منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 الأخلاق الإسلامية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:36 pm

التَّواضُع
معنى التَّواضُع لغةً واصطلاحًا
معنى التَّواضُع لغةً:
التواضع التذلل، يُقَال: وضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ وضْعًا، ووُضُوعًا بالضَّم، وَضَعَةً، بالفَتْحِ: أي أذلَّها. وتَوَاضَعَ الرَّجُلُ: إذا تَذَلَّلَ، وقيل: ذَلَّ وتَخاشَعَ .
معنى التَّواضُع اصطلاحًا:
التَّواضُع هو: (ترك التَّرؤس، وإظهار الخمول، وكراهية التَّعظيم، والزِّيادة في الإكرام، وأن يتجنَّب الإنسان المباهاة بما فيه مِن الفضائل، والمفاخرة بالجاه والمال، وأن يتحرَّز مِن الإعجاب والكِبْر) .
وقيل هو: (رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقُّه فضله ومنزلته. وهو وسطٌ بين الكِبْر والضِّعَة، فالضِّعَة: وضع الإنسان نفسه مكانًا يزري به بتضييع حقِّه. والكِبْر: رفع نفسه فوق قدره) .
وقيل هو: (إظهار التَّنزُّل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه، وقيل: هو تعظيم مَن فوقه فضله) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:36 pm

الفرق بين التَّواضُع وبعض الصِّفات

الفرق بين التَّواضُع والتَّذلُّل:
(أنَّ التَّذلُّل: إظهار العجز عن مقاومة مَن يتذلَّل له.
والتَّواضُع: إظهار قُدْرَة مَن يتواضع له، سواءً كان ذا قُدْرَة على المتواضع أو لا، ألا ترى أنَّه يُقَال العبد: متواضع لخَدمه، أي: يعاملهم معاملة مَن لهم عليه قُدْرَة، ولا يُقَال: يتذلَّل لهم؛ لأنَّ التَّذلُّل: إظهار العجز عن مقاومة المتَذَلَّل له، وأنَّه قاهر، وليست هذه صفة الملِك مع خدمه) .
الفرق بين التَّواضُع والخشوع:
(التَّواضُع: يعتبر بالأخلاق والأفعال الظَّاهرة والباطنة.
والخشوع: يقال باعتبار الجوارح، ولذلك قيل: إذا تواضع القلب خشعت الجوارح) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:36 pm

أولًا: في القرآن الكريم

- قال الله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان: 63]، قال ابن القيِّم: (أي: سكينة ووقارًا، متواضعين غير أشرين ولا مَرِحين ولا متكبِّرين، قال الحسن: علماء حلماء. وقال محمَّد بن الحنفيَّة: أصحاب وقار وعفَّة، لا يسفِّهون، وإن سُفِه عليهم حلموا. والهَوْن -بالفتح- في اللُّغة: الرِّفق واللِّين، والهُون -بالضَّم-: الهَوَان فالمفتوح منه: صفة أهل الإيمان، والمضموم صفة أهل الكُفْران، وجزاؤهم مِن الله النِّيران) .
(وقال تعالى مخاطبًا رسوله، ممتنًّا عليه وعلى المؤمنين فيما أَلان به قلبه على أمَّته المتَّبعين لأمره، التَّاركين لزجره، وأطاب لهم لفظه، فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159]) .
- كما أمره الله سبحانه وتعالى أن يلين جانبه للمؤمنين، وأن يتواضع لهم، فقال: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر: 88].
قال القرطبيُّ في تفسير هذه الآية: (أي: أَلِن جانبك لمن آمن بك، وتواضعْ لهم) .
وقال عزَّ مِن قائل: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشُّعراء: 215].
- ووصف الله سبحانه وتعالى أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بأنَّهم (يظهرون العطف والحُنُوَّ والتَّواضُع للمؤمنين، ويظهرون الشِّدَّة والغلظة والتَّرفُّع على الكافرين) حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54 ].
وقال ابن كثير: (هذه صفات المؤمنين الكُمَّل أن يكون أحدهم متواضعًا لأخيه ووليِّه، متعزِّزًا على خصمه وعدوِّه، كما قال تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح: 29]) .
وقال ابن القيِّم: (لـمَّا كان الذُّل منهم ذُلَّ رحمة وعطف وشفقة وإخبات، عدَّاه بأداة على تضمينًا لمعاني هذه الأفعال، فإنَّه لم يرد به ذُلَّ الهوان الذي صاحبه ذليل، وإنَّما هو ذُلُّ اللِّين والانقياد الذي صاحبه ذلول، فالمؤمن ذلول كما في الحديث: المؤمن كالجمل الذَّلول، والمنافق والفاسق ذليل) .
- وقوله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 24]، (حيث أمر الله بالتَّواضُع للوالدين ذلًّا لهما ورحمة واحتسابًا للأجر) .
- وقال سبحانه: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 83].
قال ابن كثير: (يخبر تعالى أنَّ الدَّار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول، جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ ، أي: ترفُّعًا على خلق الله وتعاظمًا عليهم وتجبُّرًا بهم، ولا فسادًا فيهم)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:37 pm

ثانيًا: في السُّنَّة النبوية
رغَّب الإسلام في التَّواضُع وحثَّ عليه ابتغاء مرضات الله، وأنَّ مَن تواضع جازاه الله على تواضعه بالرِّفعة، وقد وردت نصوصٌ مِن السُّنَّة النَّبويَّة تدلُّ على ذلك:
- منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله)) .
قال القاضي عياض في قوله صلى الله عليه وسلم ((وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله)): (فيه وجهان: أحدهما: أنَّ الله تعالى يمنحه ذلك في الدُّنْيا جزاءً على تواضعه له، وأنَّ تواضعه يُثْبِتُ له في القلوب محبَّةً ومكانةً وعزَّةً.
والثَّاني: أن يكون ذلك ثوابه في الآخرة على تواضعه) .
- وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ)) .
(يعني: أن يتواضع كلُّ واحد للآخر، ولا يترفَّع عليه، بل يجعله مثله أو يكرمه أكثر، وكان مِن عادة السَّلف رحمهم الله: أنَّ الإنسان منهم يجعل مَن هو أصغر منه مثل ابنه، ومَن هو أكبر مثل أبيه، ومَن هو مثله مثل أخيه، فينظر إلى ما هو أكبر منه نظرة إكرام وإجلال، وإلى مَن هو دونه نظرة إشفاق ورحمة، وإلى مَن هو مثله نظرة مساواة، فلا يبغي أحدٌ على أحد، وهذا مِن الأمور التي يجب على الإنسان أن يتَّصف بها، أي بالتَّواضُع لله عزَّ وجلَّ ولإخوانه مِن المسلمين) .
- وعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ترك اللِّباس تواضعًا للَّه، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيِّره مِن أيِّ حلل الإيمان شاء يلبسها)) .
قال ابن عثيمين: (وهذا يعني أنَّ الإنسان إذا كان بين أناس متوسِّطي الحال لا يستطيعون اللِّباس الرَّفيع، فتواضع وصار يلبس مثلهم، لئلَّا تنكسر قلوبهم، ولئلَّا يفخر عليهم، فإنَّه ينال هذا الأجر العظيم، أمَّا إذا كان بين أناس قد أنعم عليهم، ويلبسون الثِّياب الرَّفيعة لكنَّها غير محرَّمة، فإنَّ الأفضل أن يلبس مثلهم؛ لأنَّ الله تعالى جميل يحبُّ الجمال، ولا شكَّ أنَّ الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال، يلبسون الثِّياب الجميلة، ولبس دونهم فإنَّ هذا يُعَدُّ لباسَ شهرة؛ فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال) .
- وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أخبركم بأهل الجنَّة؟ قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: كلُّ ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبرَّه. ثمَّ قال:ألا أخبركم بأهل النَّار؟ قالوا: بلى. قال: كلُّ عتلٍّ جوَّاظٍ مستكبر)) .
قال القاضي عياض: (وقوله في أهل الجنَّة: ((كلُّ ضعيفٍ متضعِّف))... هو صفة نفي الكِبْرَياء والجبروت التي هي صفة أهل النَّار، ومَدَح التَّواضُع والخمول، والتَّذلُّل لله عزَّ وجلَّ، وحضَّ عليه) .
- عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ابغوني في ضعفائكم، فإنَّما تُرْزَقون وتُنْصَرون بضعفائكم)) .
قال الطِّيبيُّ في معنى الحديث: (فيه نهيٌ عن مخالطة الأغنياء، وتحذيرٌ مِن التَّكبُّر على الفقراء، والمحافظة على جبر خواطرهم، ولهذا قال لقمان لابنه: لا تحقرنَّ أحدًا لخُلْقَان ثيابه؛ فإنَّ ربَّك وربَّه واحدٌ.
وقال ابن معاذ: حبُّك الفقراء مِن أخلاق المرسلين، وإيثارك مجالستهم مِن علامات الصَّالحين، وفرارك منهم مِن علامات المنافقين) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:37 pm

أقوال السَّلف والعلماء في التَّواضُع

- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (إنَّكم لتغفلون أفضل العبادة: التَّواضُع) .
- وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (لا يبلغ عبدٌ ذُرَى الإيمان حتى يكون التَّواضُع أحبَّ إليه مِن الشَّرف، وما قلَّ مِن الدُّنْيا أحبَّ إليه ممَّا كَثُر، ويكون مَن أحبَّ وأبغض في الحقِّ سواء، يحكم للنَّاس كما يحكم لنفسه وأهل بيته) .
- و(سُئِل الفضيل بن عياض عن التَّواضُع، فقال: يخضع للحقِّ، وينقاد له، ويقبله ممَّن قاله) .
- وقال ابن المبارك: (رأس التَّواضُع أن تضع نفسك عند مَن هو دونك في نعمة الدُّنْيا حتى تُعْلِمه أن ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمَّن هو فوقك في نعمة الدُّنْيا، حتى تُعْلِمه أنَّه ليس له بدنياه عليك فضل) .
- وعن إبراهيم بن أبي عبلة قال: (رأيت أمَّ الدَّرداء مع نساء المساكين جالسة ببيت المقدس) .
- وقال قتادة: (مَن أُعْطِي مالًا أو جمالًا وثيابًا وعلمًا، ثمَّ لم يتواضع، كان عليه وبالًا يوم القيامة) .
- وقال يحيى بن الحكم بن أبي العاص لعبد الملك: (أيُّ الرِّجال أفضل؟ قال: مَن تواضع عن رفعة، وزهد على قُدْرَة، وترك النُّصرة على قومه) .
- وقال إبراهيم بن شيبان: (الشَّرف في التَّواضُع، والعزُّ في التَّقوى، والحرِّية في القناعة) .
- وقال علوان بن داود البجلي: حدَّثني شيخٌ مِن همدان عن أبيه قال: (بعثني قومي في الجاهليَّة بخيلٍ أهدوها لذي الكَلَاع، فأقمت ببابه سنةً لا أصِلُ إليه، ثمَّ أشرف إشرافةً على النَّاس مِن غُرْفَة له، فخرُّوا له سجودًا، ثمَّ جلس فلقيته بالخيل، فقبلها، ثمَّ لقد رأيته بحمص وقد أسلم، يحمل بالدِّرهم اللَّحم، فيبتدره قومه ومواليه فيأخذونه منه فيأبى تواضعًا، وقال:

