✿✿ღღღ✿✿...||...يوسفيات...||...✿✿ღღღ✿✿

{وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}
كيف ملك يعقوب لسانه وعينه وهو يرى قميصًا ملطخًا بالدم يؤذِن بفراق ولده؟!
إنه الإيمان والنبوة!

{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا}
إذ كيف يأكله الذئب ولما تسجد له الكواكب بعد؟!
كن بمبشرات الخالق أوثق منك بما تراه عيناك.



{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا}
لا تثق دائمًا بميولات نفسك .. فقد تميل نفسك لأفعال غاية في الشناعة!

{وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ}
لا تستهن بالأشياء والأشخاص الذين تجدهم مصادفة في طريقك أو بجوارك .. فقد يكونون أثمن مما تظن!



{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}
لم يخطر في خيالاتهم أن هذا السر سيفضحه الله في كتاب ينزل من السماء!

{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}
هنا نوازع النفس الدنيئة..
هنا مكرالغريب وحيله المريبة..
هنا إخفاء الجمال المهيب..
هنا استعباد الحرية لتكون بضاعة!



{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}
الدنيا كلها ثمن بخس في مقابل نبي كريم..
فكيف بدراهم، ومعدودة أيضًا؟!




{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}
إذا تسلّط الهوى .. بِيْع الذي من حقّه .. ألّا يُبَاع ويُشترى!

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}
سياقٌ توبيخي ترادفت كلماته اللاهبة حسرةً وأسىً على بيعة تناهى البيّعان في إهدارها!



{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}
كيف عميت أبصارهم عن بريق جماله؟!
عن قطعة القمر المنير في ملامحه؟!
كيف تنكروا لماء الفتوّة الدافق في أعطافه؟!
كيف؟!

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}
أرادوا ذلته وأراد الله عزته، وما قضى الله كائن لا محالة.



{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}
ليس كل ما غلا ثمنه كان نافعًا؛ فاحرص على النافع حتى لو كان في نظرك زهيدًا.

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}
أخسر الناس صفقة في قصة يوسف عليه السلام من باعه بدراهم معدودة!
فلم يكسب برًّا،
ولم يقبض مالًا،
ولم يُربِّ نبيًّا!

{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}
إذا أراد الله بعبد خيرًا ألقى في قلوب من حوله مشجعات ومحفزات يبذلوا بسببها الخير له.



{عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}
عجبًا لنوازع هذه النفس لا تشبع من الانتفاع ولو من صبي صغير، وهي مسوّدةٌ تخطر في الثراءالخصب المترامي!



{عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}
طغيان المادّة يجعل بريقها و جاذبيتها فوق المشاعر الإنسانية الحلوة وحنانها العذب!



{أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}
بفطرته علم أن الإكرام مجلبة لنفع المستقبل، والبعض يظن أن ابنه لن يبره إلا إذا أهانه وقسا عليه في صغره!

{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}
قالها الله بعد ذكر إلقاء يوسف في غيابة الجب، وبيعه بثمن بخس:
الابتلاء أول درجة في سلم التمكين.



{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}
قرارٌ إلهي غالب!
فلتذهب كل الأكاذيب والأراجيف،
ولتتبدّد المكايدات والمؤامرات؛
هباءً شتيتًا رجيمًا!

{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
يؤخذ منها عجز الانسان وضعفه أمام أقدار الله..
فمهما حاول دفعها فإنها ماضية كما أراد تبارك وتعالى.

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}
الأنبياء لا يتم علمهم وفهمهم ونبوّتهم إلا في سنّ الأربعين؛ فكيف بغيرهم؟! فاحرص على الأكابر!



{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}
أي مرتبة تريد الوصول إليها؛ يجب أن تكون مهيأ لها!



{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}
لا تستعجل الثمرة في نفسك؛ قد تبلغُ مناك بعد سنين؛ المهم أن تبني نفسك.

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
تريث حتى تبلغ أشدك ويستوي أودك؛
لتنبع الحكمة من وخط الشيب،
وتجني الإحسان مع المحسنين في غض السنين!

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ}
كُن على حذر، فقد يأتي الخطر مما تظنه مَأمنًا.



{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}
كل سبُل الإغراء والتخفي؛ لكن {مَعَاذَ اللّهِ}!




{وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ}
إذا خلوت بنفسكَ فقد غابت عنك الأنظار، وبقيت مراقبة العزيز الجبار!
استشعرها يوسف عليه السلام، فنجَّاه الله تعالى وأعزّه!

