منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
رباعيات في حبك
عبق ذكراك بقلمي مونتاجي والقائي الصوتي
عبارات عن القرآن في رمضان
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:20 am
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:01 am
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 سيبويه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء نوفمبر 04, 2014 3:10 pm

سيبويه (148 هـ - 180 هـ / 765 - 796م) عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، يُكنى أبو بشر، الملقب سيبويه: إمام النحاة، وأول من بسّط علم النحو. أخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر، وورد بغداد، وناظر بها الكسائي، وتعصبوا عليه، وجعلوا للعرب جعلا حتى وافقوه على خلافه. من آثاره: كتاب سيبويه في النحو.[1]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


سيرته وحياته

لم تذكر كتب التراجم شيئاً عن مكان أسرته، أو مستواها الثقافي أو الاجتماعي، فكل ما وصل إلينا يومئ إلى أنه كان من أسرة فارسية. وقد أغفلت كتب التراجم السنة التي ولد فيها سيبويه، غير أن بعض الباحثين ذهبوا إلى أنه ولد في سنة 148 هـ،[2] وقيل غير ذلك.[3] وُلد سيبويه في قرية البيضاء في بلاد فارس. نشأ سيبويه بالبصرة بعد أن رحلت أسرته من بلاد فارس إليها، وهو مولى بني الحارث بن كعب، وقيل مولى آل الربيع بن زياد، سميّ سيبويه لان أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك، ومعنى سيبويه رائحة التفاح،[4] وقيل بل لأنه كان شابا نظيفا جميلا أبيضا مشربا بحمرة كأن خدود لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لان التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته.[5] اتجه إلى دراسة الفقه والحديث حتى خطّأه حَمَّادُ بن سَلَمة البصري، فاتجه إلى تعلم النحو.[6] فقد روي أن سيبويه قصد مجلس حَمَّاد بن سلمة الذي كان يستملي عليه سيبوبه حديثاً جاء فيه قال: «قال صلى الله عليه وسلم: ليس من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرداء»، فقال سيبويه: «ليس أبو الدَّرداء» ـ ظنّه اسم ليس، فصاح به حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما هو استثناء، فقال سيبويه: لاجَرَم والله لأطلبن علماً لا تُلَحِّنَنِّي فيه أبداً.[7]
شيوخ سيبويه

من أشهر شيوخه حماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى لقد بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في رواياته عنه، واستشهاداته به. ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن أحمد في علوم النحو والعربية، فأخذ العلم عن يونس بن حبيب، وعيسى بن عمر وغيرهم. فتنوعت ثقافته، وتوسعت معرفته بعلم النحو والصرف، وتبوأ مكانة علمية متميزة، ثم رحل إلى بغداد، والتقى بالكسائي شيخ الكوفيين، ووقعت بينهما مناظرة في النحو (المسألة الزُّنبورية) وقد تغلب فيها الكسائي على سيبويه،[8] غير أن سيبويه لم يبق في بغداد بعد هذه المناظرة عاد إلى فارس،[9] ولم يعد إلى البصرة.[معلومة 1]
تلامذة سيبويه

لأن القدر لم يمهله طويلاً حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبو الحسن الأخفش،[10] وقُطْرب ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر.[11][12]
آراء العلماء فيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال عنه ابن عائشة: "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًّا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب في كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته في النحو.[13]
قال معاوية بن بكر العليمي: "عمرو بن عثمان قد رأيته وكان حدث السن، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبتُ مَن حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو، وكانت في لسانه حُبْسة، ونظرتُ في كتابه فرأيت علمه أبلغَ من لسانه".[14]
قال الأزهري: كان سيبويه علامة حسن التصنيف جالس الخليل وأخذ عنه، وما علمت أحدا سمع منه كتابه لأنه احتضر شابا، ونظرت في كتابه فرأيت فيه علما جما.[15]
قال الذهبي: إمام النحو، حجة العرب، الفارسي ، ثم البصري. قد طلب الفقه والحديث مدة، ثم أقبل على العربية، فبرع وساد أهل العصر، وألف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه. قيل فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته ، وانطلاق في قلمه.[16]
قال المبرد:‏ ‏"لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره‏".[17]
قال محمد بن سلام : "كان سيبويه النحوي غاية الخلق في النحو وكتابه هو الإمام فيه".[18]
قال ابن النطاح: "كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه فقال : مرحبا بزائر لا يمل ، فقال أبو عمر المخزومي وكان كثير المجالسة للخليل : ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه".[19]
قال ابن كثير: "وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره ، واستخرجوا من درره ، ولم يبلغوا إلى قعره".[20]
قال أبو إسحاق الزجاج: "إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة".[21]
قال الجاحظ في كتاب سيبويه: "لم يكتب الناس في النحو كتابا مثله وجميع كتب الناس عليه عيال".[22]
قال صاعد الأندلسي: "لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب، أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني: كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي؛ فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له".[23]

الوفاة
قبر سيبويه في شيراز.

توفي في قرية البيضاء بشيراز، وقد اختلف المؤرخون في السنة التي توفي فيها وأرجح الأقوال إنه توفي سنة 180هـ.[24] ثمة خلاف في سبب وفاته، فقيل: إنه مات غماً بالذَّرَب، وهو الدّاء الذي يَعرِضُ للمعدة، فلا تهضم الطعام، ويَفسُدُ فيها ولا تُمْسِكه، يُروى أنه ذَرِبتْ معدته فمات. قيل إنه تمثَّل عند الموت بهذين البيتين:[25]
يُؤَمِّل دنيا لتبقي لـه فمات المؤمِّـلُ قبل الأمـلْ
حثيثًا يروِّي أصولَ النخيل فعاش الفسيلُ ومات الرجلْ

يقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فدمعت عين أخيه، فاستفاق فرآه يبكي فقال:[21]
وكنّا جميعا فرّق الدهر بيننا[معلومة 2] إلى الأمدِ الأقصى ومن يأمنُ الدهرا

وقد رثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب، ورثاه الزمخشري بقوله:[26]
ألا صلى الاله صلاة صدق على عمرو بن عثمان بن قنبر
فان كتابه لم يغن عنه بنو قلم ولا أبناء منبر

