سقطت بغداد وسقط الحياء من وجوه ممن يحكموا العراق
بقلم الدكتور خليل البدوي
بعد سقوط بغداد وزوال الحكم السابق فيها ودخول العراق في مرحلة جديدة وتولي الحكم من قبل أناس وصلوا بغفلة من التاريخ
الى عرش القرار والتصرف بمقدرات وخيرات واموال البلد فحصل ما لايحمد عقباه وكأن الأمر اشبه بفريسة وقعت بين ايادي ضباع
فكلا منهم ينهب ويسلب ويقتل من موقعه لذا حصلت الكثير من الانتهاكات خلال سني حكمهم ومنها السرقات والصفقات الوهمية و صفقات
الاسلحة المشبوهة في كل مفاصل الدولة وآخرها وليست الأخيرة صفقة الاسلحة الروسية والتي اصبحت في طيات النسيان
هذه السرقات والانتهاكات حصلت من قبل رجالات الحكومة بلا رادع او رقيب ولا يوجد نهي او ادانة او تبويخ من الذين حشدوا الحشود
واصدروا الفتاوى من اجل انتخابهم وايصالهم الى هذه المواقع والأماكن التي احرقوا فيها الاخضر واليابس وزرعوا الفتن والفوضى بين نسيج الشعب
العراقي وهاهم اليوم يلوحون بورقة الطائفية والتقسيم وتصدير الأزمات من اجل تغطية تلك السرقات والهفوات خلال هذه السنوات التي خانوا بها البلد..
أما القضاء فموقفه موقف ضعيف ومتفرج ولم نسمع يوما ان احد هؤلاء الفاسدين قد مثل امام القضاء لينال عقابه..
أقول هذا في الوقت الذي أصدرت فيه محكمة عراقية، قبل يومين حكما بالسجن لمدة عام واحدعلى طفل عمره ثماني سنوات بتهمة
سرقة أربع علب "مناديل"، فقد حكم قاضي محكمة السماوة في محافظة المثنى العراقية، على الطفل (م.و) لمدة عام واحد على خلفية
سرقته أربع علب مناديل ورقية، وتم إيداعه في سجن الخناق المركزي للمدينة، بحسب مواقع عراقية.
وبحسب خبراء في القانون العراقي، فإن قانون الأحداث رقم 76 لسنة 1983، نص على أن الطفل الذي لا يتجاوز عمره
التسع سنوات معفي جزائيا، ولا يودع في السجن لأن ذلك يخالف القانون، وإنما يسلم إلى ذويه ويؤخذ تعهد منهم بتصحيح سلوكه.
يقول المتحمسون للعفو الذي اقره مجلس النواب العراقي اليوم الخميس ان البلاد لن يضيرها شيء اذا شمل اي عفو شخصا،
فاسدا محكوما، او فاسدا لا يزال طليقا، فالفاسدون كثيرون، ومنذ عشرات السنين، ونحن نتحدث عن الفساد، ولا نرى فاسدين، وعندما تزكم رائحة فساد
احدهم الأنوف، تخرج الاصوات المدافعة عنه، اعطونا دليلا، وكأن الفاسد غبي بطبعه ليترك دليلا وراءه.
ومن ضحايا ممن كشفوا الفساد الدكتور خالد العبيدي وزير الدفاع الذي تكالب عليه الفاسدون والمنافقون ليصوتوا على اقالته اليوم وكأنهم بهذا يوجهون
رسالة لكل من يحاول كشف الفساد فانه سيلاقي نفس مصير العبيدي أو أكثر (وهذه أو أكثر) لها معنى في قلب الشاعر.
كفانا الله وكفاكم شر (المعنى في قلب الشاعر)!!
________________________________________________________________________
التوقيع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
