قراءة في (آخر محاولة للصدق) للأديب الرائع وليد العرف بقلم أحلام شحاته

حين يستبد بنا اليأس من تغيير الواقع المرير
نصاب بحالة من اللامبالاة و الإحباط و العجز
تجعلنا كالموتى على قيد الحياة ، نرى كل ما حولنا
بنظرة قاصرة و رؤية محدودة لا تصل إلى شيء
سوى فراغ و سراب لا يسمن و لا يغني من جوع
و لأن الأديب لا يملك سوى قلمه و أوراقه و أفكاره
يحادثها و كأنها ماثلة أمامه يحاورها ، يستجديها
و يشرح لها أبعاد قضيته التي تنغص عليه حياته


آخر محاولة للصدق
لغتي تتساقط على أوراقي
فرحت أسكب حروفي
وأتهجاها ...حتى العياء
أتعثر بين الكلمات
وأبدأ حواراً مع الصمت
مواويلاً تركتُ عليها بصمتي
وتقاويم ...يتوالد منها الغناء
لغتي تتساقط على أوراقي
ولم أجد من يؤرخني
أو يكتبني ...
أو يقرأني
فرحاً ...
يقودني نحو البكاء
كل صفحاتي ..
غاشيةٌ ...
غارقةٌ بالدماء ..

يبث الأوراق كل ما يريد واصفا لنا الحال

و كأنه يمسك بكاميرا فوتوغرافية تنقل لنا الحدث أولا بأول
حين يمتزج الحرف بالورق تنزف الأوراق حزنا و تتمزق ألما
يا حروفي ...
أعيدي علي عباراتك
ولا تمارسي ضدي
جرائم أهل الأرض
إنتشليني من عواصف الشتاء
إنقذيني من مقصلة اليأس
أعيدي نفسي إلى نفسي
أرجعيني إلي ...
أنا أعرف انكِ سئمت
مشاكل أهل الأرض ..
وأن أبجدياتك العتيقة
باتت تعشق الأحزان
وأن نبراسك أمسى
ضوء خافت ...
في دروب النسيان
وأعرف ...
أنك تتأرجحين
بين الحاضر والماضي
في زمنين ...
توقفت رحلة البحث
يستجدي الكاتب حروفه أن تنصفه و تنقذه مما هو فيه
شارحا لها أسباب ضياع كل شيء جميل من حوله
بعد أن قتل الإنسان ...الإنسان
وبعد أن ضاع الضمير
في زحمة الألوان
وانتهى الفرح ..
وتكسرت موجات الحب والحنان
يا حروفي
إمنحيني ...
آخر محاولة للصدق
فلا وقت لدينا ..
للمجاملة والكذب
أقسم بالله ...
أني سأصارحك
مطالبا لها بالمصارحة و المكاشفة بعيدا
عن النفاق و المداهنة في مواجهة صادقة و صادمة
تعالي لنتصالح ونفسر
تلك القسوة وذاك النفور
في يوم من الأيام ..
رحل موسم الحب عنا
ولم يعد ..
دار صراع بين الظنون والأفكار
وكانت نشوة الغرور تخنق المشاعر
ضجيج يروم بالقفار
حبنا فرمته المجازر
وإشتياقنا ..
قتل على مذبح الإنتظار
فصارت الدماء لهيباً
خبر عاجل
في نشرات الأخبار
غابت السمش ...
عن النهار
ضللنا الطريق
إنتظرنا نجمة تضيء ولم تأتي
فتاه الليل بالعتم
وأسدل على ضمائرنا الستار
فأخذت الرياح تعصف بنا
وبتنا في زورق
وسط الإعصار
ننتظر أن تدركنا رحمة السماء
وتنقذنا من هذا الجنون
ومن هذا الدوار
يا حروفي .....
هذه قصتنا باختصار
فاكتبينا ما شئت
وكويننا ماشئت
وجعاً وموتا
صقيع ونار
ولتكن الكلمات حزناً
على شرفة الإحتضار
مطالبا إياها بأن تتولى هي حل تلك المعضلة
التي عجز عن حلّها لعلها تجد طريقة
للخروج من عنق الزجاجة و من هذا المأزق
أملا في شعاع أمل أو ثمة ضوء ينيرعتمة الليل البهيم
هذا تفويض صريح و توكيل مفتوح و دعوة لحروفه
بأن تكون على قدر الموقف الصعب الذي ينتابه
و يجعله في مهب الريح و في عرض البحر دون شراع ،
معطيات لكل العوامل التي أدت إلى ما صرنا عليه
و مبررات و تطورات تدريجية و لحروفه حرية الإختيار
أديبنا الرائع دوما أستاذ

