ماذا نريد من الرئيس القادم ؟

ماذا نريد من الرئيس القادم ؟

بقلم : عزت العفيفي


الآن حصحص الحق‏,‏ وحسم المشير السيسي تردده معلنا اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في‏26‏ و‏27‏ مايو المقبل‏,‏ تلك الانتخابات التي تشكل البند الثاني في خارطة المستقبل التي أعلنتها القوات المسلحة في‏3‏ يوليو الماضي‏,‏
وتوافقت عليها القوي الوطنية‏,‏ وتبدو المنافسة محصورة حتي الآن بين السيسي المرشح الأوفر حظا في ضوء تجاوبه مع مطالب الشعب الناقم علي دولة المرشد‏,‏ وفي ظل قبوله التحدي والاستجابة لمطالب الملايين من المصريين بدعوته للترشح‏,‏ وبين حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي وصاحب المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية السابقة‏,‏ وذلك بعد تراجع كل من الفريقين شفيق وعنان وكذلك عبد المنعم أبو الفتوح عن الترشح‏,‏ والتزام حزب النور بعدم الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية‏.‏
ومن المؤكد أن انحسار المنافسة بين السيسي وصباحي لن يمنع ترشح منافسين آخرين أقل وزنا‏,‏ ربما خالد علي‏,‏ وربما بعض الباحثين عن الشهرة والمغامرين‏,‏ مما يعني توقع معركة رئاسية شرسة وقوية‏,‏ لكننا نريدها معركة نظيفة تحرص علي استخدام خطاب سياسي رفيع‏,‏ يجافي الابتذال والإسفاف‏,‏ ويبتعد عن التجريح والإهانات ويحفظ للمنصب السياسي الرفيع وقاره‏.‏
ونوضح بداية أن كرسي الرئاسة لم يعد مغنما أو مصدرا للوجاهة بعدما أطاح الشعب المصري برئيسين خلال أقل من ثلاث سنوات‏,‏ وبعدما استيقظ المارد من القمقم‏,‏ ولم يعد من الميسور قيادته وترويضه دون أن يقتنع بأن الحاكم يعمل من أجل مصالحه ويعدل بين أفراده‏,‏ لا فرق بين من صوت لصالحه ومن صوت لمنافسه وتلك ألف باء الديموقراطية‏.‏


لقد خبر المصريون لسنوات عديدة تجربة الحكم الاستبدادي‏,‏ عندما كان الرئيس يري ما لا يراه شعبه‏,‏ وكانت كل مؤسسات الدولة تسهر علي راحته وكسب رضاه‏,‏ ورضا أسرته وأفراد حاشيته‏,‏ وكان أقرب إلي نصف إله‏,‏ كما عاني المصريون من تجربة اليمين المتأسلم‏,‏ والخلط بين الدين والسياسة علي نحو أضر بنقاء الدين السمح‏,‏ وفرض قواعد مطلقة علي السياسة بالمخالفة لطبيعتها النسبية‏,‏ وكونها سلوكا بشريا يقبل الصواب والخطأ وتقسيم الشعب إلي مع وضد وهو ما هدد السلم الأهلي وأضر بالنسيج الاجتماعي‏.‏
وفي تقديري فإن المهمة ثقيلة جدا علي الرئيس المقبل أيا يكن الفائز بثقة الشعب‏,‏ ويتعين عليه أن يواجه مهمة ثقيلة‏,‏ في مقدمتها أن يكون خادما بالفعل للشعب‏,‏ ومعبرا عن آماله وتطلعاته في غد مشرق ومستقبل مبشر‏,‏ وإعادة اللحمة للشعب المصري‏,‏ وإعادة توحيده علي كلمة سواء علي قاعدة المواطنة والعمل والإنتاج‏,‏ وليس علي قاعدة مع وضد‏.‏


وإذا جاز لي أن ألخص مطالب المصريين من الرئيس المقبل فهي لن تخرج عن الأتي‏:‏

‏1-‏ إيجاد حل لشغب الجماعة الإرهابية‏,‏ والقضاء علي صداعها في الشوارع والجامعات‏,‏ وهو الأمر الذي طال واستطال بأكثر مما يحتمله الاقتصاد المصري‏,‏ ويهدد دولاب العمل في الدولة المصرية‏,‏ وهو أمر ليس سهلا ويحتاج إلي حلول ورؤي ابتكارية دون الركون إلي الحل الأمني وحده‏.‏
‏2-‏ التقدم بمشروع أو مشروعات قومية مدروسة‏,‏ تساعد علي اقتحام مشكلة البطالة واستيعاب طاقة ملايين الشباب المتعطل‏,‏ مما يجعله فريسة سائغة لتجار الدين‏,‏ وسماسرة الإرهاب‏,‏ فليس أخطر علي الأمن القومي المصري من جيوش الشباب العاطلين‏.‏
‏3-‏ القصاص لشهداء ثورتي‏25‏ يناير و‏30‏ يونيو عن طريق تفعيل القانون‏,‏ وعدم التسامح مع كل من تلطخت يداه بالدماء مهما يكن انتماؤه وسواء كان محسوبا علي معسكر الرئيس أو خصومه‏.‏
‏4-‏ مراجعة الخطة الأمنية المطبقة حاليا‏,‏ وتحديث منظومة الأمن بالاعتماد علي التكنولوجيا الحديثة وهو الأمر الذي من شأنه أن يقضي علي كل مظاهر الانفلات الأمني والبلطجة في الشارع المصري التي ارتبطت بثورة‏25‏ يناير وشكلت بقعة سوداء علي ثوبها الأبيض‏.‏
‏5-‏ تأسيس نظام تعليمي جديد ينهض بالعملية التعليمية‏,‏ ويعيد السمعة الطيبة للخريج المصري في الداخل والخارج‏,‏ وخصوصا بعد أن تحول التعليم ما قبل الجامعي إلي المنازل وغزت الدروس الخصوصية الجامعات‏,‏ وتقهقرت مكانة الجامعات المصرية بين الأمم‏.‏

