الحكمــــــــة من ذكر الانبياء في القرآن الكريم.
لقد اصطفى الله سبحانه وتعالى رسله وأنبيائه وبعثهم تترى مبشرين ومنذرين ليبلغوا رسالته إلى الخلق ومن هؤلاء الأنبياء والرسل من قص الله علينا قصصهم لتكون عبرة لأولي الألباب ومنهم من لم يقصص علينا وله في ذلك-سبحانه-حِكم منها ما علمنا ومنها ما لم نعلم.
ويذكر لنا القران الكريم أنه ما من رسول بعثه الله إلا وابتلاه في جسده وماله,أو ابتلاه بإيذاء قومه له قولا وفعلاً ,أوابتلاه بالسجن أو الحرق ,أو ابتلاه في فلذة كبده أو أهله وعشيرته,أو ابتلاه بالعطاء الجزيل والحُكم والقوة-إذ النعمة أيضاً ابتلاء-ومن النساء الصديقات الطاهرات المصطفيات من أبتلين في عِرضهن ,وأزواجهن,وأبنائهن,ومن الانبياء من ابتلاه بعناد امة عاتية أو بسطوة جبّار عنيد,أو بسطوة سلطان متأله,أو باستكبار طاغية مستبد ..لكن هؤلاء الأنبياء وأنصارهم من المؤمنين الصادقين احتسبوا وصبروا واصطبروا وجاهدوا في الله حق جهاده وبلغوا ما كُلفوا به دون تردد ....
أن الله تعالى قص على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أخبار الماضين من الأنبياء والأمم الخالية لخمس حِكَم::
الحكمة الأولى
إظهار لنبوته صلى الله عليه وسلم ,وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لكن الله أوحى إليه أخبار ما مضى من القرون وسير الأنبياء والملوك فصدقه العاقلون وكذبه المعاندون.
{وَقَالّوا أََسَطير ألأوَّلينَ أكْتَتَبَها فَهيَ تُملى عَليهِ بُكْرَةً وأصِيلاً}الفرقان
وجاء الرد القرآني قاطعاً:
{قُل أَنزَلَهُ ألذِي يَعَلَمُ ألسِرَ في ألسَمَواتِ وَألأَرضِ}الفرقان
الحِكمة الثانية
إنما قص عليه القصص لتكون له أسوة وقدوة بمكارم أخلاق الرسل والأنبياء من قبله فيما أخبر الله عنهم ولتنتهي أمته عن أُمور عوقبت أمم الأنبياء بمخالفتها عليها..
الحِكمة الثالثة
تثبيتاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشرفه وشرف أمته وعُلو أقدارهم..
الحِكمة الرابعة
إنما قص الله تعالى عليه القصص تأديباً وتهذيباً لأمته وذلك ذكر الأنبياء وثوابهم والأعداء وعقابهم فقال سبحانه وتعالى:
{لَقَد كانَ فيِ قَصَصهِم عِبرة لأوُليِ الألَبب}يوسف
وقال:{وَهُدىً وَمَوعِظَةً للِمُتَقِين}آل عمران
الحِكمة الخامسة
فهي إحياء لذكر وآثار الأنبياء والأولياء الماضين.
هذه هي مقاصد قصص الأنبياء فيها من كل عبر الحياة:فيها عبرة الخلق,والطاعة,والمعصية,والإيمان والكفر,والأمانة والخيانة,والعدل والظلم.فيها عبرة الوفاء والغدر,والتعفف والدنس,وعبرة الحق والباطل
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
