منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 موسوعة شخصيات إسلامية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:45 pm



سعيد بن زيد (ع)

ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، أبو الأعور القرشي العدوي .

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، ومن السابقين الأولين البدريين ، ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .

شهد المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وشهد حصار دمشق وفتحها ، فولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح ، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة .

وله أحاديث يسيرة . فله حديثان في الصحيحين . وانفرد البخاري له بحديث .

روى عنه ابن عمر ، وأبو الطفيل ، وعمرو بن حريث ، وزر بن حبيش ، وأبو عثمان النهدي ، وعروة بن الزبير ، وعبد الله بن ظالم ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وطائفة .

قرأت على أحمد بن عبد الحميد ، أخبركم الإمام أبو محمد ابن قدامة سنة ثمان عشرة وست مائة ،أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة ، بقراءتي ، أنبأنا طراد بن محمد الزينبي ، أنبأنا ابن رزقويه ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن يحيى الطائي ، سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة ، حدثنا علي بن حرب ، حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عمرو بن حريث ، عن سعيد بن زيد بن عمرو ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل ، وماؤها شفاء للعين .

أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة، فوقع لنا بدلا عاليا .

قرأت على علي بن عيسى التغلبي ، أخبركم محمد بن إبراهيم الصوفي سنة عشرين وست مائة ، أنبأنا أبو طاهر السلفي ، أنبأنا عبد الله الثقفي ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، أنبأنا حاجب بن أحمد ، حدثنا عبد الرحيم ، هو ابن منيب ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن طلحة عن سعيد بن زيد يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين، ومن قتل دون ماله فهو شهيد .

هذا حديث صالح الإسناد ، لكنه فيه انقطاع ؛ لأن طلحة بن عبد الله بن عوف لم يسمعه من سعيد . رواه مالك ، ويونس ، وجماعة ، عن الزهري فأدخلوا بين طلحة وسعيد : عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري . أخرجه البخاري عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري .

كان والده زيد بن عمرو ممن فر إلى الله من عبادة الأصنام ، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم ، فرأى النصارى واليهود ، فكره دينهم، وقال : اللهم إني على دين إبراهيم ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم -عليه السلام- كما ينبغي ، ولا رأى من يوقفه عليها ، وهو من أهل النجاة ، فقد شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه يبعث أمة وحده وهو ابن عم الإمام عمر بن الخطاب، رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولم يعش حتى بعث .

فنقل يونس بن بكير ، وهو من أوعية العلم بالسير ، عن محمد بن إسحاق قال : قد كان نفر من قريش : زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، وعثمان بن الحارث بن أسد ، وعبيد الله بن جحش ، وأميمة ابنة عبد المطلب حضروا قريشا عند وثن لهم ، كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم ، فلما اجتمعوا ، خلا أولئك النفر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : تصادقوا وتكاتموا ، فقال قائلهم : تعلمن والله ما قومكم على شيء ، لقد أخطئوا دين إبراهيم وخالفوه ، فما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع ، فابتغوا لأنفسكم.

قال : فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض ، يلتمسون أهل كتاب من اليهود والنصارى والملل كلها يتطلبون الحنيفية ، فأما ورقة فتنصر ، واستحكم في النصرانية ، وحصل الكتب ، وعلم علما كثيرا ، ولم يكن فيهم أعدل شأنا من زيد ؛ اعتزل الأوثان والملل إلا دين إبراهيم، يوحد الله -تعالى- ولا يأكل من ذبائح قومه ، وكان الخطاب عمه قد آذاه ، فنزح عنه إلى أعلى مكة ، فنزل حراء ، فوكل به الخطاب شبابا سفهاء لا يدعونه يدخل مكة ، فكان لا يدخلها إلا سرا.

وكان الخطاب أخاه أيضا من أمه ، فكان يلومه على فراق دينه . فسار زيد إلى الشام والجزيرة والموصل يسأل عن الدين .

أخبرنا يوسف بن أحمد بن أبي بكر الحجار ، أنبأنا موسى بن عبد القادر ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا ، (ح) وأنبأنا أحمد بن المؤيد ، أنبأنا الحسن بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني . وقرأت على عمر بن المنعم ، في سنة ثلاث وتسعين ، عن أبي اليمن الكندي ، إجازة في سنة ثمان وست مائة ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله ، قالوا : أنبأنا محمد بن محمد الزينبي ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا عيسى بن حماد ، أنبأنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش ، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : مه ! لا تقتلها . أنا أكفيك مؤنتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت ، دفعتها إليك ، وإن شئت ، كفيتك مؤنتها .

هذا حديث صحيح غريب ، تفرد به الليث ؛ وإنما يرويه عن هشام كتابة ، وقد علقه البخاري في " صحيحه " فقال : وقال الليث : كتب إلي هشام ، فذكره . وقد سمعه ابن إسحاق من هشام .

وعندي بالإسناد المذكور إلى الليث ، عن هشام نسخة ، فمن أنكر ما فيها : عن أبيه عروة أنه قال : مر ورقة بن نوفل على بلال وهو يعذب ، يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول : أحد أحد ، فقال ورقة : أحد أحد يا بلال ، صبرا يا بلال . لم تعذبونه ؟ فوالذي نفسي بيده ، لئن قتلتموه ، لأتخذنه حنانا . يقول : لأتمسحن به . هذا مرسل . وورقة لو أدرك هذا ، لعد من الصحابة ، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة كما في الصحيح .

يونس بن بكير : عن ابن إسحاق ، حدثني هشام ، عن أبيه ، عن أسماء أن ورقة كان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك ، عبدتك به ، ولكني لا أعلم ، ثم يسجد على راحته .

يونس بن بكير ، وعدة : عن المسعودي ، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : مر زيد بن عمرو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وزيد بن حارثة ، فدعواه إلى سفرة لهما ، فقال : يا ابن أخي ، إني لا آكل مما ذبح على النصب ، فما رئي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك اليوم يأكل مما ذبح على النصب المسعودي ليس بحجة .

أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " ، عن يزيد ، عن المسعودي ، ثم زاد في آخره : قال سعيد فقلت : يا رسول الله ، إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له . قال : نعم ، فأستغفر له ، فإنه يبعث أمة وحده .

وقد رواه إبراهيم الحربي قال : حدثنا إبراهيم بن محمد ، حدثنا أبو قطن ، عن المسعودي ، عن نفيل ، عن أبيه ، عن جده قال : مر زيد برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبابن حارثة وهما يأكلان في سفرة فدعواه ، فقال : إني لا آكل مما ذبح على النصب . قال : وما رئي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، آكلا مما ذبح على النصب .

فهذا اللفظ مليح يفسر ما قبله ، وما زال المصطفى محفوظا محروسا قبل الوحي وبعده ولو احتمل جواز ذلك ، فبالضرورة ندري أنه كان يأكل من ذبائح قريش قبل الوحي ، وكان ذلك على الإباحة ؛ وإنما توصف ذبائحهم بالتحريم بعد نزول الآية ، كما أن الخمرة كانت على الإباحة ، إلى أن نزل تحريمها بالمدينة بعد يوم أحد ، والذي لا ريب فيه أنه كان معصوما قبل الوحي ، وبعده وقبل التشريع من الزنا قطعا ، ومن الخيانة ، والغدر ، والكذب ، والسكر ، والسجود لوثن ، والاستقسام بالأزلام ، ومن الرذائل ، والسفه ، وبذاء اللسان ، وكشف العورة ، فلم يكن يطوف عريانا ، ولا كان يقف يوم عرفة مع قومه بمزدلفة ، بل كان يقف بعرفة . وبكل حال لو بدا منه شيء من ذلك لما كان عليه تبعة ؛ لأنه كان لا يعرف ، ولكن رتبة الكمال تأبى وقوع ذلك منه -صلى الله عليه وسلم- تسليما .

أبو معاوية : عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة . قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : دخلت الجنة ، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين .

غريب . رواه الباغندي عن الأشج ، عنه .

عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء قالت : رأيت زيد بن عمرو شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول : ويحكم يا معشر قريش ، إياكم والزنا ؛ فإنه يورث الفقر .

أبو الحسن المدائني : عن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : قال زيد بن عمرو : شاممت النصرانية واليهودية ، فكرهتهما ، فكنت بالشام ، فأتيت راهبا ، فقصصت عليه أمري ، فقال : أراك تريد دين إبراهيم -عليه السلام- يا أخا أهل مكة ، إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم ، فالحق ببلدك ، فإن الله يبعث من قومك من يأتي بدين إبراهيم ، بالحنيفية ، وهو أكرم الخلق على الله .

وبإسناد ضعيف : عن حجير بن أبي إهاب قال : رأيت زيد بن عمرو يراقب الشمس ، فإذا زالت ، استقبل الكعبة ، فصلى ركعة ، وسجد سجدتين .

وأنشد الضحاك بن عثمان الحزامي لزيد : وأسـلمت وجـهي لمـن أسلمت



له المزن تحمـل عذبــا زلالا

إذا سـقيت بلـدة مـن بـــلاد



سـقيت إليهـا فسـحت سجالا

وأسـلمت نفسـي لمـن أسلمت



له الأرض تحمـل صخـرا ثقالا

دحاهـا فلمـا اسـتوت شدهـا



سواء وأرسى عليها الجبــالا

وروى هشام بن عروة فيما نقله عنه ابن أبي الزناد ، أنه بلغه أن زيد بن عمرو كان بالشام . فلما بلغه خبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أقبل يريده ، فقتله أهل مَيْفَعَة بالشام .

وروى الواقدي أنه مات فدفن بأصل حراء ، وقال ابن إسحاق : قُتل ببلاد لخم .

عبد العزيز بن المختار : أنبأنا موسى بن عقبة ، أخبرني سالم ، سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أنه لقي زيد بن عمرو أسفل بلدح قبل الوحي . فقدم إلى زيد سفره فيها لحم ، فأبى أن يأكل ، وقال : لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، أنا لا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه .

أخرجه البخاري وزاد في آخره : وكان يعيب على قريش ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله ؟ .

أبو أسامة وغيره قالا : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن ، عن أسامة بن زيد ، عن زيد بن حارثة قال : خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، فذبحنا له -ضمير له راجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- شاة ، ووضعناها في التنور ، حتى إذا نضجت ، جعلناها في سفرتنا ، ثم أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسير ، وهو مردفي ، في أيام الحر ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي ، لقي زيد بن عمرو ، فحيى أحدهما الآخر ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- : ما لي أرى قومك قد شَنِفُوا لك ، أي : أبغضوك ؟ قال : أما والله إن ذلك مني لغير نائرة كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على ضلالة ، فخرجت أبتغي الدين ، حتى قدمت على أحبار أيلة ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فدللت على شيخ بالجزيرة ، فقدمت عليه ، فأخبرته ، فقال : إن كل من رأيت في ضلالة ، إنك لتسأل عن دين هو دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي ، أو هو خارج ، ارجع إليه ، واتبعه . فرجعت ، فلم أحس شيئا ، فأناخ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البعير ، ثم قدمنا إليه السفرة ، فقال : ما هذه ؟ قلنا : شاة ذبحناها للنصب كذا . قال : فقال إني لا آكل مما ذبح لغير الله ، ثم تفرقا ، ومات زيد قبل المبعث ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يأتي أمة وحده .

رواه إبراهيم الحربي في " الغريب " عن شيخين له ، عن أبي أسامة ، ثم قال : في ذبحها على النصب وجهان : إما أن زيدا فعله عن غير أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، إلا أنه كان معه ، فنسب ذلك إليه ؛ لأن زيدا لم يكن معه من العصمة والتوفيق ما أعطاه الله لنبيه ، وكيف يجوز ذلك وهو -عليه السلام- قد منع زيدا أن يمس صنما ، وما مسه هو قبل نبوته ، فكيف يرضى أن يذبح للصنم ، هذا محال .

الثاني : أن يكون ذبح لله واتفق ذلك عند صنم كانوا يذبحون عنده .

قلت : هذا حسن ؛ فإنما الأعمال بالنية ، أما زيد ، فأخذ بالظاهر ، وكان الباطن لله ، وربما سكت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإفصاح خوف الشر ، فإنا مع علمنا بكراهيته للأوثان ، نعلم أيضا أنه ما كان قبل النبوة مجاهرا بذمها بين قريش ، ولا معلنا بمقتها قبل المبعث ، والظاهر أن زيدا -رحمه الله- توفي قبل المبعث ، فقد نقل ابن إسحاق أن ورقة بن نوفل رثاه بأبيات ، وهي : رشــدت وأنعمــت ابــن عمــرو



وإنما تجنبت تنورا مـن النار حاميــــا

بــدينك ربـــا ليس رب كمثلـــه



وتـركك أوثـان الطـواغـي كمـا هيــا

وإدراكـك الـدين الـذي قـد طلبتـــه



ولــم تـك عـن توحـيد ربـك سـاهيا

فـأصبحت فــي دار كــريم مقامهـا



تعلـــل فيهــا بالكرامــة لاهيـــا

وقـد تــدرك الإنسـان رحمـة ربـه



ولـو كـان تحـت الأرض سبعين واديــا

نعم ، وَعَدَّ عروةُ سعيدَ بن زيد في البدريين فقال : قدم من الشام بعد بدر ، فكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فضرب له بسهمه وأجره وكذلك قال موسى بن عقبة وابن إسحاق .

وامرأته هي ابنة عمه فاطمة ، أخت عمر بن الخطاب .

أسلم سعيد قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم .

وأخرج البخاري من ثلاثة أوجه ، عن إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم قال : قال سعيد بن زيد : لقد رأيتني ، وإن عمر لموثقي على الإسلام وأخته ، ولو أن أحدا انقض بما صنعتم بعثمان لكان حقيقا .

وقد ذكرنا في إسلام عمر فصلا في المعنى .

وذكر ابن سعد في " طبقاته " عن الواقدي ، عن رجاله قالوا : لما تحين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصول عير قريش من الشام ، بعث طلحة وسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر ، يتحسسان خبر العير ، فبلغا الحوراء ، فلم يزالا مقيمين هناك ، حتى مرت بهم العير ، فتساحلت ، فبلغ نبي الله الخبر قبل مجيئهما ، فندب أصحابه ، وخرح يطلب العير ، فتساحلت وساروا الليل والنهار ، ورجع طلحة وسعيد ليخبرا ، فوصلا المدينة يوم الوقعة ، فخرجا يؤمانه ، وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسهمهما وأجورهما ، وشهد سعيد أحدا والخندق والحديبية والمشاهد .

وقد تقدمت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة ، وأنه من الشهداء .

قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن الشهادة لأبي بكر وعمر أنهما في الجنة ، فقال : نعم ، اذهب إلى حديث سعيد بن زيد .

هشام بن عروة ، عن أبيه أن أروى بنت أويس ادعت أن سعيد بن زيد أخذ شيئا من أرضها ، فخاصمته إلى مروان ، فقال سعيد : أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله ، سمعته يقول : من أخذ شيئا من الأرض طوقه إلى سبع أرضين قال مروان : لا أسألك بينة بعد هذا ، فقال سعيد : اللهم إن كانت كاذبة ، فأعم بصرها ، واقتلها في أرضها فما ماتت حتى عميت ، وبينا هي تمشي في أرضها ، إذ وقعت في حفرة فماتت .

أخرجه مسلم . وروى عبد العزيز بن أبي حازم ، عن العلاء بن عبد الرحمن نحوه عن أبيه وروى المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، نحوه .

وقال ابن أبي حازم في حديثه : سألت أروى سعيدا أن يدعو لها ، وقالت : قد ظلمتك . فقال : لا أرد على الله شيئا أعطانيه .

قلت : لم يكن سعيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة ؛ وإنما تركه عمر -رضي الله عنه- ، لئلا يبقى له فيه شائبة حظ ؛ لأنه ختنه وابن عمه ، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي : حابى ابن عمه . فأخرج منها ولده وعصبته . فكذلك فليكن العمل لله .

خالد الطحان : عن عطاء بن السائب . عن محارب بن دثار قال : كتب معاوية إلى مروان والي المدينة ، ليبايع لابنه يزيد ، فقال رجل من جند الشام : ما يحبسك ؟ قال : حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع ، فإنه سيد أهل البلد ، وإذا بايع ، بايع الناس ، قال : أفلا أذهب فآتيك به ؟ وذكر الحديث .

أُنبئنا وأُخبرنا عن حنبل سماعا ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا القطيعي ، حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن حصين ومنصور ، عن هلال بن يساف ، عن سعيد بن زيد -وقال حصين : عن ابن ظالم ، عن سعيد بن زيد- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : اسكن حراء ؛ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. وعليه النبي ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن ، وسعيد بن زيد .

ابن سعد : أنبأنا أبو ضمرة ، عن يحيى بن سعيد ، أخبرني نافع ، عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد يوم الجمعة بعدما ارتفع النهار ، فأتاه ابن عمر بالعقيق ، وترك الجمعة . أخرجه البخاري .

وقال إسماعيل بن أمية : عن نافع قال : مات سعيد بن زيد وكان يَذْرَبُ .

فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر : أتحنطه بالمسك ؟ فقال : وأي طيب أطيب من المسك ! فناولته مسكا .

سليمان بن بلال حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن ، عن عائشة بنت سعد قالت : مات سعيد بن زيد بالعقيق ، فغسله سعد بن أبي وقاص ، وكفنه ، وخرج معه .

وروى غير واحد ، عن مالك قال : مات سعيد بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص بالعقيق . قال الواقدي : توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة ، وقبر بالمدينة . نزل في قبره سعد ، وابن عمر ، وكذا قال أبو عبيد ، ويحيى بن بكير ، وشهاب . قال الواقدي : كان سعيد رجلا ، آدم ، طويلا ، أشعر . وقد شذ الهيثم بن عدي فقال : مات بالكوفة . وقال عبيد الله بن سعد الزهري : مات سنة اثنتين وخمسين رضي الله عنه.

فهذا ما تيسر من سيرة العشرة ، وهم أفضل قريش ، وأفضل السابقين المهاجرين ، وأفضل البدريين ، وأفضل أصحاب الشجرة ، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة . فأبعد الله الرافضة ، ما أغواهم وأشد هواهم ، كيف اعترفوا بفضل واحد منهم وبخسوا التسعة حقهم ، وافتروا عليهم بأنهم كتموا النص في علي أنه الخليفة . فوالله ما جرى من ذلك شيء ، وأنهم زوروا الأمر عنه بزعمهم ، وخالفوا نبيهم ، وبادروا إلى بيعة رجل من بني تيم يتجر ويتكسب ، لا لرغبة في أمواله ولا لرهبة من عشيرته ورجاله ، ويحك ! أيفعل هذا من له مسكة عقل ؟ ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة ، ولو جاز وقوعه من جماعة ، لاستحال وقوعه ، والحالة هذه ، من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار ، وفرسان الأمة ، وأبطال الإسلام ، لكن لا حيلة في برء الرفض ؛ فإنه داء مزمن ، والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، فلا قوة إلا بالله .

حديث مشترك ، وهو منكر جدا . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، وقال أبو عمرو بن حمدان : حدثنا الحسن بن سفيان ، في مسنده ، قالا : حدثنا نصر بن علي ، حدثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ، حدثنا يزيد بن معن ، حدثني عبد الله بن شرحبيل ، عن رجل من قريش ، عن زيد بن أبي أوفى -رضي الله عنه- ، قال : دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسجد المدينة ، فجعل يقول : أين فلان ، أين فلان ؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا ، فقال : إني محدثكم بحديث فاحفظوه ، وعوه : إن الله اصطفى من خلقه خلقا يدخلهم الجنة ، وإني مصطفٍ منكم ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة . قم يا أبا بكر ، فقام ، فقال : إن لك عندي يدا ، إن الله يجزيك بها ، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي ، ادن يا عمر ، فدنا ، فقال : قد كنت شديد الشغب علينا ، فدعوت الله أن يعز بك الدين أو بأبي جهل ، ففعل الله بك ذلك ، وأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة ، ثم آخى بينه وبين أبي بكر ، ثم دعا عثمان ، فلم يزل يدنيه حتى ألصق ركبته بركبته ، ثم نظر إلى السماء ، فسبح ثلاثا ، ثم قال : إن لك شأنا في أهل السماء ، أنت ممن يرد علي الحوض ، وأوداجه تشخب.

فأقول : من فعل بك هذا ؟ فتقول : فلان ، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : ادن يا أمين الله ، والأمين في السماء ، يسلطك الله على مالك بالحق ، أما إن لك عندي دعوة قد أخرتها ، قال : خر لي يا رسول الله . قال : حملتني أمانة أكثر الله مالك ، وآخى بينه وبين عثمان ، ثم دعا طلحة والزبير ، فدنوا منه ، فقال : أنتما حواري كحواري عيسى ، وآخى بينهما ، ثم دعا سعدا وعمارا . فقال : يا عمار ، تقتلك الفئة الباغية ، ثم آخى بينهما ، ثم دعا أبا الدرداء وسلمان ، فقال : يا سلمان ، أنت منا أهل البيت ، وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر ، يا أبا الدرداء ، إن تنقدهم ينقدوك ، وإن تتركهم يتركوك ، وإن تهرب منهم يدركوك ، فأقرضهم عرضك ليوم فقرك ، ثم آخى بينهما ، ثم نظر إلى ابن عمر ، فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ، فقال علي : يا رسول الله ، ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين تركتني . قال : ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ، ووارثي . قال : ما أرث منك ؟ قال : كتاب الله وسنة نبيه ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة . وتلا إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ .

زيد لا يعرف إلا في هذا الحديث الموضوع . وقد رواه محمد بن جرير الطبري ، عن حسين الدارع ، عن عبد المؤمن . فأسقط منه عن رجل .

وقال محمد بن الجهم السمري حدثنا عبد الرحيم بن واقد ، حدثنا شعيب بن يونس ، حدثنا موسى بن صهيب ، عن يحيى بن زكريا ، عن عبد الله بن شرحبيل . عن رجل ، عن زيد .

ورواه مطين مختصرا ، حدثنا ثابت بن يعقوب ، حدثنا ثابت بن حماد النصري ، عن موسى بن صهيب ، عن عبادة بن نسي ، عن عبد الله بن أبي أوفى .

وقال الحسن بن علي الحلواني : حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا أبو عبد الله الباهلي -يقال اسمه جعفر بن مرزوق- عن غياث بن شقير ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سعيد بن عامر الجمحي ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم : يا أبا بكر ، تعال ، ويا عمر ، تعال . وذكر حديث المؤاخاة ، إلا أنه خالف في أسماء الإخوان ، وزاد ونقص منهم .

تفرد به شبابة ولا يصح .

والمحفوظ أنه آخى بين المهاجرين والأنصار ، ليحصل بذلك مؤازرة ومعاونة لهؤلاء بهؤلاء .

لسعيد بن زيد ثمانية وأربعون حديثا ، اتفقا له على حديثين . وانفرد البخاري بثالث .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:46 pm

سعيد بن زيد

الصحابي سعيد بن زيد العدوي القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم قبل أن يدخل النبي دار الأرقم.


هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[1]

وزيد هذا هو ابن عم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان على دين إبراهيم أدرك الرسول غير أنه لم يدرك البعثة.

أمه: فاطمة بنت نعجة بن مليح الخزاعية. وخزاعة هو ابن ربيعة بن عمرو مزيقياء بن عامر بن حارثة بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن مالك بن كهلان بن قحطان.