أفٍّ لذي الدُّنْيا إذا كانت كذا***أنا منها كلَّ يوم في أذى



ولقد كنت إذا ما قيل مَن***أنعم النَّاس معاشًا قيل ذا



ثمَّ بُدِّلت بعيش شقوة***حبَّذا هذا شقاء حبَّذا


- وعن صالح المرِّيِّ قال: (خرج الحسن ويونس وأيوب يتذاكرون التَّواضُع، فقال لهما الحسن: وهل تدرون ما التَّواضُع؟ التَّواضُع: أن تخرج مِن منزلك فلا تلق مسلمًا إلَّا رأيت له عليك فضلًا) .
- (وولي أبو هريرة رضي الله عنه إمارةً مرَّةً، فكان يحمل حزمة الحطب على ظهره، يقول: طرِّقوا للأمير) .
- وقال يحيى ابن أبي كثير: (رأس التَّواضُع ثلاث: أن ترضى بالدُّون مِن شرف المجلس، وأن تبدأ مَن لقيته بالسَّلام، وأن تكره مِن المدحة والسُّمعة والرِّياء بالبِرِّ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:39 pm

فوائد التَّواضُع

1- أنَّ التَّواضُع يرفع المرء قدرًا ويُعْظِم له خطرًا ويزيده نبلًا .
2- التَّواضُع يؤدِّي إلى الخضوع للحقِّ والانقياد له .
3- التَّواضُع هو عين العزِّ؛ لأنَّه طاعة لله ورجوع إلى الصَّواب .
4- يكفي المتواضع محبَّة عباد الله له، ورفع الله إيَّاه .
5- التَّواضُع فيه مصلحة الدِّين والدُّنْيا، ويزيل الشَّحناء بين النَّاس، ويريح مِن تعب المباهاة والمفاخرة .
6- التَّواضُع يُكْسِب السَّلامة، ويورث الألفة، ويرفع الحقد، ويُذْهِب الصَّد .
7- ثمرة التَّواضُع المحبَّة، كما أنَّ ثمرة القناعة الرَّاحة، وإنَّ تواضع الشَّريف يزيد في شرفه، كما أنَّ تكبُّر الوضيع يزيد في ضِعَتِه .
8- التَّواضُع يؤلِّف القلوب، ويفتح مغاليقها، ويجعل صاحبه جليل القدر، رفيع المكانة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:40 pm

أقسام التَّواضُع
(التَّواضُع تواضعان: أحدهما محمود، والآخر مذموم. والتَّواضُع المحمود: ترك التَّطاول على عباد الله والإزراء بهم. والتَّواضُع المذموم: هو تواضع المرء لذي الدُّنْيا رغبةً في دنياه، فالعاقل يلزم مفارقة التَّواضُع المذموم على الأحوال كلِّها، ولا يفارق التَّواضُع المحمود على الجهات كلِّها) .
التَّواضُع المحمود على نوعين:
النَّوع الأوَّل: (تواضع العبد عند أمر الله امتثالًا، وعند نهيه اجتنابًا، فإنَّ النَّفس لطلب الرَّاحة تتلكأ في أمره، فيبدو منها نوع إباء وشِرَاد هربًا مِن العبوديَّة وتثبت عند نهيه طلبًا للظَّفر بما مُنِع منه، فإذا وضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه فقد تواضع للعبوديَّة.
والنَّوع الثَّاني: تواضعه لعظمة الرَّب وجلاله وخضوعه لعزَّته وكبريائه، فكلَّما شمخت نفسه ذكر عظمة الرَّب تعالى وتفرُّده بذلك، وغضبه الشَّديد على مَن نازعه ذلك، فتواضعت إليه نفسه، وانكسر لعظمة الله قلبه، واطمأنَّ لهيبته وأخبت لسلطانه، فهذا غاية التَّواضُع، وهو يستلزم الأوَّل مِن غير عكس، والمتواضع -حقيقةً- مَن رُزِق الأمرين، والله المستعان) .
التَّواضُع المذموم:
قال ابن القيِّم: (ومِن التَّواضُع المذموم: المهانة. والفرق بين التَّواضُع والمهانة: أنَّ التَّواضُع يتولَّد مِن بين العلم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله، وتعظيمه ومحبَّته وإجلاله، ومِن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها، فيتولَّد مِن بين ذلك كلِّه خُلُقٌ هو التَّواضُع وهو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذُّل والرَّحمة بعباده، فلا يرى له على أحدٍ فضلًا، ولا يرى له عند أحدٍ حقًّا، بل يرى الفضل للنَّاس عليه، والحقوق لهم قِبَلَه، وهذا خُلُقٌ إنَّما يعطيه الله عزَّ وجلَّ مَن يحبُّه ويكرمه ويقرِّبه.
وأمَّا المهانة: فهي الدَّناءة والخِسَّة، وبذل النَّفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها، كتواضع السِّفَل في نيل شهواتهم، وتواضع المفعول به للفاعل، وتواضع طالب كلِّ حظٍّ لمن يرجو نيل حظِّه منه، فهذا كلُّه ضِعَةٌ لا تواضع، والله سبحانه يحبُّ التَّواضُع، ويبغض الضِّعَة والمهانة، وفي الصَّحيح عنه: وأُوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:40 pm

درجات التَّواضُع

ذكر أبو إسماعيل الهرويُّ للتواضع ثلاث درجات، فقال:
(الدَّرجة الأولى: التَّواضُع للدِّين، وهو أن لا يعارِض بمعقولٍ منقولًا، ولا يتَّهم للدِّين دليلًا، ولا يرى إلى الخلاف سبيلًا) .
قال ابن القيِّم: (التَّواضُع للدِّين: هو الانقياد لما جاء به الرَّسول، والاستسلام له والإذعان، وذلك بثلاثة أشياء:
الأوَّل: أن لا يعارِض شيئًا ممَّا جاء به بشيء مِن المعارَضَات الأربعة السَّارية في العالم المسمَّاة: بالمعقول والقياس والذَّوق والسِّياسة.
فالأولى: للمنحرفين أهل الكِبْر مِن المتكلِّمين، الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة، وقالوا: إذا تعارض العقل والنَّقل: قدَّمنا العقل وعزلنا النقل؛ إمَّا عزل تفويض، وإمَّا عزل تأويل، والثَّاني: للمتكبِّرين مِن المنتسبين إلى الفقه، قالوا: إذا تعارض القياس والرَّأي والنُّصوص: قدَّمنا القياس على النَّص ولم نلتفت إليه، والثَّالث: للمتكبِّرين المنحرفين مِن المنتسبين إلى التَّصوف والزُّهد، فإذا تعارض عندهم الذَّوق والأمر: قدَّموا الذَّوق والحال، ولم يعبؤوا بالأمر، والرَّابع: للمتكبِّرين المنحرفين مِن الولاة والأمراء الجائرين، إذا تعارضت عندهم الشَّريعة والسِّياسة: قدَّموا السِّياسة ولم يلتفتوا إلى حكم الشَّريعة، فهؤلاء الأربعة: هم أهل الكِبْر. والتَّواضُع: التَّخلُّص مِن ذلك كلِّه.
الثَّاني: أن لا يتَّهم دليلًا مِن أدلَّة الدِّين، بحيث يظنُّه فاسد الدِّلالة أو ناقص الدِّلالة أو قاصرها، أو أنَّ غيره كان أولى منه، ومتى عَرَض له شيء مِن ذلك فليتَّهم فهمه، وليعلم أن الآفة منه والبليَّة فيه، كما قيل:


