✿✿ღღღ✿✿...||...يوسفيات...||...✿✿ღღღ✿✿

{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ}
ظنَّ يوسف في تلك اللحظة أنها تمكنت..
وما علم أنها وقعت على الإدانة التي ستُظهر براءته..
لا تستأ من الانتصارات المؤقتة للظالم!



{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}
من المؤكد أنها تيقنت من عدم مجيئه في هذا الوقت قبل أن تشرع في مراودتها..
ولكن ما الذي جاء به؟!
إنها إرادة الله عز وجل.

{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا}
ليس المشتكي هو صاحب الحق دائمًا .. فقد تكون الشكوى ضربة استباقية من الظالم!



{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا}
لا تظن أن أصحاب الباطل مغفلون؛ إنهم يجيدوا التلبيس والتدليس!

{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا}
ذكرته بأنها أهله لتستنفر غيرته: تجييش ظالم لّلغة.



{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا}
صاحب الباطل يُجيد التمويه والتمثيل!

{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي}
صاحب الحُجّة و الحق لا يُكثر الكلام.



{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي}
ما دُمت صاحب الحق فلستَ بحاجة للصراخ وكثرة الكلام لتُثْبِتَ صدقك .. كن هادئًا.

{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ.....}
إذا اتقى العبد ربه؛ جعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا..
حتى أقرب الناس إلى خصمه يشهدون له، ويؤيدون دعواه.



{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ.....}
الصادقون العادلون لا يمنعهم عن قول الحق صلةٌ أو قرابة.




{إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ}
العقلاء يحكمون على الأشخاص في الخصوماتِ بالدليل والبرهان؛ لا بالميل والهوى.




{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
جميلٌ أن تنطلق أحكامنا من واقع وأدلة.

{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
عديم الغيرة من لا يغضبُ على أهله من الفحش والرذيلة، ولا يحرص على صونهم من مقدماتِ ذلك!



{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
انعدام الغيرة هلاك، وزيادتها دمار..
وكم هي خلقٌ نبيل لو كانتَ باتزانٍ وحكمة!

{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
حتى الكفار يرون الزنا ذنبًا يجب الاستغفار منه .. لا حرية شخصية ينبغي السكوت عنها!



{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
البيوت المخملية - في الغالب - تهمها السمعة الحسنة بين الناس أكثر من وجود الطهر بين جنباتها!

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
لا تأمن على نفسك معصيةً أو فتنة، وإن كانت تظن أن الظرف أو الحال لا يسمحُ بذلك!



{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
قد تنتقدُ فعلًا، وتتشمتُ بالفاعل، فيبتليكَ الله بمثله!
فتنبّه وكن ناصحًا مُخلصًا.

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
لا تتكلم في حادثةٍ لا تعلمُ ملابساتها وتفاصيلها وأسبابها!
ومن عيّر ابتُلي!



{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ}
ليس السماعُ كالمعاينة، لتكون صائبًا في حكمك عليك أن تكون حاضرًا شاهدًا للحدث؛ فقد تتغير قناعاتٌ سابقة لك.

{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ}
الإيمان والطهر يظهر أثره بهاءً وهيبة في وجه صاحبه، فيُكبره الناس ويعظمونه.



{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ}
كل هذا فقط بمجرد رؤيا! كيف لو اختلط بهنّ؟!

{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}
لا يلوم العصاة بعضهم بعضا على معصية الله؛
وإنما على عدم التفنُّن والإتقان في أداء المعصية!




{وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ}
كثيرًا ما يفضح الإنسان نفسه ويكشف أسراره في مجالس الانبساط!



{وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ}
لم يرفض فقط؛ بل استعصم!
أظْهِر شجاعتك عند مواجهة الفتن.

{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}
يعتقد البعض في كل العصور أن السجن يقلل من قدر المظلوم، والله يثبت لهم عكس ذلك، ولكن دون جدوى!



{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}
مسكينة!
ظنّت أن الثوابت تزعزعها كلمات!



{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}
التهديد بضاعة المتسلّطين!



{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}
لا تُفسر الأمور دائمًا على ظواهرها، فكم من ظلمةِ سجن أعقبها عزة، وكم من كربةٍ أعقبها فرج.



