عيد ميلاد

ضل عازفاًعن الزواج واستبعد حتى التفكير فيه اوالحديث عنه
و يتحاشى ان يفكر في شيء اسمه حب, فهناك خطوط حمراء وضعها تعزله عن هذا الشعور اوعن هذه الغريزة الانسانية

بعد ان اكنوى بنيرانه وهزم في احدى اهم معاركه ..
فبعد الصدمة التي احدثها فشل حبه من زميلته ,بان . فتاة احلامه
كما كان يعتقد ,وحبه الكبير الذي ولد في الجامعة ..
ولم يعش طويلاً...
فصديقي أشرف وبعد هذا الحادث قد تغير تفكيره كلياً وبدا بفلسفة جديدة وآراء مختلفة عن الحب والزواج لاتوافق اراء ووجهات نظر الاخرين ,,
فكان يعتقد ان الزواج والحب شيئان لارابط بينهما وليس من الضرورة ان يتزوج الرجل بامرأة يحبها او تحبه ,, ويكفي من المراْة حنانها واخلاصها كي تكون شريكة مثالية .فالحب براْيه
ماهو الا من المثاليات التي يتحدث عنها الناس لاوجود لها في عالم الحقيقة والواقع ,
كنت قريبا ل ْأشرف وكثيرا ماكنت اتحدث معه كي اثنيه عن بعض ارائه واقنعه بتجاوز ازمته وعبثا ماكنت افعل , فحبه الاول ل. بان
التي ادارت له ظهرها وتركته بعد تخرجهم , واستجابت لنداء الاغراء المادي ووافقت على قبول ألزواج من رجل يحمل شهادة عالية ويمتلك ثروة كبيرة , اغرتهاهذه الميزات بحياة مرفهة ومكانة تحسد عليها ’’
فبعد هذه الانتكاسة اصبح أشرف يعتقد ان المصالح المادية هي البديل الواقعي للحب باعتبار ان الحب ماهو الا خيال يملأ قلوب
مستغرقة في  الاحلام ,
دارت الايام وصديقي متمسكاً بافكاره لم يتنازل عنها ولم يكلف نفسه للبحث عن راي جديد
وفي مساء احد الايام اتصل به اخوه الاكبر(حسن )والذي يسكن مدينة كركوك  وهي  تبعد عدة ساعات عن بغدادالتي يقيم فيها اشرف وباقي الاسرة ,,
يدعوه ان يحضر عيد ميلاد ابنه البكر ,موضحا له انها مناسبة كي يراه بعد غياب مدة طويلة لم يلتقي الاخوين خلالها
وعند ظهر اليوم التالي استقل اشرف الحافلة التي تقله الى كركوك حيث يقيم  اخوه .. وبعد ساعات ثلاث كان اشرف يحمل حقيبته المتواضعة   يقف في الشارع الرئيسي ليستاجر تاكسي تنقله الى منزل اخيه ,ومضت دقائق قليلة ليكون اشرف وجها لوجه مع بوابة المنزل , طرق الجرس وبالاحظان استقبله الجميع . كانت الاجواء كلها تدل على استحضارات واضحة لهذه المناسبة. وكان هناك بعض من اصدقاء العائلة او الجيران يساعدون زوجة اخيه لاستكمال متطلبات الحفلة التي تبدو كبيرة ومهمة
بعد استراحة قصيرة جلس اشرف يتبادل الاحاديث مع اخيه حسن وزوجته ويلاعب اطفاله , دقائق مرت لم يكن منتبها جدا
شخص ما كان منتصبا امامه ,,,  اْحس بوجوده رفع راسه , كانت شابة بوجه قمري وقوام متجانس ورشيق وهي تقدم له كوب الشاي اربكته المفاجئة , لم يعرف كيف يتناول منها كوب الشاي لحظات غاب عن الوعي أفاق على حرقة شديدة تشتعل في
