كيف هي رحمة الله بنا إذن ؟

كيــــــف هـــــي رحمــــــة الله بنــــــــا ؟؟؟؟
بينما كننت أقرأ هذه الآية من سورة آل عمران .... "" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ "" الآية 159
تأملت هذه الآية فوجدت أن هذه الآية نزلت عقب أحداث غزوة أحد ، ونحن نعلم أن هذه الغزوة قد خالف فيها الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثلث الجيش تقريبا لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك من أحداث كادت أن تترك أثرا سيئًا في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تأتي هذه الآية مفتتحة بقوله تعالى (( فبما رحمة من الله )) أي : أن الرحمة التي هي موجودة فيك يا محمد ليست منك وإنما هي مودعة فيك من الله ، فكأن الله تعالى يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة التي أودعها فيه ... والسؤال : يطلبها لمن ؟ نجد الإجابة بعد تمعن وتعمق أن الله طلبها لمن خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل ونجد في ختام الآية طلبا آخر من الله (( فاعف عنهم )) ليس ذلك وفقط ، بل وطلب ثالث من الحق جل وعلا (( واستغفر لهم )) ، وذلك كله حتى لا يبقى في نفس رسول الله شيء ممن خالفوا أمره .
وما أفكر فيه على التحقيق ... إذا كان الله جل في علاه يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة والعفو والاستغفار لمن خالفوا أمره .... فكيف هي رحمة الله جل وعلا لمن خالفوا أمره سبحانه ؟؟؟؟؟