منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
رباعيات في حبك
عبق ذكراك بقلمي مونتاجي والقائي الصوتي
عبارات عن القرآن في رمضان
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:20 am
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:01 am
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نوره الدوسري
نائبة المدير العام سابقا
اديبة وقاصة سعودية - مهرة اشتياق

نوره الدوسري

انثى
تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد المشاركات : 8809
نقاط التقييم : 15343
علم بلدك : Saudi السعودية

قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Empty
مُساهمةموضوع: قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد    قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Emptyالخميس سبتمبر 12, 2013 1:00 am





قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا
محمود حامد
ما أكثر التجارب الشعرية في هذه الأيام، وما أقل الشعر، وما أقل الشعرية.. كذلك حيث ما ينزفه الحبر الرمادي من كتابات عابرة، لا يساوي قيمة الورق الذي يكتب عليه، ولا قيمة الوقت المهدور في هشاشة ما كتب، وأصبحت عين النقد تميل عن الشعر لما آل إليه حاله، والوجدان لا تمسّه تلك الرعشة الآسرة كلما هبت عليه نسائم الشعر الحقيقية، وكلما حمله مغناه الشجي إلى عوالم لا تدرك بالحواس، ولا يمكن تأويل مداها الغيبي بعين القراءة البصرية، إذا كانت عين قراءة البصيرة قد عجزت عن التأويل لروعة جمالية روح القصيدة، وهي تنأى بقرائها عن محسوس الكينونة المادية، إلى غيهب المطلق الروحي لتجعل من متعة القراءة متعتين متعة التلذذ بالشعر كمتعة تلذذ الأرض بالمطر، كيف تكون نكهة رائحة التراب بعد المطر!!؟ ومتعة الصعود إلى معراج ملكوت الشعر.. حيث الانعتاق من الأسر الكوني المادي، والتحرر من قيود الحياة إلى فضاء الغياب، وراحة الفكر والروح من عناء الوجود بهمومه وملابساته وهيكليته الفانية إلى مطلق الخلود حيث الحرية والخلاص والشفافية الأخاذة بسحر مغناها ومعناها والمتبغى الصاعد إليها بفقه المغنى، وسحر المعنى، وروعة البيان!!! إن الوقفة أمام القصيدة الحقيقية تستدعي استحضار ملكات القارئ جميعها، إنها طقس خاص،، يجمل روعة المشهد بالتأثرات اللذيذة التي تطرأ على ذات القارئ، ووجدانه، وأحاسيسه، وخياله، ومخيلته، وذهنيته، ومفردات كيانه الكلية والتي عليها أن تتفاعل مع القصيدة وتدخل في كينونة نسيجها، وكأن العلاقة بينهما علاقة الروح بسحر التجلي.
هذا المدخل، والذي لا بد منه يجعلنا أمام كل تجربة شعرية نقف متسائلين بحدّة، هل بلغت التجربة التي بين أيدينا جمال وجلال ما ذهبنا إليه في ذاك المدخل، وهل استطاعت أن تمس فينا بحرارة اندفاعها وانهمارها مراكز النشوة فينا كما تستيقظ نشوة الأرض بجنون غامر بعد انهمار المطرا.؟ لتكون النكهة المشتركة بينهما فوق حدود المعقول والمتصور، فإن لم تكن التجربة هكذا أو أكثر، فمثلها مثل غبار الحبر الرمادي.. يأتي سدى، ويذهب سدى.. كأن شيئاً لم يكن!!؟ إلا ضياع الوقت، ورثاء ما جاء عابراً، وذهب عابراً، من خلال كتابات عابرة لم تستوقفنا إلا كما تستوقف الريح نحيب الناحبات على القبور، ثم تكنس العاصفة بعدها صدى الأصوات التي ملّت من نحيبها الشاهدات!!؟ في تجارب شعرنا الفلسطيني تبرز فلسطين أولاً، وتبرز دائماً وكذلك تظهر مجدداً في نهايات المغنى الفلسطيني، وهذا ما حتمه الواجب تجاه قضية التاريخ المعاصرة، وتجاه ذاك المسمى الذي عاش في الوجدان، وحفظته الذاكرة في مداها البعيد العالي كما تحفظ أعالي الجبال صدى النايات الحزينة على امتداد آفاقها الشاسعة:
*..... يا أيها الوطن الجميل
ما عاد لي غصن لأشدو فوقه
ما عدت احترف الهديل
كل الحمائم سافرت..
وبقيت وحدي بين أنياب الرحيل
يا أيها الوطن الجميل
كل الأحبة راهنوا...