إسلام والده وإسلامه

كَانَ وَالِدُهُ زيد بن عمرو مِمَّنْ فَرَّوا إِلَى اللهِ مِنْ عِبَادَةِ الأصنام، وَسَاحَ فِي أَرْضِ الشام يَتَطَلَّبُ الدِّيْنَ القَيِّمِ، فَرَأَى المسيحيين وَاليهود، فَكَرِهَ دِيْنَهُمْ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي عَلَى دِيْنِ إبراهيم"، وَلَكِنْ لَمْ يَظْفَرْ بِشَرِيْعَةِ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَمَا يَنْبَغِي، وَلاَ رَأَى مَنْ يُوْقِفُهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّجَاةِ"، فَقَدْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ بِأَنَّهُ: يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الإِمَامِ عمر بن الخطاب، رأَى النَّبِيَّ وَلَمْ يَعِشْ حَتَّى بُعِثَ.

قَالَ سَعِيْدٌ: "فَقُلْتُ: يَا رسول الله! إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا قَدْ رَأَيْتَ وَبَلَغَكَ، وَلَو أَدْرَكَكَ لآمَنَ بِكَ وَاتَّبَعَكَ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ. قَالَ: (نَعَم، فَأَسْتَغْفِرُوا لَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ).

أَسْلَمَ سَعِيْدٌ قَبْلَ دُخُوْلِ النبي دار الأرقم. وشهد المشاهد مع رسول الله، وشهد حصار دمشق وفتحها، فولاّه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة.

وامرأة سعيد هي ابنة عمه فاطمة أخت عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة بنت زيد زوجة عمر بن الخطاب. أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وهاجر مع زوجته، وكانا من سادات الصحابة.

لم يشهد معركة بدر لأنه قد كان بعثه رسول الله هو وطلحة بن عبيد الله بين يديه يتجسسان أخبار قريش فلم يرجعا حتى فرغ من بدر فضرب لهما رسول الله بسهمهما وأجرهما، وشهد أحداً وغزوة الخندق وصلح الحديبية والمشاهد.

تبشيره بالجنة

وردت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة ومنها :

عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي قال: "أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة"[2] أخرجه أحمد والترمذي والبغوي.

فاتحة خير

كان لـسعيد بن زيد دور في إسلام عمر بن الخطاب، فعن أنس بن مالك قال: خرج عمر بن الخطاب متقلداً سيفه, فلقيه رجل من بني زهرة فقال له: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدا. قال: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا؟ قال عمر: ما أراك إلا وقد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه. فقال له: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك (أي زوج أختك) وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه. فمشى عمر حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب. فلما سمع خباب صوت عمر توارى في البيت. فدخل عمر عليهما فقال: ما هذه الهيمنة التي سمعتها عندكم؟ وكانوا يقرؤون (طه). فقالا: ما عدا حديثاً حدثناه بيننا. قال عمر: لعلكما قد صبوتما؟ فقال له زوج أخته: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عليه عمر فقيده ووطئه وطئاً شديداً. فجاءت أخته تدافع عن زوجها. فنفحها بيده نفحة فأدمي وجهها. فقالت وهي غضبى: يا عمر إن كان الحق في غير دينك اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله. فلما يئس عمر قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه, وكان عمر يقرأ ويكتب فقالت له أخته: إنك نجس ولا يمسه إلا المطهرون, فقم فاغتسل أو توضأ. فقام عمر وتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه: طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [3].

ولما انتهى عمر إلى قول القرآن: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [4] قال: دلوني على محمد. فلما سمع خباب قول عمر خرج فقال: أبشر يا عمر, فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول لك ليلة الخميس إذ قال: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام. فانطلق عمر إلى الدار التي كان بها الرسول. وعلى باب الدار كان حمزة بن عبد المطلب وطلحة بن عبيد الله ما وأناس آخرون من أصحاب رسول الله. فلما رأى حمزة وجل الناس من عمر قال: نعم. فهذا عمر. فإن يُرد الله بعمر خيراً يسلم ويتبع النبي. وإن يُرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً. وكان النبي بالداخل يوحى إليه. فخرج فأخذ بمجامع عمر وحمائل سيفه فقال: أما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب. اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب. فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله. لكن ّ هذه الرواية ضعيفة.

أما البيت الذي شهد خروج عمر بن الخطاب من ظلام الكفر إلى نور الإسلام فهو بيت أخته فاطمة بنت الخطاب (أم جميل). وأما زوجها فهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وهو إلى كونه ختن عمر بن الخطاب فهو ابن عمه. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وأحد الذين تظلهم الآيات القرآنية التي تشيد بالمهاجرين المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم. ومن هذه الآيات قول القرآن: الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [5]. وقوله تعالى: وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [6].

شأته في كنف أبيه

لم يكن غريباً أن يكون سعيد بن زيد من السابقين إلى الإسلام منذ البداية. فقد نشأ سعيد في حجر أبيه زيد بن عمرو بن نفيل. وكان زيد من الذين نفروا من عبادة الأصنام والأوثان واتصل بأحبار اليهود وقساوسة المسيحيين بحثاً عن الدين الحق. واستقر على دين الحنيفية دين إبراهيم من قبل أن يُبعث النبي. وقد أخرج ابن سعد في طبقاته عن أسماء بنت أبي بكر الصديق ما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل يقول وهو مسند ظهره إلى الكعبة: يا معشر قريش ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري.

عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش! والله ما فيكم أحدٌ على دين إبراهيم غيري. وكان يحيي الموؤودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مه! لا تقتلها. أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت، قال لأبيها: إن شئت، دفعتها إليك، وإن شئت، كفيتك مؤنتها.

وكان زيد بن عمرو بن نفيل ينتظر ظهور النبي. عن عامر بن ربيعة قال: لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء. فقال: يا عامر. إني فارقت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده. وأنا انتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من ولد عبد المطلب. وما أراني أدركه. وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي. فإن طالت بك مدة فأقرئه مني السلام. ولما أسلمت أقرأت النبي منه السلام فرد عليه وترحم عليه وقال: رأيته في الجنة يسحب ذيولاً. ومن ثم فقد كان الصحابة يترحمون عليه عندما يرد ذكره. ولقد سأل سعيد بن زيد وعمر بن الخطاب النبي (الصلاة على النبي) عن زيد بن عمرو فقال: “غفر الله لزيد بن عمرو ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم”.

عن أسماء أن ورقة بن نوفل كان يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك، عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحته.

في هذا البيت وتلك البيئة الإيمانية ولد ونشأ سعيد بن زيد فامتلأ قلبه بالإيمان. فلما بعث النبي كان سعيد من السابقين إلى الإسلام. وكان إسلامه وزوجته سبباً في إسلام عمر بن الخطاب على النحو الذي سبق ذكره. وكان سعيد من المهاجرين بدينهم. وشهد الوقائع كلها في عهد النبي (الصلاة على النبي) عدا غزوة بدر. فقد كان النبي (الصلاة على النبي) قد أرسله وطلحة بن عبيد الله إلى الشام ليأتياه بخبر عن قريش. فلما عادا من مهمتهما كان النبي (الصلاة على النبي) قد خرج لملاقاة المشركين في بدر. فتوجها إليه فوجداه منصرفاً والمسلمون من بدر وقد نصرهم الله. فضرب النبي (الصلاة على النبي) لهما بسهامهما كمن شهدوا بدراً.

جهاده وزهده

كان محبوباً من النبي. وظل يجاهد مع النبي حتى لحق النبي بالرفيق الأعلى فواصل جهاده مع الخلفاء الراشدين حتى وافته المنية في عهد معاوية بن أبي سفيان. وفي عهد عمر بن الخطاب شهد موقعة اليرموك وفتح دمشق وأبلى في المعارك بلاءً حسناً. وحين سأل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح عن أحواله بعث إليه بكتاب جاء فيه: أما عن أخويك سعيد بن زيد ومعاذ بن جبل فكما عهدت, إلا أن السواد زادهما في الدنيا زهداً وفي الآخرة رغبة.

ويصف سعيد بن زيد معركة اليرموك قائلاً: لما كان يوم اليرموك كنا أربعة وعشرين ألفاً ونحواً من ذلك. فخرجت لنا الروم بعشرين ومائة ألف. وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركها أيد خفية. وسار أمامهم الأساقفة والبطاركة والقسيسون يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم كهزيم الرعد. فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه هالتهم كثرتهم وخالط قلوبهم شيء من خوفهم. عند ذلك قام أبو عبيدة فخطب في الناس وحثهم على القتال. عند ذلك خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة: إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة. فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله؟ فقال أبو عبيدة: نعم. تقرئه مني ومن المسلمين السلام وتقول له: يا رسول الله إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً.
قال سعيد: فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه ويمضي إلى لقاء أعداء الله حتى اقتحمت إلى الأرض وجثوت على ركبتي وأشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا. ثم وثبت على العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف. فثار الناس في وجوه الروم. وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.

ولما دانت دمشق بالولاء للمسلمين جعله أبو عبيدة بن الجراح قائد جيوش المسلمين والياً عليها. فكان أول من ولي إمرة دمشق من المسلمين. غير أنه كان زاهداً في الحكم كما هو زاهد في المال. فكتب إلى أبي عبيدة وهو في الأردن يعتذر عن عدم الاستمرار في المنصب ويطلب اللحاق به للجهاد. فلما بلغ الكتاب أبا عبيدة استجاب لرغبته.

استجابة دعوته

بسبب هذه السجايا الحميدة والفضائل النادرة والزهد في مطامع الدنيا والرغبة في الآخرة كان سعيد بن زيد مستجاب الدعوة. فيروى عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن أروى بنت أويس زعمت أن سعيد بن زيد قد غصب شيئاً من أرضها وضمها إلى أرضه. وجعلت تلوك ذلك في المدينة. ثم رفعت أمرها إلى مروان بن الحكم والي المدينة. فأرسل إليه مروان أناساً يكلمونه فتساءل سعيد في دهشة: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله يقول: “من ظلم شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين”. قال مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، ثم دعا عليها فقال: “اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها. فإن كانت كاذبة فأعم بصرها وألقها في بئرها الذي تنازعني فيه. وأظهر من حقي نوراً يبين للمسلمين أني لم أظلمها”. وبعد قليل فاض وادي العقيق في المدينة بسيل عرم فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه. وظهر للمسلمين أنه كان صادقاً. ولم تلبث المرأة إلا شهراً حتى عميت. وبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها فماتت فتحدث الناس في ذلك.
وعندما توفي عمر بن الخطاب بكاه سعيد بن زيد بشدة فقيل له: ما يبكيك؟ قال: لا يبعد الحق وأهله. اليوم يهن أمر الإسلام. وأخرج ابن سعد في طبقاته قال: بكى سعيد بن زيد عند وفاة عمر فقال له قائل: يا أبا الأعور ما يبتليك؟ فقال: على الإسلام أبكي، وإن موت عمر ثلم ثلمة لا ترق إلى يوم القيامة.

وقد ذكره النبي في العشرة المبشرين بالجنة في حديثه لأم المؤمنين عائشة إذ قال: “... وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة”.

وفاته

مات سعيد بن زيد بالعقيق، فغسله سعد بن أبي وقاص، وكفنه، وخرج معه. توفي سعيد سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، ودفن بـالمدينة المنورة.

المصادر

سيرة ابن هشام.
أخرجه أحمد بن حنبل والترمذي والبغوي.
سورة طه:1-14
سورة طه:14
سورة التوبة:20-21-22
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:47 pm

سيدنا سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري رضى عنه وارضاه




نسب سعد بن معاذ وكنيته :

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو. وأمه هي كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة، لها صحبة، فقد أسلمت وبايعت رسول الله ، وماتت بعد ابنها سعد بن معاذ .
أما زوجته فهي هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية، عمة أسيد بن حضير ، وكانت أولاً عند أوس بن معاذ فولدت له الحارث بن أسلم وشهد بدرًا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ فولدت له عبد الله وعمرو، وأسلمت وبايعت.
صفة سعد بن معاذ الخَلْقية :


كان سعد من أطول الناس وأعظمهم، وكان رجلاً أبيضَ جسيمًا جميلاً، حسن اللحية.
حال سعد بن معاذ في الجاهلية :

كان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل، وكان صاحبًا لأمية بن خلف القرشي، الذي قُتل في بدر كافرًا، وكانت قبيلة بني قريظة موالية له ومن حلفائه.
عُمر سعد بن معاذ عند الإسلام :

أسلم سعد بن معاذ قبل الهجرة بعام، وكان عمره عند الإسلام واحدًا وثلاثين عامًا.
قصة إسلام سعد بن معاذ :

لما حضر الموسم حج نفر من الأنصار، فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير؛ إذ رجعوا إلى قومهم فدعوهم سرًّا، وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا إليه، حتى قلَّ دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة، ثم بعثوا إلى رسول الله أنِ ابْعَثْ إلينا رجلاً من قِبلك فيدعو الناس بكتاب الله؛ فإنه أدنى أن يتبع. فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير ، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة ، فجعل يدعو الناس سرًّا، ويفشو الإسلام ويكثر أهله.
ولقد أسلم سعد بن معاذ في المدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير ، ولما أسلم سعد قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق.
أثر الرسول في تربية سعد بن معاذ :

يبرأ من المنافقين :

قال ابن زيد: إن هذه الآية حين أنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْن} [النساء: 88] فقرأ حتى بلغ: {فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 89]، فقال سعد بن معاذ : "فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من فئته" يريد عبد الله بن أبيّ بن سلول.
يفزع لسماع سب الرسول :

قال ابن عباس : كان المسلمون يقولون للنبي : راعنا على جهة الطلب والرغبة من المراعاة، أي: التفت إلينا، وكان هذا بلسان اليهود سبًّا، أي: اسمع لا سمعت؛ فاغتنموها وقالوا: كنا نسبّه سرًّا، فالآن نسبُّه جهرًا، فكانوا يخاطبون بها النبي ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ -وكان يعرف لغتهم- فقال لليهود: عليكم لعنة الله، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي لأضربَنَّ عنقه. فقالوا: أوَ لستم تقولونها؟ فنزلت الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104]. ونهوا عنها؛ لئلاَّ تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه.
أهم ملامح شخصية سعد بن معاذ :

غيرة سعد بن معاذ الشديدة على محارمه :

قيل: لما نزلت آية التلاعن، قال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مُصْفِحٍ عنه. فقال رسول الله : "أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني".
سيد في قومه.. محبب إلى أهله وعشيرته

يظهر هذا الملمح واضحًا جليًّا حين قدم سعد متشتّمًا على مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما؛ من أجل خوفه على قومه منهما، إذ قال أسعد لمصعب : "أي مصعب، جاءك والله سيد مَن وراءَه مِن قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان". وقبلها كان قد قال أسيد بن حضير -وهو سيد في قومه- لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة حين أعلن إسلامه: "إن ورائي رجلاً، إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه". يقصد بذلك سعد بن معاذ.
وكذلك يظهر هذا الملمح حين أعلن إسلامه ووقف على قومه، فقال : "يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟" حينئذٍ ردَّ عليه قومه بما يرونه فيه، فقالوا: "سيدنا، وأوصلنا، وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة". وفي ذات اليوم الذي أسلم فيه تبعه كل قومه وعشيرته وقبيلته بنو عبد الأشهل، فأسلموا جميعًا بإسلام سعد بن معاذ.
ينصر الله ورسوله :

عن محمد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: "كيف ترون؟" قال أبو بكر : يا رسول الله، بلغنا أنهم بكذا وكذا. قال: ثم خطب الناس فقال: "كيف ترون؟" فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب فقال: "ما ترون؟", فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرَنَّ معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمرٍ وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضِ له، فصِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت.
حكم سعد بن معاذ يوافق حكم الله :

عن أبي سعيد الخدري : أن أناسًا هم أهل قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه، فجاء على حمار فلما بلغ قريبًا من المسجد، قال النبي: "قوموا إلى خيركم أو سيدكم". فقال: "يا سعد، إن هؤلاء نزلوا على حكمك". قال سعد : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم. قال : "حكمت بحكم الله أو بحكم الملك".
حب سعد بن معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفه الشديد عليه :

عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله -لما التقى الناس يوم بدر-: يا رسول الله، ألا نبني لك عريشًا فتكون فيه، وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك فتلحق بمن وراءنا. فأثنى عليه رسول الله خيرًا، ودعا له.
ومن مناقب سعد بن معاذ :

1- اهتز لموت سعد بن معاذ عرش الرحمن :

عن جابر ، سمعت النبي يقول: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ".
2- وفتحت لوفاته أبواب السماء :

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله لسعد : "هذا الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه".
3- وشيّعه سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض قبل اليوم :

حينما سمع النبي أحد المنافقين يقول: ما رأينا كاليوم، ما حملنا نعشًا أخف منه قط. فقال رسول الله : "لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد بن معاذ، ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم".
4- وصاحب ضغطة القبر التي كشفها الله عنه :

عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي قال: "للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ".
5- مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من الحرير :

عن أنس قال: أهدي للنبي جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها فقال: "والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".

بعض مواقف سعد بن معاذ مع الرسول :

يعوده :

عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ضرب على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
أفطر عندكم الصائمون :

عن عبد الله بن الزبير قال: أفطر رسول الله عند سعد بن معاذ ، فقال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".

بعض مواقف سعد بن معاذ مع الصحابة :

مع أنس بن النضر :

عن أنس قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتالاً، ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أُحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين. ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس : فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مَثَّل به المشركون.
مع ثابت بن قيس :

عن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إلى آخر الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي، فسأل النبي سعد بن معاذ فقال: "يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ أشتكى؟" قال سعد : إنه لجاري وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله، فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله؛ فأنا من أهل النار. فذكر ذلك سعد للنبي، فقال رسول الله: "بل هو من أهل الجنة".
بعض كلمات سعد بن معاذ :

قال حين أصابه ابن العرقة فقطع أكحله: "اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحب إليَّ أن أجاهد من قومٍ آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة".
وقال حين أظهر إسلامه: "من شك في الإسلام من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى، فليأتنا بأهدى منه نأخذ به، فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب".
وفاة سعد بن معاذ :

تُوُفِّي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة، فصلى عليه رسول الله ، ودُفن بالبقيع.






رضيى عنه وارضاه ورضيى عن كل الصحابة العضام وعن اله البيت وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد
واللهم اعانا على الاقتداء بهم والعيش وفق منهجهم يااااااااااااااااااااارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:48 pm

سلمان الفرسي رضى الله عنه




ذكر ابن عساكر ان اسم سلمان الفارسي هو مابه بن يوذخشان بن مورشلا بن بهبوذان بن فيروز بن شهرك وقيل أنه لما اجتمع مع نفر من الأعراب فسألوه عن نسبه، حيث يقول هذا: "أنا قرشي"، وذاك يقول: "أنا قيسي"، وذاك يقول: "أنا تميمي"، فقال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم


اسلام سلمان الفارسي
قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن محمود بن لبيد عن عبد الله بن عباس ما أنه قال حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال:
«كنتُ رجلا فارسيا من أهل أصفهان من أهل قرية يقال لها (جَيْ)، وكان أبي ذهقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيتي كما تحبس الجارية، وأجتهدت في المجوسية حتى كنت قَطِنَ النار الذي يوقدها لا يتركها تخبوا ساعة، قال : وكانت لأبي ضيعة عظيمة، قال : فشغل في بنيان له يوماً، فقال لي : يا بني إني قد شغلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها، وأمرني فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس؛ لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، قال : فلما رأيتهم أعجبني صلاتهم ورغبت في أمرهم، وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه، فوالله ماتركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها، فقلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام، قال : ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، قال : فلما جئته، قال : أي بني.. أين كنتَ ؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قال قلت : أي أبتي مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس، قال : أي بني.. ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه، قال قلت : كلا، والله إنه خير من ديننا، قال: فخافني فجعل في رجلي قيداً ثم حبسني في بيته، قال : وبعثت إلى النصارى، فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم، قال : فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال : فأخبروني بهم، قال فقلت : إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم، فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فالقيتُ الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلتُ : من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا : الاسقف في الكنيسة، قال : فجئته فقلت : إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك واتعلم منك وأصلي معك، قال : فادخل، فدخلت معه وكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أشياء اكتنـزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، قال : وأبغضته بغضاً شديدا لما رأيته يصنع، ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها إكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا، قالوا : وما علمك بذلك ؟ قال قلت : أنا أدلكم على كنزه، قالوا فدلنا عليه، قال : فأريتهم موضعه، قال : فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقاً، فلما رأوه قالوا : والله لا ندفنه أبداً، وصلبوه ثم رجموه بالحجارة، ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه. قال سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه. قال : فاحببته حباً لم أحبه من قبله، وأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاة، فقلت له : يا فلان، إني كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه من قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله عز وجل، فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني؟ قال : أي بني، والله ما أعلم أحداً اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلاً بالموصل، وهو فلان، فهو على ماكنت عليه فالحق به. قال سلمان : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل، فقلت له : يا فلان، إن فلان أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره، قال فقال لي : أقم عندي، فأقمت عنده، فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له : يافلان، إن فلان أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله عز وجل ما ترى، فإلى من توصي بي ؟ وتأمرني ؟ قال : أي بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه إلا رجل بنصيبين ديننا وهو فلان فاللحق به، قال سلمان فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بخبري وما أمرني به صاحبي، قال : فأقم عندي، فأقمت عنده، فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبثت أن نزل به الموت فلما حضر قلت له : يا فلان، إن فلان كان أوصى بي إلي فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي ؟ وتأمرني ؟ قال أي بني، والله ما نعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلاً بعمورية، فإنه بمثل ما نحن عليه، فإن أحببت فأته فإنه على أمرنا. قال سلمان : فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبري، قال أقم عندي فاقمت مع رجل على هدي أصحابه وأمرهم واكتسبت حتى كان لي بقرات وغنيمة، قال ثم نزل به أمر الله عز وجل فلما حضر قلت يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي وما تأمرني، قال : أي بني والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل. قال سلمان : ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مرَّ بي نفر من بني كلب تجار، فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي ؟ قالوا نعم، فأعطيتهم البقر والغنيمات، وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني على رجل من اليهود عبداً، فمكثت عنده ورأيت النخل ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي، ولم يحق لي في نفسي، فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي لها، فأقمت بها وبعث الله رسوله محمداً ، فاقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إني لفي رأس عتق أعمل فيه بعض العمل، وسيدي جالس، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه، فقال يا فلان قاتل الله بني قيلة - يعني الأنصار- والله إنهم الآن لمجتمون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي. قال سلمان : فلما سمعتها أخذتني العرواء - يعني الرعدة- حتى ظننت سأسقط على سيدي، قال ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه : ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟ قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة، ثم قال مالك ولهذا أقبل على عملك، قلت لا شيء إنما أردت أن أستثبت عما قال. قال سلمان : وقد كان عندي شي قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله وهو بقباء فدخلت عليه، فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم، قال : فقربته إليه، فقال لأصحابه : كلوا وأمسك يده فلم يأكل، قال سلمان : فقلت في نفسي هذه واحدة، ثم أنصرفت عنه فجمعت شيئاً، وتحوَّل رسول الله إلى المدينة، ثم جئته به فقلت : إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها، قال : فأكل رسول الله منها وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال فقلت في نفسي : هاتان إثنتان، ثم جئت رسول الله وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة رجل من أصحابه عليه شملتان له وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم أستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسول الله استدرت عرف أني استثبت في شيء، فالقى ردائه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت على رسول الله أقبِّله وأبكي، فقال لي رسول الله : تحوَّل فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس، قال فاعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه. ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع الرسول بدرا وأحد، قال: ثم قال لي رسول الله : كاتب يا سلمان، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية، قال رسول الله : أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين والرجل بخمس عشر والرجل بعشر يعني الرجل بقدر ما عنده حتى إجتمع لي ثلاثمائة ودية، فقال لي رسول الله : اذهب يا سلمان ففكر لها فإذا فرغت فأتني فاكون أنا أضعها بيدي، ففكرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فاخبرته فخرج رسول الله إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده فوالذي نفسي بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل وبقي علي المال، فأتي رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي فقال: ما فعل الفارسي المكاتب، قال : فدُعيت له، فقال : خذ هذه فأدِّي بها ما عليك يا سلمان، فقلت : وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي، قال خذها فإن الله سيؤدي بها عنك، قال : فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم وعتقت، وشهدت مع رسول الله الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.»



