قصة الاسراء والمعراج كاملة
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد العام الذي عرف بعام الحزن والذي توفى فيه الله عز وجل أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، وعم النبي أبو طالب الذي كان يحميه من قريش، أراد الله تعالى أن يسري بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم زمن من الليل بجسده وروحه من المسجد الحرام "مكة" الى المسجد الأقصى بيت المقدس" ليريه من آياته الكبرى حتى يملأ قلبه بالطمأنينة ويزيد من ثقته بربه عز وجل فأكرمه برحلة الاسراء والمعراج. فما الاسراء وما المعراج وما قصتهما ولما سميا بهذا الاسم؟
قصة الاسراء والمعراج بالتفصيلقال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" أسري يعني مشى به في الليل، وذكر الله سبحانه وتعالى المعراج ايضا لما قال سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى"
يعني جبريل
"عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى اذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى"
وبالتالي، فالله سبحانه وتعال قد ذكر الاسراء في سورة الاسراء، والمعراج في سورة النجم. اذن كلاهما مذكوران في القران الكريم، بل اجمعت الامة الاسلامية ان الاسراء والمعراج حق وأنها معجزة صدق، وقعت للنبي صلى الله عليه واله وسلم.
كان عليه الصلاة و السلام نائما في الليل, فجأتا فاذا بجبريل يأتي اليه صلى الله عليه و سلم و معه دابة تسمى البراق, هذه الدابة اكبر من الحمار و اصغر من البغل, سريعة جدا تتمثل في كونها تضع قدمها خطوة واحة في اخر نقطة تراها, فحمل جبريل النبي صلى الله عليه و سلم على البراق و اسرى به الى المسجد الأقصى كما جاء في سورة الاسراء.
فصلى عليه الصلاة و السلام في بقايا المسجد الاقصى الذي يسميه اليهود اليوم حائط المبكى و نحن نسميه بحائط البراق لان النبي صلى الله عليه وسلم قد ربط البراق بحلقة من حلقاته.
وفيه صلى النبي صلىالله عليه وسلم بالانبياء ثم جاء اليه جبريل عليه السلام باناءين احدهما فيه خمر و الاخر فيه لبن حتى يختار النبي بينهما, فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم الاناء الذي به لبن فشرب, فقال جبريل: "هديت الى الفطرة" بمعنى التوحيد و طاعة الله عز و جل.
بعد ذلك ركب صلى الله عليه وسلم على البراق وصعد به جبريل الى السماء، فجيء به الى السماء الاولى فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء الاولى له.
فصعد الرسول صلى الله عليه وسلم الى السماء الأولى ورئى آدم عليه السلام، فقال جبريل هذا أبوك ادم فسلم عليه فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادم: "مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح"،
ثم صعدا الى السماء الثانية فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء الثانية له.
في السماء الثانية رأى صلى الله عليه وسلم يحيا وعيسى ابنا خالة، فقيل له هذان يحيا وعيسى فسلم عليهما، فسلم عليهما فردا عليه السلام وقالا: "مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح".
ثم انتقلا الى السماء الثالثة فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء الثالثة له.
وفيها رأى نبيا وقيل له هذا يوسف فسلم عليه، فسلم النبي صلى الله عليه وسلم على يوسف فقال يوسف: "مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح".
ثم صعدا الى السماء الرابعة فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء الرابعة له.
في السماء الرابعة وجد ادريس عليه السلام فقيل سلم عليه هذا ادريس فسلم عليه وقال ادريس: "مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح"
ثم صعدا الى السماء الخامسة فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء الخامسة له.
وفيها قيل له سلم على هذا فاذا هو هارون عليه السلام فقال: "السلام عليك" فرد عليه السلام وقال: "مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح"
ثم صعدا الى السماء السادسة فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء السادسة له.
السماء السادسة وجد صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام فقيل سلم على موسى فرد عليه موسى السلام وقال: "مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح" ثم مضى صلى الله عليه وسلم فبكى موسى، قيل لموسى: "ما يبكيك؟" قال: "ابكي لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من امته أكثر مما يدخلها من امتي" ثم جاوزه النبي صلى الله عليه وسلم.
فوصل السماء السابعة فاستفتح جبريل، قيل: "من؟" قال: "هذا جبريل" قيل: "من معك؟" قال: "معي محمد" قيل: "أوقد أرسل اليه؟" قال: "نعم" ففتحت السماء السابعة له.
فاذا ابراهيم عليه السلام فقيل هذا أبوك ابراهيم فسلم عليه فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إبراهيم: "مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح".
صعد النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فوق السماء السابعة وقد اقترب من العرش فقال صلى الله عليه وسلم: "فوصلت الى موطن سمعت فيه صنيف الأقلام" يعني صوت الاقلام التي تكتب مقادير العباد لم يبلغ هذا الموطن قبله ملك مقرب ولا نبي مرسل قبله.
