قولي لهم

دموع ساخنه انسكب من عينيها الصغيرتين . مسحتها بيدي فعادت وانسكبت كماء مالح حارق ..
سالتها :- ما الخبر ؟
اجابت بخجل وانكسار :-................ صديقتي التي كانت تسكن بالجوار رحلت مع اسرتها الى فلسطين المغتصبه بعد ان انكشف امرهم . تعايرني بأن شقيقي يقبع في السجن وابي مقعد اثر اصابته في الانتفاضه . وانك يا امي من تعملين في البيوت لتطعمينا . قالت لي دعي الوطن ينفع اسرتك ودعي حكومتك الرشيده تفك قيد شقيقك وتعيد العافية لوالدك . اجهشت الطفلة بالبكاء . ضاع مني كل الكلام وتكلم الدمع بدلآ مني . تنهدت طويلآ حتى خيل الي ان انفاسي انقطعت ... احتضنتها بقوه وهمست في اذنها ان الله معنا واننا لا نريد اي معونة من احد فالله هو المعين . ثم همست لنفسي ليت كل العرب تسمع وليت حكوماتنا الرشيده عن انقاسمها ترجع . وطني تحت القيد يقبع والسجان بنا يلهو وبتعذيبنا يستمتع . كنت اتمنى لو استطيع ان اشعل النيران بيهم وباجسادهم المكتنزة من دم  الشعب المقهور . كنت اذكر ان الفصائل كانت كلها واحده تحت راية واحده وتناضل من اجل هدف واحد وقضيتهم واحده . ولا اعتقد ان النصر سيكون حليفنا بعد اليوم لاننا اصبحنا عبيد للكراسي وعبيد لمن كانوا عبيدآ لنا . لقد اصبحنا دومآ راكعين وجباهنا ملوثه بعد ان كانت هاماتنا تعلوا السحاب . ثم عدت لصمتي .
رفعت الطفلة عيونها نحوي ثم سألتني :- ماذا اقول لها ردآ على ما عيرتني به ؟

دموعي سبقت شفتاي بالكلام وقالت لها :-

قولي لهم اننا ولدنا كبار
ولم نكن يومآصغار
قولي لهم عشنا ....وسنموت احرار
قولي لهم اننا رقم صعب
وانهم اصفار
نحن حقيقة غائبة عن اذهانهم
نحن من لعق الدم من اكبادهم
لا نحتمل الذل والعار
ذكريهم بليالي الشتاء
بالاعياد والحكايا
بالافراح والهدايا
كم لعبنا باب الدار
وفنجان قهوه
احتسيناه
والشمس مندسة في مخدعها
معلنة وقت المغيب
فتوارت خلف البحار
باوراق الخريف
المتراكمة تحت الاشجار
وارصفة الشوارع
عند الاسحار
دموع الثكالى
وانات اليتامى
خرجت بانكسار
بالزيت والزعتر
والزيتون والعنبر
ووردة جوريه
شقائق النعمان
وشربة ماء عذبه
من جرة الفخار
كم لعبناحرامي وعسكر
هل غدونا العصابة
وصاروا هم الخنجر
قولي لهم ان الدهر يومان
وان الزمن دوار
وان من فاز يومآ
لا بد يومآله من الانقهار
قولي لهم اننا شوكة في حلوقهم
وان لحمنا اكثر مرارة من الصبار .
سرى القيسي




تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قصيدة من عمق الحقيقة
وافتنا بها أديبتنا الرقيقة
الأستاذة القاصة سرى القيسي
حروفاً مشبعة بأكاليل الغار
كُتبت بدم الأحرار
ولدتم كباراً وستبقون كباراً
يا من تستحقون الإجلال والإكبار
تحياتي وتقديري لحرفكِ المنثور
ولقصيدة لها مداً في الروح وجذور
دمتِ يا شاعرتنا الرقيقة
بحرية وبكبرياء وشموخ النسور

