✿✿ღღღ✿✿...||...يوسفيات...||...✿✿ღღღ✿✿

{مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}
هنا أفخم مقامات الأدب الأخوي..
سجّل الجريمة ضد الشيطان، وبرّأ إخوته!



{مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}
الكريم يلتمس العذر لمن أساء إليه،
فهدفه نسيان الإساءة لا تأجيجها.

{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ}
من قرأ سورة يوسف، ثم لم يحس بلطف الله وهو يتخلل تفاصيلها، ويحكم فصولها؛ فلم يقرأها.



{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
قالها يوسف عليه السلام في محفل اللقيا بلسان الحال والمقال..
ثق بلطف الله في كل أقداره؛ فإنه عليم حكيم.

{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ}
ومن لطفه بعباده أن أخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة. (السعدي)



{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ}
اجتمع شمل الأحبة عنده؛
فهتف بوليه الذي صحبه في الجب والرق والسجن..
يا رب أنت وليُّنا.

{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
أعظم من الجمال، أعظم من المال، أعظم من العز، أعظم من الحريّة؛
أن يتوفّاك الله مسلمًا.



{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
لا تأنس نفس المؤمن، ولا ترتاح لا في الدنيا لا في الآخرة؛ إلا بمؤاخاة الصالحين ومصاحبتهم والتقائهم.

{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
الصحبة الصالحة؛ رفقتهم في الدنيا ثبات، واللحاقٌ بهم بغيةُ الأنبياء، فنعم الغنيمة هم!



{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
تلك أماني المخبتين، ودعوات النبيين.

{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}
ثبت يوسف عليه السلام في الضراء، ولما تزينت له الدنيا باجتماع الشمل وتمام الملك؛ لم ينفك عن سؤال الله الثبات في السراء أيضًا، فالثبات عزيز!



{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}
غاية منى الصالحين.

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}
لا الملك ولا العلم نهاية آمال العارفين،
الموت على الإسلام هو غاية كل لبيب.

{وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}
في القصة تفاصيل وهمسات، وأحاديث نفس ورؤى، ولوعات ومفاجآت؛ ليست من علم نبيّنا، ولا درى بها إلا من أحاط بكل شيء علمًا.



{وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ * وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
هناك أخ نسي أخوّته فمكر..
وهناك عبد نسى إيمانه فكفر.

{وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}
هل كان يتصور الإخوة وهم يخططون للتخلص من أخيهم أن أفكارهم وتهامسهم وجريمتهم؛
سيفضحها الله في كتاب مقدس، وفي سورة تحمل اسم ذلك الأخ؟!



{أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}
لن تَأمَن حتى تُؤمِن.

اصبر كصبر يعقوب عليه السلام،
وأحسن الظن بربك،
وانتظر بشرى كبشرى يوسف،
وقميصه يعبق بشذا عرقه المذكر بسنوات الوداد، ولحظات البعاد!



ترك ما يشتهي،
والشهوة فائرة،
والجمال خلاب،
والداعية في القصر،
والبلد غريب،
والأبواب مغلّقة؛
فآتاه الله فوق ما يشتهي ويطمح!

يوسف الصدّيق عليه السلام؛
صبر يوم غيابة الجُبّ، حين حزن القلب،
وصبر يوم المروادة، حين يميل الصبّ،
فصار مكينًا أمينًا، وخر له والداه وإخوته سجدًا!

يعيب البعض النساء بقوله تعالى: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} التي ذُكرت على لسان عزيز مصر،
وينسى كيد الرجال على لسان يعقوب عليه السلام: {فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا}.



ذُكر الكيد في قصة يوسف:
أما كيد الرجال فحذّر منه نبي!
وأما كيد النساء فعلى لسان عزيز مصر!
فأيهما أحقّ و أصدق؟!



نعم في القصة كيد النساء..
لكن سبقها ذكر كيد الرجال، وبمن كادوا؟!
بأخيهم النبيّ!
وأبيهم النبيّ!

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}
مكرٌ وكذبٌ وفتنةٌ وكرامة،
فهذه رسائل في طياتها عبر وعبرات،
حريٌّ أن نعتبر بكل واحدة منها.

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء}
حينما تتجرد من قِوى نفسك وشهواتك، وتتعلق بالله وحده؛
ستأتيك الفتوحات؛
بل والكرامات.




{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء}
كلما تمادى الباطل ولجلج، وتجاوز الظالم وأسرف؛
فقد اقترب الفرج، وحان الفتح، وأوشك النصر.

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء}
هل تعلم متى تفرج الغمة ويجاب الدعاء؟
إذا وصلت لحالة اليأس من الأسباب وتعلقت بمسببها.



{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء}
يأتي النصر حين ييأس الإنسان من الناس فلا يكون في القلوب إلا الله جل جلاله.




{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء}
حتى اليأس ينبغي أن يحملك على الفأل ويريك نور البشرى!

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}
أعظم الدروس تؤخذ من قصص الانبياء.





{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}
ما أكثر حوادث التاريخ، وما أقل المعتبرين بها، ولذا خص الله أولي الألباب بالانتفاع بالقصص.

{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا....}
من أدبِ السائل أن لا يقتحم بسؤاله على العالم أو المُفتي، بل يُقدم بما يُلطف به طلبه.

{نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
السمات الخارجية، قد تكشفُ لنا الحقائق الداخليّة، والمواهبَ الخفيّة!

{قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
في لحظةٍ قلّبت الحقائق، واستحضرت المخارج، فألزقت خطيئتها به!
نعوذ بالله من كيدِ النساء.

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
لا تُطلق لسانك في أمر غابَت عنك حقائقه، ولا تعيّر أحدًا بذنبه، فتُبتلى به!

{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
من دياثة الرجل؛ عدم صون محارمه عن مزالق الرذيلة، ومسالك الفتن!
القوامة قيامٌ بالحفظ، وصونٌ من الإثم.

{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا}
شرع في الجواب دون أن يعاتب صاحبه في السجن على النسيان..
العتاب لا يُعيد ماضينا، ولا يُرجع ما فقدناه.

{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}
حسن القصد أبدًا لا يبرر سوء العمل..
والغاية لا تبرر الوسيلة!





{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}
إن ابنك يحب أن لا يشغلك عنه أحد؛
فوازن بينهم،
واستوعب غيرتهم.

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ....}
في كل مكان فرصة لبناء صحبة جديدة.



{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ....}
تألف قلوبهم بهذا النداء والشراكة في محنة السجن..
قلوبنا تنجذب لمن يشاركنا ذات الألم.

جزاك الله خيـراستاذتنا رحيق الورد
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك