"مهووسون في السلطة" يكشف الأمراض النفسية للحكام العرب

"مهووسون في السلطة" يكشف الأمراض النفسية للحكام العرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يصعب تحليل مواقف الحكام العرب بعيدًا عن حالاتهم النفسية ومشاكلهم المرضية، وفي المشهد الآني كثير من الدلالات التي تشير إلى أن المشوهين نفسيًّا يسيئون اتخاذ القرار، ومن هنا تكمن أهمية ذلك الكتاب الذي صدر في أمريكا، وتم ترجمته مؤخرًا في بيروت، وحمل عنوان “,”مهوسون في السلطة“,”.
إن الكاتبة الأمريكية موريال ميراك فايسباغ تحاول في كتابها «مهووسون في السلطة» الذي صدرت طبعته العربية عن دار المطبوعات في بيروت، قراءة الأمراض والعقد النفسية التي يعاني منها الحكام العرب في السلطة.
والسيدة موريال فايسباغ عضو بمجلس تحرير مجلة «إكسكيوتيف إنتيليجينس ريفيو» التي تصدر في الولايات المتحدة، وعضو مجلس أمناء معهد «شيلر» للبحوث السياسية ومقره فرانكفورت، وعضو مؤسس في حركة «لاروش» للسلام ومقرها واشنطن، وقد تخصصت خلال الـ15 عامًا الماضية في دراسة شئون العالمين العربي والإسلامي، ونشرت عنها العديد من الدراسات.
في مصر، ليبيا، وتونس، واليمن، وسوريا، وغيرها من الدول التي شهدت أنظمة فاشية كانت الأمراض النفسية هي الحاكمة لتلك البلدان، إن فايسباغ تعيد قراءة شخصيات حسني مبارك، ومعمر القذافي، وزين العابدين بن علي، وعلي عبد الله صالح، لتعرف كيف أثرت حوادث ومشاهد تعرضوا لها في طفولتهم في تكوين شخصياتهم المستبدة والمهووسة.
وتكشف الكاتبة الأمريكية «اعتمادًا على طب النفس» أن الرئيس حسني مبارك كان يعانى من حالة تسمى «الادعاء الارتكاسي بالموت» وفيها يلجأ المريض للهروب من الواقع كأنه غير واقع، والعزلة النسبية، وقد ظهر ذلك واضحا في الأيام الأولى لمظاهرات يناير 2011، عندما لجأ مبارك إلى شاطئه المحبب في شرم الشيخ ليقضي تلك الأيام قبل أن يظهر متأخرًا ليقول إنه «سيسرع في محاصرة البطالة، وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفقر» متجاهلاً في ذلك أن الشعب لا يطالب بالاصلاحات ذاتها وإنما يطالب باستقالته، ثم أظهر مبارك «الادعاء الارتكاسي بالموت» مرة أخرى عندما انسحب من المشهد لفترة تسعة أيام كاملة.
ويحلل علم النفس الخطاب الأخير لمبارك ليشير إلى أن إصراره على البقاء في السلطة أمر لا يتعلق بـ«حسني مبارك نفسه وإنما بمصر» وهو في نظرها عارض من عوارض الهيستيريا عندما يتصور بقاء الدولة مرهونًا ببقائه، ثم يؤكد قوله «أثق أن الأغلبية العظمى من الشعب المصري تعرف من هو حسني مبارك» على انفصاله التام عن الواقع، وإنكاره لما يحدث كأنه لا يحدث.
ويشخص كتاب «مهووسون في السلطة» المشاكل النفسية للرئيس مبارك، فيشير إلى أنه ورث من سلفه النرجسية الملتصقة بأي حاكم لمصر باعتبارها دولة للفراعنة، وما يؤكده أن الرؤساء الثلاثة لمصر كانوا معجبين بشخصية رمسيس الثاني الذي عاش حتى التاسعة والتسعين من عمره وحكم لـ66 عامًا، وتشير الكاتبة الى أن كثيرًا من العُقد ولدت لدى مبارك منذ طفولته؛ لأن عائلته عاشت في فقر مدقع، وقد اتضح ذلك في خجله من والده، فلم يتحدث عنه مطلقًا أو عن عمله الذي كان حاجبًا في محكمة، ويبدو أن خجل مبارك من أصوله دفعه إلى قطع أية علاقة بعائلته الكبرى في كفر المصيلحة بالمنوفية؛ حتى إنه لم يعد لقريته يومًا للمشاركة في الأفراح والأحزان، ولم يزر يومًا قبر والده.
وفي المدرسة الابتدائية عرف مبارك بـ«الكذاب» بين زملائه نظرًا لخياله الواسع في ابتكار البطولات، ثم عرف في المدرسة الثانوية بـ«حسني الخباصة» نظرًا لاشتهاره بالإيقاع بين زملائه عن طريق نقل الدسائس والنمائم، وعندما التحق مبارك بالقوات المسلحة ظلت صفة التجسس على الزملاء والرفقاء والإبلاغ عنهم لرؤسائه.
وتلاحظ فايسباغ أن مبارك كان متنائيًا عن شعبه بشكل كبير حتى إنه كان يعتمد في خطاباته كلها على نصوص مكتوبة، وكان عندما يتحدث خارج النص يفاجئ مستمعيه بأسلوب فظ وسوقي في الحديث، وقد شاع أن مبارك لا يعتقد بوفاته، مستشهدًا بطول أعمار كثير من أقاربه، وهو ما منحه شعورًا أقرب لليقين بأفضليته وعظمة بقائه على عرش مصر.
وفي ذلك الإطار كان المصريون يتداولون نكتة خيالية حول شعور الرجل بديمومة حكمه مفادها أن الله سبحانه وتعالى استدعى مبارك وأوباما وبوتين وأخبرهم أن يخبروا شعوبهم أن يوم القيامة سيكون في الغد، فذهب بوتين لشعبه وقال لهم إن لديه خبرين سيئين أولهما أن الله موجود، وهو ما يعني أن كل ما يؤمنون به كان باطلاً، والثاني أن العالم سينتهي في الغد، أما أوباما فقد قال لشعبه إن لديه خبرين أحدهما سار والآخر سيئ، أما السار فهو أن الله موجود، والسيئ أن العالم سينتهى في الغد، وبالنسبة لمبارك فقد قال لشعبه إن لديه خبرين جيدين أولهما أنه التقى الله، والثاني أنه سيحكم مصر حتى القيامة.