ساقه انتبه واذا بالشاي انسكب على ملابسه ووصلت حرارته الى جسمه .اصيبت الفتاة بدهشة وذهول ,استدارت وهرولت الى خارج البيت , وشغل الجميع بالحادث وتسائلوا فيما اذا كانت حروقه شديدة الا انه طمانهم بان الامر بسيط ماهي الا آلام خفيفة لاغير
قائلا لابأس ساغير ملابسي ,,,,
دخل الغرفة لتغيير ملابسه الا ان شيء ما لاحقه  هزه بعنف
ذلك الصوت وتلك الملامح وذاك النور الذي اشرق من وجه ملائكي ايقظ في داخله,.شعور غريب .سنا ضوء بزغ في قلبه
المظلم وفتح عينيه على أمر جديد ,كان اشرف يحدث نفسه ...يا الهي أهو الاعجاب أو الميل ؟أم ماذا ؟؟؟. ..
لايمكن أن يكون الحب ,,لايمكن لهذا الاحساس المستبعد ان يغمرني بهذه السرعة ,, وانامن ابعدته عني طويلا وبمليء ارادتي
لامكان له في قلب قد صدأت اقفاله !!!!!!
لكن عبثا لم يستطع ابعاد خيالها عن ناظريه  ولم يتمكن الا ان ينصت لصدى صوتها الرقيق , وهو يدلف الى مسامعه كسنفونية
ناعمة الانغام ..تناجي تلك الروح الموحشة المقفرة ...
اراد ان يضع حداً لهذا الحلم وان يصحو منه ,
حدث نفسه اذ لابد ان يعود لواقعيته كما يراها هو ,, لذلك
فقد عزم على امر .. فقرر الخلاص من هذه الهواجس بالابتعاد
عن الجو المثير لها ,,اذا لابد من العودة الى بغداد وفي الحال وعليه ان يغادر منزل اخيه والبحث عن عذر , اي عذر يمكنه
من السفر قبل حلول المساء ,,معتقدا ان في ذلك الابتعاد عن الاوهام التي وقع فريستاً لها كما كانت نفسه توحي له ,,
غير ملابسه واعد حقيبته ,, وتهيأ ليواجه اخيه بما أستجد
كان القلق قد اخذ منه الكثير فكل الاعذار لاتعني انه سيعود
بهذه السرعة دون ان يحضر عيدميلاد ابن اخيه  العزيز ,
خرج من الغرفة وفي قلبه عزم والافكار تتصارع في راسه
فكيف سيقنع اخوه وعائلته ,,؟؟؟
كاد ان يبدأ الكلام ويخبر اخيه بما عزم عليه !!!
الا ان الرياح كانت لاتسير وفق هواه وما اراده ,,
فكان وجها لوجه مع الشابة تدخل البيت مع شاب يحمل حقيبة طبية
رحب اهل الدار بالشاب وعلى ما بدى لاشرف انه طبيب وهم يعرفوه ,  اشارحسن  الى القادم قائلا : هذا اخي اشرف
ووجه كلامه لأشرف بالقول هذا دكتور مازن جارنا وصديق العائلة رحب كلُ بالاخر القى الطبيب نظره على ساق أشرف
طمانه ان الامر بسيط جدا لايحتاج الا لهذا المرهم واعطاه علبة من المرهم الطبي واستاذن بالانصراف ,,
هنا تقدمت الشابة الى اشرف بخجل وارتباك , وقفت امامه
وقالت : لااعرف كيف اعتذر لقد تسببت بآلام كبيرة لك هذا اليوم
ومن المؤسف ان يكون هذا وفي اولى ساعات وصولك ,, يبدو اني لم احسن استقبالك سيدي فاغفر لي ,,,
ولقد اصابني من الالم ما يفوق ما اصابك ....
ساسعد عندما اراك مساءاً وانت في احسن  حال !!!

