منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
رباعيات في حبك
عبق ذكراك بقلمي مونتاجي والقائي الصوتي
عبارات عن القرآن في رمضان
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:20 am
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:01 am
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نوره الدوسري
نائبة المدير العام سابقا
اديبة وقاصة سعودية - مهرة اشتياق

نوره الدوسري

انثى
تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد المشاركات : 8809
نقاط التقييم : 15343
علم بلدك : Saudi السعودية

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Empty
مُساهمةموضوع: الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك   الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Emptyالإثنين يونيو 24, 2013 7:16 pm

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم


كان للقصيد في الشعر العربي في العصر الجاهلي غالباً منهج محدد، يسلكه الشاعر، سواء أكان الشاعر مقلاً أم كان مكثراً، فكانت القصيدة تبدأ بمقدمة غزلية، يتغزل فيها الشاعر بامرأة، يذكر اسمها وتعلق قلبه بها، ويصفها وصفاً حسياً أو معنوياً، ويقف على أطلال ديارها يشكو هجرانها له، ويحيي ذكرياته معها في تلك الديار التي أقفرت من ساكنيها، وسمي هذا لمطلع للقصيدة: "الوقوف على الأطلال".

وكان يفعل ذلك الشعراء الذين اشتهروا بالمجون، والذين اتصفوا بالعقل والرزانة، والشعراء الشباب، والشعراء الذين تقدمت بهم السن، فالشاب طرفة بن العبد يقول:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
والماجن امرؤ القيس يستوقف صاحبيه على أطلال محبوبته:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بسقط اللوى بين الدخول فحومل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
والشيخ الهرم الذي نيف على الثمانين زهير بن أبي سلمى يقول:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بحومانة الدراج المتثلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقفت بها من بعد عشرين حجة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلأياً عرفت الدار بعد توهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
وهذا الغزل لم يكن تغزلاً بزوجة الشاعر دائماً، فقد يتغزل بها أو بغيرها، وغالباً ما يكون بغير زوجته، ضناً بها عن أن يتحدث عنها الناس. وكانت هذه الطريقة أسلوباً سلكه الشعراء في العصر الجاهلي، واستمروا عليه حتى بعد ظهور الإسلام، فالشعراء المخضرمون الذين أسلموا ساروا على هذا النهج، وشعراء العصر الأموي لم يخرجوا عليه.. إلى أن لحق التجديد نهج الشعر في العصر العباسي، بعد معركة كلامية حامية بين من خرج على هذا النهج (المحدثين) ومن بقي عليه (المحافظين).
 
وعندما جاء الإسلام بعقيدة جديدة على المجتمع الجاهلي، وبأخلاق سامية نبيلة، هذبت هذه العقيدة سلوك أفراد المجتمع، نتيجة تحريم الخمرة، وطلب الحفاظ على العرض وغض البصر... فلم يكن بد من أن يلتزم المجتمع بذلك في سلوك أفراده.

أما الشعراء، فقد قال الله تعالى عنهم في كتابه العزيز ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 224 - 226] ومع ذلك، كان منهم شعراء مسلمون يؤدون دورهم الإعلامي، ويجاهدون بالكلمة المنافحة عن الإسلام والمسلمين، وقد استمروا على النهج الذي كانوا عليه؛ فكانوا يبدؤون قصائدهم بالغزل التقليدي، ويقفون على الأطلال، ولم يكن المسلمون يحاسبونهم على كل كلمة يقولونها في شعرهم، ولا يستنكر عليهم ذلك أحد: فهذا كعب بن زهير بن أبي سلمى كما تروي كتب الأدب والتاريخ، يقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدحه ويعتذر إليه عما بدر منه من هجاء له وعن محاربته للإسلام بشعره، ويفتتح قصيدته، على عادة شعراء الجاهلية بالوقوف على الأطلال، بل بالغزل مباشرة فيقول:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