إذا جنحت بك الشهوة،
وتزينت لك الصور،
وقالت بألوانها: {هَيْتَ لَكَ}؛
فهذب طغيانها بقراءة سورة يوسف،
ثم استجمع بقايا إيمانك وقل: {مَعَاذَ اللّهِ}.



{مَعَاذَ اللّهِ}
صدَع بها الشَّاب الغريب يوسف عليه السلام..
صفَع بها الشيطان..
عفَّ فأعفّه الله..
راقبَ ربّه فبقيَ ذِكرُه خالدًا في كتابِ الله!

{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}
في قراءة: "هئت" بمعنى تهيأت: تهيأت وتزينت لمعصية الله؛
أفلا نتهيأ ونتزين نحن لطاعته؟!



{مَعَاذَ اللّهِ}
شعار الأتقياء في الخلوات!



{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ}
إجابة سريعة .. لم يتردد!
أرأيتم أثر الرصيد الإيماني؟!




{قَالَ مَعَاذَ اللّهِ}
من يقدر على هذا الصمود؟!
من يصبر على هذه الفتنة المغرية من كل جانب؟!
ألا إن من صبر على مثلها نال مثل ما نال يوسف!

{قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}
عندما أكرم العزيز مثواه لينفعه؛ نال منه أعظم نفع: صيانة عرضه!



{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}
مهما بلغت في علمك وصلاحك وتقواك؛ فلولا ألطاف الله عليك وتوفيقه لم تُعصَم من الفتن.

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}
افتح عينيّ بصيرتك جيدًا؛
فهناك براهين للرب تظهر يعصم بها أحبابه،
يُذكرهم بها أنه الله الذي لا ينبغي أن يُعصى!



{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}
لا تعجب من نبي كريم يهمّ بأمر كهذا،
فالنفس تضعف كثيرًا في مواطنها وتطيش العقول،
والهرب وحده ملاذ المتعففين!

{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء}
إذا تعبدت لله بالانصراف عن السوء والفحشاء زمنًا؛
يأمر الله بعد ذلك السوء والفحشاء أن تنصرف عنك.



{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء}
إذا قربت من مواقعة السوء فوجدت أقدار الله تصرفه عنك؛
فاعلم أن الله اصطفاك ولم يرد تدنيسك بذنبك!



{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
صدق التعلق بالله جالبٌ لحسن الحالِ والمآل.

{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء}
أمام عاديات الفتن لاتركن لصلاحك السابق، فلا عاصم من أوارها إلا الله، فاستعن بالله.



{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
إذا قوي التوحيد وتحقق الإخلاص؛ عفّت النفس وحُفظ الدين.

{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
النيّة الصادقة تصرف عن الإنسان السوء وإن قرُب منه.



{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
من أخلص قلبه كلَّه لله، وعامله بالسر؛ لم يتخبَّط في ظلمات الشهوات.

{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
من صفّى صُفي له!



{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
من أعظم أسباب نجاة العبد من الفتن: الإخلاص لله عز وجل.

{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
كل هربٍ مذموم لأنه يفصح عن جبنٍ و هزيمة .. إلا الهرب من المعصية فإنه رأس الشجاعة و العزيمة!



{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
فرّ من الفتنة مسرعًا؛ فإن التراخيَ قد يوجد مداخل الشيطان وتأويلاته.

{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
كن حذرًا من مداناة الشهوات، وفرّ منها فرار الآبق،
واعلم أنها ستتبعك وتستبق باب الإغراء، وتلوح من كل جانب؛
فاستبق!




{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
قد لا يكون هناك تصرف سديد تجاه المعصية سوى أن تهجرَ مكانها وأهلها!
ففرّ بدينك منها.

{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
كلاهما يجري..
أحدهما يفر من المعصية، والآخر يلاحقها!
قد نشترك بالأفعال؛ لكن تتفاوت النيات، ويتفاوت الجزاء!



{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
قد تسيران في درب واحد .. والنوايا مختلفة!



{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ}
ليس كل من يسير في طريقك يشاركك الهدف و النيّة!

{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ}
لا تزدرِ كل رث هيئة، معفر الجبين، مشقوق الثوب؛
فقد يكون نبلٌ ما هو الذي شق ثوبه وعفر جبينه!



{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ}
أسوأ حالات العاصي أن تهرب المعصيةُ منه، فيسعى وراءها، وقد تشرب قلبه بحبها!
اللهم احفظنا ولا تفتنَّا!