وكم من عائب قولًا صحيحًا***وآفته مِن الفهم السَّقيم



ولكن تأخذ الأذهان منه***على قدر القرائح والفهوم



وهكذا الواقع في الواقع حقيقةً: أنَّه ما اتَّهم أحدٌ دليلًا للدِّين إلَّا وكان المتِّهم هو الفاسد الذِّهن، المأفون في عقله وذهنه، فالآفة مِن الذِّهن العليل لا في نفس الدِّليل، وإذا رأيت مِن أدلَّة الدِّين ما يُشْكل عليك وينبو فهمك عنه، فاعلم أنَّه لعظمته وشرفه استعصى عليك، وأنَّ تحته كنزًا مِن كنوز العلم، ولم تؤتَ مفتاحه بَعْدُ، هذا في حق نفسك، وأمَّا بالنِّسبة إلى غيرك: فاتَّهم آراء الرِّجال على نصوص الوحي، وليكن ردُّها أيسر شيء عليك للنصوص، فما لم تفعل ذلك فلست على شيء ولو.. ولو..، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء، قال الشَّافعي -قدَّس الله روحه-: أجمع المسلمون على أنَّ مَن استبانت له سنَّة رسول الله: لم يحلَّ له أن يدعها لقول أحد.
الثَّالث: أن لا يجد إلى خلاف النَّص سبيلًا البتَّة: لا بباطنه ولا بلسانه ولا بفعله ولا بحاله، بل إذا أحسَّ بشيء مِن الخلاف: فهو كخلاف المقْدِم على الزِّنا وشرب الخمر و*** النَّفس، بل هذا الخلاف أعظم عند الله مِن ذلك، وهو داع إلى النِّفاق، وهو الذي خافه الكبار والأئمة على نفوسهم.
واعلم أنَّ المخالف للنَّص لقول متبوعه وشيخه ومقلَّده، أو لرأيه ومعقوله وذوقه وسياسته، إن كان عند الله معذورًا -ولا والله ما هو بمعذور- فالمخالف لقوله -لنصوص الوحي- أولى بالعذر عند الله ورسوله وملائكته والمؤمنين مِن عباده.
فوا عجبًا إذا اتَّسع بطلان المخالفين للنُّصوص لعذر مَن خالفها تقليدًا أو تأويلًا أو لغير ذلك، فكيف ضاق عن عذر مَن خالف أقوالهم وأقوال شيوخهم لأجل موافقة النُّصوص؟! وكيف نصبوا له الحبائل وبغوه الغوائل ورموه بالعظائم، وجعلوه أسوأ حالًا مِن أرباب الجرائم؟! فرموه بدائهم وانسلوا منه لواذًا، وقذفوه بمصابهم وجعلوا تعظيم المتبوعين ملاذًا لهم ومعاذًا، والله أعلم) .
قال صاحب المنازل: (ولا يصحُّ ذلك إلَّا بأن يعلم: أنَّ النَّجاة في البصيرة والاستقامة بعد الثِّقة وأنَّ البيِّنة وراء الحجَّة) .
قال ابن القيِّم: (يقول: إنَّ ما ذكرناه مِن التَّواضُع للدِّين بهذه الأمور الثَّلاثة:
الأولى: علمه أنَّ النَّجاة مِن الشَّقاء والضَّلال: إنَّما هي في البصيرة، فمن لا بصيرة له: فهو مِن أهل الضَّلال في الدُّنْيا والشَّقاء في الآخرة، والبصيرة نور يجعله الله في عين القلب، يفرِّق به العبد بين الحقِّ والباطل، ونسبته إلى القلب: كنسبة ضوء العين إلى العين، وهذه البصيرة وهبيَّة وكسبيَّة، فمَن أدار النَّظر في أعلام الحقِّ وأدلَّته، وتجرَّد لله مِن هواه: استنارت بصيرته، ورُزِق فُرْقَانًا يفرِّق به بين الحقِّ والباطل.
الثَّاني: أن يعلم أنَّ الاستقامة إنَّما تكون بعد الثِّقة، أي لا يُتصور حصول الاستقامة في القول والعمل والحال إلَّا بعد الثِّقة بصحَّة ما معه مِن العلم، وأنَّه مقتبسٌ مِن مشكاة النُّبوَّة، ومَن لم يكن كذلك فلا ثقة له ولا استقامة.
الثَّالث: أن يعلم أنَّ البيِّنة وراء الحجَّة، والبيِّنة مراده بها: استبانة الحقِّ وظهوره، وهذا إنَّما يكون بعد الحجَّة إذا قامت، استبان الحقُّ وظهر واتَّضح، وفيه معنى آخر وهو: أنَّ العبد إذا قَبِل حجَّة الله بمحض الإيمان والتَّسليم والانقياد: كان هذا القبول هو سبب تبيُّنها وظهورها وانكشافها لقلبه، فلا يصبر على بينة ربِّه إلَّا بعد قبول حجَّته.
وفيه معنى آخر أيضًا: أنَّه لا يتبيَّن له عيب عمله مِن صحَّته إلَّا بعد العلم الذي هو حجَّة الله على العبد، فإذا عرف الحجَّة اتَّضح له بها ما كان مشكلًا عليه مِن علومه، وما كان معيبًا مِن أعماله.
وفيه معنى آخر أيضًا: وهو أن يكون وراء بمعنى: أمام، والمعنى: أنَّ الحجَّة إنَّما تحصل للعبد بعد تبيُّنها، فإذا لم تتبيَّن له لم تكن له حجُّة، يعني: فلا يقنع مِن الحجَّة بمجرَّد حصولها بلا تبيُّن، فإنَّ التَّبيُّن أمام الحجَّة، والله أعلم) .
قال صاحب المنازل: (الدَّرجة الثَّانية: أن ترضى بما رضي الحقُّ به لنفسه عبدًا مِن المسلمين أخًا، وأن لا تردَّ على عدوِّك حقًّا، وأن تقبل مِن المعتذر معاذيره) .
قال ابن القيِّم: (يقول: - أي: الهروي- إذا كان الله قد رضي أخاك المسلم لنفسه عبدًا، أفلا ترضى أنت به أخًا؟! فعدم رضاك به أخًا -وقد رضيه سيِّدك، الذي أنت عبده، عبدًا لنفسه- عين الكِبْر، وأيُّ قبيح أقبح مِن تكبُّر العبد على عبدٍ مثله، لا يرضى بأخوَّته، وسيِّده راض بعبوديَّته؟!
فيجيء مِن هذا: أنَّ المتكبِّر غير راض بعبوديَّة سيِّده؛ إذ عبوديَّته توجب رضاه بأخوَّة عبده، وهذا شأن عبيد الملوك: فإنَّهم يرون بعضهم خشداشية بعض. ومَن ترفَّع منهم عن ذلك: لم يكن مِن عبيد أستاذهم.
قوله: (وأن لا تردَّ على عدوِّك حقًّا) أي: لا تصحُّ لك درجة التَّواضُع حتى تقبل الحقَّ ممَّن تحبُّ وممَّن تبغض، فتقبله مِن عدوِّك كما تقبله مِن وليِّك، وإذا لم تردَّ عليه حقَّه، فكيف تمنعه حقًّا له قِبَلَك، بل حقيقة التَّواضُع: أنَّه إذا جاءك قَبِلْتَه منه، وإذا كان له عليك حقٌّ: أدَّيته إليه، فلا تمنعك عداوته مِن قبول حقِّه، ولا مِن إيتائه إيَّاه.
وأمَّا (قبولك مِن المعتذر معاذيره) فمعناه: أنَّ مَن أساء إليك، ثمَّ جاء يعتذر مِن إساءته، فإنَّ التَّواضُع يوجب عليك قبول معذرته حقًّا كانت أو باطلًا، وتكل سريرته إلى الله تعالى كما فعل رسول الله في المنافقين الذين تخلَّفوا عنه في الغزو، فلمَّا قدم جاءوا يعتذرون إليه، فقَبِل أعذارهم ووَكَل سرائرهم إلى الله تعالى، وعلامة الكَرَم والتَّواضُع: أنَّك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجه، وقُلْ: يمكن أن يكون الأمر كما تقول، ولو قُضِي شيءٌ لكان، والمقدور لا مدفع له. ونحو ذلك) .
قال صاحب المنازل أبو إسماعيل الهروي: (الدَّرجة الثَّالثة: أن تتَّضع للحقِّ، فتنزل عن رأيك وعوائدك في الخدمة، ورؤية حقِّك في الصُّحبة، وعن رسمك في المشاهدة) .
قال ابن القيِّم: (يقول:-أي: الهروي- التَّواضُع، بأن تخدم الحقَّ سبحانه وتعبده بما أمرك به على مقتضى أمره لا على ما تراه مِن رأيك، ولا يكون الباعث لك داعي العادة، كما هو باعث مَن لا بصيرة له، غير أنَّه اعتاد أمرًا فجرى عليه، ولو اعتاد ضدَّه لكان كذلك) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:40 pm

صور التَّواضُع

1- تواضع الإنسان في نفسه:
ويكون ذلك بألَّا يظنَّ أنَّه أعلم مِن غيره، أو أتقى مِن غيره، أو أكثر ورعًا مِن غيره، أو أكثر خشية لله مِن غيره، أو يظنُّ أنَّ هناك مَن هو شرٌّ منه، ولا يظنُّ أنَّه قد أخذ صكًّا بالغفران!! وآخر بدخول الجنَّة!! لأنَّ القلوب بين إصبعين مِن أصابع الرَّحمن، يقلِّبها كيف يشاء، يقول الله تعالى: وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال: 24].
وقال أبو زيد: ما دام العبد يظنُّ أنَّ في الخَلْق مَن هو شرٌّ منه فهو متكبِّر، فقيل له: فمتى يكون متواضعًا؟ قال: إذا لم ير لنفسه مقامًا ولا حالًا.
ومِن التَّواضُع ألَّا يَعْظُم في عينك عملك، إن عملت خيرًا، أو تقرَّبت إلى الله تعالى بطاعة، فإنَّ العمل قد لا يُقْبَل، إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27] ولهذا قال بعض السَّلف: لو أعلم أنَّ الله قبل منِّي تسبيحة لتمنَّيت أن أموت الآن!
ومِن ذلك: التَّواضُع عندما تسمع نصيحة، فإنَّ الشَّيطان يدعوك إلى ردِّها، وسوء الظَّنِّ بالنَّاصح؛ لأنَّ معنى النَّصيحة أنَّ أخاك يقول لك: إنَّ فيك مِن العيوب كيت وكيت.


وكم مرَّة أتعبتكم بنصيحتي***وقد يستفيد البُغْضَةَ المتَنَصِّحُ



أمَّا مَن عصمه الله تعالى فإنَّه إذا وجد مَن ينصحه ويدلُّه على عيوبه، قهر نفسه وقبل منه، ودعا له وشكره، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم، في تعريف الكِبْر: ((الكِبْر: بَطَر الحقِّ، وغمط النَّاس)) .
يعني: ردُّ الحقِّ، وبخس النَّاس أشياءهم. فالمستكبر صاحب نفسيَّة متعاظمة لا يكاد يمدح أحدًا أو يذكره بخير، وإن احتاج إلى ذلك شفعه بذكر بعض عيوبه.
أمَّا إن سمع مَن يذكره ببعض عيوبه فهيهات أن ينصاع أو يلين، وما ذاك إلَّا لمركَّب النَّقص في نفسه، ولهذا كان مِن كمال الإنسان أن يقبل النَّقد والملاحظة بدون حساسيَّة أو انزعاج أو شعور بالخَجَل والضَّعف، وها هو أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يحمل الرَّاية، ويرفع الشِّعار: رحم الله امرءًا أهدى إلينا عيوبنا .
2- التَّواضُع في التعلُّم:
قال الشَّافعي: لا يطلب هذا العلم أحدٌ بالملْك وعزَّة النَّفس فيفلح، لكن مَن طلبه بذلَّة النَّفس، وضيق العيش، وخدمة العلم، وتواضع النَّفس أفلح.
وعن الأصمعي قال: مَن لم يتحمَّل ذلَّ التَّعلُّم ساعة، بقي في ذلِّ الجهل أبدًا.
قال عبد الله بن المعتز: المتواضع في طلب العلم أكثرهم علمًا، كما أنَّ المكان المنخفض أكثر البقاع ماء.
وقد نَظَم أبو عامر النَّسويُّ فقال:


