[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أ - ب الحرية ،،
إذا كنت رجلاً خرافياً مثل السندباد البحري ..
تعيش وحدك في جزائر واق الواق ..
فإن حريتك لن تكون مشكلة .. سوف تكون وحدك ..
لن يكون هناك صوت إلى جوار صوتك .. و لا حرية تزاحم حريتك ..
وحدك ،، مثل الحصان الذي يجري في حلبة السباق منفرداً
فيطلع الأول لأنه لا يوجد هناك ثان .
لن تكون في حاجه إلى نظام ..
سوف تضع قوانينك لحظه بلحظه حسب مقتضيات مزاجك و رغبتك
ثم تلغيها متى تشاء .. لا واجبات عليك نحو أحد ..
و لا حقوق لك عند أحد ..
مهما سرقت لن تكون سارق .. و مهما احرقت لن تكون متعدياً ..
و مهما فعلت لن يكون لأفعالك تعقيب و لا مراجعه .. أنت وحدك .
إن حريه السندباد البحري لا تنفع في مجتمع ..
إنها مثل حرية السائق الذي يخترق علامات المرور
و لا يلتفت للإشارات و يسير على هواه كأنه يسير في غابه ..
و هي حرية نهايتها الهلاك ،،
أما الحرية الوحيدة الممكنة ..
هي الحرية التي تتم بناء على تخطيط و تقسيم و تنظيم ،
شركة مساهمة يدخل فيها كل واحد بقسط ..
و فائض الأرباح يتحول إلى مزيد من الحريه للمجتمع .
أنت تجني أرباح الشركه المساهمة التي اسمها المجتمع ..
و تكسب أضعاف الأقساط التي دفعتها الإنسانيه على مدى التاريخ
أنت وارث شرعي للحضاره و المدنيه و العلم و كل ما يطالبك به المجتمع
في مقابل هذا الميراث العظيم هو قسط رمزي من حريتك ..
و مع هذا فأنت تصرخ من هذا القيد البسيط ..
و تنسى هذه البحبوحه من الحرية و المتعة التي تكسبها في مقابله ..
لأنك سندباد .. مازلت تفكر بعقلية بدائية
و الرأسمالي الذي يرفض أن يساهم في بناء مجتمع
بقسط من ثروته سندباد يفكر بعقليه الغابه ..
و يظن أنه يعيش وحده .
كـتاب / يوميات نص الليل
د / مصطفى محمود رحمه الله
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