قال الأصمعي: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:[27]
ذهب الأحبة بعد طول تـزاورٍ ونأى المزار فأسلمـوك وأقشعـوا
تركوك أوحش ما تكونُ بقفـرة لم يؤنسوك وكـربة لم يدفعـوا
قَضَى القضاءُ وصرتَ صاحبَ حفرةٍ عنك الأحبة أعرضوا وتصدَّعوا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يستكثر بعض المؤرخين والباحثين المتأخرين من العرب والأجانب (1) على العرب في فجر إسلامهم أن يضعوا أساساً لقواعد لغتهم متناسين أن الأرض التي اختارها الله سبحانه وتعالى لبعث رسله هي أرض العرب , والأمة التي استوعبت الأديان السماوية وساهمت مساهمة فعالة في نشرها على هذه البسيطة هي أمة العرب , وإن العرب كانوا في قمة نهوضهم اللغوي حتى أن كتاب الله - وهو معجزة إسلامهم - أنزل بلغتهم , ولم يعهدوا قواعد للغتهم من قبله (2) , وما حاجتهم لها وهم يتكلمون على السليقة دون لحن أو زلل؟ ثم ما هو الرمز المقدس الذي يحفزهم على استنباطها ووضعها ؟ أما من بعد أصبح القرآن الكريم رمزاً مقدساً , فأصبحت القواعد النحوية ضرورة ملحة للحفاظ عليه وعلى قدسيته , وخصوصاً بعد أن تداخلت الأمم تحت راية الإسلام , وظهرت على الساحة عناصر أجنبية ( الحمراء) , فأخذت تلحن وتعجم , ثم من أين وردت هذه الترجمة الموسعة - كما زعم هذا البعض - التي نقل على أساسها النحو العربي من أمم أخرى كالإغريقية والهندية ؟! والمؤرخون القدماء سجلوا نشوءه منذ صدر الإسلام قبل الترجمة والمترجمين , وتأثير الفلسفة والمنطق اليوناني على العقلية العربية , نعم...قد يكون أبان تطوره استند في بعض جوانبه على عقلية غير عربية في العصر العباسي , وهذا ما ذهب إليه (ليتمان) قائلاً : " ونحن نذهب في هذه المسألة مذهباً وسطاً ...وهو أنه أبدع العرب علم النحو في الأبتداء , وأنه لا يوجد في كتاب سيبويه إلا ما أخترعه هو والذين تقدموه , ولكن لمّا تعلـّم العرب الفلسفة اليونانية من السريان في بلاد العراق , تعلموا أيضاً شيئاً من النحو " (3) , ولعلمك أنّ سيبويه توفي (188 هـ / 804م ) على أوثق الروايات حسب ظني - وإن كان من جذور فارسية هو عربي اللغة والفكر والثقافة والبيئة - ويُعدُّ رائد الطبقة الرابعة البصرية في النحو , وعلى كتابه (الكتاب) (4) استقر النحو العربي إلى حدٍّ ما , أو قل رسم الخطوط العريضة له , فسارعلى نهجه القياسي النحويون من بعده بمائة عام تقريبا, أي بعد وفاة ثعلب الكوفي (ت 291 هـ / 903م) , والمبرد البصري ( ت 285 هـ /897م) إذ انبثقت المدرسة البغدادية النحوية فمُزجت المدرستان وثبتت أركانه، وتكرست أسسه.

وهذا يعني جلياً أنّ النحو العربي من عهد الإمام علي (ع) (ت 40هـ / 661م ) حتى وفاة سيبويه شيخ البصريين والكسائي شيخ الكوفيين ( ت 189 هـ / 805م) , أي قرن ونصف من الزمان بقى عربياً خالصاً , لم يتأثر بمنطق الآخرين ولا فلسفتهم , ونحن نحاول أن نبين أن النحو قد بذر بذرته الأولى الإمام علي (ع) , وتولى رعايتها أبو الأسود الدؤلي على هدي الإمام ورشده , وبالتالي فهو عربي الولادة والنشأة المبكرة والفتية حتى شرخ الشباب , وليس ذلك لدواعي العواطف , وإنما للمسؤولية التاريخية , ثم للحقيقة العلمية بما تحتمه علينا الاستدلالات العقلية والنقلية , والحقيقة أننا توجهنا إلى هذا البحث حتى وصل إلى مشروع كتاب بعد أن تناولنا بفصل مستقل مدرسة الكوفة في كتابنا الموسوم ( تاريخ الحيرة ...الكوفة ...الأطوار المبكرة للنجف الأشرف ) (5).

على كلِّ حال تناولنا في كتابنا الموسوم في هامش هذا المقال أخبار الأوائل وآراء بعض المعاصرين حول أول من وضع أساس علم النحو , وبدأ قواعده , والأسباب الموجبة لذلك , ومن ثم ألقينا الضوء على بدايات نشأته ورواده الأوائل حسب طبقات عصوره , وانفردنا بشيء من التفصيل لشعاب مدرسة الكوفة النحوية , وأشهر نحاتها , وأبرز ملامحها , ومدى إثرائها للإرث الأدبي العربي , ومن سار على دربها وشذوذ اجتهادها من الشعراء واللغويين القدماء والمتأخرين , وأخيراً تطرقنا بالنقد والإيجاز المُركـّز لأهم مفاصل الكتب المعاصرة التي بحثتْ في النحو الكوفي منهجاً, وكتبتْ عنه مدرسة وتاريخاً , ولم ننسَ أنْ نقارن ونبين مسائل الخلاف بين المدرستين النحويتين الكوفية والبصرية , وانبثاق المدرسة البغدادية , إنْ صحَّ الأجتهاد , وفي كل ذلك أبدينا رأينا وأوضحنا اجتهادنا , ولكن في هذه الحلقات سنكتفي بالبديات لبُعد المسافات .

يقول أبو البركات ابن الأنباري : " الصحيح أن أول من وضع النحو علي ابن أبي طالب (رض) , لأن الروايات كلها تسند إلى أبي الأسود , وأبو الأسود يسند إلى علي , فإنه قد روي عن أبي الأسود أنه سئل فقيل له : من أين لك هذا النحو ؟ قال لفقت حدوده من علي بن أبي طالب " (6 ) .