أني سأرحل عن ربوعك...،
نحو منتجع بديل
لكنني...،
رغم التمزّق في انتظار المستحيل
وبرغم أسوار المنافي والسجون
سأظل أبحر في عيونك جمرة،
سأظل أحترف الجنون
وأظل احترف الجنون
بدايةً أذكر بتناسل غالبية مفردات القصيدة الفلسطينية من منهل قاموسي واحد لدى الكثير جداً من شعرائنا الفلسطينيين المعاصرين، وذاك التشابه شبه المطلق بين تجارب أولئك الشعراء حيث كانت رؤيتي، بعد الاطلاع على التجارب كافة، أن أطلق عليها (تجربة الأصوات العدة في صوت شعري واحد... هو صوت كورال الإنشاد الجماعي، أو الكورال الواحد للمغنى الشعري الواحد، والعكس تماماً في جيلنا جيل الستينات... أعظم جيل شعري على الإطلاق، ولا أبالغ في ذلك، لان تلك القولة المأثورة جاءت على ألسنة مبدعي الامة على امتداد الوطن، والدليل على فرادة كل تجربة لأولئك الشعراء... أن كل اسم فيهم علم شعري بارز... مستقل الذات والشعرية عن الآخرين، وعلى وجه الخصوص تجارب الشعراء الفلسطينيين في سورية أساتذة الشعر والبيان والقصيدة الخالدة: صالح هواري، فواز عيد، محمود علي السعيد، محمود مفلح، خالد أبو خالد، أحمد دحبور، عبد الكريم عبد الرحيم، محمد لافي (غالبية شعره وهو في سورية) وآخرون كثيرون، حتى أولئك الذين جاؤوا فيما بعد، وتعاقبوا على تلك الساحة: ماهر رجا، جهاد حمدان، بيسان أبو خالد، زهرة الكوسى، إبراهيم سلامة، غازي الناصر، ومن جيلنا راسم المدهون، وابنهُ غياث من الشباب المعاصرين وهناك عصام ترشحاني، ويوسف طافش، ثم شعراء الرعيل الأول: الكرمي أبو سلمى، ويوسف الخطيب، وحسن البحيري...
شعراء... فخرت وتفخر بهم فلسطين على امتداد الأجيال، ومع ذلك، فكل صوت شعري غنى فلسطين الوطن ووطن العروبة الكبير فهو جزء مهم من تاريخنا الشعري المعاصر، مع التنويه باختلاف التجارب، والتفاوت القيمي والمعياري بينها.
ووقفتنا اليوم مع شاعر آخر من فلسطين، نضمّ صوته لصوت كورال فلسطين الجماعي، والذي يشكل مغنى واحد القيمة والعمر والصوت... وهو الشاعر مصطفى الآغا، والذي عشنا تجربته الشعرية بتفاصيلها ومبناها الشعري، ومعانيها المستقاة من جراح مأساة فلسطين الدامية، والشاعر أخلص للوطن وجداناً وحميةً، وقصيدةً، ولقد اجتهد فيما قدّم من مغنى جماهيري حماسي، ونأمل منه ومن أصحاب الأقلام الشعرية المعاصرة أن يرقوا بالقصيدة الفلسطينية إنسانياً وإبداعياً حتى تبلغ ذلك الملكوت الذي خط اتساع مداه شعراء فلسطين المبدعون الرائعون....
- الشاعر مصطفى الآغا من مواليد مدينة خان يونس بتاريخ 6/10/1954 م، قامت السلطات الصهيونية باعتقاله بتاريخ 17/10/1969 م، ثم تقرر إبعاده إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن عن طريق وادي عربة وذلك بتاريخ: 25/5/1972 م.
- درس الشاعر في مصر، وتخرج بعد ذلك من كلية التجارة، بجامعة الإسكندرية.
- صدرت له المجموعة الشعرية الاولى عام 1977 م، في القاهرة تحت عنوان: (اعترافات).
- وصدرت مجموعته الثانية بعنوان: (النورس) عام 2004 م، أيضاً في القاهرة،
والشاعر عضو في اتحاد كتاب مصر، وعضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين فرع جمهورية مصر العربية.. وهو عضو في العديد من المنتديات والمجموعات الأدبية، منها: جماعة الفجر الأدبية، والمذكور مدير تحرير مجلة الفجر التابعة للمجموعة المذكورة، وعضو في جماعة فضفضة الأدبية، ونادي شعراء العروبة، وملتقى الثلاثاء الادبي (حزين عمر) وملتقى الأربعاء الأدبي (الورداني ناصف)، ورابطة الأدب الحديث... نشر قصائده في العديد من الصحف والمجلات العربية، وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية، والندوات الأدبية، وما يزال يزاول نشاطه الأدبي في محافظات مصر كافة... تجربته الشعرية تمتاز بلغة جيدة، وعبارات سهلة جماهيرية مباشرة، حيث عانى الشاعر مرارة النكبة وضراوة الاعتقال لذا جاء صوته النفسي شعراً مباشراً هادراً، وشعره يميل للبساطة، دون الميل للتعقيد والرموز المبهمة، يشارك الكثير من الأصوات المعاصرة لغة المقاربة الشعرية، والتقارب حد التوحد صوتاً، وشعراً، وهو يطور تجربته للأفضل، ولكنه ما زال أسير التكرارات، والمراوحة في دائرة الشعر المنغلق على صوت شعري أحادي وقد لاحظنا في المقطع الأول الذي أوردناه تمام التطابق مع الكثير والكثير جداً من تجارب الراهن الشعرية، ومع ذلك فاستقامة الوزن عنده، وبساطة الأسلوب ومغناه العربي الفلسطيني، وسهولة الألفاظ ووضوح المعاني تؤهله أن يخطو أكثر فأكثر في العمق الأعمق لمحيط الشعر.
