشارك
مروى

انثى
تاريخ التسجيل : 25/08/2018
عدد المشاركات : 53
نقاط التقييم : 55
بلد الاقامة : المملكة المغربية
علم بلدك : Morocco المغرب
الجدي

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالسبت أغسطس 25, 2018 11:54 pm

بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
وجعل ما طرحتم بموازين حسناتكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالأحد أغسطس 26, 2018 10:54 pm

ا/ باسند



شكرا على موضوعك الجميل

والطرح المتميز المفيد

بارك الله فيكم

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51612
نقاط التقييم : 73126
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالإثنين أغسطس 27, 2018 12:58 am

مروى كتب:
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
وجعل ما طرحتم بموازين حسناتكم
شكرا لك عزيزتي مروى
نورت بمرورك العطر 

تقبلي تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51612
نقاط التقييم : 73126
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالإثنين أغسطس 27, 2018 1:01 am

ايمان الساكت كتب:
ا/ باسند



شكرا على موضوعك الجميل

والطرح المتميز المفيد

بارك الله فيكم

ارق التحايا
شكرا لك غاليتي ايمان الساكت 

نورت بمرورك العطر 

تقبلي تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مروان
الطيبة وصفاء القلب
مروان

ذكر
تاريخ التسجيل : 22/01/2014
عدد المشاركات : 6978
نقاط التقييم : 9840
بلد الاقامة : المنصوره
علم بلدك : Egypt مصر
الجدي

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالإثنين أغسطس 27, 2018 11:12 pm

دائما متألقه علي عرش اشتياق امي الغالية باسند حبيبة كل القلوووب الاشتياقيه علي العموووووم
منوره ومعطره اشتياق بتواجد حضرتك استاذتي الفاضله باسند الام الروحيه ، ربنا يسعدك ويفرحك علي الدوام
لكم في فـــــــــؤادي منزل متفـــــــردمتفـــــــردِِِِِِِِِ
و حبكـــــــم في القلـــــب ٱمر مؤكــــــــد
لمــــا لا.
و أنتم إخــــوة الديــــــن و الهـــــــــــــدى
بكم تزدهي أيــــــام عمـــــــري و تسعــــــــــــد
لذا أقولها راجيــــــا من الله أجرهـــــــا
أحبكـــــم في الله و الله سبحانــــه و تعالـــــى يشهــــــــد .

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51612
نقاط التقييم : 73126
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالإثنين أغسطس 27, 2018 11:16 pm

ربي يسعدك ابني الغالي مروان باشا الفاضل 

مروك اسعدني 

يارب يسعد ايامك ويطول في عمرك بالصحه و العافيه 

تقبل تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالخميس أكتوبر 04, 2018 3:21 pm

الأستاذة العزيزة الغالية الرائعة المبدعة المتميزة باسند

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51612
نقاط التقييم : 73126
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

فضل الذكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الذكر   فضل الذكر Emptyالخميس أكتوبر 04, 2018 11:13 pm

الدكتور خليل البدوي كتب:

الأستاذة العزيزة الغالية الرائعة المبدعة المتميزة باسند


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اخي الغالي دكتور خليل بدوي الموقر 

شكرا لمرورك الالق 

بارك الله فيك ورعاك 

تقبل تحياتي و تقديري

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل الذكر
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من فوائد الذكر
» ما هو أفضل الذكر .. ؟!!
» من أقوال أهل الذكر
» من أقوال أهل الذكر
» مجالس الذكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق الاسلام-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
باسند - 51612
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
فضل الذكر Vote_rcap1فضل الذكر Voting_bar1فضل الذكر Vote_lcap1