الأديبة القديرة نورة الدوسري
تطل علينا بقصة جديدة رائعة
آخر خبر
- من بين تشكيلة مميزة من الأحذية الفاخرة
تنتعل هيفاء حذاء يتساوى مع الأرض فهي لاتحتاج اليوم أن تتباهى
بـ آخر الصيحات وتزهو بتفوقها المادي وأناقتها العالية بل تحتاج
إلى حذاء بسيط يحمل خطواتها بسرعة دون تباطؤ وتعثر
وغطاء للشعر تحتجب به وبالطو أشترته خصيصاً لهذا المشوار
تشرع بأول الخطوات مسرعة تؤشر على سيارة أجرة وبصوت
مهموس تخبره عن المكان !
يوصلها قبل الحي الذي تريد بمسافة ليتركها تقطع الطريق العام لوحدها
لضيق الأزقة هناك.
-تهرول بين أرتال المركبات وهي تلتفت يميناً ويساراً بخوفٍ وقلق ,ينزلق حجابها من أعلى رأسها
ويستقر على رقبتها كاشفاً عن شعر أشقر جذاب فهي المرة الأولى التي تتعامل بها مع الحجاب وفي لحظاتٍ جهل عسيرة تصلحه رغم تجاهلها لبعض الخصلا ت الهاربة .
-تقبض على حقيبة يدها وتكمل المسير والذي تعثرت به كثيراًوأصطدمت
باجسادٍ بشرية عديدة تمضي بعينين زائغتين ويد تتناوب بين الحجاب وشد البالطو ويد أخرى تمسك الحقيبة
وكلما أقتربت من المكان يزيد نبضها ويتسارع ويلجمها العرق ويتعالى نفسها ويزاد إلتفاتها ويشحب وجهها
الذي خلا اليوم من لمسات المكياج وأحمر الشفاة كالعادة وكأنها مريضة منذ عام
-السيارات في سباق وهي تتجنب النظر إليها خوفاً من أن تجد من يتعرف عليها,
تصل إلى زقاق مظلم تتعالى فيه أصوات الاطفال وصراخ الباعة المتجولين
عالم غريب تساءلت بينها وبين نفسها :. هل هذا الزقاق المتخلف
في عاصمتنا المتطورة؟!!
ياااااه ما أصعب الحياة هنا !!
تخرج هاتفها الفخم لـ تخابر صديقتها لـ تتأكد من العنوان وكيفية الولوج إلى المنزل الذي تقصده
وعندما أقتربت تراجعت قدميها إلى الوراء بقوة
إلا أن إحساسها المحبط وشعورها باليأس والتصدعات الجارية في حياتها والغرق
يدفعها لتمسك بـ القشة الممتدة إليها فيدفعها صوت من داخلها قائلاً :.
ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل
لابد أن أضع حل لحياتي المتعبة اليوم
تصطدم بغلام وتتعثر ..ينتشلها من السقوط فتشكره وتسأله بلهفة عن العنوان
يوصلها أمام الباب فـ تدس في يده ورقة نقدية كاملة لم يتوقعها
يظطرب فرحاً ويأخذها ويجري..
تدخل لبيت مظلم هو في الأصل (قبو) أنواره صفراء تعج منه رائحة البخور وروائح لم تتمكن من تحديدها
تسير بحذر وعينيها في كل إتجاه ترصد المكان
-في غرفة ضيقة تقبع نساء في إنتظار الدور أعطت المراة التي تقف على الباب أوراق نقدية لتقدمها على الكل وفعلا دخلت الغرفة عن طريق ممر ضيق جدرانة تلامس كتفيها ..
تمشي بخوف وتردد تكيل السب لزوجها وصديقاتها وعقلها الذي ساقها الى هذا المكان تتقدمها تلك المراءة القصيرة مرحبة
فتجلسها في غرفة مرعبة لم تسمع عنها إلا في حكايا الجدات وإنسان مرعب يتمم بكلمات غير مفهومة طلب منها أن تحكي ماتعاني رغم إدعاؤه أنه يعرف عنها مالم تعرفه هي عن نفسها وعن زوجها فهوالعارف والشيخ ابو إسماعيل
بدأت تحكي له
ودموعها تسابقها وهي تطلب حلاً أن يسخر لها زوجها بقلبه وليس بماله فقط وقبل أن تنتهي من توسلاتها واغراءتها المادية له
اذا بشخص يفتح الباب الخلفي بقوة اعتقدت أنها حركات الجان أو العاملة جاءت تتزلف لها
فالتفت باللامبالاة
لتشاهد ضابط تتبعه حملة من الشرطة و الصحفيين ومصورين وضعت يديها على وجهها متمنية أن تكون في حلم أو أن تخسف بها الأرض فوراً
لتستفيق البلاد على آخر خبر في المدينة
(( القبض على الساحر أبو إسماعيل وظبط سيدة معه هي زوجة رجل الأعمال الشهير ( محمد عبد اللطيف جلال ) من زبائنة ....
قصة : نورة الدوسري ..
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