ويعتمدالشيخ محمد الطنطاوي , وهو أستاذ النحو والصرف في كلية اللغة العربية بالقاهرة في كتابه القيم " نشأة النحو وتاريخ أشهر الرواة " هذا الرأي ويعلل . لأن ابن الإنباري : " أغناهم بهذا المقام , وقد سرد معظم نقول السابقين عليه مع جودة الترتيب , فذكر مختاره أولاًمع روايتين في سبب وضع علي كرّم الله وجهه, ثم ذكر مختار غيره مع روايات أربع في سبب وضع أبي الأسودرضي الله عنه ...ثم عاد مصرحاً برجحان اختياره " (7) وننقل لك ما قاله ابن الأنباري ابتداءً : " اعلم أيدك الله بالتوفيق , وأرشدك إلى سواء الطريق أن أول من وضع علم العربية , وأسس قواعده , وحدّ حدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) , وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ...وسبب وضع علي (رض) لهذا العلم ما روى أبو الأسود قال : " دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) , فوجدت في يده رقعة , فقلت ما هذه يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إنـّي تأملت كلام الناس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء ( يعني الأعاجم ) , فأردت أن أضع لهم شيئاًيرجعون إليه ويعتمدون عليه , ثم ألقى إليّ الرقعة وفيها مكتوب " الكلام كلـّه اسم وفعل وحرف , فالاسم ما أنبأعن المسمى , والفعل ما أ ُنبى به , والحرف ما جاء لمعنى " وقال لي : انحُ هذا النحو وأضف إليه ما وقع إليك , واعلم يا أبو -كذا-(Cool الأسود أن الاسماء ثلاثة : ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر , وإنما يتفاضل الناس يا أبو - كذا- الأسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر , وأراد بذلك الاسم المبهم , قال : وضعت بابي العطف والنعت , ثم بابي التعجب والأستفهام إلى أن وصلت إلى باب (إنّ وأخواتها ) ما خلا لكن , فلما عرضتها على عليّ (رض) أمرني بضم (لكن) إليها , وكنت كلما وضعت باباً من أبواب النحو عرضته عليه (رض) إلى أن حصلت ما فيه الكفاية . قال : " ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت "فلذلك سمي النحو , وكان أبو الأسود ممن صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) " (9).

الأستاذ أحمد أمين لا يقنع بهذه الرواية ولا بغيرها من الروايات , بل يسخر منها في ( ضحاه) مقارناً بشكل غير موفق بين ما هو عربي إسلامي واقعي ملموس , قد أرخ له كل من كتب عن نشأة النحو العربي وتطوره وبين رواية هندية خرافية لا أساس لها ولا رأس حول بداية النحو الهندي وصرفه (10) مستكثراًعلى الإمام (رض) , وهو من أكبر خطباء العرب وأفصحهم , صاحب (نهج البلاغة) الذي - كما يقول عنه حنا فاخوري - تتجلى فيه "عبقرية الإمام علي بكل وضوح , وهي قائمة على عقل ذكي , واسع الإدراك عميق , لا تفوته دقائق الأمور , فيسبر الأغوار , ويرسل الأفكار منخلة ثابتة بعيدة الاضطراب و الضعف" (11)...وعلى أبي الأسود الدؤلي وهو تابعي جليل ثقة كما وصفه ابن كثير الدمشقي (12) , و " من أفصح الناس" كما يقول عنه السيرافي (13) , أما السيوطي فقد ذكر عنه " أعلم الناس بكلام العرب " (14) , ولا نزيد فالأقوال في حقـّه كثيرة , وسنذكرها لاحقاً .

نقول يستكثر عليهما - الأستاذ أحمد أمين - أن يتفتق ذهنيهما على وضع النحو وقواعده الأولية للعرب , ضارباً بعرض الحائط كل الروايات التاريخية لأعظم المؤرخين واللغويين والنحويين كما سنوردها من بعد .

والدكتور (شوقي ضيف) دخل مدخلاً صحيحاً ولكنه خرج لنا باستنتاج عجيب غريب , إذ ردّ أسباب وضع النحو لبواعث مختلفة منها دينية لحفظ أداء نصوص القرآن الكريم من لحن الشعوب المغلوبة , ومنها قومية لاعتزاز العرب بلغتهم وتقديسهم لها , ومنها مصلحية لحاجة الشعوب المستعربة لقواعد يسيرون عليها , إضافة إلى رقي العقل العربي , ونمو طاقته الذهنية (15) , وهذا صحيح , ولكن عندما وصل إلى الإمام علي (رض)وأبي الأسود الدؤلي حاول تجريدهما من إنجاز هذه المهمة خصوصاً - كما يقول - أنّ الإمام كان مشغولاً بإعداد الجيوش لحرب معاوية ثم بحروب الخوارج عن وضع النحو وأصوله ورسومه وفصوله . ثم يذكر ما نصه: " ولعل الشيعة هم الذين نحلوه هذا الوضع القديم للنحو الذي لا يتفق في شيء وأولية هذا العلم ونشأته الأولى " (16).

والحقيقة لم يقل أحد إنّ الإمام قد وضع النحو ورسومه وأصوله وفصوله وألـّف المؤلفات فيه , هذه أطروحات يراد به التمويه , وإثبات الرأي بالجور , فكل الأخبار تؤكد أن أبا الأسود الدؤلي قد وضع أسس النحو العربي ومبادئه على هدي الإمام ورشده, فالإمام أطلق الفكرة ووضع حجر الأساس ثم تراكمت البحوث ووصل النحو إلى ما وصل إليه من قواعد وصرف بشكله الموسع . والفكرة عندما تأتي من العظيم لا تحتاج إلى حروب وجهود وسهر الليالي , فقد اكتشف أرخميدس قاعدته الشهيرة وهو في الحمام ! واكتشف نيوتن قانون الجاذبية لحظة سقوط التفاحة على رأسه ! ومن بعد أن تطورت هذه القوانين وتراكمت عليها العلوم , فاستخدمت في أوسع مجالات الصناعة والتكنولوجيا , والعجيب أن الدكتور ذكر هذا الأمر من بعد قائلاً : " فالأصل في كل علم أن تبدأ فيه نظرات متناثرة من هنا وهناك ثم يُتاح له من يصوغ هذه النظرات صياغة علمية تقوم على اتخاذ القواعد وما يطول فيها من أقيسة وعلل " (17) , ولو أن الكلام غير دقيق علمياً - حسب وجهة نظرنا - هنالك فرق كبير و شاسع بين النظرات العابرة التي تتراكم على عقول أغلب البشر , وبين الأفكار الثاقبة الحاسمة , والأكتشافات العلمية الثابتة نسبياً ,التي لا تختمر إلا في عقول العباقرة العظام , يتمسكون بها إصراراً , ويشيرون إليها تدوينا , ويبنون عليها تأسيساً.

