أحبك يا ....

أيها الشتاء لا ترحل

فأنا لم أرقص معه بعد تحت المطر
و لم أرح رأسي على كتفه
منذ سكب قصائده في أذني
و أنا لازلت تحت تأثير الدهشة
لم أفق من غفوتي
قطراتك على نافذتي
ترسم ملامحه
تنقش حروف إسمه
و تكتب موعدا للقاء قريب
فلتبق أيها الشتاء أو لترحل
فأنا ما زلت على الطرقات
وحدي أنتظر

تفرّ الأيام هاربة من بين أيدينا و نحن نقف على حافة الإنتظار يقتلنا الشوق لمن رحلوا بلا عودة

صوّبت قلبي نحو دربك علّي أهتدي إلى قلبك .. فضللت الطريق .

لكأنّك تريد شيئاً مميّزاً أخصّك به وحدك حين ألتقيك .. و قد سلّمت بأن إبتسامتي المطبوعة في ذاكرتك لازالت مرسومة على شفتيّ .. سأنظر لك مليّاً بعين الدهشة .. و أمدّ يديّ بكل لهفة و بشوق السنين .. قد أخفي وجهي بين يديك .. ستقول لي ..( حبيبتي .. مليكتي .. أميرتي .. أميرة الأحلام .. صدري براح و حدائق ورد ).. و أنا سأقترب منك أكثر و أكثر .. و أجعلك تذوب بين شفتيّ كقطعة سكّر .. ستنسى إسمك وقتها فلا تتذكّر .. سوى أنّك تتمشّى معي .. في وادي عبقر ..

البحر يعرفك
يعرف أن الظمأ بلغ منك مبلغه
و تشتهي رشفة ماء
يعرف أنك مهما شربت لسوف تظمأ من جديد
ليس لأن مياهه ملحة كما يعتقد الناس و لكن ..
لأن حبّك لمياهه لا يرويك مهما شربت
فتطلب دوما المزيد و المزيد
و هو لا يبخل على من يحب
يعطي و يمنج
بدون حساب
البحر كريم على من يحب

أنا جنيّة البحر
إبنة الموج
لا إسم لي
مسحورة منذ آلاف السنين
قلبي............
أراه بركانا خامدا
لي في البحر بيت .. و مهد
أسكن محارة ..
سجينة الأمواج . أحلم بالحريّة
طريق الحلم طويل
بدأته قبل أن أولد
و لن ينتهي حتى بعد موتي
سيكون البحر مقبرتي

في عالم الأحلام متسع من الوقت
لأن الواقع دوما مرير
لكن مهما كان عالم الأحلام
فهو دوما يسكن الخيال فقط
أما الواقع فنحن فيه غارقون
نحاول أن نتشبّث بخيط رفيع ينجينا
الواقع يجذبنا نحو الأرض
نستسلم له أحيانا
و نقاومه أحيانا أخرى
و الذكي هو من يستطيع أن يوفّق بينهما
أن يعيش في المابين بين
حتى لا يخسر كل شيء

ليتني أمضي معك على جسر القرية
نستقبل الغروب سويا و الفجر و الشروق
نتنسّم الهواء النقيّ
نغنّي سويّاً
نمرح كالأطفال و نجري
تغرّد الطيور معنا
و تهبّ نسمات الهواء
تراقص الزرع
نستريح في ظلّ شجرة
و نغفو لبضع قرون

أحلام شحاته

سألت القلب و هو ذاهب إلى درب الحب

و في أتون العشق ينصهر

أتتركني ؟ و قد عشت معي زمناً

فلم يلتفت لي

سألته أن يعود فقال :

لازلت أبسمل و لم أقرأ بعد فاتحة الحب

فتعالي معي

و لأنّي أخشى عليه ..

دخلت معه الأتون لأحترق

لا تسألني

عن دمعة عيني حين تعترف لي بحبّك

و لا تسألني عن فرحتي حين ألقاك

و لا تسألني كيف مرّ العمر بدونك

و لا تسألني عن ذهولي حين تحادثني فلا أدري ما أقول

و لا تسألني عن حروف إسمي الضائعة في حروفك

و لا تسألني عن ملامحي التي تسكن مرآتك

و لا تسألني عن صوتك الساكن حنجرتي

و لا تسألني كيف أنّي أراك و أنا مغمضة العينين
|

سأحكي للبحر حكاية عشقي

سأبوح له بأسراري

سأودع همساتي في محارة

أخفيها هناك في العمق

فلا يصل إليها إنس و لا جان

سأغرّد بأشعاري فتختلف الأمواج

عن مسيرتها و تتوه عن الشطآن

و ينسى البحر أنه بحر

فيتوه بين حروفي

و يتلاشى في نبراتي

أمتزج معه و أتوحّد

ننصهر سويّا

فلا ندري أيّنا أنا و أيّنا البحر

كن بخير لأجلي .. ياخير من سكن قلبي