غزوة الخندق اولى الغزوات التى شهدها سيدنا سلمان رضى الله عنه

في غزوة الخندق جاءت جيوش قريش إلى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة، فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة، وكان سلمان قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها، فتقدم من الرسول واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة، وبالفعل بدأ المسلمون في حفر هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته، وعجزت عن اقتحام المدينة. وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها، فذهب سلمان إلى الرسول مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة، فأتى الرسول مع سلمان وأخذ المعول بيديه، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا: " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وإن أمتي ظاهرة عليها " ثم رفع المعول ثانية وهوى على الصخرة، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة، وهتف الرسول : " الله أكبر أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء، وإن أمتي ظاهرة عليها " ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض، وصاح المسلمون "هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله".


مواقف سيدنا سلمان مع الصحابة


لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة، وكان أبو الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار. وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا، فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي له ؟ فأجاب سلمان: إن لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا. صم وافطر، وصلّ ونام. فبلغ ذلك الرسول فقال: "لقد أُشْبِعَ سلمان علما".
وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون سلمان منا ووقف المهاجرون يقولون بل سلمان منا. وناداهم الرسول قائلا: "سلمان منا آل البيت" وهو حديث ضعفه جمهور العلماء إلا الترمذي.
في خلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان إلى المدينة زائرا، فجمع عمر الصحابة وقال لهم هيا بنا نخرج لاستقبال سلمان. وخرج بهم لاستقباله عند مشارف المدينة.

وكان علي بن أبي طالب يلقبه بـ"لقمان الحكيم"، وسئل عنه بعد موته فقال ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ أوتي العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف.

لقد كان سلمان الفارسي يرفض الإمارة ويقول إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل. في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر، وكان الحمل يتعب الشامي، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له احمل عني هذا فحمله سلمان ومضيا، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا وعلى الأمير السلام) فسأل الشامي نفسه أي أمير يعنون ؟!ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون عنك أيها الأمير فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل، ولكن رفض سلمان وقال لا حتى أبلغك منزلك. سئل سلمان يوما ماذا يبغضك في الإمارة ؟ فأجاب حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها.


وفاته



كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا، ائتمن زوجته عليه، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها هلمي خبيك الذي استخبأتك فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته انضحيه حولي، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب فلما فعلت قال لها اجفئي علي الباب وانزلي ففعلت ما أمر، وبعد حين عادت فإذا روحه قد فارقت جسده، وكان ذلك في عهد عثمان بن عفان. وقد تولى دفنه والصلاة عليه وتجهيزه علي بن ابي طالب وقد حضر عنده قادما من المدينة إلى المدائن في العراق. قال الرسول فيه: «سلمان منا أهل البيت» ايام حفر الخندق. مقامه يقعان في مدينة المدائن على بعد 2 كيلو متر من نطاق كسرى وقد سمي المقام باسم "سلمان باك" اي "سلمان الطاهر"، وهو قريب من مشارف بغداد العراق، وقبره عليه قبة ومسجد وصحن كبير، وبجانبه قبر قيل أنه للصحابي حذيفة بن اليمان.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:50 pm





هو صهيب بن سنان بن مالك ويقال: خالد بن عبد عمرو بن عقيل، ويقال: طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري، أبو يحيى وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم، وهو الرومي قيل له ذلك؛ لأن الروم سبوه صغيرًا.

قال ابن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي، فأعتقه.



حال صهيب الرومي في الجاهلية:

لقد كان والده حاكم (الأبلة) ووليًّا عليهـا لكسرى، فهو من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام بعهد طويل، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات، فعاش صهيب طفولة ناعمة سعيدة، إلى أن سبي بهجوم رومي، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم، وأخذ لسانهم ولهجتهم، وباعه تجار الرقيق أخيرًا لعبد اللـه بن جدعان في مكة وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه وإخلاصه..

ونتيجة إعجاب سيده بذكائه ونشاطه وإخلاصه أعتقه وحرره وأخذ يتاجر معه حتى أصبح لديه المال الكثير.



قصة إسلام صهيب الرومي:

يقول عمار بن ياسر : لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله فيها, فقلت له: ماذا تريد؟ فأجابني: ماذا تريد أنت؟ قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول. قال: وأنا أريد ذلك..

فدخلنا على رسول الله فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا، ونحن مستخفيان فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً.

وروى ابن سعد، عن أبي عثمان النهدي ورواه الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس وله طرق أخرى، ورواه ابن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانئ ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله : "السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس".




أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية صهيب:

عندما هم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة، علم صهيب به، وكان من المفروض أن يكون ثالث الرسول وأبي بكر، ولكن أعاقه الكافرون، فسبقه الرسول وأبو بكر، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء، أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم: "يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجل، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا إن شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني"..

فقبل المشركين المال وتركوه قائلين: أتيتنا صعلوكًا فقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك. فدلهم على ماله وانطلق إلى المدينة، فأدرك الرسول في قباء, ولم يكد يراه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ناداه متهللاً: "ربح البيع أبا يحيى.. ربح البيع أبا يحيى", فقال: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل.

فنزل فيه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207].

- وروى ابن عيينة في تفسيره وابن سعد من طريق منصور، عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة فذكره فيهم، وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب وأبو فائد, وعامر بن فهيرة وقوم, وفيهم نزلت هذه الآية: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} [النحل: 110].



أهم ملامح شخصية صهيب الرومي :

جوده وإنفاقه :

كان صهيبًا جوادًا كريم العطاء, ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله, يعين المحتاج ويغيث المكروب, ويطعم الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا, حتى أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر بن الخطاب فقال: "أراك تطعم كثيرًا حتى أنك تسرف", فأجابه صهيب: لقد سمعت رسول الله يقول: "خياركم من أطعم الطعام ورد السلام", فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام.

بعض مواقف صهيب الرومي مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

يتحدث صهيب عن ولائه للإسلام فيقول: "لم يشهد رسول الله مشهدًا قط، إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضره، ولا غزا غزاة قط، أول الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط، إلا كنت أمامهم، ولا خافوا وراءهم، إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو أبدًا حتى لقي ربه".

وكان إلى جانب ورعه خفيف الروح، حاضر النكتة، فقد رآه الرسول يأكل رطب، وكان بإحدى عينيه رمد، فقال له الرسول ضاحكًا: "أتأكل الرطب وفي عينيك رمد", فأجاب قائلاً: "وأي بأس؟ إني آكله بعيني الأخرى!!".



بعض مواقف صهيب الرومي مع الصحابة :

موقف صهيب الرومي مع عمر بن الخطاب:

روى البغوي من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس. فقال عمر: ما له يدعو الناس؟ قلت: إنما يدعو غلامه يحنس، فقال له: يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال؛ أراك تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي, فما أنفقه إلا في الحق، وأما كنيتي فكنانيها النبي ، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام.

- كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فإن اختيار عمر بن الخطاب إياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة.

فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر. وعندما أحس نهاية الأجل، فراح يلقي على أصحابه وصيته وكلماته الأخيرة ثم قال: "وليصلّ بالناس صهيب".

- لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل إليهم أمر الخليفة الجديد.. وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، يختار من يؤم المسلمين في الصلاة..

إن عمر وخاصة في تلك اللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها إلى الله ليتأنى ألف مرة قبل أن يختار.. فإذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظًّا ممن يقع عليه الاختيار..

ولقد اختار عمر صهيبًا.. اختاره ليكون إمام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد بأعباء مهمته.. اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان.




بعض ما روى صهيب الرومي عن النبيصلى الله عليه وسلم:
فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة, قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم, فيقولون: ألم تبيض وجوهنا, ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار, قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ".

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: قال رسول الله : "عجبًا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"..

عن ابن عمر عن صهيب قال: مررت برسول الله وهو يصلي فسلمت عليه فرد إلي إشارة وقال: لا أعلم إلا أنه قال إشارة بإصبعه.

قال وفي الباب عن بلال وأبي هريرة وأنس وعائشة.




وفاة صهيب الرومي :

مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين، وهو ابن سبعين. وكانت وفاته في المدينة المنورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:51 pm

نسبه

أبوه: سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب ابن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وكان سنان عاملاً (أي والياً) لكسرى على الأبلة (حالياً البصرة).

أمه :


سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان..

ولد قبل البعثة بحوالي عشرين سنة

كان والد صهيب سنان بن مالك النمري

وكان صهيب أحب أولاده إليه

فهو لم يجاوز الخامسة من عمره.

كان صهيب جميل الوجه، أحمر الشعر ممتلئ النشاط ذا عينين تشعان فطنة ونجابة.

ولثقل لسانه وحمرة شعره، أطلق عليه اسم صهيب الرومي.


اولاده



كما ورد عن أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي



له تسعة أبناء من رواة الحديث



وهم كلا من:



1 - حبيب بن صهيب
ذكره المزي في الرواة عن أبيه في " تهذيب الكمال " .
2 - حمزة بن صهيب
قال أبو معاوية البيروتي : ذكره السخاوي في " التحفة اللطيفة " فقال : حمزة بن صهيب بن سنان القرشي التيمي المدني، أخو صيفي، تابعي ثقة، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، يروي عن أبيه حديث " خياركم من أطعم الطعام ورد السلام "، وعنه ابنه عبيد الله وعبد الله بن محمد بن عقيل، وهو في التهذيب . اهـ .
• ومن ذريته : عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب بن سنان الحمصي ترجم له ابن حجر في " تقريب التهذيب " فقال : ضعيف، ولم يروِ عنه غير إسماعيل بن عياش، من السابعة ق . اهـ . وانظر ترجمة أوسع في " تهذيب التهذيب " .
3 - سعد بن صهيب
ذكره المزي في " تهذيب الكمال " في الرواة عن أبيه .
4 - صالح بن صهيب
ترجم له ابن حجر في " تقريب التهذيب " فقال : صالح بن صهيب بن سنان الرومي، مجهول الحال، من الرابعة . ق .
5 - صيفي بن صهيب ترجم له ابن حجر في " تقريب التهذيب " فقال : صيفي بن صهيب بن سنان، مقبول، من الثالثة ، ق . اهـ .
وسأذكر ما وقفتُ عليه من ذريته لاحقاً .
6 - عباد بن صهيب
ذكره المزي في " تهذيب الكمال " في الرواة عن أبيه .
7 - عثمان بن صهيب
ذكره ابن حبان في الثقات فقال : عثمان بن صهيب بن سنان، يروي عن أبيه، روى عنه ابن الهاد .
8 - عمارة بن صهيب
ذكره ابن سعد في " الطبقات الكبرى " فقال : قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين .
9 – عمرو بن صهيب
ذكر ابن حبان في الثقات ابنه شعيباً فقال : شعيب بن عمرو بن صهيب بن سنان، يروى عن جده صهيب، روى عنه يوسف بن محمد .
10 - محمد بن صهيب
ذكره المزي في الرواة عن أبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:51 pm

عمار بن ياسر



اسمه ونسبه
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب المذحجي ثم العنسي، وكان أبوه ياسر قدم مكة هو وأخوان له هما الحارث ومالك في طلب أخ لهما رابع ، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن ، وبقي ياسر ، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي ، وتزوج أمته سمية ، فولدت له عمارا " وكان عمار آدم طويلا مضطربا أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه وقيل: كان أصلع في مقدم رأسه شعرات.


عمار بن ياسر في الجاهلية:
قال الواقدي وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم لأن أباه ياسرا تزوج أمة لبعض بني مخزوم فولدت له عمارا..
وكان سبب قدوم ياسر مكة أنه قدم هو وأخوان له يقال لهما الحارث ومالك في طلب أخ لهما رابع فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وتزوج أمة له يقال لها: "سمية" فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة؛ ومن هنا صار عمار مولى لبني مخزوم وأبوه عرني كما ذكرنا.

قصة إسلام عمار بن ياسر:
أسلم عمار ورسول الله في دار الأرقم هو وصهيب بن سنان في وقت واحد: قال عمار: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت: أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه. فقال: وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. وكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلا.
وروى يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام قال: سمعت عمارا يقول: رأيت رسول الله وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.
وقال مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وأمه سمية
واختلف في هجرته إلى الحبشة. وعذب في الله عذابا شديدا.

أثر تربية الرسول لعمار بن ياسر:
أخبر أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال:أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله. والله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فقال : "فكيف تجد قلبك"؟ قال: مطمئن بالإيمان. قال: "فإن عادوا فعد".



مواقف من حياة عمار بن ياسر مع الرسول :
روى أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال عذب المشركون عماراً بالنار فكان النبي يمر به فيمر يده على رأسه ويقول: "يا نار كوني برداً وسلاماً"، على عمار كما كنت على إبراهيم. تقتلك الفئة الباغية".

ويحدث أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال استأذن عمار على النبي فقال: "من هذا؟" قال عمار، قال: "مرحباً بالطيب المطيب"

بعض المواقف من حياة عمار بن ياسر مع الصحابة:
عمار بن ياسر وعمر بن الخطاب
روي أن عمر بن الخطاب عزل عمار بن ياسر عن الكوفة واستعمل أبا موسى. وسبب ذلك أن أهل الكوفة شكوه وقالوا له: إنه لا يحتمل ما هو فيه وإنه ليس بأمين، ونزا به أهل الكوفة. فدعاه عمر، فخرج معه وفدٌ يريد أنهم معه، فكانوا أشد عليه ممن تخلف عنه، وقالوا: إنه غير كافٍ وعالم بالسياسة ولا يدري على ما استعملته. وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي، عم المختار، وجرير بن عبد الله، فسعيا به، فعزله عمر. وقال عمر لعمار: أساءك العزل؟ قال: ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت. فقال له: قد علمت ما أنت بصاحب عمل ولكني تأولت: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين] [القصص:5].

عمار بن ياسر وعلي بن أبي طالب:
يقول أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين غلا رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم تفر من الجنة!

الجنة تحت البارقة اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنهم على الباطل.

وقال أبو البختري: قال عمار بن ياسر يوم صفين: ائتوني بشربة. فأتي بشربة لبن فقال: إن رسول الله قال: "آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن" وشربها ثم قاتل حتى قتل.

وكان عمره يومئذ أربعا وتسعين سنة وقيل: ثلاث وتسعون وقيل: إحدى وتسعون.

عمار بن ياسر وخالد بن الوليد:
يروي سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: وقع بين خالد بن الوليد وعمار بن ياسر كلام فقال: عمار لقد هممت ألا أكلمك أبدا فبلغ ذلك النبي فقال: "يا خالد مالك ولعمار رجل من أهل الجنة قد شهد بدرا وقال لعمار: إن خالدا -يا عمار- سيف من سيوف الله على الكفار". قال: خالد فما زلت أحب عمارا من يومئذ.

عمار بن ياسر وأثره في الآخرين:
عبد الله بن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال.


مناقب عمار بن ياسر:
عمار بن ياسر هو أول من بنى مسجدًا في الإسلام.

فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن الحكم بن عتيبة قال: قدم رسول الله المدينة أول ما قدمها ضحى فقال عمار: ما لرسول الله بد أن نجعل له مكانا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه ويصلي فيه: فجمع حجارة فبنى مسجد قباء فهو أول مسجد بني وعمار بناه..

وعن عمرو بن شرحبيل قال رسول الله : "عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه".

روي أن حذيفة أتى وهو ثقيل بالموت، فقيل له: قتل عثمان فما تأمرن؟ فقال: سمعت رسول الله --، يقول: " أبو اليقظان على الفطرة " ثلاث مرات " لن يدعها حتى يموت أو يلبسه الهرم ". أبو نعيم: حدثنا سعد بن أوس عن بلال بن يحيي، أن حذيفة أتي وهو ثقيل بالموت، فقيل له: قتل عثمان فما تأمرن؟ فقال: سمعت رسول الله ، يقول: " أبو اليقظان على الفطرة " ثلاث مرات " لن يدعها حتى يموت أو يلبسه الهرم ".

وفاة عمار بن ياسر:
روى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيف. وشهد صفين ولم يقاتل وقال: لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله يقول: "تقتله الفئة الباغية". فلما قتل عمار قال خزيمة: ظهرت لي الضلالة. ثم تقدم فقاتل حتى قُتل.

ولما قُتل عمار قال: "ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم"

وقد اختلف في قاتله فقيل: قتله أبو الغادية المزني وقيل: الجهني طعنه طعنة فقط فلما وقع أكب عليه آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول: "أنا قتلته". فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة وقيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني وعمرو بن حارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فقتلوه.

وكان قتله في ربيع الأول أو: الآخر - من سنة سبع وثلاثين ودفنه علي في ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه وهو مذهبهم في الشهيد أنه يصلي عليه ولا يغسل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:52 pm


۩۞۩۞۩ عَمَّـــــار بن ياسِـــــر ۩۞۩۞۩



رضي الله عنه

إنـــــ ياســـــ عمـــــ بن ـــــار ـــــر ـــــه

... الذي قال في حقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

...

(( إن الجنة لتشتاق إلى عمار ))

(( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ))

(( مرحباً بالطيب المطيب ))

(( من عادى عماراً عاداه الله ، ومن أبغض عماراً أبغضه الله ))

(( اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود ))

(( عمار جلدة بين عيني ))

(( كم ذي طمرين ، لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم عمار بن ياسر ))

(( لقد ملئ عمار إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه ))

(( عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه ))

(( إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان ))

(( ما خير عمار بين أمرين إلا أختار أرشدهما ))

(( إنّك من أهل الجنّة ))

رضى الله عنك وارضاك وجمعنا بكم فى أعالى الجنان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:53 pm

قصته وصبره وشجاعته

كما سبق كان هو وأبوه ياسر وأمه سمية بنت خياط من أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وكان أبوه قد قدم من اليمن، واستقر بمكة، ولما علم المشركون بإسلام هذه الأسرة أخذوهم وعذبوهم عذابًا شديدًا، فمر عليهم الرسول ( وقال لهم: (صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة) [الطبراني والحاكم].
وطعن أبو جهل السيدة سمية فماتت، لتكون أول شهيدة في الإسلام، ثم يلحق بها زوجها ياسر، وبقى عمار يعاني العذاب الشديد، فكانوا يضعون رأسه في الماء، ويضربونه بالسياط، ويحرقونه بالنار، فمرَّ عليه الرسول (، ووضع يده الشريفة على رأسه وقال: (يا نار كوني بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم) [ابن سعد].
وذات يوم، لقى عمار النبي ( وهو يبكي، فجعل ( يمسح عن عينيه ويقول له: (أخذك الكفار فغطوك في النار) [ابن سعد]، واستمر المشركون في تعذيب عمار، ولم يتركوه حتى ذكر آلهتهم وأصنامهم بخير، وعندها تركوه، فذهب مسرعًا إلى النبي (، فقال له النبي (: ما وراءك؟ قال: شرٌّ يا رسول الله، والله ما تركت حتى نلت منك (أي ذكرتك بسوء) وذكرت آلهتهم بخير، فقال له النبي (:
(فكيف تجدك؟)، قال: مطمئن بالإيمان، قال: (فإن عادوا فعد) [ابن سعد والحاكم]. ونزل فيه قول الله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} _[النحل: 106].
وهاجر عمار إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، وشارك مع النبي ( في جميع الغزوات، حتى إنه قال ذات يوم: قاتلت مع رسول الله ( الجن والإنس فسأله الصحابة: وكيف؟ فقال: كنا مع النبي (، فنزلنا منزلاً، فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال (: (أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه)، فلما كنت على رأس البئر إذا برجل أسود، فقال: والله لا تستقي اليوم منها، فأخذني وأخذته (تشاجرنا) فصرعته ثم أخذت حجرًا، فكسرت وجهه وأنفه، ثم ملأت قربتي وأتيت رسول الله (، فقال: (هل أتاك على الماء أحد؟) قلت: نعم، فقصصت عليه القصة فقال: (أتدرى من هو؟)، قلت: لا، قال: (ذاك الشيطان).
[ابن سعد].
وذات يوم استأذن عمار -رضي الله عنه- الرسول ( ليدخل فقال (: (من هذا؟) قال: عمار، فقال (: (مرحبًا بالطيب المطيب) [الترمذي والحاكم].
وذات يوم حدث بين عمار وخالد بن الوليد كلام، فأغلظ خالد لعمار، فشكاه إلى النبي (، فقال (: (من عادى عمارًا عاداه الله، ومن أبغض عمارًا أبغضه الله) [النسائي وأحمد]، فخرج خالد من عند الرسول ( وما من شيء أحب إليه من رضا عمار، وكلمه حتى رضي عنه.
وقال النبي (: (إن عمارًا مُلئ إيمانًا إلى مشاشه (أي إلى آخر جزء فيه)) [النسائي والحاكم]. وأمر النبي ( المسلمين أن يتبعوا عمارًا ويقتدوا به، فقال (: (اقتدوا باللذين من بعدى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد (عبد الله ابن مسعود)) [أحمد].
وجاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إن الله قد أمننا من أن يظلمنا، ولم يؤمنا من أن يفتنا، أرأيت إن أدركت الفتنة؟ قال: عليك بكتاب الله، قال: أرأيت إن كان كلهم يدعو إلى كتاب الله؟ قال: سمعت رسول الله ( يقول: (إذا اختلف الناس كان ابن سمية (عمار) مع الحق) [الحاكم].
وبعد وفاة النبي (، اشترك عمار مع الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- في محاربة المرتدين، وأظهر شجاعة فائقة في معركة اليمامة حتى قال
ابن عمر -رضي الله عنه- في شجاعته: رأيت عمار بن ياسر -رضي الله عنه- يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟! أنا عمار بن ياسر، أمن الجنة تفرون؟! أنا عمار بن ياسر، هلمَّ إليَّ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب (تتحرك) وهو يقاتل أشد القتال.
وبعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة، ولى عمارًا على الكوفة ومعه
عبد الله بن مسعود وبعث بكتاب إلى أهلها يقول لهم فيه: أما بعد، فأني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرًا وابن مسعود معلمًا ووزيرًا، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد (، من أهل بدر، فاسمعوا لهما وأطيعوا، واقتدوا بهما.
وكان عمار متواضعًا زاهدًا سمحًا كريمًا فقد سبَّه رجل وعيَّره ذات مرة بأذنه التي قطعت في سبيل الله، وقال له: أيها الأجدع، فقال لها عمار: خير أذني سببت، فإنها أصيبت مع رسول الله (. وكان يقول: ثلاثة من كن فيه فقد استكمل الإيمان: الإنفاق في الإقتار، والإنصاف من النفس، وبذل السلام للعالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:54 pm













سعد بن معاذ
رضي الله عنه



كان يفزع لسماع سب الرسول :

قال ابن عباس : كان المسلمون يقولون للنبي : راعنا على جهة الطلب والرغبة من المراعاة، أي: التفت إلينا، وكان هذا بلسان اليهود سبًّا، أي: اسمع لا سمعت؛ فاغتنموها وقالوا: كنا نسبّه سرًّا، فالآن نسبُّه جهرًا، فكانوا يخاطبون بها النبي ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ -وكان يعرف لغتهم- فقال لليهود: عليكم لعنة الله، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي لأضربَنَّ عنقه. فقالوا: أوَ لستم تقولونها؟ فنزلت الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104]. ونهوا عنها؛ لئلاَّ تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه.