ولو أردنا مراجعة المقطع من الناحية الفنية لوجدنا أولاً: جملة يا أيها الوطن الجميل تكررت آلاف المرات في القصيدة العربية، وأنياب الرحيل تدلّ على قسوة انكسار الشاعر تحت وطأة تلك الانياب، مع أن إرادة الشاعر أحد وأقوى، وهو الذي يعلم الأجيال، الصبر، والصّمود والمقاومة، ونرفض قصائد البكاء النوّاحة، والشاعر يذهب بعيداً في ذلك.. ثم تشبيه الوطن بالمنتجع فهذا غير لائق، ولا مقبول على الإطلاق، فالوطن دائم، والمنتجع رحلة استجمام عابرة.. وهذا لقوله: إني سأرحل عن ربوعك نحو منتجع بديل، والملاحظ اختيار العبارات والمفردات في اللحظات الأولى للشعر، واستسهال وضعها كما هي دون الدخول في تفاصيل إعادة القراءة والمراجعة، بل البعد تماماً عن إيحاء المخيلة وبراعة الصورة، والتركيب الشعري الموحى والذي يشد القارئ بقوة.
كما أن للشاعر هفوات وهنات شعرية مستغربة في ضبط إيقاع التفاعيل أحياناً، والوقوف على ساكن في غير محله إذا كانت القصيدة مدوّره التفعيلة... وأخطاء إملائية غير مقبولة، ولا معقولة، فمثلاً... مفردة خوزات غلط شنيع جداً، والصح: خوذات، ولن نقف عندها كثيراً، بل سنتجاوز ذلك إلى مواضيع شعرية أخرى، وغالبيتها عن فلسطين وهموم الوطن والقضية، والقليل من الشعر عن أمور اخرى، وهذا يجعلنا نقارب فيما ذهب إليه الشاعر من كينونة انتمائه الوطني، وهويته القومية:
2 * .......... والوطن الممتد من البحر إلى البحر
تعبت عيناه، وأدمن ألعاب الحاسوب، وأفلام الرعب،
فغادر ساحات الشرف إلى المتعة كي ينسى:
لون الدم، وطعم الجرح، ورائحة الموت القادم
مع نشرات الأخبار
أتسوّل فوق رصيف الغربة كفناً،
ألأني أخشى الموت غريباً!!؟،
قالتها يوماً قارئة الكف، وقالت:
ستعيش طويلاً، وتعيش طويلاً،
لكن... ستموت غريباً!!!،
أتمنى أن تخطئ كلمات العرّافة
لأعيش قليلاً في وطني...
*
أولاً: أما أن الوطن تعبت عيناه، وأدمن ألعاب الحاسوب وأفلام الرعب: فهذا هراء عابر فالوطن/ فلسطين غير ذلك... إنها بقداسة اسمها فوق كينونة الوجود والأسماء، وإذا كانت الجملة مجازية، فهي أيضاً مرفوضة حيث يعني بها الأجيال الراهنة، وليعد إلى محمد الدرة، وآيات الأخرس، وفارس عودة، ووفاء إدريس ليقف على حقيقة تلك الطفولة المبرعمة للثأر والاستشهاد، وليس لغير ذلك.
ثانياً: ثم ماذا بك أيها الشاعر الثائر المقاوم!!؟ وأنت ابن خانيونس، وابن فلسطين الصابرة المقاومة الظافرة بقدر الله وبشائر القرآن الكريم تستجدي كفناً في غربة تحكم على نفسك من خلالها أنك ميت على أرصفتها مهاناً ذليلاً.. ما هكذا يكون الشعر والموت، فاسأل أطفال وشعراء فلسطين كيف يبعثون من موتهم المجيد الحياة اللائقة لوطنهم، وأمتهم، ثم ممن تستقي أخبار كينونتك المهانة!!؟ من عرّافة كاذبة!!؟.
ثالثاً: والأفدح قولاً وقيمةً شعرية يلبسها الهوان للصميم:
أتمنى أن تخطئ كلمات العرّافة،
والأنكى: لأعيش قليلاً في وطني!!؟ أي أمنية قبرتك في كهوف المهانات قبل موتها وموتك، ولا كانت عودة تتصور العيش قليلاً في وطنها.. لأن منفاها:
(أبدي ومحتّم)!!؟
ثم كلمة (تخطئ) ليست بحاجة نقطتين تحت الياء!!؟
من المقاطع الجميلة عند الشاعر مصطفى الآغا، وهذا يثبت القدرة لديه على استلهام الجميل من الشعر:
3 * ..... بين البداية، وانحرافات الطريق دمي،
وأبواب الزنازن،
والمطارات التي يبست على أبوابها قدماي
ما عاد يطربني النشيد
صوتي هناك تركته بين الأزقّة
منشداً لحن الخلود
ورحلت يوماً... كي أعود
يعني!! شيء من الشعر معقول، وقليل من تلك النكهة العذبة يمكن أن تعيد ذلك النغم الشجي لمجراه ونداوته، والقصيدة ريحانة الرّوح، والنسمة التي تطفئ غليل الموجعين لقطرة البوح والغناء!!!
