و أخذت تنسابين في نفسي
كالماء أو كأشعة الشمس
قد كانت الأشياء من حولي
كالثلج ميتة و كالرمس
بعثرتها بيديك لم تدعي
شيئا كما قد كان بالأمس
كتبي و أوراقي و أمتعتي
و جميع من خبّأت في نفسي
ألقيتها للريح عارية
و نبشتها بأصابع خمس
فغضبت ثم رضيت
أي يد كيد الربيع رقيقة اللمس
مرّت على الأضلاع فانتزعت
منها زهور الهم و اليأس
و غسلت روحي من كآبتها
بشقاوة الأطفال في الدرس
بيتي إذا ما جئته ضحكت
حجراته قد صار في عرس
أيقظت غيرتي التي انطفأت
فاستيقظت تقتات من حسّي
فإذا مضيت رجعت مكتئبا
متلمسا في البيت ما ينسي
فهنا مشت كفراشة رقصت
و رمت حقيبتها على كرسي
و هوت لتختلس الذي بيدي
و تعيده لي دونما مس
قالت و قال و قلت ما أحلى
كلماتها في الجهر و الهمس
لكنني أخشى فمعذرة
أخشى الهوى
و أنا بلا ترس
لا لن أعود و لن أمد يدا
لتذوق قطرات من الكأس
كالطير هاب النور منبهرا
فطوى الجناح مطأطأ الرأس
فإذا رجعت إليّ لن تجدي
إلاّ رماد حدائق الأمس
من أجمل ما قرأت بحياتي في المطلق
للشاعر الرائع جدا
د. كيلاني حسن سند
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
