السماح بأكل اللحم والوصايا السبع لأبناء نوح
[size=32]السماح بأكل اللحم والوصايا السبع لأبناء نوح [/size]
[size=32]﴿وَبَارَكَ اللهُ نُوحاً وَأَبْنَاءَهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ... وَلْيَكُنْ كُلُّ حَيٍّ مُتَحَرِّكٍ طَعَاماً لَكُمْ، فَتَأْكُلُونَ كُلَّ شَيْءٍ كَمَا تَأْكُلُونَ الْبُقُولَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمُ﴾ (سفر التكوين ٩، ١ و٣). [/size]
[size=32]بهذه البركة سمح الله نوح وأحفاده بأن يذبحوا الحيوانات ليأكلوها، وهذا بإختلاف الأجيال التي سبقت الطوفان، التي لم تأكل اللحم. ومع السماح بأكل اللحم، قال سبحانه: وَلَكِنْ لاَ تَأْكُلُوا لَحْماً بِدَمِهِ . [/size]
[size=32]﴿وَأُطَالِبُ أَنَا بِدَمِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أُطَالِبُ بِهِ، وَمِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَيْضاً أُطَالِبُ الأَخَ بِنَفْسِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ .فَسَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِسَفْكِ دَمِهِ لأَنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ﴾ (سفر التكوين ٩، ٤-٦). [/size]
[size=32]ومن هذه الآيات تم إستخلاص سبعة وصايا أساسية لأحفاد نوح (التلمود البابلي، سنهدرين ٥٦أ) وهي:[/size]
- اقتباس :
[size=32]١ - الواجب لإنشاء محاكم العدل.
٢ - حظر التجديف.
٣ - حظر الوثنية.
٤ - حظر سفاح المحارم.
٥ - حظر سفك الدماء.
٦ - حظر السرقة.
٧ - حظر أكل اللحمة المقطوعة من الحيوان الحي.
[/size]
[size=32]وحسب المصادر اليهودية، تشكل هذه الوصايا ما يمكن تسميته القوانين الطبيعية، وهي حيوية وضرورية لوجود المجتمع البشري السليم . فتضمن الإستقرار الاجتماعي، وتوفر المعاييرللتوحيد التي يمكن أن يتمسك بها كل الفرد. كما توفر قدرا من القداسة في مجالات الحياة المختلفة. ومن خلال مراعاة هذه الوصايا، يمكن للبشر كله أن يحقق التقدم الحضاري والكمال الروحي.
[/size]
[size=32]الختام
أصبح نوح أب البشرية بعد ما قرر الله أن يمحو جميع سكان الارض بسبب فسادهم. واستحق نوح ذلك لأنه بقي بمنأى من شر جيله وتشبث بالله ضامناً بذلك بقاء الجنس البشري. ونوح هو مثال للشجاعة، والطاعة، والصلاح، والإخلاص، و المسؤولية الفردية. واستمر في تنفيذ مهمته على الرغم من سخرية معاصريه، وعمل ببطء ببناء الفلك لإعطاءهم الفرصة للتوبة وإنقاذ انفسهم. ورعى نوح الحيوانات في الفلك بتفاني. واخترع الأدوات الزراعية لتحسين انتاج الأرض وتسهيل حياة العباد .
[/size]
[size=32]قيل في التوراة: ﴿وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ نُوحٍ﴾ (سفر التكوين ٦، ٩)، لكن بدلا من أن تشير إلى ذريته مباشراً، تشيد التوراة نوح أولاً، بقولها إن نُوح كان إنساناً صَالِحاً كَامِلاً فِي زَمَانِهِ. وعبرة هذه الآية أن أهم "الذرية" لصالحين تتكون من حسناتهم (تفسير عن سفر التكوين ٦، ٩ للحاخام شلومو إسحقي). ذلك أن المواليد ينبعون من المشاركة بين الإنسان والله، والله هو الشريك الرئيسي، لكن الحسنات تنبع من الإنسان وحده، وتحول قدراته إلى الإنجازات الحقيقية. وجسد نوح هذه العبرة في حياته (تفسير الحاخام يهوذا لوي بن بصلئل ١٥٢٠-١٦٠٩ م عن تفسير الحاخام سليمان بن إسحاق).
[/size]
[size=32]وكان نوح أول وآخر من تقول التوراة إنه صَالِح كَامِل. وترد رواية نوح ومعاقبة جيل الطوفان في بداية التوراة ليمهد الطريق لجميع الأجيال ليصعدوا إلى مستوى الصلاح الشخصي من خلال التفاني المطلق أمام الله كما فعل نوح.[/size]
[size=32]ويذكر اليهود استقامة وصلاح نوح في صلواتهم في رأس السنة، عندما يحكم الله عليهم وعلى كل العالم حسب عقيدة بني إسرائيل، وهم يصلون من أجل رحمة الله: "أنت (الله سبحانه وتعالى) تذكرت نوح بالحب وتذكرته فيما يتعلق بالخلاص والرحمة عندما جئت بمياه الطوفان لتدمير كل بشر حي بسبب شر أعمالهم..." وبذكرهم حب الله لنوح، يتذكرون أن الله يريد ما يطيب للإنسان، ويستمدون من ذلك القوة ليتوبوا إلى الله، ويعرفون أن الله ﴿لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا﴾ (النبي حزقيال ٣٣: ١١).[/size]
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