وفي هذا الخضم الهائل من المكابدات، بين الصعود مع القصيدة، صعود الموج في العاصفة، والهبوط المباغت لحظة انكسار موج الكلمات على ضفاف من رعاف الحجارة أجهدوها في إبعادها عن ساح فعلها المقاوم فوق تراب أرضها، هكذا موجة الشعر تصعد وتهوي بفعل الاقتراب المباشر من جمر القصيدة، والذي يخلع رماده ليتوهج من جديد، أو يخبو في طوفان الرّماد لينكسر مغناه في ذاك الوجع الرّمادي، وبين هذا وذاك.. بين الجمر والرّماد تنهض القصيدة أحياناً، تنفض عنها رمادها، وتَتَدَثَّر بوجع جمرها الجوري، ثم تغني:
4 * ...... فاض الحنين لمقلتيه فلم يجد درب الرجوع إلى البيادر،
فاستراح على رصيف بارد ، والريح تعوي
جسد أنا والريح تعوي والمدينة أطفأت أنوارها
والعائدون تقاطروا
مرّوا وما ردوّا السلام
ماذا يهم إذا تأخر نورس عن سربه!!؟
ماذا يهم إذا اشتكى!!؟
ماذا يهم إذا بكى!!؟
ماذا يهم إذا تغير لونه!!؟
مما تناثر من دخان الحافلات!!؟
رسم الدخان لمقلتيه سحابة الوجع القديم فظل يبكي ثم عاد إلى الرصيف محملاً بالذكريات
لكنه
بدأ الغناء ولم يمت.
لعل هذا المقطع من أجود ما قرأنا لمصطفى الآغا، فيه روح الشعر، والحقيقة أن الروح هي التي تكتب الشعر، ولكن هل يعقل لا نقطة، ولا فاصلة، ولا تقطيع جيد للمقطع، ولهاث وراء جملة لا حدود لامتدادها!!؟
هكذا حال غالبية الشعراء المعاصرين، يفقدون القصيدة نكهتها كقصيدة، حتى من خلال الإطالة للجملة الشعرية في سطر واحد مع غياب النقاط والفواصل وتلك من لوازم القصيدة المهمة تماماً كالموسيقى والإيقاع، وتوالي الجمل في موسيقى أنساقها كموسيقى مغناها، وأسمح لنفسي بالتورط في لعبة الشعر على طريقتي في هذا المقطع لبيان الأهمية والروعة في ذلك.
*... فاض الحنين بمقلتيه، فلم يجد
درب الرجوع إلى البيادر،
فاستراح على: رصيف بارد،
والرّيح تعوي!!!
جسد أنا، والريح تعوي،
والمدينة أطفأت أنوارها...،
والعائدون تقاطروا...،
مرّوا وما ردّوا السلام
ماذا يهم إذا تأخر نورس
عن سربه!!؟
ماذا يهم إذا اشتكى!!؟
ماذا يهم إذا بكى!!؟
ماذا يهم إذا تغير لونه!!؟
مما تناثر من دخان الحافلات!!؟
رسم الدخان بمقلتيه:
سحابة الوجع القديم، فظل يبكي،
ثم عاد إلى الرصيف محملاً بالذكريات!!!
لكنّه...،
بدأ الغناء، ولم يمت!!!
