من التراث البغدادي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خان الكابولي في الكاظمية.. تاريخ وحكايات

الخان الذي احتضن أول فوج من أفواج الجيش العراقي عند تأسيسه
من الخانات التاريخية التي اندرس رسمها وطمست معالمها، خان ((الكابولي)) في مدينة الكاظمية ، الذي احتضن تشكيل أول فوج من أفواج الجيش العراقي الباسل عند تأسيسه عام (1921م)، وهو الفوج الأول في اللواء الأول الذي سمي (بفوج موسى الكاظم ) الذي تميز منتسبوه بوضع الشارة أو الخيط الأحمر على ((السدارة)) التي كانوا يرتدونها .
وترجع تسمية خان الكابولي أو ((الكعبولي))، كما كانت تسميه غالبية أو عامة الناس، ترجع إلى (( الكابُلي )) نسبة إلى مدينة (كابل) عاصمة أفغانستان.
ويبدو أن صاحب فكرة تشييده أو مشيده كان من الجالية الأفغانية بهدف تأمين إيواء الزوار الأفغان و غيرهم عند زيارة العتبات المقدسة. وقد شيد هذا الخان في العهد العثماني بالطابوق الفرشي وسقف بالخشب والحصران ، وقد نقض في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وقسمت أرضه إلى قطع صغيرة اتخذت دوراً للسكن ومحال مازالت قائمة حتى اليوم .
وكان موقع الخان ، قبل إزالته ، ينحصر بين ساحة الزهراء (من منطقة الشوصة) وبين المنطقة الصناعية حيث كان مدخله الرئيس ، وكان ركنه الشرقي يشرف على محطة تعبئة البنزين القديمة في المنطقة المذكورة حيث كانت (كاريات الكاظم) تمر عبره وهي متجه إلى الجعيفر في الكرخ، أو عائدة إلى نهاية خط سيرها في سوق الاسترابادي القائم حتى اليوم.
شكل الخان واستخدامه :
يأخذ الخان شكلاً مستطيلاً، وهو عبارة عن خانين (خان داخل خان) ويتألف من قسمين، فكان القسم الأعلى منه مخصصا للسكن والمنام للمقيمين الدائمين والمسافرين، إما القسم الأرضي منه، ولاسيما المدخل وما جاوره، فكان مجموعة من الدكاكين لبعض أرباب الحرف والمقاهي، ومن الحرف الشعبية التي كان يزاولها اغلب أصحاب الدكاكين في الخان غزل شعر الماعز لحياكة بيوت الشعر التي يستخدمها البدو بيوتاً لهم .
كما اتخذ جانب من الخان كماوى للحيوانات المستخدمة في عربات الركوب (الربلات) و (ربات الحمل) وبعض الماشية التي يمتلكها بعض النزلاء وغيرهم .
معرض حيواني في الخان :
ومن الطرائف التي شهدها هذا الخان في الأربعينيات ، قيام احد الأشخاص بجعل إحدى زواياه معرضاً حيوانياً للفرجة لقاء ثمن ، وذلك بجلب (دب) كبيرً ووضعه في إحدى غرف الخان الأرضية ، فتهافت الناس للتفرج على (الدب).
وكان منظر هذا الحيوان من المشاهد النادرة آنذاك ، لقاء عانة واحدة (أربعة فلوس) لكل متفرج، فكان إن حصل صاحب الدب على ربح وفير, نتيجة تفتق ذهنه عن إقامة هذا المعرض الحيواني .
وأخيراً .. فان ما يحز في النفس حقاً إن تندثر مثل هذه المعالم التاريخية التي كانت شاهداً على أهم الإحداث في تاريخ العراق المعاصر دون إن تلتفت الحكومة السابقة لأهمية هذه المعالم، وضرورة الحفاظ عليها.. أثراً وذكرى للأجيال اللاحقة.
ومما يحسب للمسؤولين في هذا الشأن انهم حفظوا لآمر فوج موسى الكاظم العقيد محمد أمين مقتنياته الشخصية والرسمية (لباسه العسكري، أسلحته الشخصية المختلفة، الأنواط والنياشين الحاصل عليها إثناء خدمته في الجيش، فضلا عن الصور الفوتوغرافية الملتقطة له)، إلى غير ذلك من المستلزمات الشخصية، وقد شاهدت كل ذلك بنفسي قبل ما يقارب ثلاثة عقود في جناح خاص به في المتحف الحربي الذي كان يحتل بناية القصر الأبيض في بغداد يوم ذاك، وهذا الجناح يضم كل ما يتعلق بمراحل تأسيس الجيش العراقي .