والأمر الثاني الذي نريد أن نعرج عليه للأمانة العلمية والتاريخية - ونحن لا ندعي أننا أكثر ولاءً للإمام علي (ع) من الدكتور ضيف ولا من الأستاذ أحمد أمين - نقول : ليس الشيعة قد نحلوا الإمام ما ليس له , وإنما تواترت هذه الأخبار الصحيحة , والروايات الصادقة من علماء السنة ورواتهم قبل رجالات الشيعة وثقاتهم , وإليكم ما جاء في بطون الكتب خلاصة:

ونبدأ بأهل مصر , إذ يذكر الوزير القفطي ( ت 646 هـ /1248 م) في كتابه (إنباه الرواة ...) : " وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح أن أول من وضع النحو علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه, وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي " (18) , وأنه رأى " بمصر في زمن الطلب بأيدي الوراقين جزءاً فيه أبواب من النحو , يجمعون على أنها مقدمة علي بن أبي طالب التي أخذها عنه أبو الأسود الدؤلي " (19) , وأوضح أن الجمهور من أهل الرواية , أجمعوا على ذلك , وبأن الإمام (ع) ذكر أقسام الكلام , وأضاف (لكن) إلى أخوات (إنَّ) , عندما غفل إدراجها أبو الأسود الدؤلي . (20).

أمّا ابن النديم ( ت بعد 390 هـ /1000م ) في (الفهرست) , فيقول : " زعم أكثر العلماء أن النحو أخذ عن أبي الأسود الدؤلي , وأن أبا الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه" (21) , ثم يدلي بشهادة قيمة حول أصل النحو وواضعه قائلاً : " كان بمدينة الحديثة رجل يقال له محمد بن الحسين , ويعرف بابن أبي بعرة , جمّاعة للكتب له خزانة لم أر لأحد مثلها كثرة , تحتوي على قطعة من الكتب العربية في النحو واللغة والأدب والكتب القديمة , فلقيت هذا الرجل دفعات , فأنس بي , وكان نفوراً ضنيناً بما عنده , وخائفاً من بني حمدان , فأخرج إليّ قمطراً كبيراً فيه نحو ثلاثمائة رطل جلود فلجان وصكاك وقرطاس مصر وورق صيني وورق تهامي وجلود آدم وورق خراساني فيها تعليقات و قصائد مفردات من أشعارهم وشيء من النحو والحكايات و الأخبار والاسماء والأنساب وغير ذلك من علوم العرب وغيرهم, ورأيت ما يدل على أنّ النحو عن أبي الأسود ما هذه حكايته , وهي أربعة أوراق أحسبها من ورق الصيني , ترجمتها هذي فيها كلام الفاعل والمفعول من أبي الأسود رحمة الله عليه بخط يحيى بن يعمر , وتحت هذا الخط بخط يثق هذا خط علان النحوي , وتحته هذا خط النضر بن شميل"(22).

وهنالك شهادات أخرى كثيرة سجلها لنا القدماء غير ما ذكرنا عن الأنباري والقفطي وابن النديم , تؤكد إشارة الإمام وإرشاده وتوجيهه , فالسيوطي يقول وينقل ما يلي : " اشتهر أن أول من وضع النحو : علي بن أبي طالب (رض) لأبي الأسود , قال الفخر الرازي في كتابه ( المحرر في النحو): " رسم علي (رض)لأبي الأسود باب (إنّ), وباب الإضافة , وباب الإمالة , ثم صلف أبو الأسود : باب العطف , وباب النعت , ثم صنف باب التعجب , وباب الاستفهام , وتطابقت الروايات على أنّ أول من وضع النحو : أبو الأسود , وأنه أخذه أولاً عن علي " (23) , ووضح ذلك أيضاً أبو الطيب اللغوي في (مراتب النحويين) قائلاً : " أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي (رض) , لأنه سمع لحناً فقال لأبي الأسود : اجعل للناس حروفاً , وأشار له إلى الرفع والنصب والجر" (24) , وابن كثير الدمشقي في ( البداية والنهاية ) يذكر: " إنما أخذه عن أمير المؤمنين علي بن طالب ..ذكر له الإمام : "الكلام اسم وفعل وحرف , وإنّ أبا الأسود نحى نحوه ..." (25) , وابن خلكان في (وفيات الأعيان ) يوضح أيضاً أن " الإمام (رض) وضع له أقسام الكلام ,ثم رخصه إليه وقال له : تمم على هذا " (26) , واعتمد ( حتـّي) رواية ابن خلكان في كتابه ( تاريخ العرب ) , وعلق قد تم له النجاح في عمله (27) , أمّا الزبيدي في ( طبقاته ) يسجل لنا شهادة لأبي الأسود الدؤلي قائلاً : " تلقيته من علي بن أبي طالب " , وفي رواية أخرى : " ألقى إليَّ عليٌّ أصولاً احتذيت عليها " (28) , والسيرافي في ( أخبار النحويين يخبرنا , بدأت نشأة النحو بالبصرة على يد أبي الأسود الدؤلي , وأخذ عن علي بن أبي طالب (رض) العربية , وكان أفصح الناس , ركز رجاءً على كلمة ( العربية) , ّإذ تعني اللغة جميعها بفصاحتها وبلاغتها ونحوها وصرفها ,, كما أن السيرفي يذكر لنا روايات ضعيفة ترجع بدايته على يد نصر بن عاصم الدؤلي ويقال (الليثي )(ت 89 هـ / 707م) , , أو على يد عبد الرحمن بن هرمز ( ت 117 هـ /734 م ) , ثم يرجح متواصلاً : " وأكثر الناس على يد أبي الأسود الدؤلي " (29) , حتى لو أخذنا بأضعف الروايات لم نصل بدايات عصر الترجمة , فما زلنا في العصر الأموي , والترجمة بدأت فعلياً في عصر المنصور العباسي , ثم ازدهرت في عصري الرشيد والمأمون , ولم تفعل مفعولها الحقيقي بالمنطق اليوناني والهندي والفارسي وفلسفاتهم إلا بعد منتصف القرن الثالث للهجرة !! ومن قبل كانوا يعتمدون على القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ورواة العرب وإخبارييهم , والمسألة الزنبورية - التي سنأتي عليها - خير دليل , نواصل مشوارنا , ونحكم عقولنا , ونعتمد على تراث وموروث أفذاذنا , لا بتعصب مشدود , وإنما بتعقل محمود , والآن ننتظم لنروي ما دون في (منتظم ) ابن الجوزي , ففي أحداث سنة (69 هـ) , يذكر لنا وفاة أبي الأسود , وبأنه : " أول من وضع النحو , أخذ عن علي بن أبي طالب العربية , وقد لحن الناس , فأخبر علياً , رضي الله عنه , فأعطاه أصولاً بنى منها . وعمل بعده عليها " (30) , وابن الجرزي في ( غاية النهاية), ذهب إلى أنّ أبا الأسود: "أول من وضع مسائل في النحو بإشارة علي (رض) , فلما عرضها على علي , قال : ما أحسن هذا النحو الذي نحوت , فسمي النحو نحواً"(31) , والعسقلاني في (الإصابة) يروي عن أبي علي القالي عن الزجاج عن المبرّد قال : " أول من وضع العربية ونقـّط المصاحف أبو الأسود , سئل أبو الأسود عمن نهـّج له الطريق , قال تلقيته عن علي بن أبي طالب " (32).