و هكذا ،يكون المقطع الواحد قد غدا قصيدة رائعة متكاملة النسج و البهاء ،مهيأةً للقارئ لتكون قراءتها متعة شهد الشعر ،تجربة الشاعر مصطفى الآغا تجربة واعدة ، و لديه ممكنات هائلة للشعر ، و لكنها تعلو لتصبح جمرةً من توهج الياقوت ،و تخبو و تهبط لتغدو هَبَّاب الرماد في عين العاصفة ،و بين هذا انتظار حارق لقصيدة تنهض لتشعلنا بهبوبها الآسر كرعشة الندى لحظة تعانق في فجر التسبيح و النهوض للحياة رعشة عشبةٍ تستيفظ من غفوتها للحياة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد    قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Emptyالجمعة نوفمبر 15, 2013 6:51 am

دراسه جميله ذات جهد واضح فى جلب الحقائق وتفنيد المعانى...سلمت يداكى لرائع ماتطرحين....لك كل الود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد    قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Emptyالثلاثاء يناير 14, 2014 1:04 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد    قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Emptyالأربعاء يناير 22, 2014 6:07 pm

أديبتنا القاصة القديرة
من بحور أدبياتك النيرة
كان لنا وقفة ميسرة
لموضوع فيه الرقي
ينضح بعد كل عبارة
أشكرك على روعة ما قدمتي
وعلى إثراءكِ لمكتبة فاخرة
وأشكرك على هذه الدراسات القيمة
وعلى إنتقاءاتكِ الأديبة المهمة 
التي تجلت هنا بأجمل المعاني 
وبدراسة مفصلة باللغة والمباني
أديبتنا نورة الدوسري
لكِ ولروحكِ الأحداق شاكرة
مع أصدق تحياتي ومحبة وافرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد    قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Emptyالثلاثاء أغسطس 12, 2014 6:20 am

نوره الدوسري كتب:




قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا
محمود حامد  
ما أكثر التجارب الشعرية في هذه الأيام، وما أقل الشعر، وما أقل الشعرية.. كذلك حيث ما ينزفه الحبر الرمادي من كتابات عابرة، لا يساوي قيمة الورق الذي يكتب عليه، ولا قيمة الوقت المهدور في هشاشة ما كتب، وأصبحت عين النقد تميل عن الشعر لما آل إليه حاله، والوجدان لا تمسّه تلك الرعشة الآسرة كلما هبت عليه نسائم الشعر الحقيقية، وكلما حمله مغناه الشجي إلى عوالم لا تدرك بالحواس، ولا يمكن تأويل مداها الغيبي بعين القراءة البصرية، إذا كانت عين قراءة البصيرة قد عجزت عن التأويل لروعة جمالية روح القصيدة، وهي تنأى بقرائها عن محسوس الكينونة المادية، إلى غيهب المطلق الروحي لتجعل من متعة القراءة متعتين متعة التلذذ بالشعر كمتعة تلذذ الأرض بالمطر، كيف تكون نكهة رائحة التراب بعد المطر!!؟ ومتعة الصعود إلى معراج ملكوت الشعر.. حيث الانعتاق من الأسر الكوني المادي، والتحرر من قيود الحياة إلى فضاء الغياب، وراحة الفكر والروح من عناء الوجود بهمومه وملابساته وهيكليته الفانية إلى مطلق الخلود حيث الحرية والخلاص والشفافية الأخاذة بسحر مغناها ومعناها والمتبغى الصاعد إليها بفقه المغنى، وسحر المعنى، وروعة البيان!!! إن الوقفة أمام القصيدة الحقيقية تستدعي استحضار ملكات القارئ جميعها، إنها طقس خاص،، يجمل روعة المشهد بالتأثرات اللذيذة التي تطرأ على ذات القارئ، ووجدانه، وأحاسيسه، وخياله، ومخيلته، وذهنيته، ومفردات كيانه الكلية والتي عليها أن تتفاعل مع القصيدة وتدخل في كينونة نسيجها، وكأن العلاقة بينهما علاقة الروح بسحر التجلي.
هذا المدخل، والذي لا بد منه يجعلنا أمام كل تجربة شعرية نقف متسائلين بحدّة، هل بلغت التجربة التي بين أيدينا جمال وجلال ما ذهبنا إليه في ذاك المدخل، وهل استطاعت أن تمس فينا بحرارة اندفاعها وانهمارها مراكز النشوة فينا كما تستيقظ نشوة الأرض بجنون غامر بعد انهمار المطرا.؟ لتكون النكهة المشتركة بينهما فوق حدود المعقول والمتصور، فإن لم تكن التجربة هكذا أو أكثر، فمثلها مثل غبار الحبر الرمادي.. يأتي سدى، ويذهب سدى.. كأن شيئاً لم يكن!!؟ إلا ضياع الوقت، ورثاء ما جاء عابراً، وذهب عابراً، من خلال كتابات عابرة لم تستوقفنا إلا كما تستوقف الريح نحيب الناحبات على القبور، ثم تكنس العاصفة بعدها صدى الأصوات التي ملّت من نحيبها الشاهدات!!؟ في تجارب شعرنا الفلسطيني تبرز فلسطين أولاً، وتبرز دائماً وكذلك تظهر مجدداً في نهايات المغنى الفلسطيني، وهذا ما حتمه الواجب تجاه قضية التاريخ المعاصرة، وتجاه ذاك المسمى الذي عاش في الوجدان، وحفظته الذاكرة في مداها البعيد العالي كما تحفظ أعالي الجبال صدى النايات الحزينة على امتداد آفاقها الشاسعة:
*..... يا أيها الوطن الجميل
ما عاد لي غصن لأشدو فوقه
ما عدت احترف الهديل
كل الحمائم سافرت..
وبقيت وحدي بين أنياب الرحيل
يا أيها الوطن الجميل
كل الأحبة راهنوا...