هو من اهتز عرش الرحمن لموته
هو من فتحت لوفاته أبواب السماء
هو من شيّعه سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض قبل اليوم
هو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم: "للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ".

نسب سعد بن معاذ وكنيته :
سعد بن معاذ هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو. وأمه هي كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة، لها صحبة، فقد أسلمت وبايعت رسول الله ، وماتت بعد ابنها سعد بن معاذ .
أما زوجته فهي هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية، عمة أسيد بن حضير ، وكانت أولاً عند أوس بن معاذ فولدت له الحارث بن أسلم وشهد بدرًا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ فولدت له عبد الله وعمرو، وأسلمت وبايعت.

صفة سعد بن معاذ الخَلْقية :
كان سعد من أطول الناس وأعظمهم، وكان رجلاً أبيضَ جسيمًا جميلاً، حسن اللحية.

حال سعد بن معاذ في الجاهلية :
كان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل، وكان صاحبًا لأمية بن خلف القرشي، الذي قُتل في بدر كافرًا، وكانت قبيلة بني قريظة موالية له ومن حلفائه.

عُمر سعد بن معاذ عند الإسلام :
أسلم سعد بن معاذ قبل الهجرة بعام، وكان عمره عند الإسلام واحدًا وثلاثين عامًا.

قصة إسلام سعد بن معاذ :
لما حضر الموسم حج نفر من الأنصار، فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير؛ إذ رجعوا إلى قومهم فدعوهم سرًّا، وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا إليه، حتى قلَّ دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة، ثم بعثوا إلى رسول الله أنِ ابْعَثْ إلينا رجلاً من قِبلك فيدعو الناس بكتاب الله؛ فإنه أدنى أن يتبع. فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير ، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة ، فجعل يدعو الناس سرًّا، ويفشو الإسلام ويكثر أهله.
ولقد أسلم سعد بن معاذ في المدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير ، ولما أسلم سعد قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق.

أثر الرسول في تربية سعد بن معاذ :
يبرأ من المنافقين :
قال ابن زيد: إن هذه الآية حين أنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْن} [النساء: 88] فقرأ حتى بلغ: {فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 89]، فقال سعد بن معاذ : "فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من فئته" يريد عبد الله بن أبيّ بن سلول.

أهم ملامح شخصية سعد بن معاذ :

غيرة سعد بن معاذ الشديدة على محارمه :
قيل: لما نزلت آية التلاعن، قال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مُصْفِحٍ عنه. فقال رسول الله : "أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني".

سيد في قومه.. محبب إلى أهله وعشيرته
يظهر هذا الملمح واضحًا جليًّا حين قدم سعد متشتّمًا على مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما؛ من أجل خوفه على قومه منهما، إذ قال أسعد لمصعب : "أي مصعب، جاءك والله سيد مَن وراءَه مِن قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان". وقبلها كان قد قال أسيد بن حضير -وهو سيد في قومه- لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة حين أعلن إسلامه: "إن ورائي رجلاً، إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه". يقصد بذلك سعد بن معاذ.
وكذلك يظهر هذا الملمح حين أعلن إسلامه ووقف على قومه، فقال : "يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟" حينئذٍ ردَّ عليه قومه بما يرونه فيه، فقالوا: "سيدنا، وأوصلنا، وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة". وفي ذات اليوم الذي أسلم فيه تبعه كل قومه وعشيرته وقبيلته بنو عبد الأشهل، فأسلموا جميعًا بإسلام سعد بن معاذ.

ينصر الله ورسوله :
عن محمد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: "كيف ترون؟" قال أبو بكر : يا رسول الله، بلغنا أنهم بكذا وكذا. قال: ثم خطب الناس فقال: "كيف ترون؟" فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب فقال: "ما ترون؟", فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرَنَّ معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمرٍ وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضِ له، فصِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت.

حكم سعد بن معاذ يوافق حكم الله :
عن أبي سعيد الخدري : أن أناسًا هم أهل قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه، فجاء على حمار فلما بلغ قريبًا من المسجد، قال النبي: "قوموا إلى خيركم أو سيدكم". فقال: "يا سعد، إن هؤلاء نزلوا على حكمك". قال سعد : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم. قال : "حكمت بحكم الله أو بحكم الملك".

حب سعد بن معاذ لرسول الله وخوفه الشديد عليه :
عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله -لما التقى الناس يوم بدر-: يا رسول الله، ألا نبني لك عريشًا فتكون فيه، وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك فتلحق بمن وراءنا. فأثنى عليه رسول الله خيرًا، ودعا له.

ومن مناقب سعد بن معاذ :

1- اهتز لموت سعد بن معاذ عرش الرحمن :
عن جابر ، سمعت النبي يقول: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ".

2- وفتحت لوفاته أبواب السماء :
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله لسعد : "هذا الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه".

3- وشيّعه سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض قبل اليوم :
حينما سمع النبي أحد المنافقين يقول: ما رأينا كاليوم، ما حملنا نعشًا أخف منه قط. فقال رسول الله : "لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد بن معاذ، ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم".

4- وصاحب ضغطة القبر التي كشفها الله عنه :
عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي قال: "للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ".

5- مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من الحرير :
عن أنس قال: أهدي للنبي جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها فقال: "والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".

بعض مواقف سعد بن معاذ مع الرسول :
يعوده :
عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ضرب على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
أفطر عندكم الصائمون :
عن عبد الله بن الزبير قال: أفطر رسول الله عند سعد بن معاذ ، فقال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".

بعض مواقف سعد بن معاذ مع الصحابة :

مع أنس بن النضر :
عن أنس قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتالاً، ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أُحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين. ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس : فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مَثَّل به المشركون.

مع ثابت بن قيس :
عن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إلى آخر الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي، فسأل النبي سعد بن معاذ فقال: "يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ أشتكى؟" قال سعد : إنه لجاري وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله، فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله؛ فأنا من أهل النار. فذكر ذلك سعد للنبي، فقال رسول الله: "بل هو من أهل الجنة".

بعض كلمات سعد بن معاذ :
قال حين أصابه ابن العرقة فقطع أكحله: "اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحب إليَّ أن أجاهد من قومٍ آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة".
وقال حين أظهر إسلامه: "من شك في الإسلام من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى، فليأتنا بأهدى منه نأخذ به، فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب".

وفاة سعد بن معاذ :
تُوُفِّي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة، فصلى عليه رسول الله ، ودُفن بالبقيع.
وشهد الخندق وروي أنه مر على أمه والسيدة عائشة بنت أبي بكر وعليه درع له خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو ينشد: «لابأس بالموت إذا حان الأجل» فقالت أم سعد: «الحق يابني قد والله أخرت» فقالت عائشة: «يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي» فخافت أمه عليه فأصابه سهم في ذراعه فقطع أكحله (عرق من وسط الذراع) فقال سعد: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة» ثم حمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف الدم، فلما رأى سعد ذلك قال: «اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فما قطر عرقه قطرة بعدها».
ولما حاصر النبي بني قريظة طلبوا منه أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية. فجاء سعد رسول الله مستنداً على حمار له، فلما رآه قال: «قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه فأنزلوه» فقال له النبي : «احكم فيهم» قال: «فإني أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري». فقال : «لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله فلما قتل آخر رجل منهم انفجر الدم من عرقه» واحتضنه النبي : «فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان» وتوفي على إثرها فاهتز له عرش الرحمن.
حضر رسول الله تغسيله ودفنه، ولما وضع في قبره كبر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع. فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد»، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلت لحيته. وندبته أمه فقال : «كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد». وأهدى رسول الله ثوب حرير جعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال : «مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا». توفي وهو ابن سته وثلاثين سنة.




و صلى الله و سلم على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم الى يوم الدين


و نختم هذه الكلمات بمقطع فيديو للدكتور عمرو خالد يحكي نبذة عن حياة هذا الصحابي الجليل












سباق المواضيع المميزة


رد مع اقتباس رد مع اقتباس
14-09-2012, 05:37 AM #153
عبدو32
عبدو32 غير متصل
"ساحة الفوتوشوب والجرافيك "الفائز الثالث بمسابقة الابداع والتميز الصورة الرمزية عبدو32

تاريخ التسجيل
Sep 2008
المشاركات
2,105

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
208

افتراضي

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم . إيمان.تخطيط. حضارة مشاهدة المشاركة
حياكم الله أيها الموحدون
مازلنا نتنسم عطور السيرة المباركة لأبطال ألأسلام والصحابة الكرام واليوم مع سيرة الصحابي الجليل
سعد بن معاذ
رضى الله عنه
الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع"

ويقع أختيارنا على ألأخ الفاضل
عبدو32
فليتفضل مشكوراً جزاه الله عنا خيرا

جزاك الله خير اختي الكريمة على هذا الموضوع القيم الذي يتناول اهم الشخصيات الاسلامية
و على هذه الفكرة الرائعة التي تسمح بمشاركة الاعضاء باثرائه
كما اشكرك اختي الفاضلة على ثقتكم في باختيار هذه الشخصية
التي احببتها و هو الصحابي الجليل سعد بن معاد رضي الله عنه




سباق المواضيع المميزة


رد مع اقتباس رد مع اقتباس
15-09-2012, 09:00 AM #154
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة غير متصل
الطريق الى الله وساحة المنتدى الاسلامي - عضوة في نادي العضلات الايمانية الصورة الرمزية حلم . إيمان.تخطيط. حضارة

تاريخ التسجيل
Aug 2012
المشاركات
5,705

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
389

افتراضي

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدو32 مشاهدة المشاركة










سعد بن معاذ
رضي الله عنه



كان يفزع لسماع سب الرسول :

قال ابن عباس : كان المسلمون يقولون للنبي : راعنا على جهة الطلب والرغبة من المراعاة، أي: التفت إلينا، وكان هذا بلسان اليهود سبًّا، أي: اسمع لا سمعت؛ فاغتنموها وقالوا: كنا نسبّه سرًّا، فالآن نسبُّه جهرًا، فكانوا يخاطبون بها النبي ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ -وكان يعرف لغتهم- فقال لليهود: عليكم لعنة الله، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي لأضربَنَّ عنقه. فقالوا: أوَ لستم تقولونها؟ فنزلت الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104]. ونهوا عنها؛ لئلاَّ تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه.

هو من اهتز عرش الرحمن لموته
هو من فتحت لوفاته أبواب السماء
هو من شيّعه سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض قبل اليوم
هو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم: "للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ".

نسب سعد بن معاذ وكنيته :
سعد بن معاذ هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو. وأمه هي كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة، لها صحبة، فقد أسلمت وبايعت رسول الله ، وماتت بعد ابنها سعد بن معاذ .
أما زوجته فهي هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية، عمة أسيد بن حضير ، وكانت أولاً عند أوس بن معاذ فولدت له الحارث بن أسلم وشهد بدرًا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ فولدت له عبد الله وعمرو، وأسلمت وبايعت.

صفة سعد بن معاذ الخَلْقية :
كان سعد من أطول الناس وأعظمهم، وكان رجلاً أبيضَ جسيمًا جميلاً، حسن اللحية.

حال سعد بن معاذ في الجاهلية :
كان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل، وكان صاحبًا لأمية بن خلف القرشي، الذي قُتل في بدر كافرًا، وكانت قبيلة بني قريظة موالية له ومن حلفائه.

عُمر سعد بن معاذ عند الإسلام :
أسلم سعد بن معاذ قبل الهجرة بعام، وكان عمره عند الإسلام واحدًا وثلاثين عامًا.

قصة إسلام سعد بن معاذ :
لما حضر الموسم حج نفر من الأنصار، فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير؛ إذ رجعوا إلى قومهم فدعوهم سرًّا، وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا إليه، حتى قلَّ دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة، ثم بعثوا إلى رسول الله أنِ ابْعَثْ إلينا رجلاً من قِبلك فيدعو الناس بكتاب الله؛ فإنه أدنى أن يتبع. فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير ، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة ، فجعل يدعو الناس سرًّا، ويفشو الإسلام ويكثر أهله.
ولقد أسلم سعد بن معاذ في المدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير ، ولما أسلم سعد قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق.

أثر الرسول في تربية سعد بن معاذ :
يبرأ من المنافقين :
قال ابن زيد: إن هذه الآية حين أنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْن} [النساء: 88] فقرأ حتى بلغ: {فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 89]، فقال سعد بن معاذ : "فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من فئته" يريد عبد الله بن أبيّ بن سلول.

أهم ملامح شخصية سعد بن معاذ :

غيرة سعد بن معاذ الشديدة على محارمه :
قيل: لما نزلت آية التلاعن، قال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مُصْفِحٍ عنه. فقال رسول الله : "أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني".

سيد في قومه.. محبب إلى أهله وعشيرته
يظهر هذا الملمح واضحًا جليًّا حين قدم سعد متشتّمًا على مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما؛ من أجل خوفه على قومه منهما، إذ قال أسعد لمصعب : "أي مصعب، جاءك والله سيد مَن وراءَه مِن قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان". وقبلها كان قد قال أسيد بن حضير -وهو سيد في قومه- لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة حين أعلن إسلامه: "إن ورائي رجلاً، إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه". يقصد بذلك سعد بن معاذ.
وكذلك يظهر هذا الملمح حين أعلن إسلامه ووقف على قومه، فقال : "يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟" حينئذٍ ردَّ عليه قومه بما يرونه فيه، فقالوا: "سيدنا، وأوصلنا، وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة". وفي ذات اليوم الذي أسلم فيه تبعه كل قومه وعشيرته وقبيلته بنو عبد الأشهل، فأسلموا جميعًا بإسلام سعد بن معاذ.

ينصر الله ورسوله :
عن محمد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: "كيف ترون؟" قال أبو بكر : يا رسول الله، بلغنا أنهم بكذا وكذا. قال: ثم خطب الناس فقال: "كيف ترون؟" فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب فقال: "ما ترون؟", فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله، إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرَنَّ معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمرٍ وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضِ له، فصِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت.

حكم سعد بن معاذ يوافق حكم الله :
عن أبي سعيد الخدري : أن أناسًا هم أهل قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه، فجاء على حمار فلما بلغ قريبًا من المسجد، قال النبي: "قوموا إلى خيركم أو سيدكم". فقال: "يا سعد، إن هؤلاء نزلوا على حكمك". قال سعد : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم. قال : "حكمت بحكم الله أو بحكم الملك".

حب سعد بن معاذ لرسول الله وخوفه الشديد عليه :
عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله -لما التقى الناس يوم بدر-: يا رسول الله، ألا نبني لك عريشًا فتكون فيه، وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك فتلحق بمن وراءنا. فأثنى عليه رسول الله خيرًا، ودعا له.

ومن مناقب سعد بن معاذ :

1- اهتز لموت سعد بن معاذ عرش الرحمن :
عن جابر ، سمعت النبي يقول: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ".

2- وفتحت لوفاته أبواب السماء :
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله لسعد : "هذا الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه".

3- وشيّعه سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض قبل اليوم :
حينما سمع النبي أحد المنافقين يقول: ما رأينا كاليوم، ما حملنا نعشًا أخف منه قط. فقال رسول الله : "لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد بن معاذ، ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم".

4- وصاحب ضغطة القبر التي كشفها الله عنه :
عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي قال: "للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ".

5- مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من الحرير :
عن أنس قال: أهدي للنبي جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها فقال: "والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".

بعض مواقف سعد بن معاذ مع الرسول :
يعوده :
عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ضرب على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
أفطر عندكم الصائمون :
عن عبد الله بن الزبير قال: أفطر رسول الله عند سعد بن معاذ ، فقال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".

بعض مواقف سعد بن معاذ مع الصحابة :

مع أنس بن النضر :
عن أنس قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتالاً، ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أُحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين. ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس : فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مَثَّل به المشركون.

مع ثابت بن قيس :
عن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إلى آخر الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي، فسأل النبي سعد بن معاذ فقال: "يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ أشتكى؟" قال سعد : إنه لجاري وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله، فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله؛ فأنا من أهل النار. فذكر ذلك سعد للنبي، فقال رسول الله: "بل هو من أهل الجنة".

بعض كلمات سعد بن معاذ :
قال حين أصابه ابن العرقة فقطع أكحله: "اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحب إليَّ أن أجاهد من قومٍ آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة".
وقال حين أظهر إسلامه: "من شك في الإسلام من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى، فليأتنا بأهدى منه نأخذ به، فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب".

وفاة سعد بن معاذ :
تُوُفِّي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة، فصلى عليه رسول الله ، ودُفن بالبقيع.
وشهد الخندق وروي أنه مر على أمه والسيدة عائشة بنت أبي بكر وعليه درع له خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو ينشد: «لابأس بالموت إذا حان الأجل» فقالت أم سعد: «الحق يابني قد والله أخرت» فقالت عائشة: «يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي» فخافت أمه عليه فأصابه سهم في ذراعه فقطع أكحله (عرق من وسط الذراع) فقال سعد: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة» ثم حمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف الدم، فلما رأى سعد ذلك قال: «اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فما قطر عرقه قطرة بعدها».
ولما حاصر النبي بني قريظة طلبوا منه أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية. فجاء سعد رسول الله مستنداً على حمار له، فلما رآه قال: «قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه فأنزلوه» فقال له النبي : «احكم فيهم» قال: «فإني أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري». فقال : «لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله فلما قتل آخر رجل منهم انفجر الدم من عرقه» واحتضنه النبي : «فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان» وتوفي على إثرها فاهتز له عرش الرحمن.
حضر رسول الله تغسيله ودفنه، ولما وضع في قبره كبر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع. فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد»، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلت لحيته. وندبته أمه فقال : «كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد». وأهدى رسول الله ثوب حرير جعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال : «مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا». توفي وهو ابن سته وثلاثين سنة.




و صلى الله و سلم على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم الى يوم الدين


و نختم هذه الكلمات بمقطع فيديو للدكتور عمرو خالد يحكي نبذة عن حياة هذا الصحابي الجليل









السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخي الكريم
عبدو 32
كتبت فأوفيت وأوجزت فأبدت
سلمت وسلمت يداك وحرمها الله عن النار

أثابك الله الجنه ومحا عنك الزله وأبدلها بالحسنة

وجعل العسير برحمته عليك يسرا
والحزن فرحا والضيق فرجا والرزق رغدا والعيش هينا
والجنه موعدا
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . .


اللهم متعنا بنعمتين : نعمة الصحة ونعمة الدين
وجملنا بحليتين : قلب رحيم وعقل حكيم
ولا تحرمنا لذتين : لذة مناجاتك ولذة النظر إلى وجهك الكريم
وأجمع لنا حسنتين : حسنة الدنيا وحسنة الآخرة

اللهم أمين

رد مع اقتباس رد مع اقتباس
15-09-2012, 09:02 AM #155
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة غير متصل
الطريق الى الله وساحة المنتدى الاسلامي - عضوة في نادي العضلات الايمانية الصورة الرمزية حلم . إيمان.تخطيط. حضارة

تاريخ التسجيل
Aug 2012
المشاركات
5,705

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
389

افتراضي

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدو32 مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير اختي الكريمة على هذا الموضوع القيم الذي يتناول اهم الشخصيات الاسلامية
و على هذه الفكرة الرائعة التي تسمح بمشاركة الاعضاء باثرائه
كما اشكرك اختي الفاضلة على ثقتكم في باختيار هذه الشخصية
التي احببتها و هو الصحابي الجليل سعد بن معاد رضي الله عنه


أشكرك أخى الكريم "عبدو 32" على تلبيتكم دعوتى وسعة صدركم

جزاكَ اللهُ خيراً
وأجزلَ مثوبتَك
وأسعدك في الدَّارين
وسَتَرَك في حاضر القيامةِ
وبيّضَ وجهك يوم تسودُّ وجوه العُصاةِ في موقفِ الندامة . .


اللهم متعنا بنعمتين : نعمة الصحة ونعمة الدين
وجملنا بحليتين : قلب رحيم وعقل حكيم
ولا تحرمنا لذتين : لذة مناجاتك ولذة النظر إلى وجهك الكريم
وأجمع لنا حسنتين : حسنة الدنيا وحسنة الآخرة

اللهم أمين

رد مع اقتباس رد مع اقتباس
15-09-2012, 09:18 AM #156
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة غير متصل
الطريق الى الله وساحة المنتدى الاسلامي - عضوة في نادي العضلات الايمانية الصورة الرمزية حلم . إيمان.تخطيط. حضارة

تاريخ التسجيل
Aug 2012
المشاركات
5,705

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
389

افتراضي

رحم الله سيدنا سعد بن معاذ وجمعنا به في جنات ونهر عند مليك مقتدر
جزاك اللهُ خيراً
أخي الفاضل
على ماقدمته من سيرة الصحابي الجليل
سعد بن معاذ
رضى الله عنه
وجعل ماكتبته في ميزان حسناتك
أكرمك الله وأسعدك في الدارين


اللهم متعنا بنعمتين : نعمة الصحة ونعمة الدين
وجملنا بحليتين : قلب رحيم وعقل حكيم
ولا تحرمنا لذتين : لذة مناجاتك ولذة النظر إلى وجهك الكريم
وأجمع لنا حسنتين : حسنة الدنيا وحسنة الآخرة

اللهم أمين

رد مع اقتباس رد مع اقتباس
15-09-2012, 10:31 AM #157
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة
حلم . إيمان.تخطيط. حضارة غير متصل
الطريق الى الله وساحة المنتدى الاسلامي - عضوة في نادي العضلات الايمانية الصورة الرمزية حلم . إيمان.تخطيط. حضارة

تاريخ التسجيل
Aug 2012
المشاركات
5,705

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
389

افتراضي

حياكم الله أيها الموحدون
مازلنا نتنسم عطور السيرة المباركة لأبطال الإسلام والصحابة الكرام واليوم مع سيرة الصحابي الجليل
بلال بن رباح
رضى الله عنه
كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أبو بكر قال:
" أبو بكر سيدنا وأعتق سيّدنا"
يعني بلالاًً رضي الله عنه
وان رجلا يلقبه عمر بسيدنا هو رجل عظيم ومحظوظ.
واليوم يقع أختيارنا على الأخت الفاضلة
"لمياء المصطفى"
فلتتفضل مشكوره جزاها الله خيرا


اللهم متعنا بنعمتين : نعمة الصحة ونعمة الدين
وجملنا بحليتين : قلب رحيم وعقل حكيم
ولا تحرمنا لذتين : لذة مناجاتك ولذة النظر إلى وجهك الكريم
وأجمع لنا حسنتين : حسنة الدنيا وحسنة الآخرة

اللهم أمين

رد مع اقتباس رد مع اقتباس
16-09-2012, 02:42 PM #158
لميا المصطفي
لميا المصطفي غير متصل
عضو مميز الصورة الرمزية لميا المصطفي

تاريخ التسجيل
Aug 2011
المشاركات
5,481

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
455

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا عالدعوة الجميلة
ونبدا سيرة سيدنا بلال بن رباح


كان عمر بن الخطاب، اذا ذكر أبو بكر قال:

" أبو بكر سيدنا وأعتق سيّدنا"..