الاستاذة المبدعة // احاسيس

تراث رائع ضارب في التاريخ جذورة

والدليا بقاءه شامخ الى هذه الساعة

- موضوع مميز جدا

تقديري

نورة الدوسري

الغاليه احاسيس

دائما مميزه في انتقاءك

سلمت اناملك

تقبلي تحياتي

الاخت/ احاسيس

سلمتى على هذا الموضوع الجميل

وعرض التراث البغدادى الرائع

ارق التحايا

الاستاذة الراقية بنت الجزائر احاسيس

اشكرك من الاعماق على هذا الموضوع الجميل عن التراث البغداي الثري بعيق التاريخ

ربي يسعد ايامك

تقبلي مني ارقى التحايا

صفحة عبق عطرها برحيق متأرخ
بتراثٍ له نبضه العريق الراسخ
عابق بالسحر كالمد والجزر
أديبتنا الجميلة أحاسيس
أشكركِ على نقلكِ لنا هذا الأثر
وعلى ما دأبتي عليه من رقي الفكر
لكِ كل الحب والمحبة والشكر

احاسيس كتب:: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خان الكابولي في الكاظمية.. تاريخ وحكايات

الخان الذي احتضن أول فوج من أفواج الجيش العراقي عند تأسيسه
من الخانات التاريخية التي اندرس رسمها وطمست معالمها، خان ((الكابولي)) في مدينة الكاظمية ، الذي احتضن تشكيل أول فوج من أفواج الجيش العراقي الباسل عند تأسيسه عام (1921م)، وهو الفوج الأول في اللواء الأول الذي سمي (بفوج موسى الكاظم ) الذي تميز منتسبوه بوضع الشارة أو الخيط الأحمر على ((السدارة)) التي كانوا يرتدونها .
وترجع تسمية خان الكابولي أو ((الكعبولي))، كما كانت تسميه غالبية أو عامة الناس، ترجع إلى (( الكابُلي )) نسبة إلى مدينة (كابل) عاصمة أفغانستان.
ويبدو أن صاحب فكرة تشييده أو مشيده كان من الجالية الأفغانية بهدف تأمين إيواء الزوار الأفغان و غيرهم عند زيارة العتبات المقدسة. وقد شيد هذا الخان في العهد العثماني بالطابوق الفرشي وسقف بالخشب والحصران ، وقد نقض في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وقسمت أرضه إلى قطع صغيرة اتخذت دوراً للسكن ومحال مازالت قائمة حتى اليوم .
وكان موقع الخان ، قبل إزالته ، ينحصر بين ساحة الزهراء (من منطقة الشوصة) وبين المنطقة الصناعية حيث كان مدخله الرئيس ، وكان ركنه الشرقي يشرف على محطة تعبئة البنزين القديمة في المنطقة المذكورة حيث كانت (كاريات الكاظم) تمر عبره وهي متجه إلى الجعيفر في الكرخ، أو عائدة إلى نهاية خط سيرها في سوق الاسترابادي القائم حتى اليوم.
شكل الخان واستخدامه :
يأخذ الخان شكلاً مستطيلاً، وهو عبارة عن خانين (خان داخل خان) ويتألف من قسمين، فكان القسم الأعلى منه مخصصا للسكن والمنام للمقيمين الدائمين والمسافرين، إما القسم الأرضي منه، ولاسيما المدخل وما جاوره، فكان مجموعة من الدكاكين لبعض أرباب الحرف والمقاهي، ومن الحرف الشعبية التي كان يزاولها اغلب أصحاب الدكاكين في الخان غزل شعر الماعز لحياكة بيوت الشعر التي يستخدمها البدو بيوتاً لهم .
كما اتخذ جانب من الخان كماوى للحيوانات المستخدمة في عربات الركوب (الربلات) و (ربات الحمل) وبعض الماشية التي يمتلكها بعض النزلاء وغيرهم .
معرض حيواني في الخان :
ومن الطرائف التي شهدها هذا الخان في الأربعينيات ، قيام احد الأشخاص بجعل إحدى زواياه معرضاً حيوانياً للفرجة لقاء ثمن ، وذلك بجلب (دب) كبيرً ووضعه في إحدى غرف الخان الأرضية ، فتهافت الناس للتفرج على (الدب).
وكان منظر هذا الحيوان من المشاهد النادرة آنذاك ، لقاء عانة واحدة (أربعة فلوس) لكل متفرج، فكان إن حصل صاحب الدب على ربح وفير, نتيجة تفتق ذهنه عن إقامة هذا المعرض الحيواني .
وأخيراً .. فان ما يحز في النفس حقاً إن تندثر مثل هذه المعالم التاريخية التي كانت شاهداً على أهم الإحداث في تاريخ العراق المعاصر دون إن تلتفت الحكومة السابقة لأهمية هذه المعالم، وضرورة الحفاظ عليها.. أثراً وذكرى للأجيال اللاحقة.
ومما يحسب للمسؤولين في هذا الشأن انهم حفظوا لآمر فوج موسى الكاظم العقيد محمد أمين مقتنياته الشخصية والرسمية (لباسه العسكري، أسلحته الشخصية المختلفة، الأنواط والنياشين الحاصل عليها إثناء خدمته في الجيش، فضلا عن الصور الفوتوغرافية الملتقطة له)، إلى غير ذلك من المستلزمات الشخصية، وقد شاهدت كل ذلك بنفسي قبل ما يقارب ثلاثة عقود في جناح خاص به في المتحف الحربي الذي كان يحتل بناية القصر الأبيض في بغداد يوم ذاك، وهذا الجناح يضم كل ما يتعلق بمراحل تأسيس الجيش العراقي .

الأستاذة الرائعة أحاسيس
موضوع و لا أروع
فيه من التراث و الذكريات القديمة و عبق التاريخ
تحياتي و مودتي
elephant

الأستاذة العزيزة الرائعة احاسيس

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» شيء من التاريخ البغدادي
» شيء من التاريخ البغدادي
» من التراث/ دفع الله ما كان اعظم
» التراث والهوية..التماهي والتكامل
» اجمل التراث الفلسطيني