أني سأرحل عن ربوعك...،
نحو منتجع بديل
لكنني...،
رغم التمزّق في انتظار المستحيل
وبرغم أسوار المنافي والسجون
سأظل أبحر في عيونك جمرة،
سأظل أحترف الجنون
وأظل احترف الجنون
بدايةً أذكر بتناسل غالبية مفردات القصيدة الفلسطينية من منهل قاموسي واحد لدى الكثير جداً من شعرائنا الفلسطينيين المعاصرين، وذاك التشابه شبه المطلق بين تجارب أولئك الشعراء حيث كانت رؤيتي، بعد الاطلاع على التجارب كافة، أن أطلق عليها (تجربة الأصوات العدة في صوت شعري واحد... هو صوت كورال الإنشاد الجماعي، أو الكورال الواحد للمغنى الشعري الواحد، والعكس تماماً في جيلنا جيل الستينات... أعظم جيل شعري على الإطلاق، ولا أبالغ في ذلك، لان تلك القولة المأثورة جاءت على ألسنة مبدعي الامة على امتداد الوطن، والدليل على فرادة كل تجربة لأولئك الشعراء... أن كل اسم فيهم علم شعري بارز... مستقل الذات والشعرية عن الآخرين، وعلى وجه الخصوص تجارب الشعراء الفلسطينيين في سورية أساتذة الشعر والبيان والقصيدة الخالدة: صالح هواري، فواز عيد، محمود علي السعيد، محمود مفلح، خالد أبو خالد، أحمد دحبور، عبد الكريم عبد الرحيم، محمد لافي (غالبية شعره وهو في سورية) وآخرون كثيرون، حتى أولئك الذين جاؤوا فيما بعد، وتعاقبوا على تلك الساحة: ماهر رجا، جهاد حمدان، بيسان أبو خالد، زهرة الكوسى، إبراهيم سلامة، غازي الناصر، ومن جيلنا راسم المدهون، وابنهُ غياث من الشباب المعاصرين وهناك عصام ترشحاني، ويوسف طافش، ثم شعراء الرعيل الأول: الكرمي أبو سلمى، ويوسف الخطيب، وحسن البحيري...
شعراء... فخرت وتفخر بهم فلسطين على امتداد الأجيال، ومع ذلك، فكل صوت شعري غنى فلسطين الوطن ووطن العروبة الكبير فهو جزء مهم من تاريخنا الشعري المعاصر، مع التنويه باختلاف التجارب، والتفاوت القيمي والمعياري بينها.
ووقفتنا اليوم مع شاعر آخر من فلسطين، نضمّ صوته لصوت كورال فلسطين الجماعي، والذي يشكل مغنى واحد القيمة والعمر والصوت... وهو الشاعر مصطفى الآغا، والذي عشنا تجربته الشعرية بتفاصيلها ومبناها الشعري، ومعانيها المستقاة من جراح مأساة فلسطين الدامية، والشاعر أخلص للوطن وجداناً وحميةً، وقصيدةً، ولقد اجتهد فيما قدّم من مغنى جماهيري حماسي، ونأمل منه ومن أصحاب الأقلام الشعرية المعاصرة أن يرقوا بالقصيدة الفلسطينية إنسانياً وإبداعياً حتى تبلغ ذلك الملكوت الذي خط اتساع مداه شعراء فلسطين المبدعون الرائعون....
- الشاعر مصطفى الآغا من مواليد مدينة خان يونس بتاريخ 6/10/1954 م، قامت السلطات الصهيونية باعتقاله بتاريخ 17/10/1969 م، ثم تقرر إبعاده إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن عن طريق وادي عربة وذلك بتاريخ: 25/5/1972 م.
-       درس الشاعر في مصر، وتخرج بعد ذلك من كلية التجارة، بجامعة الإسكندرية.
-       صدرت له المجموعة الشعرية الاولى عام 1977 م، في القاهرة تحت عنوان: (اعترافات).
-       وصدرت مجموعته الثانية بعنوان: (النورس) عام 2004 م، أيضاً في القاهرة،
والشاعر عضو في اتحاد كتاب مصر، وعضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين فرع جمهورية مصر العربية.. وهو عضو في العديد من المنتديات والمجموعات الأدبية، منها: جماعة الفجر الأدبية، والمذكور مدير تحرير مجلة الفجر التابعة للمجموعة المذكورة، وعضو في جماعة فضفضة الأدبية، ونادي شعراء العروبة، وملتقى الثلاثاء الادبي (حزين عمر) وملتقى الأربعاء الأدبي (الورداني ناصف)، ورابطة الأدب الحديث... نشر قصائده في العديد من الصحف والمجلات العربية، وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية، والندوات الأدبية، وما يزال يزاول نشاطه الأدبي في محافظات مصر كافة... تجربته الشعرية تمتاز بلغة جيدة، وعبارات سهلة جماهيرية مباشرة، حيث عانى الشاعر مرارة النكبة وضراوة الاعتقال لذا جاء صوته النفسي شعراً مباشراً هادراً، وشعره يميل للبساطة، دون الميل للتعقيد والرموز المبهمة، يشارك الكثير من الأصوات المعاصرة لغة المقاربة الشعرية، والتقارب حد التوحد صوتاً، وشعراً، وهو يطور تجربته للأفضل، ولكنه ما زال أسير التكرارات، والمراوحة في دائرة الشعر المنغلق على صوت شعري أحادي وقد لاحظنا في المقطع الأول الذي أوردناه تمام التطابق مع الكثير والكثير جداً من تجارب الراهن الشعرية، ومع ذلك فاستقامة الوزن عنده، وبساطة الأسلوب ومغناه العربي الفلسطيني، وسهولة الألفاظ ووضوح المعاني تؤهله أن يخطو أكثر فأكثر في العمق الأعمق لمحيط الشعر.