يعني بلالا رضي الله عنه..

وان رجلا يلقبه عمر بسيدنا هو رجل عظيم ومحظوظ..

لكن هذا الرجل الشديد السمرة، النحيف الناحل، المفرط الطول الكث الشعر، الخفيف العارضين، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، وتغدق عليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل:

"انما أنا حبشي.. كنت بالأمس عبدا"..!!

فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبدا..!!

انه "بلال بن رباح" مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام..
انه احدى معجزات الايمان والصدق.

احدى معجزات الاسلام العظيم..

في كل عشرة مسلمين. منذ بدأ الاسلام الى اليوم، والى ما شاء الله سنلتقي بسبعة على الأقل يعرفون بلالا..

أي أن هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا بلالا، وحفظوا اسمه، وعرفوا دوره. تماما كما عرفوا أعظم خليفتين في الاسلام: أبي بكر وعمر...!!

وانك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى في مصر، أ، باكستان، أ، الصين..

وفي الأمريكيتين، وأوروبا وروسيا..

وفي تاعراق ، وسوريا، وايران والسودان..

في تونس والمغرب والجزائر..

في أعماق أفريقيا، وفوق هضاب آسيا..

في كل بقعة من الأرض يقطنها مسلمون، تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم: من بلال يا غلام؟

فيجيبك: انه مؤذن الرسول.. وانه العبد الذي كان سيّده يعذبه بالحجارة المستعرّة ليردّه عن دينه، فيقول:

"أحد.. أحد.."



وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الاسلام بلالا.. فاعلم أن بلال هذا، لم يكن قبل الاسلام أكثر من عبد رقيق، يرعى ابل سيّده على حفنات من التمر، حتى يطو به الموت، ويطوّح به الى أعماق النسيان..

لكن صدق ايمانه، وعظمة الدين الذي آمن به بوأه في حياته، وفي تاريخه مكانا عليّا في الاسلام بين العظماء والشرفاء والكرماء...

ان كثيرا من عليّة البشر، وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم، لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلال العبد الحبشي..!!

بل ان كثيرا من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله بلال..

ان سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الانس كعبد رقيق، لم يحرمه حين آثر الاسلام دينا، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه ويقينه، وطهره، وتفانيه..



ان ذلك كله لم يكن له في ميزان تقييمه وتكريمه أي حساب، الا حساب الدهشة حين توجد العظمة في غير مظانها..

فلقد كان الناس يظنون أن عبدا مثل بلال، ينتمي الى أصول غريبة.. ليس له أهل، ولا حول، ولا يملك من حياته شيئا، فهو ملك لسيّده الذي اشتراه بماله.. يروح ويغدو وسط شويهات سيده وابله وماشيته..

كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئا..

ثم اذا هو يخلف الظنون جميعا، فيقدر على ايمان، هيهات أن يقدر على مثله سواه.. ثم يكون أول مؤذن للرسول والاسلام العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول..!!

أجل.. بلال بن رباح!

أيّة بطولة.. وأيّة عظمة تعبر عنها هذه الكلمات الثلاث بلال ابن رباح..؟!




**




انه حبشي من أمة السود... جعلته مقاديره عبدا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم..

كان يعيش عيشة الرقيق، تمضي أيامه متشابهة قاحلة، لا حق له في يومه، ولا أمل له في غده..!!

ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الانس في مكة يتناقلونها، وحين كان يصغي الى أحاديث ساداته وأضيافهم، سيما "أمية بن خلف" أحد شيوخ بني جمح القبيلة التي كان بلال أحد عبيدها..

لطالما سمع أمية وهو يتحدّث مع أصدقائه حينا، وأفراد قبيلته أحيانا عن الرسول حديثا يطفح غيظا، وغمّا وشرا..



وكانت أذن بلال تلتقط من بين كلمات الغيظ المجنون، الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد.. وكان يحس أنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها.. كما كانت أذنه تلتقط من خلال أحاديثهم الراعدة المتوعدة اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته..!!

أجل انه ليسمعهم يعجبون، ويحارون، في هذا الذي جاء به محمد..!!

ويقول بعضهم لبعض: ما كان محمد يوما كاذبا. ولا ساحرا..ولا مجنونا.. وان ام يكن لنا بد من وصمه اليوم بذلك كله، حتى نصدّ عنه الذين سيسارعون الى دينه..!!

سمعهم يتحدّثون عن أمانته..

عن وفائه..

عن رجولته وخلقه..

عن نزاهته ورجاحة عقله..

وسمعهم يتهامسون بالأسباب التي تحملهم على تحديّ وعداوته، تلك هي: ولاؤهم لدين آبائهم أولا. والخوف على مجد قريش ثانيا، ذلك المجد الذي يفيئه عليها مركزها الديني، كعاصمة للعبادة والنسك في جزيرة العرب كلها، ثم الحقد على بني هاشم، أن يخرج منهم دون غيرهم نبي ورسول...!


يتبع

**

هذه مواضيعي.....هذه ردودي..
يوم ما...ما راح اكون انا
ما راح اكون سوى بقايا ذكريات

اتمنى وقتها ما تنسوني بالدعاء لي بالرحمة
احبكم في الله

رد مع اقتباس رد مع اقتباس
16-09-2012, 02:43 PM #159
لميا المصطفي
لميا المصطفي غير متصل
عضو مميز الصورة الرمزية لميا المصطفي

تاريخ التسجيل
Aug 2011
المشاركات
5,481

علم الدولة : Users Country Flag

الجنس :
معدل تقييم المستوى
455

افتراضي




وذات يوم يبصر بلال ب رباح نور الله، ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه، فيذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم..

ولا يلبث خبر اسلامه أن يذيع.. وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح.. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور..!! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أميّة بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعا بالخزي والعار..

عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد..؟!

ويقول أميّة لنفسه: ومع هذا فلا بأس.. ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق..!!

ولكن الشمس لم تغرب قط باسلام بلال بل غربت ذات يوم بأصنام قريش كلها، وحماة الوثنية فيها...!




**




أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للاسلام وحده، وان كان الاسلام أحق به، ولكنه شرف للانسانية جميعا..

لقد صمد لأقسى الوان التعذيب صمود البرار العظام.

ولكأنما جعله الله مثلا على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة لا ينالان من عظمة الروح اذا وجدت ايمانها، واعتصمت بباريها، وتشبثت بحقها..

لقد أعطى بلال درسا بليغا للذين في زمانه، وفي كل مان، للذين على دينه وعلى كل دين.. درسا فحواه أن حريّة الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهبا، ولا بملئها عذابا..

لقد وضع عريانا فوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى..



لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام، والاسلام، من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذا للبشرية كلها في فن احترام الضمير، والدفاع عن حريته وسيادته..

لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة.. فيطرحونه على حصاها الماتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره..

ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه، فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم، ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم واصراره..



ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه، ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد ايمانه، ويتخلى عن اقتناعه..

حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها..!

نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:"أحد أحد"

يقولون له: قل كما نقول..

فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية:

"ان لساني لا يحسنه"..!!

ويظل بلال في ذوب الحميم وصخره، حتى اذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها. وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:" أحد أحد".



وكأني اذا جنّ عليهم الليل يساومونه:

غدا قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزى، لنذرك وشأتك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المعذبون!

فيهز رأسه ويقول:" أحد.. أحد..".

ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غمّا وغيظا، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء..؟واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا.

ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس:

"أحد.. أحد.."

ويعود للحديث والمساومة، من وكل اليه تمثيل دور المشفق عليه، فيقول:

خل عنك يا أميّة.. واللات لن يعذب بعد اليوم، ان بلالا منا أمه جاريتنا، وانه لن يرضى أن يجعلنا باسلامه حديث قريش وسخريّتها..

ويحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة، ويفتر ثغره عن ابتسامة كضوء الفجر، ويقول في هدوء يزلزلهم زلزالا:

"أحد.. أحد.."

وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة، ويؤخذ بلال الى الرمضاء، وهو صابر محتسب، صامد ثابت.

ويذهب اليهم أبو بكر الصديق وهو يعذبونه، ويصيح بهم:

(أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)؟؟

ثم يصيح في أميّة بن خلف: خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا..

وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة..



لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره اذ كان اليأس من تطويع لال قد بلغ في في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته..

باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار...



وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال منطلقا به الى الحرية قال له أمية:

خذه، فواللات والعزى، لو أبيت الا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها..

وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل وكان حريّا بألا يجيبه..

ولكن لأن فيها مساسا بكرامة هذا الذي قد صار أخا له، وندّا،أجاب أمية قائلا:

والله لو أبيتم أنتم الا مائة أوقية لدفعتها..!!



وانطلق بصاحبه الى رسول الله يبشره بتحريره.. وكان عيدا عظيما!

وبعد هجرة الرسول والمسلمين الى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها..

فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم..؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته..؟

انه بلال.. الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن: "الله أحد..أحد".

لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للاسلام.

وبصوته النديّ الشجيّ مضى يملأ الأفئدة ايمانا، والأسماع روعة وهو ينادى:

الله أكبر.. الله أكبر

الله أكبر .. الله أكبر

أشهد أن لااله الا الله

أشهد أن لا اله الا الله

أشهد أن محمدا رسول الله

أشهد أن محمدا رسول الله

حي على الصلاة

حي على الصلاة

حي على الفلاح

حي على الفلاح

الله أكبر.. الله أكبر

لااله الا الله...



ونشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذي قدم الى المدينة غازيا..

وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية..وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام، غزوة بدر.. تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها: "أحد..أحد".




**




في هذه الغزوة ألقت قريش بأفلاذ أكبادها، وخرج أشرافها جميعا لمصارعهم..!!

ولقد همّ بالنكوص عن الخروج "أمية بن خلف" .. هذا الذي كان سيدا لبلال، والذي كان يعذبه في وحشيّة قاتلة..



همّ بالنكوص لولا أن ذهب اليه صديقه "عقبة بن أبي معيط" حين علم عن نبأ تخاذله وتقاعسه، حاملا في يمينه مجمرة حتى اذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى الجمرة بين يديه وقال له: يا أبا علي، استجمر بهبذ، فانما أنت من النساء..!!!

وصاح به أمية قائلا: قبحك الله، وقبّح ما جئت به..

ثم لم يجد بدّا من الخروج مع الغزاة فخرج..

أيّة أسرار للقدر، يطويها وينشرها..؟

لقد كان عقبة بن أبي معيط أكبر مشجع لأمية على تعذيب بلال، وغير بلال من المسلمين المستضعفين..

واليوم هو نفسه الذي يغريه بالخروج الى غزوة بدر التي سيكون فيها مصرعه..!!

كما سيكون فيها مصرع عقبة أيضا!

لقد كان أمية من القاعدين عن الحرب.. ولولا تشهير عقبة به على هذا النحو الذي رأيناه لما خرج..!!

ولكن الله بالغ أمره، فليخرج أمية فان بينه وبين عبد من عباد الله حسابا قديما، جاء أوان تصفيته، فالديّان لا يموت، وكما تدينون تدانون..!!



وان القدر ليحلو له أن يسخر بالجبارين.. فعقبة الذي كان أمية يصغي لتحريضه، ويسارع اى هواه في تعذيب المؤمنين الأبرياء، هو نفسه الذب سيقود أميّة الى مصرعه..

وبيد من..؟

بيد بلال نفسه.. وبلال وحده!!

نفس اليد التي طوّقها أميّة بالسلاسل، وأوجع صاحبها ضربا، وعذابا..

مع هذه اليد ذاتها، هي اليوم، وفي غزوة بدر، على موعد أجاد القدر توقيته، مع جلاد قريش الذي أذل المؤمنين بغيا وعدوا..

ولقد حدث هذا تماما..



وحين بدأ القتال بين الفريقين، وارتج جانب المعركة من قبل المسلمين بشعارهم:" أحد.. أحد" انخلع قلب أمية، وجاءه النذير..

ان الكلمة التي كان يرددها بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة الجديدة كل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:55 pm

نبدا سيرة سيدنا بلال بن رباح


كان عمر بن الخطاب، اذا ذكر أبو بكر قال:

" أبو بكر سيدنا وأعتق سيّدنا"..

يعني بلالا رضي الله عنه..

وان رجلا يلقبه عمر بسيدنا هو رجل عظيم ومحظوظ..

لكن هذا الرجل الشديد السمرة، النحيف الناحل، المفرط الطول الكث الشعر، الخفيف العارضين، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، وتغدق عليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل:

"انما أنا حبشي.. كنت بالأمس عبدا"..!!

فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبدا..!!

انه "بلال بن رباح" مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام..
انه احدى معجزات الايمان والصدق.

احدى معجزات الاسلام العظيم..

في كل عشرة مسلمين. منذ بدأ الاسلام الى اليوم، والى ما شاء الله سنلتقي بسبعة على الأقل يعرفون بلالا..

أي أن هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا بلالا، وحفظوا اسمه، وعرفوا دوره. تماما كما عرفوا أعظم خليفتين في الاسلام: أبي بكر وعمر...!!

وانك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى في مصر، أ، باكستان، أ، الصين..

وفي الأمريكيتين، وأوروبا وروسيا..

وفي تاعراق ، وسوريا، وايران والسودان..

في تونس والمغرب والجزائر..

في أعماق أفريقيا، وفوق هضاب آسيا..

في كل بقعة من الأرض يقطنها مسلمون، تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم: من بلال يا غلام؟

فيجيبك: انه مؤذن الرسول.. وانه العبد الذي كان سيّده يعذبه بالحجارة المستعرّة ليردّه عن دينه، فيقول:

"أحد.. أحد.."



وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الاسلام بلالا.. فاعلم أن بلال هذا، لم يكن قبل الاسلام أكثر من عبد رقيق، يرعى ابل سيّده على حفنات من التمر، حتى يطو به الموت، ويطوّح به الى أعماق النسيان..

لكن صدق ايمانه، وعظمة الدين الذي آمن به بوأه في حياته، وفي تاريخه مكانا عليّا في الاسلام بين العظماء والشرفاء والكرماء...

ان كثيرا من عليّة البشر، وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم، لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلال العبد الحبشي..!!

بل ان كثيرا من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله بلال..

ان سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الانس كعبد رقيق، لم يحرمه حين آثر الاسلام دينا، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه ويقينه، وطهره، وتفانيه..



ان ذلك كله لم يكن له في ميزان تقييمه وتكريمه أي حساب، الا حساب الدهشة حين توجد العظمة في غير مظانها..

فلقد كان الناس يظنون أن عبدا مثل بلال، ينتمي الى أصول غريبة.. ليس له أهل، ولا حول، ولا يملك من حياته شيئا، فهو ملك لسيّده الذي اشتراه بماله.. يروح ويغدو وسط شويهات سيده وابله وماشيته..

كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئا..

ثم اذا هو يخلف الظنون جميعا، فيقدر على ايمان، هيهات أن يقدر على مثله سواه.. ثم يكون أول مؤذن للرسول والاسلام العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول..!!

أجل.. بلال بن رباح!

أيّة بطولة.. وأيّة عظمة تعبر عنها هذه الكلمات الثلاث بلال ابن رباح..؟!




**




انه حبشي من أمة السود... جعلته مقاديره عبدا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم..

كان يعيش عيشة الرقيق، تمضي أيامه متشابهة قاحلة، لا حق له في يومه، ولا أمل له في غده..!!

ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الانس في مكة يتناقلونها، وحين كان يصغي الى أحاديث ساداته وأضيافهم، سيما "أمية بن خلف" أحد شيوخ بني جمح القبيلة التي كان بلال أحد عبيدها..

لطالما سمع أمية وهو يتحدّث مع أصدقائه حينا، وأفراد قبيلته أحيانا عن الرسول حديثا يطفح غيظا، وغمّا وشرا..



وكانت أذن بلال تلتقط من بين كلمات الغيظ المجنون، الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد.. وكان يحس أنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها.. كما كانت أذنه تلتقط من خلال أحاديثهم الراعدة المتوعدة اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته..!!

أجل انه ليسمعهم يعجبون، ويحارون، في هذا الذي جاء به محمد..!!

ويقول بعضهم لبعض: ما كان محمد يوما كاذبا. ولا ساحرا..ولا مجنونا.. وان ام يكن لنا بد من وصمه اليوم بذلك كله، حتى نصدّ عنه الذين سيسارعون الى دينه..!!

سمعهم يتحدّثون عن أمانته..

عن وفائه..

عن رجولته وخلقه..

عن نزاهته ورجاحة عقله..

وسمعهم يتهامسون بالأسباب التي تحملهم على تحديّ وعداوته، تلك هي: ولاؤهم لدين آبائهم أولا. والخوف على مجد قريش ثانيا، ذلك المجد الذي يفيئه عليها مركزها الديني، كعاصمة للعبادة والنسك في جزيرة العرب كلها، ثم الحقد على بني هاشم، أن يخرج منهم دون غيرهم نبي ورسول...!


يتبع

**
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:56 pm


وذات يوم يبصر بلال ب رباح نور الله، ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه، فيذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم..

ولا يلبث خبر اسلامه أن يذيع.. وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح.. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور..!! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أميّة بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعا بالخزي والعار..

عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد..؟!

ويقول أميّة لنفسه: ومع هذا فلا بأس.. ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق..!!

ولكن الشمس لم تغرب قط باسلام بلال بل غربت ذات يوم بأصنام قريش كلها، وحماة الوثنية فيها...!




**




أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للاسلام وحده، وان كان الاسلام أحق به، ولكنه شرف للانسانية جميعا..

لقد صمد لأقسى الوان التعذيب صمود البرار العظام.

ولكأنما جعله الله مثلا على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة لا ينالان من عظمة الروح اذا وجدت ايمانها، واعتصمت بباريها، وتشبثت بحقها..

لقد أعطى بلال درسا بليغا للذين في زمانه، وفي كل مان، للذين على دينه وعلى كل دين.. درسا فحواه أن حريّة الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهبا، ولا بملئها عذابا..

لقد وضع عريانا فوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى..



لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام، والاسلام، من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذا للبشرية كلها في فن احترام الضمير، والدفاع عن حريته وسيادته..

لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة.. فيطرحونه على حصاها الماتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره..

ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه، فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم، ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم واصراره..



ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه، ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد ايمانه، ويتخلى عن اقتناعه..

حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها..!

نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:"أحد أحد"

يقولون له: قل كما نقول..

فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية:

"ان لساني لا يحسنه"..!!

ويظل بلال في ذوب الحميم وصخره، حتى اذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها. وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:" أحد أحد".



وكأني اذا جنّ عليهم الليل يساومونه:

غدا قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزى، لنذرك وشأتك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المعذبون!

فيهز رأسه ويقول:" أحد.. أحد..".

ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غمّا وغيظا، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء..؟واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا.

ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس:

"أحد.. أحد.."

ويعود للحديث والمساومة، من وكل اليه تمثيل دور المشفق عليه، فيقول:

خل عنك يا أميّة.. واللات لن يعذب بعد اليوم، ان بلالا منا أمه جاريتنا، وانه لن يرضى أن يجعلنا باسلامه حديث قريش وسخريّتها..

ويحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة، ويفتر ثغره عن ابتسامة كضوء الفجر، ويقول في هدوء يزلزلهم زلزالا:

"أحد.. أحد.."

وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة، ويؤخذ بلال الى الرمضاء، وهو صابر محتسب، صامد ثابت.

ويذهب اليهم أبو بكر الصديق وهو يعذبونه، ويصيح بهم:

(أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)؟؟

ثم يصيح في أميّة بن خلف: خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا..

وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة..



لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره اذ كان اليأس من تطويع لال قد بلغ في في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته..

باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار...



وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال منطلقا به الى الحرية قال له أمية:

خذه، فواللات والعزى، لو أبيت الا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها..

وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل وكان حريّا بألا يجيبه..

ولكن لأن فيها مساسا بكرامة هذا الذي قد صار أخا له، وندّا،أجاب أمية قائلا:

والله لو أبيتم أنتم الا مائة أوقية لدفعتها..!!



وانطلق بصاحبه الى رسول الله يبشره بتحريره.. وكان عيدا عظيما!

وبعد هجرة الرسول والمسلمين الى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها..

فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم..؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته..؟

انه بلال.. الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن: "الله أحد..أحد".

لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للاسلام.

وبصوته النديّ الشجيّ مضى يملأ الأفئدة ايمانا، والأسماع روعة وهو ينادى:

الله أكبر.. الله أكبر

الله أكبر .. الله أكبر

أشهد أن لااله الا الله

أشهد أن لا اله الا الله

أشهد أن محمدا رسول الله

أشهد أن محمدا رسول الله

حي على الصلاة

حي على الصلاة

حي على الفلاح

حي على الفلاح

الله أكبر.. الله أكبر

لااله الا الله...



ونشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذي قدم الى المدينة غازيا..

وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية..وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام، غزوة بدر.. تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها: "أحد..أحد".




**




في هذه الغزوة ألقت قريش بأفلاذ أكبادها، وخرج أشرافها جميعا لمصارعهم..!!

ولقد همّ بالنكوص عن الخروج "أمية بن خلف" .. هذا الذي كان سيدا لبلال، والذي كان يعذبه في وحشيّة قاتلة..



همّ بالنكوص لولا أن ذهب اليه صديقه "عقبة بن أبي معيط" حين علم عن نبأ تخاذله وتقاعسه، حاملا في يمينه مجمرة حتى اذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى الجمرة بين يديه وقال له: يا أبا علي، استجمر بهبذ، فانما أنت من النساء..!!!

وصاح به أمية قائلا: قبحك الله، وقبّح ما جئت به..

ثم لم يجد بدّا من الخروج مع الغزاة فخرج..

أيّة أسرار للقدر، يطويها وينشرها..؟

لقد كان عقبة بن أبي معيط أكبر مشجع لأمية على تعذيب بلال، وغير بلال من المسلمين المستضعفين..

واليوم هو نفسه الذي يغريه بالخروج الى غزوة بدر التي سيكون فيها مصرعه..!!

كما سيكون فيها مصرع عقبة أيضا!

لقد كان أمية من القاعدين عن الحرب.. ولولا تشهير عقبة به على هذا النحو الذي رأيناه لما خرج..!!

ولكن الله بالغ أمره، فليخرج أمية فان بينه وبين عبد من عباد الله حسابا قديما، جاء أوان تصفيته، فالديّان لا يموت، وكما تدينون تدانون..!!



وان القدر ليحلو له أن يسخر بالجبارين.. فعقبة الذي كان أمية يصغي لتحريضه، ويسارع اى هواه في تعذيب المؤمنين الأبرياء، هو نفسه الذب سيقود أميّة الى مصرعه..

وبيد من..؟

بيد بلال نفسه.. وبلال وحده!!

نفس اليد التي طوّقها أميّة بالسلاسل، وأوجع صاحبها ضربا، وعذابا..

مع هذه اليد ذاتها، هي اليوم، وفي غزوة بدر، على موعد أجاد القدر توقيته، مع جلاد قريش الذي أذل المؤمنين بغيا وعدوا..

ولقد حدث هذا تماما..



وحين بدأ القتال بين الفريقين، وارتج جانب المعركة من قبل المسلمين بشعارهم:" أحد.. أحد" انخلع قلب أمية، وجاءه النذير..

ان الكلمة التي كان يرددها بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة الجديدة كلها..!!

"أحد..أحد"؟؟!!