وفي تونس لم يكن المريض النفسي هو الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وإنما كانت زوجته ليلى الطرابلسي المتطلعة لحياة الثراء والترف، وكان حبه الشديد لها عاملاً في استجابة الدولة جميعها لجنونها وعبثها، وقد دخلت ليلى الطرابلسي كشريكة رئيسية في مختلف المشروعات المقامة داخل تونس، ما حولها من دولة إلى شركة خاصة، وقد عكس تصاعد الفساد المالي داخل تونس ضعف شخصية بن علي، وانقياده التام لرغبات زوجته غير المشروعة، ويعكس خطابه إلى الشعب بعد اندلاع الاحتجاجات في محاولة متأخرة للاقتراب من شعبه؛ حيث تحدث فيه باللغة العامية لأول مرة منذ توليه الرئاسة.
وتعود فايسباغ لتفاصيل خطابات معمر القذافي خلال ثورة ليبيا لتكشف كيف كان الرجل مصابًا بجنون حقيقي، فهو قد تحول من ضابط وطني إلى رئيس دولة ثم إلى زعيم سياسي ثم منظر وأديب ومفكر لا يتكرر، وفي رأيها فقد كان يعاني من درجة متطرفة من النرجسية دفعته للاعتقاد بالفعل أن شعبه يحبه، وأنه سينتصر على كافة القوى الغربية، وأن هناك مؤامرات حقيقية تحدث ضده، وكان من الواضح أن الرجل يعاني من حب مفرط للذات دفعه لاختيار عدة ألقاب مثل ملك ملوك إفريقيا، وعميد الملوك والرؤساء العرب، وإمام المسلمين.
وتحلل الكاتبة لجوء القذافي إلى استخدام ألوان عديدة مبهرجة وتغيير ملابسه عدة مرات في، اليوم، بمعاناته من شعور متضخم للذات، وقد يلجأ مثل هذا الشخص إلى كثرة وصف معارضيه وأعدائه بأوصاف لا تليق أو كلمات نابية مثلما قال عن المتظاهرين إنهم «أبناء زنى»، و«جرذان»، و«متعاطو حبوب هلوسة»، و«خونة»، و«قطاع طرق».
حتى معظم تصرفات القذافي لم تكن تتسم بالتعقل والسياسة، فيومًا ما استدعى قائد غواصة مصرية كانت في المياه الإقليمية الليبية وأمره بإطلاق طوربيد لإغراق السفينة الأمريكية «كوين إليزابيث»، وامتنع القائد المصري، ويومًا آخر طلب من سفيره في لندن تدبير عملية لاغتيال الملك حسين، ومرة أخرى حاول اغتيال السفير الأمريكي بالقاهرة.
وتصل درجة جنون العظمة بالقذافي أنه يعتبر الكتاب الأخضر بالكتاب الثاني بعد القرآن الكريم، وأنه يحتوي على الحقيقة المرتبطة بالإنسان والمجتمع، وقد خصص الرجل الموارد اللوجيستية للدولة لنشر وتدريس الكتاب الأخضر الذي لم يكن سوى تجميعات للاشتراكية والأفكار الأفلاطونية غير الواقعية.
أما شخصية علي عبد الله صالح فيغلب عليها في رأي المؤلفة الاضطراب الذهني، والتردد الشديد، والانقلاب يمينًا ويسارًا، وتكرار التراجع، والتحول من رأي إلى آخر.
ولا تنسى الكاتبة الأمريكية أن تتناول بالتحليل النفسي شخصية الرئيس جورج بوش الابن لتصفها بالسادية، مسجلة عليه إصراره على حضور عمليات إعدام بنفسه، واستخدامه لمصطلحات دينية في حروبه الخارجية، وجنوحه لتقسيم العالم إلى معسكر خير ومعسكر شر، وقالت: إن وفاة شقيقته الصغرى خلال فترة مراهقته كانت سببًا مباشرًا في تكريس القسوة في نفسيته.

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا للموضوع الجميل دكتورنا الغالي

تقبل تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أستاذتنا الرائعة المبدعة المتميزة@باسند
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أستاذي الكريم وأخي الحبيب الفاضل الأكرم@"المهندس محمد فرج"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دكتور خليل

مشكور على موضوعك القيم

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أستاذتنا الرائعة المبدعة المتميزة@"إيمان الساكت"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تحليل منطقي
سلمت الايادي
شكرا عالطرح
لاعدمنا جيددك

________________________________________________________________________

التوقيع

____[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]_
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أستاذتنا الرائعة المبدعة المتميزة@احاسيس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» ميثولوجيا العرب القدماء ... آلهه العرب !!
» الأمراض النفسية للمشاهير
» نماذج مختصرة عن الأمراض النفسية
» هل قادت الأمراض النفسية هؤلاء لتغيير تاريخ العالم؟
» مميزات تقنية الفيديو للحكام في مونديال روسيا 2018