العلم يأتي كلَّ ذي***خفض، ويأبى كلَّ آبي



كالماء ينزل في الوِهَا***د، وليس يصعد في الرَّوابي



وكذلك ينبغي أن يتحمَّل الطَّالب ما يكون مِن الشَّيخ أو مِن بقيَّة الطَّلبة لئلَّا يفوته العلم، فتفوته الدُّنْيا والآخرة، مع حصول العدو وطلبه، وشماتة الأعداء مِن الأربعة الأمور بالاستعاذة منهنَّ في الصَّحيحين في قوله عليه السَّلام: ((تعوَّذوا بالله مِن جهد البلاء، ودَرَك الشَّقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)) .
وقد قيل:


لمحبرة تجالسني نهاري***أحبُّ إليَّ مِن أنس الصَّديق



ورزمة كاغد في البيت عندي***أعزُّ إليَّ مِن عدل الرَّقيق



ولطمة عالم في الخدِّ منِّي***ألذُّ إليَّ مِن شرب الرَّحيق



وقال الشَّافعي: غضب الأعمش يومًا على رجل مِن الطَّلبة، فقال آخر: لو غضب عليَّ مثلك لم أعد إليه. فقال له الأعمش: إذًا هو أحمق مثلك، يترك ما ينفعه لسوء خلقي. ذكره البيهقي .
أحيانًا تسمع من بعض المبتدئين في العلم -ممن لا يقدر للعلماء السابقين قدرهم، ولا يعرف منزلتهم وفضلهم- ربما تسمع منه متطاولًا: هم رجال، ونحن رجال. فأولى بهذا المسكين أن يعرف قدر نفسه، وأن يقرأ سير هؤلاء العلماء؛ ليعرف من هو ومن هم؛ في الحفظ والقراءة والعلم والتعليم والعمل والعبادة، ففرق بين الثرى والثريا.
فإذا كان هذا القول لا يقبل من العلماء أو من طلبة العلم الكبار في هذا الزمان فكيف بطلاب العلم الصغار والمبتدئين؟!


يقولون: هذا عندنا غير جائز!!***ومَن أنتم حتى يكون لكم (عندُ)!!



جلس الشَّافعي ذات يوم مع تلميذه أحمد بن حنبل، فنظر إليه وقال:


أحبُّ الصَّالحين ولست منهم***لعلِّي أن أنال بهم شفاعه



وأكره مَن تجارتهم معاصي***وإن كنَّا سويًّا في البضاعه



فنظر إليه تلميذه أحمد، ثمَّ قال:


تحبُّ الصَّالحين وأنت منهم***ومنكم سوف يلقون الشَّفاعة



وتكره مَن تجارتهم معاصي***وقاك الله مِن شرِّ البضاعة



3- التَّواضُع مع النَّاس:
فالمسلم يخالط النَّاس ويدعوهم إلى الخير، وإلى الأخلاق الإسلاميَّة، ومِن طبيعة النَّاس أنَّهم لا يقبلون قول مَن يعظِّم نفسه ويحقرهم، ويرفع نفسه ويضعهم، وإن كان ما يقوله حقًّا، بل عليه أن يعرف أنَّ جميع ما عنده هو فضلٌ مِن الله، فالمسلم المتواضع هو الذي لا يعطي لنفسه حظًّا في كلامه مع الآخرين، ومِن تواضع المسلم مع النَّاس: أن يجالس كلَّ طبقات المجتمع، ويكلِّم كلًّا بما يفهمه، ويجالس الفقراء والأغنياء.
قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28].
4- التَّواضُع مع الأقران:
ومِن التَّواضُع: تواضع المسلم مع قرينه؛ وذلك لأنه كثيرًا ما تشتعل المنافسة ويقع التَّحاسد بينهم، وربَّما يؤدي ذلك إلى نوع من استعلاء بعضهم على بعض، ثم محاولة الحط من قدر قرينه، والتنقص منه بأي صورة من الصور، أو السعي في النيل منه، وقد يلبس عليه الشيطان ذلك ويلبسه لبوس النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5- تواضع الإنسان مع مَن هو دونه:
مِن التَّواضُع: التواضع مع من هو أقل منك، بل لا يُتصوَّر التواضع إلا مع من هو دونك، سواء في العلم أو الفهم أو المال أو الجاه ومن هو أصغر منك سنا وغير ذلك، بل إذا رأيت من وقع في معصية فلا تتعالى عليه وتعجب بنفسك وعملك، فربما كانت معصيته سببًا في توبة وإنابة، وذل وانكسار، وربما كان إعجاب الإنسان بعمله سببًا في حبوط عمله.
عن جندب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث: ((أنَّ رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان. وأنَّ الله تعالى قال: مَن ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟! فإنِّي قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)) .
6- تواضع صاحب المال:
فإنَّ مَن مَنَّ الله عليهم بالمال، والجاه، والقوَّة، والنُّفوذ، أحوج الخَلْق إلى خُلُق التَّواضُع؛ لأنَّ هذه النِّعم مدعاة إلى الكِبْر والفخر.
وما ابتليت الأمَّة بمصيبة الكِبْر إلَّا مِن هؤلاء، ولو نظر صاحب المال -مثلًا- إلى سالف أمره، لكان أجدر به إذا ما رُزِق مالًا أن يشكر ربَّه الذي أغناه بعد فقر، وأعطاه بعد حرمان، وأشبعه بعد جوع، وأمَّنه بعد خوف، وأن يجعل التَّواضُع فراشه، ودثاره، وزينته، هذا هو الشُّكر العملي الحقيقي.
أمَّا أن يتكبَّر وهذا حاله، فلا أدري بم يوصف هذا الإنسان، وقد بدِّلت لديه المفاهيم والموازين.
وكذلك يقال لصاحب كلِّ نعمة: عليك بالتَّواضُع، فلربَّما دارت عليك الأيام، وبُدِّل الحال.
7- تواضع القائد مع الأفراد:
القائد النَّاجح هو الذي يخفض جناحه للأفراد الذين تحت إمرته؛ لأنَّه كلَّما تواضع لهم وخفض لهم جناحه كان أقرب إلى نفوسهم، وكان أمره لهم محببًّا إليهم، فهم يطيعونه عن حبٍّ وإخلاص، يقول تعالى: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشُّعراء: 215].
ومِن مظاهر هذا التَّواضُع، عدم الاستبداد بالرَّأي والانفراد باتخاذ القرار، وذلك أنَّ استفراغ ما عند الأفراد مِن آراء وأفكار لا شكَّ أنَّ ذلك يفتح أبوابًا كانت مغلقة على القادة، والاستماع إليها والنُّزول عن الرَّأي إليها – إذا كانت صحيحة – تقلِّل مِن نسبة الخطأ في القرار، وببركة الشُّورى قد يجبر الله ما بها مِن قصور، ولله درُّ القائل:


رأي الجماعة لا تشقى البلاد به***رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها



وألَّا يجد القادة في نفوسهم شيئًا إذا تحوَّلوا إلى جنود أو أفراد في الصَّفِّ بعد أن كانوا قادة؛ وذلك لأنَّ الأجر والثَّواب يكون بالإخلاص والتجرُّد، والصِّدق مع الله.
وكما يقول الفضيل بن عياض: (مَن أحبَّ الرِّياسة لم يفلح أبدًا)، ولا شكَّ أنَّ المؤمن كلَّما ازداد تواضعًا ازداد إيمانًا بالله وقربًا منه، وكلَّما ازداد عتوًّا وترفُّعًا على النَّاس، ازداد مقتًا وبعدًا منه سبحانه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:40 pm