متيم إثرها لم يفد مكبول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلا أغن غضيض الطرف مكحول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هيفاء، مقبلة، عجزاء مدبرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا يشتكى قصر منها ولا طول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كأنه منهل بالراح معلول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شجت بذي شبم من ماء محنية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فيا لها خلة قد سيط من دمها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فجع وولع وإخلاف وتبديل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فما تدوم على حال تكون بها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كما تلوّن في أثوابها الغول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما تمسّك بالوعد الذي وعدت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلا كما تمسك الماء الغرابيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما مواعيدها إلى الأباطيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أرجو وآمل أن تدنو مودتها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما لهن، إخال، الدهرَ تعجيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أمست سعاد بأرض لا تبلغها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلا العتاق النجيبات المراسيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهو يصرح بذكر اسم المرأة التي يتغزل بها، ويصف جمالها وكمالها وأخلاقها الحسنة وعاداتها.. فهي هيفاء عجزاء مكحولة العينين ذات صوت أغن، معتدلة القوام، وتعد وتخلف، وتتلون وتتقلب.. أوصاف جسدية ومعنوية.

والرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إليه، فلا ينهره ولا يردعه! وأين يلقي كعب قصيدته هذه؟ إنه يلقيها بين يدي الرسول عليه السلام، وفي مسجده وبعد صلاة الفجر، ويروي هذه القصيدة ابن هشام في سيرته في الصفحة 153 من الجزء 4، كما يرويها ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" في الصفحة 370 من الجزء الرابع، مقدماً لها بقوله:
وجاء به رجل من جهينة بينه وبينه معرفة فغدا به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح، فصلى مع رسول الله ثم أشار له إلى رسول الله، فقال، هذا رسول الله، فقم إليه فاستأذنه، وقام فجلس إلى رسول الله، ووضع يده في يده، والرسول لا يعرفه.

وقد يقول قائل: إن كعباً نظم هذه القصيدة وهو جاهلي، وقبل أن يسلم، ولا يعرف أحكام الإسلام.

ولكن الحقيقة أن كعباً لم يكن يجهل مفاهيم الإسلام، فقد كان يهجو الرسول والمسلمين، وترددت الرسائل بينه وبين أخيه المسلم بجير مرات، كما أن المشركين كانوا يعرفون مفاهيم الإسلام ومواقفه الأخلاقية.. وسواء أكان هذا أم ذاك، فإن الرسول عليه السلام لم يعنفه على ما قال في مطلع قصيدته، ولم يرشده إلى التخلي عن ذلك، بل يورد ابن كثير، أن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه الصحابة إلى بيت كعب:
نبئت أن رسول الله أوعدني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والعفو عند رسول الله مأمول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
فأشار رسول الله إلى من معه (أن اسمعوا).

ويروى أن الرسول تدخل في صياغة بعض أبيات القصيدة فعندما قال كعب:
مهند من سيوف الهند مسلول

فسأله الرسول: ألا يصح.. من سيوف الله؟ قال: بلى.

وهذا يدل على أن الرسول عليه السلام، لم يعترض على أبيات المقدمة، واستمع إليها مع كثرة أبياتها!

وحسان بن ثابت شاعر الرسول، الذي نافح بشعره عن الإسلام وعن الرسول، له قصيدته الهمزية، التي تتصدر ديوانه، ويرويها كاملة ابن هشام في سيرته (في الصفحة 43 من الجزء الرابع)، فيما قيل من شعر في يوم الفتح، كما يذكرها ابن كثير بتمامها (في تاريخه في الصفحة 310 من الجزء الرابع)، ولا يتورع أي منهما عن ذكرها في كتابه، وهذه القصيد يبدؤها حسان بوصف الأطلال ثم بالغزل فيقول:
عفت ذات الأصابع فالجواء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلى عذراء منزلها خلاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فدع هذا، ولكن من لطيف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يؤرقني إذا ذهب العشاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لشعثاء التي قد تيمته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فليس لقلبه منها شفاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عدمنا خيلنا إن لم تروها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تثير النقع موعدها كداء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فحسان في هذه الأبيات لم يكتف بالوقوف على أطلال شعثاء بل تغزل بها، فطيفها يؤرقه، ولا شفاء لقلبه منها.. ويزيد على ذلك أنه يذكر أربعة أبيات يتحدث فيها عن الخمرة.

وقد يقول قائل: هذه المقدمة ليست جزءاً من قصيدة حسان في مدح الرسول وفتح مكة، إنما هي مقدمة لقصيدة أخرى من شعر حسان في جاهليته، اتفقت في الوزن والقافية والروي وحركته، مع القصيدة التي تحدث فيها عن فتح مكة.

ولكن ما يلفت النظر أن ديوان حسان لا يحتوي على قصيدة همزية أخرى بهذه المواصفات، وكذلك لم يشر جامع الديوان ولا ابن هشام ولا ابن كثير إلى انفصال المقدمة عن بقية القصيدة، كما أن العالمين الجليلين ابن هشام وابن كثير، لم يعلقا على القصيدة بنقد أو بعيب أو أي إشارة إلى تناقض هذه  المقدمة مع أحكام الإسلام، فكأنهما نظرا إليها من الناحية البيانية والشعرية، على أنها شيء مألوف ومعروف ومعفوّ عنه في أوساط الأدب والأدباء، فلا يثير عندهم شيئاً من الاستنكار. ولذلك يستغرب المرء الآن أن يجد من يستنكر إلقاء الشعر في المسجد أو يعترض على من يرد في شعره كلمة غزلية عابرة من مثل "فالوجه الباسم لامرأة وسط حقول الرمان، أجمل من أشعاري وقوافيّ".

ولم تكن قصيدة حسان السابقة هي الوحيدة التي يفتتحها بالمقدمة الطللية والغزل، بل هناك قصيدة أخرى أوردها ابن كثير (في الصفحة 361 من الجزء الرابع)، في ما كان من أمر الأنصار وتأخرهم عن الغنيمة بعد حصار الطائف.

قال حسان:
ذر الهموم، فماء العين منحدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شحا إذا حفلته عبرة درر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وجدا بشماء إذ شماءُ بهكنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هيفاء لا ذنن فيها ولا خور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دع عنك شماء إذ كانت مودتها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نزراً، وشر وصال الواصل النزر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأنت الرسول، وقل يا خير مؤتمن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للمؤمنين إذا ما عدد البشر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
فهو يأخذه الوجد بشماء، وهي بضة ناعمة دقيقة الخصر ما فيها ضعف ولا فتور. وهذا كله بعد غزوة الطائف في أواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يعترض عليه رسول الله ولا الصحابة، ولم يستنكر ذلك منه ابن كثير صاحب التفسير والحافظ للحديث والفقيه السلفي، وأورد ذلك في كتابه.

ولو كانت كتب التاريخ تروي كل القصائد كاملة لوجدنا لكثير من قصائد الشعراء المخضرمين مقدمات طللية غزلية، ولكن الغالب على هذه الكتب أن تذكر من القصيدة الأبيات التي لها علاقة بالحدث المقصود. وكل هذا يدل على أن النظرة إلى الأدب والشعر خاصة، كانت غير متشددة، وفيها تساهل لا نجده مع النصوص النثرية، ولعل ذلك داخل في باب فهمهم لقول الله تعالى عن الشعراء: ﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 226] وأنهم يتطرقون إليه من غير تزيين له وإغراء به.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى الشبوط
صاحب ومؤسس الموقع (رحمة الله عليه )
صاحب ومؤسس الموقع  (رحمة الله عليه )
مصطفى الشبوط

ذكر
تاريخ التسجيل : 30/11/2007
عدد المشاركات : 17651
نقاط التقييم : 23812
بلد الاقامة : عراقي مقيم بهولندا
علم بلدك : علم العراق

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك   الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Emptyالإثنين يونيو 24, 2013 11:00 pm

تسلمي راقيتنا مها سالم على نقلك هذه الدراسة القيمة

تقبلي مني اصدق التحايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eshtyak.ahlamontada.com
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك   الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Emptyالسبت يوليو 06, 2013 12:58 pm