{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}
لما ملكت امرأة العزيز أمر السجن شددت النون، أما أن تجعله صاغرًا فليس بيدها؛ فخففتها..
ولم يزده السجن إلا علوًّا!

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
يبذل الصالحون حريتهم .. حتى لا يُمس دينهم!



{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
المخلص يُفضل السجن والتضحية بالحرية على معصية الله!
وصاحب الشهوة يسيح في الأرض ليعصي الله!

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
عند الأولياء؛ يكون الابتلاء مع نعيم القرب من الله؛ أحب من الشهوة العجلى مع جحيم البعد عن الله!
وصاحب الشهوة يسيح في الأرض ليعصي الله!



ما بين {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} و{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
كانت فتنة امرأة العزيز.
العلم النافع قاده لاختيار السجن على معصية ربه.

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
لم يقل: الزنا! عفَّ لسانه أيضًا!



{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
عند القلوب الموقنة تهون جميع المكاره أمام سخط الله وعقابه!



{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
إذا فسدت المجتمعات فسيتحول السجن إلى فضاء فسيح لأهل الطهر والعفة!

{وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ}
هكذا الافتقار!
لم يقل أنا ابن الأنبياء؛ بل تبرَّأ من حوله ولجأ إلى حول الله؛ فعصمه!



{وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ}
العلم الشرعي مانع من الوقوع في المعاصي.

{وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ}
الالتجاء إلى الله والتعلق به سبب للنجاة من الفتن.



{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ}
هل رأيت الاختصاص؛ "ربه" ؟!
ولا عجب، فقد كان قلبه لربه، فاجتباه بقربه.



{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}
تهدئة الأوضاع مطلب شرعي في المجتمعات.

{نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
الناس تبث شجنها إلى من يُحسن إليها، وأولى الناس بذلك هم المصلحون.




{إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
تكررت في السورة .. الأفعال والسِّيما تتحدث أكثر من الكلام.

{ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}
لا تبخل بعلم حباك الله به، فما هو إلا عطيةٌ من ربك، ينزعها ويهبها لمن يشاء متى شاء!




{ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}
من دلائل صدق طالب العلم في تعليم الناس وإخلاصه لله؛ نسبة الفضل لله في علمه.




{مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ}
العقول السليمة تأنف الشرك وتأباه.

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ...}
خطاب يفيض بالإلف والتودد والقرب..
حافظ على قاسم مشترك مع من تتحدث معه؛ فهو أدعى لأن يستمع إليك.




{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
السجن والظلم والغربة لم توقف يوسف عليه السلام عن مهمته الدعوية.. وبعضنا يوقفه أدنى عارض!

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
رغم الكُرُبات .. تُقدَّم عقيدة رب البريّات.




{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
النفوس العظيمة لا تأنف من أن تدعو أي أحد أيًّا كان..
حتى ولو كان سجينًا قد حُكم عليه بالقتل!

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
الذي في قلبه هم الدعوة .. لا يتخلى عنها في المواقف العصيبة.




{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
الذي في قلبه هم الدعوة .. لا يتخلى عنها في المواقف العصيبة.





{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
بالمقارنة تكون المفاضلة، وهو أسلوبٌ دعويٌّ حكيم.

{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ}
قاعدة ربانية لكل طواغيت العالم!



{قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}
لتكون قائد حوار ناجح؛ أمسك بزمام الحديث جيدًا، وأحسن إدارته، ثم اقطعه بالوقتِ المناسب!

{قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} ... {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}
لا تتساهل في تعبير الرؤى؛ فإنها ضرب من الفتوى.



{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا...}
ما الرؤى سوى مبشرات ومنذرات، ليست من رجوم الغيب في شيء، فأنزلوها منازلها!

{اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}
هبوا أنه ذكره في حينها، سيرجع يوسف عليه السلام خادمًا، لكنه تأخر بضع سنين، ليخرج عزيزًا لمصر، ففي التأخير ألطاف جليلة!



{اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}
كانت هذه من فضائل يوسف عليه السلام، وهي: بذل الأسباب الشرعية، ولا ينافي ذلك كمال التوكل.