ومن المصادر - وهي قليلة - ما تفرّد أبا الأسود الدؤلي بأنه واضع علم النحو , أو لم تشر للإمام (ع) كما ذهب ابن سلام الجمحي في (طبقاته) , موضحاً عندما اضطرب كلام العرب وغلبت السليقية , وكان سراة الناس يلحنون " وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف وحروف الرفع(كذا) والنصب والجزم " (33) , وابن قتيبة في ( الشعر والشعراء ) , إذ يجعله " أول مَنْ عمل في النحو كتاباً " (34) ,وابن تغري في (النجوم الزاهرة) يعتبره " أول من وضع علم النحو
بدايته مع العلم

مع امتداد الدولة العباسية وتوسعها جاء سيبويه من مدينة البيضاء ببلاد فارس إلى البصرة في العراق وهو غلام صغير؛ لينشأ بها قريبًا من مراكز السلطة والعلم، وذلك بعد أن أفسحت الدولة العباسية المجال للفرس والأعاجم كي يتولوا أرفع المناصب وأعلاها ، ويرى بعض الباحثين أن سيبويه وفد إلى البصرة بعد سن الرابعة عشرة، وهذا الرأي هو ما يرجحه الكثيرون وذلك لأن الناظر والمتفحص في كتاب سيبويه يوقن أن صاحبه كان على دراية كبيرة باللغة الفارسية وكأنها لغته الأم.

عندما قدم سيبويه إلى البصرة التي كانت حاضرة العلم والثقافة والأدب وكانت تعج بكبار الأئمة والعلماء والفقهاء أخذ ينهل من مناهل العلم والأدب والحديث ، وقد كان سيبويه وقتها ما زال فتى يافعاً يدرج مع أقرانه إلى مجالس العلماء والمحدثين فيتلقى في ربوع البصرة الفقه والحديث، وقد قال ابن عائشة :في ذكر سيبويه : كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد ، وكان شابا نظيفا جميلا ، قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب من كل أدب بسهم، مع حداثة سنه وبراعته في النحو.

وقال محمد بن سلام : كان سيبويه جالسا في حلقة بالبصرة فتذاكرنا شيئاً من حديث قتادة فذكـَــرَ حديثا غريبا وقال : لم يرو هذا الحديث إلا سعيد بن أبي العروبة .

فقال له بعض ولد جعفر : ماهاتان الزيادتان يا أبا بشر ؟
فقال : هكذا يقال ، لأن العروبة يوم الجمعة ، فمن قال عروبة فقد أخطأ.
قال ابن سلام : فذكرت ذلك ليونس بن حبيب فقال : أصاب ، لله درّه.



ومما روي عنه أنه ذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"

ولكن سيبويه أخطأ لقدر قدره الله له، وهو يقرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليقرأ الحديث على هذا النحو: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …"

فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره. ومن هنا كانت البداية الحقيقية للغلام الصغير سيبويه ليصبح بعدها إمام المتقدمين والمتأخرين في النحو وإمام النحاة الذي إليه يرجعون، وعلم النحو ونبراسه والذي إليه ينظرون، وصاحب كتاب النحو الذي سيبقى خالداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو إلى أن يحدث الله أمراً كان مفعولا .



شيوخه ومعلموه :

تتلمذ سيبويه على يد العديد من كبار الشيوخ والعلماء الذين عاشوا في عصره إبان الدولة العباسية ، ونخص منهم أربعة من علماء اللغة ..

أولهم : عبقري العربية وإمامها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أكثرهم تأثيرًا فيه، ، دون سائر أساتذة سيبويه حيث كان الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب ( العربية ) ومنشىء علم العروض ومؤلف كتاب العين وأحد أعظم أساتذة النحو واللغة في عصره .

وقد أخذ «الخليل بن أحمد» العلم عن «أبي عمرو بن العلاء» والذي كان علماً في القراءة والعربية، والذين يترجمون الخليل يجمعون على انه كان من الزاهدين، المنقطعين إلى الله، وكان إماماً في العربية، كما كان الغاية في استخراج مسائل النحو، وتصحيح القياس، كما كان أول من استنبط علم العروض الذي لم يأخذه عن أستاذ قبله.

وقد كان «الخليل بن أحمد الفراهيدي» السباق إلى تدوين اللغة وترتيب ألفاظها على مخارج حروف الهجاء، وكانت بين يديه الحروف العربية، وهي الأبجدية، أي: أبجد هوز، حطي كلمن.

ولذلك استفاد سيبويه ايما استفادة من معلمه الخليل فقد روى عنه سيبويه في الكتاب 522 مرة، وهو قدر لم يروِ مثله ولا قريبًا منه عن أحد من أساتذته، وهو ما يجسد خصوصية الأستاذية التي تفرد بها الخليل بن أحمد رحمه الله .

ويقول ابن النطاح في حب الخليل لمجالسة سيبويه : كنت عند الخليل ابن أحمد فأقبل سيبويه فقال الخليل : مرحبا بزائر لا يمل.
فقال أبو عمر المخزومي وكان كثير المجالسة للخليل : ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه !

وثاني معلمي سيبويه هو أبو الخطاب الأخفش، وفي النحويين ‏(‏أخافش‏)‏ ثلاثة مشهورون‏:‏ أكبرهم‏:‏ ‏(‏أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد‏)‏، وهو الذي ذكره ‏(‏سيبويه‏)‏ في كتابه‏.‏ والثاني‏:‏ ‏(‏سعيد بن مسْعَدة أبو الحسن‏)‏، الذي يروى عنه كتاب ‏(‏سيبويه‏)‏، وهو صاحبه‏.‏ والثالث‏:‏ ‏(‏أبو الحسن علي بن سليمان‏)‏، صاحب أبوي العباس النحويين‏:‏ ‏(‏أحمد بن يحيى الملقب بثعلب‏)‏، و‏(‏محمد بن يزيد الملقب بالُمبرِّد‏)‏‏ ، كما أن أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قد أخذ علومه عن أبو الخطاب الأخفش .