دراسة رائعة ...سلمت يداكى....لك كل الود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك   الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Emptyالإثنين يناير 13, 2014 10:54 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك   الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Emptyالأربعاء يناير 22, 2014 7:10 pm



أديبتنا القاصة القديرة
من بحور أدبياتك النيرة
كان لنا وقفة ميسرة
لموضوع فيه الرقي
ينضح بعد كل عبارة
أشكرك على روعة ما قدمتي
وعلى إثراءكِ لمكتبة فاخرة
وأشكرك على هذه الدراسات القيمة
وعلى إنتقاءاتكِ الأديبة المهمة 
التي تجلت هنا بأجمل المعاني 
وبدراسة مفصلة باللغة والمباني
أديبتنا نورة الدوسري
لكِ ولروحكِ الأحداق شاكرة
مع أصدق تحياتي ومحبة وافرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك   الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 7:27 pm

نوره الدوسري كتب:
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم


كان للقصيد في الشعر العربي في العصر الجاهلي غالباً منهج محدد، يسلكه الشاعر، سواء أكان الشاعر مقلاً أم كان مكثراً، فكانت القصيدة تبدأ بمقدمة غزلية، يتغزل فيها الشاعر بامرأة، يذكر اسمها وتعلق قلبه بها، ويصفها وصفاً حسياً أو معنوياً، ويقف على أطلال ديارها يشكو هجرانها له، ويحيي ذكرياته معها في تلك الديار التي أقفرت من ساكنيها، وسمي هذا لمطلع للقصيدة: "الوقوف على الأطلال".

وكان يفعل ذلك الشعراء الذين اشتهروا بالمجون، والذين اتصفوا بالعقل والرزانة، والشعراء الشباب، والشعراء الذين تقدمت بهم السن، فالشاب طرفة بن العبد يقول:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
والماجن امرؤ القيس يستوقف صاحبيه على أطلال محبوبته:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بسقط اللوى بين الدخول فحومل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
والشيخ الهرم الذي نيف على الثمانين زهير بن أبي سلمى يقول:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بحومانة الدراج المتثلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقفت بها من بعد عشرين حجة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلأياً عرفت الدار بعد توهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
وهذا الغزل لم يكن تغزلاً بزوجة الشاعر دائماً، فقد يتغزل بها أو بغيرها، وغالباً ما يكون بغير زوجته، ضناً بها عن أن يتحدث عنها الناس. وكانت هذه الطريقة أسلوباً سلكه الشعراء في العصر الجاهلي، واستمروا عليه حتى بعد ظهور الإسلام، فالشعراء المخضرمون الذين أسلموا ساروا على هذا النهج، وشعراء العصر الأموي لم يخرجوا عليه.. إلى أن لحق التجديد نهج الشعر في العصر العباسي، بعد معركة كلامية حامية بين من خرج على هذا النهج (المحدثين) ومن بقي عليه (المحافظين).
 
وعندما جاء الإسلام بعقيدة جديدة على المجتمع الجاهلي، وبأخلاق سامية نبيلة، هذبت هذه العقيدة سلوك أفراد المجتمع، نتيجة تحريم الخمرة، وطلب الحفاظ على العرض وغض البصر... فلم يكن بد من أن يلتزم المجتمع بذلك في سلوك أفراده.

أما الشعراء، فقد قال الله تعالى عنهم في كتابه العزيز ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 224 - 226] ومع ذلك، كان منهم شعراء مسلمون يؤدون دورهم الإعلامي، ويجاهدون بالكلمة المنافحة عن الإسلام والمسلمين، وقد استمروا على النهج الذي كانوا عليه؛ فكانوا يبدؤون قصائدهم بالغزل التقليدي، ويقفون على الأطلال، ولم يكن المسلمون يحاسبونهم على كل كلمة يقولونها في شعرهم، ولا يستنكر عليهم ذلك أحد: فهذا كعب بن زهير بن أبي سلمى كما تروي كتب الأدب والتاريخ، يقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدحه ويعتذر إليه عما بدر منه من هجاء له وعن محاربته للإسلام بشعره، ويفتتح قصيدته، على عادة شعراء الجاهلية بالوقوف على الأطلال، بل بالغزل مباشرة فيقول:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