وليد العرف
في آخر محاولة للصدق
أبدعت في جعلنا نشاركك الهموم و المسئولية

في حل المعضلة التي نعيش فيها جميعا
ما أروع حوارك مع حروفك و ما أجمل
ذلك التناسق البديع في سرد الأحداث المتتالية
التي تراكمت فأدت إلى ما نحن فيه الآن من تشرذم
و ضياع كأمة عربية كانت تتحاكى بها الأمم
أسلوب رصين و فكرتك ثابتة قبضت عليها بإحكام
و شرحتها بكل إنسيابية و عمق و أمانة و صدق
حديث يمزج بين العقل و القلب في توازن جميل
تعايشنا مع النص بكل لحظاته و بأزمانه

الحاضر و الماضي و تلك المقارنة العادلة

سلم القلم و راعيه

النص هنا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تحياتي و دعواتي

بقلم أحلام شحاته

حصريا إشتياق

حبيبتي احلام

جميل جدا  .... ما قدمته من قراءة رائعه لرائعه اديبنا وليد العرف 

عاشت الايادي و القلم 

و دام عطاءك السخي 

تحياتي

باسند كتب:

حبيبتي احلام

جميل جدا  .... ما قدمته من قراءة رائعه لرائعه اديبنا وليد العرف 

عاشت الايادي و القلم 

و دام عطاءك السخي 

تحياتي

صديقتي الغاليه

باسند

ربنا يسعدك

مرورك جدا يسعدني

كما سعدت أن القراءة أعجبتك

محمد فرج كتب:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستا الفاضل

محمد فرج

بارك الله فيك

ايمان الساكت كتب:

ا/ احلام


سلمتي على قرائتك الرائعه

لنص من نصوص الاديب القدير/ وليد العرف


ومع اخر محاوله للصدق

 عشنا معكِ ومع تحليل قلمك الرائع

 الذي اخرج لنا تفاصيل وجماليات النص

 دمتي بهذا العطاء المستفيض

  ارق التحايا

تسلمي أستاذة

إيمان الساكت

سعدت أن قراءتي أعجبتك


مرورك أسعدني جدا حبيبتي

تحياتي و مودتي

وليد العرف كتب:

الأديبة القديرة الأستاذة الرائعة أحلام شحاتة
بداية أشكركِ جزيل الشكر وأرفع لكِ القبعة
على قرائتكِ الرائعة ..
حيث أنكِ أضفتِ سرداً فنياِ في التعريف الشامل والواسع
لما تحتويه السطور .. من خلال قرائتكِ المتأنية
وتوغلت إلى تلافيف الكلام بكل سلاسة
بنص جميل أضاف إلى سطوري كل ما هو منسجم
ومتطابق مع واقعية الإحساس ..
أبدعت واجدتِ ... تقبلي احر التحيات وخالص التقدير

أديبنا الرائع دوما أستاذ

وليد العرف

سعدت جدا أن قراءتي البسيطة أعجبتك

و أتمنى أن أكون دوما عند حسن ظنك

تمنياتي لك بدوام التوفيق و النجاح في كل مجالات الحياة

تحياتي و دعواتي