وثالث معلمي سيبوبه العلامة عيسى بن عمرو، ورابعهم: أبو زيد النحوي ، كما أخذ سيبويه العلم عن يونس بن حبيب وغيرهم من علماء وشيوخ الدولة العباسية في البصرة .

ومن الغريب في حياة سيبويه العلمية أنه لما مات - رحمه الله – كان أغلب شيوخه ومعلميه مازالوا على قيد الحياة !

سيبويه والكسائي ومؤامرة تحاك :

في البداية نتعرف على الكسائي ونقول أن يكنى بأبو الحسن , واسمه علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي الأسدي , وهو إمام نحاة الكوفة وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات , و بلغ عند هارون الرشيد منزلة عظيمة, وقد كان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم , و ينقطون مصاحفهم بقراءته وقد اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم في مجلس و يجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ ..



وقد كان سيبويه إمام النحويين في البصرة بينما كان الكسائي أمامهم في الكوفة ، وكان كل منهما مرجعاً وأستاذاً في علم النحو واللغة فكان بينهما هذه القصة التي تسمى ب ( المسألة الزنبورية ) والتي انتهت بها حياة سيبويه ..

فيقول راوي القصة :

إن الأشجار المثمرة هي وحدها التي تُلقى بالحجــارة ، ويبدو أن هذا القانون يمتد أيضًا إلى دنيا البشر، فكثيرًا ما يتعرض العلماء لجهالة الجهلاء وللأحقاد والأضغان، ولكن الغريب حقًّا أن يتزعم المؤامرة عالم له ثِقْله وقيمته في دنيا اللغة، ولكن هكذا اقتضت حكمة الله أن الكمال لله وحده، وأن لكل عالم هفوة، ولكل جواد كبوة.

تحدثنا المصادر أن سيبويه بقي في البصرة منذ دخلها إلى أن صار فيها الإمام المقدم، وأن شهرته قد لاحت في الآفاق، وأنه دعي إلى بغداد حاضرة الخلافة آنذاك من قبل البارزين فيها والعلماء، وهناك أعدت مناظرة بين كبيري النحاة: سيبويه ممثلاً لمذهب البصريين والكسائي عن الكوفيين، وأُعلن نبأ المناظرة، وسمع عنها القريب والبعيد، ولكن الأمر كان قد دُبِّر بليل، فجاء الكسائي وفي صحبته جماعة من الأعراب، فقال لصاحبه سيبويه: تسألني أو أسألك؟

فقال سيبويه: بل تسألني أنت.

قال الكسائي: كيف تقول في: قد كنت أحسب أن العقرب أشد لسعة من الزُّنْبُور(الدبور)، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها بعينها؟ ثم سأله عن مسائل أخرى من نفس القبيل نحو: خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ؟

فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع، وأجاز الكسائي الرفع والنصب، فأنكر سيبويه قوله؛ فقال يحيى بن خالد، وقد كان وزيرًا للرشيد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟

وهنا انبرى الكسائي منتهزًا الفرصة: الأعراب، وهاهم أولاء بالباب؛ فأمر يحيى فأدخل منهم من كان حاضرًا، وهنا تظهر خيوط المؤامرة وتأتي بثمارها؛ فقالوا بقول الكسائي؛ فانقطع سيبويه واستكان، وانصرف الناس يتحدثون بهذه الهزيمة التي مُني بها إمام البصريين.

وكان سيبويه لا يتصور بفطرته النقية أن يمتد الشر مدنسًا محراب العلم والعلماء؛ فحزن حزنًا شديدًا وقرر وقتها أن يرحل عن هذا المكان إلى أي مكان آخر ليس فيه حقد ولا أضغان؛ فأزمع الرحيل إلى خراسان. وكأنما كان يسير إلى نهايته؛ فقد أصابه المرض في طريق خراسان، ولقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة (180هـ/ 796م) على أرجح الأقوال.

تلاميذ سيبويه :

من الصعوبة بمكان أن نحصي تلاميذ سيبويه، خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن كل النحاة الذين جاءوا بعد سيبويه وتعلموا أسسه وغاصوا في بحور لغتنا الجميلة قد مروا على كتابه، ولكن لو تعرضنا للتلاميذ بالمعنى الحرفي فإننا نقول: برز من بين تلاميذ سيبويه عالمان جليلان هما:

الأخفش الأوسط

هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري. أبو الحسن، اشتهر باسم الأخفش الأوسط (والأخفش هو من كان في بصره ضعف وفي عينيه ضيق) . نحوي عالم باللغة والأدب، من علماء البصرة . أخذ العربية عن سيبويه وقام بتدريس كتابه. زاد في بحور الشعر بحر (الخبب) ، وكان الخليل بن أحمد جعل البحور خمسة عشر فأصبحت ستة عشر. كان معتزليا، عالما بالكلام، حاذقا في الجدل. من تصانيفه: غريب القرآن، تفسير معاني القرآن، معاني الشعر، كتاب العروض، كتاب الاشتقاق، كتاب الأصوات، كتاب الملوك، كتاب المقاييس، كتاب الأوسط في النحو، كتاب المسائل الكبير والمسائل الصغير، غريب الموطأ. توفي عن 75 سنة.

وقطرب (أبو محمد بن المستنير المصري)

. هو محمد بن المستنير بن أحمد، من أهل البصرة من الموالي. أبو علي، الشهير بقطرب. ولد في البصرة وأخذ النحو عن سيبويه والبصريين، وأخذ علم الكلام عن النظام، وكان يتبع مذهب الاعتزال. نحوي عالم بالأدب واللغة، وهو أول من وضع (المثلث) في اللغة. كان مؤدبا لأبناء أبي دلف العجلي. دعاه أستاذه سيبويه بقطرب، والقطرب دويبة لا تستريح نهارا سعيا، وذلك أنه كان يبكر إلى سيبويه فيفتح سيبويه الباب فيجده هناك فيقول: ما أنت إلا قطرب من تصانيفه: معاني القرآن، غريب الحديث، النوادر، الأضداد، الأزمنة، تفسير القرآن على مذهب المعتزلة. كتاب الرد على الملحدين، في تشابه القرآن (وهي الآيات التي تعالج موضوعات هي في الأصل موضع جدل بين العلماء) . كتاب الهمزة، الاشتقاق، الأصوات، كتاب خلق الإنسان، كتاب الصفات، كتاب القوافي، العلل في النحو، المثلث في اللغة (جمع في أسماء ثلاثية يأتي أولها مفتوحا ومكسورا ومضموما، فيدل على معاني مختلفة) .