بنت فلسطين الثائرة استاذتنا سرى القيسي

مرحى لك على حروفك المفعمة بحب الوطن والتاكيد على ان الوطن لن نتركه ابدا مهما

كان واقعنا العربي محبط

حروف تعانق الاعالي بقوتها وروعتها

لله درك ايتها الباسقة

احييك واحي شعب الجيارين الشعي الفلسطيني الذي عملنا حب الوطن والتضحية من اجله

ومهما طال الزمن فسوف تعود الارض لاصحابها

كما قال الشهيد ابو عمار

يرونه بعيدا ونراه قريبا


ارفع لك التحايا على هذا النص الجميل

وكما ذكر الاخ حمدي الموضوع يستحق ختم التميز وقد تم ذلك


تقبلي مني ارقى التحايا

سرى القيسى

سلمتى على روعة التعبيرات والكلمات

فلسطين يا ارض الانبياء

ومعراج خاتم الانبياء

انتى وطن يعيش فى قلب كل عربى اصيل

سلم القلم غاليتى

ارق التحايا

استاذتي سرى القيسي
نص اخترقت قلبي بأنينه ..بأهاته الحزينة
بوحك سهم يصيب كل من يطلع عليه
دمتِ بكل ود

سرى القيسي كتب:

دموع ساخنه انسكب من عينيها الصغيرتين . مسحتها بيدي فعادت وانسكبت كماء مالح حارق ..
سالتها :- ما الخبر ؟
اجابت بخجل وانكسار :-................ صديقتي التي كانت تسكن بالجوار رحلت مع اسرتها الى فلسطين المغتصبه بعد ان انكشف امرهم . تعايرني بأن شقيقي يقبع في السجن وابي مقعد اثر اصابته في الانتفاضه . وانك يا امي من تعملين في البيوت لتطعمينا . قالت لي دعي الوطن ينفع اسرتك ودعي حكومتك الرشيده تفك قيد شقيقك وتعيد العافية لوالدك . اجهشت الطفلة بالبكاء . ضاع مني كل الكلام وتكلم الدمع بدلآ مني . تنهدت طويلآ حتى خيل الي ان انفاسي انقطعت ... احتضنتها بقوه وهمست في اذنها ان الله معنا واننا لا نريد اي معونة من احد فالله هو المعين . ثم همست لنفسي ليت كل العرب تسمع وليت حكوماتنا الرشيده عن انقاسمها ترجع . وطني تحت القيد يقبع والسجان بنا يلهو وبتعذيبنا يستمتع . كنت اتمنى لو استطيع ان اشعل النيران بيهم وباجسادهم المكتنزة من دم  الشعب المقهور . كنت اذكر ان الفصائل كانت كلها واحده تحت راية واحده وتناضل من اجل هدف واحد وقضيتهم واحده . ولا اعتقد ان النصر سيكون حليفنا بعد اليوم لاننا اصبحنا عبيد للكراسي وعبيد لمن كانوا عبيدآ لنا . لقد اصبحنا دومآ راكعين وجباهنا ملوثه بعد ان كانت هاماتنا تعلوا السحاب . ثم عدت لصمتي .
رفعت الطفلة عيونها نحوي ثم سألتني :- ماذا اقول لها ردآ على ما عيرتني به ؟

دموعي سبقت شفتاي بالكلام وقالت لها :-

قولي لهم اننا ولدنا كبار
ولم نكن يومآصغار
قولي لهم عشنا ....وسنموت احرار
قولي لهم اننا رقم صعب
وانهم اصفار
نحن حقيقة غائبة عن اذهانهم
نحن من لعق الدم من اكبادهم
لا نحتمل الذل والعار
ذكريهم بليالي الشتاء
بالاعياد والحكايا
بالافراح والهدايا
كم لعبنا باب الدار
وفنجان قهوه
احتسيناه
والشمس مندسة في مخدعها
معلنة وقت المغيب
فتوارت خلف البحار
باوراق الخريف
المتراكمة تحت الاشجار
وارصفة الشوارع
عند الاسحار
دموع الثكالى
وانات اليتامى
خرجت بانكسار
بالزيت والزعتر
والزيتون والعنبر
ووردة جوريه
شقائق النعمان
وشربة ماء عذبه
من جرة الفخار
كم لعبناحرامي وعسكر
هل غدونا العصابة
وصاروا هم الخنجر
قولي لهم ان الدهر يومان
وان الزمن دوار
وان من فاز يومآ
لا بد يومآله من الانقهار
قولي لهم اننا شوكة في حلوقهم
وان لحمنا اكثر مرارة من الصبار .
سرى القيسي




تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأديبة الرائعة سرى القيسي
فلسطين جرح في قلوبنا لم يندمل بعد
تحياتي و دعواتي