الأسباب التي تعين على التَّواضُع

1- تقوى الله:
وهذا مِن أوَّل الأمور والأسباب التي تعين المرء على التَّواضُع، وتردعه عن أخلاق أهل السَّفه والكِبْر؛ لأنَّ التَّقوى وقاية مِن كلِّ ما يغضب الله تعالى، وفعل جميع الطَّاعات التي أمر الله تعالى بها، فالكِبْر كبيرة مِن الكبائر، ولا يتَّصف بها أهل التَّقوى، والتَّواضُع مِن محاسن الأخلاق، ولابدَّ أنَّه يكون في أهل التَّقوى.
وهذا شيء يجب أن يكون مركوزًا في فطرة كلِّ إنسان، وخاصَّة إذا كان بالمرء تيه وعجب، عليه أن يعلم أنَّ الأيَّام دُوَل، يوم لك ويوم عليك، فلا ينبغي للعاقل أن يفرح بدنيا أقبلت عليه، ومِن ثَمَّ يشمخ بها، ويتعالى بنعم الله على عباد الله، والله يقول: وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140]، فمَن تذكَّر دائمًا هذه السُّنَّة الكونيَّة خضع لإخوانه ولعامَّة النَّاس، وخفض جناحه لهم، لأنَّه ربَّما تقلَّبت به الدُّنْيا، فيذلُّ بعد أن كان عزيزًا، ويفتقر بعد أن كان غنيًّا، ويعلو عنه مَن كان يترفَّع عليه، فلِمَ الكِبْر والتِّيه والعجب؟!
قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 83].
2- عامل النَّاس بما تحبُّ أن يعاملوك به:
ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ المرء يحبُّ أن يتواضع له النَّاس، ويخفضوا جناحهم له، ويعاملوه برفق ولين، ويبغض -مِن ناحيةٍ أخرى- مَن يُغْلِظ له، ومَن يتكبَّر عليه بأي صورة مِن الصُّور.
ولو كان المرء جرابًا حُشِي كِبْرًا لتألَّم وتأفَّف -أيضًا- ممَّن يتكبَّر عليه، فلِمَ الكيل بمكيالين؟!!
3- التَّفكُّر في أصل الإنسان :
إذا عرف الإنسان نفسه، علم أنَّه أذلُّ مِن كلِّ ذليل، ويكفيه نظرة في أصل وجوده بعد العدم مِن تراب، ثمَّ مِن نطفة خرجت مِن مخرج البول، ثمَّ مِن علقة، ثمَّ مِن مضغة، فقد صار شيئًا مذكورًا، بعد أن كان لا يسمع ولا يبصر، ولا يغني شيئًا، فقد ابتدأ بموته قبل حياته، وبضعفه قبل قوَّته، وبفقره قبل غناه.
وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا بقوله:
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ [عبس: 18-19].
ثمَّ امتنَّ عليه بقوله: ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس: 20].
وبقوله: فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرً [الإنسان: 2].
لقد أحياه الله بعد موت، وأحسن تصويره، وأخرجه إلى الدُّنْيا، فأشبعه وأرواه، وكساه وهداه، وقوَّاه.
فمِن هذا بدايته، فأي وجه لتكبُّره وفخره وخيلائه؟!
قال ابن حبَّان:
(وكيف لا يتواضع مَن خُلِق مِن نطفة مَذِرَة، وآخره يعود إلى جيفة قذرة، وهو بينهما يحمل العذرة؟).
4- معرفة الإنسان قَدْرَه:
قال تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً [الإسراء: 37].
(أي: أنت أيُّها المتكَبِّر المختال ضعيف حقير عاجز محصور بين جمادين أنت عاجز عن التَّأثير فيها، فالأرض التي تحتك لا تقدر أن تؤثِّر فيها بشدَّة وطئك عليها، والجبال الشَّامخة فوقك لا يبلغ طولك طولها، فاعرف قَدْرَك، ولا تتكبَّر، ولا تمش في الأرض مرحًا).
5- تذكُّر الأمراض والأوجاع والمصائب:
(ما أجمل التَّواضُع واللِّين!!
فلو رأيت أهل البلاء بشتَّى صنوفهم للمست التَّواضُع يعلو وجوههم وأبدانهم!
انظر إلى مَن غلَّه المرض، واستوثق منه الوجع، وهدَّه الألم، انظر إليه إذا جاء الزَّائر يزوره! وطالع محيَّاه، فسترى فاقة وكسرة وحاجة إلى كلِّ إنسان!
فهو يأنس بهذا! ويشدُّ على يد هذا! ويطلب الدُّعاء مِن آخر! ويتشوَّف إلى رنين الهاتف، فلربَّما سمع كلمة تشدُّ مِن أزره، أو ربَّما سعد بدعوة مجابة أو... أليس في هذا الحال درس لكلِّ مَن اختال يومًا، أو تطاول حينًا، أو تكبَّر زمنًا؟!
بلى والله.
وما قيل هنا، يقال في أهل المصائب كافَّة، فلماذا التَّجمُّل بالتَّواضُع عند الضُّرِّ، والافتخار والمباهاة والأشر والكِبْر عند الرَّخاء والنِّعمة في العلن والسِّرِّ؟!
6- تطهير القلب:
القلب إذا صَلحَ صَلحَ العمل كلُّه بإذن الله تعالى، فعلى مَن أراد اكتساب خُلُق التَّواضُع أن يطهِّر قلبه مِن الأمراض التي عصفت به مِن حقدٍ وحسدٍ وعجبٍ وغرورٍ؛ لأنَّ القلب هو موطن هذه الأمراض كلِّها) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:41 pm

نماذج مِن تواضع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمَّ التَّواضُع، لا يعتريه كِبرٌ ولا بَطَرٌ على رِفْعَة قَدْرِه وعلوِّ منزلته، يخفض جناحه للمؤمنين ولا يتعاظم عليهم، ويجلس بينهم كواحد منهم، ولا يُعْرَف مجلسه مِن مجلس أصحابه؛ لأنَّه كان يجلس حيث ينتهي به المجلس، ويجلس بين ظهرانيهم فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل عنه، روى أبو داود في سننه عن أبي ذرٍّ وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه...)) .
وقال له رجل: يا محمَّد، أيا سيِّدنا وابن سيِّدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيُّها النَّاس، عليكم بتقواكم، ولا يستهوينَّكم الشَّيطان، أنا محمَّد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله)) .
- وكان صلى الله عليه وسلم مِن تواضعه، يتفقَّد أحوال أصحابه ويقوم بزيارتهم، فقد روى البخاريُّ في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكِر له صومي، فدخل علي فألقيت له وسادة مِن أَدَم حشوها ليف فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال أما يكفيك مِن كلِّ شهرٍ ثلاثة أيَّام. قال: قلت: يا رسول الله! قال: خمسًا. قلت: يا رسول الله! قال: سبعًا. قلت: يا رسول الله! قال: تسعًا. قلت: يا رسول الله! قال: إحدى عشرة. ثمَّ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا صوم فوق صوم داود -عليه السَّلام - شطر الدَّهر: صم يومًا وأفطر يومًا)) .
وكان يتفقَّدهم حتى في الغزوات والمعارك، ومِن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه مِن حديث أبي برزة: ((أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: هل تفقدون مِن أحدٍ. قالوا: نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا. ثمَّ قال: هل تفقدون مِن أحدٍ. قالوا: نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا. ثمَّ قال: هل تفقدون مِن أحدٍ؟ قالوا: لا. قال: لكنِّي أفقد جليبيبًا، فاطلبوه. فطُلِب في ال***ى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد ***هم ثمَّ ***وه، فأتى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فوقف عليه، فقال: *** سبعة ثمَّ ***وه، هذا منِّي وأنا منه، هذا منِّي وأنا منه. قال: فوضعه على ساعديه ليس له إلَّا ساعدا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فحفر له ووضع في قبره)) .
- وكان مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، القيام بخدمة أصحابه، روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي قتادة، وفيه -في قصَّة نومهم عن صلاة الفجر-: ((...قال ودعا بالميضأة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأبو قتادة يسقيهم -أي أصحابه- فلم يَعْدُ أن رأى النَّاس ماءً في الميضأة تكابُّوا عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا الْمَلَأَ كلُّكم سيَرْوى. قال: ففعلوا. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثمَّ صبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لي اشرب. فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله. قال: إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا. قال: فشربت، وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتى النَّاس الماء جامِّين رِوَاء )) .
- ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه إذا مرَّ على الصِّبيان، سلَّم عليهم، فقد روى البخاريُّ ومسلم عن أنس رضي الله عنه: ((أنَّه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعله)) .
((وكان صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلِّم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم)) .
وعن أنس رضي الله عنه قال: ((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير: يا أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَير؟)) .
- ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يشارك في خدمة أهله في البيت، فقد روى البخاريُّ عن الأسود، قال: ((سألت عائشة: ما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مِهْنَةِ أهله - تعني خدمة أهله -، فإذا حضرت الصَّلاة خرج إلى الصَّلاة)) .
- وكان مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه يركب الحمار ويستردف فيه، يحكي لنا أنس رضي الله عنه عن حال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيقول: ((كان صلى الله عليه وسلم يُرْدِف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار)) .
وعن عبيد بن حنين أنَّه سمع ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- يحدِّث أنَّه قال: ((مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطَّاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجًّا فخرجت معه...)) . الحديث. وفيه: ((وإنَّه – أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم - لَعَلَى حصيرٍ ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة مِنَ أَدَم حشوها ليف، وإنَّ عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أَهَبٌ معلَّقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيتُ، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إنَّ كِسْرَى وقيصر فيما هُمَا فيه وأنت رسول الله! فقال: أَمَا ترضى أن تكون لهم الدُّنْيا ولنا الآخرة)) .
- ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم: استجابته للدَّعوة، وقبوله الهديَّة مهما قلَّت قيمتها، روى البخاريُّ مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لو دُعِيت إلى ذراع أو كُرَاع لأجبت، ولو أُهْدِي إليَّ ذراع أو كراع لقَبِلت)) .
قال الشَّاعر:


يا جاعلًا سنن النَّبيِّ***شعاره ودثاره



متمسِّكًا بحديثه***متتبِّعًا أخباره



سنن الشَّريعة خذ بها***متوسِّمًا آثاره



وكذا الطَّريقة فاقتبس***في سبلها أنواره



قد كان يقري ضيفه***كرمًا ويحفظ جاره



ويجالس المسكين يؤ***ثر قربه وجواره



الفقر كان رداءه***والجوع كان شعاره



يلقى بغرَّة ضاحك***مـسـتـبشرًا زوَّاره



بسط الرِّداء كرامةً***لكريم قوم زاره



ما كان مختالًا ولا***مرحًا يجرُّ إزاره



قد كان يركب بالرَّديـ***ـف مِن الخضوع حماره



مِن مِهْنَة هو أو صلا***ةٍ ليله ونهاره



فتراه يحلب شاة مَنْـ***ـزِلِه ويوقد ناره



ما زال كهف مهاجريـ***ـه ومكرمًا أنصاره



برًّا بمحسنهم مقيـ***ـلًا للمسيء عثاره



يهب الذي تحوي يدا***ه لطالبٍ إيثاره



زكَّى عن الدُّنْيا الدنـ***ـيَّة ربُّه مقداره



جعل الإله صلاته***أبدًا عليه نثاره



فاختر مِن الأخلاق ما***كان الرَّسول اختاره



لتعد سنيًّا وتو***شك أن تبوَّأ داره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:41 pm