ولو أردنا مراجعة المقطع من الناحية الفنية لوجدنا أولاً: جملة يا أيها الوطن الجميل تكررت آلاف المرات في القصيدة العربية، وأنياب الرحيل تدلّ على قسوة انكسار الشاعر تحت وطأة تلك الانياب، مع أن إرادة الشاعر أحد وأقوى، وهو الذي يعلم الأجيال، الصبر، والصّمود والمقاومة، ونرفض قصائد البكاء النوّاحة، والشاعر يذهب بعيداً في ذلك.. ثم تشبيه الوطن بالمنتجع فهذا غير لائق، ولا مقبول على الإطلاق، فالوطن دائم، والمنتجع رحلة استجمام عابرة.. وهذا لقوله: إني سأرحل عن ربوعك نحو منتجع بديل، والملاحظ اختيار العبارات والمفردات في اللحظات الأولى للشعر، واستسهال وضعها كما هي دون الدخول في تفاصيل إعادة القراءة والمراجعة، بل البعد تماماً عن إيحاء المخيلة وبراعة الصورة، والتركيب الشعري الموحى والذي يشد القارئ بقوة.
كما أن للشاعر هفوات وهنات شعرية مستغربة في ضبط إيقاع التفاعيل أحياناً، والوقوف على ساكن في غير محله إذا كانت القصيدة مدوّره التفعيلة... وأخطاء إملائية غير مقبولة، ولا معقولة، فمثلاً... مفردة خوزات غلط شنيع جداً، والصح: خوذات، ولن نقف عندها كثيراً، بل سنتجاوز ذلك إلى مواضيع شعرية أخرى، وغالبيتها عن فلسطين وهموم الوطن والقضية، والقليل من الشعر عن أمور اخرى، وهذا يجعلنا نقارب فيما ذهب إليه الشاعر من كينونة انتمائه الوطني، وهويته القومية:
2 * .......... والوطن الممتد من البحر إلى البحر
تعبت عيناه، وأدمن ألعاب الحاسوب، وأفلام الرعب،
فغادر ساحات الشرف إلى المتعة كي ينسى:
لون الدم، وطعم الجرح، ورائحة الموت القادم
مع نشرات الأخبار
أتسوّل فوق رصيف الغربة كفناً،
ألأني أخشى الموت غريباً!!؟،
قالتها يوماً قارئة الكف، وقالت:
ستعيش طويلاً، وتعيش طويلاً،
لكن... ستموت غريباً!!!،
أتمنى أن تخطئ كلمات العرّافة
لأعيش قليلاً في وطني...
*
أولاً: أما أن الوطن تعبت عيناه، وأدمن ألعاب الحاسوب وأفلام الرعب: فهذا هراء عابر فالوطن/ فلسطين غير ذلك... إنها بقداسة اسمها فوق كينونة الوجود والأسماء، وإذا كانت الجملة مجازية، فهي أيضاً مرفوضة حيث يعني بها الأجيال الراهنة، وليعد إلى محمد الدرة، وآيات الأخرس، وفارس عودة، ووفاء إدريس ليقف على حقيقة تلك الطفولة المبرعمة للثأر والاستشهاد، وليس لغير ذلك.
ثانياً: ثم ماذا بك أيها الشاعر الثائر المقاوم!!؟ وأنت ابن خانيونس، وابن فلسطين الصابرة المقاومة الظافرة بقدر الله وبشائر القرآن الكريم تستجدي كفناً في غربة تحكم على نفسك من خلالها أنك ميت على أرصفتها مهاناً ذليلاً.. ما هكذا يكون الشعر والموت، فاسأل أطفال وشعراء فلسطين كيف يبعثون من موتهم المجيد الحياة اللائقة لوطنهم، وأمتهم، ثم ممن تستقي أخبار كينونتك المهانة!!؟ من عرّافة كاذبة!!؟.
ثالثاً: والأفدح قولاً وقيمةً شعرية يلبسها الهوان للصميم:
أتمنى أن تخطئ كلمات العرّافة،
والأنكى: لأعيش قليلاً في وطني!!؟ أي أمنية قبرتك في كهوف المهانات قبل موتها وموتك، ولا كانت عودة تتصور العيش قليلاً في وطنها.. لأن منفاها:
(أبدي ومحتّم)!!؟
ثم كلمة (تخطئ) ليست بحاجة نقطتين تحت الياء!!؟
من المقاطع الجميلة عند الشاعر مصطفى الآغا، وهذا يثبت القدرة لديه على استلهام الجميل من الشعر:
3 * ..... بين البداية، وانحرافات الطريق دمي،
وأبواب الزنازن،
والمطارات التي يبست على أبوابها قدماي
ما عاد يطربني النشيد
صوتي هناك تركته بين الأزقّة
منشداً لحن الخلود
ورحلت يوماً... كي أعود
يعني!! شيء من الشعر معقول، وقليل من تلك النكهة العذبة يمكن أن تعيد ذلك النغم الشجي لمجراه ونداوته، والقصيدة ريحانة الرّوح، والنسمة التي تطفئ غليل الموجعين لقطرة البوح والغناء!!!