كان أشرف اشبه بالغائب عن الوعي وهو يصغي لهذا السيل اللذيذ من الكلمات وذلك الصوت الرقيق ونبراته الجميلة ,لم يدري ما حل به وماذا فعلت بمشاعره هذه الامرأة الاسطورة لقد قلبت كل موازين تفكيره ,,.. اخيراً انتبه اذ كان عليه ان يقول لها شيئاً  ومد يده ليصافحها قائلاً:لاعليك لم يكن الا شيء بسيط وارجوان لاتشغلي ذهنك بما حصل , شكراً لك لاحضار الطبيب ,,سحبت يدها واختفت خارج البيت ..
هنا ادرك اشرف انه اصبح مقيداً بالتفكير بهذه الفتاة وان نداءاً خفيا
يمنعه من المغادرة , وان الاقدار قد غلبت روحه النافرة من الاحساس بالحب , فقال في نفسه ,,معك ايها القدر الى آخر محطاتك ,,

حل المساء واقيمت الحفلة وكانت تلك الشابة من اولى الحاضرات
كما كان لها دور في مساعدة زوجة صاحب الدار ,, اما أشرف فان نظراته لم تفارقها ,, وبدا مشغولا بها كثيراً ,,
وبعد اكمال الحفل وخروج المدعوين جلس افراد الاسرة
ليتبادلوا الاحاديث واشرف هو المحتفى به اليوم فاخوه وعائلته
يفتقدونه من مدة طويلة ,, لكن اشرف كان مشغول بشيءآخر..لم يطول انتظاره للفرصة فتوجه  الى زوجة اخيه مستفسرا : من هي هذه الشابة التي كانت هنا عصر هذا اليوم
اقصد التي قدمت لي الشاي ؟؟؟؟
احس الاخ  بماكان يدور في ذهن اخيه,اشرف ..
فاجابه على الفور : هي الانسة روناك
ابنة جارنا السيد ابو مازن .واخوها الدكتور مازن الذي
جاء لعلاجك عصر هذا االيم ,,
الانسة روناك تخرجت هذا العام من كلية الصيدلة
أضافت  زوجة الاخ ,, روناك شابه مهذبة ورقيقة
تصلح لك زوجة مثالية يا اشرف  ,, قالت هذه العبارة
وقد استدارت الى زوجها مبتسمة ,, كانها تطلب منه
مساعدتها لاكمال موضوع يشغل ذهن الزوجين ..
أطرق أشرف برأسه ليقول :: وما يدريكم انها ستوافق
قال حسن : أطمان لقد قرأنا ميلها لك مرسوما بالعيون ,,,
اترك الامر هذا فهو شأن النساء هن اقدر على حله ’’
مرت الساعات ثقيلة  وكان على اشرف ان يتاخر يوما اخر
كي يعرف كيف سترسي سفينته ,,,
في عصر اليوم التالي..
كان اشرف مشغول بمشاهدة التلفاز
عندما دخلت زوجة اخية التي كات يبدو عليها انها
كانت خارج البيت ,, لتخبرهم انها حددت موعدا
لزيارة عائلية لبيت ابو مازن ,, بعد صلاة العشاء
   من هذا اليوم,,,,


تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأديب الرائع أستاذ

أحمد حداد

للتجارب السابقة وقع أليم في النفوس

و قد تسيطر على أفكارنا و معتقداتنا طوال العمر

لتحرمنا الحياة و الوجود

و لكن في لحظة ما يتبدّل كل شيء و ننسى هذه الآلام

و نبدأ من جديد حياة أخرى أجمل و أحلى


قصة و لا أروع

من صميم الواقع

سردت بطريقة رائعة تجذب الإنتباه للوصول للنهاية

تسلسلت الأحداث بكل بساطة و عمق و كأنها شريط سينيمائي

يمر من أمامنا ليبهرنا بالأحداث و الأشخاص و الحوار

سلم القلم و راعيه

تحياتي و دعواتي

اديبنا الرائع استاذ احمد حداد 

قصه وا قعيه  جميله 

كثير من الناس عندما يصطدمون في بداية حياتهم بفشل في الحب 

يصابون بنوع من الاحباط بحيث يعتزلون حياة الحب و لن يفتشوا عنها مرة ثانيه 

و لكن القدر يكون لهم بالمرصاد و يقعون مرة ثانيه 

عاشت الايادي اخي 

و تقبل تحياتي

الاخ العزيز اديبنا الرائع الاستاذ احمد حداد

صاحب القصة اشرف مر في تجربة حب فاشلة وقاسية عليه لم يقدر يتحمل فشلها
فاصباته صدمة كبيرة بقت معششة في داخل نفسه

وكما يقال الصدمة دواءها بصدمة اخرى وبالفعل حصلت له حين التقى بروناك

التي هزنته من الاعماق وجعلته بلحظة لقاءها ينسى كل مامر به وكانه عاد للحياة التي قاطعها

كم هو جميل ان مثل اشرف يلتقي بمثل روناك

وجميل ان الانسان لابد يكون له امل بالغد لان ربما الغد يجلب له الخير والسعادة

قصة جميلة في معانيها وعمقها وسلاسة سردها

وهذا ليس غريب على ملك القصة احمد حداد

استمعت جدا بهذه القصة وقلمك الذي يتسحق التقدير

واسمح لي بختم القصة بختم التميز

دام بوحك ورقيك

تقبل مني ارقى التحايا

احلام شحاتة كتب:

الأديب الرائع أستاذ

أحمد حداد

للتجارب السابقة  وقع أليم في النفوس

و قد تسيطر على أفكارنا و معتقداتنا طوال العمر

لتحرمنا الحياة و الوجود

و لكن في لحظة ما يتبدّل كل شيء و ننسى هذه الآلام

و نبدأ من جديد حياة أخرى أجمل و أحلى


قصة و لا أروع

من صميم الواقع

سردت بطريقة رائعة تجذب الإنتباه للوصول للنهاية

تسلسلت الأحداث بكل بساطة و عمق و كأنها شريط سينيمائي

يمر من أمامنا ليبهرنا بالأحداث و الأشخاص و الحوار

سلم القلم و راعيه

تحياتي و دعواتي

الاستاذة الاديبةأحلام شحاتة

مرحباً وهذا المرور المعطر باريج الرقي

اسعدني ردك المفعم بالصدق والتحليل الدقيق

يشرفني ان ينال النص اعجابك ورضاك

تحياتي لك وسلم قلمك