كل هذه الرحلة الطويلة من اجل شيء واحد قال الله تعالى فرضت عليك الصلاة، كم؟ فرضت عليك خمسين صلاة في اليوم والليلة.
فرجع النبي صلى الله عليه وسلم من عند رب العزة وجل فمر بموسى، قال موسى: "بما امرك ربك؟" قال: "فرض علي خمسين صلاة في اليوم و الليلة" قال لا ان امتك لا تطيق ذلك انا جربت بني اسرائيل و جربت الناس قبلك ... ارجع الى ربك فاسأله التخفيف.
فرجع النبي صلى الله عليه و سلم الى ربه و سأله ان يخفف عنه فوضع الله عنه عشرا فصارت الصلوات اربعين.
فرجع صلى الله عليه و سلم و مر بموسى فقال له: "كم فرض عليك ربك" قال: "فرض علي اربعين صلاة" قال: "ان امتك لا تطيق ذلك" فرجع النبي صلى الله عليه و سلم ... فبقي الامر على هذا النحو بين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و موسى عليه السلام حتى اصبحت الصلوان خمس.
عندها مر الرسول صلى الله عليه و سلم بموسى فقال موسى عليه السلام: "كم فرض عليك ربك؟" قال: "خمس" قال: "ان أمتك لا تطيق ذلك ارجع الى ربك واسأله التخفيف" ربك رحيم فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت ربي حتى استحييت".
فلمى مضى النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قد امضيت فريضتي وخففت على عبادي وقال الله تعالى هي خمس وهي خمسون بمعنى أنك عندما تصلي صلاة واحدة فهي توافق عشر صلوات اي صلي الصلاة مرة واحدة ونحن نضربها لك في عشر.
فاذا فرطت في الصلاة فبلا شك قد اثمت.
رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الاسراء والمعراج. فأصبح ودعي الناس وقال: "ايها الناس إني البارحة قد أسرى بي الى المسجد الأقصى" تضاحكت قريش وقالوا: "بالله هل نجمع لك الناس تقول لهم هذا الكلام؟" قال: "اجمعوهم" فجمعوا الناس فقالوا: "ما عندك من خبر؟" قال: "إني البارحة قد أسرى بي الى المسجد الأقصى" فقال بعضهم الان تأكدنا أنه مجنون وكذاب، معقول؟ الناس يذهبون الى المسجد الاقصى ويقضون ثلاث أشهر حتى يصلوا اليه وانت في خلال ليلة واحدة؟؟
وأما بعض الناس فصدقوه كأبي بكر رضي الله عنه لذلك سمي بابي بكر الصديق، ومنهم من كان قد أسلم، بعد ما سمع ذلك ارتد عن الدين.
قريش ارادت ان تحرج الرسول صلى الله عليه وسلم فسألوه ان يصف لهم المسجد الأقصى لكون ان فيهم من سافر اليه ورآه.
النبي صلى الله عليه وسلم المشكلة هو انه رآه في الليل، زد على ذلك أنه لم يكن يعلم انه سيسأل عن تفاصيله كما انه لم يدقق فيه وانما فقط صلى بالأنبياء ثم صعد مع جبريل. قالوا: "صف لنا المسجد الأقصى" فرفع الله تعالى له صورة المسجد الاقصى فجعلوا يسألونه بالدقة الجدار الفلاني فيصفه لهم، فقال له أحدهم: "انا قد اضعت ناقة لي فاين هي؟" قال صلى الله عليه و سلم: "قد حبستها شجرة بخطامها في الواد الفلاني" فذهبوا فرأوها, ثم قال صلى الله عليه و سلم: "ثم رأيت فلانا و فلانا و فلانا ..." بعض الناس الذين ذهبوا رآهم الرسول صلى الله عليه و سلم و هم عائدين فقال عليه الصلاة و السلام: "انهم بعد ثلاث ليال سوف يصلون اليكم" و فعلا بعد ثلاثة ايام وصل اولئك الى مكة.
النبي صلى الله عليه و سلم نعلم انه قد صعد به الى السماء جسدا و روحا لم يصعد به صلى الله عليه وسلم روحا فقط وجسده باق في الارض انما صعد به جسدا و روحا.
فاذا قلنا انه صلى الله عليه و سلم صعد به روحا فقط, فهذا لا فرق بينه و بين غيره اي ليست بمعجزة. فأنت اخي الكريم ممكن ان تنام وروحك ترحل الى مقرب لك في بلاد آخر بعيد منك وتجلس معه وتتعذى معه وترجع في الصباح وتقول: "انا أمس كنت مع فلان" فتقول: "والله انا البارحة تغذية مع فلان" فيقولون "كيف؟" واذ فعلا روحك قد ذهبت اليه ونحن لا نعلم ماهي الروح عموما.
والله أعلى وأعلم
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