أهكذا..؟ وبهذه السرعة.. وهذا النمو العظيم..؟؟




**
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:57 pm

**




وتلاحمت السيوف وحمي القتال..

وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول الله، فاحتمى به، وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته..

وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره، ثم سار به وسط العمعمة الى مكان السرى.

وفي الطريق لمح بلال فصاح قائلا:

"رأس الكفر أميّة بن خلف.. لا نجوت ان نجا".

ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي لطالما أثقله الغرور والكبر، فصاح به عبد الرحمن بن عوف:

"أي بلال.. انه أسيري".

أسير والحرب مشبوبة دائرة..؟

أسير وسيفه يقطر دما مما كان يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟

لا.. ذلك في رأي بلال ضحك بالعقول وسخرية.. ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية..

سخر حتى لم يترك من السخرية بقية يدخرها ليوم مثل هذا اليوم، وهذا المأزق، وهذا المصير..!!

ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف، فصاح بأعلى صوته في المسلمين:

"يا أنصار الله.. رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت ان نجا"...!

وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر سيوفهم المنايا، وأحاطت بأمية وابنه ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا.. بل لم يستطع أن يحمي أذراعه التي بددها الزحتم.

وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة، ثم هرول عنه مسرعا وصوته النديّ يصيح:

"أحد.. أحد.."




**




لا أظن أن من حقنا أن نبحث عن فضيلة التسامح لدى بلال في مثل هذا المقام..

فلو أن اللقاء بين بلال وأمية تمّ في ظروف أخرى، لجازنا أن نسال بلالا حق التسامح، وما كان لرجل في مثل ايمانه وتقاه أن يبخل به.

لكن اللقاء الذي تم بينهما، كان في حرب، جاءها كل فريق ليفني غريمه..



السيوف تتوهج.. والقتلى يسقطون.. والمنايا تتواثب، ثم يبصر بلال أمية الذي لم يترك في جسده موضع أنملة الا ويحمل آثار تعذيب.

وأين يبصره وكيف..؟

يبصره في ساحة الحرب والقتال يحصد بسيفه كل ما يناله من رؤوس المسلمين، ولو أدرك رأس بلال ساعتئذ لطوّح به..

في ظروف كهذه يلتقي الرجلان فيها، لا يكون من المنطق العادل في شيء أن نسأل بلالا: لماذا لم يصفح الصفح الجميل..؟؟




**




وتمضي الأيام وتفتح مكة..

ويدخلها الرسول شاكرا مكبرا على رأس عشرة آلاف من المسلمين..

ويتوجه الى الكعبة رأسا.. هذا المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام..!!

لقد جاء الحق وزهق الباطل..

ومن اليوم لا عزى.. ولا لات.. ولا هبل.. لن يجني الانسان بعد اليوم هامته لحجر، ولا وثن.. ولن يعبد الناس ملء ضمائرهم الا الله الي ليس كمثله شيء، الواحد الأحد، الكبير المتعال..

ويدخل الرسول الكعبة، مصطحبا معه بلال..!

ولا يكاد يدخلها حتى يواجه تمثالا منحوتا، يمثل ابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام، فيغضب الرسول ويقول:

"قاتلهم الله..

ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام.. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين".



ويأمر بلال أن يعلو ظهر المسجد، ويؤذن.

ويؤذن بلال.. فيالروعة الزمان، واملكان، والمناسبة..!!

كفت الحياة في مكة عن الحركة، ووقفت الألوف المسلمة كالنسمة الساكنة، تردد في خشوع وهمس كلمات الآذان ورء بلال.



والمشركون في بيوتهم لا يكادون يصدقون:

أهذا هو محمد وفقراؤه الذين أخرجوا بالأمس من هذا الديار..؟؟

أهذا هو حقا، ومعه عشرة آلاف من المؤمنين..؟؟

أهذا هو حقا الذي قاتلناه، وطاردنبه، وقتلنا أحب الناس اليه..؟

أهذا هو حقا الذي كان يخاطبنا من لحظات ورقابنا بين يديه، ويقول لنا:

"اذهبوا فأنتم الطلقاء"..!!



ولكن ثلاثة من أشراف قريش، كانوا جلوسا بفناء الكعبة، وكأنما يلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه، ويرسل من فوق ركامها المهيل صوته بالأذان المنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع..

أما هؤلاء الثلاثة فهم، أبوسفيان بن حرب، وكان قد أسلم منذ ساعات، وعتّاب بن أسيد، والحارث بن هشام، وكانا لم يسلما بعد.



قال عتاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه:

لقد أكرم الله اسيدا، ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث:

أما والله لو أعلم أن محمدا محق لاتبعته..!!

وعقب أبو سفيان الداهية على حديثهما قائلا:

اني لا أقول شيئا، فلو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى!! وحين غادر النبي الكعبة رآهم، وقرأ وجوههم في لحظة، قال وعيناه تتألقان بنور الله، وفرحة النصر:

قد علمت الذي قلتم..!!!

ومضى يحدثهم بما قالوا..

فصاح الحارث وعتاب:

نشهد أنك رسول الله، والله ما سمعنا أحد فنقول أخبرك..!!

واستقبلا بلال بقلوب جديدة..في أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول أول دخول مكة:

" يامعشر قريش..

ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء..

الناس من آدم وآدم من تراب"..




**




وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشهد معه المشاهد كلها، يؤذن للصلاة، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات الى النور، ومن الرق الى الحريّة..

وعلا شأن الاسلام، وعلا معه شأن المسلمين، وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة"..

لكن بلالا بقي كما هو كريما متواضعا، لا يرى نفسه الا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبدا"..!!





ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما:

"أنا بلال، هذا أخي عبدان من الحبشة.. كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!!




**




وذهب الرسول الى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا، ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..

وذهب بلال الى خليفة رسول الله يقول له:

" يا خليفة رسول الله..

اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل عمل لبمؤمن الجهاد في سبيل الله"..

فقال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال..؟

قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتىأموت..

قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع، اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.

قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا يا بلال..

قال بلال: ان كنت أعتقتني لأكون لك فليكن لك ما تريد. وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له..

قالأبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال..

ويختلف الرواة، فيروي بعضهم أنه سافر الى الشام حيث بقي فيها مجاهدا مرابطا.

ويروي بعضهم الآخر، أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة، فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج الى الشام.



على أية حال، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الاسلام، مصمما أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عمل يحبانه.



ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ المهيب، ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهد أن محمدا رسول الله" حتى تجيش به الذمؤيات فيختفي صوته تحت وقع أساه، وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته.

وكان آخر أذان له أيام زار أمير المؤمنين عمر وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة.

ودعا أمير المؤمنين بلال، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها.

وصعد بلال وأذن.. فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له.. بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا.. وكان عمر أشدهم بكاء..!!




**




ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد.



وتحت ثرى دمشق يثوي اليوم رفات رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف الى جانب العقيدة والاقتناع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:57 pm

إذا قيل " أسد الله " انصرف ذهن السامع
إلى ذلكم البطل المجاهد حمزة بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
الإمام البطل الضرغام – أسد الله – أبو عامرة ،
وأبو يعلى القرشي الهاشمي المكي ثم المدني البدريّ الشهيد ،
عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخوه من الرضاعة


لقد كان لحمزة مواقف تسطر بماء الذهب ،
بل سطرها التاريخ بأحرف من نور وحضنها بين دفتيه يخبر
بها أجيال المستقبل ؛ لكي يستفيد و من تلك المواقف الغابرة
الماضية ، لقد سطر التاريخ سيرة أفضل جيل شهدته البشرية
، فوالله لو حلفنا بين الركن
والمقام لحلفنا : انه لم تعرف
البشرية جيلاُ مثل جيل الصحابة ،
نبلا وعدلا ، وعزة ،وتضحية
، وإيمانا ، وصدقا .
فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين .

(( وليس في الأمة كالصحابة في الإصابة للحكم المشروع ،
والهدي المتبوع . فهم أحق الأمة في إصابة الحق والصواب
واجدر الخلق بموافقة السنة والكتاب ،
ويشهد لهذا ما رواه الإمام احمد وغيره عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال: (( من كان متأسياُ فليتأس بأصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ،
فإنهم أبرّ هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما
، وأقلها تكلفا ، وأقومهم هديا ،
وأحسنهم حالا ، قوم اختارهم الله
لصحبة نبيه وإقامة دينه ،
فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم ،
فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )) .

وآن الأوان أن نتحدث عن سيد
الشهداء الذي قال فيه
سيد الشهداء حمزة
ورجل قام إلى إمام جائر
، أمره ونهاه ، فقتله ) .
قال سعد بن أبي وقاص : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي
رسول الله بسيفين ويقول : أنا أســد الله .

لقد صال حمزة بسيفه رضي الله عنه ميمنة وميسرة يهد الناس
بسيفه هدا ما يليق شيئا ، مدافعاُ عن كلمة الحق (( لا إله إلا الله )) ،
وبينما هو كذلك ، كان هناك من يترصد له ليقتله ،
وذلك لأن حمزة كان بغيته المنشودة ،
فبقتله يذوق وحشي طعم الحرية كما وعده مولاه جبير بن مطعم ،
حيث بقول وحشي (ورأيت رجلا إذا حمل لا يرجع حتى يهزمنا ،
فقلت من هذا ؟ قالوا حمزة .قلت : هذا حاجتي ) .

ولنقرأ قصته في اصح كتاب من كتب السنة .
ونورد بعض الفوائد منها . قال البخاري :
(باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ) قال البخاري :
وحدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا جحين المثنى حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل
عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال :

(خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ،فلما قدمنا حمص
،قال لي عبيد الله بن عدي :هل لك في وحشي نسأله عن قتل
حمزة ؟قلت نعم . وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ،فقيل لنا :
هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت .قال :فجئنا حتى وقفنا عليه
بيسير،فسلمنا،فرد السلام ،قال عبيد الله متجر بعمامته ما يرى
وحشي إلا عينه ورجليه فقال عبيد الله يا وحشي أتعرفني ؟ قال :
فنظر إليه ثم قال :لا والله قال ، إلا أني أعلم أن عدي
بن الخيار تزوج إمرأة

يقال لها أم قتال بنت أبي العاص ، فولدت له غلاما بمكة فكنت
استرضع له ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ،
فلكأني نضرت إلى قدميك . قال : فكشف عبيد الله عن وجهه فقال
: ألا تخبرنا بقتل حمزة قال : نعم ، إن حمزة قتل طعمية بن عدي بن
الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم :إن قتلت حمزة بعمي فأنت
حر . قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ،
بينهما واد - خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما اصطفوا للقتال خرج
سباع فقال : هل من مبارزة ؟ قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال
: يا سباع ، يا أبن أم أنمار مقطعة البظور ، اتحاد الله ورسوله ؟ قال ثم شد عليه
، فكان كأمس الذاهب قال وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنى مني رميته
بحربتي في ثنّته حتى خرجت من بين
وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به

هذاهو جانب من سيرة عطرة لأسد الله !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:58 pm



صفاتــــــــــــــــــــــــــــــــه
كان حمزة بن عبد المطلب معروفاً بالشجاعة وقوة الجسم ورجاحة العقل وقوة الإرادة ورباطة الجأش.
إسلامــــــــــــه عصبية
وخرج حمزة من داره,متوشحا قوسه, ميمّما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة, ورياضته الأثيرة, الصيد.. وكان صاحب مهارة فائقة فيه..
وقضى هناك بعض يومه, ولما عاد من قنصه, ذهب كعادته إلى الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.
وقريبا من الكعبة, لقته خادمة لعبد الله بن جدعان.
ولم تكد تبصره حتى قالت له:
" يا أبا عمارة,لو رأيت ما لاقي ابن أخيك محمد آنفا, من أبي الحكم بن هشام, وجده جالسا هناك,فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره
ومضت تشرح له ما صنع أبو جهل برسول الله..
واستمع حمزة جيدا لقولها, ثم أطرق لحظة, ثم مد يمينه إلى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل, فان هو لم يجده هناك, فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه
ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة, حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش..
وفي هدوء رهيب, تقدّم حمزة من أبي جهل, ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه, وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة, صاح حمزة في أبي جهل:
أتشتم محمدا, وأنا على دينه أقول ما يقول, إلا فردّ ذلك عليّ أن استطعت
وفي لحظة نسي الجالسون جميعا الاهانة التي نزلت بزعيمهم أبي جهل والدم الذي ينزف من رأسه, وشغلتهم تلك الكلمة التي حاقت بهم كالصاعقة,الكلمة التي أعلن بها حمزة أنه على دين محمد يرى ما يراه, ويقول ما يقوله أحمزة يسلم أعزّ فتيان قريش وأقواهم شكيمة تفكــــــــــــــــــــــــر وتأمُل ثم إسلامه
وعجب حمزة كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه بهذه السهولة وهذه السرعة, وندم على ما فعل,ولكنه واصل رحلة العقل ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه وصدقه,وعند الكعبة, كان يستقبل السماء ضارعا, مبتهلا, مستنجدا بكل ما في الكون من قدرة ونور, كي يهتدي إلى الحق والى الطريق المستقيم.
ولنصغ إليه وهو يروي بقية النبأ فيقول:
ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي, وبت من الشك في أمر عظيم, لا أكتحل بنوم,ثم أتيت الكعبة, وتضرّعت إلى الله أن يشرح صدري للحق, ويذهب عني الريب, فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا,وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري, فدعا الله أن يثبت قلبي على دينه,وهكذا أسلم حمزة أسلام اليقين .
لقبــــــــــــــــه أسد اللــــــه: أعز الله الإسلام بحمزة. ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله, وعن المستضعفين من أصحابه
ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين, فأدرك أنها الحرب لا محالة, وراح يحرّض قريشا على إنزال الأذى بالرسول وصحبه, ومضى يهيئ لحرب أهليّة يشفي عن طرقها مغايظة وأحقاده..
ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن إسلامه مع ذلك كان وقاية ودرعا.. كما كان أغراء ناجحا لكثير من القبائل التي قادها إسلام حمزة أولا. ثم أسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك إلى الإسلام فدخلت فيه أفواجا..
ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته, وبأسه, وحياته, لله ولدينه حتى خلع النبي عليه هذا اللقب العظيم,أسد الله, وأسد رسوله
وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو, كان أميرها حمزة.
وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة.
ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر, كان أسد الله ورسوله هناك يصنع الأعاجيب.
بسالتــــــــــــــــــــــــه يوم أحد
وجاءت غزوة أحد:
والتقى الجيشان. وتوسط حمزة أرض الموت والقتال, مرتديا لباس الحرب, وعلى صدره ريشة النعام التي تعوّد أن يزيّن بها صدره في القتال,وراح يصول ويجول, لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه, ومضى يضرب في المشركين, وكأن المنايا طوع أمره, يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.
وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم, وحتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة, ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل, ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم, لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها, رجالها, ونسائها بل وخيلها وأبلها.
لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة, وعملوا فيهم سيوفهم الظامئة المجنونة, وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديد ويحملون سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه حين رأى جيش محمد ينسحب ويولي الأدبار, ولكن المفاجأة كانت قاسية عنيفة.
ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه,وأخذ يضرب عن يمينه وشماله, وبين يديه ومن خلفه.
وفاتـــــــــــــــــــــه
ويتحيّن الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته.
ولندع وحشا يصف لنا المشهد بكلماته:
كنت رجلا حبشيا, أقذف بالحربة قذف الحبشة, فقلما أخطئ بها شيئا.. فلما التقى الإنس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأزرق, يهدّ الناس بسيفه هدّا, ما يقف أمامه شيء, فوالله إني لأتهيأ له أريده, وأستتر منه بشجرة لأقتحمه أو ليدنو مني, إذ تقدّمني إليه سباع بن عبد العزى. فلما رآه حمزة صاح به: هلمّ إلي ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه.
عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه, ونهض نحوي فغلب على أمره ثم مات حمزة رضي الله عنه :فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم على حمزة وهديته لحمزة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب, فهو كما ذكرنا من قبل لم يكن عمّه الحبيب فحسب,بل كان أخاه من الرضاعة,وتربه في الطفولة,وصديق العمر كله,وفي لحظات الوداع هذه, لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد الشهداء المعركة جميعا.
وهكذا حمل جثمان حمزة إلى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه, واحتضنت دماءه, فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, ثم جيء بشهيد آخر فصلى عليه الرسول, ثم رفع وترك حمزة مكانه, وجيء بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول,وهكذا جيء بالشهداء.. شهيد بعد شهيد.. والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة معه حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة.
رثاء حمزة
قال عبد الله بن رواحه-*-*-*بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاء ولا العويل -*-*-* على أسد الإله غداة قالوا
أحمرة ذاك الرجل القتيل -*-*-* أصيب المسلمون به جميعا
هناك وقد أصيب به الرسول -*-*-* أبا يعلى, لك الأركان هدّت
وأنت الماجد البرّ الوصول
وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة:
دعاه اله الحق ذو العرش دعوة -*-*-* إلى جنة يحيا بها وسرور
فذاك ما كنا نرجي ونرتجي -*-*-* لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله ما أنساك ما هبّت الصبا -*-*-* بكاء وحزنا محضري وميسري
على أسد الله الذي كان مدرها -*-*-* يذود عن الإسلام كل كفور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي -*-*-* جزى الله خيرا من أخ ونصير
هذا وصلوا وسلموا على خير مبعوث للعالمين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه البررة الأخيار وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:59 pm


ذو الجناحين


إنه جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- شهيد مؤتة، وابن عم رسول الله
(، والشقيق الأكبر لعلي -رضي الله عنه-، أسلم مبكرًا، وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عُميْس، وتحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وثبات.
كان أشبه الناس خَلْقًا وخُلُقًا بالرسول (، كنَّاه الرسول
( بأبي المساكين، ولقبه بذي الجناحين، وقال عنه حين قطعت يداه: (إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء) [الحاكم].
وكان جعفر -رضي الله عنه- يحب المساكين ويطعمهم ويقربهم منه، ويحدثهم ويحدثونه، يقول عنه أبو هريرة: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب. ويقول عنه أيضًا: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله ( أفضل من جعفر بن أبي طالب.
ولما خاف الرسول ( على أصحابه اختار لهم الهجرة إلى الحبشة، وقال لهم: (لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد)، فخرج جعفر وأصحابه إلى الحبشة، فلما علمت قريش، أرسلت وراءهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة -وكانا لم يسلما بعد-، وأرسلت معهما هدايا عظيمة إلى النجاشي ملك الحبشة؛ أملا في أن يدفع إليهم جعفر وأصحابه فيرجعون بهم إلى مكة مرة ثانية ليردوهم عن دين الإسلام.
ووقف رسولا قريش عمرو وعبد الله أمام النجاشي فقالا له: أيها الملك! إنه قد ضوى (جاء) إلى بلادك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك (المسيحية)، بل جاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم لتردهم إليهم. فلما انتهيا من كلامهما توجَّه النجاشي بوجهه ناحية المسلمين وسألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا؟
فقام جعفر وتحدث إلى الملك باسم الإسلام والمسلمين قائلاً: أيها الملك، إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى عبادة الله وحده، وخَلْعِ (ترك) ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقناه وآمنا به، فعذبنا قومنا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك.
استمع النجاشي إلى كلمات جعفر، فامتلأت نفسه روعة بها، ثم سأله: هل معك شيء مما أنزل على رسولكم؟ قال جعفر: نعم، فقال النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ جعفر من سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم توجه إلى عمرو وعبد الله وقال لهما: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة (يقصد أن مصدر القرآن والإنجيل واحد). انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما.
فأخذ عمرو يفكر في حيلة جديدة، فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له: أيها الملك، إنهم ليقولون في عيسى قولاً عظيمًا، فاضطرب الأساقفة لما سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين، فقال النجاشي: ماذا تقولون عن عيسى؟ فقال جعفر: نقول فيه ما جاءنا به نبينا (: هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما قاله عيسى عن نفسه، ثم قال للمسلمين: اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم فعليه ما يفعل، ثم رد إلى قريش هداياهم.
وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، ففرح الرسول ( فرحًا كبيرًا وعانقه وهو يقول: (ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟) [الحاكم]. وبنى له الرسول ( دارًا بجوار المسجد ليقيم فيها هو وزوجته أسماء بنت عميس وأولادهما الثلاثة؛ محمد،
وعبد الله، وعوف، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل -رضي الله عنهما-.
وفي العام الثامن من الهجرة، أرسل النبي ( جيشًا إلى الشام لقتال الروم، وجعل الرسول ( زيد بن حارثة أميرًا على الجيش وقال: (عليكم بزيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة) [أحمد والبخاري]. ودارت معركة رهيبة بين الفريقين عند مؤتة، وقتل زيد بن حارثة، فأخذ الراية جعفر، ومضى يقاتل في شجاعة وإقدام وسط صفوف الروم وهو يردد بصوت عالٍ:
يَا حَبَّذَا الجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَــــا طَيَّبَةٌ، وَبَارِدٌ شَرَابُهَــــــا
وَالرُّومُ رومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَــا كَافِرَةٌ بَعيِدَةٌ أنْسَابُهَــــــا
عليَّ إِذْ لاقيتها ضرابهـــا
وظل يقاتل حتى قطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد. يقول ابن عمر: كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه فوجدناه وبه بضع وتسعون جراحة، ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، وعلم الرسول ( خبر استشهاده، فذهب إلى بيت ابن عمه، وطلب أطفال جعفر وقبلهم، ودعا لأبيهم -رضي الله عنه-.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:59 pm



قــــــــــــــــــــــالوااا عنــــــــــــــه ،،،
.........................................


أشبهتَ خلقي وخُلُقي
رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن كنتُ لألصق بطني بالحصباء من الجوع ، وإن كنت لاستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيُطعمني ، وكان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيُطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليُخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَقُ ما فيها
أبو هريرة

على مثل جعفر فلتبكِ البواكي
رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء
ابن هشام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:00 pm

لحظــــــــــــاات مـــــــــــن حيــــــــــــــــــاته ،،،
.................................................. ..

وتكاثر عليه وحوله مقاتلي الروم، وراى فرسه تعوق حركته فاقتحم عنها فنزل.. وراح يصوب سيفه ويسدده الى نحور أعدائه كنقمة القدر.. ولمح واحدا من الأعداء يقترب من فرسه ليعلو ظهرها، فعز عليه أن يمتطي صهوتها هذا الرجس، فبسط نحوها سيفه، وعقرها..!!

وانطلق وسط الصفوف المتكالبة عليه يدمدم كالاعصار، وصوته يتعالى بهذا الرجز المتوهج:

يا حبّذا الجنة واقترابها طيّبة، وبارد شرابها

والروم روم، قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها

عليّ اذا لاقيتها ضرابها

وأدرك مقاتلو الروم مقدرة هذا الرجل الذي يقاتل، وكانه جيش لجب..

وأحاطوا به في اصرار مجنون على قتله.. وحوصر بهم حصارا لا منفذ فيه لنجاة..


سيــــــــــــــــــــــــــرته ،،،
............................

انظروا جلال شبابه..

انظروا نضارة اهابه..

انظروا أناته وحلمه، حدبه، وبرّه، تواضعه وتقاه..

انظروا شجاعته التي لا تعرف الخوف.. وجوده الذي لايخاف الفقر..

انظروا طهره وعفته..

انظروا صدقه وأمانته...
انظروا فيه كل رائعة من روائع الحسن، والفضيلة، والعظمة، ثم لا تعجبوا، فأنتم أمام أشبه الناس بالرسول خلقا، وخلقا..