نماذج مِن تواضع الصَّحابة رضوان الله عليهم
اقتداءً بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان صحابته رضوان الله عليهم يقومون بما كان يقوم به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن الأعمال الجليلة والخُلُق الكريم مِن التَّواضُع وخفض الجناح.
(فكان أبوبكر رضي الله عنه يحلب الشَّاة لجيرانه، وكان عمر رضي الله عنه يحمل قربة الماء، وكان عثمان رضي الله عنه وهو يومئذ خليفة - يقيل في المسجد ويقوم وأثر الحصباء في جنبه، وكان عليٌّ رضي الله عنه يحمل التَّمر في ملحفة ويرفض أن يحمله عنه غيره، وكان أبو الدَّرداء ينفخ النَّار تحت القِدْر حتى تسيل دموعه.
وصفوة القول إنَّهم رضي الله عنهم ساروا على نهج الرَّسول الكريم، فلم يستكبر منهم أحدٌ، أو يستنكف عن القيام بتلك الأعمال اليسيرة النَّافعة مهما عَظُمَت مكانة الواحد منهم) .
تواضع الصِّدِّيق رضي الله عنه:
- (لما استُخلف أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه أصبح غاديًا إلى السُّوق، وكان يحلب للحي أغنامهم قبل الخلافة، فلمَّا بُويَع قالت جارية مِن الحي: الآن لا يحلب لنا. فقال: بلى لأحلبنَّها لكم، وإنِّي لأرجو ألَّا يغيِّرني ما دخلت فيه) .
- وكان يقول: (وددت أنِّي شعرة في جنب عبد مؤمن) .
قال هذا وهو مِن المبشَّرين بالجنَّة، وهو الصِّدِّيق العظيم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته مِن بعده!!
تواضع عمر رضي الله عنه:
- عن طارق بن شهاب، قال: (خرج عمر بن الخطَّاب إلى الشَّام ومعنا أبو عبيدة بن الجرَّاح، فأَتَوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفَّيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين! أنت تفعل هذا، تخلع خفَّيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟! ما يسرُّني أنَّ أهل البلد استشرفوك. فقال عمر: أوَّه، لم يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالًا لأمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم إنَّا كنَّا أذلَّ قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزَّة بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله) .
- عن أبي محذورة قال: (كنت جالسًا عند عمر رضي الله عنه، إذ جاء صفوان بن أميَّة بجَفْنَة يحملها نفرٌ في عباءة، فوضعوها بين يدي عمر، فدعا عمر ناسًا مساكين وأرقَّاء مِن أرقَّاء النَّاس حوله، فأكلوا معه، ثمَّ قال عند ذلك: فعل الله بقوم، أو قال: لحى الله قومًا يرغبون عن أرقَّائهم أن يأكلوا معهم!! فقال صفوان: أما والله، ما نرغب عنهم، ولكنَّا نستأثر عليهم، لا نجد والله مِن الطَّعام الطَّيِّب ما نأكل ونطعمهم) .
- وعن عروة بن الزُّبير رضي الله عنهما قال: (رأيت عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين! لا ينبغي لك هذا. فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دَخَلَت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها) .
تواضع عثمان رضي الله عنه:
قال الحسن: (رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة، ويقوم وأثر الحصى بجنبه، فنقول: هذا أمير المؤمنين، هذا أمير المؤمنين) .
عن ميمون بن مهران قال: (أخبرني الهمدانيُّ أنَّه رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه على بغلة، وخلفه عليها غلامه نائل وهو خليفة) .
تواضع علي رضي الله عنه:
- عن عمرو بن قيس الملائي عن رجل منهم قال: (رُئِي على علي بن أبي طالب إزارٌ مرقوعٌ، فقيل له: تلبس المرقوع؟! فقال: يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب) .
- (وأنَّه رضي الله عنه قد اشترى لحمًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقيل له: نحمل عنك يا أمير المؤمنين. فقال: لا، أبو العيال أحقُّ أن يحمل) .
تواضع عبد الله بن سلام رضي الله عنه:
- مرَّ عبد الله بن سلام رضي الله عنه في السُّوق وعليه حزمة مِن حطب، فقيل له: أليس الله قد أعفاك عن هذا؟! قال: بلى، ولكن أردتُ أن أدفع به الكِبْر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنَّة مَن كان في قلبه مثقال حبَّة مِن خردلٍ مِن كِبْر)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:41 pm

نماذج مِن تواضع السَّلف
تواضع عمر بن عبد العزيز:
- (كان عند عمر بن عبد العزيز قوم ذات ليلة في بعض ما يحتاج إليه، فغشي سراجه، فقام إليه فأصلحه، فقيل له:
يا أمير المؤمنين! ألا نكفيك؟ قال: وما ضرَّني؟ قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز) .
- (ونادى رجلٌ أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: يا خليفة الله في الأرض! فقال له عمر: مه، إنِّي لما وُلِدت اختار لي أهلي اسمًا، فسمَّوْني عمر، فلو ناديتني: يا عمر، أجبتك. فلمَّا كَبِرْتُ اخترت لنفسي الكُنَى، فكُنِّيت بأبي حفص، فلو ناديتني: يا أبا حفص، أجبتك. فلمَّا ولَّيتموني أموركم سمَّيتموني أمير المؤمنين، فلو ناديتني: يا أمير المؤمنين؛ أجبتك. وأمَّا خليفة الله في الأرض، فلست كذلك، ولكن خلفاء الله في الأرض داود النَّبيُّ عليه السَّلام وشبهه، قال الله تبارك وتعالى: يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ [ص: 26]) .
- وقال سعيد بن سويد: (صلَّى بنا عمر بن عبد العزيز الجمعة، ثمَّ جلس وعليه قميص مرقوع الجيب مِن بين يديه ومِن خلفه، فقال له رجلٌ: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله قد أعطاك فلو لبست؟ فنكَّس رأسه مليًّا ، ثمَّ رفع رأسه، فقال: إنَّ أفضل القصد عند الجِدَة، وإنَّ أفضل العفو عند القُدْرة، وقال صلى الله عليه وسلم: مَن ترك زينةً لله ووضع ثيابًا حسنة تواضعًا لله وابتغاء لمرضاته، كان حقًّا على الله أن يدَّخر له عبقري الجنَّة ) .
تواضع الإمام أحمد بن حنبل:
قال المروزيُّ: (لم أر الفقير في مجلس أعزَّ منه في مجلس أبي عبد الله؛ كان مائلًا إليهم مُقْصِرًا عن أهل الدُّنْيا، وكان فيه حِلْمٌ، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التَّواضُع، تعلوه السَّكينة والوَقَار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلَّم حتى يُسْأَل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدَّر) .
(وكان ربَّما خرج إلى البقَّال، فيشتري الجرزة الحطب والشَّيء فيحمله بيده، ويتنوَّر في البيت) .
وقال يحيى بن معين: (ما رأيت مثل أحمد بن حنبل!! صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء ممَّا كان فيه مِن الخير) .
وقال إسماعيل بن إسحاق الثَّقفي: (قلت لأبي عبد الله أوَّل ما رأيته: يا أبا عبد الله، ائذن لي أن أقبِّل رأسك. فقال: لم أبلغ أنا ذاك) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:42 pm

نماذج مِن تواضع العلماء المتقدِّمين
تواضع ابن تيمية:
قال البزَّار -وهو يذكر تواضع ابن تيمية-: (وأمَّا تواضعه: فما رأيت ولا سمعت بأحدٍ مِن أهل عصره مثله في ذلك، كان يتواضع للكبير والصَّغير والجليل والحقير والغني الصَّالح والفقير، وكان يدني الفقير الصَّالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله مِن الأغنياء، حتى أنَّه ربَّما خدمه بنفسه وأعانه بحمل حاجته جبرًا لقلبه وتقرُّبًا بذلك إلى ربِّه.
وكان لا يسأم ممَّن يستفتيه أو يسأله، بل يقبل عليه ببشاشة وجه، ولين عَرِيكة ، ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه: كبيًرا كان أو صغيرًا، رجلًا أو امرأةً، حرًّا أو عبدًا، عالـمًا أو عامِّيًّا، حاضرًا أو باديًا، ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفِّره بكلام يوحشه، بل يجيبه ويفهمه ويعرِّفه الخطأ مِن الصَّواب بلطف وانبساط، وكان يلزم التَّواضُع في حضوره مِن النَّاس، ومغيبه عنهم في قيامه وقعوده، ومشيه ومجلسه ومجلس غيره.
وحكى البزَّار عن بعض أصحابه قال: ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته في التَّواضُع والإكرام -يعني ابن تيمية- حتى إنه لا يذكرني باسمي، بل يلقِّبني بأحسن الألقاب، وأظهر لي مِن الأخلاق والمبالغة في التَّواضُع بحيث إنَّه كان إذا خرجنا مِن منزله بقصد القراءة، يحمل هو بنفسه النُّسخة، ولا يدع أحدًا منَّا يحملها عنه، وكنت أعتذر إليه مِن ذلك خوفًا مِن سوء الأدب، فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألَا أحمل ما فيه كلام رسول الله صلَّى الله وعليه وسلَّم؟
وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجلس، حتى إنِّي لأستحي مِن مجلسه هناك، وأعجب مِن شدَّة تواضعه، وكان هذا حاله في التَّواضُع والتَّنازل والإكرام لكلِّ مَن يَرِدُ عليه أو يصحبه أو يلقاه، حتى أنَّ كلَّ مَن لقيه يحكي عنه مِن المبالغة في التَّواضُع نحوًا ممَّا حكيته وأكثر مِن ذلك، فسبحان مَن وفَّقه وأعطاه وأجراه على خِلَال الخير وحباه) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:42 pm

