من كل بستان زهرة

ذكر عبد الرحمن الجبرتى فى (عجائب الآثار )
أن واقعة وقعت فى شهر جمادى الأول من عام 1191هـ
أن بعض الأوقاف الخاصة بطلبة العِلم بالأزهر الشريف كانت هدف اعتداء أحد الأمراء الكبار فاضطر شيخهم برفع الأمر إلى القضاء، وقام القضاء بانصافهم ولكن عز على الأمير الظالم الامتثال لأمر القضاء فقام بحبس شيخهم جزاء مطالبته بالحق، وأودعه السجن، فهرع الطلاب إلى الشيخ أحمد الدردير العالم الورع وشيخ شيوخ المالكية فى عصره ، فأرسل الشيخ رسالة إلى الأمير يطلب فيها إطلاق سراح الرجل وردّ الحقوق، فهاج الأمير وماج وأمر بالقبض على الطالبين أيضاً وأودعهم السجن .
وذكر عبد الرحمن الجبرتى:
كيف أن بمجرد وصول الخبر إلى الشيخ أحمد الدردير وأهل الجامع فاجتمعوا فى الصباح وأبطلوا الآذان، والدروس والصلوات وأوصدوا أبواب الجامع ، وجلس المشايخ بالقبلة القديمة، وصعد الصغار على المنارات يكثرون الصياح والدعاء، وأغلق أهل الأسواق متاجرهم .
فاضطر الأمراء أن يحسموا الشر، حينما رأوا علماء الأزهر يلتفون حول الشيخ ويقودون حركة مقاومة ناجحة .
وهكذا كتب الدردير المالكى صفحة مشرقة دون استخذاء أو نكوص حينما كان أهل الأزهر يغضبون أشد الغضب ( فى أمور الله) لا لمنفعتهم الخاصة .