[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]للوهلة الأولى نرى أن الكاتبة بدأت النص بلغة تقريرية
و كأنها تخبره ببيان هام و عليه أن يسمعه و يعيه جيدا
( فقدت القلم حين فقدت مشاعري نحوك ... ضاعت الكلمات
ونفرت مني الحروف )
و كأنها تربط بينه و بين قلمها الذي كان مسخّرا له
ليتغزّل فيه و يبثه الأشواق و المحبة و المشاعر الرقيقة
و ها هي فقدت قلمها حين فقدت حبيبها الجاحد الذي جعلها تصل لمرحلة
لم تكن تحب أبدا أن تصل إليها ذات يوم
حتى الحروف نفرت منها حين حاولت أن تستجديها من أجله
( أشعر بيداي هاتين باردتين )
اليدان اللتان كانتا تمنحه الدفء سرى إليهما البرد
و حرمتا الدفء الذي كان يدب في أوصالهما
و عروقهما و شرايينهما
ذهبت منهما الحياة كلها صارتا كالميتتين
بلا دفء أو محبة
فالحب كان مصدر الحياة لهما و الوجود
( وبقلبي مقفراً قاسياً يخلو من أي عاطفة إتجاهك )
قلبها صار مقفرا كالصحراء القاحلة
صار خاليا من المحبة له و من الحنوّ
و من العواطف و المشاعر التي طالما غمرته
زمانا طويلا أحاله إلى قلب ميت بلا حياة
(حتى عقلي يرفض أن يزودني باي ذكرى أوحسنة واحدة )
حتى العقل يرفض وجوده بحياتها
و يرفض أن يمنحها ذكرى حسنة له
تنسيها عذاباته لها
رفض العقل أن يحتفظ له بأي موقف
حسن يشفع له عندها لتستبقيه بحياتها
(فقد أتخذت قراراً لا رجعة فيه _ الإنسحاب )
ها هي الكاتبة تؤكد له قرارها المسبق
بالرحيل عن عالمه المقيت
و الإنسحاب من حياته للأبد
بقرار لا رجعة فيه
و لا إستئناف
ألقت كلمة (الإنسحاب)
و كأنها تلقي برصاصة في وجهه
(خسرت مني الاحترام والحب حتى النظر صوبك بتُ أرفضه لأن
عيناي تشاطرني القرار)
ثم أوضحت هنا أسباب رفضها له
و كراهيتها له
و إنسحابها من حياته
بعد أن كان كل حياتها
و كل ما لها في الوجود
أنه خسر إحترامها الذي كانت تكنه له
و الحب خسره أيضا
و ترفض عينها حتى أن تنظر إليه
مجرد النظر إليه صار شيئا مكروها
و مرفوضا بعد أن كان نور العين و سرورها
أي أنه صار مفلسا لم يعد يحظ بحبها و بإحترامها
ثم ختمت قراراتها بهذه الكلمات التي أشفت صدرها
( كل شي حولي أصبح يرفضك الماضي .. الحاضر .. و المستقبل
وأنا أرفضك)
كل شيء فيها كان يشتهيه بالماضي
صار يرفضه الآن
كل شيء دون إستثناء
وإمعانا في إرهاقه و جعله يشعر بالمرارة
التي تسبب لها فيها جمعت بين الماضي و الحاضر و المستقبل
الذين كانوا ملتصقين به و متعلقين به إلتصاقا وثيقا
و تعلقا شديدا و إرتباطا متينا
و إختتمت بكلمة
و أنا أرفضك
نص مليئ بالمعاناة و الحنق
و العتاب الذي لا يرجى منه أي رد
لحبيب قاسي لم يقدّر معنى الحب
و لم يستطع أن يحافظ على قلب محبوبته
و لم يعرف كيف يبادلها مشاعرها الصادقة تجاهه
فكان جزاؤه الطرد من جنتها و نعيمها
كان جزاؤه
الكراهية و الحرمان منها للأبد
نص جاء بلغة تقريرية واضحة
و لهجة قاسية و أسلوب حاد
و عبارات موجزة
و تواصل متناسق
هذا النص متكامل رغم قصره
لم يترك شيئا لم يقله
يحمل الألم و الحزن و المعاناة و الغضب
ليلقي بهم في وجه من تسبب فيهم
بكل ثقة و بلا أدنى تردد
و بلا أية رحمة أو شفقة
لأنه لم يرحمها
و لم تجد معه ما قدمته له من محبة و تضحيات
لم يقدرها و هذا هو الجزاء
الإنسحاب و للأبد
الأستاذة الرائعة دوما
نوره الدوسري
نص رائع
يحمل بين طياته الكثير و الكثير
أرجو أن أكون قد قرأته قراءة يستحقها
أبدعت كعادتك
تحياتي و مودتي
بقلم أحلام شحاته
تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