نماذج مِن تواضع العلماء المعاصرين
تواضع الشَّيخ ابن باز:
(كان الشَّيخ ابن باز -رحمه الله- آية في التَّواضُع فلا يكاد يُعْرَف له مثيلٌ في زمانه في هذه الخصلة؛ فهو لا يرى لنفسه فضلًا، ولا يرغب في المديح، ولا في التَّميز على النَّاس، وكان محبًّا للفقراء والمساكين، حريصًا على مجالستهم، والأكل معهم. ومِن صور تواضعه:
- لا يحتقر النَّصيحة، أو الفائدة مِن أي أحدٍ، حتى مِن الصَّغير:
في يومٍ مِن الأيَّام اتَّصل شاب صغير بسماحة الشَّيخ، وقال: يا سماحة الشَّيخ! النَّاس بأشد حاجة إلى علماء يفتونهم، وأقترح على سماحتكم أن تجعلوا في كلِّ مدينة مفتيًا؛ ليسهل الاتِّصال.
فقال له سماحة الشَّيخ: ما شاء الله أصلحك الله، كم عمرك؟ فقال ثلاثة عشر عامًا.
- يقول الرَّاوي للقصَّة: فقال لي سماحة الشَّيخ: هذا اقتراح طيِّب، يستحقُّ الدِّراسة، اكتب إلى الأمين العام لهيئة كبار العلماء بهذا، فكتبت ما أملى به، وممَّا جاء في كتابه:
أما بعد فقد اتصل بي بعض النَّاصحين، وقال: إنَّه يقترح وضع مفتين في كلِّ بلد، ونرى عرضه على اللَّجنة الدَّائمة؛ لنتبادل الرَّأي في الموضوع) .
- (تواضعه للمرأة والمسكين والسَّائل،...قيل له -وهو خارجٌ مِن مسجد الجامع-: هناك امرأة تريد إجابة عن أسئلتها، فما كان منه إلَّا أن اتكأ على عصاه وأصغى لها، وأجاب عن أسئلتها حتى انصرفت!) .
تواضع الشَّيخ ابن عثيمين:
كان الشَّيخ ابن عثيمين يتحلَّى بالصِّفات والأخلاق النَّبيلة فكان مِن صفاته الصِّدق والإعراض عن الدُّنْيا والتَّواضُع، ومِن صور تواضعه:
- طفل صغير يأخذ بيد الشَّيخ ويذهب به إلى والده:
(يأتيه طفل صغير لم يبلغ السَّادسة مِن عمره فيمسك يد الشَّيخ مِن وسط طلَّابه مخاطبًا إيَّاه: أبي قدم إلى عنيزة للسَّلام عليك، أرجو أن تسلِّم عليه قبل أن تخرج، والشَّيخ يبتسم له ويلاطفه، والطِّفل آخذٌ بيد الشَّيخ إلى والده، فيتفاجأ والد الطِّفل بالشَّيخ أمامه، فيتعجَّب الوالد مِن هذا الخُلُق النَّبيل الذي يتحلَّى به الشَّيخ) .
- (ركب الشَّيخ مع أحد محبِّيه سيَّارة قديمة كثيرة الأعطال، فتتوقف أثناء الطَّريق، فقال الشَّيخ للسَّائق: ابق مكانك وأنزل أنا لأدفع السَّيَّارة، فنزل الشَّيخ ودفع السَّيَّارة بنفسه حتى تحركت، وهذا قمَّة التَّواضُع) .
- (في أثناء درسه في المسجد الذي بجوار بيته ذهب أحد الطُّلاب إلى دورة المياه -الحمَّام- فإذا أنبوبة منكسرة يتدفَّق منها الماء، فأخبر الشَّيخ بذلك أثناء الدَّرس، فما كان مِن الشَّيخ -رحمه الله- إلَّا أنَّ قطع الدَّرس وذهب إلى منزله، وأحضر عدَّة الإصلاح، وشارك الطُّلَّاب بنفسه في إصلاح هذا العطل) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:42 pm



التَّواضُع في واحة الشِّعر
قال الشاعر:


ولا تمشِ فوق الأرضِ إلَّا تواضعًا***فكم تحتها قومٌ هم منك أرفعُ



فإن كنتَ في عزٍّ وخيرٍ ومنعةٍ***فكم مات مِن قومٍ هم منك أوضعُ



وقال موسى بن علي بن موسى:


تواضعْ تكنْ كالنَّجمِ لاح لناظر***على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ



ولا تكُ كالدُّخانِ يعلو بنفسِه***إلى طبقاتِ الجوِّ وهو وضيعُ



وقال آخر:


تواضعْ إذا ما نلتَ في النَّاسِ رفعةً***فإنَّ رفيعَ القومِ مَن يتواضعُ



وقال آخر:


وكفى بملتمسِ التَّواضُعِ رفعةً***وكفَى بملتمسِ العلوِّ سفالًا



وقال المرادي:


وأحسنُ مقرونَيْنِ في عينِ ناظرٍ***جلالةُ قدرٍ في خمولِ تواضعِ



وقال آخر:


إنَّ التَّواضُعَ مِن خصالِ المتَّقي***وبه التَّقِيُّ إلى المعالي يرتقي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:42 pm

التَّودُّد
معنى التَّودُّد لغةً واصطلاحًا
معنى التَّودُّد لغةً:
التَّودُّد من الوُدِّ، والوُدُّ: مصدر الموَدَّة: الوُدُّ: الحُبُّ يكون في جميع مداخل الخير، والتواد التحاب.
وتودَّدَ إليه: تَحَبَّبَ. وتَوَدَّدَه: اجْتَلَبَ وُدَّه .
معنى التَّودُّد اصطلاحًا:
التَّودُّد هو: (طلب مَوَدَّة الأكفاء بما يوجب ذلك) .
وقال ابن حجر: (هو تقرُّب شخصٍ من آخر بما يحب) .
وقال ابن أبي جمرة: (التَّوَادُد: التَّواصل الجالب للمحبَّة) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:43 pm

الفرق بين التودد وبعض الصفات
- الفرق بين التَّوَاد والتَّعاطف والتَّراحم:
قال ابن أبي جمرة: (الذي يظهر أنَّ التَّراحم والتَّوادُد والتَّعاطف، وإن كانت متقاربة في المعنى، لكن بينها فرق لطيف، فأمَّا التَّراحم، فالمراد به: أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر.
وأما التَّوادُد، فالمراد به: التَّواصل الجالب للمحبَّة، كالتَّزاور والتَّهادي.
وأما التَّعاطف، فالمراد به: إعانة بعضهم بعضًا، كما يعطف الثَّوب عليه ليقوِّيه) .
- الفرق بين الحبِّ والوُدِّ:
الحب يكون فيما يوجبه ميل الطباع والحِكْمَة جميعًا، والوُدُّ ميل الطِّباع فقط؛ ألا ترى أنَّك تقول: أحبُّ فلانًا وأودُّه، وتقول: أحبُّ الصَّلاة، ولا تقول: أودُّ الصَّلاة. وتقول: أودُّ أنَّ ذاك كان لي، إذا تمنيت وِدَادَه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:43 pm

أولًا: في القرآن الكريم
- قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34].
قيل لابن عقيل: أسمع وصية الله عزَّ وجلَّ يقول: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وأسمع النَّاس يعدُّون من يُظهر خلاف ما يبطن منافقًا، فكيف لي بطاعة الله تعالى، والتَّخلُّص من النِّفاق؟ فقال: النِّفاق هو: إظهار الجميل وإبطان القبيح، وإضمار الشَّر مع إظهار الخير لإيقاع الشَّر. والذي تضمنته الآية: إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن .
- وقال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21].
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا يعني: المرأة هي من الرَّجل، لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا أي: تستأنسوا بها، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً محبَّة، وَرَحْمَةً يعني: الولد .
وقال الطبري: وقوله: وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً يقول: جعل بينكم بالمصاهرة والخُتُونة، مَوَدَّة تتوادُّون بها، وتتواصلون من أجلها، وَرَحْمَةً رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك على بعض إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ .
- وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96].
عن مجاهد، في قوله: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا، قال: (يحبُّهم ويحبِّبُهم إلى المؤمنين) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:43 pm

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل)) .
قال القاري: (... ((قريب)) أي: من النَّاس بمجالستهم في محافل الطَّاعة، وملاطفتهم قدر الطَّاعة. ((سهل)) أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه: أنه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشِّراء) .
وقال الصديقي: (... ((تحرم على كلِّ قريب)) أي: من النَّاس بحسن ملاطفته لهم، ((هيِّن ليِّن)) قال في ((النِّهاية)): ((المسلمون هَيْنُونَ لَيْنُون))، وهما بالتَّخفيف، قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بِالْهَيْنِ اللَّيْن، مخفَّفيْن، وتذم بهما مُثَقَّلَيْن، وهيِّن: أي بالتَّشديد، فيعل من الهون، وهو السَّكينة والوقار والسُّهولة، فَعَيْنُه (واو)، وشيءٌ هَيْنٌ وهَيِّنٌ، أي: سَهْلٌ. ((سهل)). أي: يقضي حوائجهم ويسهل أمورهم) .
- وعن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى)) .
ففي هذا الحديث: تعظيم حقوق المسلمين، والحضُّ على تعاونهم، وملاطفة بعضهم بعضًا .
- وعن معقل بن يسار رضي الله عنه، قال: ((جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنِّي أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال: لا. ثم أتاه الثَّانية فنهاه، ثم أتاه الثَّالثة، فقال: تزوَّجوا الوَدُود الولود؛ فإنِّي مكاثر بكم الأمم)) .
الوَلُود: كثيرة الولد، والوَدُود: الموْدُودَة، لما هي عليه من حسن الخلق، والتَّوَدُّد إلى الزَّوج .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأَحْلُم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنَّما تُسِفُّهم الملَّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) .
فأيَّده النَّبي صلى الله عليه وسلم على تودُّدِه إليهم، وإن لم يجد منهم مقابلًا لما يقوم به، إلَّاالإساءة إليه.
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((أنَّ رجلًا من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلم عليه عبد الله. وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقيل له: أصلحك الله! إنَّهم الأعراب، وإنَّهم يرضون باليسير. فقال عبد الله: إنَّ أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطَّاب، وإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ أبَرَّ البِرِّ: صِلَة الولد أهل وُدِّ أبيه)) .
قال النَّووي: (... ((إنَّ أبا هذا كان وُدًّا لعمر)). قال القاضي: رويناه بضم الواو وكسرها، أي: صديقًا من أهل مَوَدَّته، وهي محبَّته. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أبَرَّ البِرِّ: صِلَة الولد أهل وُدِّ أبيه)) ، وفي رواية: ((إنَّ من أبَرِّ البِرِّ صِلَة الرَّجل أهل وُدِّ أبيه بعد أنْ يُوَلِّيَ))، الوُدُّ هنا مضموم الواو، وفي هذا فضل صِلَة أصدقاء الأب، والإحسان إليهم وإكرامهم، وهو متضمِّن لبِرِّ الأب وإكرامه؛ لكونه بسببه. وتلتحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ، والزَّوج والزَّوجة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:43 pm