‏6-‏ وضع برامج لتحويل شعارات الثورة‏,‏ عيش حرية‏,‏ عدالة اجتماعية إلي واقع حتي يجني المصريون ثمار ثورتهم التي انطلقت ضد الاستبداد السياسي‏,‏ وزواج السلطة بالمال‏,‏ واستئثار فئة قليلة بالثراء والثروة‏.‏
‏7-‏ وضع سياسة خارجية جديدة لمصر تعيد لها مكانتها في المنطقة والعالم باعتبارها قوة إقليمية صانعة للسلام والاستقرار‏,‏ وركيزة أساسية من ركائز استقرار منطقة الشرق الأوسط‏.‏
‏8-‏ تقديم مقاربة لمعالجة التحدي الذي يمثله سد النهضة الإثيوبي‏,‏ والضغط علي أديس أبابا بكل السبل للتراجع عن الإضرار بحصة مصر في مياه النيل‏,‏ وعدم استبعاد أي خيار لتسوية الأزمة في حال واصلت إثيوبيا عنادها وأفشلت الحلول الدبلوماسية‏.‏
‏9-‏ مراجعة علاقات مصر مع دول العالم في ضوء موقفها من ثورة‏30‏ يونيو وعدم التسامح بشأن القوي التي تدعم الإرهاب الذي يستهدف الشعب المصري‏,‏ سواء بالتمويل أو بالتسليح أو بتوفير الملاذات الآمنة لقياداته أو حتي الدعم المعنوي والإعلامي‏.‏

‏10-‏ التقدم علي طريق إنجاز مصالحة مع قوي الإسلام السياسي‏,‏ وهي المصالحة التي يمكن أن يلعب فيها حزب النور مع الرئيس الفائز دورا مهما‏,‏ في ضوء نجاحه خلال الفترة الماضية في استيعاب قواعد اللعبة السياسية وتبني سياسات عملية وبرجماتية‏,‏ تتلاشي الصدام مع مؤسسات الدولة المصرية‏.‏
ويتعين أن يعلم الجميع أن انتخابات الرئاسة المصرية ليست شأنا مصريا خالصا بقدر ما هي شأن يتداخل فيه اللاعبون المحليون بالدوليين‏,‏ كما أنها ستكون محط أنظار العالم كله قبل الحكم علي نجاح الفترة الانتقالية وإنجاز الاستحقاق الثاني والأهم في خارطة المستقبل‏,‏ ليتبقي لنا الاستحقاق الثالث والأخير‏,‏ أعني الانتخابات البرلمانية‏.‏
ولا يفوتنا التنبيه إلي تصاعد العنف الذي تمارسه الجماعة الإرهابية سواء في الشارع أو الجامعات‏,‏ بغرض إفساد العرس الديمقراطي علي أعدي أعدائها المشير السيسي‏,‏ وهو أمر ينبغي علي حكومة المهندس إبراهيم محلب ألا تسمح به وأن تتصدي بكل قوة وحسم لمثيري الشغب والعنف‏.‏
وأؤكد أن إرادة المصريين التي جسدتها ثورة‏30‏ يونيو أقوي من كيد الجماعة الإرهابية وكل من يدعمها‏,‏ سواء الولايات المتحدة أو تركيا وقطر‏,‏ لأن الشعب المصري قادر علي دفع ضريبة المرحلة من دماء أفراده ثمنا لحلم التحول الديمقراطي واسترجاع الدولة المصرية من الأهل والعشيرة‏.‏

  

العزيزه ياسمين 

يسلموا ايديك عالموضوع الجميل 

اهم شيء في كل بلداننا الامن و الامان 

و تطبيق العداله الاجتماعيه 

 و مكافحة الارهاب على رأس القائمه 

و الله الموفق 

تحياتي

أستاذة ياسمين
طاب صباك
جلّ ما نتمناه نحن كعرب
وخاصة كأحباء لمصر الحبيبة
أن يمنّ الله عليها برئيس
فقيه بأمرها متفقه بمعالم تشعباتها
يخاف المولى ويتقي الله في شعبها
آمل لمصر أم الدنيا
الرفعة وعودة الحياة لكل أهلها
شكراً لك على روعة ما طرحتي
تحياتي وتقديري

الاديب القدير/ حمدى عصام





اسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً
أسعدنى كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافية
لكم خالص إحترامى

الاخت الفاضلة ياسمين الخالد

كل التوفيق لمصر في القادم من الايام

تقبلي مني ارقى التحايا