منهج سيبويه في النحو

مثلما ذكرنا فقد تخرج «سيبويه» على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وعنه أخذ وكل ما يحكيه «سيبويه» في كتابه، وقد كان «الخليل بن أحمد الفراهيدي» السباق إلى تدوين اللغة وترتيب ألفاظها على مخارج حروف الهجاء، وكانت بين يديه الحروف العربية، وهي الأبجدية، أي: أبجد هوز، حطي كلمن.

فبدأ بترتيب الحروف ابتداء من حرف ( العين ) وقد سمى الخليل كتابه هذا باسم أول حرف اعتمده، وهو حرف العين، وقد جاء بعده من حذا حذوه. وإذا كان «الخليل» أول واضع للكلام العربي في صورة معجمة فقد اعتمد على ما ذكره الصرفيون من قبل في حصر لأبنية الكلمة وجعلها إما ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية.

ولكننا نقول إن علم النحو ليس علماً عقلياً ، بمعنى أن سيبويه ـ مثلاً ـ لم يعتمد على التفنن العقلي في تقرير قواعد النحو .

إن علم النحو مبنى على الاستقراء فسيبويه ـ مثلاً ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب ، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك ، فوجد أنهم ـ العرب ـ دائماً يرفعون الفاعل في كلامهم ، فاستنبط من ذلك قاعدة " الفاعل مرفوع " .. وهكذا نتجت لدينا " قاعدة نحوية " تسطر في كتب النحو ، ليتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه .
أفلو كان سيبويه وجد العرب ينصبون الفاعل ، أكنا سنجد كتاب القواعد النحوية في الصف الثالث الإعدادي ، يخبرنا بأنه يجب علينا نصب الفاعل كلما وجدناه ؟ بلا .. إن علم النحو مبنى على الاستقراء .. " القواعد النحوية " مستنبطة من " استقراء " صنيع العرب في كلامهم .

ولذلك نرى أن نهج سيبويه في دراسة النحو منهج الفطرة والطبع والاستقراء للغة العربية من على ألسنة العـــرب وليس التفنن والاختراع في تحديد قواعد النحو .

ولهذا نقول أن منهج سيبويه اعتمد بالأساس الأول على الفطرة والسليقة العربية في وضع قواعد النحو وتحديد مخارج الحروف .

الصوت في منهجية سيبويه

ولو تركنا الخليل ذاته إلى من تأثر بمدرسته لوجدنا جهوداً صوتية متناثرة ، تستند في أغلبها إلى مبتكرات الخليل ، توافقه حيناً ، وتخالفه حيناً آخر . فأعضاء النطق مثلاً عند الخليل وعند سيبويه واحدة ، والحروف في مدارجها ، ويعني بها الأصوات تبعاً للخليل ، تبدأ بأقصى الحلق ، وتنتهي بالشفتين ، فهي عند سيبويه كما هي عند الخليل
ولكن ترتيب الحروف في كتاب سيبويه تخالف ترتيب الخليل ، فحينما وضع الخليل الأبجدية الصوتية للمعجم العربي مبتكراً لها ، خالفه سيبويه في ترتيب تلك الأصوات ، إذ بدأ بالهمزة والألف والهاء ، وقدّم الغين على الخاء ، وأخر القاف عن الكاف وهكذا . . .
يتضح هذا من ترتيبه للحروف على هذا النحو :
همزة . ا . هـ .
ع . ح . غ . خ .
ك . ق .
ض . ج . ش .
ي . ل . ر .
ن . ط . د .
ت . ص .
ز . س . ظ .
ذ . ث . ف .
ب . م . و

وهذا وإن كان خلافاً جوهرياً في ترتيب مخارج الأصوات ، إلا أنه لا يعني أكثر من العملية الاجتهادية في الموضوع دون الخروج عن الأصل عند الخليل . « كذلك نلاحظ اختلافاً واحداً في ترتيب المجموعات الصوتية بالنظر إلى تقدمها وتأخرها ، فقد جاءت حروف الصغير في كتاب العين بعد الضاد ، وهو حرف حافة اللسان ، والذي عند سيبويه بعد الضاد : حروف الذلاقة . ونتيجة لتقديم حروف الصفير ، فقد وضع مكانها حروف الذلاقة ، ومعنى ذلك أنه في العين حدث تبادل بين حروف الصفير وحروف الزلاقة .

إن الاختلاف من هذا القبيل لا يعدو وجهة النظر الصوتية المختلفة ، ولكنه لا يمانع أن تكون آراء سيبويه في الكتاب امتداداً طبيعياً لمدرسة الخليل ، نعم لا ينكر أن لسيبويه ابتكارته المقررة ، فنحن لا نبخس حقه ، ولا نجحد أهميته في منهجة البحث الصوتي ، فقد كان له فضل بذلك لا ينكر ، فتصنيفه لصفات الأصوات في الجهر والهمس والشدة والرخاوة والتوسط ، وكشفه لملامح الإطباق واللين ، وتمييزه لمظاهر الاستطالة والمد والتفشي ، كل أولئك مما يتوّج صوتيته بالأصالة .
ولسيبويه قدم سبق مشهود له في قضايا الإدغام ، وهي معالم صوتية في الصميم ، فقد قدم لها بدراسة علم الأصوات ، كما قدم الخليل معجمه بعلم الأصوات ، فالخليل قد ربط بين اللغة والصوت ، وسيبويه قد ربط بين قضايا الصوت نفسها ، لأن الإدغام قضية صوتية « ونحن نقرر هنا مطمئنين أن سيبويه قد وضع قواعد هذا البحث وأحكامه لا لفترة معينة من الزمن ،