أنتم أمام من كنّاه الرسول بـ أبي المساكين..

أنت تجاه من لقبه الرسول بـ ذي الجناحين..

أنتم تلقاء طائر الجنة الغريد، جعفر بن أبي طالب..!! عظيم من عظماء الرعيل الأول الذين أسهموا أعظم اسهام في صوغ ضمير الحياة..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:05 pm



أقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين..

وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس..

وحملا نصيبهما من الأذى ومن الاضطهاد في شجاعة وغبطة..

فلما اختار الرسول لأصحابه الهجرة الى الحبشة، خرج جعفر وزوجه حيث لبيا بها سنين عددا، رزقا خلالها بأولادهما الثلاثة محمد، وعبد الله، وعوف...

وفي الحبشة كان جعفر بن أبي طالب المتحدث اللبق، الموفق باسم الاسلام ورسوله..

ذلك أن الله أنعم عليه فيما أنعم، بذكاء القلب، واشراق العقل، وفطنة النفس، وفصاحة اللسان..

ولئن كان يوم مؤتة الذي سيقاتل فيه فيما بعد حتى يستشهد.. أروع أيامه وأمجاده وأخلدها..

فان يوم المحاورة التي أجراها أمام النجاشي بالحيشة، لن يقلّ روعة ولا بهاء، ولا مجدا..

لقد كان يوما فذّا، ومشهدا عجبا...


وذلك أن قريشا لم يهدئ من ثورتها، ولم يذهب من غيظها، ولم يطامن كم أحقادها، هجرة المسلمين الى الحبشة، بل خشيت أن يقوى هناك بأسهم، ويتكاثر طمعهم.. وحتى اذا لم تواتهم فرصة التكاثر والقوّة، فقد عز على كبريائها أن ينجو هؤلاء من نقمتها، ويفلتوا من قبضتها.. يظلوا هناك في مهاجرهم أملا رحبا تهتز له نفس الرسول، وينشرح له صدر الاسلام..



هنالك قرر ساداتها ارسال مبعوثين الى النجاشي يحملان هدايا قريش النفيسة، ويحملان رجاءهما في أن يخرج هؤلاء الذين جاؤوا اليها لائذين ومستجيرين...

وكان هذان المبعوثان: عبدالله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، وكانا لم يسلما بعد...




**




كان النجاشي الذي كان يجلس أيامئذ على عرش الحبشة، رجلا يحمل ايمانا مستنيرا.. وكان في قرارة نفسه يعتنق مسيحية صافية واعية، بعيدة عن الانحراف، نائية عن التعصب والانغلاق...

وكان ذكره يسبقه.. وسيرته العادلة، تنشر غبيرها في كل مكان تبلغه..

من أجل هذا، اختار الرسول صلى الله عليه وسلم بلاده دار هجرة لأصحابه..

ومن أجل هذا، خافت قريش ألا تبلغ لديه ما تريد فحمّلت مبعوثيها هدايا ضخمة للأساقفة، وكبار رجال الكنيسة هناك، وأوصى زعماء قريش مبعوثيهاألا يقابلا النجاشي حتى يعطيا الهدايا للبطارقة أولا، وحتى يقنعاهم بوجهة نظرهما، ليكونوا لهم عونا عند النجاشي.

وحطّ الرسولان رحالهما بالحبشة، وقابلا بها الزعماء الروحانيين كافة، ونثرا بين أيديهم الهدايا التي حملاها اليهم.. ثم أرسلا للنجاشي هداياه..

ومضيا يوغران صدور القسس والأساقفة ضد المسلمين المهاجرين، ويستنجدان بهم لحمل النجاشي، ويواجهان بين يديه خصوم قريش الذين تلاحقهم بكيدها وأذاها.


وفي وقار مهيب، وتواضع جليل، جلس النجاشي على كرسيه العالي، تحفّ به الأساقفة ورجال الحاشية، وجلس أمامه في البهو الفسيح، المسلمون المهاجرون، تغشاهم سكينة الله، وتظلهم رحمته.. ووقف مبعوثا قريش يكرران الاتهام الذي سبق أن ردّداه أمام النجاشي حين أذن لهم بمقابلة خاصة قبل هذ الاجتماع الحاشد الكبير:

" أيها الملك.. انه قد ضوى لك الى بلدك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، بل جاؤوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، أعمامهم، وعشائرهم، لتردّهم اليهم"...

وولّى النجاشي وجهه شطر المسلمين، ملقيا عليهم سؤاله:

" ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا"..؟؟

ونهض جعفر قائما.. ليؤدي المهمة التي كان المسلمون المهاجرون قد اختاروه لها ابّان تشاورهم، وقبل مجيئهم الى هذا الاجتماع..



نهض جعفر في تؤدة وجلال، وألقى نظرات محبّة على الملك الذي أحسن جوارهم وقال:

" يا أيها الملك..

كنا قوما أهل جاهلية: نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله الينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا الى الله لنوحّده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان..

وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء..

ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.. فصدّقناه وآمنّا به، واتبعناه على ما جاءه من ربه، فعبدنا الله وحده ولم نشرك به شيئا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا، فغدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردّونا الى عبادة الأوثان، والى ما كنّا عليه من الخبائث..

فلما قهرونا، وظلمونا، وضيّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا الى بلادك ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك"...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:06 pm



ألقى جعفر بهذه الكلمات المسفرة كضوء الفجر، فملأت نفس النجاشي احساسا وروعة، والتفت الى جعفر وساله:

" هل معك مما أنزل على رسولكم شيء"..؟

قال جعفر: نعم..

قال النجاشي: فاقرأه علي..

ومضى حعفر يتلو لآيات من سورة مريم، في أداء عذب، وخشوع فبكى النجاشي، وبكى معه أساقفته جميعا..

ولما كفكف دموعه الهاطلة الغزيرة، التفت الى مبعوثي قريش، وقال:

" ان هذا، والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة..

انطلقا فلا والله، لا أسلمهم اليكما"..!!



انفضّ الجميع، وقد نصر الله عباده وآرهم، في حين رزئ مندوبا قريش بهزيمة منكرة..

لكن عمرو بن العاص كان داهية واسع الحيلة، لا يتجرّع الهزيمة، ولا يذعن لليأس..

وهكذا لم يكد يعود مع صاحبه الى نزلهما، حتى ذهب يفكّر ويدبّر، وقال لزميله:

" والله لأرجعنّ للنجاشي غدا، ولآتينّه عنهم بما يستأصل خضراءهم"..

وأجابه صاحبه: " لا تفعل، فان لهم أرحاما، وان كانوا قد خالفونا"..

قال عمرو: " والله لأخبرنّه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، كبقية العباد"..

هذه اذن هي المكيدة الجديدة الجديدة التي دبّرها مبعوث قريش للمسلمين كي يلجئهم الى الزاوية الحادة، ويضعهم بين شقّي الرحى، فان هم قالوا عيسى عبد من عباد الله، حرّكوا ضدهم أضان الملك والأساقفة.. وان هم نفوا عنه البشرية خرجوا عن دينهم...!!




**




وفي الغداة أغذا السير الى مقابلة الملك، وقال له عمرو:

" أيها الملك: انهم ليقولون في عيسى قولا عظيما".

واضطرب الأساقفة..

واهتاجتهم هذه العبارة القصيرة..

ونادوا بدعوة المسلمين لسؤالهم عن موقف دينهم من المسيح..

وعلم المسلمون بالمؤامرة الجديدة، فجلسوا يتشاورون..

ثم تفقوا على أن يقولوا الحق الذي سمعون من نبيهم عليه الصلاة والسلام، لايحيدون عنه قيد شعرة، وليكن ما يكن..!!

وانعقد الاجتماع من جديد، وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر:

"ماذا تقولون في عيسى"..؟؟

ونهض جعفر مرة أخرى كالمنار المضيء وقال:

" نقول فيه ما جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم: هو عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه"..

فهتف النجاشي نصدّقا ومعلنا أن هذا هو ما قاله المسيح عن نفسه..

لكنّ صفوف الأساقفة ضجّت بما يسبه النكير..



ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين:

" اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبّكم أو آذاكم، فعليه غرم ما يفعل"..

ثم التفت صوب حاشيته، وقال وسبّابته تشير الى مبعوثي قريش:

" ردّوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها...

فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين ردّ عليّ ملكي، فآخذ الرشوة فيه"...!!

وخرج مبعوثا قريش مخذولين، حيث وليّا وجهيهما من فورهما شطر مكة عائين اليها...

وخرج المسلمون بزعامة جعفر ليستأنفوا حياتهم الآمنة في الحبشة، لابثين فيها كما قالوا:" بخير دار.. مع خير جار.." حتى يأذن الله لهم بالعودة الى رسولهم واخوانهم وديارهم...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:07 pm



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل مع المسلمين بفتح خيبر حين طلع عليهم قادما من الحبشة جعفر بن أبي طالب ومعه من كانوا لا يزالون في الحبشة من المهاجرين..

وأفعم قلب الرسول عليه الصلاة والسلام بمقدمة غبطة، وسعادة وبشرا..

وعانقه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:

" لا أدري بأيهما أنا أسرّ بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر..".



وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الى مكة، حيث اعتمروا عمرة القضاء، وعادوا الى المدينة، وقد امتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من انباء اخوانه المؤمنين الذين خاضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وأحد.. وغيرهما من المشاهد والمغازي.. وفاضت عيناه بالدمع على الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقضوا نحبهم شهداء أبرار..

وطار فؤداه شوقا الى الجنة، وأخذ يتحيّن فرصة الشهادة ويترقب لحظتها المجيدة..!!



وكانت غزوة مؤتة التي أسلفنا الحديث عنها، تتحرّك راياتها في الأفق متأهبة للزحف، وللمسير..

ورأى جعفر في هذه الغزوة فرصة العمر، فامّا أن يحقق فيها نصرا كبيرا لدين الله، واما أن يظفر باستشهاد عظيم في سبيل الله..

وتقدّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجوه أن يجعل له في هذه الغزوة مكانا..

كان جعفر يعلم علم اليقين أنها ليست نزهة.. بل ولا حربا صغيرة، انما هي حرب لم يخض الاسلام منها من قبل.. حرب مع جيوش امبراطورية عريضة باذخة، تملك من العتاد والأعداد، والخبرة والأموال ما لا قبل للعرب ولا للمسلمين به، ومع هذا طار شوقا اليها، وكان ثالث ثلاثة جعلهم رسول الله قواد الجيش وأمراءه..

وخرج الجيش وخرج جعفر معه..

والتقى الجمعان في يوم رهيب..



وبينما كان من حق جعفر أن تأخذ الرهبة عنده عندما بصر جيش الروم ينتظم مائتي ألف مقاتل، فانه على العكس، أخذته نشوة عارمة اذا احسّ في أنفه المؤمن العزيز، واعتداد البطل المقتدر أنه سيقاتل أكفاء له وأندادا..!!

وما كادت الراية توشك على السقوط من يمين زيد بن حارثة، حتى تلقاها جعفر باليمين ومضى يقاتل بها في اقدام خارق.. اقدام رجل لا يبحث عن النصر، بل عن الشهادة...

وتكاثر عليه وحوله مقاتلي الروم، وراى فرسه تعوق حركته فاقتحم عنها فنزل.. وراح يصوب سيفه ويسدده الى نحور أعدائه كنقمة القدر.. ولمح واحدا من الأعداء يقترب من فرسه ليعلو ظهرها، فعز عليه أن يمتطي صهوتها هذا الرجس، فبسط نحوها سيفه، وعقرها..!!

وانطلق وسط الصفوف المتكالبة عليه يدمدم كالاعصار، وصوته يتعالى بهذا الرجز المتوهج:

يا حبّذا الجنة واقترابها طيّبة، وبارد شرابها

والروم روم، قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها

عليّ اذا لاقيتها ضرابها



وأدرك مقاتلو الروم مقدرة هذا الرجل الذي يقاتل، وكانه جيش لجب..

وأحاطوا به في اصرار مجنون على قتله.. وحوصر بهم حصارا لا منفذ فيه لنجاة..

وضربوا بالسيوف يمينه، وقبل أن تسقط الراية منها على الأرض تلقاها بشماله.. وضربوها هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه..

في هذه اللحظة تركّزت كل مسؤوليته في ألا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حيّ..

وحين تكّومت جثته الطاهرة، كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه، ونادت خفقاتها عبدالله بن رواحة فشق الصفوف كالسهم نحوها، واخذها في قوة، ومضى بها الى مصير عظيم..!!




**




وهكذا صنع جعفر لنفسه موتة من أعظم موتات البشر..!!

وهكذا لقي الكبير المتعال، مضمّخا بفدائيته، مدثرا ببطولاته..

وأنبأ العليم الخبير رسوله بمصير المعركة، وبمصير جعفر، فاستودعه الله، وبكى..

وقام الى بيت ابن عمّه، ودعا بأطفاله وبنيه، فشمّمهم، وقبّلهم، وذرفت عيناه..

ثم عاد الى مجلسه، وأصحابه حافون به. ووقف شاعرالاسلام حسّان بن ثابت يرثي جعفر ورفاقه:

غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم

الى الموت ميمون النقيبة أزهر

أغرّ كضوء البدر من آل هاشم

أبيّ اذا سيم الظلامة مجسر

فطاعن حتى مال غير موسد

لمعترك فيه القنا يتكسّر

فصار مع المستشهدين ثوابه

جنان، ومتلف الحدائق أخضر

وكنّا نرى في جعفر من محمد

وفاء وأمرا حازما حين يأمر

فما زال في الاسلام من آل هاشم

دعائم عز لا يزلن ومفخر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:08 pm



وينهض بعد حسّان، كعب بن مالك، فيرسل شعره الجزل :

وجدا على النفر الذين تتابعوا

يوما بمؤتة، أسندوا لم ينقلوا

صلى الاله عليهم من فتية

وسقى عظامهم الغمام المسبل

صبروا بمؤتة للاله نفوسهم

حذر الردى، ومخافة أن ينكلوا

اذ يهتدون بجعفر ولواؤه

قدّام أولهم، فنعم الأول

حتى تفرّجت الصفوف وجعفر

حيث التقى وعث الصفوف مجدّل

فتغير القمر المنير لفقده

والشمس قد كسفت، وكادت تأفل



وذهب المساكين جميعهم يبكون أباهم، فقد كان جعفر رضي الله عنه أبا المساكين..

يقول أبو هريرة:

" كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب"...

أجل كان أجود الناس بماله وهو حيّ.. فلما جاء أجله أبى الا أن يكون من أجود الشهداء وأكثرهم بذلا لروحه وحيته..



يقول عبدالله بن عمر:

" كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه، فوجدناه وبه بضع وتسعون ما بين رمية وطعنة"..!!

بضع وتسعون طعنة سيف ورمية رمح..؟؟!!

ومع هذا، فهل نال القتلة من روحه ومن مصيره منالا..؟؟

أبدا.. وما كانت سيوفهم ورماحهم سوى جسر عبر عليه الشهيد المجيد الى جوار الله الأعلى الرحيم، حيث نزل في رحابه مكانا عليّا..

انه هنالك في جنان الخلد، يحمل أوسمة المعركة على كل مكان من جسد أنهكته السيوف والرماح..

وان شئتم، فاسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لقد رأيته في الجنّة.. له جناحان مضرّجان بالدماء.. مصبوغ القوادم"...!!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:08 pm

إنه حبيب بن زيد -رضي الله عنه- أحد الصحابة الفضلاء، وأحد الرجال السبعين الذين بايعوا النبي ( في بيعة العقبة الثانية، وكان أبوه وأمه ممن شاركوا في هذه البيعة أيضًا، وقد لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وشهد معه الغزوات كلها، ولم يتخلف عن غزوة واحدة.واليكم. التفاصيل واتمنا لكم المتعه والفائده



حبيب بن زيد الأنصاري رضي الله عنه




* في بيتٍ تتضوَّعُ طيوبُ الإيمان ( تنتشر طيوب الإيمان ) في كلّ ركنٍ من أركانِه...
وتلوح صورُ التضحيةِ والفداء على جبينِ كلِّ ساكنٍ من سكانه...
نشأ حبيبُ بن زيدٍ الأنصاريّ ودرجَ.

* * *
- فأبوه هو زيدُ بن عاصمٍ طليعة المسلمين في يثرب، وأحدُ السبعين الذين شهدوا العقبة ( موضع في منى بايع فيه المسلمون الأولون من الأنصار النبي عليه الصلاة والسلام ) وشدّوا على يدي رسول الله مُبايعين، ومعه زوجته وولداه.
وأمُّه هي أمُّ عمارة نسيبة المازِنية أولُ امرأةٍ حملت السلاحَ دفاعاً عن دينِ الله، وذياداً عن محمدٍ رسول الله.
وأخوه هو عبدُ الله بن زيدٍ الذي جعلَ نحره دونَ نحر النبي ( النحر: أعلى الصدر، وجعل نحره دون نحر النبي: أي جعل نفسه فداء له ) وصَدره دون صدرِه يوم أحُدٍ...

* * *
- حتى قال فيهم الرسولُ صلوات الله وسلامه عليه: ( باركَ الله عليكم من أهلِ بيتٍ... رحمكمُ الله من أهل بيت ).
نفذ النورُ الإلهيُّ ( أي الإيمان ) إلى قلب حبيبِ بن زيدٍ وهو غضٌّ طريٌ، فاستقرَّ وتمكن منه.
وكُتبَ له أن يمضيَ مع أمه وأبيه وخالته وأخيه إلى مَكة ليُسهم مع النفرِ السبعين من الغرِّ ( جمع أغر وهو الكريم الأفعال ) الميامين في صنع تاريخِ الإسلام؛ حيث مدَّ يدهُ الصغيرة وبايعَ رسولَ الله تحت جُنح الظلام بيعة العقبة.
ومنذ ذلك اليوم غدا رسولُ الله صلوات الله وسلامُه عليه أحبَّ إليه من أمِّه وأبيه....
وأصبحَ الإسلامُ أغلى عنده من نفسه التي بين جنبيه...

* * *
- لم يَشهد حبيبُ بن زيدٍ بدراً، لأنه كان يومئذ صغيراً جداً.
ولم يُكتب له شرفُ الإسهام في أحدٍ، لأنه كان ما يزالُ دون حملِ السلاح...
لكنه شهدَ بعد ذلك المشاهدَ كلها مع رسول الله، فكان له في كل منها راية عزّ... وصحيفة مجد... وموقفُ فداء...
غير أنَّ هذه المشاهدَ على عظمتها وروعتها لم تكن في حقيقتها سِوى إعدادٍ ضخمٍ للموقف الكبير الذي سنسوق لك حديثه، والذي سيهُزّ ضميرك في عُنفٍ كما هز ضمائرَ ملايين المسلمين مُنذ عصر النبوةِ وإلى يومنا الذي نحن فيه.
والذي ستروعُك قصته كما راعتهُم على مرِّ العصور.
فتعال نستمِع إلى هذه القِصة العنيفة من بدايتها.

* * *
- في السنة التاسعة للهجرةِ كان الإسلامُ قد صلبَ عودُه ( قوي واشتد )، وقويتْ شوكتهُ ورسختْ دعائِمه، فطفِقت وفودُ العرب تشدُّ الرحالَ من أنحاءِ الجزيرة إلى يثربَ للقاءِ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وإعلانِ إسلامِها بين يَديه، ومبايعتهِ على السّمع والطاعة.
وكان في جُملة هذه الوفودِ وفدُ بني حنيفة القادمُ من أعالي نجدٍ.

* * *
- أناخَ الوفدُ جماله في حواشي ( أطراف ) مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلّفَ على رحاله ( ترك عند متاعه ) رجلاً منه يدعى مُسيلمة بن حبيبِ الحنفي، ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلنَ إسلامه وإسلام قومه بين يديه؛ فأكرم الرسولُ صلوات الله وسلامه عليه وَفادتهُم ( أكرم قدومهم عليه وأحسن ضيافتهم )، وأمر لكلٍ منهم بعطيةٍ وأمر لصاحبهم الذي خلفوه في رحالهم بمثلِ ما أمر لهم به.

* * *
- لم يكد يبلغُ الوفدُ منازله في نجدٍ حتى ارتدَّ مُسيلمة بن حبيبٍ عن الإسلام، وقام في الناسِ يُعلن لهم: أنه نبيٌ مرسلٌ أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمد بن عبد الله إلى قريش....
فطفقَ قومُه يلتفون حوله مدفوعين إلى ذلك بِدوافعَ شتى كان أهمّها العصبِية ( شدة ارتباط المرء بعصبيته وانحيازه لها )؛ حتى إن رجلاً من رجالاتهم قال: أشهدُ أن محمداً لصادقٌ وأنّ مسيلمة لكذابٌ؛ ولكنّ كذاب ربيعة ( قبيلة كبيرة من قبائل العرب ينتمي إليها مسيلمة ) أحبُّ إلي من صادقِ مُضر( قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

* * *
- ولما قويَ ساعدُ مُسيلمة وغلظ أمره ( اشتد أمره وكثر أتباعه ) كتبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً جاء فيه: من مُسيلمة رسول الله إلى محمدٍ رسول الله، سلامٌ عليك.
أما بعد فإني قد أشرِكتُ في الأمرِ معك، وإن لنا نصفَ الأرضِ ولقريشٍ نصف الأرض، ولكن قريشاً قومٌ يعتدون.
وبعثَ الكتاب مع رجُلين من رجاله فلما قرئ الكتابُ للنبيِّ عليه الصلاة والسلام قال للرجلين: ( وما تقولان أنتما؟! ).
فأجابا: نقولُ كما قال.
فقال لهما: ( أمَا والله لولا أنَّ الرسلَ لا تقتلُ لضربتُ عنقيكما )، ثم كتب إلى مُسيلمة رسالةً جاء فيها: ( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمدٍ رسول الله إلى مسيلمة الكذابِ. السلامُ على من اتبع الهُدى، أما بعدُ فإنَّ الأرض لله يُورثها من يشاء من عبادِه والعاقبة للمُتقين ).
وبعث الرسالة مع الرجلين.

* * *
- ازدادَ شرُّ مسيلمة الكذاب واستشرى فساده ( انتشروا وازداد )، فرأى الرسول صلوات الله عليه أن يبعثَ إليه برسالةٍ يزجُره فيها عن غيِّة ( ينهاه عن ضلالة ) وندبَ لحمل الرسالة بطل قصتنا حبيبَ بن زيد.
وكان يومئذٍ شاباً ناضر الشبابِ مُكتمل الفتاء ( الفتوة ) مُؤمناً من قمة رأسه إلى أخمصِ قدميه.

* * *
- مضى حبيبُ بن زيدٍ إلى ما أمرَه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير وانٍ ( غير فاتر ولا ضعيف ) ولا متريِّثٍ ( متمهل ) ترفعهُ النجادُ ( جمع نجد، وهو المكان المرتفع ) وتحطه الوهادُ ( جمع وهد وهو المكان المنخفض ) حتى بلغ ديارَ بني حنيفة في أعالي نجدٍ، ودفع الرسالة إلى مسيلمة.
فما كاد مسيلمة يقفُ على ما جاء فيها حتى انتفخَ صدرُه ضغينة وحقداً، وبدا الشرُّ والغدرُ على قسمات وجهه ( ملامحه ) الدميم الأصفر، وأمر بحبيب بن زيدٍ أن يُقيدَ، وأن يؤتى به إليه ضُحى اليوم التالي.
فلما كانَ الغدُ تصدر مُسيلمة مجلسهُ، وجعل عن يمينه وعن شماله الطواغيتَ ( جمع طاغوت، وهو رأس الضلال والمعبود من دون الله ) من كبارِ أتباعه، وأذنَ للعامة بالدخولَ عليه، ثم أمر بحبيب بن زيدٍ فجيء به إليه وهو يرسفُ في قيوده ( يمشي بها ببطء لثقلها ).