أقوال السَّلف والعلماء في التَّودُّد
- قال الحسن: (التَّقدير نصف الكسب، والتَّودُّد نصف العقل، وحسن طلب الحاجة نصف العلم) .
- وسئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: (الكرم، والبذلة، والتَّودُّد إلى النَّاس) .
- وعن ميمون بن مهران قال: (المروءة: طلاقة الوجه، والتَّودُّد إلى النَّاس، وقضاء الحوائج) .
- وقال أبو حاتم: (الواجب على العاقل أنْ يتحبَّب إلى النَّاس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأنَّ الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشَّمس الجليد، وإن الخلق السَّيئ ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرَّجل أخلاق كثيرة صالحة كلُّها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السَّيئ الأخلاق الصَّالحة كلَّها) .
فوائد التَّودُّد إلى النَّاس:
1- التَّودُّد طريق موصل للحبِّ والألفة، مما يقوي روابط التَّقارب بين الأفراد، ويزيد اللُّحمة بينهم.
2- التَّودُّد وتقوية العلاقات بين النَّاس، أساس لبناء مجتمع قوي مبني على الولاء، والتَّناصر والتَّعاضد والتَّعاون.
3- التَّودُّد يعكس الجمال الرُّوحي، والجانب الأخلاقي الفاضل الذي جاء الإسلام لتكميله وتعزيزه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)) .
4- التَّودُّد للنَّاس، وكسب محبتهم وثقتهم مدعاة لتقبل ما يطرح عليهم من أفكار أو ما يُدعون إليه بجهد أقل وبسهولة ويسر، ففرق بين التَّقبل من البشوش اللَّين المحبوب، ومن القاسي العابس الممقوت.
5- التَّودُّد والتَّحبُّب إلى الخلق وسيلة لكسب قلوبهم، وكسب القلوب مدعاة للثَّناء وحسن الذِّكر.
6- من فوائد التَّودُّد التَّراحم بين المسلمين، والتَّراحم موجب لرحمة الله سبحانه وتعالى لمن اتَّصف بهذه الصِّفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن)) .
7- التَّودُّد سبيل إلى زوال الخصومات والأحقاد، ويؤدِّي إلى تصفية القلوب، ونقائها من هذه الأدران النَّفسية، منالحسد والكره والتَّباغض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:57 pm

أنواع التَّودُّد إلى النَّاس

التودد نوعان:
1- تودد محمود: وهو ما كان ناشئًا من محبة معتدلة لأهل الخير والصلاح.
2- تودد مذموم: وهو التودد إلى الكفار والظالمين وفسقة الناس.
موانع اكتساب التَّودُّد إلى النَّاس:
1- الكبر والخيلاء فهما من الصِّفات المنافية للتَّودُّد.
2- العبوس في وجوه النَّاس، فهو مانع لكسب وُدِّهم.
3- الغلظة في الكلام، وفظاظة العبارات، وفحش الألفاظ.
4- الشُّحُّ والبخل، مدعاة لمقت صاحبها، وتتنافى مع التَّودُّد للخَلْق.
5- غلظة الطَّبع، والشِّدة في التَّعامل.
6- الجفاء وترك التَّواصل بين النَّاس مع بعضهم، فهو سبب يحول دون استدامة الوُدِّ، وازدياده في القلوب.
7- الخصومات والنزاعات، وكثرة الخلاف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:57 pm

وسائل معينة على التَّودُّد إلى النَّاس

وسائل التَّودُّد إلى الخلق كثيرة جدًّا، وتختلف باختلاف الأشخاص والأوقات والأحوال، ولكن نعدد بعضًا من أهم هذه الوسائل، فمنها:
1- حسن الخلق مع البشْر فهو مفتاح قلوبهم، والباعث على مَوَدَّة صاحبه، وممهد له في قلوب النَّاس مكانًا.
قال أبو حاتم: (حسن الخلق بَذْر اكتساب المحبَّة، كما أنَّ سوء الخلق بَذْر استجلاب البغْضَة. ومن حَسُن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه؛ لأنَّ سوء الخلق يورث الضَّغائن، والضَّغائن إذا تمكَّنت في القلوب أورثت العداوة، والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدِّين، أهوت صاحبها إلى النَّار، إلا أن يتداركه المولى بتفضُّلٍ منه وعفو) .
2- التَّغافل عن الزلَّات، وعدم التَّوقف عند كلِّ خطأ أو كبوة يقع فيها الرَّفيق.
قال بعض الحكماء: (وجدت أكثر أمور الدُّنيا لا تجوز إلا بالتَّغافل) .
3- البشَاشَة وطلاقة الوجه، والتَّبسُّم في وجوه النَّاس، مما يقذف الوُدَّ في قلوب البَشَر لصاحبها.
4- الرِّفق ولين الجانب، والأخذ باليُسر والسُّهولة في معاملة النَّاس.
5- التَّواضع، وخفض الجناح، وعدم التَّعالي والتَّكبر عليهم.
قال أبو حاتم: (ولكن من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها: مشي القصد، وخفض الصوت، وقلَّة الإعجاب، ولزوم التَّواضع، وترك الخلاف) .
6- عدم إكثار المؤونات والتَّثقيل عليهم، فالبَشَر مجبولون على كراهية من يكلِّفهم المؤونة، ويشق أو يثقل عليهم.
قال أبو حاتم: (ولا يجب للمرء أن يكثر على إخوانه المؤونات، فيبرمهم؛ لأنَّ المرضع إذا كثر مصُّه، ربَّما ضجرت أمه فتلقيه) .
وقال أكثم بن صيفي: (تباعدوا في الدِّيار، تقاربوا في الموَدَّة) .
7- تفريج كرب الإخوان، والوقوف إلى جانبهم في الملمَّات والأحزان، ومواساتهم والإحسان لهم.
فعن سليمان مولى عبد الصَّمد بن علي: أنَّ المنصور -أمير المؤمنين- قال لابنه المهدي: (اعلم أنَّ رضاء النَّاس غاية لا تُدرك، فتحبَّبْ إليهم بالإحسان جهدك، وتودَّد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم) .
8- الزِّيارة والتَّواصل، والسُّؤال عن الإخوان، وتجنُّب الجفاء بين المتودِّد وبين من يطلب وُدَّه.
قال أديب: (الموَدَّة روح، والزِّيارة شخصها) .
وقال أبو حاتم: (العاقل يتفقَّد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة؛ لأنَّ من استصغر الصغير يوشك أن يجمع إليه صغيرًا، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في محوها؛ لأنه لا خير في الصِّدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإنَّ من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء، وطلب الأجر بالرياء، ولا شيء أضيع من مَوَدَّة تُمنح من لا وفاء له) .
9- عدم مقابلة الإساءة منهم بالمثْل، بل من أراد التَّودُّد للبَشَر فليعف وليصفح، وليقابل الإساءة بنقيضها.
قال السلمي: (وقابل القطيعة بالصِلَة، والإساءة بالإحسان، والظلم بالصَّبر والغفران) ، فعن عقبة بن عامر قال: ((لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عقبة بن عامر! صِل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)) .
10- إدخال السُّرور في قلوب النَّاس، والانبساط معهم والمزاح.


قال الماوردي: (العاقل يتوخَّى بمزاحه أحد حالين، لا ثالث لهما: أحدهما: إيناس المصاحبين، والتَّودُّد إلى المخالطين، كما قال حكيم لابنه: يا بني اقتصد في مزاحك؛ فإنَّ الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرِّئ السُّفهاء، والتَّقصير فيه نقص بالمؤانسين، وتوحش بالمخاطبين. والثَّاني: أن ينفي من
المزاح ما طرأ عليه، وحدث به من هم) .
11- أن يوقر المشايخ ويرحم الصِّبيان، وفي الحديث قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا)) .
12- أن يبدأ من يلقى بالسَّلام قبل الكلام.
قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أفشوا السَّلام بينكم)) .
13- الكلمة الطَّيبة، فهي تقود القلوب إلى محبَّة صاحبها.
فقد قال بعضهم ناصحًا: (ولا تمتنع أن تتكلم بما يطيِّب قلوب العامَّة؛ فإنَّ النَّاس ينقادون للكلام أكثر من انقيادهم بالبطش) .
14- الهديَّة، وهي وسيلة ذات أثر كبير على القلوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:57 pm

نماذج من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم

كان هذا الخُلَق واقعًا ملموسًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوَدَّد إلى أصحابه، ومن هم حوله، فمن ذلك:
- ما روته عائشة رضي الله عنها، من أنَّ رجلًا استأذن على النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: ((بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة. فلما جلس تطلَّق النَّبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرَّجل. قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرَّجل، قلت له كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهه، وانبسطت إليه. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشًا؟ إنَّ شر النَّاس عند الله منزلة يوم القيامة، من تركه النَّاس اتقاء شرِّه)) .
قال ابن الجوزي: (هذا إنَّما فعله رسول الله على وجه المداراة، فسَنَّ ذلك لأمَّته، فيجوز أن يُستعمل مثل هذا في حق الشِّرِّير والظَّالم) .
وقال ابن بطال: (المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للنَّاس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة وسلِّ السَّخيمة) .
- ومن ذلك توَدُّده صلى الله عليه وسلم لمن حوله، بتبسُّمه في وجوه أصحابه، ودعائه لهم، فعن جرير رضي الله عنه، قال: ((ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي، ولقد شكوت إليه أنِّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: اللهمَّ ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًّا)) .
- ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم أنَّه ((كان يمرُّ بالصِّبيان فيسلم عليهم)) .
- وكان ((إذا لقيه أحد من أصحابه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرَّجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده، ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه، ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزعها عنه)) .
- ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنَّه: ((كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق الإسلامية   الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2013 1:58 pm

نماذج من حياة الصَّحابة رضي الله عنهم

- عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: ((كانت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدَّرداء: ونحن عنده، وفي رواية: أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر. فسلَّم وقال: يا رسول الله! إنِّي كان بيني وبين ابن الخطَّاب شيء، فأسرعت إليه ثمَّ ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر (ثلاثًا)، ثمَّ إنَّ عمر ندم على ما كان منه، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبا بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فجعل وجه النَّبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر؛ حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم (مرتين). فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين)، فما أوذي بعدها)) .
ففي الحديث، السعي إلى استجلاب الوُدِّ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وطلبه لإزالة الشَّحناء من قلب عمر تجاهه، رضوان الله عليهم أجمعين.
- أيضًا كان الصَّحابة رضي الله عنهم، حريصين على أن يتَّصفوا بهذه الصِّفة، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له أن يحبِّبَه هو وأمَّه إلى المؤمنين، ويحبِّب المؤمنين إليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: ((يا رسول الله! ادع الله أن يحبِّبني أنا وأمِّي إلى عباده المؤمنين، ويحبِّبهم إلينا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ حبِّب عُبَيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين. فما خُلِقَ مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأخلاق الإسلامية
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 7 من اصل 8انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» مصادر الأخلاق الإسلامية
» مكارم الأخلاق
» أسباب الإنحراف عن الأخلاق الإسلامية
» صلة الأخلاق بالعقيدة
» *النميمة ودناءة الأخلاق*

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق الاسلام-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
باسند - 51639
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_rcap1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Voting_bar1الأخلاق الإسلامية - صفحة 7 Vote_lcap1