بل يكاد يكون ذلك نهائياً ، وكان تصرفه فيها تصرفاً رائعاً ، صادراً عن عبقرية سبقت الزمن ، فلم يكن ممن جاء بعده من العلماء والباحثين إلا أن اتبعوا نهجه ، واكتفوا بما قال ، ولم يزيدوا بعد سيبويه على ما قال حرفاً ، بل أخذوا يرددون عباراته مع كتبهم ، ويصرحون بأنهم إنما يتبعون مذهبه ، سواء في ذلك علماء النحو وعلماء القراءة » (1) .
وقد يكون في هذا الحكم مبالغة ، ولكنه مقارب للحقيقة في كثير من أبعاده ، إذ كان سبّاقاً إلى الموضوع بحق .
ومما يجلب الانتباه حقاً عند سيبويه في صفات الحروف ومخارجها ، هو تمييزه الدقيق بين صفة الجهر وصفة الهمس فيما أشرنا له في الفصل السابق فمصدر الصوت المجهور يشترك فيه الصدر والفم ، ومصدر الصوت المهموس من الفم وحده ، وبمعنى آخر أن للرئتين عملاً ما في صفة الجهر ، بينما ينفرد الفم بصفة الهمس (2) .
فتعريف المجهور عنده : « حرف أشبع الاعتماد في موضعه ، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ، ويجري الصوت . بينما المهموس : حرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه » (3) .
وهو يعبر بالموضع هنا عن المخرج فيما يبدو ، ويجري الصوت عن الشيء الإضافي في حالة الجهر عن حالة الهمس التي يجري النفس معها لا الصوت . « وقد ظلت محاولة سيبويه تفسير المجهور والمهموس من الأصوات قانوناً سار عليه جميع من جاء بعده من النحاة والقراء . إلى أن جاءت بحوث المحدثين فصدقت كثيراً مما قاله في هذا الباب » (4) .
ومن المفيد الرجوع إلى ما فسره في هذا المجال أستاذنا المرحوم الدكتور ابراهيم أنيس فقد أشبعها بحثاً وتنويراً (5) .
____________
(1) عبد الصبور شاهين ، أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي : 198 .
(2) سيبويه ، الكتاب : 2|284 .
(3) المصدر نفسه : 2|405 .
(4) عبد الصبور شاهين ، أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي : 205 .
(5) ظ : إبراهيم أنيس ، الأصوات اللغوية : 92 وما بعدها .

ولا يمكن في منظورنا أن تفصل سيبويه عن مدرسة الخليل في اللغة والأصوات ، فهو الممثل الحقيقي لها فيما نقل لنا من علم الخليل في الكتاب ، وتبقى مدرسة الخليل الصوتية مناراً يستضاء به في كثير من الأبعاد لمن جاء بعده . فابن دريد ( ت : 321هـ ) مثلاً ، يذكر في مقدمة الجمهرة إفاضات الخليل بعامة ، ويضيف إليها بعض الإشارات في ائتلاف الحروف والأصوات ، ولكن هذا بالطبع لا يخرجه عن إطار هذه المدرسة في كل الأحوال ، فلديه على سبيل المثال جملة كبيرة من التسميات المتوافقة مع الخليل كالأصوات الرخوة ، والأصوات المطبقة ، والأصوات الشديدة . كما أن له بعض الاجتهادات الص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء نوفمبر 04, 2014 7:06 pm

الاستاذة الراقية/ احلام شحاته


سلمتى على روعه الانتقاء

وجمال سردك والاختيار


دمتى بهذا التميز ووالعطاء


ارق التحايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء نوفمبر 04, 2014 7:07 pm

ايمان الساكت كتب:
الاستاذة الراقية/ احلام شحاته


سلمتى على روعه الانتقاء

وجمال سردك والاختيار


 دمتى بهذا التميز ووالعطاء


  ارق التحايا

الأستاذة الرائعة إيمان الساكت

مرورك و لا أروع

تحياتي و مودتي
Shocked
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51660
نقاط التقييم : 73176
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء نوفمبر 04, 2014 10:23 pm

اختيار رائع عزيزتي احلام

سلمت ايديك

تقبلي تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء نوفمبر 04, 2014 10:27 pm

باسند كتب:
اختيار رائع عزيزتي احلام

سلمت ايديك

تقبلي تحياتي

ربنا يحفظك

صديقتي الحبيبة باسند

مرورك أسعدني كثيرا

تحياتي و مودتي
Evil or Very Mad

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء أكتوبر 06, 2015 2:05 pm

الأستاذة العزيزة أحلام شحاته
سيبويه

إمام النحو ، حجة العرب ، أبو بشر ، عمرو بن عثمان بن قنبر ، الفارسي ، ثم البصري . وقد طلب الفقه والحديث مدة ، ثم أقبل على العربية ، فبرع وساد أهل العصر ، وألف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه .

استملى على حماد بن سلمة ، وأخذ النحو عن عيسى بن عمر ، ويونس بن حبيب ، والخليل ، وأبي الخطاب الأخفش الكبير . وقد جمع يحيى البرمكي ببغداد بينه وبين الكسائي للمناظرة ، بحضور سعيد الأخفش ، والفراء ، وجرت مسألة الزنبور ، وهي كذب : أظن [ ص: 352 ] الزنبور أشد لسعا من النحلة فإذا هو إياها . فقال سيبويه : ليس المثل كذا ، بل : فإذا هو هي . وتشاجرا طويلا ، وتعصبوا للكسائي دونه ، ثم وصله يحيى بعشرة آلاف ، فسار إلى بلاد فارس ، فاتفق موته بشيراز فيما قيل . وكان قد قصد الأمير طلحة بن طاهر الخزاعي .

وقيل : كان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته ، وانطلاق في قلمه .

قال إبراهيم الحربي : سمي سيبويه ، لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين ، بديع الحسن .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو زيد الأنصاري : كان سيبويه يأتي مجلسي ، وله ذؤابتان ، فإذا قال : حدثني من أثق به فإنما يعنيني .

وقال العيشي كنا نجلس مع سيبويه في المسجد ، وكان شابا جميلا نظيفا ، قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب بسهم في كل أدب مع حداثة سنه .

وقيل : عاش اثنتين وثلاثين سنة ، وقيل : نحو الأربعين . قيل : مات سنة ثمانين ومائة وهو أصح ، وقيل : سنة ثمان وثمانين ومائة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

سيبويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيبويه   سيبويه Emptyالثلاثاء أكتوبر 06, 2015 4:17 pm

دكتور خليل البدوي

بارك الله فيك

شرفت بمرورك

تحياتي و دعواتي

Shocked
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيبويه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
باسند - 51660
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
سيبويه Vote_rcap1سيبويه Voting_bar1سيبويه Vote_lcap1