متيم إثرها لم يفد مكبول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلا أغن غضيض الطرف مكحول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هيفاء، مقبلة، عجزاء مدبرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا يشتكى قصر منها ولا طول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كأنه منهل بالراح معلول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شجت بذي شبم من ماء محنية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فيا لها خلة قد سيط من دمها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فجع وولع وإخلاف وتبديل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فما تدوم على حال تكون بها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كما تلوّن في أثوابها الغول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما تمسّك بالوعد الذي وعدت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلا كما تمسك الماء الغرابيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما مواعيدها إلى الأباطيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أرجو وآمل أن تدنو مودتها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وما لهن، إخال، الدهرَ تعجيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أمست سعاد بأرض لا تبلغها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلا العتاق النجيبات المراسيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهو يصرح بذكر اسم المرأة التي يتغزل بها، ويصف جمالها وكمالها وأخلاقها الحسنة وعاداتها.. فهي هيفاء عجزاء مكحولة العينين ذات صوت أغن، معتدلة القوام، وتعد وتخلف، وتتلون وتتقلب.. أوصاف جسدية ومعنوية.

والرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إليه، فلا ينهره ولا يردعه! وأين يلقي كعب قصيدته هذه؟ إنه يلقيها بين يدي الرسول عليه السلام، وفي مسجده وبعد صلاة الفجر، ويروي هذه القصيدة ابن هشام في سيرته في الصفحة 153 من الجزء 4، كما يرويها ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" في الصفحة 370 من الجزء الرابع، مقدماً لها بقوله:
وجاء به رجل من جهينة بينه وبينه معرفة فغدا به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح، فصلى مع رسول الله ثم أشار له إلى رسول الله، فقال، هذا رسول الله، فقم إليه فاستأذنه، وقام فجلس إلى رسول الله، ووضع يده في يده، والرسول لا يعرفه.

وقد يقول قائل: إن كعباً نظم هذه القصيدة وهو جاهلي، وقبل أن يسلم، ولا يعرف أحكام الإسلام.

ولكن الحقيقة أن كعباً لم يكن يجهل مفاهيم الإسلام، فقد كان يهجو الرسول والمسلمين، وترددت الرسائل بينه وبين أخيه المسلم بجير مرات، كما أن المشركين كانوا يعرفون مفاهيم الإسلام ومواقفه الأخلاقية.. وسواء أكان هذا أم ذاك، فإن الرسول عليه السلام لم يعنفه على ما قال في مطلع قصيدته، ولم يرشده إلى التخلي عن ذلك، بل يورد ابن كثير، أن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه الصحابة إلى بيت كعب:
نبئت أن رسول الله أوعدني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والعفو عند رسول الله مأمول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
فأشار رسول الله إلى من معه (أن اسمعوا).

ويروى أن الرسول تدخل في صياغة بعض أبيات القصيدة فعندما قال كعب:
مهند من سيوف الهند مسلول

فسأله الرسول: ألا يصح.. من سيوف الله؟ قال: بلى.

وهذا يدل على أن الرسول عليه السلام، لم يعترض على أبيات المقدمة، واستمع إليها مع كثرة أبياتها!

وحسان بن ثابت شاعر الرسول، الذي نافح بشعره عن الإسلام وعن الرسول، له قصيدته الهمزية، التي تتصدر ديوانه، ويرويها كاملة ابن هشام في سيرته (في الصفحة 43 من الجزء الرابع)، فيما قيل من شعر في يوم الفتح، كما يذكرها ابن كثير بتمامها (في تاريخه في الصفحة 310 من الجزء الرابع)، ولا يتورع أي منهما عن ذكرها في كتابه، وهذه القصيد يبدؤها حسان بوصف الأطلال ثم بالغزل فيقول:
عفت ذات الأصابع فالجواء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلى عذراء منزلها خلاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فدع هذا، ولكن من لطيف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يؤرقني إذا ذهب العشاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لشعثاء التي قد تيمته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فليس لقلبه منها شفاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عدمنا خيلنا إن لم تروها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تثير النقع موعدها كداء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فحسان في هذه الأبيات لم يكتف بالوقوف على أطلال شعثاء بل تغزل بها، فطيفها يؤرقه، ولا شفاء لقلبه منها.. ويزيد على ذلك أنه يذكر أربعة أبيات يتحدث فيها عن الخمرة.