* * *
- وقف حبيبُ بن زيدٍ وسط هذه الجموعِ الحاشدة الحاقدة مشدودَ القامة، مرفوعَ الهامةِ، شامخَ الأنف، وانتصبَ بينها كرُمحٍ سمهريٍّ ( الرمح الصلب ) أحكمَ المثقفون ( مقوموها ومعدلوها ) تقويمه.
فالتفت إليه مسيلمة وقال: أتشهدُ أن محمداً رسول الله؟
فقال: نعم أشهدُ أن محمداً رسول الله.
فتميزَ مسيلمة غيظا ً( تقطع بسبب الغيظ ) وقال: وتشهدُ أني رسول الله؟
فقال حبيب في سُخريةٍ لاذعةٍ: إن في أذنيَّ صمماَ عن سماع ما تقول.
فامتقع وجهُ مسيلمة ( تغير لون وجهه ) وارتجفَت شفتاه حنقاً ( غيظاً ) وقال لجلاده: اقطع قطعة من جسده.
فأهوى الجلادُ على حبيبٍ بسيفه وبتر قطعة من جسده فتدحرجت على الأرض...
ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه: أتشهدُ أن محمداً رسول الله.؟
قال: نعم أشهدُ أن محمداً رسول الله.
قال: وتشهدُ أني رسول الله؟
قال: قلت لك: إنَّ في أذنيَّ صمماً عن سماعِ ما تقول.
فأمر بأن تقطعَ من جسده قطعة أخرى فقطعت وتدحرجتْ على الأرض حتى استوت ( استقرت ) إلى جانب أختها، والناسُ شاخصون بأبصارهم إليه ( رافعون أبصارهم إليه ) مذهولون من تَصميمِه وعنادِه.
ومضى مسيلمة يسألُ، والجلادُ يقطعُ، وحبيبٌ يقول: أشهدُ أن محمداً رسول الله.
حتى صار نحوٌ من نصفه بضعاً ( جمع بضعة، وهي القطعة ) مُقطعة منثورة على الأرض... ونصفه الأخر كتلة تتكلم...
ثم فاضت روحُه، وعلى شفتيه الطاهرتينِ اسمُ النبي الذي بايعهُ ليلة العقبة...
اسمُ محمدٍ رسول الله...

* * *
- نعى الناعي حبيبَ بن زيدٍ إلى أمه نسيبة المازنية فما زادتْ على أن قالت: من أجل مثلِ هذا الموقف أعددته... وعند الله احتسبته... لقد بايعَ الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ( ليلة بيعة العقبة ) صغيراً... ووفى له اليومَ كبيراً... ولئن أمكنني الله من مُسيلمة لأجعلن بناته يلطِمن الخدود عليه...

* * *
- لم يبطء اليومُ الذي تمنته نسيبة كثيراً...
حيث أذن مؤذنُ أبي بكر في المدينةِ أن حيَّ على قتال المتنبئ الكذابِ مُسيلمة...
فمضى المسلمون يَحثون الخطى إلى لقائِه، وكان في الجيشِ نسيبة المازنية وولدُها عبد الله بنُ زيد.
وفي يومِ اليمامة الأغرِّ شوهدت نسيبة تشقُ الصفوفَ كاللبؤة ( أنثى الأسد ) الثائرةِ وهي تنادي: أين عدوُّ الله ؟ دُلوني على عدوِّ الله...
فلما انتهت إليه وجدته مُجدلا على الأرضِ ( ملقى على الأرض ) وسيوفُ المسلمينَ تنهلُ من دمائه؛ فطابت نفساً...
وقرَّت عينا...
ولم لا؟!
ألم ينتقم اللهُ عزَ وجلَ لفتاها البرِّ التقي من قاتله الباغي الشقي؟!
بلى ...
لقد مضى كلٌ منهما إلى ربه ولكن...
فريقٌ في الجنة....
وفريقٌ في السَّعير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:10 pm

خباب بن الأرت رضي الله عنه:

نسبه

يقال بأنه من بني تميم ، عائلة عريقة من العرب لكنه سبي في الجاهليـة و سنه صغير ، فبيع في مكة و هو أول من أظهر إسلامه

قصة إسلامه :

لم يطل انتظار خباب كثيرًا، فقد ترامى إليه أن خيطًا من نور قد تألق من فم فتى من خيرة بني هاشم، يُدعى محمد بن عبد الله، فمضى إليه وسمع منه فغمره سناه، فبسط يده إليه وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فكان سادس ستة أسلموا على ظهر الأرض. وقد أسلم خباب قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم.

أثر الرسول في تربيته:

روى البخاري بسنده عن خباب قال: أتيت النبي وهو متوسد بُرْدَةً وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله. فقعد وهو محمر وجهه، فقال: "لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، مَا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ".

وفي البخاري أيضًا عن قيس قال: أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعًا، فقال: لولا أن رسول الله نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.

أهم ملامح شخصيته :

جرأة خباب بن الأرت :

لم يكتم خباب إسلامه عن أحد، فما لبث أن بلغ خبره أم أنمار فاستشاطت غضبًا وتميزت غيظًا، وصحبت أخاها "سباع بن عبد العزى" ولحق بهما جماعة من فتيان خزاعة ومضر جميعًا إلى خباب، فوجدوه منهمكًا في عمله، فأقبل عليه "سباع" وقال: لقد بلغنا عنك نبأ لم نصدقه. فقال خباب: وما هو؟ فقال سباع: يشاع أنك صبأت، وتبعت غلام ابن هاشم. فقال خباب في هدوء: ما صبأت، وإنما آمنت بالله وحده لا شريك له، ونبذت أصنامكم، وشهدت أن محمدًا عبد الله ورسوله.

فما أن لامست كلمات خباب مسامع "سباع" ومن معه حتى انهالوا عليه، وجعلوا يضربونه بأيديهم ويركلونه بأقدامهم، ويقذفونه بما يصلون إليه من المطارق وقطع الحديد، حتى هَوَى على الأرض فاقد الوعي والدماء تنزف منه.

ثباته على الإسلام وصبره :

ومع كل ما تعرض له من التعذيب الشديد على يد مشركي مكة، فإنه ثبت على الحق كالجبال، ورفض جميع أنواع الإغراءات ليرتد عن دينه؛ يروي البخاري بسنده عن خباب قال: كنت قَيْنًا بمكة، فعملت للعاص بن وائل السهمي سيفًا، فجئت أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد. قلت: لا أكفر بمحمد حتى يميتك الله ثم يحييك. قال: إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد. فأنزل الله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 77، 78].

خوفه وتقواه :

وقد اغتنى خباب في الشطر الأخير من حياته بعد فقر، وملك ما لم يكن يحلم به من الذهب والفضة، غير أنه تصرف في ماله على وجه لا يخطر ببال أحد؛ فقد وضع دراهمه ودنانيره في موضع بيته، يعرفه ذوو الحاجات من الفقراء والمساكين، ولم يشدد عليه رباطًا، ولم يحكم عليه قفلاً، فكانوا يأتون داره ويأخذون منه ما يشاءون دون سؤال أو استئذان. ومع ذلك فقد كان يخشى أن يحاسب على ذلك المال وأن يعذب بسببه.

بعض مواقفه مع الرسول :

عن عبد الله بن خباب بن الأَرَتّ عن أبيه -وكان قد شهد بدرًا مع رسول الله : أنه راقب رسول الله الليلة كلها حتى كان مع الفجر، فلما سلم رسول الله من صلاته، جاءه خباب فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها. فقال رسول الله : "أجل، إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يظهر علينا عدوًّا من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها".

من مواقفه مع الصحابة :

دخل خباب بن الأرت علىعمر بن الخطاب فأجلسه على متكئه وقال: ما على الأرض أحد أحق بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد. قال له خباب : من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: بلال. فقال خباب: ما هو بأحق مني؛ إن بلالاً كان له في المشركين من يمنعه الله به، ولم يكن لي أحد يمنعني، فلقد رأيتني يومًا أخذوني فأوقدوا لي نارًا، ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري، فما اتّقيت الأرض إلا بظهري. قال: ثم كشف عن ظهره، فإذا هو قد برص .

أثر خباب بن الأرت في الآخرين :

أثر خباب في إسلام عمر :

كان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن، فخرج عمريومًا متوشحًا سيفه يريد قتل رسول الله ، فذكروا له أنهم اجتمعوا في بيت عند الصفا، فلقيه نعيم بن عبد الله فأخبره بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجهاسعيد بن زيد بن عمرو، فرجع عمر عامدًا إلى أخته وزوجها وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها "طه" يقرئهما إياها، فلما سمعوا صوت عمر تغيَّب خباب في بعض البيت، فأخبرهما بما سمع وبطش بزوج أخته سعيد بن زيد، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجَّها، فلما فعل ذلك قالت له أخته وزوجها: نعم، لقد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك. فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع، وطلب من أخته الصحيفة ليقرأها، فأمرته أن يغتسل حتى تعطيه الصحيفة، فاغتسل فأعطته الصحيفة وفيها "طه" فقرأها، فلما قرأ منها صدرًا، قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمهدلوني على محمد

فلما سمع ذلك خباب بن الأرت خرج إليه فقال له: والله يا عمر، إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته أمسِ وهو يقول: "اللهم اعز السلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"، فاللهَ الله يا عمر. فقال عند ذلك: فدلني يا خباب على محمدٍ حتى آتيه فأسلم. فقال له خباب : هو في بيت عند الصفا، معه نفر من أصحابه. وذهب عمروأسلم.

وفاته:



قال له بعض عواده وهو في مرض الموت ابشر يا أبا عبدالله ، فإنك ملاق إخوانك غدا ) فأجابهم وهو يبكي أما إنه ليس بي جزع ، ولكنكم ذكرتموني أقواماً ، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا ، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب ) وأشار الى داره المتواضعة التي بناها ، ثم أشار الى المكان الذي فيه أمواله وقال والله ما شددت عليها من خيط ، ولا منعتها عن سائل ) ثم التفت الى كفنه الذي كان قد أعد له ، وكان يراه ترفا وإسرافا وقال ودموعه تسيل انظروا هذا كفني ، لكن حمزة عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء ، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه



تُوفِّي خباب بالكوفة سنة سبع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وصلى عليه علي بن أبي طالب حين منصرفه من صفين، ثم وقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على قبره قائلاً: رحم الله خبابًا، فلقد أسلم راغبًا، وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شخصيات إسلامية    موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 8:11 pm

معلومات عن هذا الصحابي الجليل الذي تعرض لشتى أنواع التعذيب ولم يتزحزح عن عقيدته التي أمن بها

خرج نفر من القرشيين،
يغدّون الخطى، ميممين شطر دار خبّاب ليتسلموا منه سيوفهم التي تعاقدوا معه على صنعها..

وقد كان خباب سيّافا، يصنع السيوف ويبيعها لأهل مكة،
ويرسل بها الى الأسواق..

وعلى غير عادة خبّاب الذي لا يكاد يفارق بيته وعمله،
لم يجده ذلك النفر من قريش فجلسوا ينتظرونه..

وبعد حين طويل جاء خباب على وجهه علامة استفهام مضيئة، وفي عينيه دموع مغتبطة.. وحيّا ضيوفه وجلس..

وسألوه عجلين:
هل أتممت صنع السيوف يا خباب؟؟

وجفت دموع خباب، وحل مكانها في عينيه سرور متألق، وقال وكأنه يناجي نفسه:
ان أمره لعجب..

وعاد القوم يسألونه:
أي أمر يا رجل..؟؟
نسألك عن سيوفنا، هل أتممت صنعها..؟؟
ويستوعبهم خبّاب بنظراته الشاردة الحالمة ويقول:

هل رأيتموه..؟
هل سمعتم كلامه..؟

وينظر بعضهم لبعض في دهشة وعجب..

ويعود أحدهم فيسأله في خبث:

هل رأيته أنت يا خبّاب..؟؟

ويسخر خبّاب من مكر صاحبه، فيردّ عليه السؤال قائلا:

من تعني..؟

ويجيب الرجل في غيظ:
أعني الذي تعنيه..؟

ويجيب خبّاب بعد اذ أراهم أنه أبعد منالا من أن يستدرج، وأنه اعترف بايمانه الآن أمامهم، فليس لأنهم خدعوه عن نفسه، واستدرجوا لسانه، بل لأنه رأى الحق وعانقه، وقرر أن يصدع به ويجهر..


يجيبهم قائلا، وهو هائم في نشوته وغبطة روحه:

أجل... رأيته، وسمعته.. رأيت الحق يتفجر من جوانبه، والنور يتلألأ بين ثناياه..!!

وبدأ عملاؤه القرشيون يفهمون، فصاح به أحدهم:

من هذا الذي تتحدث عنه يا عبد أمّ أنمار..؟؟

وأجاب خبّاب في هدء القديسين:

ومن سواه، يا أخا العرب.. من سواه في قومك، من يتفجر من جوانبه الحق،
ويخرج النور بين ثناياه..؟!

وصاح آخر وهبّ مذعورا:

أراك تعني محمدا..

وهز خبّاب رأسه المفعم بالغبطة،
وقال:

نعم انه هو رسول الله الينا، ليخرجنا من الظلمات الى االنور..

ولا يدري خبّاب ماذا قال بعد هذه الكلمات، ولا ماذا قيل له..

كل ما يذكره أنه أفاق من غيبوبته بعد ساعات طويلة ليرى زوّاره قد انفضوا.. وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما، ودمه النازف يضمّخ ثوبه وجسده..!!


وحدّقت عيناه الواسعتان فيما حوله.. وكان المكان أضيق من أن يتسع لنظراتهما النافذة، فتحمّل على آلامه، ونهض شطر الفضاء وأمام باب داره وقف متوكئا على جدارها، وانطلقت عيناه الذكيتان في رحلة طويلة تحدّقان في الأفق، وتدوران ذات اليمين وذات الشمال..انهما لا تقفان عند الأبعاد المألوفة للناس.. انهما تبحثان عن البعد المفقود...أجل تبحثان عن البعد المفقود في حياته، وفي حياة الناس الذين معه في مكة، والناس في كل مكان وزمان..

ترى هل يكون الحديث الذي سمعه من محمد عليه الصلاة والسلام اليوم، هو النور الذي يهدي الى ذلك البعد المفقود في حياة البشر كافة..؟؟

واستغرق خبّاب في تأمّلات سامية، وتفكير عميق.. ثم عاد الى داخل داره.. عاد يضمّد جراح جسده، ويهيءه لاستقبال تعذيب جديد،

وآلام جديدة..!!


ومن ذلك اليوم أخذ خبّاب مكانه العالي بين المعذبين والمضطهدين..

أخذ مكانه العالي بين الذين وقفوا برغم فقرهم، وضعفهم يواجهون كبرياء قريش وعنفها وجنونها..

أخذ مكانه العالي بين الذين غرسوا في قلوبهم سارية الراية التي أخذت تخفق في الأفق الرحيب ناعية عصر الوثنية، والقيصرية.. مبشرة بأيام المستضعفين والكادحين، الذين سيقفون تحت ظل هذه الراية سواسية مع أولئك الذين استغلوهم من قبل، وأذاقوهم الحرمان والعذاب..

وفي استبسال عظيم، حمل خبّاب تبعاته كرائد..

يقول الشعبي:

" لقد صبر خبّاب، ولم تلن له أيدي الكفار قناة، فجعلوا يلصقون ظهره العاري بالرضف حتى ذهب لحمه"..!!

أجل كان حظ خبّاب من العذاب كبيرا، ولكن مقاومته وصبره كانا أكبر من العذاب..

لقد حوّل كفار قريش جميع الحديد الذي كان بمنزل خبّاب والذي كان يصنع منه السيوف.. حولوه كله الى قيود وسلاسل، كان يحمى عليها في النار حتى تستعر وتتوهج، ثم يطوّق بها جسده ويداه وقدماه..

ولقد ذهب يوما مع بعض رفاقه المضطهدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا رجوعين من التضحية، بل راجين العافية،
فقالوا:
" يا رسول الله.. ألا تستنصر لنا..؟؟"
أي تسأل الله لنا النصر والعافية...


ولندع خبّابا يروي لنا النبأ بكلماته:

" شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة، فقلنا:
يا رسول الله، ألا تستنصر لنا..؟؟

فجلس صلى الله عليه وسلم، وقد احمرّ وجهه وقال:

قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل، فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بمنشار، فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه..!!

وليتمّنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى إلا الله عز وجل، والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون"..!!


سمع خبّاب ورفاقه هذه الكلمات، فازداد ايمانهم واصرارهم وقرروا أن يري كل منهم ربّه ورسوله ما يحبّان من تصميم وصبر، وتضحية.

وخاض خبّاب معركة الهول صابرا، صامدا، محتسبا.. واستنجد القرشيون أم أنمار سيدة خبّاب التي كان عبدا لها قبل أن تعتقه، فأقبلت واشتركت في حملة تعذيبه..

وكانت تأخذ الحديد المحمى الملتهب، وتضعه فوق رأسه ونافوخه، وخبّاب يتلوى من الألم، لكنه يكظم أنفاسه، حتى لا تخرج منه زفرة ترضي غرور جلاديه..!!


ومرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، والحديد المحمّى فوق رأسه يلهبه ويشويه، فطار قلبه حنانا وأسى، ولكن ماذا يملك عليه الصلاة والسلام يومها لخبّاب..؟؟

لا شيء الا أن يثبته ويدعو له..

هنالك رفع الرسول صلى الله عليه وسلم كفيه المبسوطتين الى السماء،
وقال:

" اللهم أنصر خبّابا"..

ويشاء الله ألا تمضي سوى أيام قليلة حتى ينزل بأم أنمار قصاص عاجل، كأنما جعله القدر نذيرا لها ولغبرها من الجلادين، ذلك أنها أصيبت بسعار عصيب وغريب جعلها كما يقول المؤرخون تعوي مثل الكلاب..!!

وقيل لها يومئذ لا علاج سوى أن يكوى رأسها بالنار..!!

وهكذا شهد رأسها العنيد سطوة الحديد المحمّى يصبّحه ويمسّيه..!!

**


كانت قريش تقاوم الايمان بالعذاب.. وكان المؤمنون يقاومون العذاب بالتضحية.. وكان خبّاب واحدا من أولئك الذين اصطفتهم المقادير لتجعل منهم أساتذة في فن التضحية والفداء..

ومضى خبّاب ينفق وقته وحياته في خدمة الدين الذي خفقت أعلامه..

ولم يكتف رضي الله عنه في أيام الدعوة الأولى بالعبادة والصلاة، بل استثمر قدرته على التعليم، فكان يغشى بيوت بعض اخوانه من المؤمنين الذين يكتمون اسلامهم خوفا من بطش قريش، فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم اياه..


ولقد نبغ في دراسة القرآن وهو يتنزل آية آية.. وسورة، سورة
حتى ان عبدالله بن مسعود،
وهو الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أراد أن يقرأ القرآن غصّا كما أنزل، فليقراه بقراءة ابن أم عبد"..

نقول:

حتى عبد الله بن مسعود كان يعتبر خبّابا مرجعا فيما يتصل بالقرآن حفظا ودراسة..


وهو الذي كان يدرّس القرآن لـ فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندام فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الاسلام ورسوله، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة التي كان يعلّم منها خبّاب، حتى صاح صيحته المباركة:

" دلوني على محمد"...!!


وسمع خبّاب كلمات عمر هذه، فخرج من مخبئه الذي كان قد توارى فيه وصاح:

" يا عمر..

والله اني لأرجوا أن يكون الله قد خصّك بدعوة نبيّه صلى الله عليه وسلم، فاني سمعته بالأمس يقول:
اللهم أعز الاسلام بأحبّ الرجلين اليك.. أبي الحكم بن هشام، وعمربن الخطاب"..

وسأله عمر من فوره:
وأين أجد الرسول الآن يا خبّاب:

" عند الصفا، في دار الأرقم بن أبي الأرقم"..

ومضى عمر الى حظوظه الوافية، ومصيره العظيم..!!

**


شهد خبّاب بن الأرت جميع المشاهد والغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم،
وعاش عمره كله حفيظا على ايمانه ويقينه....

وعندما فاض بيت مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان، رضي الله عنهما،
كان خبّاب صاحب راتب كبير بوصفه من المهاجرين السابقين الى الاسلام..

وقد أتاح هذا الدخل الوفير لخبّاب أن يبني له دارا بالكوفة، وكان يضع أمواله في مكان ما من الدار يعرفه أصحابه وروّاده.. وكل من وقعت عليه حاجة، يذهب فيأخذ من المال حاجته..

ومع هذا فقد كان خبّاب لا يرقأ له جفن، ولا تجف له دمعة كلما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الذين بذلوا حياتهم لله، ثم ظفروا بلقائه قبل أن تفتح الدنيا على المسلمين، وتكثر في أيديهم الأموال.

اسمعوه وهو يتحدث الى عوّاده الذين ذهبوا يعودونه وهو رضي الله عنه في مرض موته.

قالوا له:

أبشر يا أبا عبدالله، فانك ملاق اخواتك غدا..

فأجابهم وهو يبكي:

" أما انه ليس بي جزع .. ولكنكم ذكّرتموني أقواما، واخوانا، مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا..

وانّا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعا الا التراب"..

وأشار الى داره المتواضعة التي بناها.

ثم أشار مرة أخرى الى المكان الذي فيه أمواله وقال:

" والله ما شددت عليها من خيط، ولا منعتها من سائل"..!

ثم التفت الى كفنه الذي كان قد أعدّ له، وكان يراه ترفا واسرافا وقال ودموعه تسيل:

" أنظروا هذا كفني..

لكنّ حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوجد له كفن يوم استشهد الا بردة ملحاء.... اذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، واذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه"..!!

**

ومات خبّاب في السنة السابعة والثلاثين للهجرة..

مات أستاذصناعة السيوف في الجاهلية..

وأستاذ صناعة التضحية والفداء في الاسلام..!!


مات الرجل الذي كان أحد الجماعة الذين نزل القرآن يدافع عنهم، ويحييهم، عندما طلب بعض السادة من قريش أن يجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، وللفراء من أمثال :
خبّاب، وصهيب، وبلال يوما آخر.

فاذا القرآن العظيم يختص رجال الله هؤلاء في تمجيد لهم وتكريم، وتهل آياته قائلة للرسول الكريم:

﴿ ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه، ما عليك من حسابهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين واذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا، فقل سلام عليكم، كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾


وهكذا، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يراهم بعد نزول الآيات حتى يبالغ في اكرامهم فيفرش لهم رداءه، ويربّت على أكتافهم، ويقول لهم:

" أهلا بمن أوصاني بهم ربي"..

أجل..
مات واحد من الأبناء البررة لأيام الوحي،
وجيل التضحية...


ولعل خير ما نودّعه به،
كلمات الامام علي كرّم الله وجهه
حين كان عائدا من معركة صفين، فوقعت عيناه على قبر غضّ رطيب، فسأل:
قبر من هذا..؟

فأجابوه:
انه قبر خبّاب..

فتملاه خاشعا آسيا،
وقال:

رحم الله خبّابا..

لقد أسلم راغبا.

وهاجر طائعا..

وعاش مجاهدا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة شخصيات إسلامية
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» جولة إسلامية في موسكو
» كيف الطريق إلى تربية إسلامية حقيقة ؟
» روحانيات إسلامية
» *‏ أسئـــلة وأجــــــــوبــــة إسلامية ‬*
» بطاقات إسلامية هادفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق الاسلام-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
باسند - 51625
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_rcap1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Voting_bar1موسوعة شخصيات إسلامية  - صفحة 2 Vote_lcap1