وفي هذا الخضم الهائل من المكابدات، بين الصعود مع القصيدة، صعود الموج في العاصفة، والهبوط المباغت لحظة انكسار موج الكلمات على ضفاف من رعاف الحجارة أجهدوها في إبعادها عن ساح فعلها المقاوم فوق تراب أرضها، هكذا موجة الشعر تصعد وتهوي بفعل الاقتراب المباشر من جمر القصيدة، والذي يخلع رماده ليتوهج من جديد، أو يخبو في طوفان الرّماد لينكسر مغناه في ذاك الوجع الرّمادي، وبين هذا وذاك.. بين الجمر والرّماد تنهض القصيدة أحياناً، تنفض عنها رمادها، وتَتَدَثَّر بوجع جمرها الجوري، ثم تغني:
4 * ...... فاض الحنين لمقلتيه فلم يجد درب الرجوع إلى البيادر،
فاستراح على رصيف بارد ، والريح تعوي
جسد أنا والريح تعوي والمدينة أطفأت أنوارها
والعائدون تقاطروا
مرّوا وما ردوّا السلام
ماذا يهم إذا تأخر نورس عن سربه!!؟
ماذا يهم إذا اشتكى!!؟
ماذا يهم إذا بكى!!؟
ماذا يهم إذا تغير لونه!!؟
مما تناثر من دخان الحافلات!!؟
رسم الدخان لمقلتيه سحابة الوجع القديم فظل يبكي ثم عاد إلى الرصيف محملاً بالذكريات
لكنه
بدأ الغناء ولم يمت.
لعل هذا المقطع من أجود ما قرأنا لمصطفى الآغا، فيه روح الشعر، والحقيقة أن الروح هي التي تكتب الشعر، ولكن هل يعقل لا نقطة، ولا فاصلة، ولا تقطيع جيد للمقطع، ولهاث وراء جملة لا حدود لامتدادها!!؟
هكذا حال غالبية الشعراء المعاصرين، يفقدون القصيدة نكهتها كقصيدة، حتى من خلال الإطالة للجملة الشعرية في سطر واحد مع غياب النقاط والفواصل وتلك من لوازم القصيدة المهمة تماماً كالموسيقى والإيقاع، وتوالي الجمل في موسيقى أنساقها كموسيقى مغناها، وأسمح لنفسي بالتورط في لعبة الشعر على طريقتي في هذا المقطع لبيان الأهمية والروعة في ذلك.
*... فاض الحنين بمقلتيه، فلم يجد
درب الرجوع إلى البيادر،
فاستراح على: رصيف بارد،
والرّيح تعوي!!!
جسد أنا، والريح تعوي،
والمدينة أطفأت أنوارها...،
والعائدون تقاطروا...،
مرّوا وما ردّوا السلام
ماذا يهم إذا تأخر نورس
عن سربه!!؟
ماذا يهم إذا اشتكى!!؟
ماذا يهم إذا بكى!!؟
ماذا يهم إذا تغير لونه!!؟
مما تناثر من دخان الحافلات!!؟
رسم الدخان بمقلتيه:
سحابة الوجع القديم، فظل يبكي،
ثم عاد إلى الرصيف محملاً بالذكريات!!!
لكنّه...،
بدأ الغناء، ولم يمت!!!
و هكذا ،يكون المقطع الواحد قد غدا قصيدة رائعة متكاملة النسج و البهاء ،مهيأةً للقارئ لتكون قراءتها متعة شهد الشعر ،تجربة الشاعر مصطفى الآغا تجربة واعدة ، و لديه ممكنات هائلة للشعر ، و لكنها تعلو لتصبح جمرةً من توهج الياقوت ،و تخبو و تهبط لتغدو هَبَّاب الرماد في عين العاصفة ،و بين هذا انتظار حارق لقصيدة تنهض لتشعلنا بهبوبها الآسر كرعشة الندى لحظة تعانق في فجر التسبيح و النهوض للحياة رعشة عشبةٍ تستيفظ من غفوتها للحياة .

الأستاذة الرائعة دوما نوره الدوسري
دراسة أكثر من رائعة
تحياتي و دعواتي
 elephant 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد    قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Emptyالأربعاء ديسمبر 09, 2015 2:38 pm

الاستاذة الكريمة نوره الدوسري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة نقدية في نص(و مضى)للأستاذة القديرة نوره الدوسري بقلم أحلام شحاته
» قراءة في قصة (حرارة اللقاء) للاستاذ مصطفى الشبوط
» أبي . لأمل مصطفى محمود
» من أنت؟ للدكتور مصطفى محمود
» الحنان د . مصطفى محمود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
باسند - 51660
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_rcap1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Voting_bar1قراءة نقدية في شعر مصطفى الآغا ,,,محمود حامد   Vote_lcap1