وقد يقول قائل: هذه المقدمة ليست جزءاً من قصيدة حسان في مدح الرسول وفتح مكة، إنما هي مقدمة لقصيدة أخرى من شعر حسان في جاهليته، اتفقت في الوزن والقافية والروي وحركته، مع القصيدة التي تحدث فيها عن فتح مكة.

ولكن ما يلفت النظر أن ديوان حسان لا يحتوي على قصيدة همزية أخرى بهذه المواصفات، وكذلك لم يشر جامع الديوان ولا ابن هشام ولا ابن كثير إلى انفصال المقدمة عن بقية القصيدة، كما أن العالمين الجليلين ابن هشام وابن كثير، لم يعلقا على القصيدة بنقد أو بعيب أو أي إشارة إلى تناقض هذه  المقدمة مع أحكام الإسلام، فكأنهما نظرا إليها من الناحية البيانية والشعرية، على أنها شيء مألوف ومعروف ومعفوّ عنه في أوساط الأدب والأدباء، فلا يثير عندهم شيئاً من الاستنكار. ولذلك يستغرب المرء الآن أن يجد من يستنكر إلقاء الشعر في المسجد أو يعترض على من يرد في شعره كلمة غزلية عابرة من مثل "فالوجه الباسم لامرأة وسط حقول الرمان، أجمل من أشعاري وقوافيّ".

ولم تكن قصيدة حسان السابقة هي الوحيدة التي يفتتحها بالمقدمة الطللية والغزل، بل هناك قصيدة أخرى أوردها ابن كثير (في الصفحة 361 من الجزء الرابع)، في ما كان من أمر الأنصار وتأخرهم عن الغنيمة بعد حصار الطائف.

قال حسان:
ذر الهموم، فماء العين منحدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شحا إذا حفلته عبرة درر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وجدا بشماء إذ شماءُ بهكنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هيفاء لا ذنن فيها ولا خور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دع عنك شماء إذ كانت مودتها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نزراً، وشر وصال الواصل النزر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأنت الرسول، وقل يا خير مؤتمن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للمؤمنين إذا ما عدد البشر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
فهو يأخذه الوجد بشماء، وهي بضة ناعمة دقيقة الخصر ما فيها ضعف ولا فتور. وهذا كله بعد غزوة الطائف في أواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يعترض عليه رسول الله ولا الصحابة، ولم يستنكر ذلك منه ابن كثير صاحب التفسير والحافظ للحديث والفقيه السلفي، وأورد ذلك في كتابه.

ولو كانت كتب التاريخ تروي كل القصائد كاملة لوجدنا لكثير من قصائد الشعراء المخضرمين مقدمات طللية غزلية، ولكن الغالب على هذه الكتب أن تذكر من القصيدة الأبيات التي لها علاقة بالحدث المقصود. وكل هذا يدل على أن النظرة إلى الأدب والشعر خاصة، كانت غير متشددة، وفيها تساهل لا نجده مع النصوص النثرية، ولعل ذلك داخل في باب فهمهم لقول الله تعالى عن الشعراء: ﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 226] وأنهم يتطرقون إليه من غير تزيين له وإغراء به.
اللهم صلي و سلم و بارك عليك يا رسول الله
ما أحلمك و ما أجملك و ما أروعك

موضوع و لا أروع
تحياتي و مودتي
 elephant 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: سالني الرسول صلى الله عليه واله وسلم يا علي اتحب شيئا؟
» صور الرسول صل الله عليه وسلم ..
» من أستعاذات الرسول صلى الله عليه وسلم
» نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم
» ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
باسند - 51660
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_rcap1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Voting_bar1الغزل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ,, صدقي البيك Vote_lcap1